رواية عزف الروح الفصل السادس 6 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح الفصل السادس 6 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح البارت السادس
رواية عزف الروح الجزء السادس
رواية عزف الروح الحلقة السادسة
في أميريكا حيث مدينة شيكاغو ، وصل عمار بصحبة فارس ( السكرتير ) والمدير الاستشاري إلي الفندق الذي سيكون إقامتهم طوال مكوثهم في أميريكا ، كان عمار فرحاً بعض الشئ لثقة فهد به وتوليته مهمة بمثل هذه الأهمية ، فإمبراطورية عائلة نجم الدين الإقتصادية والمعاملات التجارية تصل نفوذها لأوروبا وألمانيا والعديد من دول الغرب ، وفي مشروع التوسع ، فأميريكا هي الخطة الحاليه لكي يكتسحو سوقها بمنتجاتهم ولكي يدخل إسم نجم الدين أميركا ولكي يوثق علاقاته و يجعل له نفوذ في أميريكا أيضاً ،، هذه كانت مسئوليه كبيرة بالنسبة لعمار فهو ما زال حديث هذا العمل ، فعلي رغم توتره وقلقه بأن يفشل إلا أنه كان فرحاً لوثوق أخيه به ، كان فرحاً لأنه سينال حبيبته وكان يدعو الله دائماً ان تكون من نصيبه ، كان فرحاً لأنه ربما يكون عمله الخاص ويبدأ إمبراطوريته هو الأخر ليسير علي خطي عائلته .
– عايز اعرف جدول المواعيد الي ملتزم بيها .
هتف عمار لفارس و هما في المصعد للصعود لغرفهم .
فارس بتلقائية وجدية عملية : انهاردة بليل في عشاء عمل مع شركة … عشان التعرف لا اكتر ، وبكري عندنا ميعاد تاني مع شركة … عشان نشوف عروضهم .
عمار وهو يومئ : تمام ، ربنا يعينا ، هشوفك بالليل .
……………………………..
خرجت اسيل من الشركة قاصدة ‘ دار الأيتام ‘ التي تتكفل بإمتداده بالمعونات والاحتياجات اللازمة لكل الاطفال الموجودة به ، علي رغم من خوفها من انجاب طفل في هذه الحياه إلا أنها تعشق الأطفال ، لذا قررت أن تنمي هذا الحب برعايه الاطفال اليتامة التي تعتبر نفسها واحدة منهم ولكن الفرق انها يتيمة الام فقط .
وصلت اسيل للدار وركنت سيارتها ثم أخرجت هاتفها لتحادث أروي وما إن أجابت حتي تحدثت قائلة : انتِ فين يا رورو .
لتجيبها أروي : أنا خلاص داخلة عليكي ، شوفتك أهوه .
اسيل بهدوء : تمام . ،، ثم أقفلت معها ونزلت من سيارتها وفتحت الباب الخلفي لتلتقط الهدايا والالعاب الذي ابتاعتها للاطفال ، أقبلت عليها أروي مبتسمة وهي تحمل بعض الهدايا ايضاً ، دخلت كلتاهما الميتم ، وقابلت اسيل المديرة لتعطيها الدفعه الماليه التي تزودها بها كل شهر من اجل الاطفال ثم انطلقت تتجول بين الاطفال وتوزع عليهم الهدايا وتلعب معهم هي وأروي وسط سرورها وفرحها الشديد عكس حزنها الكامن داخلها علي هؤلاء الأطفال اليتامي .
كانت تجلس وسط مجموعه من الاطفال علي تلك الاعشاب الخضراء وسط الورود البهية تحكي لهم بعض القصص .
– وبكدي الامير اجوز سندريلا وعاشو مع بعض في تبات ونبات وخلفو صبيان وبنات .
تحدثت إحدي الأطفال قائلة ببراءه : حلوة أوي واحدة كمان .
لتردف أخري بطفولة : ايوة واحدة كمان .
اسيل مبتسمة وهي تقرص وجنتي احداهما : من عنيا انتم تؤمرو .
كانت اسيل ستبدأ قصة أخري حين وجدت تلك الطفلة الجالسة بمفردها بعيداً والتي لم تراها من قبل ، غير مختلطة ببقيه الاطفال ، لا تشاركهم لعبهم ،يبدو عليها الحزن والتعاسة ، فإستأذنت من الصغار أن تتركهم ثوانٍ ثم ستعود ، اقتربت من تلك الطفلة وجلست بجوارها ونظرت لها عن كثب للتتبين لها ملامحها الخرافية التي يكسوها الحزن حيث العيون الزرقاء الصافيه ولكنها غامقة كسحابه كستها غيمة سوداء وخيم السواد عليها بسبب الحزن رغم طفولتها وصغر سنها وشعرها الكستنائي الحريري وبشرتها البيضاء وفمها الصغير الكريزي الذي يتقوس لأسفل من الحزن .
اسيل محاولة جذب اطراف الحديث : انا اسيل وانتي . ، قالت وهي تمد يديها لها .
لترد تلك الطفلة ببراءه التي لم تتجاوز الخامسة بعد : اسمك حلو .
اسيل مبتسمة : دا انتِ اللي حلوة ، اسمك ايه بقي .
الطفلة بعفوية : اسمي ملام .
اسيل عاقدة حاجبيها : مرام قصدك ، لتومئ الطفلة مؤيدة بنعم للتتابع اسيل : عندك كام سنة يا مرام .
رفعت مرام اربع اصابع من يديها واردفت : دول ونص .
اسيل ضاحكة : عندك اربع سنين ونص ، انتي صغنونة اوي ، ثم اخذتها في احضانها واردفت : طيب قوليلي يا مرام ليه قاعدة لوحدك كدي و مبتلعبيش مع صحابك ليه .
مرام بحزن وهي تهز رأسها نافية : ملييش صحاب هنا كلهم كبار وانا صغنونة ، ثم قالت بدموع : انا عايزة مامي وبابي .
انكمشت ملامح اسيل بتعجب وتجمعت الدموع بعينيها واردفت محاولة الثبات : هي مامي فين يا حبيبتي .
مرام ببكاء : معرفش في ناس وحشين جابوني هنا وانا عايزة مامي .
انهمرت دموع اسيل بدون سابق انذار واردفت وهي تهب واقفة وتحمل مرام بين يديها : طيب يا روما تعالي معايا .
لم تصدر الطفلة اي رد فعل ، بينما اتجهت اسيل لمكتب المديرة بعد ان أخذت أروي في طريقها .
– بصي يا مرام هسيبك هنا مع طنط اروي دي اختي ، هدخل للمديرة جوة واطلع تاني ماشي .
تحدثت اسيل لمرام المتشبثة بها وبقوة لتومئ الطفله وتقف بجوار أروي في صمت تام .
دخلت اسيل غرفة المديرة ، لتقف مبتسمة وتتحدث : اتفضلي يا اسيل يا بنتي ، خير في حاجة .
اسيل بقوة وهي تحاول حبس دموعها التي علي حافة الانهيار : في بنت هنا اسمها مرام عندها اربع سنين اللي واقفة مع أروي برة دي .
تحدثت وهي تشير علي مرام من النافذة المفتوحة ، اومأت المديرة واردفت : خير مالها مرام .
اسيل مستفهمة : عايزة اعرف ايه اللي جابها هنا وفين اهلها .
المديرة بحزن : مرام في ناس جابوها من 3 اسابيع وقالو انهم يبقو جيرانها ، وقالو ان اهلها اتوفو في حادث سيارة وانها ملهاش اهل غيرهم .
اسيل بدموع : طيب ممكن اعرف في كام عائلة عايزة تتبني طفلة دلوقتي في سنها .
المديرة وهي تقلب في دفاترها : في فعلاً عيلتين حالياً عايزين يتبنو طفلة في مواصفتها بس لسة محددوش هدفهم .
اسيل بثبات : ياريت ترشحِلهم مرام ، وياريت تديني ملفاتهم عشان اسال
عليهم واذا كانو هيرعوها ولا لأ .
المديرة مبتسمة : احنا بنعمل كل ده يا بنتي وبنسأل عنهم كويس .
اسيل مقاطعه بحزم : لا معلش انا حابة اتأكد بنفسي .
اومأت المديرة ولبت طلبها ، ثم حيتها اسيل بإحترام وخرجت من الغرفة لتبتسم الطفلة الصغيرة وتبادلها هي ثم دنت بجزعها وحملتها واردفت لها : ايه رايك نقعد نكلم شوية .
اومأت الطفلة فحدثت اسيل أروي مخاطبة : انا لسة هقعد لو عايزة تروحي .
أروي بنفي : لا قاعده معاكي وكمان عشان عايزة نروح المول القريب من هنا بعد ما نخرج .
اسيل وهي تومئ : تمام تمام . ثم تركتها وخرجت للحديقة وجلست علي إحدي الأرائك الخشبية وأجلست مرام علي قدميها وتحدثت وهي تحاول جمع كلماتها التي ستبدأ بها للطفلة : مرام حبيبتي مش انتي بتحبي مامي وبابي .
اومأت مرام وتابعت اسيل : هما دلوقتي في مكان افضل من هنا .
مرام بدموع : يعني مشيو وسابوني لوحدي .
اسيل نافيه : لا يا حبيبتي مسابوكيش لوحدك ، بس شايفة السما الكبيرة دي ، تحدثت وهي تشاور علي السماء لتومئ الطفلة بنعم فتتابع اسيل : مش مامي وبابي قالولك ان فوق في السما دي في ربنا .
اومأت مرام واردفت : ايوة قالولي في ربنا بيشوفنا علي طول .
اسيل بدموع : هو بقي ربنا حب ياخد مامي وبابي عندو عشان يشوفوكي من فوق .
مرام وهي تنظر للسماء : يعني مامي وبابي فوق .
اسيل وهي تمسح دموعها : ايوة هما عند ربنا دلوقتي عشان ربنا عايز كدي ، بس ايه رايك لو جبتلك مامي وبابي جداد وعندهم لعب كتير وبيت كبير و تعيشي معاهم .
مرام بتفكير : طيب مامي وبابي هيزعلو مني .
اسيل مبتسمة من بين دموعها : لا يا حبيبتي دول هيفرحو منك اوي ، ها ايه رايك اجبلك مامي وبابي جداد .
صمتت قليلاً ثم اردفت بدموع : يعني مش هشوف مامي وبابي تاني .
اسيل وهي تشهق : لا مش هتشوفيهم ، بس هما شايفينك دلوقتي ولازم تسمعي كلامي عشان يفرحو منك .
مرام بطفولة : خلاص هسمع الكلام عشان مامي وبابي يفرحو مني .
وبعد عدة احاديث وجعل اسيل ابتسامة مرام تشق وجهها مجدداً ، ودعتها اسيل وتمسكت بها مرام بشدة ، وتركتها حين وعدتها بأنها ستأتي لها مجدداً .
خرجت اسيل واروي من دار الأيتام ، ودموع اسيل ما زالت في جفونها ، تحدثت أروي بأسف وبعض المرح : يا سيلا متزعليش نفسك ،، يلا هوديكي المول القريب من هنا ده ونتغدي سوي وبعدين نروح ، هتقدري تسوقي .
اومأت اسيل بنعم واردفت : اه هعرف يلا خلينا نمشي .
ركبت كلاً منهم سيارتها وتوجهُ لذلك المول الكبير القريب من الدار ، ركنت كلتاهما ، ثم صعدو سوياً وأخذو يتسوقون .
………………………
في شركة فهد ، كان جالس يتطلع لتلك الصور التي تم التقاطها منذ حوالي ساعتين وعلي ثغره ابتسامة لا يعرف سرها ، يراها بالصور مبتسمة تلاعب الاطفال وتجلس بمنتصفهم وتحدثهم بفرحة وسرور ، وها قد كشف وجهٌ أخر لكي يا صغيرة ، فأنتي محبة ، حنونة ، رقيقة ، انتي من شغلتي تفكيري وسلبتي عقلي وملكتي كياني وها أنا أعترف أني واقع لكي وبشدة ، وسأحصل عليكي ، لقد تحدث قلبي بأنكي محبوبتي ، وتحدث عقلي بأنكي ملكي ، فما هي سبلك صغيرتي ، سأسعي وسأسعي ووعدُ أن أذيب عقلك كما أذبتي عقلي و لنترك قلوبنا تغني وتعزف لنرقص علي ألحانها سوياً .
اعترف فهد بوقوعه لاسيل ، لقد مرت عليه من النساء كثير ولم تشغل عقله هكذا غيرها ، لم يدق قلبه هكذا لغيرها ، معها تولدت مشاعر جديدة عهدها بجوارها ، رغم عجرفة كلاهما إلا أن لغة العيون تتحدث ولغة القلوب تغني ولغة الروح تعزف .
ابتسم ثغره وعاهد نفسه أن يجعلها تقع اسيرة لحبه كما أوقعته هي بكبريائها وشموخها .
خرج من شروده عندما دق احدهم باب مكتبه ليأذن له بالدخول ، لتدخل تمارا وعلي ثغرها ابتسامة باهتة ليقابلها بمثلها وبجمود يردف : خير يا تمارا .
تمارا بهدوء : ده جدول أعمال عمار في أميريكا اللي انت عايزه ، ودي أوراق الدفعة الأولي لشركة عزام لازم تتمضي ، و الاستاذ ماجد برا وعايز يدخلك .
انهت حديثها وناولته الملفات فأومأ لها ووقع علي أوراق الدفعه الاولي لشركة عزام وأعطاها إياها ، ثم تحدث بأن تجعل مدير أعماله يدخل ، اومأت هي له في هدوء وسارت بخطواتها ناحية الباب ليوقفها متحدثاً بعد ان لاحظ حزنها وجديتها في هذه الايام وملابسها التي ابدلتها بأخري محتشمة قليلاً : تمارا انتِ كويسة .
نظرت له وابتسمت بحزن واردفت : انا كويسة يا ابن عمي .
ثم خرجت لينظر هو بتنهد هو يعرف انها طيبة بل وساذجة ايضاً ولكنها تعيش مع والدتها التي تلقي بسمومها في أذانها ،، بعد قليل دخل الاستاذ ماجد مبتسماً بحرج ، ليبتسم فهد ابتسامة جانبية ويردف بجدية : اتفضل يا استاذ ماجد خير .
ماجد بحرج : انا عارف اني حطيتك في موقف سخيف ، بس انا متشكر انك رجعتني الشغل تاني .
فهد بهدوء : انت عارف اني مبقطعش عيش حد ، دي كانت قرصة ودن بس وكمان انا كنت متعصب ساعتها ، تقدر تروح علي شغلك .
ماجد مبتسماً : شكراً يا فهد بيه .
……………………………..
في المول انتهت كلتاهما من تسوقهم فذهبو لأحد المطاعم الملحقة بالمول للغداء ، حضر النادل وأملي طلباتهم و انصرف .
أروي بضجر : انا جعاانة اوي اوووف بقي .
اسيل بضحك : نفسي اعرف بتودي اكلك فين ، دا انتي اربعة وعشرين ساعه بتاكلي .
أروي بفخر : انا استثنائية يا ماما .
ليجدو من يجلس معهم بعد ان جاء بكرسي ووضعه بوضع مقلوب وجلس ليستند علي ظهر الكرسي بيديه ويردف بحاجب مرفوع وغضب : استثنائية جداً ، لدرجة انك بتلعبي في حاجة غيرك .
تنحنحت اسيل في حرج فهي رأته وهو يقبل عليهم من بعيد بعد أن رءاهم ، بينما فزعت أروي من دخلته فجأةً لتردف بعصبية : انت ايه يا بني ادم انت طالعلي في البخت ، كل اما اروح في مكان الاقيك فيه .
معاذ وهو يخبط يديه ببعض مؤكداً كلامها يتعجب : شوفي ازاي لدرجة اني لما افتح شنطتي الاقي التاتش بتاعك جواها .
ابتسمت اسيل في سرها وكتمت ضحكاتها بينما لم تستطيع أروي فضحكت قائله : أهو بعملك نيولوك جديد ، اكيد هيليقو عليك جداً ، عشان بعد كدي تبقي تعرف انت بتقول ايه ولمين ، واتفضل منـ….
قاطعها قائلاً بعصبية : ايه لوكلوك لوكلوك مبتفصليش ، انتي جايبة اللسان ده منين .
تدخلت اسيل قائلة : معاذ بيه احنا جايين نتغدا ومينفعش تتطفل علينا بالشكل ده .
اكملت أروي : واتفضل منعطلكش .
معاذ لاسيل : انا هقوم عشان خاطرك بس .. ثم وقف ومال علي اذن أروي واردف بهدوء غريب : انا مش مسامح ومش بسيب حقي . ، تفتحت هي عيناها بينما غمز هو له وسار مبتعداً وعلي وجهه ملامح السعادة والمرح .
اسيل بتهكم : ايه السئالة دي انا مشوفتش كدي .
نظرت لها أروي بشرود ثم اردفت : بيقولي مش هيسيب حقو ، هيعمل ايه يعني .
اسيل مقطبة حاجبيها : وانتي بتفكري كتير ليه سيبك منو ، ده انسان بيتسلي .
قاطعهم النادل بوضع الطعام أمامهم ، تناولو غداءهم ثم رحلو من ذلك المول ، ما ان خرجت اسيل بسيارتها من مرفق السيارات حتي لمحت تلك السيارة السوداء المعتمة التي تقف علي بعد منها والتي لاحظتها كثيراً في الأونة الأخيرة ، هي تعرف جيداً مصدرها لذلك قررت اللعب قليلاً .
ادارت محرك سيارتها و سارت بالسيارة بينما أروي تتبعها ،، تعجبت أروي حين وقفت اسيل امام مديرية الأمن ، لتقف هي الأخري وتنزل لتحدثها .
أروي بتعجب : انتِ ايه اللي وقفك هنا .
اسيل بمكر : ………….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
القراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عزف الروح)