رواية شكب 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم صفاء حسني
رواية شكب 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم صفاء حسني
رواية شكب 2 البارت السادس عشر
رواية شكب 2 الجزء السادس عشر

رواية شكب 2 الحلقة السادسة عشر
“هو أنتِ ليه يا ماما هتقفلي الصفحة بتاعتك؟ أنا مصدّقة إنّك طلعتِ وأشوفك وأشوف فيديوهات بتاعتك.”
ابتسمت شكب وضمت بنتها ثمّ أَقْعَدَتْها على كرسي وأَقْعَدَتْ تتكلم معاها:
“عشان يا حبيبتي مش كل حاجة كنت بِعْمِلْها صح. الإنسان كل يوم بيتعلم، وفكرة الصفحة لما عملتها كانت وقت مراهقة كنت بِعْمِلْ حاجة جديدة كنت فاكرة هتفيد المجتمع، أو على الأقل الفلوس اللي هتطلع هساعد الناس اللي محتاجه.
لكن دلوقتي أصبح الموضوع منتشر، والكل بقي عنده صفحات، وأي هبط وخلص.”
ردّت نوفل:
“هو فعلاً يا ماما بقي الموضوع أوفر. أنا لما فتحت الفيس من التليفون جدو شُفْت فيديوهات عجيبة، واحدة مصوّرة نفسها وهي بتاكل، وبتاكل بِإِيدِها، كنت قرفانة جداً منها، والمشكلة يا ماما فعلاً بقيت منتشرة على الفيس عادي، وحاجات تانية كتيرة.”
ابتسمت شكب:
“الله ينور عليكي، والله فهمته بعد كده إنّ مقصود كل ده علشان يغيروا فكرنا وثقافتنا. ومدام ماما هي صاحبة كل فكرة جديدة هنعمل إيه؟”
ضحكت نوفل: “يبقى ماما هتبتكر فكرة جديدة.”
ضحكت شكب:
“برافو عليكي. أنا وعمو عمار هنفكر في موقع جديد، الكل يقدر يستفيد منه ويكسب فلوس، لكن من غير ما تظهر بوشها أو تضحك أو تعمل لايف.
يبقى لازم أفكر في حاجة مختلفة، حاجة تفيد المجتمع.”
فكرت نوفل وسألت عمار:
“هو أنت تعرف تعمل مدونات على جوجل؟”
ابتسم عمار:
“طبعاً يا نوفل، لكن اشمعنا؟”
ردّت نوفل:
“أفهمك يا عمو، دلوقتي في حاجات بتظهر ترنداتها وممكن تكون فكرة قديمة، أو موضوع قديم، أو خبر نجوم، أو أي حاجة، فبَقِيت أشوف يجيبوا الكلام ويقولوا بقى الخبر في اللينك، والناس تدخل وتقرأ.
فإيه رأيكم نستغل عدد الصفحة يا عمو، ونصمم موقع مخصوص، ونُجيب ناس معاك ادمن يرفعوا فيه موضوعات متعددة، وكل حاجة، لكن يكون الخبر صحيح، والناس تدخل وتقرأ، وممكن كمان نشغل ناس معاك وهم في البيت من خلال نسبة الوصول هَيِجِي إعلانات، وبعد كده يدخلني فلوس.”
ضحك عمار وقال:
“بس أنا مش عايز فلوس، مش عارف ليه حسيت إنّي سمعت الكلام ده قبل كده.”
ضحكت شكب:
“مش في مثل بيقول اقلب الادرية على فومه تطلع البنت لِأُمّها.”
سألتها نوفل بتعجب:
“يعني إيه ادرية يا ماما؟”
ضحكت شكب: “أعتقد يقصد زير الماء زمان يا نوفل
ضحكت شكب، “هو مثل قديم يا حبيبتي، يعني مثل ما بيقولوا: “اقلب الادرية على فومه تطلع البنت لِأُمّها” يعني اللي بيعمل حاجة غلط بتطلع ليها ولو بتعمل حاجه كويسه بتطلع ليها ”
.
كانت مستغربة سألت نوفل بفضول،
“زير الماء؟” “ما هو زير الماء؟”
ضحكت شكب وقالت: “عارف الكُرْمِلِ اللي عندنا ده، اللي فيه ماء؟ زمان كان فيه زيه، بس مصنوع من التوب اللبن، وكانوا يحطوا فيه الماء، ولما يخلصوا يقلبوا الزير على وشه.”
سألت نوفل بحيرة.طيب ليه
” عمو عمار قال انه حس انه سمع الكلام ده قبل كده؟”
ضحكت شكب وهى تنظر ل عمار ومش عارفين يهربوا من اسالت نوفل
اكملت نوفل ما بين نفسها بصوت عالي
“يمكن لانه سمع فكرة الموقع قبل كده، او يمكن لانه بيحس انها فكرة صعبة، مش سهلة زي ما بتفكرى.” أجابت شكب بحكمة.
هو فكرة الموقع حلوة إنّ نفتح مجال عمل لناس بتكون محتاجة تشتغل، ف إنشاء الله عمو عمار يفوق ويكون كويس ونظبطها.”
“لا، انا واثقة انها فكرة حلوة، وعمو عمار هيعرف ينفذها.” “برافو عليك يا حبيبتي، انا واثقة منكِ كمان. “بس لازم نفكر في اسم للموقع، و لازم نفكر في المحتوى اللي هنحطه فيه، و لازم نفكر في فريق العمل اللي هيساعدنا.”
قالت نوفل بحماس، ”
“انا عندي فكرة!” اسم الموقع ممكن يكون “مُلهم” ، وهنُركز على المحتوى اللي بِفيد الناس، و بِشجعهم على التغيير، و بِخليهم يفكرون بطريقة جديدة، و نُجيب فريق عمل من الشباب اللي بِيحبوا الكتابة و بِيحبوا التغيير.”
قالت شكب بابتسامة، ”
“فكرة رائعة يا نوفل!” بس لازم نكون حذرين من النقد، و لازم نكون مستعدين لِمواجهة التحديات.”
قالت نوفل بثقة:
“ما تخافيش يا ماما، انا واثقة اننا هننجح، و هنُثبت للجميع اننا قادرين على التغيير.”
و هكذا، بدأت نوفل و عمار و شكب في التخطي.
## قصة شكب وعمار ونوفل: رحلة التعافي والحب
بدأت نوفل وعمار وشكب في التخطيط لمشروعهم الجديد، وكان حماسهم وثقتهم في أنفسهم هو الدافع الأساسي لنجاح هذا المشروع. بعد فترة من الأيام، تحسن عمار واستطاع أن يقف على رجله بفضل شكب ومتابعتها له. في تلك الفترة، اقترب عمار أكثر من شكب، لكنها كانت دائمًا تهرب منه عندما يحاول التقرب منها.
بعد خروج عمار من المستشفى، كانت نوفل وشكب في انتظاره، وكان وجههما مشرقًا بالفرح، وقلوبهم ممتلئة بالأمل. كان عمار يحاول أن يخفي الإرهاق الذي يشعر به، ويحاول أن يُظهر لأحبائه أنه بخير، وأن لا شيء يمكن أن يُثبط من معنوياته.
عادوا إلى المنزل، وسألت نوفل: “يا عمو عمار، أنت بخير؟” كان يحاول أن يخفي تعبه، فأجاب: “أنا بخير يا نوفل، لا تقلقي، أنا بخير.” قالت نوفل: “أنا سعيدة لِعودتك يا عمو عمار، وعاوزة ننفذ المشروع بسرعة، ومتأكدة يكون ناجحًا، بِوجودك.” وكانت تريد أن تسأله على شيء.
ابتسم عمار وقال: “أنا بشكرك على أفكارك الجميلة يا نوفل، وأنا متأكد أن المشروع يكون ناجحًا عشان أنتِ هتشجعينى. اسأل، وأنا تحت أمرك.”
كانت نوفل تتابع شكب وعمار، قلقها واضح على ملامحها الصغيرة. شعرت برغبة ملحة في معرفة موعد زفافهما.
نوفل: إمتى هتتجوزوا بقى؟
شكب (بتوتر): يا بنتي عيب السؤال ده! إنتِ صغيرة، وعمّك عمار لسه تعبان.
عمار (بابتسامة): مالكش دعوة، أنا تمام الحمد لله.
شكب (قامت وأمسكت يده): لازم ترتاح يا عمار.
أخذته إلى غرفته وساعدته على النوم، ثم همّت بالرحيل. لكن عمار أمسك يدها.
عمار: رايحة فين؟
شكب: لازم ترتاح، وأنا رايحة أشوف نور كمان.
عمار: ليه دايماً بتهربي مني؟ مش اتفقنا نقرب من بعض عشان نقدر نتجوز؟ فترة بعدنا عن بعض كفاية.
شكب (تنهدت): أنا مش بهرب يا عمار، بس صعب عليا أكون رومانسية معاك دلوقتي. أنا محتاجة أروح لدكتورة نفسية، أعالج اللي حصل معايا، فاهم؟ وإنتَ قُلت إنك هتستنى.
فهم عمار كلامها، وتركها. وبعد يومين، استيقظت شكب من نومها…
وقفت أمام المرآة، تنظر إلى انعكاسها الشاحب. عشر سنوات مضت، وعشر سنوات وهي تحمل أوزار الماضي. تنهدت بعمق، وتساءلت في نفسها: هل سأتمكن يومًا من نسيان كل ما حدث؟ لا بدّ أن أتخذ خطوة صحيحة، عليّ الذهاب إلى الطبيبة. وبالفعل، خرجت واتجهت نحو العيادة، وانتظرت موعدها.
أما عند عمار، فقد استيقظ من نومه، متمسّكاً بعكازه ليساعده على المشي، وخرج من الغرفة. رأى نوفل تجلس تلعب مع أخيها.
الحوار:
عمار: نوفل، ماما راحت فين؟
نوفل (بابتسامة): راحت المستشفى يا عمو.
عمار (بخوف): ليه؟ ماما تعبانة؟
نوفل (هزت رأسها نافيةً): لأ، خرجت مع عمو، قال إنه هيوصلها المستشفى عندها كشف، بس مش عارفة ليه.
كانت شكب تجلس على كرسي أمام دكتورة نفسية، وجهها شاحب، عيونها مُحمرة من البكاء، وكان يُمكن أن تشعر بألم عميق في كل كلمة تُخرجها من فمها.
الدكتورة: “فيه حاجة معينة كنتِ نفسكِ تعملها بطريقة تانية في الوقت ده؟”
شكب: (بصوت هادي) “كنت نفسكِ أكون أقوى، أقاوم أكتر. حاسّة بالذنب إني مجربتش أهرب من الأول.”
الدكتورة: “طبيعي تحسي بالذنب. بس المهم تفتكري إنك كنتِ ضحية، ومش ذنبك اللي حصل. فيه حاجة كنتِ نفسكِ حد يقولها لكِ ساعتها؟”
الدكتورة: “علاقتك بعمار. إحساسك إيه ناحيته دلوقتي؟ شايفة فيه مستقبل؟”
شكب: “بحب عمار، وهو بيحبني. بس خايفة أجرحه بِماضي. مش عايزة أكون حمل عليه.”
الدكتورة: “طبيعي تقلقي. بس المهم تتكلمي مع عمار بصراحة عن مشاعرك وخوفك.
شكب: (بهمس) “يا دكتورة، كنتُ أقول لنفسي دائمًا أنني قوية وأستطيع المقاومة أكثر. لكنني أشعر بالذنب لأنني لم أحاول الهرب من البداية.”
الدكتورة: (بصوت هادئ مطمئن) “هذا طبيعي يا شكب، لكن من المهم أن تتذكري أنكِ كنتِ ضحية، وليس ذنبكِ ما حدث. الآن، أنتِ تتخذين خطوات إيجابية نحو الشفاء. دعينا نتحدث عن المستقبل.”
الدكتورة: “تحدثنا عن علاقتكِ بعمار. ما هو شعوركِ نحوه الآن؟ هل ترين مستقبلاً معًا؟”
شكب: “أحبه، وهو يحبني. لكنني أخشى أن أجرحه بماضٍي، ولا أريد أن أكون عبئًا عليه.”
الدكتورة: “هذا شعور طبيعي، لكن من المهم أن تتحدثي معه بصراحة عن مشاعركِ ومخاوفكِ. ربما يكون هو الدعم الذي تحتاجينه.”
الدكتورة: “مع استمرار العلاج، ستتمكنين من تحقيق أهدافكِ وتحقيق السعادة.”
في غرفة انتظار عيادة الطبيبة النفسية، بعد انتهاء جلسة شكب، كانت تجلس على كرسي، وجهها شاحب، وعيناها تحدقان في نقطة بعيدة. كانت تمسك بمناديل مبللة، وتتنفس بعمق. بدت متعبة ومستنزفة عاطفيًا. دخل عمار فجأة، والتقت عيناه بعينيها على الفور. لاحظ شحوب وجهها وارتباكها.
عمار: (بصوت هامس قلق) شكب؟ هل أنتِ بخير؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شكب 2)