روايات

رواية نصيبي في الحب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب البارت التاسع والعشرون

رواية نصيبي في الحب الجزء التاسع والعشرون

نصيبي في الحب
نصيبي في الحب

رواية نصيبي في الحب الحلقة التاسعة والعشرون

يوسف اخد نفس عميق، كأنه بيحضر نفسه للكلام اللي هيقوله، وبعدها بص ليها وقال بصراحة “خلينا نتكلم بالعقل… إنتِ وقتها يا نور، كنتِ دايمًا بتهربي مني، كل ما أكلمك تقوليلي بذاكر، عندي امتحانات، وكنت بحاول أفهم منك لو مشاعرك متبادلة، بس إنتِ موضحتيش، بالعكس، كنتِ سايباني أتخبط… وقتها قولت هستنى لآخر يوم في امتحاناتك وهجيلك، ووقتها هعرف منك مشاعرك بالظبط وأحط حد للموضوع.”
وقف لحظة، كأنه بيسترجع المشهد في دماغه، بعدها صوته بقى أهدى، بس نبرته كانت مليانة وجع “ولما رُحت، دورت عليكي، ولقيتك بعيد عن كليتك… معاه، أنا كنت بموت ببطء، لما شوفتك قريبة منه، شوفته بيلمِسِك، وإنتِ ساكتة… مش بتعملي أي حاجة غير إنك ساكتة وبصَّاله، أنا وقتها فكرت إنك على علاقة بيه، وإنك عايزة ترفضيني بس بطريقة شيك.”
نور فضلت ساكتة، بتراقب انفعالاته، وهو كمل بصوت متحشرج، بشوية غضب مكبوت “ده كان كل اللي في دماغي، كنت فاكر إني فارض نفسي عليكي، فقررت أمشي… أسيبك تعيشي حياتك زي ما إنتِ عايزاها.”
بصلها بحدة وهو بيقول “لكن لو كنت متأكد إنك بتحبيني فعلًا… كنت روحت عدمته العافية، كنت عرفته إزاي يقرب منك، ويطلب حاجة زي دي منك… بس للأسف، بصفتي إيه؟ إنتِ حتى مقولتليش إنتِ عايزاني… ولا أنا جابرك؟”
نور فضلت بصاله، قلبها كان بيدق بسرعة، بس ملامحها فضلت متماسكة… عيونها قالت كلام، قالت بعتاب “طب وليه استعجلت ومشيت؟ ليه مسألتنيش للمرة الأخيرة؟ ليه سبتني أتخبط أنا كمان؟”
يوسف عيونه جت على عيونها بثبات، خد نفس عميق، وقال بصوت واضح وصريح “فكرتك عايزاه هو… قولت أريحك مني ومن رفضك، كنت شايف إن وجودي هيكون عبء عليكي، وإنك بتحاولي تتخلصي مني بأي طريقة، فقررت أسيبك في حالك.”
سكت لحظة، عيونه اتحولت من الهدوء للحدة، وكأنه بيحلف على نفسه قبل ما يحلف لها، وقال بصوت مليان يقين
“لكن لو موقف زي ده اتكرر، عمري ما هاخد نفس رد الفعل… بعد ما اتأكدت من حبك ليا، عمري ما هسيبك، وأي حد هيقرب منك…”
ميل شوية ناحيتها، صوته بقى أعمق وأخطر، وعينه لمعت بلمعة تحذير “هنسفه من على وش الأرض.”
نور بصتله بصدمة، قلبها كان بيدق بسرعة، مش متأكدة إذا كانت المفاجأة من كلامه… ولا من قد إيه كان صادق فيه.
بصّتله بتركيز، عقلها مشغول بسؤال واحد، وسألته مباشرة بصوت هادي لكنه مصرّ “ودكتور مروان؟ ممكن تفهمني عملت فيه إيه؟”
يوسف سكت، عيونه كانت جامدة، وكأنه مش ناوي يجاوب، وبعد لحظة قال بحزم “متسأليش يا نور، انتي عارفة إني مش هقولك”
لكنها مستسلمتش، بصّت له بتحدي واضح وقالت “بس أنا عايزة أعرف، بسببك هو مش هينزل يدرس السنة الجاية.”
