روايات
رواية ظل السحاب الفصل الثامن 8 بقلم آية حسن
رواية ظل السحاب الفصل الثامن 8 بقلم آية حسن
رواية ظل السحاب البارت الثامن
رواية ظل السحاب الجزء الثامن
رواية ظل السحاب الفصل الفصل الثامن 8 بقلم آية حسن |
رواية ظل السحاب الحلقة الثامنة
وما أن انفتح الباب توسعت عينيها بشدة لتردف: Lord, what am I seeing
“رباه ! ما الذي أراه!!”
نطقت باللغة الإنجليزية دون وعي، مذهولة من المنظر الغريب أمامها! .. الغرفة واسعة للغاية، والجدران مدهونة باللون الأبيض، وأثاثها قديم.. ليس كباقي المنزل الذي أثاثه من أحدث الطراز،
بها سرير، وخزانة للملابس، ومرآة .. كلهم من قطعة خشبية واحدة تعد رخيصة الثمن، كأنها مصممة لغرفة لأحد الأشخاص أقل من المحدودِ الدخل! وليس لرجل ثري مثل مراد الحديدي
تجوب بعينيها الغرفة بأكملها، وكلما وقعت عينيها ع شئ بها تعجبت أكثر .. الأتربة والعنكبوت تسلقا الجدار، والديكور، والمفروشات .. كيف ينام هنا بهذه الغرفة العـ ـفنة! رغم حرصه ع النظافة دائمًا، نعم لن تنكر أن لها رائحة مميزة، ومع ذلك هي لا تطيق الوقوف بها، هذه الدقائق القليلة..
تقدمت خطوتين للأمام، ثم أمسكت بإطار موضوع بجوار الفراش، صورة لفتاة لم تراها من قبل، انعقد حاجبيها متسائلة ف عقلها عن هويتها!
تنهدت ثم وضعتها بمكانها .. أعطت نظرة أخيرة ثم كادت أن تهم بالذهاب،
لكن لا تدري ما الذي أوقفها فجأة وجعلها تمسك بقماشة وتبدأ بتوضيبها وتنظيفها .. أزالت الفراش القديم، والسجاد الموضوع بالأرض،
وازالت العنكبوت وانفضت التراب .. نظفتها جيدًا، حيث تغير شكلها بالكامل، لترتسم ابتسامة ع محياها، تنمو عن سعادتها بعد أن جعلت منها غرفة ملكية .. هكذا أجمل من ذي قبل!
انتهت من التنظيف، لتخرج سريعًا قبل أن يدركها أحد، لكن يبقى سؤالًا واحدًا ف ذاكرتها… من تكون هذه الفتاة الموضوعه صورتها بالغرفة؟!!!
_____
: فريدة! انتي كنتي فين؟ ومال شكلك مترب كدة؟
سألت عفاف حين رأت الغبار يشوب تنورتها وسترتها، اخفضت رأسها لتنظر لذاتها ثم أجابت بربكة
: أبداً دة أنا… كنت بتفرج ع الڤيلا، وكان ف أوضة ضلمة وماخدش بالي انها مهجورة!
ضيقت عفاف عينيها بشك، لكن لم تحاول استجوابها، وهزت رأسها ثم قالت
: طيب انتي خلصتي الأكل؟
: أيوة، هروح أتمم ع كل حاجة قبل ما أمشي بقا
هرولت بسرعة من أمامها، وقلبها يخفق بشده، لا تريد أن يعرف أحد عن تنظيف الحجرة قبل مراد، تود رؤية وجهه حين يراها بالشكل الجديد،
بالتأكيد سيسعد كثيرًا، لا تطيق الإنتظار .. لا تعرف لمَ هي متوترة هكذا، شعور غريب لأول مرة يزورها..
جهزت الغداء وقامت بوضعه ع الطاولة بمساعدة العاملة .. وبعد خمس دقائق دق جرس الباب ودخل مراد ثم ألقى السلام ..
تحركت فريدة صوبه، وع وجهها ابتسامة جلية
: غريبة يعني، اتأخرت أوي النهاردة!!
تعجب من سؤالها ليقول: هو انا لازم أخرج بمعاد وأرجع بمعاد!!
