روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثالث 3 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثالث 3 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت الثالث

رواية شمس ربحها القيصر الجزء الثالث

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة الثالثة

تجمدت في مكانها وهي تتأمل كفه المعلق في الهواء والذي كان على وشك أن يصفع وجنتها بقوة ..
رمشت بعينيها غير مصدقة مما كان سيحدث بينما هجم هو على ذراعها ضاغطا عليها بشدة هاتفا بصوت بث الرعب في روحها المتهدجة :
” أقسم لكِ برحمة أبي الذي لم أحلف به يوما كذبا سوف تندمين على كل حرف تفوهتِ به يا شمس .. ”
ترقرقت الدموع داخل عينيها من نظراته المشتعلة المسلطة عليها وكلماته التي تتوعدها بلا رحمة وكفه الذي يعتصر ذراعها بكل ما تملك من قوة لتشعر بذراعها على وشك أن ُتخلع فتصرخ ألما وهي تنظر الى مكان قبضته ليستوعب ما يفعله وقد فقد هدوئه بتلك اللحظات المعدودة ليحرر ذراعها بسرعة .. مسكتها شمس بكفها محاولة تخفيف الألم القوي الذي سيطر عليها وهي تتأمل ذلك الحمار الشديد الذي احتل ذراعها البيضاء فتشهق باكية من شدة الألم ..
سمعته يسأل بسأم :
” ماذا حدث الآن ..؟! لمَ كل هذا البكاء ..؟! ”
أجابته بصوت مبحوح ضعيف :
” إنها تؤلمني .. لقد ضغطت عليها بقوة ..”
زفر نفسه بضيق ثم اقتربت منها مرددا وهو ينظر إليها بينما أنامله امتدت نحو مكان الوجع :
” هاتيها ..”
نظرت إليه برعب انتبه إليه بينما تضم شمس ذراعها بعيدا عنه ليتنفس بقوة محاولا كتم غضبه قبل أن يقول بصوت جاهد لجعله هادئا :
” هاتي يدك يا شمس ..”
لتهز رأسها نفيا وهي تقول بذعر صادق :
” لن تلمسها .. ربما تكسرها هذه المرة ..”
شعر بصبره ينفذ فقال بصوت متحفز :
” دعيني أراها .. سأفحصها فقط ..”
وما إن هزأت رأسها رفضا حتى فوجئت به يقبض على ذراعها ويجذبها مبعدا كف يدها الأخرى عنها لتشهق بألم وهي تهتف بحدة :
” أخبرتك إنها تؤلمني .. ألا تفهم ..؟!”
نظر الى اللون الأحمر الذي شعر به بدأ يتحول الى لون أغمق فقال لها بجدية :
” يبدو إنني ضغطت عليها بقوة دون أنتبه .. سوف أخبر روز أن تجلب لكِ الثلج ..”
قاطعته وهي تحارب ذاتها كي لا تطلق شتيمة بذيئة في حقه :
” لا اريد .. دعني أرحل من فضلك .. تأخرت كثيرا ..”
تأمل نظراتها المترجية لينظر إليها ويهتف بفتور :
” اذهبي .. سوف أتواصل معكِ مساء اليوم كي نتفق على باقي الأمور .. ”
ردت عليه بسخط :
” لا تتصل بي .. هل فهمت ..؟! إذا أردت أن تتواصل معي فهناك شيء اسمه رسائل نصية .. ”
سأل مستنكرا :
” ولمَ كل هذا ..؟! التواصل بمكالمة هاتفية أسرع وأفضل ..”
قاطعته بضيق :
” لإن عائلتي دائما حولي .. وأنا بالتأكيد لن أجيب عليك أمامهم .. وطبعا لن أحمل هاتفي وأجيب في الداخل لإن هذا التصرف غير محبب ابدا وسيشككهم بهوية المتصل .. ”
تنهد بإستسلام وقال :
” كما تشائين .. ”
لم ترد عليه حيث اتجهت لحمل حقيبتها ثم وقفت أمامه وقالت بصوت حازم :
” سوف أغادر لوحدي .. لا داعي لأن تطلب من سائقك أن يوصلني فأنا لا احتاج لخدمات حضرتك ..”