يوسف ضيّق عينيه وهو بيراقب ملامحها، حسّت إنه بيحاول يقرأها، يشوف ورا كلامها إيه، بصوته العميق والجاد، سألها مباشرة “وانتي عرفتي منين؟”
نور اتوترت، عقلها اشتغل بسرعة يدور على مخرج قبل ما يكتشف إنها رنت عليه بنفسها، لو عرف مش بعيد يتعصب وتحصل مشكله هيا في غنى عنها، فتجنّبًا لأي مشاكل، قالت بسرعة وهي بتبعد عينيها عنه ” كانوا بيتكلموا على جروب الدفعة.”
يوسف فضّل ساكت للحظة، كأنه بيقيم ردها، عنيه كانت مركزة عليها بشكل غريب، رفع حاجبه بسخرية وقال بثقة “وده أحسن، علشان يبقى بعيد عنك.”
نور حسّت بغضب مكبوت، أخدت نفس وقالت بإصرار “بس أنا مش عايزة كده، مش عايزة أقطع شغله من هناك، اللي حصل ده بسببي… بلاش تحسسني بالذنب.”
يوسف رد بصوت قاطع، وكأنه بيحط نقطة النهاية للموضوع “وأنا مش هقدر أعمل حاجة يا نور، خلاص الموضوع خلص.”
نور مرضيتش تستسلم، مدت إيدها ولمست إيده، نظرتها كانت مليانة رجاء، وقالت بنبرة دافية “أنا عارفة إنك تقدر تتراجع يا يوسف… لو بتحبني بجد، ولو ليا خاطر عندك، سيبه في حاله.”
يوسف شد نفسه شوية، أخد نفس عميق، وبعد لحظة قال بصوت أوطى لكنه مليان تحذير “بلاش يا نور تحلفيني بحبك… علشان غلاوتك عندي بالدنيا كلها، والموضوع مش مجرد إنه دكتورك وبس، شركته في السوق تبع والده، وبتنافسني اصلا، كنت عايز اخد معاه الإجراء ده من زمان، فمش انتي السبب برضو”
نور شدت على إيده أكتر، قالت بصوت هادي لكنه ملحّ “طيب فكّك منهم، خلينا نبدأ حياة جديدة مفيهاش مشاكل… بلاش، عشان خاطري.”
يوسف فضّل ساكت شوية، كأنه بيقاوم، لكن في الآخر اتنهد، وعيونه لانت لأول مرة من بداية الحديث، وغمغم بصوت هادي لكنه صادق “حاضر يا نوري… خاطرك غالي أوي عندي.”
نور ابتسمت ابتسامة صغيرة، عينيها لمعت براحة، وصوابعها فكت قبضتها عن إيده ببطء، وكأنها كانت متأكدة إنه هيستجيب لها في الآخر، يوسف بصلها للحظة، ملامحه كانت متناقضة، بين الرضا والتحدي، بين إنه عايز يحقق لها اللي هي عايزاه، وبين إنه مش مقتنع تمامًا.
لكنه استسلم لرغبتها في النهاية، وسند ضهره للكرسي، رفع كوباية العصير قدامه، وغمغم بنبرة أخف ” طيب، بما انك قولتي نبدا حياه جديده، معاناها انك صفيتي”
نور ضحكت بخفة، رفعت حاجبها وقالت وهي بتسمك كوبايتها هي كمان ” بحاول، اللي عملته فيا كان صعب”
يوسف بصّلها بتركيز، لمس في نبرتها بقايا الوجع اللي لسه مترسب جواها، واللي مهما حاولت تخفيه، كان واضح في عينيها، قال بصوت أهدى، لكنه مباشر “وأنا مش هسيبك غير لما الصعوبة دي تختفي… وتبقي زي ما كنتِ قبل ما أوجعك.”
