رواية أهداني حياة الفصل الرابع 4 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة الفصل الرابع 4 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت الرابع
رواية أهداني حياة الجزء الرابع
رواية أهداني حياة الحلقة الرابعة
– عمر وهو يفرك يديه بتوتر لما هو وشيك باخبار صديقه به : بقولك ايه يا حمزة مش أنتا قبل ما نيجي هنا كنت عرضت عليا اتجوزها أنا واحميها وأنا اللي رفضت أنا غيرت رأيي طلقها وأنا هتجوزها وهحميها منه وكفاية عليك أنتا المشاكل اللي عندك ربنا يعينك عليها
– حمزة بهدوء يحسد عليه : عمر أنا فاهمك كويس وحاسس بيك بس مش هينفع أنتا بالذات مينفعش تتجوزها
– عمر باستغراب : أشمعنا أنا بالذات ؟؟
– حمزة بعقلانية : عشان بتحبها
– هز عمر رأسه بعدم فهم وقد ضيق عينيه بتركيز قائلا : مش فاهم ، حمزة أنتا بقيت غامض أوي
– حمزة بابتسامة موضحا : ولا غامض ولا حاجة بص يا صاحبي ندى عايزة تفضل عايشة على ذكرى جوزها وده اللي قالتهولي وأنتا عشان بتحبها مش هتخليها تعمل ده هتضغط عليها بتصرفاتك وأفعالك وهي هتحس أنه بحمايتك ليها مطالبة ب رد جميلك وده يكون أزاي يكون بأنها توافق تكونلك زوجة بحق وحقيقي مش مجرد حماية زيي أنا مش عايز حاجة منها غير إني أحميها من الكلب ده واسيبها تكمل حياتها زي ما هي عايزة بقا تكون حرة في اختيارها ساعتها ،غير كده هي لجأتلي أنا وطلبت مني ده أكيد مش هينفع أروح أقولها معلش هطلقك وصاحبي هيتجوزك كده هكون بجرح كرامتها وهتفتكر فعلا إني صدقت كلام الزفت ده وهترفض جوازها منك خصوصا انها عارفاك فهمت بقا
– عمر : فهمت بس مهية دلوقتي فاكرة أنك مصدق كلامه وأكيد موجوعة
– حمزة : أنا هطلع أفهمها كل حاجة
– عمر بتساؤل : هتقولها إني بحبها ؟؟
– حمزة بغيظ : متنساش أن اللي بتتكلم عنها ديه تبقا مرااااتي
– عمر : آسف مقصدتش بس أنا عارف أنها متفرقش معاك
– حمزة بصرامة : ومن النهاردة يا عمر مش لازم تفرق معاك أنتا كمان من النهاردة ندى هتكون مرات أخوك وبس وإلا هضطر أني اقتصر معاك الفترة ديه خااالص لأن حتى لو جوازي من ندى مجرد جواز صوري لحمايتها لكنها هي فعليا مراتي وشايلة اسمي
– عمر : حاااضر وعد يا صاحبي هتعامل معاها طول ما هي مراتك على أنها مرات أخويا بس موعدكش بعد ما تسيبها تفضل كده بالنسبالي
– حمزة : بعد ما اسيبها هي حرة ف حياتها بقا تحبك تتجوزك تفضل عايشة على ذكرياتها براحتها
– عمر : بس مفهمتنيش بردو هتقولها أيه؟
– حمزة : هقولها اللي قولتهولك بس طبعا مش هجيب سيرتك ..صحيح مقولتليش أنتا تعرف اللي أسمه كريم ده منين ؟
– عمر : أنا معرفهوش معرفة يعني كل الحكاية كان موقف سخيف زيه كنت ف رحلة ومعايا بنات خالتي وده غلس على بنت خالتي وعاكسها وأنا اتحمقتلها وضربته خدني القسم بقا واترسم فيها وبتاع وقالي هبيتك ف التخشيبة ومعرفش أيه وهلبسك قضية المهم أنتا عارف إن خالي عقيد في الجيش مكالمة واحدة بعدها ب مفيش لقيته بعتلي واحد ظابط تاني صاحبه بس كان محترم جدا ده اللي هو اكتشفت دلوقتي أنه جوز ندى و…
– قاطعه حمزة بحزم قائلا : أسمها أستاذة أو مدام ندى يا عمر من هنا ورايح متنطقش اسمها بدون ألقاب هو أنتا لما كنتوا بتشتغلوا مع بعض كنت بتقولها ندى كده أصلي لاحظت أنها قالتلك أستاذ عمر
– عمر بخجل : لأ بصراحة مكنتش بقولها إلا أستاذة ندى هي كانت بتحب تحط حدود ف التعامل زي ما قولتلك بس لما شوفتها مفكرتش
– حمزة : طيب بعد كده بقا فكر تمام ؟
– عمر :مااشي المهم الظابط زميله ده أتدخل وحل الموضوع وخرجت وهو استحلفلي وهددني وأنا طبعا مسكتش لكن زميله وقف بينا بصرااحة كان راجل محترم أوووي وذوق بشكل ميتوصفش تحسه راجل ابن ناس أوي ليها حق بصراحة تزعل عليه ربنا يرحمه
– حمزة : آميين ياارب طيب أنا هطلعلها بقا وأنتا روح
– عمر : ليه ؟؟ متخليني معاكم يمكن تحتاجني ف حاجة
– حمزة : يا ابني أنا مروح بيتنا هتيجي معايا تعمل أيه ؟
– عمر بتذكر : صحيح وهتقول لأمك أيه أنا اتجوزت فجأة وجايب مراتي تعيش معاكي
– حمزة بغيظ : أيه أمك ديه متحسن ألفاظك يا بني أدم أنتا
– عمر : آسف ست الناظرة المهم هتقولها أيه
– حمزة : أيه ست الناظرة ديه يعني لازم تفكرني المهم هتصرف هبقا ألف أي حاجة واتفق مع ندى عليها وربنا يستر بقا وتصدق
– عمر : طيب أنا همشي بس ممكن قبل ما أمشي أوصيك على ند..وحينما قابل نظرة صديقه الحارقة تراجع على الفور وقال باعتذار آسف قصدي أستاذة ندى صدقني هي رقيقة جداا ومحترمة أوووي ومشاعرها راقية جدا هتحتاج معاملة خاصة منك وياريتك تعتذرلها على طريقتك في الكلام معاها
– حمزة وقد تنهد تهيدة طويلة : اللهم طولك يا روح ماااشي يا عم النحنوح اتفضل بقا غور من هنا خليني أطلعلها
– عمر بتساؤل : طب وشغلها هتروحه أزاي مهو ممكن يراقبها
– حمزة بتفكير : غالبا هخليها تسيب المدرسة اللي شغالة فيها وتتنقل مع ابلة الناظرة طنطك كريمة تشوفلها مكان عندها وأهو تروح وترجع معاها
– عمر : صح كده أفضل يلا أنا هتوكل على الله ولو احتجت مني أي حاجة ابقى كلمني
– حمزة : ماشي يا صاحبي تسلم
– عمر : سلام يا باشا
– حمزة : سلااام
انصرف عمر تاركا صديقه صاعدا لأعلى لملاقاة تلك المدعوة زوجته وقد ثقل كاهله بهمها وهم تطيب خاطرها بعد هذا الموقف الذي لا تحسد عليه توجه ل باب شقتها رن الجرس فتحت له بعدما تأكدت أنه هو نظر لها وقد أخرسه منظرها بدموعها التي امتلئت في مقلتيها ووجنتيها الحمراء اثر البكاء وأصابع يدها الرقيقة التي تمر الآن أسفل عيناها لتمحي دمعة هاربة قد فرت رغما عنها أنها كتلة براءة تسير على الأرض كيف له أن يشرح أو يعتذر تنحنح ثم دلف للداخل وجلس على أقرب مقعد ثم بدأ يجلو صوته ليتحدث وأخيرا نطق قائلا :
– أحمم جهزتي شنطتك ؟؟
– ندى برجاء : لو سمحت طلقني يا حضرت الرائد
– حمزة بتعقل: آنسة ندى اللي بتقوليه ده مش هينفع أنا أتجوزتك لسبب مش هينفع أسيبك إلا لما يتحقق وهو حمايتك من الكلب اللي كان هنا
– ندى بدهشة : تحميني منه أزاي وأنتا مصدقه ؟ صدقت إني بنت ش..
– قاطعها حمزة قبل أن تتم كلمتها :ششش لو سمحتي متقوليش كده هو تفتكري لو أنتي كنتي بنت مش كويسة أنا مكنتش هعرف متهيألي أنك كنتي متجوزة ظابط وعارفة كويس أننا بناخد بالنا جدا من التفاصيل وأكيد مش هنتخدع في الحكم على واحدة ست بلااااش تفتكري إني هتجوز واحدة عندي نسبة شك واحد في المية أنها ممكن تكون كده حتى لو كان الجواز صوري بس بردو في الأول والآخر هتشيلي أسمي أنا حتى معملتش تحريات عنك لأني مشكتش فيكي لحظة واحدة
– ندى وهي تقاوم دموعها بضراوة : أمال ليه كنت بتسمعه كده وكنت مقتنع بكلامه وقولت اللي قولتله في الآخر وكمان كنت هتضربني
– حمزة وقد ابتسم بتفهم : أضربك ؟؟ هههههه ده أنا معملتهاش مع بريهان هعملها معاكي أنتي
– ندى بتساؤل : بريهان مين ؟؟
– حمزة بضحكة : لأاااا بريهااان ديه قصة طويلة هبقى أشرحهالك بعدين بس ملخصها أن الست بيري ديه طليقتي وأكتر شخص مستفز على وجه الأرض ف اللي هيقدر يتحكم ف نفسه قدامها وميضربهاش أو يفتح دماغها أو من الآخر يجيب أجلها يبقا هيستحمل أي حد تاني
– ندى بعد فهم: طب ليه اللي حصل قدامه ده وكلامك ليا وحتى بعد ما مشي ممكن تفهمني لو سمحت
– حمزة : مفيش وقت للشرح احنا لازم نمشي من هنا في أسرع وقت كمان أنا ورايا حاجات كتيير متعطلة ولازم أوصلك وأرجع شغلي بس بالمختصر كده أنا سايرت اللي أسمه كريم ده وعملت نفسي مصدقه عشان يبعد عنك أولا لحد ما نمشي من هنا ثانيا أكسب وقت افكر فيه ف حل لمشكلتك اللي واضح أنه مش مجرد جوازي منك هيحلها زي ما أنتي شوفتي كده والواضح أنه مصر جدااا أنه ميسبكيش في حالك أما بقا الحوار اللي حصل بعد ما نزل بردو مكنش حقيقي أنا عملت كده ل شيء ف نفس يعقوب بعدين هفهمك كل حاجة ودلوقتي بقا ممكن نمشي ؟
– ندى : هنروح فين طيب ؟؟
– حمزة : عندي في البيت
– ندى بدهشة : نعم !! عندك في البيت؟ لأ طبعاا مش هينفع
– حمزة بابتسامة : أولا عشان تطمني وترتاحي أنتي مش هتكوني لوحدك معايا أمي وأختي هناك أو بمعنى أصح أنا اللي قاعد معاهم لأن شقتي الأخت بيري طمعت فيها ف سبتهالها كله يهون عشان آدم بس بقا وأنا عايش مع أمي في بيتنا وأنتي هتعيشي معانا ثانيا وده الأهم مش عايزك تنسي أنك مراتي يعني وجودنا مع بعض مش حرام ولا غلط ولا عيب وكمان مش عايزك تقلقي أو تخافي مني أبدا زي مقولتلك أنا مبفكرش ف الستات ونفسي مسدودة عنهم الحمد لله وحتى لو ليا نفس أكيد مش هعمل حاجة غصب عنك ف اطمني خااالص من النقطة ديه تمام أنا أتجوزتك عشان احميكي وهعمل كل حاجة عشان أوصل بيكي ل بر الأمان وساعتها بقا هديكي حريتك وتكملي حياتك بالطريقة اللي تريحك حاجة أخيرة أنا على فكرة معجب جدااا بوفاءك لجوزك الله يرحمه لأن للأسف الوفاء في الزمن ده بقا عملة نادرة وده طبعا ميحرمكيش من حقك في بداية جديدة مع راجل يحبك ويصونك ويخاف عليكي وتعيشي معاه اللي ملحقتيش تعيشيه متظلميش نفسك أنتي لسه صغيرة والدنيا قدامك عيشي حزنك دلوقتي بس متعشيش بقيت حياتك ف حزن لأن أكيد الفرح مستنيكي وعوض ربنا عن كل لحظة صعبة عيشتيها هيكون جمييل صمت لبرهة ثم نظر إليها قائلا بمرح :رغييت كتيير أنا صح ؟؟
– ندى بابتسامة : لأ خااالص
– حمزة بمزاح : كداابة ده أنا بتكلم بقالي ربع ساعة هههههه بس طالما ابتسمتي ديه بداية كويسة ها يلا بينا قبل ما أفتح في المحاضرة التانية ومش هعرف أوقفني
– ندى بتردد : مااشي بس ..أحمم يعني
– حمزة : بس أيه أرجوكي اتكلمي علطول متتردديش
– ندى : يعني مامتك هتقول أيه وكده هتقل عليكوا
– حمزة بتفكير : بصي أمي بتقلق بزيادة شوية ف مش هينفع نقولها الموضوع حقيقته أزاي وكمان مش هتفهم حوار جواز صوري والكلام ده ف أنا هقولها أننا متجوزين عادي كتبنا الكتاب عشان أي سبب هنفكر فيه وأحنا في الطريق وهنعمل الدخلة بعدين
– ندى : طب وكده هي مش هتزعل منك؟قصدي يعني عشان أتجوزت من غير ما تعرف ومرة واحدة جايبلها مراتك معاك
– حمزة وقد لوى شفتيه ساخرا : أبله الناظرة! أممم أكيد هتزعل طبعا بس هتفرح لأنها كانت عمالة بتزن عليا عشان أتجوز من ساعت ما طلقت بريهان وبعدين أمي طيبة أوي مش بتعرف تزعل مني أنا أو حلا
– ندى بتساؤل : حلا ديه أختك ؟؟
– أشرق وجه حمزة بابتسامة رائعة حينما تذكر شقيقته الغالية : أه ديه أختي الصغيرة وبنتي وصاحبتي وكل حاجة حلوة في الدنيا بصي هي أحلى ما في الدنيا أصلا ودومي طبعا
– ندى بابتسامة ودودة : ربنا يباركلك فيهم ويحفظهوملك
– حمزة : شكرا.. ها يلا بقا
– ندى : ماشي يلا اتفضل حضرتك وأنا هاجي وراك
– حمزة وقد اعتدل واقفا : قداامي يا مدام وأنا هاخد الشنطة وأقفل الشقة وأنزل بعدك
– ندى : لأ شكراا بجد أنا هشيل شنطتي مش تقيلة
– حمزة : ممكن بلاش مناهدة أكيد مش هتشيلي الشنطة وأنا واقف وماشي جنبك فاضي مش تصرفات رجالة أبداا وعايزك تعرفي عني حاجة لما بقرر حاجة مش برجع فيها أبداا طبعي كده ف أحفظي بقا
– ندى : حاضر أنا بس مكنتش عايزة أتعبك معايا
وهمت بالانصراف بعدما أولته ظهرها لكنها توقفت فجأة والتفتت له وهي تفرك يديها بتوتر مما دفعه ليسألها
– حمزة : هااا أيه تاني ؟؟ قولي ؟؟
– ندى بإمتنان : مفيش بس كنت عايزة أقولك شكرااا على اللي عملته معايا واللي بتعمله وآسفة إني بشيلك همي ومشاكلي اللي ملكش أي ذنب فيها بس ربنا هو اللي بعتك ليا عشان تقف معايا
– حمزة بجدية: أنا معملتش حاجة تستاهل الشكر أما على الأسف ف المفروض أنا اللي أعتذر عن الطريقة السخيفة اللي كلمتك بيها لما اتصلتي بيا بس كنت متنرفز جدا منها لله ست بيري ربنا يسامحها بقا مسيرك هتشوفيها وتتعرفي بيها وهتفهمي لوحدك أنا اقصد أيه
– ندى: مش هلحق اتعرف بيها كلها شهرين بالكتير وترجع لحياتك اللي خدتك منها
– حمزة وهو يضحك مليء فيه : هههههه بجد!! أنتي متخيلة أن بريهان راااشد ممكن تقعد شهرين بحالهم من غير متشوف غريمتها اللي خطفت اللي لسه معتبراه جوزها ملكها زي ما بتقول يا بنتي بالكتير يومين وهتلاقيها جاية تتعرف بيكي متقلقيش
– ندى بدهشة : وهي هتعرف منين أنك اتجوزت مش لازم توصلها الخبر ده طالما هيزودلك مشاكلك معاها أنا مش عايزة أكون سبب ف أي مشكلة أو انها تضايقك ف أنك تشوف ابنك
– حمزة باستسلام: لأ ما هي خلاص عرفت وكده كده المشاكل بينا مش بتنتهي عاادي يعني مش أنتي السبب ولاحاجة بيكي أو من غيرك المشاكل موجودة
– ندى متسائلة: أنتا اللي قولتلها أنك اتجوزت ؟؟ ويا ترى بقا قولتلها عشان تضايقها وتخليها تغير عليك ؟؟
– حمزة ساخراا : أناااا ؟؟ ليه هو أنا مجنون عشان أقولها وأوجع دماغي بزنها ، وأخليها تغير ليه هو أنا بحبها مثلا أنا كل اللي بترجاه ف حياتي أنها تنساني لو تفقد الذاكرة مثلا يبقى ريحت وارتاحت
– ندى وقد عقدت حاجبيها في دهشة : أمال مين اللي قالها لو مش أنتا ؟
– حمزة : هي عرفت لوحدها أصلها تقريبا كده بتراقبني هههههه أو موصية عليا حد من السجل المدني ف أول ما عرفت إني اتجوزت كلمتني بقا وقعدت تستجوبني وتعلي صوتها وتتكلم لما كان هاين عليا اروح أرزعها قلمين وآجي
– ندى بحيرة : هي بتحبك للدرجادي ؟؟
– حمزة وقد لوى شفتيه ساخرا : بيري تحب ! معتقدتش هي مبتحبش إلا نفسها حتى آدم واخداه مني عند معايا بس مش عشان تهتم بيه هي متعرفش تهتم غير ب بيرهان راشد وبس ومبتشوفش غيرها المهم يلا بينا بقا لأن تقريبا مفيهاش شغل النهارده لسة قدامنا الأيام كتيرهبقى احكيلك كل حاجة فيها
– ندى : آسفة إني عطلتك
– حمزة: لأ كده كتييير لأ بجد كتييير
– ندى باستغراب : هو أيه ده اللي كتير ؟؟
– حمزة بغيظ : آسفة اللي بتقوليها ديه كتيير أوي عصبتني جداا مبحبش أنا كمية الأسف ديه مفيش حاجة مستاهلة ما أنا اللي برغي أصلا مش أنتي يلا يلا وانسي موضوع آسفة ده وشكرا كمان
– ندى بآلية : حاااضر آسفة
– حمزة وقد ضرب مقدمة رأسه بيده : هههههه آسفة تاااني مفيش أمل الظاهر
– ندى بابتسامة مشرقة : أتفضل حضرتك
– حمزة بتذكر : صحيح نسيت أسألك تعرفي عمر صاحبي منين وقبل ما تفهمي غلط أنا بسأل لمجرد المعرفة وواثق أن مفيش بينكم أي حاجة وحشة
– ندى وقد سرها حديثه وهذا يعني أنه لا يشك بها فقالت بهدوء : مفيش أستاذ عمر كان مدرس لياقة بدنية عندنا في المدرسة القديمة مجرد زميل حتى مكناش بنتعامل كتير علاقة سطحية أوي بس استغربت لما شوفته معاك ديه كل الحكاية
صمت حمزة لحظات وهو يلمح الصدق يضج من عيناها يبدو أنها لا تحمل أية مشاعر ل صديقه أو حتى لديها علم بما يكنه هو من مشاعر لها فقال لها بهدوء :
– هو قالي أنكم زمايل وأنه بيحترمك جدا بس عايز علاقتك بيه تفضل رسمية متقوليش بقا أنه عشان صاحبي يبقا عادي وكده عشان…
– قاطعته ندى قائلة : من غير متقول يا حضرت الرائد من غير حاجة أنا مش بتعامل مع رجالة غير ف أضيق الحدود وبرسمية ف إن كان هو صاحبك ده شيء يخصك أنتا ميخصنيش أبداا ولا يعني إني أتعامل معاه بأريحية متقلقش أنا عارفة حدودي في التعامل كويس
حمزة محدثا نفسه شتان بين تلك الواقفة أمامه تحدثه عن الحدود في العلاقات وبين زوجته السابقة التي كانت لا تعي أصلا معني الحدود وتتعامل بأريحية شديدة مع أيا من كان ولا تفرق بين رجل وأمرأة كلهم سواء ولا تلق بالا أبدا لتحذيراته لها ولفت نظرها أكثر من مرة لكن كل هذا دون جدوى في تلك اللحظة لاحظ أن صمته طال وشروده قد أقلق تلك الواقفة أمامه فقال بتذكر :
– أه حاجة أخيرة مينفعش طبعا نتكلم كده قدام امي
– ندى: كده أزااي يعني ؟
– حمزة موضحا : يعني أنا هقولك ندى عادي وأنتي هتقوليلي حمزة عادي مش معقول اتنين متجوزين وهو بيقولها آنسة ندى وهي بتقوله حضرتك أو حضرت الرائد والكلام ده عايزين الأمور تبان طبيعية تمام ؟؟
– ندى وقد أماءت رأسها بالموافقة : تمام
توجهت ندى خارج شقتها وهم حمزة بحمل حقيبتها المزعوم أنها ليست بثقيلة وحينما حملها نظر ل ندى وقال ساخرا :
– لأ فعلااا عندك حق الشنطة خفيفة جدااا كأن مفيهاش حاجة أصلا
– ندى : ما هو أنا مكنتش هشيلها كنت هجرها بالعجل
– حمزة : هتجريها بالعجل على السلم عشان تتكسر قبل حتى ما توصلي لأخره حاطة فيها أيه ديه طوووب
– ندى ساخرة : مش قادر تشيلها ولا أيه يا حضرت الرائد قالت كلمتها الأخيرة بمغزي
– حمزة وقد رفع حاجبه مستهجنا : بتتريقي! أحنا بنشيل حديد حضرتك مش شنط يلا يلا والله حتى ما تعرفي ترفعيها من مكانها
– ندى : متحلفش عشان ممكن أشيلها عاادي
– حمزة بتحدي : أوك شيليها لو تقدري
– ندى وقد قبلت التحدي : ماااشي أشيلها عادي وماله
اقتربت ندى من حقيبتها الموضوعة أرضا وحاولت حملها تحت أنظار حمزة المتحدية الواثقة وقد عقد ذراعيه أمام صدره منتظرا نتيجة فشلها المحقق لأنه يعلم أن تلك الندى الرقيقة لن تقوى ألبتة على تحريك تلك الكتلة الحجرية المسماة بالخطأ حقيبة من مكانها أنش واحد وبالفعل بعد كل المحاولات البائسة منها لحملها لم تفلح أيا منها وباءت جميعها بالفشل الذريع فقالت مبررة :
– أنا بس اللي حصل النهاردة موترني ومخليني مش قادرة أشيلها لكن غير كده كنت هشيلها عادي
– حمزة بتريقة : بجد والله أيه لياقتك مش تمام دلوقتي بعدين هتقدري تشيلي التهمة ديه
– ندى معترفة: بصراحة معرفش هي تقيلة كده ليه أنا مكنتش مركزة بحط فيها أيه آسفة إني….
– قاطعها حمزة : ياااادي أم آسفة أرحميني يلا يا ندى يلا
ارتبكت ندى قليلا حينما نطق باسمها مجردا لكنها حاولت التظاهر بالثبات وهبطت الدرج سريعا أما حمزة ف أوصد باب شقتها جيدا ثم حمل حقيبتها وهبط الدرج ببطء بسبب حمله الذي أثقل كاهله وحينما وصل إلى سيارته ألقى بتلك الحقيبة في الخلف وما إن فعل ذلك حتى صاحت به ندى قائلة :
– حاااسب عل الشنطة
– حمزة بمرح : ايه حاطة فيها عيااال ؟!! اعترفي اعترفي
– ضحكت ندى رغما عنهاعلى مزحته لكنها حاولت كتم ضحكتها بيدها سريعا والاحتفاظ بجدية ملامحها قائلة :أحمم ممكن يلا بينا نتحرك حضرتك
– حمزة بمرح : وماله حضرتي يتحرك ميتحركش ليييه صغير يعني
جلست ندى بجواره ثم استقل مقعد القيادة وانطلق متجها حيث منزل والدته وفي أثناء طريقهم للبيت اتفقا على سبب مقنع إلى حد ما ليخبر به والدته عن سبب زواجهما دون أخبارها وما إن وصلا طلبت ندى منه أن تظل بسيارته حتى يتحدث مع والدته وتحت ضغط أصرارها وافق على ذلك بشرط أن تغلق السيارة عليها حتى يعود وبالفعل فعلت ذلك وانطلق هو صاعدا إلى أعلى كانت والدته قد عادت للتو من عملها بالمدرسة وما أن سمعت صوت المفتاح يدار بالباب حتى توجهت فورا لفتحه
وما أن طالعت وجه حمزة حتى انطلقت توبخه قائلة :
– أخس عليك يا حمزة بقالك أكتر من 3 أيام مختفي وغايب عن البيت حرام عليك يا أخي هتموتني من القلق عليك أوعى تكون طلعت مهمة من غير ما تقولي
– حمزة مبتسما ثم أقترب من والدته وأمسك بكفها بين يديه ثم قبله وربت على كتفيها قائلا : أهدي يا ست الكل أنا هنا أهوه وزي الفل ومطلعتش مهمة ولا حاجة والله وبعدين مش أنتي عارفة أني كنت ف شقتنا القديمة ومكلمك في التليفون قبلها أنتي وحلا وأنتي عارفة أن مفيش شبكة هناك على العموم أنا آسف يا كركر يا عسل أنتي
– كريمة بحب : أنتا بكاش والله يا حمزة بتضحك عليا بكلمتين يا واد وبعدين أنتا قولت هتروح الشقة وهترجع تاني يوم أيه قعدك كل ده ؟مخبي عليا أيه شكلك عامل عملة هو أنا مش عارفاك ؟؟
– حمزة وقد تنحنح قائلا بجدية : بصراحة يا أبلة الناظرة ومن غير متزعلي أنا عملت حاجة هتزعلك وتفرحك في نفس ذات الوقت
– كريمة بقلق : عملت أيه ؟؟ وحاجة ايه ديه اللي هتزعلني وتفرحني ؟؟
– حمزة وقد حك مؤخرة رأسه من الخلف قائلا : أنا اتجوزت
– كريمة بذهول وعدم تصديق : أنتا هتهزر أتجوزت وده من أيه يعني ياريت يا أخويا ده يبقا يوم المنى
– حمزة بمشاكسة : لأ هي مسمهاش منى هي اسمها ندى تنفع ولا أرجعها واستنى منى
– كريمة بعدم تصديق : أنتا بتتكلم بجد ولا بتهزر ؟؟
– حمزة بجدية : وهي الجواز فيه هزار يا أمي والله بجد
– كريمة : والله بجد أيه ؟
– حمزة : والله بجد أتجوزت ندى
– كريمة ومازال الذهول مسيطر عليها : ندى مين ؟؟ واتجوزتها كده منك لنفسك كأن ملكش أم ولا أخت
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)