رواية لا تتركني هيك الفصل الرابع 4 بقلم أحمد سمير حسن
رواية لا تتركني هيك الفصل الرابع 4 بقلم أحمد سمير حسن
رواية لا تتركني هيك البارت الرابع
رواية لا تتركني هيك الجزء الرابع
رواية لا تتركني هيك الحلقة الرابعة
صمت أمير ليفكر قليلًا
حتى وجد صوت طرق على الباب نظر عم حسين إلى (أمير) الشارد الذي يلمئ وجهه الكدمات
فنهض هو بنفسه لفتح الباب
فوجد أمامه شابًا مفتول العضلات .. اسمه خالد .. وقد أوسع أمير ضربًا منذ ساعات!
ما أن فتح عم حسين الباب حتى وجده يقول:
– آسف بقى جيتلك البيت لأنك مبتفتحش المكتبة .. بس اوعى تقولي أنك مجبتليش الرواية!
ضحك عم حسين وقال له:
= اتفضل يا خالد .. أنا فعلًا مجيتش الرواية .. أنا معرفش انت بقرأ روايات ناس محدش يسمع عنهم خالص قبل كده!
– يا عم حسين أحمد سمير حسن ده الصفحة بتاعته ع الفيس بوك فيها 60 ألف شخص .. و رواية كامو دي جايبه أراء إيجابيه كتير
= معرفش الفيس بوك .. اعرف اخبار الأدب والجمهورية والأهرام
ضحك (خالد) حتى وجد أمامه (أمير)
وأنهدش أمير وانتفض من مكانه عندما رأى خالد أمامه
وكلاهما نظر إلى (عم حسين)
الذي فهم على الفور ما حدث .. إذًا هذا هو مفتول العضلات الذي أوسع أمير ضربًا منذ قليل
نظر عم حسين للجميع وقال:
– أنا لسه مروق .. أي ضرب ولا ولا كركبة هتحصل هنا أقسم بالله هدعي عليكم
جلس خالد وقال لعم حسين:
– مين ده؟
= ده أمير .. زي إبني وأنا إللي مربيه
فنهض أمير وقال لعم حسين:
– مين ده؟
= ده خالد زي إبني وأنا إللي مربيه
صم صمت قليلًا وقال:
– وأنتوا الاتنين معرفتش أربيكم .. ودايمًا جايبين لي مشاكل
ثم نظر عم حسين إلى خالد وقال:
– أمير حكالي كل حاجه .. احكيلي أنت كمان ومن غير عصبية بعد إزنك!
ثم بدأ خالد في السرد
قال أن (دُنيا) جارته وأنها وحيدة جدتها
قال أنهم يُحبان بعضهم منذ الصغر وأن بينهم (قراءة فاتحة)
قال أنها أصيب بزهايمر منذ فترة وأصبحت تنسى بضعة أشياء وأحداث
وأحيانًا تنساه هو شخصيًا
قال أن موضوع النسيان هذ مؤقت لمدة ساعات أو رُبما أيام وتعود كما كانت
بدأت أعين أمير تدمع ثم قال:
– وايه جابلها فقدان الذاكرة!! أنت! عشان اتصدمت فيك!
نظر خالد إلى عم حسين وقال:
– مخدرات ايه!
نظر له عم حسين بحُزن وقال:
– أنا عرفت يا خالد .. عرفت ومش بلومك أنا عارف أن اعباء الحياة لا تُحتمل .. احكي الحقيقة
نظر خالد إلى الأرض وقال:
– هي اتصدمت صدمة عمرها .. لما عرفت موضوع المخدرات ده .. كان املها فيا كبير .. وكلامي عن المبادئ والشرف والكلام ده دايمًا كان مخليها شيفاني حاجه كبيرة جدًا ولكن للأسف خذلتها .. متحملتش الصدمة .. لانها تقريبًا ملهاش غيري
صمت خالد للحظة ثم قال:
– اعجابها بالأستاذ أمير مُجرد عابر مرضي مش أكتر! .. ولما بترجع لطبيعتها بتكتشف إنها أخطأت ع فكرة هي عارفه أن بيجيلها نوبات نسيان .. لكن متعرفش السبب .. ولما بتجيلها مابتكونش فكراني من الأساس .. عشان كده بحاول مظهرش قدامها .. لأن محبش أبدًا اشوفها بتكرهني!
قال عم حسين:
– مشاعرها نحيتك هتفضل زي ما هي يا خالد .. هتكون نسياك لكن في مشاعر نحيتك .. دي تجارب! .. وكمان دي حاجه شبه تجربة ماركيز لما جاله زهايمر وشاف صاحبة وقاله .. أنا مش فاكر أنت مين .. لكن عارف إني بحبك
ثم خالد قليلًا ثم قال لعم حسين:
– طيب يا عم حسين .. احكم أنت بينا!
نظر عم حسين إلى أمير المُنهزم وقال:
– لازم تبعد يا أمير
نظر أمير إلى الأرض ليُداري عيناه المُمتلئة بالدموع فوجد صوت إشعارًا يأتي على هاتفه
فتحه
فوجد رسالة من رقم هاتف غريب مكتوبة فيها
(تيجي نخرج؟)
وفي نهايتها توقيعها (دُنيا)
ابتسم أمير وتحول وجهة مرة واحدة إلى سعادة غامرة وقال لعم حسين:
– أنا في واحد صاحبي تعبان جدًا … لازم اروحله، سلام!
راسلها حتى وصل إلى المكان المُتفق عليه
فوجدها أنيقة كعادتها فاتنه في الـ آيس كاب .. وهذه المره ترتدي نظارة واسعة
ابتسم وقال لها:
– نيو لوك حلو .. بس كُل ده غياب!
= غياب ايه يا ابني .. أنا لسه كنت معاك إمبارح
فهم خالد موضوع الزهايمر هُنا وتأثيره فقال:
– وهو من إمبارح للنهارده شوية برضه .. وحشتيني!
نظرت له دُنيا بإندهاش وهي تهز رأسها وقالت:
– لأ بقى ده في تطور كبير حصل .. فين الخجل والكسوف يا أستاذ!
فابتسم أمير وسحب يدها .. وظلا يترجلان وهم يتحدثان في كُل شيء
فقالت دينا:
– أنا كنت دايمًا لوحدي .. ودايمًا خايفه وعندي أزمة أمان .. عُمري ما حسيت الاحساس ده غير وانا معاك .. غني مطمنة وإني مش لوحدي على الرغم من إن كُل شيء بينا مر بسرعة
= وأنا دايمًا هفضل موجود .. لأني عُمري ما بكون سعيد غير وأنا معاكي .. وده بجد .. مش كلام روايات .. أنا بحبك يا دُنيا .. بحبك فعلًا ونفسي نفضل سوا دايمًا!
– وأنا كمان بحبك ابسط يا عم
اخرجت هاتفها وقالت:
– دي لحظة لازم تتوثق بصورة
والتقطت صورة وقالت:
– هنفضل سوا دايمًا .. أنا اتعودت على وجودك هااه .. مش بسمح بالغياب أنا
= أتمنى أنتي إللي تفضلي موجوده دايمًا كده
– ما أنا موجوده اهوه! .. ومفيش قوة تقدر تجبرني اغيب عنك!
لم تُكمل جُملتها فوجدت هاتفها يرن
نظرت إلى رقم المُتصل فوجدت اسمه (خالد)
ظلت تنظر إلى الرقم للحظات ثم نظرت إلى أمير وقالت:
– مش فاكره مين ده!
= متعرفهوش؟
– حاسه أني اعرفه .. مش فاكره .. عامة أنا لازم أمشي .. اتأخرت!
رحلت دُنيا وسط مُتابعة (أمير) لخطواتها وهو في غاية حُزنه
هو يعرف الآن أن حبيبته
ستذهب إلى حبيبها الآخر! وستندم على لقاؤهم هذا .. لأنها قابلته وهي لا تتذكر خطيبها!
ظر يُتابعها وهو يُردد
(ما تتركني هيك .. عم افتش عليك .. اسفل كُل كاس .. بين تخوت الناس)
ظل يُردد
ثم جلس على أحد الأرصفة واخرج (note book)
وكتب فيها:
إلى والدتي العزيزة
أنا أتمزق ألمًا .. فا الفتاة التي احببتها فاقدة للذاكرة .. والسبب الوحيد الذي سيجعلها معي هو أن أتمنى لها أن يستمر مرضها دائمًا .. أنا كالصوص يا أمي لا أراها سوى عندما يغفل عنه االجميع .. والدتي العزيزة أرجوكِ ساعديني .. فأنا أختنق.)
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية لا تتركني هيك )