رواية بحر الفصل الأول 1 بقلم حبيبه محمود
رواية بحر الفصل الأول 1 بقلم حبيبه محمود
رواية بحر البارت الأول
رواية بحر الجزء الأول

رواية بحر الحلقة الأولى
_انا مش معايا غير الفلوس دي ، مش عاوزة اكل او اشرب لكنى بجد محتاجه اقعد هنا ..
قالت جملتها وهي بتطلع الفلوس تحطها قدامى اول ما انتبهت اني قعدت ، مديت ايدي وانا برجع الفلوس ناحيتها من تاني
_خليها علينا المرادى
_ نظرتها اتحولت وهي بتبصلى بحزن غريب ، أرجوك ماتعملش ده ، انا فعلا محتاجه لوجودي هنا دلوقتي ، بلاش تخليني ماعملش ده واقوم امشى !
من وانا صغير وكان أكبر حلم فى حياتى هو أنى أفتح مكان صغير يكون بتاعى وبأسمى ، طول الوقت كانو يشوفونى واقف قدام الكافيهات بلهفه كبيره ، كنت ديما بفكر فى الناس اللى قاعدين جوه ، فى الطربيزات اللى كل واحده فيهم شالت الف حكايه وروايه اغرب من بعض ، شهدت على مليون قصة حُب وخلص عليها قصص تانيه اكتر ..
يمكن لو كانت بتنطق كانت شرحتلنا ازاى بيتولد الحب وبيكبر وازاى بيخلص وينتهى فى ثانيه ، ازاى الناس بتتحول وتتبدل بطريقه قد تكون مرعبه عليهم هما كمان ، يمكن من نعم ربنا علينا أن الاماكن والجماد مابيعرفوش ينطقو وإلا كانو زادونا جنون ووجع فوق وجعنا..
حققت اول حلم فى حياتى وفتحت اول مكان بأسمى ، الموضوع خد منى وقت كبير ومجهود اكبر ، عمر كامل ضاع وانا بشتغل وبحاول وبدعى ، واهو ماعداش اسبوعين وبدأت حروف اول قصه وجع تتكتب على طربيزه من طربيزاتى ..
شوفتها داخله وملامحها بهتانه وفى حاله مش قادر افهم ازاى اتخطتها وماوقعتش فى مكانها ، قعدت على الكرسي وحطت حاجتها وسرحت فى مكان وعالم تانى خالص ، فضلت مراقبها من بعيد ومستنى اى فعل أو حتى حد يدخل يقعد معاها ، الساعه الاولى عدت فمسكت موبايلها فتحته وقفلته تانى فى وقتها ، الساعه التانيه عدت ففتحت تليفونها تانى وكأنها كانت لسه مستنيه اى شئ لكن حتي الأمل ده فقدته ، دموعها نزلت فى لحظه غصب عنها وانهارت ، عيطت بشكل لا يليق ابدا بالبنت اللى كانت لسه متماسكه قدامى وبتحاول ، ماقدرتش امنع نفسي من انى أقرب واقعد قدامها ومعاها ، حتى لو مش هتكلم وحتى لو مش عارفها لكنى عارف كويس جدا ان ماحدش يستاهل ابدا يكون لوحده فى كل الحزن ده .. !
_انتى ساكنه فين
_بصتلى بخضه غريبه وقالت هو احنا هنا فين ؟
_حركت المنيو اللى كان محطوط على الطربيزة ناحيتهها فخضتها زادت لما شافت العنوان
_يا خبر .. أنا مشيت ده كله !
_باين أن مش معاكى فلوس تانيه عشان تروحى ، قربت منها الفلوس للمره التالته، على فكره احنا لسه فاتحين هنا جديد وزى ما تقولى كده بنربي زبون ، فأنا هقوم اجيبلك حاجه تشربيها وماتخافيش ده مجرد سلف مش اكتر عشان اضمن انك تيجي هنا من تانى وترديلى الفلوس دى وتبقي زبونتنا ..
وشها ابتسم ودموعها نشفو ، كانت متردده وبتحاول تلاقى اى كلام تقوله لكنها مش عارفه ، فقاطعتها من تاني
_ لمون صح ؟ .. هجيبلك لمون
مشيت بعيد وقولت للويتر يجهز الحاجه ، بصيت عليها وانا مش عارف المفروض هعمل ايه تانى ، فتحت تليفونها وكأنها بتتأكد من حاجه تانى ، دموعها اللى كانت سيطرت عليهم نزلو بطريقة اوحش واصعب ..
_وادى اللمون ياستى ، الله ! وانا كل ما اسيبك وأقوم شويه هتقعدي تعيطى ، شكل المكان بتاعنا مش عاجبك
_مسحت دموعها وهي بتحاول ترسم ابتسامه كدابه ، لا والله ابدا ده حلو جدا
_ عشان كده عماله تعيطي
_أنا مابعيطش ، دي بس حاجه دخلت فى عيني
_طب دارى وشك اللى وارم قبل ما تكدبي
_ أنا وشى وارم بجد؟
_ايوة .. لكن لسه زي القمر ماتخافيش
_ابتسمت المرادى بكسوف
_لو عاوزة تحكيلي مالك فأنا مستعد انى اسمع
_بصت فى الارض بتوتر
_ولو مش عايزة مش هقوم واسيبك ماتخافيش
_هو المكان ده كله بتاعك؟
_ايوة
_لوحدك؟!
_هنقر ؟!
_لا مش قصدى .. بس غريب أن حد ممكن يكون مسؤل عن مكان كامل فى نفس الوقت اللى حد تانى مش قادر يكون مسؤل عن شخص واحد بس!
_ احزانك شكلها كتير !
_اكبر من المكان بتاعك !
_ ده انتى بتقري بجد بقى
_ابتسمت .. لا والله ابدا
_ممكن اسالك سؤال؟
_اسال
_شوفتى ايه فى تليفونك خلاكى حزينه كده ؟
_شوفت انى مرفوضه من العالم كله !
_مرفوضه؟
_تعرف!
انا بقالى ساعتين بلف فى الشارع وبدور فى تليفونى على شخص واحد اقدر أكلمه واحكيله
_ومالقيتيش؟!
_ هزت راسها بأن لا
_تعرفي ؟
اوقات كتير الكلام مع الغربا بيفيد وبيريح اكتر
_ سابني
_ ايه؟
_اتنهدت تانى وهى بتقول جملتها .. سابني !
_زعلانه عليه ؟
_ابقي كدابه لو قولت لا
_أنا سامعك ..
_هى الساعه وصلت كام ؟!
_ الساعه ١٠ ونص
_يا خبر ! أنا لازم امشي دلوقتى
_ليه بس ..
مالحقتش افكر فى حاجه اقولها عشان اخليها تستنى بيها ، مالحقتش حتي اسألها عن اى حاجه تخصها ، قامت من قدامى وخدت شنطتها ومشيت زى سندريلا حزينه !
لكن المرادى ماسابتش اى حاجه توصل الامير ليها ..
ماسابتش غير البصمه بتاعتها فى المكان بتاعى ، الطربيزه اللى كانت قاعدة عليها واللى كل ما ابصلها افتكرها من تانى ..
عدت الايام وانا مش قادر أخرج الموقف من دماغى ، مش قادر أخرج نظرتها ليا ولا عياطها ، مش قادر اتخطي أو استوعب سبب حزنها الكبير عليه ، كنت بخلص كل يوم والف حوالين المكان على أمل انى الاقيها من تاني، اتمشي على البحر وانا بشكيله همى ، فافتكرها واحكيله عنها ..
ازاى انسان ممكن يأذى حد رقيق بالطريقه دي ؟ ازاى حد ممكن يحب حد لدرجه انه يوصل للمرحله دي فى بُعده ؟!
_ طب اى يا بحر بيقولو أنك بتحفظ الناس اللى بتمر عليك ، بتسجل اساميهم وبتخفف عنهم ، وانا صاحبك وحبيبك عشرة عمرك اللى بيجيلك من وهو صغير .. لو بس تقدر توصلني ليها من تاني ، لو بس اقدر اعرف ولو حتي اسمها !
مالحقتش اكمل كلامى الا ولقيت ايد بتتمد وبتخبط على ضهرى
_واخيرًا لقيتك تانى ..!
أنا دورت عليك كتير اوى .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بحر)