روايات

رواية خسوف الفصل السادس عشر 16 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل السادس عشر 16 بقلم آية العربي

رواية خسوف البارت السادس عشر

رواية خسوف الجزء السادس عشر

رواية خسوف الحلقة السادسة عشر

انا لا اذكر بالضبط الموقف ،او الساعة ،او الكلمة التى أثّرت بي لاحبك ،، لاننى لم ألاحظ نفسي الا عندما كنتُ واقعاً فى غرامك ..
-جين اوستن
&&&&&&&&
اردف كلمته تلك يبتسم بسماجة بينما نظرت سلوى بحرج للموجودين واردفت بترقب _ معلش يا جماعة هو مدحت كدة بيحب يهزر .
اردف هذا المدعو مدحت بخبث وتشفى _ ليه بس يا حماتى هو انا قولت ايه ! … دانا جاي فرحان لها اوى .
نظرت له بثينة نظرة ذات مغزى كأنها تحذره بينما هو تجاهلها واردف يتطلع على ياسر بترقب _ اهلا يا استاذ ياسر منورنا … ما تجيبوا ضيافة يا جماعة للناس دى والا يفكرونا بُخلة .
ثم نظر لزوجته واردف باستهجان _ قومى هزى نفسك هاتى للجماعة واجب .
كان الجميع يتطلع عليه بضيق وصمت … وقفت بثينة بالفعل تتجه للمطبخ بنفسٍ مكسورة وحزن .
بينما هو نظر لبدر الذى يطالعه بترقب وضيق مردفاً _ ومين حضرتك ! … اخو العريس ؟

 

 

نظر له بدر بقوة واردف بهدوء وتمعن _ لا … اخو العروسة .
نظر له مدحت بحدة واستنكار ثم التفت لسلوى مردفاً _ مين الاستاذ ده يا حماتى ! … وجاي ليه يعنى !
لم تعد تحتمل قمر طريقته الفظة وهى ترى ملامح بدر وكذلك غيمة الدموع فى عين صديقتها فأردفت بحدة معنفة _ فيه ايه يا استاذ مدحت … انت بتكلمه كدة ليه اصلاً … ما تهدى على نفسك شوية !! … دانت فى دقيقة واحدة قولت كلام مقولناهوش من بداية القاعدة .
نظر لها مدحت بغضب وكاد ان يرد ولكن بدر توقف يلتقط يد قمر مردفاً بهدوء يتحكم فى غضبه بصعوبة _ يالا يا قمر .
ثم التفت يردف بتأنى واحترام للجميع _ معلش احنا هنستأذن اعذرونا لان انا وقمر عندنا مشوار مهم … تشرفت بمعرفتكم جميعاً
ثم نظر لياسر الذى اومأ له ثم خطى يسحب قمر خلفه ماراً من امام هذا المدحت يطالعه بنظرات قاتلة لو تجسدت لسقط هذا الرجل الفظ فى الحال .
خرج بها الى الخارج وترك يدها يردف بترقب وهو يتجه لسيارته _ اركبي يالا .
نظرت له بغضب وتمرد واردفت _ اركب فين ! … وليه احنا نمشي وهو يقعد ! … كان مفروض يا بدر متسكتلوش .
اتجه اليها يطالعها بقوة ويردف بحكمة _ بدك انا التانى اخرب فرحتها لرفيقتك ؟! … اذا هيك بدك انا ما بدى … اركبي يا بنت الناس .
هدأت تزفر بحنق تعلم انه محق تماماً … خروجهما هو انسب قرار الآن … استقلا سيارتهما وغادرا .
بينما فى الداخل جاءت بثينة تحمل صنية بها مشروبات ووضعتها تردف بابستامة حزينة _ اتفضلوا .
نظرت لزوجها واردفت بترقب _ مدحت تعالي معايا ثوانى .
نظر لها بترقب ثم وقف يردف وهو يغادر _ عن اذنكوا المدام عيزانى .
خرج معها وسحبته الى غرفة المعيشة وتطلعت عليه بحزن ودموع مردفة بانكسار _ ليه متعمد تعمل كدة ! … ليه بتكسر فرحتنا !! … وليه بتحرجنا وتقلل مننا قدام الناس !
تطلع عليها باستنكار واردف _ انا !!! … دانا جاي فرحان كأنها اختى … بس انتى صح … هى غلطتى … يالا على البيت … واعملي حسابك مافيش مجيّ تانى عند امك … يالا ياختى .
نظرت له بعيون ذابلة وقهر فتابع بقسوة _ يالااا ياختى انتى هتتنحيلي !!

