رواية بنت الراوي الفصل الخامس 5 بقلم حكاوي مصرية
رواية بنت الراوي الفصل الخامس 5 بقلم حكاوي مصرية
رواية بنت الراوي البارت الخامس
رواية بنت الراوي الجزء الخامس
رواية بنت الراوي الحلقة الخامسة
…..
فى منزل يوسف الراوى
كانت فاطمه فى حاله من الصدمه والغضب بعد ان تلت اسماء على مسامعها ما كان بينها وبين حازم .
فاطمه : انتى يا أسماء ؟ انتى تعملى كده ؟ ليه ؟
اسماء: حبيته .
فاطمه : حبتيه يعنى ايه ؟ هو الحب انك تسلميه نفسك !
اسماء باندفاع: والله ما لمسنى .هو شاف صورى بلبس البيت وبشعرى وبس .
فى هذه اللحظه لم تجد فاطمه ردا ابلغ من صفعه على وجه اختها
فاطمه : وبس ؟؟ وبس يا بنت امى وابويا ؟ دي بنت خالتك وهى بتموت فى التراب اللى بيمشى عليه اخوكى عمره ما سلم عليها من ساعة ما بلغت ولا شاف شعرها وانتي تقوليلى شافنى بلبس البيت وشاف شعرى وبس .ثم صاحت بصوت عالى : انتى للدرجه دى هنتى على نفسك .دا انا مجيش ربع جمالك وعمرى ما اهبب اللى انتى هببتيه دا .للدرجه دى بعدتى عن ربنا .ااه طبعا لا صلاه منتظمه ولا قرآن ولا اى حاجه منتظره منك ايه انا .اعمل ايه يا ربى .انتي عارفه يوسف ممكن يعمل فيكى ايه ؟؟ اخوكى ممكن يدبحك يا ماما وانت عارفه انه معندهوش هزار فى الحجات دى .
اسماء بتوسل : لا ابوس ايدك يا فاطمه .بلاش يوسف .
فاطمه : مهو الكلب دا لازم حد يقفله . تقترحى ايه حضرتك هنأجرله بلطجى زيه ؟ اااه يا وجع قلبى .
اسماء ببكاء : عشان خاطرى يا فاطمه مش هتحمل يوسف يعرف؟
فاطمه : انت تخرسى خالص .بأى مش هتتحملى اخوكى يعرف وانتى ربنا عارف وشايفك وانتى مستهونه بيه .انت عاوزه الحرق .
اسماء ببكاء : عارفه .والله كنت هموت نفسى وانا جايه .
فاطمه : ايه؟
اسماء : والله فكرت ارمى نفسى من اى كوبرى وخلاص.
انقبض قلب فاطمه من كلام اختها وحاولت الهدوء قائله : لا اوعى .الحمد لله انك سليمه وهو ملمسكيش واى حاجه ممكن تتحل .بصى هقلك اقفلى صفحة الفيس ونبدل ارقامنا ووقتها مش هيقدر يكلمك نص كلمه ولو جه هنا تكدبيه بعين قويه واخوكى عمره ما هيصدق .
اسماء: انا خيفه اوى .انا مرعوبه .
فاطمه بتنهيده : اهم حاجه دلوقتى انا عاوزاكى تتوبى وتستغفرى ربنا ومن تاب تاب الله عليه …
……….
مر شهر على وضع اسماء وهى بالمنزل وتعللت ليوسف بأنها ستكمل دراساتها العليا لذلك تركت العمل.وكانت فاطمه تحاول بكل الطرق ان تساندها وتحتويها .وتعينها على ان تعود لسابق عهدها .
…
فى منزل يوسف الراوى ..
حسبك ..
كانت هذه كلمة فاطمه لاختها اسماء بعد انتهاء اسماء من تلاوة سورة مريم بعد ان راجعت حفظها لكى تختبرها فاطمه ..
فاطمه : برافو يا اسماء .انا بجد مبهوره بمجهودك .
أسماء بابتسامه : تفتكرى ربنا سامحنى ؟
فاطمه : والله انت ادرى .شوفى لو شايفه من روحك صلاح وانك عاوزه الصح فخلاص دا اكبر دليل ان ربنا عز وجل يريد ان يتوب عليكى .وبعدين فينك من قول ربنا عزوجل ( قابل التوب) عارفه التوب دى معناها ايه ؟
أسماء : لا .
فاطمه بابتسامه مشرقه : يعنى اقل فعل للتوبه .ندم بسيط .حزن على ذنبك .زعل من نفسك .التوب هى مصدر الكلمه واقلها .شفتى كرم ربنا .
اسماء : انا بس عاوزه ربنا يسترنى .
فاطمه برغم قلقها الا انها ردت قائله : خلاص يا اسماء موضوع وانتهى .الامر عدى عليه شهر والحيوان خلاص اكيد راشق مع فريسه جديده .الله المنتقم .
اسماء بندم : امين .
……….
اصبح اهتمام عمر بفاطمه موضع ملاحظه لسالى ولوالدة عمر ولفاطمه نفسها وعلى قدر سعادتها على قدر خوفها ..
فى مكتب عمر ….
عمر : ها يا حلا فهمتى ؟
حلا بمكر طفولى : مممم بس انت عاوزنى اقلها كده ليه ؟
عمر ببراءه : عشان الشغل يا حلا .
حلا : يا سلااام .اقلها هنطلع رحله وتعالى معانا عشان الشغل.بابا انت قديم اوى على فكره .
عمر بصدمه : انا !! بنت عيب .
حلا : سيبنى يا بابا انا هتصرف .
عمر بقلق: هتتصرفى فى ايه ؟
نظرت له حلا بمكر ثم اندفعت الى خارج المكتب متجهه لفاطمه ..
حلا : انطى فاطمه مليش دعوه ..
فاطمه بابتسامه : ولا انا .
حلا بضحك : بابا عامل رحله ومصمم ميطلعش عشانى وبقله هطلع معاك بيقلى مش هقدر اخد بالى منك لوحدى قلتله خلاص نطلع انطى فاطمه معانا وتهتموا بيا سوا سوا ..ابتسمت حلا وهى تقول كلمتها الاخيره بل ضمت يديها سويا وهى تقولها .
عمر يهمس وهو يفتح عينيه على اتساعهما : بنتك اذكى منك يا عمر .فعلا ان كيدهن عظيم
مما جعل فاطمه تبتسم وهى تقول : مم والرحله دى غاليه .
حلا : ممم لا اكيد حلوه .
فاطمه : هههه انتى اللى حلوه ورب الكعبه خلاص لو بابا اعلن عنها هشترك فيها .
حلا وهى تطبع قبله على خدها : حبيبى يا انطى حبيبى حبيبى .
كانت سالى تراقب الحوار فاخذت هاتفها وخرجت خارج المكتب ..
ياسمين : نعم رحلة ايه اللى هيطلعها دا عمره ما كان بيحب الرحلات .
سالى وهى تهاتفها : اه والله يا مدام ياسمين وحلا بنتك مصممه انها تطلع معاهم .
شعرت ياسمين بنار تتقد بداخلها : هو عمر هيمشى امتى ؟
سالى بعدم فهم : لسه بدرى الساعه لسه ١١ وهو بيمشى على الساعه ٣ .
ياسمين : طيب اقفلى دلوقتى .
………
كانت الساعه تقترب من الواحده عندما دخلت ياسمين الهوارى الى شركة عمر الحسينى طليقها واتجهت بهدوء الى مكتبه تحت انظار جميع العاملين الذين انبهروا بجمالها …
كانت فاطمه قد ادت صلاة الظهر لتوها وانكبت تواصل العمل عندما سمعت صوت اقدام ووجدت سالى تندفع بشده ..
سالى : اهلا ياسمين هانم بحالها عندنا ايه الحظ الجميل دا .
ياسمين باستعلاء شديد وهو تنظر بطرف عينيها الى فاطمه : ازيك سالى عمر جوا ؟
سالى : اه اه اتفضلى. يا ياسمين هانم .
نظرت فاطمه الى ياسمين والى شدة جمالها ولاول وهله لاحظت الشبه الشديد بينها وبين حلا ولم تحتاج لمزيد من الذكاء لكى تخمن انها طليقته .
دخلت ياسمين الى مكتب عمر فى حين اتجهت سالى الى فاطمه تنظر اليها فى تشفى قائله : شفتى الجمال .
فاطمه بهدوء: اه اللهم بارك حلوه .
سالى : ممم مش عاوزه تعرفى مين دى ؟
فاطمه بابتسامه هادئه : لا .
نظرت سالى اليها ببغض شديد ثم اتجهت الى مكتبها وهى تهمس : يخرب بيت برودك وتقل دمك .
…….
فى مكتب عمر دخلت ياسمين فوجدت عمر مستقرا على مكتبه بينما حلا استقرت فى حجره مجاوره ملحقه بالمكتب وما أن رأتها حتى اسرعت نحوها ..
حلا وهى ترتمى بأحضان أمها : مامى وحشتينى .
ياسمين : حبيبة قلب مامى .
عمر بهدوء: حلا ادخلى جوا واقفلى الباب لحد ما اكلم ماما .
ياسمين وهي تنفخ : اسمها مامى يا عمر ارجوك متبوظش كل حاجه بعملها .
رفع عمر حاجبيه مستهجنا كلام طليقته ثم قال : عمرك ما هتتغيرى .
دخلت حلا فى استسلام وانفردت ياسمين بعمر .كان عمر يجلس بهدوء على مكتبه عندما دار بكرسيه نصف دوره متجها بناظريه نحو النافذه التى تطل على النيل ومخاطبا لياسمين : خير .ايه الزياره الغريبه دى ؟
اتجهت ياسمين نحو عمر واقتربت منه ثم جثت على ركبتيها قائله : وحشتنى يا عمر .
نظر عمر اليها قائلا: ياسمين عاوزه ايه وجايه ليه .هى سالى قلقتك للدرجه دى ؟
وقفت ياسمين وارتفعت ضحكتها عاليه ثم قالت: طيب بذمتك انا اقلق من كائن زى اللى بره دى ثم اتبعت كلامها بغمزه.
وقف عمر مواجها لها قائلا بحزم : فاطمه دى يمكن لو كنت عرفتها قبلك كنت هتجوزها هى.وعامة احنا فيها .
ياسمين بهدوء : ياااه عمر الجان اللى بنات المجتمع كله كانوا بيترموا تحت رجله تيجى جربوعه وتشنكله .تؤتؤ عيب بجد .أمسك عمر ذراعيها بقسوه قائلا: ياسمين بلاش تستفزينى انتى عارفه انى اقدر امحيكى من على وش الدنيا .
ياسمين بلين : اه عمر بليز مش قادره بليز ايدى .
نفض عمر يدها بعنف ثم اتجه الى النافذه وقف قبالتها وخاطبها بدون النظر اليها قائلا: ياسمين بغض النظر عن وجود فاطمه من عدمه فأنا عاوزك تنسينى .انا اتغيرت ومعنتش عمر بتاع زمان .من بعد موت بابا الله يرحمه وانا خلاص اتغيرت بجد .
استمر الصمت لمدة دقيقه تقريبا ثم فوجئ عمر بها تضع يدها على كتفيه قائله: وحياة حلا يا عمر وانت عارف انها اغلى حاجه فى حياتى انا اتغيرت .واتعلمت وعرفت قيمتك .ثم اتبعت وهي تمرر يدها على كتفيه هامسه : أنا بعشق أنفاسك وانت عارف ،بعشق التراب اللى انت بتمشى عليه .انا اتعلمت خلاص جربنى وادينى فرصه ولو مره .اتبعت ياسمين كلماتها بأن القت برأسها على كتف عمر وقبل ان يبعدها عمر عن كتفيه فوجئ بفاطمه تطرق الباب وتدخل لتعطيه بعض الاوراق المهمه .
ارتبكت فاطمه فور رؤيتها لياسمين وعمر فى هذا الوضع وقالت : انا اسفه جدا .ثم فرت هاربه الى الخارج .
ابتسمت ياسمين بمكر فى حين ابعدها عمر عنه بتحفز قائلا: ينفع كده ؟
ياسمين : ايه يا عمر حصل ايه؟
عمر : حصل انه مينفعش انك تنامى على كتفى بالطريقه دى .احنا اغراب يا ياسمين معدناش متجوزين .
ياسمين باستكانه : وحشنى حضنك اوى اووى يا عمر .
عمر بتنهيده: ارجوك يا ياسمين متصعبيش الامور عليا .مش هينفع .انا حاليا اخوكى مش اكتر من كده وانتى عرفانى عمرى ما هتخلى عنك فى أى موقف لان حلا هتفضل بينا طول العمر .
كانت ردود عمر كلها تعطى اجابه واحده الا وهى الرفض ولكن كانت ياسمين كالثعبان تحوم حوله وتأبى ان تتركه…………………
ياسمين وهى تمثل البكاء فهى تعلم ضعف عمر امام دموع النساء : انا بحبك يا عمر .انا محتجالك اوى .انا محتاجه حضنك .انا ….
لم يعطها عمر الفرصه كى تكمل حديثها بل ابتعد عنها قائلا: الامر منتهي وارجوكى كفايه لحد كده.
…..
فى الخارج فرت فاطمه الى الخارج تتلمس وجهها من شدة احراجها فقابلتها سالى قائله : اوبس انتى قفشتيهم ثم اتبعت بمكر : كذا مره انبه مدام ياسمين اقلها ممكن أى حد يدخل عليكم بس هم مش بيسمعوا الكلام .
نظرت اليها فاطمه ثم قالت: نعم!!
سالى بضحكه عاليه: نعم الله عليكى .يا بنتى دول بيباتوا سوا اوقات وكلها وقت ويبأى الامر رسمى .
فاطمه بلامبالاه ظاهره: ربنا يسعدهم .
………فى اليوم التالى طلب عمر من فاطمه ملف لاحدى الصفقات فدخلت كى تعطيه اياه .
وضعت فاطمه الملف ثم اتجهت للخارج فناداها عمر مستوقفا ..
عمر :استنى هنا
توقفت فاطمه وهى فى قمة توترها .
اقترب عمر من فاطمه قائلا : انتي من امبارح متغيره ليه؟
فاطمه : لا طبعا هتغير ليه !
عمر : مش عارف .لو عارف مكنتش سألتك .
فاطمه : حضرتك حر ،انا مليش دعوه بس كان ممكن أى حد يدخل مش انا واكيد مكنتش حضرتك هتفرح اما يجيبوا سيرة اللى انت هتتجوزها وناوى ترجعلها.
لقطت اذنى عمر كلمات فاطمه وهى تقطر غيره فأحس بسعاده لا يدرى تفسيرها .
عمر: تصدقى عندك حق ثم اتبع بمكر : كويس انك لفتى نظرى عشان اخد بالى بعد كده .
التفتت فاطمه لتواجهه بنظراتها الحانقه ثم قالت : عن اذنك .
عمر بابتسامه تحولت لضحكه محدثا نفسه : يا ريتك كنتى جيتى من زمان يا ياسمين .
….
كانت يارا فى المطبخ تعد العشاء وكلا من فاطمه وأسماء نائمتين عندما دخل عليها يوسف واقترب محاولا عدم احداث أى صوت حتى اقترب منها تماما ثم امسكها من وسطها .
يوسف : بخ
يارا باضطراب: يا لهوى يوسف انت بتعمل ايه ؟ اوعى حد يدخل علينا ثم حاولت التملص من بين يديه .
يوسف بضحكه ماكره : والله لو قلتيلى كده من هنا للصبح ما هسيبك .بهزر مع مراتى ومحدش له فيه .
يارا : بخوف : يوسف اوعى بالله حد يصحى .
يوسف : ما اللى يصحى يصحى .خليهم يعرفوا ان اخوهم راجل .
ضحكت يارا رغما عنها واستسلمت لأحضان يوسف ولم تكن يارا هى الوحيده التى استمعت لحديث يوسف بل قد سمعته كاملا أسماء والتى تقع حجرتها بجانب المطبخ وقد استيقظت على صيحة يارا منذ صاحت ..
سمعت أسماء رغما عنها حديث أخيها لزوجته فشعرت بالندم على مافعلت وهمست : ايه اللى انا عملته فى نفسى دا؟ انا خلاص ضيعت على نفسى أى فرصه للحلال .خلاص عمرى ما هحس الاحاسيس دى ولا هحس انى غاليه .يا رب ارحمنى يا رب تب عليا يا رب وعوضنى خير بتوبتى .كانت تعلم مقدار ما اقترفت ثم ابتدأت فى نوبة بكاء ..
يتبع ….
- لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية بنت الراوي)