رحلت برأس مرفوع تاركة إياه يحدق في آثرها بذهول وهو يتذكر لهجتها الحازمة ليتغضن جبينه وهو يردد بإنفعال صامت :
” وتتأمرين أيضا يا شمس .. حسنا يا صغيرة .. لنرى إلى أين سيصل بكِ عنادك ومدى قدرتك على المقاومة … ؟!”
………………………………………………………………..
عادت شمس الى منزلها وهي تحاول رسم ابتسامة حقيقية على شفتيها كي لا تتعرض الى اسئلة والدتها المتوقعة بعدما رأت وضعها مساء البارحة ..
صحيح إن والدتها لم تأتِ بعد من عملها وكذلك والدها وأخيها لكن ربى بالتأكيد وصلت الآن ..
فتحت باب منزلهم بالمفتاح ثم دلفت الى الداخل لتجد ربى أمامها تسألها بسرعة :
” هل متفرغة اليوم ..؟! أريدك أن تراجعي لي مادة الرياضيات .. امتحاني النهائي بعد غد ولا أريد أن أنقص درجة واحدة ..”
كادت أن ترفض لكنها تعلم إن أختها ضعيفة نوعا ما في مادة الرياضيات ودائما ما اعتمدت عليها في هذه المادة بالرغم من كونها في مدرسة خاصة …
أجابتها بصوت ظهر التعب به جليا خاصة بعد إستيقاظها ليلة البارحة حتى ساعات الفجر الأولى بسبب التفكير المستمر :
” حسنا .. أنا الآن بحاجة الى النوم ولا أنوي الإستيقاظ حتى المساء .. نذاكر ليلا ولدينا الغد بالكامل فأنا لن أذهب بعد الان الى الجامعة .. لم يتبقَ سوى القليل على إمتحاناتي أصلا ..”
” جيد ..”
قالتها ربى بجدية قبل أن تسألها :
” هل أنتِ بخير ..؟! أشعر وكأنكِ لستِ على ما لا يرام .. ”
احتقنت ملامحها وهي تجيب بسرعة :
” مضطربة قليلا بسبب الإمتحانات .. ”
ثم تحركت بسرعة الى غرفتها دون أن تسمع ردا تتابعها نظرات ربى الغير مقتنعة بحجتها وهي شبه متأكدة إن هناك شيء ما يحدث مع أختها الكبرى ..
………………………………………………………………
مساءا ..
قصر عائلة عمران ..
دلف الى جناحه بعد يوم عمل طويل .. وضع هاتفه على الطاولة ثم خلع سترته وعلقها في مكانها قبل أن يبدأ بفك أزرار قميصه واحدا تلو الأخر ..
جلس على السرير بقميص مفتوح ليخلع حذائه وجوربه ثم يتجه نحو الخزانة فيسحب ملابس مريحة أكثر من ملابس العمل .. وضع ملابسه على السرير وحمل منشفة ضخمة واتجه الى الحمام الملحق بالجناح ليأخذ حماما يحتاجه بقوة لإزالة آثار التعب والإرهاق الشديدين ..
بعد مدة ليست بقصيرة خرج من حمامه وهو يلف المنشفة حول خصره ليقف أمام المرآة ويحمل مشطه ويبدأ في تسريح شعره الذي تساقطت بعضا من خصلاته القصيرة على جبينه ..
انتهى من تسريح شعره مرجعا خصلاته الى الخلف ثم وضع بعضا من العطور التي يعتاد استخدامها ليتجه نحو ملابسه ويرتديها ..
ما ان انتهى من إرتداء ملابسه حتى عاد الى المرآة يهذب شعره من جديد ويضع مرة اخرى عطره المفضلة على رقبته وجسده ..
حمل هاتفه وقرر أن يتحدث معها ليطبع إليها حروفه وهو يتسائل :
” مساء الخير .. هل يمكنك أن تدلفي الى غرفتك كي نتحدث صوتا أفضل ..؟!”
ظل ينتظر جوابها وهو يفكر داخله إن هذه التصرفات يفعلها المراهقون اللذين ينتهزون الفرصة المناسبة كي يتحدثوا مع حبيباتهم دون علم الأهل بل ويضطرون معظم الوقت للتحدث بالرسائل النصية عوضا عن ذلك ..