 

 

خرج مندفعا للخارج وخرجت هي خلفه من الغرفة تنادى والدتها التى خرجت اليها واردفت بحزن _ ماما انا همشي .
نظرت اليها والدتها بقلبٍ ممزق وقد فهمت ما حدث مع ابنتها … اومأت تردف بحزن وانكسار وقلة حيلة _ خدى بالك من نفسك ومن ابنك … ولو حصل اي حاجة تعالي … بيت ابوكى مفتوحلك طول الوقت .
غادرت هى تسحب طفلها وتغادر للخارج حيث كان ينتظرها .
بينما دلفت سلوى لغرفة الصالون مجدداً تتطلع على الجميع بحرج مردفة _ متأخذوناش يا ست ام زياد … هو اصله جوز بثينة متسرع شوية بيقول اي حاجة تخطر على باله .
اومأت ام زياد بتفهم تردف _ مافيش اي حاجة يا ست سلوى … المهم ناهد وانتى وبصراحة بقى … تسلم تربيتك لناهد … من وقت ما دخلت وهى باصة للارض … مبقاش في كدة ف الزمن ده … فعلا زياد ابنى امه دعياله … اللى هو انا يعنى .
قالتها تمازح ناهد التى لمحت الدموع فى عيناها بينما اردف زياد ممازحاً هو الآخر _ طيب وحضرتك يا طنط سلوى مدعتيش لناهد بابن الحال … اللى هو انا يعنى !.
ابتسمت ناهد وكذلك ضحك ياسر وسعدت سلوى بحديثهما الذى اراح قلبها وطمأنها على ابنتها بينما اردف ياسر بترقب _ قومى يا حبيبتى … قومى اعدى مع زياد شوية .
نظرت ناهد لوالدتها التى اومأت لها فوقف زياد واردف مبتسماً بحماس _ يالا !
اومأت له وخطت امامه الى الشرفة المجاورة يجلسان على المقعدين بها .
نظر لها بعمق وسعادة مردفاً _ اخيراً يا ناهد ! … اخيراً جت الفرصة انى اكلمك واعد معاكى !.
نظرت له بتعجب واحترام متسائلة _ معلش مش فاهمة ! … قصدك ايه ؟
تنهد يتابع _ انا بحاول اتواصل معاكى من زمان جدا … بس انتى كنتى بتقفلي الطريق قدام اي حد يوصلك … انا اعرفك من وانتى في ثانية ثانوي .
نظرت له بذهول واردفت _ بجد ! … ازاي !
اومأ يردف بهدوء وحب _ ايوة بجد .. انا مقر عملي كان قدام المدرسة بتاعتك … اول مرة شوفتك قلبي اتعلق بيكي … وبعدها بقيت كل يوم المحك وانتى مروحة اوقات كتير لوحدك واوقات مع صاحبتك اللى كانت برة … وف مرة مشيت وراكى لحد ما انتى دخلتى البيت وسألت عنك الجيران وقالوا ان والدك متوفي بس والدتك مش هتوافق ع الارتباط غير بعد ما تخلصي الثانوية العامة .
فضلت معلق قلبي بيكي وكل يوم بشوفك فيه بطمن خصوصاً مشيتك واسلوبك و حدتك مع اي شخص كان بيحاول يكلمك … وقتها عرفت ان قلبي اختار صح .
استنيت بفارغ الصبر لما خلصتى السنتين بتوعك وبرغم انى اتحرمت من شوفتك كل يوم بس صبرت نفسي انى خلاص هتقدم … وقتها حصل معايا مشكلة في الشغل واضطريت استقيل … بس للأسف حزنت جدااا وقولت لنفسي ازاي هاجى اتقدم وانا عاطل عن العمل …. وفجأة لقيت حد معرفة بيكلمنى وعايزنى معاه فى شركة مقاولات ف القاهرة … متتخيليش انا كنت طاير من الفرحة ازاي … مش لانى لقيت شغل اد ما انى خلاص هتقدملك …

 

 

جبت رقمك بصعوبة جداً وحاولت اكلمك لو تفتكرى بس انتى قفلتى معايا … فأنا اتكلمت مع امى اللى هى اصلا عارفة الموضوع من البداية وهى قالت انها هتيجي تتكلم مع مامتك … واللى فيه الخير يقدمه ربنا … بس ياستى … دى كل الحكاية … وفرحتى هتكمل بموافقتك يا ناهد … انا مش محتاج حاجة غير انسانة زيك فى حياتى … هصونها واحطها فى عيونى وعلى راسي كمان ..
كانت ناهد تستمع اليه بقلبٍ مرتعش … متعجبة فى امره … كيف لم تلاحظه ابدا ! ..
تسائل بترقب _ قولتى ايه يا ناهد ! … طمنيني ؟
نظرت ارضاً بخجل واردفت بهدوء _ ربنا يقدم اللى فيه الخير … انا استخرت ربنا امبارح وبصراحة حاسة انى مرتاحة للموضوع يا زياد .
ابتسم بسعادة واردف بحماس _ يعنى موافقة ؟!
اومأت بحرج وتوتر بينما هو انشرح فؤاده واردف بسعادة _ اوعدك مش هتندمى لحظة على موافقتك دى … واسأليني فى اي شئ عايزة تعرفيه عنى وانا تحت امرك .
نظرت له بترقب تتطلع على ملامح وجههُ الوسيمة والمريحة ثم بدئا يتسائلان بعضعهما عن امور عامة بسعادة .
&&&&&&
فى سيارة بدر يقود بصمت ويتطلع امامه متجاهلاً تلك التى تهز قدماها غضباً .
نظرت له وجدته ساكناً فأردفت بغيظ _ بدر انت مش بتكلمنى لييه !!
نظر لها بصمت ثم نظر للامام واكمل طريقه متجاهلاً لها مما جعلها تستشيط غضباً وتردف بحنق _ نزلنى هنا يا بدر !
تجاهلها مجدداً فنظرت له بتوعد تومئ ثم تملكها جنونها وكادت ان تفتح الباب ولكنها وجدته مغلقاً فأردفت بغضب وتعصب _ نزلنى يا بدر !
توقف على جانب الطريق ثم التفت ينظر اليها بتمعن مردفاً بجدية _ امتى رح تكبري بقى ! … امتى قمر !!! … لانه انا مليت !
نظرت له بترقب تردف بحزن وصدمة _ مليت منى ؟
اغمض عينه يستغفر ثم طالعها يردف بترقب _ افهمى علي بقى … ما فيكي تساوى الخطأ وما تعترفي انك اخطأتى !! … فيكي على الأقل تعتذري .

 

 

ضيقت عيناها تردف متسائلة _ اساوى خطأ ! … خطأ ايه اللى انا عملته ؟ … يعنى كنت عايزنى اسكت والبنى ادم المستفز ده نازل كلام مالوش اي تلاتين لزمة !!! … انت مشوفتش وش ناهد ودموعها !! … وكمان بيتريق عليك ! … ده كنت عايزة اقوم اطبق في زمارة رقبته .
تنهد بعمق وطالعها بحب يعلم ان سبب اندفاعها هذا لاجله ولكن عليها ان تتريث قليلاً وتتصرف بتعقل في هكذا امور …. اردف بتروى وهدوء _ ايه شفِت … بس كان فيكي ما تعملي متلو وتحترمى وجود الناس ووجود ابوكى ووجودى وما تعلي صوتك بنوب … كان فيكي تتصرفي بعقلانية مو بولدنة !! … شو كنتى مفكرة !! … انو رح يسكت !! … بالعكس … كان بدو يسمعك حكى عاطل ووقتها انا مافيني اتحمل … كنا رح نخرب هالمقابلة قمر … فهمتى عليّ ؟!
نظرت له بترقب ثم اردفت بهدوء قليلاً _ ماشي يا بدر بس انت عارفنى كويس … انا اضايقت منه ومن اسلوبه … واصلا هو جاي ليه انا مش فاهمة !! … هو طول عمره بيعامل بثينة وحش وبيضربها ومش بيحب لا ناهد ولا طنط سلوى يبقى جاي ليه الا اذا كان قاصد يحرجهم ! .
تنهد بدر بهدوء واردف بتعقل _ اذا هيك لكان بدك تتركى الناس اللى بتعرف طبعه هى اللى بتتصرف معه … واذا هاد زياد بيطلع على افعال هالشخص وبياخدها بعين الاعتبار يبقي بالاساس مانو مؤهل ليكون شريك حياة … بتعرفي شو !… شريك حياة اي بنت بدو يكون زلمة … رجال يعتمد عليه … لا يهينا ولا يقلل منّا قدام العالم … لا يستقوى عليها ولا يحكى اسرار عنا لحدا حتى لاهلها … شريك حياة البنت بدو يكون ونيس العمر لالها … بيعاملها متل ما بيحب تعامله … وكلما عزز قيمتها رفع من مستواه قدام العالم والعكس … فهمتى قمر شو يعنى شريك حياة !!
لانت ملامحها وهى تتطلع عليه بحب وانبهار بشخصيته ورجولته ثم اردفت بترقب _ فهمت ..
اومأ ثم التفت يقود مجدداً ويكمل طريقه بينما هى تتطلع عليه بصمت تقف على طرف لسانها كلمة الاعتذار ولكنها لا تعلم كيف عليها ان تنطقها .
تحمحمت واردف ما خطر على عقلها فجأة _ انا جعانة .
تطلع عليها بتعمن يعلم ان هذا طريقة اعتذارها ولكنه يريدها ان تعتذر رسمياً فأردف _ عيونى … بناخد معنا أكل ناكله بالبيت .
عاد يتطلع على الامام بصمت على غير عادته بينما هى اردفت مجدداً متسائلة بعقلٍ مزدحم _ هي الساعة كام يا بدر !
ابتسم على تلك الطفلة التى تخفى خلف جُملها كلمة الاعتذار ثم اردف وهو يقود بتجاهل _ اطلعي بموبايلك قمر اذا بدك تعرفي .
استكانت بحزن وجلست تتطلع امامها بضجر بينما توقف بدر امام احدى المطاعم وطلب اوردر ببعض الاطعمة المناسبة ثم انتظر فى سيارته الى ان جاء النادل بالاكياس ونالهم اياه .

 

 

قاد بعدها بصمتٍ وكذلك قمر التى امالت برأسها على النافذة تتطلع للخارج بشرود وضيق وبرغم ذلك تأبى ان تعتذر .
توقف بدر امام منزله ونزل يرفع الباب المعدنى لجراج سيارته ثم عاد يستقلها وادخلها فيه واردف بترقب _ يالا يا قمر .
فتحت هى باب السيارة وترجلت وترجل هو الآخر يحمل الاكياس في يده ثم خرجا سوياً واغلق هو باب الجراج وصعدا الى الأعلي .
توقف بدر امام شقة ريحانة ثم ناول قمر احدى كيسين الطعام واردف بهدوء _ اطلعي لفوق قمر وانا بشوف ريحانة وبجي .
اردفت بغيرة وتملك _ هاجى معاك !
اردف بنبرة لا تقبل النقاش _ اطلعي قمر .
دبت الأرض بقدمها بغضب ثم نزعت الكيس من يده وصعدت لشقتها بينما هو فتح باب ريحانة بعدما طرقه وولج للداخل ينادى _ ريحانة !
&&&&&&&&&
فى شقة سلوى .
دلفاا زياد وناهد من الشرفة بوجهان مبتسمان فرآهم الجالسين .
اردفت والدة زياد بسعادة _ نقول مبروووك !
اومأ زياد وهو يتطلع على ناهد بحب بينما الآخرى اخفضت رأسها ارضاً بخجل
اما سلوى فأطلقت ما يسمى (زغروطة ) ثم اردفت بسعادة وراحة _ الف الف مبروك … ربنا يتمها بالخير .
كذلك اردف ياسر بحنو وحب _ الف مبروك يا ناهد يا بنتى … ربنا يتم عليكوا بالخير .
جلس زياد بعدها ينتاقش فى الامور المادية ومنزل الزوجية ومتطلباته طبقاً للعادات والتقاليد ولم يختلفا العائلتان في اي مطلب بل اردفت ناهد بتعقل _ انا مش محتاجة غير انسان يراعي ربنا فيا .
فرد عليها زياد بحب وشهامة _ وانا لو جبتلك الدنيا كلها مش كتير عليكي .
تم قراءة الفاتحة واتفق ياسر مع زياد ووالدته ان الخطبة ستكون بعد اسبوع فى مطعمه هدية للعروسين .
&&&&&&&

 

 

 

في شقة بثينة شقيقة ناهد
دلف المدعو مدحت وتبعته هي تحمل طفلها ثم اغلقت الباب بينما هو توقف فى منتصف الصالة واردف بغضب _ ايه اللى انتى عملتيه ده يا هانم ! … بتقلي منى قدام الناس .
نظرت له بحزن واقتربت منه تنظر لعيناه بقهر مردفة _ ايوة بقى … هات اللى فيك فيا علشان متكلمش … الحق نفسك زى كل مرة علشان تدارى على غلطك … انت ايه اللى جابك اصلا ! … مش دى ناهد اختى اللى انت مش بطيقها ! …مش دى امى اللى تشوف العما ولا تشوفها !!! … جيت ليه عايزة افهم .
نظر لها يبتسم بتشفي مردفاً _ جيت اشوف عريس الهنا … جيت اشوف اللى امك هتفضله عنى وتعامله احسن منى … ايوة مهو انا الوحش اللى بيعامل بنتهم الملاك كأنه شيطان … مش كدة !!!
طالعته بقهر مردفة _ ايوة كدة !! … انت فعلا بتعاملنى اسوء معاملة … دايما بتتعمد تقل منى قدام اي حد … عمرك ما قولت في حقي كلمة حلوة … دايما اصبر واقول معلش بكرة يتغير بكرة يبقى احسن … بس اللى انت اتربيت عليه عمره ما انا هقدر اغيره … للاسف انا كنت عامية .
نظر لها باستنكار يردف _ عامية ! … انتى عامية !!! … لاااا فوقي … دانتى بصيتي لفلوسي واسمى وعيلتى … انا اللى كنت غبي … اختارت واحدة متعرفش حاجة عن الأنوثة ولا ليها فى عمايل الحريم … مش كفاية مش واخد حقوقي الشرعية منك !! … مش كفاية مقصرة فى حق بيتك !!… كمان انتى اللى طلعتى عامية !
وقفت تطالعه بعيون لامعة قبل ان تردف بقهر وانكسار _ طيب ما تطلقنى … ليه سايب وحدى زيي على ذمتك ؟!
طالعها بغضب مردفاً _ لاء مش هطلقك … هتفضلي هنا تخدميني يا عامية … وهعرفك ازاي تفكرى مليون مرة قبل ما تنطقي اي كلام .
نظرت له بكره مردفة _ انا بكرهك … بكره حتى النفس اللى بتتنفسه
كان رده صفعة قوية على وجنتها التى التفت للجهة الآخرى بينما صرخ الصغير عندما رآى والدته تعنف وركض اليها يعانقها فرفعته تحتضنه وتبكي ثم اتجهت لغرفته وهى تردف همساً _ حسبي الله ونعم الوكيل .
اما هو فنظر لاثرها بضيق وجلس على الاريكة يتناول جهاز التحكم الخاص بالتلفاز ويردف بحنق _ واحدة بومة قفلتلي مزاجى .
&&&&&&&&&
فى شقة ريحانة
يجلس بدر بصمت وشرود بينما لاحظته ريحانة التى تقابله فتسائلت بترقب _ فيك شى بدر !
نظر لها قليلاً ثم هز رأسه يردف بهدوء _ لا ريحانة مافي شى … انتى ليش ما اكلتى ؟
اردفت بهدوء _ مانى جوعانة … كنت اكلة وقت اجيت … كيفا قمر ! … وكيف كانت خطبة رفيقتها ؟
اردف بدر برتابة _ قمر منيحة طلعت لفوق … بس هاي ما كانت خطبة كان مجرد تعارف ..
اومأت بتفهم ثم اردفت _ بعملك كاسة شاي ؟! .
وقف على حاله يردف بحنو _ خليكي انا بعمل الي والك .
اومأت واردفت بهدوء _ بتعرف ان الجارة ام محمد هاي حبابة كتير بدر .. خففت عنى شوي وجع غياب امى حليمة .
اومأ بدر يردف وهو يعد الشاي _ ايه ريحانة الخالة ام محمد كتير حنونة .
تابعت ريحانة بترقب _ بس وينو محمد ابنها ! … لانو هى ما حكتلي عنه وانا خجلت اسألها .
اردف بدر بهدوء _ هو عم يشتغل كتير نادراً مابيظهر … انتى ما تعرفتى على شيماء بنتها ! .. هاي صبية متل القمر بالصف الثانى الاعدادي اذا شوفتيها بتحبيها فوراً .

 

 

اومأت ريحانة مبتسمة تردف بهدوء _ ايه هي هيك قالتلي … بس عم تقول انها مشغولة هالايام بالدراسة والدروس تبعها .
اومأ بدر بشرود يفكر في امر تلك القابعة فى الاعلي … يعلم انها الآن تود تكسير الاثاث ولكن عليه ان يروضها قليلاً ويعلمها كيف تتحكم فى غضبها هذا خصوصاً امام الغرباء .
اما فى الأعلي فتقف هى بجسد يهتز بعنف تفرك فى اصابعها بغضب مردفة وغيرة _ ماشي يا بدر …. كل ده قاعد تحت !!! … بتعمل اااايه كل ده !! … ماشي اصبر عليا لما تطلع !.
اتجهت تجلس على الاريكة بحنق وهي تجز على اسنانها ولحم فكها بغيظ تنتظره الى ان قررت ان تهدأ قليلاً عندما تذكرت وعده لها وكلماته وكلمات ريحانة ايضاً ….
استغفرت ونهرت تلك القابعة بداخلها ووقفت تتجه الي غرفتها لتبدل ثيابها وتغتسل وتصلي الى ان يصعد اليها .
بعد ساعة مرت على قمر كعامٍ كامل فى انتظاره صعد هو ودلف شقته بترقب .
نادا بصوت هادئ حنون _ قمر !
ردت عليه من مطبخها وهى تخرج الاطعمة وترصها على الطاولة _ تعالا يا بدر انا هنا .
دلف لها متعجباً فنظرت له بغيظ وغيرة ولكنها التزمت الصمت والهدوء …
اردفت بهدوء وهى تشير له _ تعالى يالا انا جوعت جداً .
نظر لها بتمعن ثم اردف بترقب _ هنا ع قلبك … انا مو جوعان .
نظرت له باستنكار ثم تقدمت منه بخطوات متمهلة حتى وقفت امامه ولم تستطع تردف بغيرة واضحة _ نعم !!! يعنى ايه !! … يعنى انا استناك كل ده ومرضتش احط لقمة في بؤى الا لما تطلع وف الآخر انت تاكل تحت !!
كاد ان يبتسم على عضبها اللذيذ ولكنه هز كتفيه يردف بهدوء وثبات _ ومين قال انى أكلت تحت قمر !
هدأت من حالتها قليلاً ونظرت له تردف متسائلة _ يعنى ايه ؟! … اومال مش هتاكل معايا ليه !!
اومأ يردف وهو يربت على كتفها بحنو _ ما الي نفس عن جد … هنا ع قلبك .
قالها والتفت يغادر بترقب فأسرعت تحتضنه واضعة رأسها على ظهره بقوة وذراعيها بالكاد يلتفان حول صدره مردفة بضيق ونفسٍ مكتوم _ انت لسة زعلان منى !!
اغمض عينه يستمتع بنفس المشاعر التى تجتاح جسده عند قربها … ليته يستطيع ضمها الى الابد … ليته يستطيع امتلاكها الآن … استدعى الصبر مجبراً ثم فتح عينه ولف اليها يلف ذراعيها حول خصره ويطالعها بحب وهو يعيد خصلات شعرها المتمردة كشخصيتها للوراء مردفاً _ بتعرفي انه ما بقدر ازعل منك قمر … بس بدى اياكى تصونى خاطرى قدام العالم … ما تقللي منى قدام حدا .
اومأت له تردف بعيون لامعة وندم _ مش هعمل كدة تانى … انا أسفة .
نظر لها بحب وعمق … ها هي تعتذر عن خطؤها … مال على جبهتها بقبلها بحب وحنو ثم عانق رأسها داخل صدره بعشقٍ قبل ان يبتعد مجبراً ليهدأ من المشاعر التى تتملكه من قربها ويردف _ لكان يالا لحتى ناكل .
انفرجت اساريرها واتجهت معه بسعادة الى طاولة الطعام التى تحتل الجزء الجانبي من المطبخ وشرعا الاثنان فى تناول الطعام بينما بدر يطعهما بيده كالعادة .
بعد دقائق انتها من الطعام ووقف بدر يجمع الاغراض فوقفت هى تعاونه مردفة _ خليك انت وانا هشيلهم .
ابتسم لها واردف بحنو _ بدى اساعد القمر .
ابتسمت بخجل بينما انتها سوياً واردف وهو يطالعها بترقب _ رح فوت اصلي ونام … بدك منى شي ؟!
نظرت له بتعجب ودهشة … توقعت غير ذلك تماماً … هزت رأسها بضيق فالتفت هو يتجه لغرفته فأردفت توقفه _ بدر !
التفت اليها بترقب فأردفت بتوتر ورجاء _ ممكن تيجي نتفرج سوا على فيلم !!
طالعها بهدوء لثوانى ثم اومأ يردف بهدوء _ تمام …. رح فوت اصلي واجى .
اومأت له مبتسمة بينما هو اسرع لغرفته يهدئ من نبضات قلبه المتسارعة فى قربها الذى يتمناه ولا يريد سواه ولكنه مجبر على الانتظار !!.
اما هي فدلفت الى غرفة المعيشة تشغل التفاز ثم بحثت عن احدى القنوات التى تعرض افلام الاكشن والرومانسية .
بالفعل وجدت احدهم فابتسمت بسعادة وقررت ان تتجه للمطبخ لتعد قدرٍ من ذرة الفشار وكوبين من القهوة المحلاة .
بعد ربع ساعة
تجلس قمر على الاريكة تنتظر بدر الذى خرج من غرفته متجهاً اليها ..

