رواية تناديه سيدي الفصل العاشر 10 بقلم شيماء الجريدي
رواية تناديه سيدي الفصل العاشر 10 بقلم شيماء الجريدي
رواية تناديه سيدي البارت العاشر
رواية تناديه سيدي الجزء العاشر
رواية تناديه سيدي الحلقة العاشرة
استيقظت شمس باكرا وبداخلها رغبة عارمة أن تتنزه على البحر تشعر بانتعاش غريب ولديها طاقة هائلة ، نظرت خلفها لتجد زينة تغط في نوم عميق وجهها الملائكي يمنح شمس الراحة والطمأنينة ، وجدت نفسها ترتدي ملابسها وقد عزمت أن تتمشى على البحر لنصف ساعة فقط وتعود قبل أن يصحو الجميع فالوقت مبكرا جدا على أن يستيقط الأطفال الأن .
نزلت شمس وقد تذكرت أن تأخذ الهاتف معها فهي لا ترغب أن يوبخها سيدها من جديد وما إن وصلت إلى الشاطئ حتى خلعت حذائها وسمحت للمياه أن تداعب قدميها الوقت مازال مبكرا والشاطئ شبه خال شعرت براحة وحرية أكبر فهى تخجل من التواجد وسط الأغراب هواء البحر المنعش قد أيقظ داخلها تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تذهب مع والديها إلى إحدى شواطئ الإسكندرية تذكرت بائع الفريسكا والمثلجات ووالدها الحنون الذي كان يلبي لها كل طلباتها كم تشعر بالحنين إلى تلك الأيام ، كم افتقدت والديها
ظلت تسير ورمال الشاطئ تتخلل أصابع قدميها لتأتي مياه البحر تزيلها في رقة شعور ممتع وسعادة لا
تقدر بكنوز العالم كم تتمنى أن تبقى هنا إلى الأبد وبينما هي غارقة في أفكارها كان هناك من يراقبها من شرفته وتردد گثيرا ثم بالنهاية حسم أمره وقرر الإنضمام إليها .
استيقظ زياد ليجد والده مازال غارقا في النوم قبله على جبينه وابتسم فهو يعشق والده وحلم حياته أن يكبر ليصير رجلا قويا مهابا مثله مد يده إلى المنضدة المجاورة للفراش ليحضر هاتفه وأخذ يستعرض صور تلك الرحلة فهي أكثر مرة التقط صورا له مع والده والذي يبدو فيها زياد وكأنه زيدان وهو طفل صغير ، ظل يقلب في الصور ويبتسم حتى ظهرت أمامه صورة جعلت ابتسامته تتسع عن آخرها فقد كانت صورته مع أقرب ثلاثة لقلبه والده وزينة وشمس تلك الأم الحنون والتي لا يمكنه تخيل الحياة من دونها لكم تمنى أن تكون هي أمه الحقيقية ، كم حلم أن تحدث معجزة لتتحول شمس من مربيته لأما حقيقية له ، نهض من فراشه وذهب للباب الفاصل بين الحجرتين وفتحه برفق وأطل برأسه إلى الداخل وقد توقع أن يقابله وجه شمس نائما ولكنه اصطدم بخلو جانبها من الفراش فلم يجد سوى زينة فقط مازالت تغط في النوم ربما كانت في الحمام دلف إلى الحجرةوانتظر قليلا ولكن الجو هادئ جدا ربما حدث لها مكروه ، طرق على باب الحمام برفق وانتظر قليلا ولكن لا اجابة شعر بالخوف فأين عساها ذهبت تذكر ذلك الرجل الذي كان يريد أن يأخذها معه ربما خطفها لم يفكر كثيرا عاد إلى حجرة والده وأيقظه في لهفة قائلا :
– بابي بابي
– اصحى يابابي
– في إيه يا زياد
– شمس مش ف أوضتها يابابي
– يمكن في الحمام يازياد
– لا خبطت عليها وما رديتش عليا
انتفض زيدان جالسا فأين عساها قد ذهبت في هذا الوقت المبكر ، نهض زيدان في سرعة وطلب من زياد أن يوقظ زينة لتدخل الحمام فربما كانت شمس قد فقدت الوعي بالداخل ريثما يرتدي ملابسه ليبدأ في البحث عنها وفي تلك الأثناء ارتدى هو ملابسه على عجالة وقد حانت منه التفاتة نحو الشرفة ليلمح شخصين يبدوان مألوفين لديه يقفان عند شاطئ البحر ويبدو أن بينهما مشادة كلامية فقد كان احدهما يلوح بيديه في عصبية وحينما كان يتابعهما لاحت له فكرة الإتصال بها وتمنى أن يكون الهاتف بحوزتها أجرى إتصالا سريعا بها شعر بشئ من الراحة عندما سمع صوت رنين الطرف الأخر ليأتيه صوتها الرقيق المرتبك قائلة :
– الو تحت أمر حضرتك يا زيدان بيه
– إنت فين يا شمش وإزاي تخرجي من غير إستئذان وبينما هي تعتذر في توتر وارتباك لاحظ أن الثنائي اللذان كانا يراقبهما أحدهما يتحدث في الهاتف إذن فهي شمس تلك الواقفة هناك ومن دون حاجة للتفكير خمن أن الرجل الذي معها ماهو إلا ذلك السخيف الذي يقول بأنه قريبها ، شعر بالدماء تتجمع في عروقه من تظن نفسها هل هي هنا لتتنزه مع أقربائها لم ينتظر باقي إجابتها وخرج من الحجرة وهو في طريقه إلى الشاطئ وقد أقسم على معاقبتها على ترك عملها دون إذنا منه وفي تلك الأثناء ، وقفت تنظر للهاتف الذي أغلق في وجهها لكم تألمت لهذا التصرف المهين ولكن الخوف من فقدان عملها كان أكبر من شعورها بالإهانة نظر ت لمحدثها والذي لم يكون سوى الدكتور ياسر وقالت بتوسل :
