روايات
رواية ظل السحاب الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية حسن
رواية ظل السحاب الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية حسن
رواية ظل السحاب البارت الخامس عشر
رواية ظل السحاب الجزء الخامس عشر
رواية ظل السحاب الحلقة الخامسة عشر
: وحد يخش بالطريقة دي برضو؟
أردف مراد لـ معتز الذي دلف دون استئذان .. ليرد ف سخط
: هم كلمتين وهمشي ع طول!.
: ازيك يا معتز، كدة برضو متسلمش ع عمتك!
قالت نيرة بعتاب ليقول بجفاء: أنا مش جاي عشان أسلم .. ممكن بقا نتكلم لوحدنا!
قال موجهًا حديثه لـ مراد الذي يود أن يلكمه بسبب رده السمج .. وتحركت نيرة خارج الغرفة مبتئسة منه، وتتابعها فريدة ..
جلس مراد فأردف: خير! إيه اللي جابك؟
سأل رغم علمه سبب مجيئه .. ليقول
: انت عارف كويس أنا جيت ليه!
ليضبط من سترته ويردف بتهكم وهو ينظر له: وأنا هعرف منين! يكونشي ف رابط بيني وبين دماغك، ف اللي بتفكر فيه يوصلني!
حاول الهدوء: من غير تريقة، انت فاهم إن مفيش حاجة ممكن تجيبني غير المستندات!!
تصنع عدم الفهم، وهو يخرج طعامه من الصندوق
: بصراحة أنا معرفش انت بتتكلم عن انهو مستندات!
زم شفتيه ثم نفخ الهواء من أنفه بحنق، ليردف بحالمية أكبر
: اللي كانت ف مكتبي!!
همهم مراد بعدما قضم لقمة، ثم قال بمكر: مش فاكر برضو! .. بقولك، ماتيجي تاكل شكلك ماتغدتش زي حالاتي..
قبض على حرف المقعد باغتياظ من بروده، ثم قال
: بقولك ايه انت، ما تيجي دوغري وتقوللي انت عايز إيه؟
رفع طرف عينه ثم أردف مستنكرًا: أنا مش عايز حاجة، انت اللي عايز!!
بحنق: أنا ماشي .. بس عايز اقولك إن الورق اللي عندك خطر أوي، والناس اللي وراه مش هيسكتوا
انتهى من كلامه ثم غادر .. شرد مراد ف اللا مكان يفكر .. لن يهدأ معتز حتى يحصل ع الأوراق؛ لكن مع ضمان وجودها في قبضته، سيعرف هؤلاء الذين أعموا عينيه وسلطوه ع نفسه حتى أقبل على تلك الفعلة السوء..
______
: ألا قوليلي يا فردة أصلية، هو مين الغتت اللي دخل عند مراد، أخو البت المعصعصة اللي اسمها نانسي ولا إيه؟
سألت فريدة، لتومئ نيرة برأسها بإيجاب وتقول: أيوة، يبقى معتز ابن اخويا عثمان
: واضح الرخامة طبع ف العيلة كلها!
أجهشت بالبكاء بأسى، لتقلق فريدة وتسأل: ف إيه يا نيرو انتي زعلتي من كلامي؟
نفت برأسها: أنا زعلانة ع جحود أخويا وولاده عليا، مش فاهمة بيعملوا معايا كدة ليه
قامت فريدة بسرعة ومالت بجذعها وهي تمسد ع كتفها بحنو .. لتردف بلين
: دول عيال هلافيت، ما يستاهلوش يكون ليهم عمة قمر زيك كدة .. ممكن تعتبريني بدالهم، لو مش هتمانعي يعني
لتنهض نيرة وتحتضنها: أنتي أكتر من كدة، كفاية اللي بتعمليه عشاني
لتبتعد فريدة قليلًا وتزيل دموعها برفق: طب خلاص بقا بطلي عياط، مش ناقصين نكد، كفاية اللي بيعمله ابن اخوكي فيا
ضحكت: حاضر
أجلستها بمقعدها، ثم عادت فريدة مكانها وأردفت
: يلا كملي الحكاية، نتسلى شوية قبل ما أروح
تنهدت نيرة ثم أومأت برأسها، وعادت للقصة عند آخر نقطة استقرت عندها ..