نور حست بقلبها يدق أسرع، كأنها ما توقعتش منه الاعتراف الصريح ده، لكنها برضو ما حاولتش تبين ضعفها، بالعكس، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت بمكر “هتشيل ذنبك بقى؟”
يوسف ضحك ضحكة قصيرة، لكن عيونه كانت جدية وهو بيقول “هصلّحه… لو قبلتي.”
“هنشوف.”
يوسف بصّلها بتركيز، عارف إنها مش هتسامحه بسهولة، بس مجرد إنها هنا، وقاعدة معاه، وبتحاول… كان ده في حد ذاته أكتر حاجة تديله أمل.
عيونه كانت مستقرة عليها بحدة، صوته كان هادي، لكنه مباشر بشكل خلاها تتوتر “عايز أعرف اللي حصل بالظبط آخر يوم امتحاناتك، ليه سمحتيله يقرب منك؟ ولما قالك تتجوزيه، قولتِيله إيه؟”
خدت نفس عميق، رفعت عيونها له، بلعت ريقها وقالت بصوت حاولت تثبّته رغم التوتر اللي جواها “الموضوع مكانش زي ما انت فاكر، هو… هو فاجئني، مكنتش متوقعة إنه هيطلب مني حاجة زي دي، كنت مصدومة.”
يوسف ضيّق عيونه، استوعب كلامها لكنه مكنش مكتفي، قال بصوت أعمق “مصدومه؟ طب وليه مرفضتيش على طول؟ ليه كنتي واقفة ساكتة بالشكل ده؟”
نور عرفت إنه مش هيسيب أي تفصيلة، فقررت تحكيله اللي حصل بدون لف ودوران.
“لما خلصت الامتحان، لقيته مستنيني، طلب يتكلم معايا، كنت حاسة بعدم ارتياح، بس قولت أسمع هو عايز يقول إيه… وأول ما وقفنا على جنب، قالي مشاعره، بكل بساطة، كأنه متأكد إني هقبل.”
سكتت لحظة، افتكرت إحساسها وقتها، ازاي عقلها وقف، وازاي حست إنها مش قادرة تخرج أي كلمة.
“أنا مكنتش مستوعبة، كنت مصدومة بجد، حتى ملامحي كانت مشدودة، مش عارفة أرد، وهو استغل اللحظة دي وقرب… قرب بطريقة خلتني أتجمد في مكاني، كنت مصدومه من كلامه لدرجة اني مخدتش بالي هو كان قريب مني قد ايه”
يوسف كان بيتابع كلامها بانتباه شديد، صوته جه أعمق وهو بيسألها بحدة “وقلتيله إيه يا نور؟”
نور رفعت عيونها له، بصت جواه مباشرة، وقالت بوضوح “قلتله إني بحب حد تاني… وإني مش عايزة غيره.”
يوسف حسّ بكلمة “بحب” بتخبط في قلبه، كأنه أول مرة يسمعها منها بالشكل الصريح ده، عيونه لمعوا بلون مختلف، إحساس بين الدهشة والانتصار، لكن الملامح اللي على وشه كانت جامدة، مش عايز يبين لها قد إيه الكلمة دي لمست فيه حاجة عميقة.
مال بجسمه شوية لقدام، صوته جه أعمق، وهو يقول ببطء “وبتحبيه لحد دلوقتي؟”
نور بصّتله بعيون ثابتة، مفيهاش هروب، مفيهاش تردد، ابتسمت ابتسامة خفيفة جدًا، وغمغمت “وأكتر من الأول كمان.”
يوسف حسّ بحاجة جواه بتهدى، وبحاجة تانية بتشتعل، حاجة خلته يعشقها أكتر، مقالش حاجة في البداية، بس كانت نظراته هي اللي بتتكلم.
وبعد لحظة طويلة، بصّلها بحزم وقال بنبرة كلها يقين “وأنا مش هسمحلك تحبي غيري، ولا تفكري في غيري… فاهمة؟”
اتعاتبوا كتير واتكلموا اكتر في حاجات كتير
السهره خلصت وانسحبوا من المكان، في العربية الجو كان هادي، طول الطريق الصمت كان سيد الموقف، وصلوا ويوسف ركن عربيته، بص لنور اللي كانت نايمة بملامح هادية، وشها مسترخي كأنها مش حاسة بأي حاجة حواليها يوسف بصلها، ابتسامة خفيفة ظهرت على شفايفه، ندالها بصوت هادي
“نور… وصلنا.”
