رواية حصونه المهلكه الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شيماء الجندي
رواية حصونه المهلكه الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شيماء الجندي
رواية حصونه المهلكه البارت السادس والعشرون
رواية حصونه المهلكه الجزء السادس والعشرون
رواية حصونه المهلكه الحلقة السادسة والعشرون
” مُدبر !”
مر أسبوع اختفي به “فهد” و قد اقتربت الحفله السنويه الخاصه ب “آل البراري” ، وقف “تيم” يردف بغضب و هو يراقب ملامح عمه المكفهره :
– و الحل فارس الرواي صابر علينا و مش بيتكلم على عقوده طيب و غيره فى مليون امضااا متعطله والباشا اختفااا مع نفسه كده ..
دلفت “أسيف” إلى الداخل ترافقها صديقتها “فرح” التى أبعدت أنظارها عنه على الفور حين لمحته بالبهو لاحظها فى حين يستمع إلي صوت “سمر” المهاود تقول برفق:
– ياحبيبي اهدي مش كده اكيد فى سبب ربنا يستر و ميكونش حصله حاجه …
تساءلت “أسيف” أثناء توجهها إلى شقيقها تقبله أعلى صدغه و قد بدا القلق واضح بنبرتها :
– بتتكلموا على مين ؟!!
صاح “نائل” مرحباً بها يقول يحبور :
-وحشاني والله يا سوفي محدش بقاا ييشوفك كتير يعني .. ازيك يافرح و رونى عامله ايه ؟!
عقدت “فرح” حاجبيها تقول باندهاش :
-الحمدلله يانائل أنا بخير بس مين رونى ؟!
قاطعت “سمر” حديث ابن أخيها و اتجهت مرحبه بتلك الفتاه تُجيب سؤال ابنه أخيها المعلق :
-فهد ياأسيف اختفي و ملهوش أثر خالص .. عامله ايه يافرح ؟!
ردت عليها بهدوء و ابتسامه وديه و هى تستمع إلى صديقتها التى تقول بهدوء :
– طيب و انتوا بتزعقوا ليه بلغوا عن اختفاؤه و خلاص ..
لم تنتظر أن ترى تلك الدهشه المرتسمه على أوجه الجميع حتى الجد الذي راقبها بوجه مشدوه استدارت بجسدها تهمس إلى صديقتها أن تتجه معها للأعلى تاركه إياهم بهدوء تام !!!
حدق “تيم” بأثرها لحظات ثم اعتدل واقفاً يقول بتحذير لابن عمه :
-تعرف يانائل لو كنت عارف مكانه و مخبى علينا هعمل فيك ايه ؟!!!
ليصيح “مراد” بغضب بابنه :
– ده أنا أسود عيشتك فيها يانائل الكلب ، إياااك تهزر فى دي !
اتسعت أعينه ليقف قائلاً بصدمه مشيراً لنفسه :
– ياااعم أنا ابنك طيب هما محدش رباهم و بيفتروا عليا أنت تمشى وراهم لييييييه ، شايفه الظلم ياعمتووو ؟!!
ربتت العمه على كتفه بحزن و هى تقول لأخيها بعتاب طفيف :
– فيه ايه يامراد ما هو لو عارف مش هيسكت و يسيبنا كده ! صح ياحبيبي ؟!!
ليرد عليها و هو يهز رأسه بالايجاب قائلاً بحزن :
– اه ياعمتو أنا غلباااان و هما مستقويين عليا عشان أنا أصغر واحد فيهم ده يقول حاجه التانى يقول عكسها و اتضرب أنا من الاتنين دى مبقتش عيشه دى أنا طالع لسوفي و فروحه …
كاد أن يتجه للأعلى ليوقفه “تيم” من ياقته و هو يقول باستنكار :
– طالع فين يلااااا ؟!! بنات قاعده مع بعض رايح تعمل أيه بينهم ..
أمسك “نائل” ذراعه يهمس له بابتسامه خبيثه :
– طالع اطبطب عليها .. البنت غلبانه و محتاجه احتواء برضه .. اللى هيجننى اتخانقت فيها ازاى من أول مره أنت ايه ياأخي الماده الخام للنكد ؟!
عقد حاجبيه يجيبه بهمس غاضب :
-نكد ايه و بنت مين ؟ اتلمممم ..
ابتسم الآخر بسخريه و همس له :
– عليا أنا أنت فاكرنى أسيف الغلبانه البنت كانت منهاره مش تعبانه واضحه أوى يعني أختك بس بتثق فيك و فاكراك ملاك و أنت شيطان ..
اتسعت عينى “تيم” يرد عليه بصدمه :
-انا شيطان !
تركه “نائل” و هو يشيح بيده بملل أمام العائله كلها التى اندهشت لما يحدث بين الأبناء ، أو بمعني أدق لهم !!
-***-
ما أن صعدت إلى جناحها برفقه صديقتها ألقت ما يشغل يديها فوق الأريكة و هرعت إلى المرحاض تقول بصوت واضح :
– فرح اطلبى الأكل يطلع هنا لينا هاخد شاور و اطلع ..
و لم تنتظر اجابه أغلقت الباب مسرعه لتتنهد “فرح” و تقول بحزن هامسه لحالها و هى تخطو إلى الهاتف تنفذ مطلبها :
– حالك يحير ياأسيف أكتر مني …
بالداخل وقفت داخل كابينه الاستحمام فور أن نزعت ملابسها تغمض عينيها تحاول السيطره على تلك الأفكار التى لا تتركها منذ اختفاؤه !! لما عالجها إذا ؟! هل شعوره بالذنب حيالها ؟! أو حيال أفعاله معها ؟! ماذا يُريد منها ؟! أين كلماته بالمحبه إذا ؟! هل كان يخدعها لتتم علاجها ؟!
زفرت بغضب تهمس بخفوت :
-مش هخلص منك بقاا ..
أنهت جلسه استحمامها تلف جسدها بالمنشفه و تخرج إلى صديقتها التى ألقت جسدها فوق الفراش تنتظر خروجها بارهاق واضح ، اتجهت بصمت إلى غرفه الملابس ترتدي قميص نوم صغير باللون النبيذي ثم أحاطت جسدها بالروب الخاص به و عادت إلى صديقتها تقول بصوت مبحوح متحشرج :
– فرح أنتِ نمتي ؟!
اعتدلت الأخرى ترفع حاجبها الأيسر قائله بهدوء :
– ينفع أسال كنتِ بتعيطي ليه ؟!! متوقعتش ردك ده تحت ياأسيف و مش حابه اضغط عليكِ بس مش جايز حصلتله حاجه فعلا ؟!! حادثه أو ..
ثم قطعت كلماتها تتابع ملامح صديقتها التى تحولت فجأة تحثها على الاسترسال فى كلماتها مُبتلعه رمقها بتوتر هامسه لها و هى تجلس أعلى الفراش بجانبها :
– أو ايه ؟!! لو كانت حادثه كان أكيد هيروح مستشفى و يبلغونا ده شخصيه معروفه ..
ابتسمت “فرح” تربت علي خصلاتها بلطف قائله بهدوء :
– طيب ما أنتِ مهتمه اهوه ؟!! أسيف أنا وعدتك إنى مش هناقشك تانى فى موضوعه بس متخليش أي حاجه مهما كانت تغير أسيف الملاك اللى كلنا حبناها …
ثم قبلت خصلاتها و استقامت واقفه تتجه إلى الطعام لتعقد “أسيف” حاجبيها قائله بتساؤل :
– صحيح يافرح أنتِ مكنتيش عاوزه تيجى معايا النهارده ليه ؟!! هو تيم قالك حاجه ضايقتك ؟! حساكِ مش حابه تتعاملى معاه …
تسمرت بمحلها تكتم تلك الدمعات التى كادت تتسلل من عينيها ثم قالت بهدوء ظاهرى :
-لا يا أسيف كل الحكايه أنتِ عارفه مشاعري ناحيته و أنا حسيت إنى هعلق نفسى على الفاضي قولت أختصر عشان ما يحسش بحاجه تيم ذكي جدا و هيفهم منغير ماتكلم ..
تحشرج صوتها بنهايه الحديث و ابتلعت تلك الغصه بحلقها بحزن و هى تجلب طاوله الطعام ناحيتهم و تبتسم لها بلطف و تبدأ بتناول لقيمات صغيره تدعوها إلى بدء الطعام بعد ذلك اليوم المرهق لكلتيهما …
-***-
هبطت “فرح” إلى الأسفل و كادت أن تستقل السياره ليصلها السائق كما قالت صديقتها لكنها تفاجأت به يفتح باب السيارة الأمامى لها بدعوه صريحه للركوب بجانبه هل سوف يتكرم و يعيد تجربه إيصالها ؟!! حدقت به لحظات و كادت أن ترفض لكنه قال بهدوء :
– فرح من فضلك اركبى و نتفاهم لما نخرج من هنا ..
زفرت بارهاق ثم استقلت السياره كما أراد و جلس هو أيضاً خلف المقود ليقلع خارج ذلك القصر المهيب .. مر الوقت بصمت تام يغلف الأجواء إلى أن حمحم قائلاً :
– آسف على اللى حصل مني آخر مره .. مكنتش اعرف أنك هتنهارى كده ..
عقدت حاجبيها بغضب و اعتبرته غرور منه لتعتدل صائحه به بغضب و انفعال شديد :
– انهار ده اييييه ؟!!! أنت مين فهمك أن اللى قولته ده صح اصلااااا انا سكت ليك عشان خاطر أسيف بسسسس ، و اللي حصل ده من الشمس لما اتمشيت فيهااا ….
اتسعت عينيه و رفع يده بهدوء يحاول تهدئه الوضع قائلاً بتوتر فور انفجارها هكذا :
– تمام تمااام أنا فهمت غلط و أنتِ مفيش أي حاجه منك ناحيتى و بعتذر عن ده آسف .. اهدي من فضلك
كم هو سيئ ! يهاودها كالأطفال و هى على يقين أنه لم يقتنع بما قالته للتو .. كيف له أن يصدقها و هى بنفسها لا تصدق ما قالته له …. لقد احرقتها وحدها تلك النيران صديقتها كانت على صواب هو لا يصلح لها أبدا ..
أشاحت وجهها بعيداً عنه بصمت مخزى .. نادمه على كل لحظه فضحتها عينيها أمامه قد تعرت و كُشف أمرها .. و قُضى الأمر ….
أفاقت علي صوته الهادئ يقول بحزن بالغ :
– فرح أنتِ غاليه عليا أوى … أنا حقيقي معرفش أزاى اتصرفت كده لكن للأسف تقدرى تقولى صدمتى فى ندى خليتني بتصرف بتهور شويه محبش إنى اخسرك أنتِ بالذات … و بصراحه أنا قولت كده لما خوفت ..
اتسعت عينيها و همست بصدمه :
– خوفت ؟!!
ابتلع رمقه و قال بتوتر و أعين زائغه بينها و بين الطريق :
– أنا خوفت من مشاعرى أنا ناحيتك يا فرح … و للأسف كنت متخيل كده هنهى أي حاجه بس طلعت غلطان ..
اتسعت عينيها ترمش عده مرات بصدمه و ذهول مما يقوله هل هى تتوهم ما تسمعه الآن أم أنها اخطأت السمع ، رُبااااه ماذا يقول ذاك الوسيم ؟!!
-***-
استيقظت فزعه بمنتصف الليل تدفع الغطاء عن جسدها حين شعرت بجسدها يحترق إثر ذاك الحلم المُدهش الذى لم يكن بطله أحد سواه !!
تكاد الأفكار تقتلها ماذا يحدث لها ؟!! عضت على شفتيها بقوه كادت تُدميها و هى تلملم خصلاتها على جانب واحد تعود للخلف داخل الفراش تستند إلى الوسائد و تضع يدها أعلي قلبها مصدومه من استمرار اضطراب نبضات قلبها إلى الآن …
مُرهق ذاك الرجل ماذا يُريد منها ! اتسعت عينيها حين تعالت الطرقات فوق باب الغرفه لتُسرع إليها تحمد ربها أن شقيقها يقظ إلي الآن و أتي إليها يستطلع أمرها !
فتحت الباب لتفرغ فاهها و هى تراه أمامها لم ينتظر فرصه صدمتها اندفع إلى لداخل يضع يده أعلي شفتيها يُغلق الباب جيداً و يدير المفتاح به و هى بحاله صدمه تامه من عودته ، بل من عودته بتلك الساعه ، بل من وقفته الآن بغرفتهااا بتلك الساعه المتأخره من الليل ؟!!!!!
بدأت عينيه تهبط برويه على ملامحها ثم مفاتنها الظاهره من تلك القطعه النبيذيه القصيره للغايه ! رُبااااه هل تزداد فتنه بمرور الوقت ؟! ازدرد رمقه و عينيه تتحول إلى لونها القاتم لتشتعل تلك الحراره المعتاده من دفئ قُربها المُهلك ارتفعت يده الأخرى يحيط بها خصرها بقوه لتتسع عينيها بصدمه و ذهول حين هبط بشفتيه فجأه يقتحم عُذريه تلك الشفاه المُهلكه المرتعشه بآن واحد ، رفعت يديها تدفعه من كتفيه و تصيح بغضب مجرد أن فك أسر شفتيها :
– أنت اتجننت ؟!!! ايه اللي بتعمله دااااااا عملت فيا كل المصايب و جاي تكمل علياااا
أسند رأسه عنوة إلى رأسها يجز علي أسنانه بقوه محاولاً تمالك أعصابه لتخرج الكلمات بغضب من بين شفتيه قائلاً :
– إيه المُصيبه أن مراتى توحشني ؟!
زجرته بنظرات مشتعله و هى تتلوي بجسدها بعنف صائحه بغضب :
– وحشاك أي .. ايه ؟! مراتك ؟!! أنت اتجننت فعلا بقاا ..
سكن جسدها الصغير بأحضانه تحدق داخل عينيه تحاول أن تتبين مدى صدق كلماته أو بمعنى أدق هذا الهراء الذى تفوه به و يؤكده الآن قائلاً بهدوء و هو يعود إلى الخلف بجسده و لا زال يأسرها بأحضانه مُخرجاً تلك الورقه يلوح بها أمام عينيها :
– أنا متجننتش يا أسيف ! و الدليل إن متجننتش إني مطلقتش من الأساس !! أنا مش مجنون عشان اضحى بيكِ ..
نزعت الورقه من بين أصابعه تحدق بها بصدمه حسناً ذلك عقد طلاقها منه إذاً ماذا يُريد رفعت عينيها المصدومه له ليقول محمحماً :
– من الآخر العقد مزور يا أسيف أنا مطلقتش أنا بعت العقد ده على هنا و أنا عارف ان نائل هيستلمه و يوصله ليكم .. لكن طلاق محصلش و كنت متأكد إن تيم مشغول معاكِ و كل اللى يهمه أنه يخلصك مني فكان لازم اعمل كده …
مع كل كلمه تصرخ عينيها بذهول مستنكره أفعاله و كلماته تصيح به :
-أنت ايه ؟! شيطااان ؟!! بتلعب بينا كلنا بين ايديك ؟!!! ازاي تعمل فيا كده أنا مبقتش اصدقكككك و ..
اصمتها متناولاً شفتيها يُقبلها بنهم وصبر نافذ يهمس لها من بين قُبلاته بارهاق و أعين دامعه :
– كفااايه ياأسيف ارجوكِ .. أنا عملت كل ده عشان بحبككك كان لازم تتعالجى و كان لازم اخضع لرغبتك لحد ما تهدى !
بدأت شفتيه تتسلل إلى ملامحها و أنفاسه تزداد حرارة تكاد تهلك من فرط أفعاله و جسدها الخائن يستجيب لكلماته حين همس لها :
– والله عملت كل ده عشان بحبك أنا عمرى ما نفذت رغبه حد غيرك ، عمرى ما عملت كده غير عشانك أنتِ .. كفاياااا
علت وتيره أنفاسها تحاول الابتعاد عن أحضانه قائله بغضب و همس رافضه فرض سيطرته عليها مره أخرى :
– ده .. ده مش مبرر .. أبعد عني بقااا …
تركها أخيراً … يغمض عينيه بارهاق شديد و تلك الدمعات الخائنه تحارب داخل عينيه للهطول فتح رماديتيه ثم تركها و اتجه إلى الفراش يجلس فوقه مُنهك القوي يقول :
– انا تعبت بقالى شهور بصلح غلطات أيام عارف إنى غلطت فى حقككك و عارف إنه صعب عليكِ تسامحي بس قوليلي اعمل اييييه تانى … مفيش فى إيدى غير حاجه واحده باقيه و تبقي عارفه عن فهد كل حاجه ياأسيف ..
فتح هاتفه ثم طرق عليه عده طرقات خفيفه بانامله يقول بصوت مُرهق :
– الرقم اللي بعته ده الباسوورد بتاع خزنتي فوق .. اطلعى شوفيها .. و دى اخر خطوه و أوعدك بعدها مش هتعرضلك أبدا هختفي من حياتكم كلكممم … لكن لو قابلتينى تانى هعتبر دى أشاره منك إنك مسمحانى …
نهض فجأة و عينيه تحدق بها لحظات قبل أن ينطلق خارج غرفتها تاركاً إياها بحاله من الحيره و الغضب و الذهول لا مثيل لها !! هى زوجته !! على ذمته و لم يُطلق سراحها !!!
أمسكت هاتفها و انطلقت إلى الأعلى مسرعه ، هى فقط تُريد أن تعرف نهايه ذاك الطريق معه .. فعلت ما قاله .. و ياليتها لم تفعل .. أخرجت ذاك الصندوق الصغير و تلك الفلاشه فى حين أنها تنتفض خوفاً أن ترى ما رأته بالمره السابقه ، لترتسم أمارات الصدمه بوضوح على وجهها تُطالع تلك الأوراق المطويه بترتيب و نظام ، إنها رسائل أمه له ؟!!
بدأت تقرأ و دموعها تهطل من فرط شفقتها على تلك العلاقه بين الأم و ابنها .. لقد تركت نصائحها برسائل له !
هل يهتدى طريقه هكذا !! هل يحيا حياته بنصائح ورقيه؟! هل يرى أمه بتلك الأوراق ؟!!!! لم تكن بحاجه أن تُخمن محوى تلك الأداه الصغيره .. بالطبع فيديو قاسى كسابقه .
أغمضت عينيها بأرهاق لتقف فجأة متذكره أنها بغرفته و تحمل ذاك الصندوق و تهبط إلى خاصتها تقضى ليلتها ببكاء مرير مع كل كلمه تقرأها ..
صباح جديد مُشرق على المدينه الساحره عروس البحر الأبيض المتوسط ، دلفت “أسيف” إلى مرسمها لا تصدق ما رأته أمس ، لم تقوَ على مواجهه شقيقها كيف تقول له أنه خُدع من ذاك الفهد الماكر المُخادع ….
أمسك هاتفه يعقد حاجبيه محدقاً بها بتلك الهيئه المثيره المستفزه لأى رجل … تلك الكنزه القصيره بالكاد تصل إلى خاصرتها تُفصل منحنيات جسدها أشعرته بالغضب الشديد و اندفاع الدماء إلى عروقه بقوه بالغه ..
أغلق هاتفه يركل المنضده بغضب أفزع ذاك النائم بسلام ليفيق و هو يصرخ بخوف :
-ايه .. ايييه الچيم بيقع .. همووت ولا أي ..
سقط أرضاً يحاول الوقوف و ابن عمه يرمقه بنظرات مشتعله صامته ليرفع عينيه إلى ذاك الساكن ثم حدق به بنظرات ناعسه قائلاً بتأفف :
– ياعم الله يخربيت معرفتك السوده على دماغك ، أنت حد مسلطك عليا مش قولتلى اتخدع من شويه و مسمعش حسك هو أنا اتكلمت و أنا نايم و عصبتك ولا ايه ؟!!!!!
أمسكه “فهد” من تلابيبه يوقفه بغضب و يهزه بعنف هادراً:
– أنت معندكش دمممم أنا مش عارف ارجعها ليااا و أنت نايم هنااا و فرحان بنفسك ؟!!
اتسعت عينيه يقول بذهول و استنكار :
– ايه ده هو أنا المفروض منامش عشان هي مخصماك ؟!! ده ايه العلاقه الزفت على دماغك دى يااخي خلى عندك كرااامه …
هزه بعنف يصرخ به :
– زفت على دماغ مين يلاااا ؟!! مين ده اللى معندوش كرااامه ؟!!!!
هز رأسه بالسلب بخوف و هو يرى اشتعال رماديتيه بغضب يكاد يحرقه ليهمس بصوت مبحوح :
-انا … انا معنديش كراامه ياعم .. و كل الزفت على دماغى اهدي يا رايق و أنا هلاقيلك حل و حياه ربنااا بس اهدي ..
زفر بغضب ثم انتظر لحظات ليفك أسره قائلاً بغضب :
– شوف هتعمل ايه بقاا أنا زهقت من الحبسه هنا ، و هخربيتك لو اتعاملت بغبااء …
هز رأسه بالإيجاب وهو يقول مُعدلا من هندامه :
-هفكر .. بس أنت هدى أعصابك و عضلاتك الله يهديك ..
ثم انطلق خارجاً بسرعه من أمامه حتى لا يثير حنقه و عنفه مره أخرى
-***-
أدارت المفتاح و دلفت إلى الداخل تبحث عنه بعينيها بتوتر و هى لا تعلم إن كانت على صواب بتلك الخطوة أم أنها تتخبط بسُبل مختلفه مع ذاك الرجل الذى لم ينفك عن إدهاشها ، لقد شغل عقلها بأعينه الصارخة ببكاء الأطفال لا تصدق أنه يستمد قوته من صندوق صغير مملوء برسائل أمه المتوفاه !!! هل يُعقل ؟!!
شردت و هى تخطو للداخل لتتعثر بتلك المنضده الصغيره و كادت تنقلب على وجهها لكن من سوء حظها كان يتمدد فوق الأريكة مغمضاً عينيه فتحها على وسعها حين شهقت و فلتت منها صرخه صغيره مصحوبه بآه مكتومه لترتفع يديه تلقائياً إلى خصرها و يقف منتفضاً مستغل تلك المسافه الصغيره بينهم يدفع المنضده الخشبيه بقدمه بعيداً عنهما كل ذلك و هى تراقبه بصدمه هل كان نائم بتلك الساعه ؟!! لم يحل الليل عليهم ماذا يفعل ؟!! هل ترك الأعمال على عاتق الجميع و يغط بسُباته العميق هنا !!!
الماكر المُخادع استغل صدمتها و شرودها و دفع جسدها برقه بالغه إلى الحائط و هو يبتسم بمكر دافناً شفتيه بين شحمه أذنها و عنقها و أنفاسه الحاره تلفح رقبتها بطغيان بالغ …..
شهقت بعنف حين وجدت نفسها مكبله بأحضانه و شفتيه تسير بلطف بالغ أعلى نحرها تحرق جلدها الرقيق ذاك الشعور الذى ذهب بها لعالمه الخاص جعل احشائها تتلوى عضت علي شفتيها تحاول استجماع قوتها و رفع يديها إلي صدره القوى لتعدل وضعيتها أو لتفر من أمامه أيهما أقرب لكنه لف أنامله حول معصميها حين أدرك حركتها الخفيفه ثم أحاط خصرها بقوه يدس يده الأخرى أسفل تلك الكنزه القصيره التى أثارت غضبه منذ الصباح و صعد بشفتيه إلى شفتيها يرتوى منهما بنهم شديد ممتصاً رحيقها إلى جوفه مما جعل أنفاسهم تتهدج معاااا ..
أغمضت عينيها تشعر بشفتيه تسير برويه و لطف حازم فوق ملامح وجهها و كأنه يصك ملكيته عليها حيث بدأت يده العابثه تداعب بشرتها بخفه انهارت قواها أمامه ليبتسم و يفك قيد يديها الصغيره لتصبح محاطه بين ذراعيه المفتوله بلا أدنى مقاومه مما جعله يتمادي بشفتيه فى حين يسحبها بخطوات خفيفه بعيداً عن الحائط ليصل بها إلى الأريكه يميل بها فوقها بنعومه يهمس بأذنها :
– وحشتيني أوى يابيبى ….
فتحت عينيها تحدق به بصدمه كيف لها أن تستلم هكذا و تهدم حصونها أمامه ؟!! لكنه لم يمنحها فرصه الاندهاش حيث عادت شفتيه إلى شفتيها و يده تثبت وجهها بنفاذ صبر واضح تركته تحاول منع أنفاسها من الاختناق إثر كتمان أنفاسها هكذا بأحضانه تشعر أنها بعالم وردى هادئ لأول مره بين ذراعيه ، لكنها لن تمنحه ذاك العفو الآن ، أمسكت يده التى بدأت تتمادى أعلى بشرتها بشده تكاد تُفقدها صوابها لتهمس بصوت مبحوح متوتر :
– أنا مش هكمل معاك ..
استطاعت أن تُخرجه من حاله انتشاؤه ببضع حروف متوتره للغايه وقفت حركه يده و شفتيه ثم فتح عينيه يحدق بها باندهاش عاقداً حاجبيه يردف بصدمه :
– بس احنا اتفقنا ! لو جيتى هنا يبقا خلاص سامحتينى ..
عضت على شفتيها بخجل تحاول الخروج من بين ذراعيه علها تقوى على مجابهة أسلوبه الجديد الذى ينتهجه معها راقب ملامحها بجمود و أعين متوتره من قرارها القادم رافضاً تماماً خروجها من أحضانه ليحيط جسدها جيداً ثم يجلس معتدلاً جاذبا إياها أعلى ساقه لتتسع عينيها و يبدأ جبينها بالتعرق من أفعاله الحميمه المبالغ بها معها !!
أغمضت عينيها تقول بصوت خافت و نبره الحزن تغلف كلماتها :
– أنا فعلا سامحتك بس مش هقدر أكمل معاك كزوج يافهد من فضلك طلقنى بجد المره دى أنا و أنت مش هننفع لبعض لازم تفهم ده أنت ابن عمى و أنا مش شايفاك غير كده …
حدق بها بهدوء ثم فك قيدها تدريجياً لتقف مبتعده عنه بسرعه و هى تتجه إلي حقيبتها الصغيره تحملها و تعدل من هندامها بأصابع مرتعشه ليقف معتدلاً يقول بهدوء مغلفاً نبرته بصرامه خفيفه :
– أسيف أنا مش هطلقك أبدا إلا في حاله واحده ! أنى أموت لازم أموت عشان تضمنى إنى هبعد عنك تماماً أنا أنانى في حبك و مش هسيبك …
زفرت بارهاق تشعر أنها لن تفلح بالحوار أبدا مع ذاك الفهد العنيد لتقول بغضب و هى تتجه للخارج :
– و أنا هضطر أرفع عليك قضيه خلع يا فهد أنا مش هعرف أكمل معاك ..
بلحظه وجدته أمامها يسد عليها الطريق و يحيط خصرها بذراعيه يجذبها لصدره يهمس أمام شفتيها :
– مش هتعرفى … أنا مش شايف أى ممانعه جواكِ من علاقتنا ياأسيف أنا استنيت شهور و عندى استعداد استناكِ سنين و أنتِ قولتي أنك خلاص سامحتينى مستاهلش محاوله واحده منك ؟!
ابتعلت رمقها حين وجدته يدفن رأسه بعنقها يمرمغ شفتيه و طرف أنفه بخصلاتها لتتهدج أنفاسها بعنف و يتخدر جسدها مره أخرى كيف له أن يفعل بها كل ذلك ؟! عضت على شفتيها تقاوم تلك الدمعات التى تُشعرها أنها مشتته قد تكون أشفقت على ذاك الطفل و ذلك ما أتى بها من الأساس لكن إكمال طريقها معه مُحال ، لقد رأت تلك القسوه تكاد تُهلكها إن لم يلحق بها شقيقها لكانت فى عداد الموتي !
كادت أن تفتح فاهها و تتحدث لكنه فاجأها بأطراف أنامله التى سارت أعلى شفتيها لتصمت عن الحديث و ترتعش شفتيها العذراء أسفل أنامله الخبيره الحانيه ، مُخادع يلعب بجميع الأوراق ، أنوثتها ، رحمتها ، شفقتها على ذاك الطفل الصغير ، و أخيراً تلك المشاعر المُبهمه داخلها …
مؤلم ذاك العشق ، أهبك روحى و ما أملك و أنا جاهل لمكنوناتك و ثنايا روحك ، فاتنتي هلا نظرتى إلى ذاك العبث بداخلي ؟!! هلا تطلعتى إلى عيناى ، إلى تلك الروح المُبعثره !! هلا وضعت أناملك أعلى صدرى عله يهدأ و يطمئن !! أتعلمين تلك النبضات التى صارت تهمس لكِ كم أعشقك ! إنها حرب أخوضها كل يوم معكِ و أخرج منها مهزوم أمام عينيكِ ، أخرج منها طفل صغير يخشي الرحيل بمفرده إلي تلك الطرقات المُظلمه ، هلا أنرتى تلك العتمه داخلى !! علها تنتهى تلك الغوغاء بأحضانك أنتِ .. أنتِ فقط ….
#حصونه_المُهلكه
#شيماء_الجندى
تمادت شفتيه العابثه و حبست أنفاسها و هو يدسها داخل أحضانه بقوه تقابلها هي باستسلام لم يستمر … حيث أخيراً رفعت يديها إلى صدره و تلوت بجسدها داخل أحضانه تطلب فك أسرها بإصرار شديد ، لم يمانعها ترك جسدها تدريجياً يغمض عينيه ليحتفظ بذاك الشعور فتره على الأقل لتهدأ نبضاته التى عبثت بها تلك الحوريه البريئه من يصدق أنه هكذا معها ؟!! لم تفتنه إمرأه واحده كتلك البريئه الجميله التى تعدل كنزتها للمره المائه و حركاتها تفضح مدى توترها أمامه حسنا لتفعل ما تشاء لكن لتظل هكذا بتلك الملائكيه الجميله ….
هرعت إلى الباب مسرعه تفتحه ليراقبها من خلف الزجاج تدلف إلى مرسمها مُغلقه بابها بعنف جعل ضحكاته تتصاعد لحظات ثم هدأت ضحكاته يفرك خصلاته المشعثه متجهاً إلى هاتفه و لأول مره يشعر بالامتنان لحماقه ابن عمه معتزاً بحاله .. هو لم يفقد مهارته بتخمين تصرفات من حوله إلى الآن !!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حصونه المهلكه)