جلس مراد ع طرف الفراش يتنفس بحنق، بسبب ما قالته رغد، حاول السكينة قليلًا، ليدق هاتفه بنغمة تذكير .. فيجد أن معاد الدواء لـها قد حان،
اتصل عليها حتى يخبرها أن تتناوله رغم تذمره، إلا أنه لا يستطيع تجاهل أمرًا هامًا يتعلق بصحتها..
انتهى الرنين دون رد .. عاد مرة واثنان وثلاث وأيضًا لا تجيب، انتابه القلق .. هل حدث لها مكروه؟! قام مذعورًا من مجلسه، وقلبه انتفض خوفًا .. تحرك بسرعة خارج غرفته وهو يعاود الاتصال مرة أخرى .. فتقابله نيرة وتلاحظ اضطرابه وتسأله..
: مراد، مالك شكلك قلقان ليه؟
توترت أنفاسه: مش عارف يا نيرة، بتصل بـ رغد ومش بترد، خايف يكون جرالها حاجة
: متقلقش يمكن مش سامعاه.
تأفف: مش سامعاه ازاي أنا لسة جاي من عندها
كادت لترد، لكنه سبقها وخرج في همة وصعد عربته وانطلق إلى بيتها..
وصل مراد عند الغرفة التي تقطن بها، استمر في الطرق لعدة لحظات، وعندما لم يأته رد تملكه الخوف؛ فضرب الباب بكتفه لينفتح مرة واحدة، ويجدها مرمية أرضًا فاقدة الوعي، تسمر مكانه لبرهة، ثم انطلقت صرخة منه وهو يركض نحوها..
: رغد… قومي يا حبيبتي، إيه حصلك؟
حملها على ذراعيه، ووضعها برفق ع الفراش .. كان الرعب ينهش بأحشائه ذعرًا عليها..
: رغد، فوقي يا قلبي أنا جنبك
يدلك شحمة أذنها برفق حتى تستعيد وعيها، ثم مسد ع وجنتها بحنوٍ، فبدأت تهمهم وهي تحرك رأسها ببطء، حتى فتحت جفنيها.. فاقترب منها وهمس بمخملية
: رغد.. روحي انتي كويسة؟
: مراد؟
تعجبت ثم سألت وهي تجهش: انت رجعت تاني؟ أنا كنت فاكراك زعلت ومش هتيجي تاني؟
: اهدي أنا جنبك، ومش هسيبك
ليجذبها نحوه ويضمها بلطف، فتردف بدموع
: أنا آسفة، والله ما كنتش عارفة انك هتزعل بالشكل دة
مسد ع ذراعها: متعتذريش، أنا اللي غلطت لما سبتك ومشيت
طبع قبلة ع شعرها: خضتيني عليكي يا مجنونة
رفعت رأسها عنه وسألت برقة: اتخضيت ليه؟ هو أنا مهمة عندك للدرجة دي!!
: لا خالص، انتي متفرقيش أصلاً
سخر من سؤالها، لينكمش وجهها ف إحباط
ضغط ع كتفها وهو يجذبها إليه ويضحك: هبلة وبتصدقي أي حاجة .. رغد…
تطلعت إلى خضراوتيه: نعم؟
ليتوه الآخر بهما ويهمس: أوعي تفكري اني ممكن ابعد عنك مهما حصل، ماشي يا رغدتي؟
أومأت برأسها، فيقول: يلا بقا عشان معاد الدوا بتاعك فات
ليجدها فجأة تحتضنه دون وعي فيتيبس جسده لبرهة .. ثم حاوطها بذراعيه أكثر
: أنا ماليش حد غيرك، لو انت بعدت عني مش هيبقالي حاجة أعيش عشانها، خليك جنبي ومتسبنيش، أنا مفيش حد حسسني بوجودي غيرك، ماليش صحاب ولا أهل ولا عزوة، أرجوك ماتبعدش
تشبثت به أكثر وهي تستعطفه بصوتها الشجي والأجهش، برعشة بدنها التي تخترق قلبه .. ضمها حتى كادت عظامها أن تكسر؛ ليطمئنها ويثبت لها أنه لن يتخلى عنها ما دام حيًا..
مضت شهور قليلة، فعرفا الأثنان الحقيقة وراء مشاعرهما .. تحسنت صحة رغد للأفضل، بفضل الله ثم برعاية واهتمام كبير من مراد الذي طالما كان معها، يمكث ليل نهار بجوارها ..
يجلس أمام الحاسوب وبجواره بعض الأوراق، منهمك ف عمله .. تسير على أطراف أصابعها ببطء، وتتقدم لـ مراد الذي يجلس معطيًا ظهره، ثم ع حين غفلة تقترب من أذنه وتصرخ بمرح..
لينهض باندفاع وهو يمسك بالسلاح، وما أن رآها تقهقه، هدأ ..
هدرت وهي تقفز بمرح: وخضيت مراد بـــاشــا …هيــه
لتضحك مجددًا، فتراه يقف يحدق بها بلا استيعاب، فتقفز لتحتضنه، لتقول برقة..
: إيه مالك مبلم كدة ليه؟!
شدد ع خصرها ليهمس بنبرة غامضة: انتي بتخضيني؟ تحبي أخضك أنا بطريقتي؟
لتندفع مبتعدة عنه وهي تبتلع لعابها.. لتنمو ابتسامة جانبية ع ثغره، فيعود للحاسوب مرة أخرى ..
: هو أنت مشغول ف إيه؟
سألت وهي تقترب لتجد أوراق كثيرة مطبوع عليها صورًا لرجال هيئاتهم غريبة..
: هو إيه دة يا مراد؟ ومين الناس دي؟
: دول مجرمين يا حبي، أول مرة تشوفي الأشكال دي طبعاً
هزت رأسها، ليجذبها من خصرها نحوه ع حين غفلة، فتتوسع عينيها، ويخفق قلبها بقوة من قربه .. ثم تسأل وهي تحاول أن تتملص منه برفق
: إيه عايز إيه؟
: بخضك!
ليتركها بعد أن رمقها بنظرة لم تطمأن لها، جمع الأوراق ف مستند واحد ثم رن هاتفه، وأجاب
: طب أنا جاي حالًا، سلام
أغلق الهاتف فتساءلت: انت ماشي؟
: أيوة، حصلت حاجة ولازم أكون ف الجهاز دلوقتي
نهض، وقام بوضع المسدس خلف بنطاله، ثم قالت
: طب هشوفك تاني إمتى؟
: هبقى اتصل بيكي!
قبلها ف جبينها ثم ذهب مغادرًا..
______
عادت فريدة للمنزل فتجد عز الدين يجلس برفقة الجدة، يهز ساقه في اضطراب، عقدت حاجبيها ثم القت السلام..
ليهتف عز هو يكظ أسنانه: يا أهلاً وسهلاً بالآنسة اللي رافعة راسي
: مالك يا بابا، شكلك مضايق؟
: عملتي إيه ف امتحانك يا فريدة؟
سأل وهو يفرك فكيه، ليسير الرعب إلى أوصالها، فتهتز نبرتها..
: الحمد لله، فل الفل
: كام يعني ؟
صاح فانتفضت، لتردف بثقة بلهاء وهي تحرك جسدها: الأولى ع المجموعة طبعاً…
فحمحت: 80/100
تذمر: 80 ولا 20 يا فريدة!!!
هتف وهو يرفع بورقة، لتحدق بها ف اندهاش
: هو حضرتك جبت الورقة دي منين؟
: صاحبتك نرمين كانت جاية عشان تجيبهالك، وقابلتني صدفة وأدتهالي
تمتمت من تحت أسنانها: يا حيوانة يا بنت الحلاليف .. يا بابا أنا هفهمك
أعطاها ظهره وهتف ساخطًا: تفهميني إيه بس، معقول يا فريدة كدة، وأنا اللي مفكرك بتذاكري ليل نهار، ف الآخر جايبة 20 يعني ساقطة!
: بابا عشان خاطري اسمعني
وقفت أمامه تستعطفه، فأشاح بوجهه، لتترجى للجدة
: والنبي يا تيتة، خليه يديني فرصة أشرحله
عقد ذراعيه: هتشرحي إيه ها؟ إنك فاشلة وعديمة المسؤولية؟
: يا بابا دة مجرد اختبار، يعني مش مهم
قالت ببساطة ليتذمر: وهو عشان اختبار تجيبي درجة وحشة، انتي مش مكسوفة من نفسك!!
انفرجت ابتسامة بلهاء: بصراحة لأ
: انتي كمان فرحانة!!
صاح مندهشًا، لتغلق فمها، وتردف الجدة بتهكم
: أهدى يا عز، يعني هي داخلة مجلس الشعب! .. مبروك عليكي ال 20 يا حبيبتي
لتقبلها ف وجنتيها، والأخرى ترد بابتسامة: الله يبارك فيكي يا ريدة يا قمر
لتجد والدها يحدق بها باغتياظ، وهو يضغط ع راحة يده
_________
: حاطة إيدك ع خدك ليه يا فريدة؟
سألت عفاف حين رأتها شاردة وتسند رأسها بيدها، ثم ترفع ببصرها إليها..
: سيبيني ف همي يا حاجة عفاف، اللي فيا مكفيني
هبط مراد الدرج فيراها، ليبتسم بخفة متذكرًا درجة اختبارها، فيتحرك نحوها..
: طب تحبي أعملك حاجة تشربيها تروقك!
سألت عفاف، فردت الأخرى: متشكرة
ذهبت عفاف ليقف مراد أمامها فيقول بعد رؤيته للحاسوب وبعض المذكرات موضوعة أمامها..
: انتي لسة بتذاكري؟ أنا من رأيي تلميها أحسن بدل مانتي مضيعة فلوسك ووقتك ع الفاضي!
سخر منها لتقف بحنق: شوف يسطا أنا لم ولن أفشل، ومش معنى اني جبت درجة وحشة يبقى أتراجع عن حلمي
: وإيه هو حلمك يا أستاذة طموحات!
تهكم فأردفت: هو انت فكرك دخلت المجموعة دي ليه؟ عشان اتمنظر ع مخاليق ربنا؟!!
رفع حاجبيه فتمتم: مخاليق؟
لتتابع باستنكار: ابسليوتلي، دة أنا بعمل كدة عشان أشتغل ف شركة محترمة، سكرتيرة بقا مديرة، ما يفرقش معايا الألقاب!
هز رأسه ساخرًا: لأ برافو سقف طموحك عالي .. هو انتي خريجة إيه؟
توترت ثم حمحمت: أنا دبلوم صناعي، أصلي مجبتش مجموع يدخلني ثانوي عام!
هز رأسه: لا استمري، هتنجحي
كانت تظن أنه يستهزأ بها، فهدرت دون استيعاب
: انت بتتريق عليا عشان مش معايا شهادة عالية؟ مانت كنت ظابط، وبقيت من كبار رجال الأعمال!!
رفع ببصره مندفعًا ليقول بعينين حادتين: انتي مين اللي قالك؟……………
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ظل السحاب )