ملامحها ما اتحركتش، أنفاسها كانت منتظمة، كأنها في عالم تاني.
حاول يهزّ كتفها بلطف، صوته بقى أهدى “يلا يا نور، فوقي.”
متحركتش
اتنهد ، بص قدامه للحظة، بعدين رجع يبصلها، نزل من كرسيه ولفلها، فتح الباب وبهدوء، لفّ إيده تحت ضهرها، التانية تحت رجليها، ورفعها بين دراعه، جسمها كان دافي وناعم بين إيديه، أول ما استكانت في حضنه، خد نفس عميق، ملامحه اتشددت للحظة، بس بعدين كمل طريقه لجوا، وصل لاوضتها ودخلها جوه، الجو كان هادي تمامًا، الضوء الخافت من الأباجورة كان بيكشف ملامحها الرقيقة، اللي كانت أقرب للملاك وهي نايمة كده، قرب من السرير، حطّها عليه بالراحة، لكن قبل ما يبعد، حسّ بحاجة شدّته في مكانه.
نور كانت ماسكة في قميصه، صوابعها متعلقة بيه كأنها حتى في غفوتها مش عايزة تسيبه.
يوسف وقف، قلبه دقّ أسرع، بص على إيديها الصغيرة وهي متعلقة بيه كأنها جزء منه.
همس بصوت بالكاد طالع منه “إنتِ حتى وإنتِ نايمة بتعرفي تتعبي الواحد.”
حاول يفكّ صوابعها، بس كانت شدّة أكتر، كأنها في عالمها الباطن مش عايزة تسيبه يروح.
يوسف بصّلها، عينه لمعت بمشاعر صعب تفسيرها، فضل واقف لحظة، وكأنه مش قادر يبعد، بعدين بكل هدوء فكّ إيديها من عليه، غطاها كويس، ووقف يتأملها للحظة أخيرة كأنه بيحفر ملامحها جواه قبل ما يلفّ ويخرج
بس وهو خارج، كان عقله بيدور على فكرة واحدة بس “إزاي هقدر أبعد وأنا عايز أفضل جنبها؟”
الصبح صحيت على صوت خبط متكرر على الباب، كانت غرقانة في النوم، عقلها لسه مش مستوعب أي حاجة، حاولت تفتح عينيها بصعوبة، حسّت بتقل في جسمها وكأنها نامت نوم عميق جدًا.
رفعت راسها ببطء من المخدة، عينيها لفت في الأوضة، بتحاول تستوعب اللي حصل ووصلت هنا ازاي ؟!
حاولت تسترجع آخر حاجة فاكراها، كانت في العربية مع يوسف، التعب كان غالبها، وبعدها… بعدها إيه؟
عقلها كان ضبابي، قلبها دقّ بقلق، إزاي وصلت هنا؟ هل هو…؟
الخبط زاد، قامت من السرير بسرعة، حست بجسمها متيبس كأنها نامت في وضع مش مريح.
فتحت ببطء، وقبل ما تستوعب أي حاجة، لقت داليا واقفة قدامها، داليا دخلت الأوضة وهي بتبص لنور من فوق لتحت، رفعت حاجبها باستغراب وقالت “إنتِ لسه بلبسك؟!”
نور بصّت لنفسها بسرعة، وكأنها لسه مستوعبة الموقف، لمست أطراف فستانها بحركة غريزية، وبعدين رفعت عينيها لداليا، ملامحها كانت متوترة وهي بتهمس “أنا… مش فاكرة أصلاً إيه اللي جابني هنا!”
داليا قربت منها، عينيها كانت مليانة فضول مستفز، وابتسامة واسعة بدأت تظهر على وشها وهي بتقول ببطء، نبرتها مليانة خبث “ويا ترى جيتي ازاي؟!”