توقف عن أفكاره وهو يسمع صوت يدل على وصول رسالة نصية إليه فيقرأ سطورها بسرعة :
” لا يمكنني بالطبع .. كما لا يمكنني أن أتواصل معك الأن لإن ماما تنتظرني كي أساعدها في تجهيز الطعام .. يعني عليك أن تنتظر حتى أنهي كافة أموري ثم أتواصل معك .. ”
وقبل أن يرد أتته رسالة أخرى أدهشته :
” ومن فضلك لا تتواصل معي على رقمي .. يوجد تطبيق اسمه واتساب وتطبيق اخر يدعى فايبر وهناك التليغرام ايضا .. بإمكانك التواصل معي على أيا منهم بدلا من التواصل على الرقم والذي سيكلفني الكثير من الرصيد الغير مستعده لنقصه خاصة هذه الفترة .. ”
” كل هذا كي لا تخسر بضعا من رصيدها الثمين .. ”
قالها مدهوشا بحديثها قبل أن يهز رأسه بيأس وهو يحدث نفسه :
” هذا نتيحة التعامل مع المراهقين والأطفال ..”
خرج بعدها من الجناح متجها الى الطابق السفلي وتحديدا الى صالة الجلوس ليجد والدته هناك ويبدو إنها كانت تنتظر قدومه ..
اقترب منها مقبلا كفها برقي قبل أن يجلس بجانبها ليجدها تسأله بهدوء يخفي وراءه الكثير :
” سمعت إن هناك فتاة جاءت الى القصر وزارت فادي أيضا .. من هذه الفتاة ..؟!”
كان متوقعا معرفتها بالأمر فهي الأخرى لديها من يخبرها بكل شيء يحدث ..
رد بهدوء :
” صديقته .. ”
رفعت حاجبها تسأله :
” أي صديقة هذه التي قابلها فادي رغم رفضه لرؤية أحد حتى أنا وأنت ..؟! ما إسمها .. ؟!”
كان محتارا في إخبارها ما يخطط له فهو لا يضمن ردة فعلها كما إن هناك حديثا مطولا يجب أن يجمعه بفادي الذي قرر تركه صباح اليوم يوازن نفسه بعد تلك المفاجأة ..
أجاب أخيرا بهدوء شديد :
” صديقة قديمة ..”
أكمل بعدها محاولا تغيير الموضوع :
” ولكن أخبريني يا والدتي العزيزة .. كيف علمت بأمر تلك الزيارة التي لم يعرف بها أحد غيري أنا وروز وخادمة أخرى وبعض حراس القصر اللذين لا يتحدثون بأي شيء يحدث داخل القصر حتى مع أنفسهم ..؟!”
سألته بضيق :
” هل يزعجك أن أعلم ما يدور بمنزلي يا قيصر .. ؟!”
أجابها بصوت جاد :
” ليس هذا ما يزعجني .. لكن ما يزعجني هو مراقبتك لكل شيء يحدث دون مراعاة لخصوصية أيا من الموجودين .. ما علاقتك بمن يزور أبنائك .. ؟! ”
ردت بصوت بدأ يحتد لا اراديا :
” أنتم الأربعة تخصوني بالكامل .. عليكم أن تستوعبوا هذا جيدا وتتقبلونه ..”
نهض من مكانه وقال بصوت هادئ لكنه قوي للغاية :
” من فضلكِ يا أمي .. كلامي هذا لن أكرره .. لا أحب فكرة أن تتصرفي بهذه الطريقة .. تراقبين الجميع وتبحثين ورائهم .. أنتِ بهذه الطريقة لا تقومين بما هو صحيح ولا أظن إن تصرفاتك هذه جاءت بنتيجة .. فادي مثلا كان مستهترا ضائعا بالرغم من محاولاتك المستميتة لتقويم سلوكه .. حوراء لا أحد يكبح تسلطها سواي .. وحتى تلك الصغيرة تفرض قوتها ورأيها رغم كونها الأصغر بيننا وبالرغم من كل محاولاتك لفرض سلطتك .. أخبرتك مرارا وها أنا أخبرك للمرة الأخيرة .. لا تدخلي بهذه الأمور لإنكِ جربتي التدخل مسبقا في أمور فادي بعدما طلبتِ مني بوضوح الإبتعاد عنه قليلا وتركه تحت سلطتك والنتيجة كما ترين .. أحاول بناء ما هدمه لكن بلا فائدة .. ”
صاحت مستنكرة :
” هل تتهمني بكل ما حدث لأخيك ..؟! ألا ترى كيف أموت قهرا في كل لحظة وأنا أراه بهذا الوضع .. ؟!”