: زي ما تحب، دة زي بيتك برضو!
قالت مازحة، لكن لم يبتسم حتى
لتقول: اتفضل غير هدومك عقبال ما تجهز السفرة
ابتسمت ثم تنهد وهو يومئ إيجابًا .. وصعد للأعلى لكي يبدل ملابسه.. ضمت يدها بمرح وهي تحادث نفسها
: أكيد هو دلوقتي لما يدخل ويشوف اللي عملته هينزل يشكرني، ويقوللي “فريدة انتي أحسن واحدة أنا شوفتها ف حياتي”
ضحكت بمرح وهي تقفز بسعادة .. لكن توقفت عندما سمعت صوت صراخه يأتي من الأعلى ..
تلاشت ابتسامتها فورًا لتتمتم: أكيد دي صرخة فرحة، أو أنثى حاجة ف الرينج دة !!
ليتجمع كل من بالمنزل ع صوته الجَعِر..
عفاف بقلق: ف إيه؟
أحد العاملات: دة صوت مراد باشا بيزعق !
تجمعوا أمام الدرج، ليخرج هو إليهم وشرارات السخط تفر من عينيه كالنا*ر، سار بخطوات بطيئة، تحت نظرات أعينهم المحدقة به، بخوف ودون فهم .. نزل الدرج بأكمله حتى وقف أمام عفاف التي قد انتفض قلبها بين ضلوعها عندما رأت بياض عينيه تحول للحمرة..
: مين دخل الأوضة بتاعتي ونضفها؟
همس بصوت مبحوح هز كيانها ثم صرخ: ميـــن!!!
ارتعد الجميع بما فيهم فريدة التي أحست ببعض الدوار من صرخته
ردت عفاف بنبرة متقطعة: مـ.. ماحدش يا مراد… باشا، مفيش حد دخلها
ليصرخ مجددًا: يعني إيه! عفر*يت دخل نضفها وهرب! أنا مش قايل ماحدش يهوب ناحيتها
عفاف بخوف أكثر ونبرة باكية: والله ما أعرف، بس ماحدش من الشغالين دخلها، حتى اسألهم!
لينظر لجميعهم ويردف بنبرة تحذيرية قوية: اقسم بالله لو ماحد فيكم اتكلم، وقال مين اللي دخلها وعمل فيها كدة ليكون عقا*بي ليكم كلكم … انطقوووا
صرخ بهم ليسمع صوتها تقول: أنا… أنا اللي دخلت أوضتك ونضفتها
أردفت وهي تحايل صوتها ألا يهتز .. ليجحد مراد عينيه .. ليسير صوبها متجهم الوجه، تعابير الغضب والكره، وكل مشاعر البغض تكمن في حدقتيه ..
: مين طلب منك تعملي كدة!
صاح بحدة أجفلتها، لتجيب دون النظر لمقلتيه: ماحدش، أنا لوحدي دخلتها من ورا مدام عفاف
وضعت عفاف يديها ع فمها بصدمة .. الآن هي ف موقف لا تحسد عليه، مراد لن يفوت هذا الأمر ع خير، تحذيراته كانت صارمة بخصوص تلك الغرفة، وقد علمتها فريدة، حين أخبرتها هي بذلك .. لكن لا تدري لمَ فعلت هذا!
قبـ ـض مراد ع ذراعيها بقوة حتى تألمت بشدة .. ثم أردف بنبرة يتخللها القهر والحزن
: انتي اتجرأتي وتدخلتي بخصوصياتي بدون علمي .. سمحتي لنفسك تلمسي حاجات متخصكيش .. بسببك ضيعتي ذكريات حلوة كنت كل يوم بعيشها بين التراب والفرش القديم .. انتي مش نضفتي الأوضة انتي نجسـ*تيها بإيدك اللي مسحت كل ركن فيها وضيعت لمسات كانت بتطبطب ع جر*وح روحي
ليدفعها بقوة حتى تقع أرضًا متأوهة .. هي لم تكن تعرف أنه سيستاء لهذه الدرجة، أو حتى للغرفة ذكريات كالتي يتحدث عنها والتي لا تفهم منها شئ!
صدره يعلو ويهبط بسرعة، أنفاسه تتسارع، كادت مقلتيه يخرجان من مكانهما، وهو يجدحها بغل كأنه يريد ابتلا*عها
: أنا مش عايز أشوف وشك تاني .. اطلعي برة .. غوري من هنا
صرخ بعصبية مفرطة حتى انتفخ عرقه، واحمر وجهه بشدة .. حاولت النهوض وهي تقاوم دموعها التي تكونت ف عينيها ..
لتتمتم بصوت ضعيف ونبرة تجهش بالبكاء والتي حاولت أن تجعلها طبيعية
: أنا بجد مش فاهمة أنا عملت إيه مخليك مضايق بالشكل دة .. لو كنت أعرف… لو كنت أعرف انك هتزعل ما كنتش فكرت أدخلها
لقد بدأ صبره ينفذ: وانتي دخلك إيه أصلاً! بتتصرفي من دماغك ليه .. انتي كنتي واصية عليا! انتي مجرد شغالة متعمليش أكتر من اللي أنا أأمرك بيه!
بكت بصوت لأنها لم تتحمل صرخاته وإهاناته، حتى جعلت عفاف والعاملات يشعرن بالحزن تجاهها،
لتردف بأسف: أنا آسفة بجد
: أسفك دة هيرجع إيه! إيــــــه؟؟؟؟؟؟
ظل يثور، ثم بدأ بتكسـ_ير وتهشـ_يم أي شيء أمامه وهو يصرخ بو*حشية .. حـ-طم كل ما كان حوله حتى الطعام، غير واعي كأنه مغيبًا .. ظللن جميعهن يبكين ع حاله،
هذا المرة الأولى التى يصل فيها غضبه لهذه الدرجة .. هن لا يعلمن كم الألم الذي يسكن في داخله،
رفع بمعصميه ثم نزل بقوته ع الطاولة الزجاجية م-حطمًا إياها إلي أشلاء، حتى سال د*مه بعد أن دخلت إحدى القطع ف يده،
لتصرخ عليه هي بخوف: مراد…
ليدخل عماد ف هذه اللحظة ويرى الد*م ينفر من كفه ليصيح عليه: مراد باشا
جرت عليه هي بلهفة لكنه صاح بها بقوة: ابعـــدي عني
لتقف مكانها والدموع تسيل من عينيها
عماد: ف إيه يا باشا، إيه اللي حصلك؟ مدام عفاف إسعافات أولية بسرعة
استعجلها حتى يوقف النز*يف .. لكن مراد قد ضعفت قوته ليسقط مغشيًا عليه..
عماد بخوف: مراد باشا…
_______
بعد ساعة ..
خرج الطبيب من الحجرة الموجود بها مراد ليسأله عماد في قلق ..
: طمني يا دكتور !
: انهيار عصبي حاد، واضح من منظر البيت إنه اتعرض لصدمة نفسية شديدة ! .. هو إيه اللي حصل؟
: والله يا دكتور ما أعرف، أنا جيت لقيته بالمنظر دة
هز الطبيب رأسه ليردف: ع العموم أنا أديته حقنة مهدئة، وكتبتله ع شوية أدوية هيريحوه .. بس لازم يبعد عن أي ضغوط
: حاضر .. اتفضل يا دكتور
ليأخذ الطبيب ويوصله للخارج بعد أن أعطاه الروشتة..
: انتي رايحة فين يا فريدة؟
سألت عفاف عندما وجدتها تقترب من الدرج، لتقول بضعف
: رايحة أطمن ع مراد
: بلاش يا بنتي، انتي سمعتي الدكتور قال أيه، بلاش يتعرض لزعل!
: أنا بس هشوفه وأخرج بسرعة
قالتها بنبرة مبحوحة للغاية وعيون لامعة بالدموع .. ليدخل عماد ويقاطعهما
: ممكن أعرف اللي حصل بالظبط؟
لينكمش وجه فريدة بملامح بكاء، ثم تجري مسرعة من أمامهما .. مغادرة المكان بأكمله .. لن تتحمل نظرات عتاب عما سببته له، فبالطبع الجميع سيلومها هي وليس سواها .. الآن تلـ-عن نفسها كثيرًا .. نادمة ع ما فعلت!
_____
ف نفس اليوم بالمساء..
نائمًا ع الفراش يحرك رأسه بضعف، ويفتح عينيه ببطء شديد ليهمس بإعياء
: مية…
نهض عماد بسرعة من المقعد الذي يقبع بجانب السرير، ويعطه كوب الماء بعدما ساعدته ع الاعتدال قليلًا..
ارتشف الماء مرة واحدة.. ظمآن كمن كان يمشي لساعات تحت أشعة الشمس الحارة
أخذ عماد الكوب وقال: حمد لله ع سلامتك! .. تحب أجبلك أكل؟
نفى برأسه: لا امشي انت
: مش هينفع أسيبك وانت تعبان!
بضيق وضعف: بقولك امشي .. مش عايز حد!
هز رأسه بسرعة لأنه لا يريد أن يتعبه أكثر، يكفي ما حدث له ..
: حاضر، انت بس متتعصبش
أعطاه ظهره ليسير تجاه الباب قبل أن يمسح دمعة حزينة كادت تهبط ع وجنته..
أغلق عماد الباب خلفه .. ليسند مراد ظهره للوراء، مغلقًا جفنيه بقوة .. بمحاولة منه ألا يتذكر ما حدث .. إنه متعب للغاية .. يشعر بوكزة بقلبه .. جسده يتناثر كالأ*شلاء .. ما فعلته فريدة قد أيقظ ذكريات لم تخمد بعد
تنـ-هش بعقله كالأ*سد الذي يهـ_تك بلحم فر*يسته .. ظل يكبح تلك الأفكار حتى غلبه النعاس من كثرة التعب …
_______
تجلس على فراشها حزينة، تشعر بالخذي مما جرى .. لم تتوقع أبدًا ردة فعله العـ-نيفة تلك .. صرخاته تؤلمها حين تذكرتها .. تشعر بالألم نحوه، لا تعلم ما مر به سابقًا حتى يصل لهذه الدرجة العالية من الغضب ..
يا ليتها لم تدخل وتسبب تلك الفوضى العارمة .. تمنت وبشدة ألا تفعل .. أغلقت جفنيها وبدأت بالبكاء والنحيب..
______
: أستاذ عماد…! يا أستاذ!
كان نائمًا ع الأريكة منذ الأمس .. نكزته عفاف بخفة لتوقظه من النوم، ليستفيق بفزع ويسأل بخوف
: مراد باشا جراله حاجة ؟؟؟
أردفت بسرعة: لالا اهدى، هو كويس وأنا طلعتله الفطار
تنفس الصعداء ثم قال: طب أنا هطلع أطمن عليه
: تحب أعملك حاجة تشربها؟
: يا ريت شوية قهوة عشان دماغي تتظبط
ثم صعد للأعلى عند مراد..
_______
خرجت فريدة من الفصل بعدما انتهت من الامتحان التقييمي.. ثم نادت عليها نرمين صديقتها، لكن لم تكن منتبهة..
: بت يا فريدة! بقالي كتير بنادي عليكي، ف إيه؟
نظرت لها بتيه ثم أجابت: مفيش حاجة، مصدعة شوية
: سلامتك، طب عملتي ايه ف الامتحان؟
هزت رأسها بضعف: صدقيني مش عارفة انا كتبت إيه!
لتلاحظ نرمين مدى تغير فريدة وتقترب منها وتسألها ف حنو: مالك يا بت! حصلت حاجة لجدتك؟
نفت برأسها لتسأل مرة أخرى: طب انتي ف إيه، شكلك مش مظبوط!
فورًا ارتمت بين أحضانها، وشرعت ف البكاء مع شهقات عالية .. كأنها كانت تود أن يسألها أحدهم لتفرغ الطاقة السلبية التي تكونت ف قلبها..
مسدت ع شعرها: اهدي يا فريدة… تعالي احكيلي مضايقة من إيه..
ليخرجان سويًا من المبنى، ذاهبتان إلى مكان هادئ ليتحدثا
________
مراد بحجرة ثانية غير غرفته الخاصة، ليدخل عماد بعد أن طرق الباب .. ثم سأل وع وجهه ابتسامة
: يا صباح العناب، النفسية حلوة ولا هباب؟
تعمد أن يشاكسه بطرافة .. لكن لم يستجيب لمزحه ثم قال
: شيل الأكل دة، انا مش جعان
: ماينفعش يا مراد باشا، دة الدكتور كتبلك ع أدوية ولازم تتغذى
ليزمجر: قولت مش عايز
: خلاص اللي يريحك
قال ليريحه وحتى لا يغضبه ثم أردف: أنا هروح اتصل وأبلغهم ف الشركة إنك مش رايح، وراجع تاني
خرج عماد وهو يحمل صينية الطعام .. ليستلقي الآخر ع ظهره، ويميل ع جنبه بضيق
______
بعد يومان ..
سيارة تقف خارج ڤيلا الحديدي، وتهبط منها سيدة تبدو صغيرة السن، ويظهر عليها الحيوية .. وملابسها أنيقة ومهذبه … ليهرول إليها البواب ويهتف بسعادة
: ست نيرة! يا مرحب، حمد لله ع السلامة
مدت يدها بالسلام، وارتسمت ع وجهها ابتسامة: ازيك يا عم بركات يا راجل يا طيب
ثم تدخل من البوابة والعم بركات خلفها بالحقائب: والله الڤيلا نورت، يا أهلاً يا أهلاً .. مراد باشا هيفرح قوي لما يشوفك
: هو فين! دة وحشني أوي، أكيد ف الشغل!
: لا، دة بقاله يومين مش بيخرج من البيت، لأنه تعبان
استدارت بسرعة ثم قالت ف قلق: تعبان؟ ليه ماله؟
سألت بخوف، ليجيب: الدكتور قال انهيا*ر عصبي
انهيا*ر! … دلفت مسرعة داخل الڤيلا وهي تهتف بإسمه بلهفة
: مراد! … يا مراد
صعدت الدرج بثوانٍ حتى وصلت امام الحجرة التي بها مراد.. وتفتح الباب سريعًا، تجري نحوه ليهتف عند رؤيتها باندهاش
: نيرة!
لتحتضنه ف لهفة وشوق يصحبهم قلق
ثم تهمس وهي تحتضن وجنتيه بين كفيها: مراد، مالك يا قلبي حصلك إيه؟
تمتم بهدوء: متخافيش أنا كويس .. المهم إنتي عاملة إيه؟ ومقولتيش ليه انك جاية!!
: ماكنتش عايزني آجي واشوفك تعبان مش كدة ! .. طب الحمد لله اني متصلتش بيك وإلا كان زماني ماعرفش!!
: مش حكاية ما تعرفيش، بس مش عايز أقلقك!
مسدت ع وجنته برفق، لتقول ف حنو: ولو ما كنتش اقلق عليك انت، هقلق ع مين!!
نمت ابتسامة صغيرة ع ثغره، ثم سألت: احكيلي ايه اللي حصل وخلاك تتعب كدة
انعقد حاجبيه بعبس شديد، ثم قال: أنا مش عايز افتكر اللي حصل، ويا ريت انتي كمان متسأليش
تنهدت بقوة، وعملت أنه لن يقول .. لكن فضولها وقلقها عليه جعلها تنزل إلى العاملين وتسألهم..
: انا عاوزة أعرف ايه اللي حصل لـ مراد بالتفصيل!
أمرت نيرة عفاف بالتحدث، لترتبك الأخرى من سؤالها.. جعدت نيرة جبينها من سكوتها وعلامات التوتر تكسو وجهها..
: ف إيه يا مدام عفاف! مالك واقفة مش ع بعضك كدة!
تلعثمت: لا لا أبدًا
ثم بدأت بسرد الأحداث لها .. عفاف تعرف جيدًا ان نيرة لا تحمل أن يمس مراد سوءًا أو أحدًا يضايقه مهما كان ..
عقدت يديها ع صدرها وقالت بحزم: طب أنا عايزة أعرف عنوان أو تليفون البنت دي!
ابتلعت عفاف لعابها .. الآن فريدة ف موضع محرج حقًا ……….
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ظل السحاب )