– ياسر أرجوك إنت ليه مصمم تأذيني سيبني في حالي وحياة أغلى حاجة عندك أنا هخسر شغلي وحياتي بسببك
– شغل إيه ده يا شمس ازاي أبقى أنا ابن عمك وتشتغلي بيبي سيتر عند واحد زي ده
– الشغل مش عيب يا دكتور وماتقلقش على منظرك قدام الناس كدة كدة محدش يعرف إني قريبتك وإنت أصلا عايش برة محدش هيعايرك بيا
– إنت بتقولي إيه يا شمس لا طبعا مش قصدي كدة أنا أقصد إنك تستاهلي حياة أحسن من كدة
– أنا عجباني حياتي دي معنديش أي مشكلة فيها سيبني في حالي أرجوك ماتعمليش مشاكل
– عشان خاطري يا شمس افتكري اي لحظة حلوة مرت علينا وسامحيني بقى أنا أنا أنا لسة بحبك يا شمس
نظرت له في ضعف ودهشة أمازال حقا يحبها رغم كل تلك السنوات أغمضت عينيها في ألم وقد احتجزت دموعها الساخنة خلف جفونها لتحرقها وتلهب عينيها ، مر كل مادار بينهما من ذكريات أمامها كشريط سينمائي وهي تشاهد نبتة حبهما تكبر وتزهر إلى أن ذبلت وماتت وهنا قد استعادت رشدها و قالت في حزم كاذب
– أنا بقى مش بحبك و أرجوك تسيبني ف حالي لو فعلا بتحبني زي ما بتقول أخرج من حياتي وانساني و…
لم يدعها تكمل جملتها فقد باغتها بأن جذبها بين ذراعيه وهو يقول في لهفة
– أنا بحبك يا شمس أرجوكي بلاش تحرميني منك أرجوكي
حتى شمس نفسها فاجئتها ردة فعلها فقد اخذت تصرخ بأعلى صوتها وهي تحاول أن تتخلص من ذراعيه اللتان تطوقانها في قوة وعنف ، بينما كان زيدان في طريقه إلى الشاطئ تناهى إلى أذنيه صوت صراخ شمس فأسرع خطاه ليجدها في أحضان ياسر كان الدم قد صعد إلى رأسه وكان على وشك أنا يقتلهما معا ولكنه لاحظ مقاومة شمس ومحاولتها الافلات منه لم ينتظر كثيرا فقد اختطف شمس من بين ذراعيه وأبعدها عنها ثم لكمه على فكة لكمة قوية أصدر الأخير إثرها صوتا متألما مكتوما ، اشتبك الاثنان في عراك بالايدي وكل منهم يكيل اللكمات للأخر وشمس تكاد تموت رعبا فسيدها يتعارك لأجلها وهذا يعني أنها قد فقدت وظيفتها و عائلتها الصغيرة المكونة من زياد وزينة إلى الأبد فزيدان لن يسمح لها بالاقتراب منهم بعد اليوم ، شعرت بالرعب يملأ قلبها وهي ترى أن زيدان قد حسم المعركة لصالحه فهو الأن يرقد فوق ياسر يكيل له اللكمات بقبضته القوية الغاضبة يا اللهي ربما قتله ويصبح زيدان بيك السيوفي رجل الأعمال المعروف قاتلا ولأجل من لأجل مربية أطفاله لتتحطم سمعته ومكانته في عالم المال والأعمال وياسر سيفقد كل شئ وتلك الصغير شمس ستصبح يتيمة لا لن أسمح بكل هذا انتفضت واسرعت تجثو على قدميها بجانبهما وقبل أن ينهال بلكمة اخرى لتهشم وجه الأخير أمسكت بذراع زيدان وهي لا تدري من أين اتتها الشجاعة لتقدم على ذلك وهي تقول بحروف باكية مضطربة
– كفاية يا زيدان بيه هيموت في إيدك أرجوك كفاية
ونظرت في تحد إلى ياسر وهي تقول
– هو خلاص مش هيضايقني تاني وهيختفي من حياتي ألى الأبد .
نهض عنه في غضب و نظرات عينيه الساخطة تكاد تحرق الكون بأسره وقال في لهجة تهديد صارمة
– لو لمحتك في أي مكان حتى لو كنت معدي صدفة صدقني أنا مش هرحمك
واستدار ليقبض على معصم شمس في قسوة ليسحبها خلفه ليعود بها إلى حجرتها مرة أخرى .
كان ياسر مازال راقدا على الشاطئ يشيع شمس بنظرات حانقة وهو يلوم نفسه فهو من تسبب في كل ذلك ظهر أمامه ظل حجب عنه ضوء الشمس التي بدأت في الشروق ليفاجأة بهذا الظل يمد يده ليساعده في النهوض والتي لم تكن سوى غادة فقد شاهدت كل ما حدث من البداية للنهاية وقد اتتعشت افكارها الشيطانية والتي دفعتها للذهاب والتعرف على ياسر فحتما سيكون له فائدة فيما بعد .
دفع زيدان شمس دخل حجرتها وهنا علمت شمس أن وقت توبيخها وصرفها من العمل قد حان ولكنها فوجئت به يحدثها بكل هدوء وهو يقول
– جهزي شنطتك وشنط الولاد عشان راجعين القاهرة النهاردة انا هنزل اخلص الاجراءات اطلع الاقيكم جاهزين ولابسين عشان نمشي على طول
لم تجروء شمس على الرد واكتفت بإيماءة رأسها ليتركها وهي في حيرة وخوف وينصرف .