رواية تناديه سيدي الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء الجريدي
رواية تناديه سيدي الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء الجريدي
رواية تناديه سيدي البارت الثاني عشر
رواية تناديه سيدي الجزء الثاني عشر
رواية تناديه سيدي الحلقة الثانية عشر
(سيارة حسام)
قاد حسام سيارته لا يلوي على شيئ ، هاجمته الذكريات كالوحوش الضارية مر كل شئ أمامه وكأن زجاج سيارته قد تحول لشاشة عرض سينمائي فتذكر يارا تلك الفتاة التي عشقها طوال سنوات الدراسة في الجامعة قصة حبهما كانت مسار حديث الجميع تذكر ليلة زفافهما الأسطورية مرورا بشهر العسل ثم مرور الأيام وحياتهما سويا فقد كانت حياة مثالية يحسدهم الجميع على السعادة والحب الذي ينعمان بهما وحياتهما الزوجية السعيدة المستقرة إلى أن جاء الاختبار الحقيقي لعلاقتهما عندما كثرت الأسئلة لماذا لم تنجبا حتى الأن فقد مر عاما واثنان وثلاث وأربع أعوام باءت فيهم كل محاولاتهم للانجاب بالفشل تذكر يوم أن ذبحه ذلك الطبيب الانجليزي بسكين بارد قائلا بأن لديه علة تمنعه من الإنجاب وأن لا أمل في شفاءه تذكر تغير معاملة زوجته له والجفاء الذي بدأ يرمي ظلاله على كل شئ في حياتهما فبمجرد سماعها حديث الطبيب كل وعودها بأن تبقى معه تحت أي ظرف حتى النهاية قد تبخرت في الهواء تذكر اليوم الذي جعلها تثور وتطلب منه الطلاق علانية بعد أن كانت تلمح له في الخفاء يوم أن احضر ادم إلى المنزل بعد وفاة أخيه مازال يتذكر حديثها القاسي
Flash back
حسام يدخل منزله والحزن يعتصره يضم يد ذلك الصغير الذي فقد والديه دفعة واحدة بين يديه المسكين لم تمهله الحياة أن يتمتع بحب ورعاية والديه ، كانت زوجته جالسة على الأريكة تتصفح احدى مواقع التواصل الاجتماعي على هاتفها عندما دلف حسام وهو يمسك بالصغير ويقول في ضعف وحزن
– ادم هيعيش معانا هنربيه سوا
– يعيش معانا فين وليه
– يارا حبيبتي ادم بعد موت اخويا ومراته مابقاش ليه حد غيري واهو فرصة ربنا بعتهالنا عشان يعوضنا عن الأطفال الي اتحرمنا منهم
– لا معلش يعوضك انت انا عايزة ابقى ام لطفل مني انا انا ذنبي ايه اعيش عمري اربي ابن غيري
وكأن كلماتها خناجر حادة تمزق أوردة قلبه الذي مازال يحترق الما على فقدان أخيه الوحيد
– يارا انت بتقولي ايه
– بقول اني زهقت بقى انا كنت صابرة ومستحملة على اساس في أمل وفي علاج لكن مدام مفيش فايدة خلاص بقى يبقى كل واحد فينا من طريق حسام انا نفسي ابقى ام حاولت الغي الاحساس ده لكن بجد مش قادرة نفسي ابقى ام نفسي اخلف مش اربي اي طفل وخلاص
– اي طفل وخلاص هو انا جايبلك طفل من الشارع ده ابن اخويا وكل واحد من طريق ازاي ده مكنش كلامك ليا قبل كدة
– انا يوم ماعرفنا من الدكتور ان حالتك ميئوس منها كنت مصدومة والتفكير كان هيموتني ولما وصلت لقرار كنا عرفنا بحادثة اخوك فانا استنيت عشان مكنش ينفع يبقى اخوك لسة ميت واقولك اني عايزة اتطلق وادي فات اسبوع ع موت اخوك اظن كدة عداني العيب انا اسفة يا حسام بس بجد انا مش هقدر أكمل معاك
– مفيش داعي للاسف انت فعلا معاكي حق وانا مقدرش اجبرك تعيشي معايا غصب عنك ، انت طالق يا يارا
انتبه حسام من شروده على صوت زامور سيارة كاد أن يصطدم بها فانتبه للطريق ومسح بظهر يده دمعة قد انحدرت على وجنته ، وجد نفسه يتخذ طريق قصر صديقه زيدان فهو في حاجة اليه الأن
أو ربما هما الاثنان في حاجة الى بعضهما البعض .
(قصر زيدان السيوفي)
جلس زيدان خلف مكتبه الأنيق وأمامه جهاز الحاسوب يتصفح بعض صفحات المال والأعمال ويتابع أخبار البورصة العالمية صدح صوت هاتفه يشق سكون الحجرة ليعلن عن اتصال من والده ، اجاب زيدان قائلا وابتسامة تزين محياه القاسي
– وحشتني يا باشا
– انت بقى ماوحشتنيش ومش بتصل عشانك انا بتصل عشان اتطمن على أحفادي
– بقى كدة ماشي يا يوسف باشا انت لسة شايل مني بقى ، حقك عليا يا بابا أنا وقتها كانت أعصابي مشدودة وماكنتش واعي لنفسي
هو أنا ليا غيرك ياحج
– بس ياواد انت مش هتضحك عليا بكلمتين طمني على الولاد خليني اقفل
– ماشي يا بابا الولاد بخير وانا كمان بخير وكويس الحمد لله
قالها وابتسم بخفة فهو يعلم جيدا حب والده له فهو ابنه الوحيد ولا يمكن أن يغضب منه أبدا وهو أيضا يعشقه فهو ليس مجرد أب له بل هو أخ أكبر وصديق
– ربنا يحفظكم يابني ويبعد عنكم كل شر
– امين ياحاج بقالك كتير مادعتليش
– أنا بدعي لاحفادي مش ليك انت
انفجر زيدان ضاحكا لعناد والده الطفولي مما دفع والده الى الضحك ايضا وقال له وقد زال عنه عناده
– انا مليش غيرك يا زيدان انت ابني الوحيد وكل همي مصلحتك
– عارف يا بابا والله ربنا يخليك ليا حبيبي
– ويخليك ليا يابني ابقى تعالالي المزرعة اقعد معايا شوية
– حاضر يا بابا بس انا لسة راجع من السفر اريح كام يوم واشوف الشغل ماشي ازاي واظبط واجيلك
– ماشي يابني في حفظ الله
(فيلا السيدة بثينة )
كانت غادة ووالدتها قد وصلتا توا من شرم الشيخ وبالطبع لم تضيع تلك الحية الرقطاء وقتها فقد اخذت تعد مع والدتها خطة جديدة للفوز بزيدان
– يا سلام يا مامي لو كل حاجة مشيت زي ما انا مخططة في ظرف كام يوم بس هيكون زيدان بقى جوزي
– أنا مش مرتاحة لخططك دي وحاسة انها هتيجي على دماغك
– اوووف يا مامي بقى بطلي تحبطيني المهم انتِ بتكلمي انكل يوسف زي ما اتفقنا
– ايوة كل يوم والتاني مكالمة وافضل اعيد وازيد لما شكلي بقى زفت قدامه
– ليه بس يا مامي مش قولتي انك حاسة انه عجبه الكلام
– ايوة بس بردو الالحاح ده مش كويس
– بالعكس ياحبيبتي مش بيقولو الزن على الودان امر من السحر
– انا لسة عند رأي وبقول تخرجي حوار زيدان ده من دماغك خالص
– مستحيل زيدان ليا مهما حصل ومهما كان التمن
(قصر زيدان السيوفي )
جلس زيدان على الأريكة وبحواره صديقه حسام يدخنان السجائر وتغلفهم حالة من الهدوء وسحابة كثيفة من الدخان تملأ الحجرة لم يكسر الصمت سوى دخول الخالة نجاة وهي تحمل فنجانين من القهوة وضعتهما على المنضدة امامها وانصرفت في هدوء قطع حسام الصمت قائلا
– مالك يا زيدان من وقت ماجيت وانت ماقولتش كلمتين على بعض
– مخنوق يا حسام المحامي كلمني النهاردة وقال انهم عايزين يحققوا معايا تاني مش لاقيين حد له مصلحة في موت سما غيري رغم ان الادلة مش كافية لكنهم مصممين يوجهولي انا الاتهام باني لعبت في فرامل العربية عشان اقتلها هو المحامي طمني وقالي ان موقفي سليم وان مايقدروش يثبتو عليا حاجة بس سمعتي في السوق وانت عارف ان العيار الي مايصيبش يدوش
– ما تقلقش يا زيدان هتعدي ربنا كبير ومحدش يقدر يمس سمعتك بكلمة والسوق كله عارف مين هو زيدان السيوفي
– ربنا يستر ، المهم قولي مالك انت كمان انت مش مظبوط من ساعة ماجيت وشكلك مش عاجبني
– عادي سمعت كلمتين قلبو عليا القديم والجديد وبعدين ده العادي احنا الاتنين نحس اصلا والحزن بيجري ورانا بالمشوار بس ارجع واقولك اتلم المتعوس على خايب الرجا
نظرا الصديقين لبعضهما البعض لبرهة وانفجرا في الضحك حتى دمعت اعينهما فرغم كل مايحمله كل منهما من الام الا انهما دوما يتخطيا كل هذا معا
(حجرة شمس)
دخلت الخالة نجاة في خفة لتطمئن على تلك المسكينة التي لم تترفق بها الحياة يوما فوجدتها نائمة في ملائكية وهدوء ربتت عليها وقبلت جبينها بحنان و دثرتها بالغطاء جيدا لتعود اليها ذكرى ذلك اليوم الذي جائتها فيه تلك الفتاة الرقيقة لتذكرها بنفسها وبانها ابنة جارتها وصديقتها تذكرت يوم ان ارتمت في احضانها تشكو اليها غدر حبيبها وقسوة زوجة عمها وانها تريد عملا ومكانا تقيم به حتى تبتعد عن بطش زوجة عمها وقسوتها لم يكن لدى نجاة بنات ليس لديها سوى ابن وحيد وهو متزوج ويعيش في محافظة اخرى ولا يسأل عنها ولا يهتم بهافوجدت في شمس الابنة التي طالما تمنتها من الله فكل منهما عوضت الاخرى عما ينقصها ولكن ترى ماذا ينتظر الجميع وماذا يخبئ لهم القدر ؟