 

 

نظر اليها مبتسماً بحنو فبادلته بسعادة وحماس وهى تبتعد لتفسح له مكاناً بجوارها مردفة وهى تشير بيدها _ تعالي اعد جنبي هنا .
نظر لها بعمق واتجه بالفعل يجاورها بقلبٍ متسارع يضخ عشقها بعنف بينما هى تناولت بولة الفشار وناولته اياها مردفة بحنو وسعادة _ ده علشانك … واشرب النسكافيه كمان .
ابتسم لها بحب يملس على خصلاتها التى يعشقها مردفاً _ تسلمى قمرى .
نظرت للامام تتابع الفيلم كذلك هو الذى اندمج معه قليلاً وبدأ يتناول حبات الفشار وكذلك هي التى صبت كامل تركيزها فى احداث الفيلم وقصته الرومانسية التى احبتها .
لف هو ذراعه حول رأسها يحتضنها داخل صدره وظلا هكذا يتابعان بصمت الا ان مر حوالي نصف ساعة وقطع الفاصل الاعلانى تركيز قمر التى تطلعت على بدر تردف _ ايه رأيك في الفيلم !!
ولكنها تفاجئت به يغط فى نومٍ عميق برأسٍ متدلية عليها .
نظرت له بشرود وتمعن فى ملامحه التى تراها عن قرب … وسيم جداً ملامحه يجعلها تبتسم تلقائياً … تملكتها الغيرة من رؤية الاخريات له … تنهظت بعمق وقربت رأسها بهدوء من خده ثم قامت بطبع قبلة ناعمة متمهلة عليه تغمض عيناها وتستمتع بقربه ورائحة عطره التى تسللت الى انفها العاشقة .
فتحت عيناها تبتعد ببطء وقد سرت مشاعر العشق فى اوردتها .

 

 

تململت من بين يده ووقفت تخرج الجزء المخبأ من الاريكة لتجعلها ذو مساحة اكبر ثم تناولت وسادة ناعمة ووضعها جانباً ثم حاولت تمديد جسده بهدوء وحنو استجاب هو لها وكأنه يحلم وبالفعل تمدد بسهولة ينام على الاريكة .
اتجهت هى تغلق التلفاز وتدخل الاطباق والاكواب الى المطبخ ثم عادت لغرفتها تضع عطرها النفاذ وتضع على شفتيها احمر شفاه متمرد كشخصيتها ثم ابدلت منامتها بقميص قصير بعض الشئ واتجهت الى غرفة المعيشة تطالعه بحذر قبل ان تتمدد بجواره ببطء وترقب حتى نجحت ثم وضعت رأسها على ذراعه ودثرت جسدها فى جسده الدافئ الحنون مستمتعة لاول مرة بالنوم في احضانه .
بينما هو فتح عينه يطالعها دون ان تراه وبرغم توتره من قربها ولباسها ورائحتها الا انه تحكم بذاته مستمتعاً بقربها هذا ونومها فى حضنهِ لاول مرة منذ ان اصبحت زوجته .
اغمض عينه واعتصر جسدها اليه بحنو ثم سمح لنفسه ان يغفو هو الآخر .

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خسوف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *