رواية لا تتركني هيك الفصل الثالث 3 بقلم أحمد سمير حسن
رواية لا تتركني هيك الفصل الثالث 3 بقلم أحمد سمير حسن
رواية لا تتركني هيك البارت الثالث
رواية لا تتركني هيك الجزء الثالث
رواية لا تتركني هيك الحلقة الثالثة
وبالفعل ذهب أمير في اليوم التالي في نفس الميعاد الذي من المُفترض أن تأتي فيه دُنيا كما تفعل كُل يوم ..
ولكنها في هذه المرة لم تأتِ
تعجب أمير وشعر بإنها تُريد الإنسحاب
وأن شيئًا فيه لم يُعجبها
ظل يذهب كُل يوم في نفس الوقت ولم تأتِ
حتى قرر أن يسأل عنها النادل الذي رآها تُحيه أكثر من مره:
– بعد إزنك
تذكره النادل وابتسم وقال:
= ايه رجعت في كلامك وعايز سيجارة تاني!
– لأ .. انا بس عايز اسألك على الآنسة دُنيا إللي كانت بتقعد معايا منا كام يوم كده؟ هي مجاتش تاني بعد آخر مره كُنا قاعدين سوا؟
= والله أنا مش فاكر آخر مره كنت قاعد معاها إمتى .. بس هي بقالها يومين مبتجيش وده بيحصل كل مُده يعني متشغلش بالك .. هي بتقطع كده كل كام شهر أسبوع ولا اتنين .. الله يكون في عونها بقى ويعينها على ما بلاها
– ليه هي مالها!!!
= هو انت متعرفش إن عندها زهايمر! .. أنا افتكرتك عارف وقريب منها وكده!
– زهايمر!! .. إزاي وامتى؟
= من فترة .. ذاكرتها بتقف عند يوم معين والأحداث إللي بعديه دايمًا بتنساها!
– امتى اليوم ده؟
= حقيقي مش عارف .. تقريبًا من خمس ست شهور كده
صافح أمير النادل وخرج وهو تائه تمامًا
وهو يُفكر في مليون سؤال
هل تتذكر (دُنيا) من الأساس أم أن كُل شيء بينهم قد إنتهى قبل بدايته
عاد أمير إلى المنزل وذهب إلى (عم حسين) وروى له كُل شيء
فكان رد عم حسين:
– ده معناه إنها أكيد مش فكراك .. أظن حسب وصف النادل أن إللي عندها ده فقدان ذاكرة راجعي أو تقدمي .. كلامه بيوحي أنه مزيج بينهم! .. غريب
= ده معناه ايه؟
– معناه إنها مش هتفتكرك لو شافتك تاني يا أمير .. ومش فاكرة دلوقتي حاجات عادية من حياتها كمان
نهض أمير مره أخرى وقال:
– أنا هروح تاني الكافية واسأل عن بيتها وهروح لها
ورحل أمام أنظر (عم حسين) ولم ينطق الاخير بحرفٍ واحد
ما أن ذهب إلى الكافية وجد النادل يقف مع أحدهم ويشير على أمير
فوجد الرجل الذي كان يقف مع النادل يتقدم نحوه وقال:
– أنت بقى إللي كنت قاعد مع دينا!
= آه مين حضرتك؟
– خير!! بتسأل عنها ليه؟
= أنا وهي بنحب بعض!
– بتحبوا بعض! ..
= آه وحضرتك ممكن تسألها .. بس مش قبل ما تقولي حضرتك مين
رفع الشاب الآخر يده وأشار إلى الدبلة في أصبعه وقال:
– أنا خطيبها
تراجع أمير خطوتين للوراء .. واتسعت عيناه في صدمة
ولم يُمهله الشاب الآخر أي فرصة للتراجع
فـ أنهال عليه باللكمات، لم يحاول أحد أن يقوم بفض هذه المشكلة لأنهم يعرفون أن (خالد) خطيب (دنيا) هو ملاكم
وعلى الرغم من أن أمير لم يَكُن يعرفه قبل هذا اللقاء ولكن لكماته وقوتها أوحت له بأنه ملاكم مُمتاز
كان يُتمتم بكلمات على شاكلة: (لا داعي لذكرها، حفاظًا على حياء القراء)
وهذا كُله وأمير على الأرض .. ظل هكذا حتى فقد الوعي
فتح عينيه فوجد نفسه داخل الكافية يحاولون تنظيفه وافاقته
وما أن استفاق .. سأل عن الذي ضربه
فقالوا له أنه رجل منذ ساعة ..
خرج أمير وهو يحاول أن يُلملم كرامته المُهدره أمام بوابة هذا (الكافية)
وذهب مره أخرى إلى العم حسين الذي ما ان رآه حتى قال:
– واضح إنك حاولت تروح لها عن طريق المواسير
= لأ قابلت خطيبها في الشارع
– وأنت بتحب واحدة مخطوبة؟
= مكنتش اعرف!
– واديك عرفت .. سيبها بقى وركز في شغلك إللي أنت مقصر فيه
= أنا حاسس أنه بيكدب!
– ليه؟
= حاسس .. هو لو عارف أن عندها زهايمر .. ليه يضربني أصلًا .. انا مكنتش عارف ده
– راعي شعوره يا أمير ..
= بس هو ضربني وأنا لازم آخد حقي ..
– ماشي .. روح خده
= مش هتساعدني؟
– ازاي؟
= تجيبلي صحابك مثلًا
– اوك هقولك مكانهم وروح قابلهم وقولهم أنا عايزكم في خناقة وجايلكم من طرف العم حسين .. عندي تلاتة منهم في دار مُسنين براعم العجائز وعندي واحد بيعمل قلب مفتوح في مستشفى وادي النيل .. خدلك جولة كده وابقى طمني
= يا عم حسين أنت بتهزر!
– أكييد .. انت عايز تتخانق مع ملاكم عشان بتحب خطيبته وبتطلب من واحد عنه 79 سنة يشوف صحابه عشان يروح يتخانق معاك! .. يبقى مين إللي بيهزر .. روح لياسر .. اهوه هو بيحب الخناق وطاقق زيك
خرج أمير وذهب إلى ياسر وحكى له ما حدث
ولم يفوت ياسر فرصة الضحك ثم قال له:
– قولتلي اسمه خالد .. وملاكم! … كان فين الكلام ده؟
= قدام كافية المعلم
– يبقى هووو ..
= أنت تعرفه؟
– ده ديلر! .. بيبع مخدرات!
= ازاي يعني ملاكم وبيبع مخدرات!
– بيبيعها لكن مابيشربهاش .. بيتاجر عشان يكسب .. لكن مابيضرش نفسه
= يعني ممكن يكون بيدي دُنيا مخدرات!
– انا معرفش .. بس عامة أنا اعرفه وفكرة إنك تتاخق معاه مُستحيلة الدُنيا كلها تعرفه هناك وبتحبه صغير وكبير .. وعلى فكرة بغض النظر عن تجارته في المخدرات هو مُقف والناس بتحبه!
= ازاي!
لم يرد عليه ياسر فعاد (أمير) إلى عم حسين مره أخرى وقال:
– يا عم حسين طلع تاجر مخدرات .. ياسر عارفه
صمت عم حسين للحظات ثم قال:
= يعني ممكن سبب فقدانها للذاكرة ده يكون بسبب صدمتها فيه! .. وكمان أن بتقول أنه من فترة قريبة .. وده بيأكد تفكيرنا ده
صمت أمير ليفكر قليلًا
حتى وجد صوت طرق على الباب نظر عم حسين إلى (أمير) الشارد الذي يلمئ وجهه الكدمات
فنهض هو بنفسه لفتح الباب
فوجد أمامه شابًا مفتول العضلات .. اسمه خالد .. وقد أوسع أمير ضربًا منذ ساعات!
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية لا تتركني هيك )