نور بلعت ريقها، قلبها كان بيدق بسرعة، المشاهد المتقطعة اللي في عقلها مفيهاش أي إجابة واضحة… بس الفكرة نفسها كانت كفاية تخلي وشها يسخن.
داليا رفعت إيدها بإشارة تأمرية وهي بتقول بابتسامة واسعة “ادخلي غيري هدومك وتعالي احكيلي كل حاجة!”
نور رفعت حاجبها، نبرتها كانت مليانة تحفظ وهي بترد “كل حاجة إيه؟ مفيش حاجة أصلًا!”
داليا قربت منها أكتر، عينيها لمعت بمكر وهي بتقول “طبعا مفيش! عشان كده صحيتِ لقيتِ نفسك في سريرك ومش عارفة إزاي وصلتِ؟ يوسف جابك وشالك كمان، مش كده؟”
نور اتجمدت في مكانها للحظة، لمست طرف فستانها تاني بتوتر قبل ما تتهرب بسرعة “هخش أغير هدومي.”
داليا ضحكت ضحكة خفيفة وهي بتهز راسها، وقالت بصوت عالي قبل ما نور تختفي ” مستنياكي”
نور غيرت هدومها بسرعة، لكنها كانت مشوشة، دماغها مش قادرة تهدى من الأسئلة اللي بتدور فيها، أول ما خلصت، فتحت فونها ورنت على يوسف بس مردش، عقدت حواجبها بضيق، ليه مردش عليها؟
حاولت تبرر لنفسها، يمكن نايم، يمكن مشغول، يمكن سايب موبايله بعيد… بس الإحساس اللي تسلل لقلبها كان مختلف، حاجة جواها قالتلها إن في حاجة غلط، قررت ترن تاني، حطت الموبايل على ودنها، واستنت يرد بس نفس النتيجه مفيش رد، زفرت بضيق، قفلت المكالمة وهي حاسة بإحساس غريب بين القلق والانزعاج، يوسف مش من النوع اللي يتجاهلها، وده اللي مخلّيها مش مرتاحة.
هزت راسها تحاول تطرد الأفكار السلبية، وبعدها خرجت من الأوضة، عينيها وقعت على داليا اللي كانت مستنياها بفارغ الصبر، أول ما شافتها، ابتسمت بمكر وقالت “هااا، شكلك متوترة، كرفلك ولا ايه ؟!”
نور اتنهدت وهي بتقعد جنبها “رنيت مرتين ومردش، ومش عارفة ليه حاسة إن في حاجة غريبة.”
داليا شبكت إيديها تحت دقنها، نظرتها كانت كلها خبث وهي بتقول “غريبة؟ ولا أنتي اللي مستعجلة عليه زيادة؟”
نور رمقتها بنظرة حادة، بس داليا ما تراجعتش، بالعكس، ابتسمت أكتر وهي بتقول “طب ما يمكن نايم؟ أو مشغول؟ أكيد هيكلمك أول ما يفضى.”
نور عضت شفايفها بتوتر، كانت عايزة تقتنع بكلامها، بس إحساسها بيقول غير كده
داليا قالت ” ايه اللي حصل امبارح؟! ”
نور قلبت وشها الناحية التانية وهي بتتمتم “معرفش… مش فاكرة حاجة غير إني نمت في العربية.”
داليا قربت أكتر وهمست بمشاغبة “طيب ما تسأليه بنفسك، يمكن هو يفكرك؟”
نور بصتلها بارتباك، رجعت تبص لموبايلها للحظة، وبعدين خدت نفس عميق، وهي بتفكر بجدية… هو ليه يوسف لسه مردش؟
“يا بنتي احكيلي بقى، مش كل يوم بتخرجي مع يوسف وبتنامي في العربية وهو يشيلك لفوق زي الأفلام!”
نور اتنهدت، خدت نفس وبدأت تحكي عن تفاصيل العشا، كلامهم، المواجهة اللي حصلت بينهم، ردوده، وإزاي لما رجعوا للفندق غلبها النوم في العربية، وبعدها مش فاكرة حاجة.
داليا كانت مستغرقة تمامًا، وكل شوية تقاطعها بأسئلة أو تعليقات لكن نور وسط كلامها، كانت كل شوية تبص على موبايلها، تفتحه وتقفله، تحاول تتحكم في قلقها لكنه كان واضح جدًا.
داليا لاحظت، قربت منها وقالت بمكر “ومين مستني منه مكالمة يا ترى؟”
نور قالت بتوتر ” معرفش مش بيرد ليه؟ ولا حتى رن تاني”
داليا حاولت تطمنها لما شافتها متوتره فعلا
طول اليوم كانت قاعده متوتره، موبايلها في إيديها، عينهيا عليه طول الوقت، كل شوية تفتحه وتقفل الشاشة، مستنية اسمه يطلع قدامها، مستنية أي حاجة منه، بس لا كلمها ولا حتى رد على رسايلها.
القلق بدأ يزيد جواها، دقات قلبها بقت أسرع، فكرة واحدة كانت بتزن في دماغها “معقول؟ معقول مشي تاني؟ بعد كل ده؟”
حاولت تهدي نفسها، تلاقي أي مبرر، يمكن مشغول؟ يمكن بطاريته فصلت؟ لكن قلبها كان رافض يقتنع.
بعد شوية تردد، قررت تتحرك، قامت وراحت على أوضته، خبطت، لكن مفيش رد، ولا حتى صوت حركة من جوا.
حسّت بخوف حقيقي، ممكن يكون مشي؟! بس ليه المرادي؟ ليه وامبارح كان ؟ كان بيقولها أنه مستحيل يسيبها
نزلت سألت عنه لو موجود ولا لاء، عرفت أنه مش موجود بس لسه معملش شيك اوت، طلعت أوضتها بخطوات تقيلة، قلبها كان متلغبط، مش عارفة تفكر، مش عارفة تلاقي تفسير لاختفائه المفاجئ، قعدت على طرف السرير، كأنها بتحاول تستوعب، عينيها متعلقة بالموبايل، لكن مفيش أي إشعار منه، لا مكالمة، لا رسالة، لا حتى علامة إنه شاف رسايلها.
“لسه معملش شيك أوت…” الجملة دي فضلت تدور في دماغها، معناها إنه لسه موجود، بس فين؟ وليه سايبها كده؟
حاولت تفكر بعقل، يمكن عنده شغل؟ يمكن حصل حاجة اضطرته يخرج بسرعة؟ لكن جوه قلبها كان فيه إحساس بالخوف… خوف من إنه يكون فعلاً قرر يختفي تاني.
وقفت فجأة، مش هتفضل قاعدة مستنية، لازم تعرف مكانه، لازم تلاقيه، لكن السؤال كان… فين ممكن يكون؟
حاولت تهدي نفسها، تقنع نفسها إنه يمكن مشغول، يمكن حصلتله حاجة اضطرته يتأخر، لكن قلبها كان بيرفض يصدق أي تبرير.
قبل ما تفكر تعمل أي خطوة تانية، فجأة الموبايل رن.
شهقت بخفة وهي شايفه اسمه منور على الشاشة، الدم غلى في عروقها، نسيِت كل قلقها وكل خوفها، وكل اللي فضل جواها كان غضب مكتوم مستني ينفجر.
ردّت بسرعة، وقبل حتى ما تسمع صوته، صوتها طلع حاد وغاضب “إنت فين يا يوسف؟! إيه فكرة الاختفاء دي؟! فاكر نفسك بتعمل إيه؟! المفروض إني أصدق إنك مهتم وبعدها تروح تختفي بالساعات؟!”
كان لسه حتى منطقش، لكنها مديتلوش أي فرصة للكلام، صوتها كان بيعلى مع كل كلمة “أنا فضلت مستنياك طول اليوم! لا رديت على مكالماتي، ولا حتى كان ليك أثر في الاوتيل! كنت فاكرة إنك… إنك مشيت تاني!”
اتكتمت للحظة، حست بغصة في حلقها، لكنها بلعتها وكملت، بصوت أهدى لكنه مليان عتاب “ليه عملت كده؟ ليه تحسسني للحظة واحدة إنك اختفيت ؟!”
يوسف قال بهدوء “انزلي يا نور، أنا تحت مستنيكي، لازم نتكلم.”
نور حسّت بقلق غريب، صوته كان هادي بطريقة مش مطمنة، مش يوسف اللي تعرفه، حست برجفة خفيفة في قلبها وهي بتسأله بحذر “في إيه؟”
رد بنفس النبرة الهادية، لكن حاسمة “انزلي وهفهمك كل حاجة.”
زادت ضربات قلبها، حست إن حاجة مش طبيعية، بس كان لازم تواجهه وتعرف اللي بيحصل، أخدت نفس عميق وقالت بسرعة “نازلة.”
قفلت المكالمة ونزلت بسرعه، عقلها شغال بسرعه، بترسم كل السيناريوهات اللي ممكن تسمعها منه، نزلت السلالم بخطوات سريعة، مقدرتش تستنى الأسانسير حتى، قلبها كان مقبوض، لحد ما وصلت للمدخل… وهناك، لمحته واقف مستنيها
قربت منه بسرعة، قلبها كان بيدق بقلق واضح، وقالت بحذر “في إيه؟”
يوسف رد بهدوء، لكن بجدية “هنتكلم، بس مش هنا.”
اتحرك خطوة، وهي على طول سألته “يوسف، في إيه؟”
قال بصوت حاسم وهو بيتحرك قدام “هتعرفي دلوقتي.”
مشيت وراه بخطوات مترددة، عقلها شغال بأقصى سرعة، مش قادرة تفهم هو ليه بيتكلم بالشكل ده، ليه مفيش وضوح في كلامه؟ ركبت العربية بعده، وهو بدأ يتحرك، والقلق في قلبها بيزيد كل ثانية.
حاولت تمسك أعصابها، لكن بعد لحظات سألت بصوت متوتر “إحنا رايحين فين؟”
قال بنفس النبرة الهادية اللي زودت خوفها “هتعرفي دلوقتي.”
نور بلعت ريقها بصعوبة، المكان اللي حواليهم كان بقى مهجور وهادي بشكل غريب، كل ما العربية تقطع مسافة، القلق بيزيد، حاولت تهدي نفسها، لكن مقدرتش، فبصتله وقالت بحدّة “يوسف، في إيه؟ أنا قلقانه.”
رد عليها بهدوء، لكنه كان مختصر جدًا “خلاص، قربنا نوصل.”
العربية وقفت، نور بصّت من الشباك، كان المكان فاضي تمامًا، ضلمه، مفيهوش حد، قلبها دق بسرعه وهيا بتبص حواليها لحد ما سمعت صوته بيقول “وصلنا.”
طفى موتور العربية وساب لحظة من الصمت تخيم بينهم، النور الخافت من عمود بعيد كان بيبين ملامحه اللي باين فيها التوتر، بس متحكم فيه كويس.
بص قدامه شوية، وبعدين لف وشه ليها، صوته كان هادي بس تقيل بكلام كبير
“نور… قبل ما أي حاجة تحصل بينا، وقبل ما نكمل خطوة زي الخطوبة أو الجواز، أنا لازم أقولك حاجة.”
نور قلبها بدأ يدق أسرع، ضهرها اتسند في الكرسي لا إراديًا، وقالت بصوت واطي مليان قلق
” في ايه؟!”
اخد نفس طويل وقال ” اترددت كتير اعرفك ازاي وقولت لازم اجهز نفسي كويس، لازم اعرفك وانتي تقرري، لاني مش هينفع ابني حياتي معاكي على كدبه أو اسرار”
قلقها زاد فقالت وقلبها بيخفق بشده
“يوسف، في ايه؟ قول، متعلقنيش كده.”
اتنهد، وبص في عينيها مباشرة، نبرة صوته صافية ومكشوفة
“أنا مطلق.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نصيبي في الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *