Uncategorized
رواية توليب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سلمى سعيد
رواية توليب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سلمى سعيد
رواية توليب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سلمى سعيد |
رواية توليب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سلمى سعيد
باسوان جميعها تجولوا وتستطيع ان تقول إنها طائرة بين طيات السحاب، يغرقها هو بعشقه وحنانه وبكليمات غزله الا متناهيه أيضاً ، ومجنونه التي تحاول مواكبته كان كل شئ يسير علي ما يرام حتي تلك اللحظة المجنونه
_ يا نهار اسود ومنيل ، هو انت في حد مسلطك عليا يا ابني ، انا لو مرات ابوك مش هتعمل فيا كده بجد
قالتها وهي علي وشك البكاء بعدما كانت ضحكتها تصدح بنغمات عاليه للغايه.
تنهد اسر بصوت عالي، اجابها بهدوء وبرود أعصاب يثير دهشتها دائماً
_ في ايه بس يا تولي، ما احنا كنا حلوين يا روح قلبي
نظرت له بحنق طفولي وهي تدب الارض بقدمها في اعتراض مباشر،بينما تائهب هو لأي محاوله منها للفرار من المكان.
وبالفعل باغتته بركضها السريع من جانبه هاربه من افكارة المجنونه ولكن لم يحالفها الحظ ، اذا بالحظة وجدت نفسها طائرة بالهواء نتيجة حمل اسر لها من خصرها سريعاً
ضربت بقدمها في الهواء باعتراض وهي تصرخ به
_ اسر لا يا اسر، ولا مش هقدر انا لو عملت كده هنزل للارض جثه هامدة ، سبني وحياة عيالك يا شيخ
احكم قبضته عليها بأحد زراعيه وبيده الآخرة ابعد خصلات شعرها عن وجهها متحدث بهدوء محاوله اقناعها
_ يا روحي متخافيش انا معاكي ، وبعدين ده احنا هنط من الطيارة مش اكتر متخافيش والله هتنبسطي اوي ، وهتدعيلي كمان
ذاد هلعها وهي ترا أنهم اقتربو اكثر من موقع الطيارات الرياضيه التي من المفترض أن يقفزو منها ب سترات البراشوت
أدار جسدها لتكون في مواجهته وهو مذال حاملها عن الارض ، تحدث بابتسامه مشجعة
_ متخافيش بجد ، دي حاجة سهله خالص ومسليه جدا، وانا متأكد انك هتنبسطي جدا جدا اول لما تنزلي
نظرت بداخل عيناه وتحدثت ببوادر بكاء
_ مش هلحق انزل عشان اتبسط يا أسر، انا اول لما انط من الطيارة. السر الإلهي هيطلع علطول قبل ما اوصل للارض وصوت واردة بيرن في ودني..وهطير وارفرف في الفضاء وكفايه عمري كفايه عمري اللي انقضااا..
لم يستطع كبت ضحكاته علي حديثها هذا، مجنونه وفكاهيه للغايه انه يعلم انها حزينه للغايه بسبب والدتها ومنذ تلك الزيارة لهم بالمشفي ، كانت تنتظر المزيد..المزيد من الحديث والمزيد من الاعزار د والمزيد من كل شئ كانت تقوله جيلان.. كانت تنتظر عناق مثلا!! ولكن خوف جيلان من الرفض من اتجاه توليب جعلها تصمت.
كانت ماذالت تنظر له برجاء وهي ترمش باهدابها ورسمت تلك الابتسامه التي تسلبه عقله علي وجهها ، حسنا لم يجد حلاً اخر بعد كل هذا ، مال عليها وقبل وجنتها بعمق شديد
تحدثت بسعادة غامر
_ ايه خلاص ، مفيش طيارة
_ مفيش طيارة يا ستي ، بس ده مؤقتا بس
اومات براسها سريعا ، ثم غمرته بعناق حار، بادلها هو ايهاه وهو يستنشق رائحة خصلاتها الذهبيه بهيام ، ويشعر بخفقات قلبه تذداد عشقا بها اكثر فأكثر ودون توقف
_ تعالي ، هوديكي مكان احلا
_________________________
نهض عوني متحدث قذهول وصدمه
_ يعني ايه اتقبض عليهم في مخدرات
أجاب باسم بهدوء شارحا الوضع
_ زي ما شرحت لحضرتك ، والمحامي قال ان القاضيه لبساهم لبساهم وا٤ل حاجة فيها ٢٥ سنه لأنهم ممسكين بكميه كبيرة وكمان اثار يعني مفيش خروج منها ، وكمان جم وفتشو الُسفن بتاعتنا وأنا سمحتلهم وسكت لاني مش خايف من حاجة وشغلنا كله نضيف
جلس بذهول يحاول استيعاب الفعله الشنيعة التي قام بها اخوه وابنه، لا يصدق انه كان يريد تزويج ابنته لعزيز ، حمد الله بسره لان صبا لم تتزوج ذلك الإنسان ورزقها ب باسم
كادت دمعة تفر من عيناه بسبب افكاره المتزاحمة واحساسه بالذنب اتجاه ابنته
فهم باسم ما يدور برأس ذلك الرجل ، شئ واحد فقط جعله يريد مساعدته، انه ان٠ب تلك الصغيرة التي أصبحت كل حياته وما يدور حولها
اقترح ببعض التردد
_ ايه رايك تسيبك من كل ده خلاص كل واحد خد جزاته، خليك في اللي يخصك فعلا ، ايه رايك تروح تجيب صبا من المدرسه و تراضيها بكلمتين حلوين كده ، بس بلاش أحضان عشان بغير هااا
انهي حديثه مازحا ليقلل من حرج الموقف ، أدار عوني الحديث براسه قليلا ، بالفعل ي٠ب ان يصلح علاقته مع ابنته ولا يشغل عقله بشئ اخر حتي الماضي لان التفكير به لن يفيد ابدا باي شكل كان
كانت منال تراقب الموقف من علي الدرج ، لم تشعر بالذهول من خبر القبض علي مصطفي وعزيز لأنهم اشخاص دون ضمير وهي تتوقع منهم دائما الأسوء من هذا ، لكن حديث باسم هو ما جعلها تترقب اجابه عوني بانتباه شديد
تحدث عوني بابتسامه متأمله الكثير
_ عندك.حق يا ابني ، انا هروح اجبها كفايه خصام لحد دلوقتي
_________________________
وضع يديه علي عيناها حاجبا عنها الروئيه ، ولكنها تشعر بذلك البرد والهدوء التام بالمكان لا تسمع سوا صوت العصافير فقط ورائحة تعلمها جيدا ، تحدثت متسائله وهي تضع يدها علي يظه اسر
_ احنا فين يا أسر
لم تجد رد فقط توقف أسر عن السير بها ، بهدوء ازال يده..لتفتح هي عيناها ببطء..ما لبست حتي جحظت عيناها من الذهول..حديقه كامله من ازهار التوليب بجميع ألوانها الذاهيه بشكل رائع الجمال..رغم أنها تهتم بالازهار بمشتلها الا انها لم ترا ذاك الكم من قبل وبذلك الشكل المبهر للأعين..ينبض قلبها بجنون من السعادة المبالغ بها
التفت سريعا لأسر ولكن كانت هنا الصدمه، اسر البارون جاثي على ركبته، تحدث وهو ينظر لعيناها المذهولة
_ حلو الورد صح!!
اومات براسها وبدأت الدموع تتجمع بهما ليكمل هو
_ بس انتي احلا ، احلا وردة توليب شوفتها في حياتي وبقت من نصيبي انا بس ، ربنا أراد ارجع من اخر الدنيا عشان اقبلك انتي وتبقي بتاعتي لوحدي يا احلا وردة توليب
نهض من جلسته ضغط على يدها واكمل بسلاسة وهو يتأمل عيونها الخضراء
_ اوعدك يا تولي انا هعمل كل حاجة عشان تبقى مبسوطه و
لم يكمل حديثه حتى قفزت متعلقه بعنقه محتضنا بشدة من فرط سعادتها ،ضمها هو ايضا واخذ يدور بها بسعادة بالغة
_ انا بحبك اوي
اجابها بغرور مؤكدا
_ ده اكيد
ابتعدت عنه ضاربه اياه بكتفه بقبضتها من غروره الذي لن يتخلى عنه يوما ، ضحك هو بصخب على ردة فعلها..لتذيد ابتسامتها ايضا وتعود ادراجها تحتضنه..حقا كم هي سعيدة الآن تجاهد حتى لا يتوقف قلبها من فرط السعادة تلك
اخذو يسيرو بالمكان وكم صدحت ضحكاتها من السعادة البالغة ومن جمال ذلك المكان
_________________________
خرجت صباح من المدرسه. بغضب شديد و وجه قاتم من الاحمرار، بعد ان ارسل لها باسم رساله نصيه بانه لن يستطيع الذهاب لها لاخذها للمنزل بعد الامتحان لانه مشغول ،تكاد تنفجر غضبا بسببه وبسبب غيابه المستمر عنها وانشغاله ، عندما كانت بمنزل والدها كانت تراه باستمرار الان هي معه بنفس المنزل وتراة صدفه !!
نظرت حولها تبحث عن السائق الذي ارسله باسم ، تيبست قدمها عندما وجدت عوني أمامها بهيبته التي طالما اخافتها منه
تقدم منها بخطوات هادئة ومترددة أخفاه، وقف امامها وايتسم لا بحنان كان يخفيه عنها دائما خلف قناع القسوة..لم تخفي دهشتها بابتسامه والدها فهي كانت تراه يبتسم فقط للمال وليس لها..كما ان وجوده هنا امر غايه في الغرابه
ربت على كتفها وتحدث بحنان
_ عملتي ايه في الامتحان ؟ حليتي كويس
رمشت باهدابها في ذهول،ولم تستوعب الحديث، لتقول في ذهول وتقطع
_ حضرتك..حضرتك بتكلمنى انا
_ ايوا يا حبيبتي هو انا عندي بنت غيرك هنا ولا ايه ، المهم يلا نروح عشان منتاخرش علي الغداء ولا انتي بيتك مش وحشك
نظرت بذهول حولها لا تستوعب الموقف، وان عوني بنفسه يقف امامها ويتحدث بذلك الهدوء وقبل ان تجيب لمحت باسم يقف بعيدا عنهم أمام سيارته يراقب الموقف بانتباه
وجدته ينظر لها مبتسما..تنقلت بالنظر بينهما في حيرة واحد لم تتوقع وجوده من الاساس والاخر قال انه مشغول ل والان يقف يراقبها..اذا بالتاكيد كان يعلم بهذا..حمام عوني في حرج لانها تتلفت هكذا حولها دون ان تجيبه
تحدثت باحترام شديد بعدما استوعبت الموقف
_ لا طبعا يا بابا البيت وحشني وانت و كمان.بس انا لازم اقول لباسم
_ باسم عارف انا قولتله
حسنا اذا فهمت لماذا باسم هنا وما يدور ولكن مازلت مترددة من تلك الأفكار حول والدها الذي أصبح فجأة ودود معها رغم اني ر لقاء بينهم لم يكن افضل شئ..شعرت بغصة بحلقها من تذكرها ذاك
تنفست بعمق وابتسمت ابتسامه مهزوزة و أومأت بهدوء دون تعليق..
صعدت بجانب عوني في السيارة بينما السائق صار بطريق المنزل ، صدح هاتفها برساله لتفتحة سريعا بعدما رأت اسم المرسل
_ متخافيش الدنيا تمام وانا موجود وراكي ، بس لو في ضرب انا اول واحد هيجري ، معلش يعني بس انا جدع والجاري نص الجدعنة
كتمت ابتسامتها بصعوبة من تلك الرساله،حسنا ستجاري ما سيحدث
وصلو للمنزل غير صمت كل منهم يدور براسه شيء ما ومخاوف من أي حركة قادمة، دلفت للمنزل باشتياق شديد لوالدتها ،استقبلتها منال استقبال حافل بالأحضان والقبلات المتفرقة علي ثائر وجهها
تحدثت منال بلهفة
_ نورتي بيتك يا روحي وحشتينى اوى
_ انتي اكتر يا ماما والله ، والبيت وحشتني اوي واكلك كمان
تدخل عوني بالحديث واضعاً يده على كتف صبا
_ طب مش يلا عشان نتغدى كلنا بقى
استعجبت صباح من فعلته ولكن منال لم تستغرب ابدا بسبب ما ترى في عين عوني من محاولة للتقرب من صبا واصلاح الامور كما قال باسم
أجابت منال سريعا
_ ادخلو اوضة السفرة وثواني و الأكل هيخلص
_______________________
رغم سعادتها التي تخطت جميع الحدود إلا أن والدتها تشغل كل تفكيرها ،لم تكن على مايرام اخر مرة رائتها في المشفى وايضا لم يتسنى لها الموقف ان تتحدث بأي شئ معها حتى وإن كان الحديث هو عتاب.
هبطت من السيارة مع اسر بعدما قضوا يوما من اجمل ايام حياتها باسوان ذهبو لكل مكان وامضوا ساعات طويله بالحديقه اخر شئ حتى أصبحت الساعة التاسعة ، منذ الصباح الباكر وهم يتجولون في كل مكان مع التقاط الصور التي أخذوها معا والذي أخذها اسر لتوليب بشكل مستمر دون توقف ،كم اجواء أسوان ساحرة و مريحة بشكل لا يصدق ابدا.
دلفو لساحة الفندق في طريقهم للمصعد ولكن اوقفهم صوت ماهر من خلفهم ، التفت الاثنين سريعا لمصدر الصوت لتكن الصدمة من نصيب أسر وتوليب وهم يرون ماهر وجيلان بجانبه !!
________________________
جلست علي فراشها بغرفتها بعدما عادت للمنزل ، كانت شاردة بما حدث على الغداء لأول مرة تعيش تلك الأجواء بداخل منزلها ،كان عوني يتجاذب معها الحديث وكانه صديق لها بينما منال كانت تمزح باريحيه وبشكل حماسي للغاية. كان هناك جو من الألفة لم تراهم سوى بمنزل عائله مهران ولكن لم الكذب لقد كانت سعيدة بشكل لا يوصف ابدا وهي تشعر بالانسجام مع عائلتها لاول مرة بحياتها
استفاقت من شرودها على نافذة غرفتها تفتح على وسعها
ومن غيره يفعل هذا..كان باسم بهيبته و وسامته يقف أمامها وملامحه يعلها الضيق
هبت من فوق فراشها تناظره بابتسامة بلهاء، اقتربت منه قائلا
_ انت بتعمل ايه هنا يا باسم
اجابها بضيق والانزعاج يتلبسه
_ انت مش بتردي علي التليفون ليه يا هانم
نظرت له باستغراب
_ عادي كنت تحت مع بابا وماما
_ بابا وماما اممم ، طيب يلا بينا بقي
أجابت باستغراب
_ يلا بينا فين ؟
_ هنخرج
_ دلوقتي ، وبعدين هو روح فين..مش هينفع اخرج بابا وماما تحت
أجابت بابتسامه بلهاء، ليرد الاخر ببساطة وهو يسير باتجاه الفراش مستلقي فوقه بارياحيه
_ يبقى خلاص لو مش هتخرجي، ابات انا هنا
فتحت فمها فى ذهول بنفس تلك اللحظة التي فتح فيها باب غرفتها
________________________
تحدث بغضب عارم ولم يستطع كبته اكثر من هذا
_ يا بابا انا مستحيل اوفق على ده انت ليه مصر،تقنعني ان ده الصح لتوليب
أجاب ماهر بهدوء وهو جالس يتناول قهوته بارياحيه
_ لان ده الصح يا اسر
وقف اسر امامه وقد برزت عروق جسده وتشنجت للغايه من فرط الغضب،
_ لا ده مش الصح ابدا يا بابا ، ان اسيب توليب مع الست دي لوحدهم ده مش صح ،توليب مش هتبقي مرتاحه والست دي هتخلي حالتها النفسيه وحشه اوي واحتمال تدخل في انهيار تاني وانا مستحيل اسمح بده ، انا جوزها وبقولك لا
هب ماهر واقفا وتحدث بغضب هو الآخر
_ وانا ابوها وعارف مصلحتها اكتر منك ،والصح لتوليب انها تقعد مع جيلان ويتحسبو سوا
_ يتحسبوا وهي توليب هتعرف تحاسب جيلان يا بابا ، احنا هنهزر…مواجهة جيلان وتوليب مش هتجيب اي نتيجة غير الاذيه لتوليب
نظر ماهر لابنه بتركيز عالي قبل أن يقول
_ في فهد الالفي يا اسر
اجاب الاخر بضيق
_ احنا بنتكلم في ايه ولا ايه يا بابا
_ انا قولت كلمه يا آسر ، فين فهد
تنهد اسر بعمق قبل ان يقول بضيق
_ متخفش لسه عايش ، انا بس بربيه كويس قبل ما اخلص عليه
ابتسم ماهر في تهكم
_ جدع والله ، ونعم القرارات يا ابن البارون