قال بصوت جدي :
” بلى ارى .. ولكن هذا لا يمنعني من الأعتراف إن إسلوبك بالتعامل مع أبنائك خاطئ ويأتي بمفعول عكسي .. ”
سألته مستهزءة :
” دعنا نرى ماذا سيفعل أسلوبك يا قيصر باشا .. ؟! الى أي مدى سوف تستطيع السيطرة على أمور أخوانك ..؟!”
أجاب بثقة :
” مثلما سيطرت بقوة على ادارة شركات العائلة وأموالها وممتلكاتها بل وإدارة أمور العائلة بالكامل بعد وفاة أبي وعمي ومثلما كنت وما زلت أدير هذا القصر وموظفيه بالكامل بأفضل طريقة ممكنة فبالتأكيد سوف أستطيع السيطرة على إخواني مهما كنت أفعل دوما .. ”
أردف وهو يتأمل ملامحها الغير راضية :
” إنتبهي على جواسيسك في الشركة يا والدتي فهذه أخر فرصة لهم .. المرة القادمة سوف أطردهم جميعا .. لا داعي لأن أذكرك بما فعلته قبل عدة أعوام وعدد الموظفين بل وخدم المنزل اللذين طردتهم بسببك .. ”
قالت بضيق :
” ماذا تحاول أن تفعل يا قيصر ..؟! تحاول أن تجعل الجميع يعملون لصالحك أنت فقط .. أليس كذلك ..؟! هذا تسلط مبالغ فيه .. ”
رد بفتور :
” التسلط هذا لا بد منه .. على الجميع أن يعملوا لصالحي .. وعليكِ أن تفهمي إني المسؤول الوحيد عن كل شيء .. ولن أقبل لأي أحد سواي أن يأخذ ما لا يحق له ابدا .. أنتِ والدتي وسيدة هذا القصر .. لديكِ مهامك التي تخصك .. يحق لكِ أن تتصرفي في بعض الأمور التي تخص القصر عامة .. لكن سوى ذلك فلا تفكري مجرد التفكير بأن تفرضي سلطتك أبدا .. ”
أردف بعدها بنبرة ذات مغزى :
” أما عن تسلطي الذي بات يزعجك فهذه جيناتك أنتِ ووالدي يا كوثر هانم .. ”
هزت رأسها بعدم رد وهي تفكر إن جميع ما يقوله صحيح فهذا الرجل الواقف أمامها إبنها من زوجها اللذي عرف دائما وأبدا بجبروته وتسلطه وقوته والتي لا تقل عن قوتها بشيء ..
قال أخيرا وهو يهم بالخروج من المكان :
” لدي موعد هام .. سأتحدث مع فادي وبعدها سأخرج الى الموعد .. لا تنتظروني على العشاء ..”
قالت محاولة ايقافه :
” لقد تحدثت معي سوزان ابنة عمك .. أخبرتني إنها تفكر بالمجي نهاية هذا الشهر او بداية الشهر القادم الى البلاد .. ”
رد بعدم إهتمام :
” جيد .. ولكن ما علاقتي أنا ..؟! أنتِ المسؤولة عن إستقبالها والإهتمام بها طوال فترة مكوثها في القصر .. ”
” ألا تنوي أن تخطبها ..؟!”
سألته وقد ضاقت ذرعا من تجاهل إبنها لهذا الأمر الذي ترغبه بشدة ليأتيها رده المعتاد :
” أخبرتك مسبقا .. لا أفكر بالزواج .. وعندما أفكر أعدك إنني سأضع سوزان من ضمن الخيارات الموجوده أمامي كونها فتاة جيدة وتناسبني من كافة النواحي .. طبعا في حالة لم يقع إختياري على واحدة معينة من الأساس .. ”
رحل دون أن يسمع ردها تاركا إياها غاضبة بشدة بينما تفكر بجدية بضرورة إقناعه بالزواج من ابنة عمه التي تراها أكثر واحدة تناسبه وتليق بعائلتهم ووريثها الأكبر ..
…………………………………………………………………
دلف قيصر الى جناح فادي بعدما طرق الباب بخفة ليأتيه صوت أخيه الهادئ على غير العادة ..
وقف يتأمله وهو ممد بجسده على السرير عائدا برأسه الى الخلف شاردا أمامه ليهتف به :
” لو كنت أعلم إن مجيئها سوف يجعلك بهذا الهدوء لكنت جئت بها منذ زمن ..”
نظر إليه فادي بصمت ليسأله قيصر بجدية :
” ألن تسألني كيف عرفت بأمرها .. ؟!”
رد فادي بنفس الهدوء :
” لا أريد أن أعرف كيف علمت بأمرها .. لا يهمني هذا كله .. أريد أن أعرف شيئا واحدا .. لماذا أتيت بها ..؟! ماذا تريد من خلف ذلك ..؟!”
سأله قيصر بجدية رغم الضيق الذي يعتمل داخل صدره :
” هل تريدها في حياتك .. ؟! بصورة أبدية يعني ..؟!”
ليجيبه فادي بصدق نابع من أعماق روحه :
” أريدها أكثر من أي شيء ..”
شعور الضيق تضاعف داخله .. شعور لا يفهم سببه لكنه تجاهله بقسوة وهو يخبره بحديث يشعر بوقعه المؤلم على روحه وقلبه :
” سوف تكون لك يا فادي .. سأجعلها معك .. ”
كانت فادي يسمعه بلهفة إختفت ما إن أكمل قيصر حديثه قائلا :
” لكن هذا لن يحدث إلا بتنفيذك شروطي .. ”
سأله فادي بعد صمت قصير :
” وماهي شروطك ..؟!”
أجابه قيصر بجدية :
” تترك كافة تصرفاتك القديمة .. النساء والخمور وكل شيء سيء كنت تفعله وتعود الى العلاج من الجميع .. ”
حل الصمت المطبق بينهما ليتأمل قيصر وجه أخيه وملامحه التي تجهمت كليا فيقول منهيا الحوار :
” انا قلت ما لدي .. أنتظر جوابك في أسرع وقت .. ”
ثم خرج من الجناح تاركا فادي يفكر في حديث أخيه الذي فاجئه رغم كونه يعلم إن مجيء شمس له بمساعدة أخيه كان لغرض محدد يريده قيصر ..
……………………………………………………….
خرج قيصر من جناح فادي بمشاعر متضاربة ..
من جهة يريد أن يتعالج أخيه ويشفى من مرضه ويعود الى حياته ومن جهة أخرى يشعر إنه لا يريد دخول شمس حياة أخيه لسبب لا يفهمه أبدا لكن ما يعرفه إنه يشعر بضيق غريب من هذا الوضع .. ضيق سرعان ما خمده وهو يفكر بتغير حال أخيه وكيف سيغدو عندما تدخل شمس حياته ..
خرج من الباب الداخلية للقصر ليجد حراسه بإنتظاره وسائقه جمال فيشير الى السائق بجدية :
” اذهب الى منزلك يا جمال .. أريد القيادة بنفسي الليلة .. ”
ثم أشار الى الحرس :
” وأنتم كذلك .. لا داعي لأن يرافقني أحد .. ”
ثم اتجه نحو الكراج ليأخذ سيارته الشخصية والتي معتاد على قيادتها وهو يفكر إنه يحتاج لإمرأة هذه الليلة ..
وبالطبع لا يوجد أفضل من ريتا عشيقته الجميلة المميزة والتي تعرف جيدا كيف تسعده وتجذبه نحوها بقوة ..
كان يقود سيارته بصمت متجها الى منزل ريتا بعدما أخبرها بقدومه ..
وصل الى هناك ليجدها في إنتظاره بملابس شديدة الأناقة اعتاد هو عليها فهي دائما جذابة وأنيقة في كافة الأوقات ..
اتجهت به نحو طاولة الطعام ليتناولوا عشائهم بينما يتأمل هو ملامحها المنشرحة بقدومه وهو يفكر إن ريتا من أكثر النساء اللواتي عرفهن في حياته تجيد إسعاده وتوفير كافة سبل الراحة له ..
فهي لا تزعجه ابدا بل تتفنن في تخفيف تعبه وإرهاقه ..
هي تكتفي بزياراته التي لا تاريخ معين لها فهو أحيانا يزورها بإستمرار واحيانا اخرى لا يزورها الا مرات قليلة جدا ..
لا تهتم بالنساء الآخريات في حياته فيكفيها ما يقدمه لها من أموال ومجوهرات وهي بالمقابل تعرف كيف ترد له هذا جيدا ..
بعد العشاء قدمت له المشروب ليأخذه ويتناوله على دفعة واحدة بينما تقترب هي منه وتجلس بجانبه محركة أناملها على ذراعه مرددة بصوت هائم :
” اشتقت اليك كثيرا يا قيصر .. لقد غبت طويلا هذه المرة ..”
حدق بها متأملا ملامحها الجميلة وعينيها الخضراوين فتذكر عيني شمس التي كانت تشع خضارا في الشمس ليشيح تلك الأفكار بسرعة عن رأسه وهو يعاود النظر إليها متأملًا ملامحها شديدة الفتنة وجسدها المثير بينما تهمس هي وأناملها انزلقت نحوه أزرار قميصه :
” ألم تشتق لي أنت أيضا ..؟!”
كانت ريتا جريئة بشكل مبالغ فيه ولكن كي يكون صريحا فهو يعشق جرئتها هذه وربما هذه احد أسباب إستمراره معها لأكثر من خمسة اعوام ..
جرئتها تلك كانت تعجبه حقا فهو يحب المرأة الجريئة عموما وريتا لديها من الجرئة ما يكفيه وأكثر ..
بعد لحظات كانت تفتح أزرار قميصه وهي تقبله بشغف تجاوب هو معه فورا ..
يدها بدأت تملس صدره العاري بجرأة بينما قبلاتهم تتعمق أكثر قبل أن يحملها برغبة سيطرت على كل إنش من جسده متجها بها نحو غرفة النوم ..
…………………………………………………………….
كانت ريتا ممددة بين أحضانه تستمع الى دقات قلبه الهادرة حينما وجدته ينهض فجأة حاملا هاتفه ناظرا الى الساعة التي تجاوزت الواحدة صباحا وهو يفكر إنه نسي نفسه حقا وهاهو يمكث معها لأكثر من اربع ساعات ..
نظر الى رسالة شمس المقتضبة تخبره بإنها يمكنها التحدث معه والتي وصلته في وقت كان يقضيه هو بين أحضان ريتا ليزفر أنفاسه وهو يفكر في داخله كيف نسيها .. ؟!
نهض من مكانه مرتديا بنطاله متجاهلا نداء ريتا متجها الى خارج الغرفة ..
قرر الاتصال بها وهو يفكر إنها بالتأكيد في غرفتها لوحدها بعدما نام الجميع ..
دق عليها ولا يفهم سبب رغبته الشديدة في الحديث معها الليلة رغم كونه بإمكانه الإنتظار حتى الغد ..
لحظات قليلة وجاءه صوتها المذعور وهي تردد :
” ألم أخبرك ألا تتصل بي .. ؟!”
رد بصرامة :
” إياك وأن تغلقي الخط .. ”
صاحت بصوت منزعج :
” ألا تمل من فرض سيطرتك علي ..”
ثم اكملت غير منتبهة لتلك التي وقفت تستمع الى حديثها من خلف الباب بعدما كانت تسير نحو المطبخ بنية شرب الماء :
” لن أسمح لك بأمري بعد الآن ..؟! ألا يكفي إنك تجبرني على زيجة لا أطيقها ..؟! ألا يكفيك كل تفعله بي ..؟!”
توقفت عن حديثها وهي تتفاجئ بوالدتها تقتحم غرفتها تهدر به بصوت غاضب :
” من هذا الذي تتحدثين معه يا شمس ..؟! ”
تجمدت ملامح شمس وهي ترى نظرات والدتها المخيفة بينما كان قيصر يستمع الى صوت والدتها الذي يدوى في ارجاء الغرفة :
” كيف تجرؤين على فعل شيء كهذا ..؟! تتحدثين مع الرجال في منتصف الليل ..”
” ماما ..”
قالتها شمس بضعف لتتفاجئ بوالدتها تصفعها بقوة قبل أن تأخذ الهاتف منها وتنظر الى الرقم الغير مسجل بتحفز بينما قيصر على الجانب الآخر مصدوم من كل ما حدث وللمرة التي لا يعرف عددها يؤذيها بغروره وتسلطه وجبروته الذي لا نهاية له ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس ربحها القيصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *