رواية أهداني حياة الفصل الثامن 8 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة الفصل الثامن 8 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت الثامن
رواية أهداني حياة الجزء الثامن
رواية أهداني حياة الحلقة الثامنة
وبعد مرور حوالي نصف ساعة سمعت ندى صوت حمزة يناديها من المطبخ ف توجهت نحوه وإذا بها تقف مذهولة من هول ما رأت فالمطبخ الذي كان نظيفا مرتبا منذ دقائق قد صار أشبه بساحة القتال بعد معركة حامية خسر فيها الفريقان وخلفا في ميدان المعركة أشلاء الجنود متناثرة في كل مكان ف هناك على الطاولة الصغيرة الموضوعة في المنتصف بقايا طماطم وفلفل والكثير من قشور البيض وعلى رخامة المطبخ بقايا قشر البطاطس وزجاجة الخل والزيت والسكين ولوح التقطيع وحتى الأرضية لم تسلم من تلك المعركة فقد انتشرت عليها مزيج من القشور التي استخدمها حمزة جميعها ووسط كل هذا يقف هو كالقائد الذي خسر كل جنوده ولم يتبقى إلا هو وحيدا ف كانت ملابسه قد ابتلت وتلطخت باللون الأحمر من أثر الطماطم التي يبدو أنها صبت جم غضبها عليه حينما حاول تقطيعها بشكل غير لائق أو ضربها بالخلاط اليدوي الذي يبدو أنه حاول استخدامه لكن يبدو أنه أيضا لا يجيد ذلك ماذا فعلت يا هذا! حينئذ تذكرت حديث والدته عنه بالأمس حينما أخبرتها أنها لو عاقبته بدخول المطبخ ف هذا يعني أنها عاقبت نفسها أكثر ، بعد ما تفحصت اثار الجريمة كليااا وأخيرااا لم تتمالك نفسها من الضحك بشدة تركها تفرغ ما في جعبتها من ضحكات ساخرة عليه وحينما انتهت نظر لها بغيظ قائلا :
– ها خلصتي ضحك ؟؟ ممكن بقا تساعديني عشان أكمل الفطار ؟؟
– ندى بدهشة : تكمل الفطاااار ؟؟ فطار أيه اللي هتكمله ومين هياكله أصلااا ؟؟
– حمزة ببراءة : أنا وأنتي أنا قولت أفاجئك بما أن النوم طار فقومت أعمل لينا فطار إنما ايه
– ندى بسخرية تكمل جملته : إنما أيه عك أخر حاااجة أنتا متخيل إني ممكن آكل العك اللي أنتا عكيته ده أنتا أزااي بهدلت الدنيا كده ده أنتا لو قاصد مش هتبهدلها بالمنظر ده وبعدين فطار أيه اللي كنت عايز تعمله ؟؟
– حمزة بلهفة : كنت عايز أعمل شكشوكة وبطاطس محمرة
– ندى بدهشة : كل ده عشاان تعمل شكشوكة وبطاطس محمرة أمال لو كنت بتطبخ كنت عملت أيه
– حمزة بضيق : بقولك ايه أنا ندهتلك عشان بخاف أحط البطاطس ف الزيت بتلسع كل مرة وبخاف أولع الدنيا فقولت أخليكي تحطيها أنتي مش عشان تتريقي عليا
– ندى بتريقة : يعني هي كل مشكلتك في الحياة أنك مش بتعرف تحط البطاطس في الزيت أخرج يا حمزة أقعد بره لحد ما أصلح اللي أنتا عكيته ده وأحاول أنقذ ما يمكن انقاذه وبعدين هبقا أحمرلك البطاطس واعملك الشكشوكة
– حمزة بفخر: لأ أنا عملت الشكشوكة خلاص
– ندى بتساؤل : فين ديه ؟
حمزة مشيرا ل قدر صغير موضوع على النار ذهبت ندى حيث أشار ثم كشفت الغطاء الذي وضعه فوقه وما أن رأتها حتى ذهلت مما رأت وكانت على وشك أن تتقيأ فقالت بتساؤل :
– أيه القرف ده يا حمزة ديه لا يمكن تبقى شكشوكة أقولك ولا يمكن حتى تكون حاجة بتتاكل فين البصل ؟؟
– حمزة : لأ ما أنا محطتلهاش بصل بيحرق عنيا جدا ف قولت ملهوش لازمة
– ندى بغيظ : بيحرق عنيك ! طب فين التوم ؟؟
– حمزة بأمتعاض : لأ محطتش بردو عشان بيعمل ريحة وحشة ف ايدي وكمان مبعرفش أقشره
– ندى بنفاذ صبر: أممممم طب فين عصير الطماطم يا حمزة؟؟
– حمزة : أحممم مهو أنا معرفتش اضربها في البتاع ده ومعرفتش أستخدمه أصلا فقطعتها كده وخلاص
– ندى باشمئزاز وهي تشر للقدر الموضوع على النار قائلة : حمزة البتاعة ديه ما هي إلا بيض وعليه طماطم أنتا مقطعها كبيرة أوووي وشكلها غير عاطفي بالمرة أنتا ممكن تآكلها كده أصلا؟؟
– حمزة وهو يهرش في رأسه وقد لو شفتيه متسائلا :هي لما تستوي شكلها مش هيتعدل ؟؟
– ندى بيأس وقد هزت رأسها يمينا ويسارا : يتعدل هههههه ممكن يا حمزة ثم أردفت في الأحلاااااام وبعدين أنتا حاطط كام بيضة ؟؟
– حمزة : 10 بيضات أصلي جعااان أوووي
– ندى بصدمة : يا نهاااار ليييه كل ده كتيير أوي بص عشان أنا خلاااص مش عارفة ممكن أعمل ايه أطلع برررره روح كده غير هدومك وأغسل وشك أقولك خد شااور أفضل عشان ريحتك بقت كلها بيض معرفش أنتا عملت أيه بس عشان المطبخ يبقا ريحته زفرة بالشكل ده
– حمزة ببراءة : مفيش كل الحكاية أنا مبعرفش أكسر البيض كويس ف كنت عقبال ما أكسر بيضة وأوصل للطبق يقع شويه عليا وشويه في الأرض بس
– ندى بذهوول : بس ! هو فااضل أيه تاااني معملتهوش ممكن رجاااء شخصي أوعااااا تفكر مجرد التفكير حتى أنك تدخل المطبخ تاااني تمام
– حمزة بحنق: أنااا غلطااان فعلا يلا مع نفسك بقا هروح أخد شاور وأغير لأني قرفان من نفسي أووي
استغفرت ندى في سرها كثيرااا قبل أن تسب هذا الحمزة وبدأت في اصلاح ما أفسده
شرعت أولا في التنظيف لأنها لا تستطيع حتى الوقوف في هذا المكان بتلك الفوضى والرائحة ف أحضرت اناء به ماء وخل لتظيف الأرض والطاولة حتى تقضي على رائحة البيض الموجودة بالمكان
ثم توجهت حيث الشكشوكة أو عذرا ما يسميها هو شكشوكه ف حاولت أعادة تدويرها حتى لا تلقيها في سلة المهملات ف قطعت البصل ثم خلطت خليط الطماطم والبيض بواسطة الخلاط اليدوي وأضافتهم للبصل والفلفل مع أضافة بعض التوابل والفلفل الأسود للقضاء على رائحة البيض وأخيرا بدأت في تحمير البطاطس لكن ما أن وضعت حفنة صغيرة منها في الزيت المغلي حتى وجدت النيران تشتعل والزيت يثور بشدة حتى أصابتها منه قطرات غزيرة في أماكن متفرقة من يدها ف صرخت متألمة حاولت أغلاق الموقد لكن شدة اندفاع الزيت والنيران التي لا تتوقف لم تمكنها من ذلك
على الناحية الآخرى بينما حمزة كان قد انهى حمامه وقد ارتدى مأزر الحمام الخاص به وخرج نحو حجرته ل يرتدي ثيابه ف هو يعلم أن ندى بالمطبخ ولن تخرج منه الآن وفجأة استمع لصراخها ف جرى مسرعا ناحيتها وجدها تقف متألمة وهي تعافر لتغلق الموقد حتى يتوقف الزيت من إلقاء قطراته خارجاا ف جذبها خلفه بعيدا عنه ثم أغلق محبس الغاز الموجود بالقرب منه وأخيرا خمدت النيران وهدأت ثورة الزيت فالتفت إليها بلهفة متسائلا :
– أنتي كويسة حصلك حاجة ؟؟
– ندى وهي تنظر ل يدها وجزء من معصمها التي تطايرت عليه قطرات الزيت : أه كويسة الحمد لله حصل خير
جذب يدها التي كانت تعاني الاحمرار الشديد ومن المؤكد أنها تؤلمها اقترب منها ووضعها أسفل المياه الجارية حاولت التملص منه لكنه أمسكها باحكام وقال لها بتفحص ل يدها :أوووف كده كويسة !ايدك كلها حمرا بصي متحركيهاش خليها تحت المية هروح أجيبلك مرهم الحروق بسرعة من الصيدلية الموجودة في الحمام أنا فاكر أنه عندنا ثواني
لحظات وعاد سريعا إليها أغلق المياه وأجلسها على الكرسي الموجود بالمطبخ وجلس على ركبتيه أمامها وبدأ في وضع الدهان على يدها وكلما لامس يدها تتأوه بشده حاولت أثناءه عما يفعله وأخبرته أنه بإمكانها وضعه لنفسها لكنه لم يتركها حتى أنهى وضع الدهان على يدها ومعصمها
– ندى بدهشة وهي مازالت تنظر ليدها: نفسي أعرف الزيت عمل كده ليه أوعى تكون حطيت فيه حاجة
– حمزة بلامبالاة : لأ محطتش فيه حاجة غير خل بس
– ندى بصدمة وقد رفعت عيناها لتقابله : خل ! حطيت في الزيت خل ليييه ؟؟
– حمزة ببراءة : شوفت بوست على الفيسبوك كان بيقول حط خل على الزيت عشان يخلي البطاطس مقرمشة وأيش عرفني أنه هيعمل كده
– ندى : والله حرام عليك أنتا كنت هتولع فينا وتقولي بوست على الفيسبوك حد يحط الخل على الزيت مباشر كده ممكن يكون قصدهم تحط خل على المية وتنقع فيها البطاطس أكيد مش في الزيت يا حمزة
– حمزة بأسف : آسف بجد على اللي حصلك بسببي بصي أنا هروح ألبس هدومي وأنتي كمان وننزل نروح المستشفى نشوف حاجة لايدك ديه عشان لو محتاجة حاجة يعملوا اللازم
– هنا صدمت ندى حينما انتبهت أنه لا يرتدي سوى مأزر الاستحمام الخاص به ف صرخت به قائلة : عااااا أنتا ..أنتا أزااي واقف قدامي كده أنتا بتهزر
– حمزة بتبرير : يعني أعمل أيه لما ألاقيكي بتصرخي أسيبك لحد ما ألبس هدومي وبعدين ما أنا لابس أهوه
– ندى بضيق : أه تسبني أصرخ وتلبس هدومك بدل ما تجيلي بمنظرك ده أفرض حد جه وشفنا كده يقولوا أيه ؟؟
– حمزة بخبث : هيقولوا أيه واحد ومرااته عااادي
– ندى بغييظ : أمشي لو سمحت روح ألبس
و قبل أن يجيبها حمزة سمع جرس الباب يدق بإلحاح
– ندى وقد شهقت بخجل : يالهوييي يا ترى مين ؟؟ وهيقولوا أيه لما يشوفوك بمنظرك ده
– حمزة بمرح : أهدي يا ندى ده أكيد المتخلفة حلا وبعدين هي عمرها ما هيجي ف بالها الأفكارديه هروح أفتحلها بسرعة تقعد جنبك لحد ما ألبس بسرعة ونروح المستشفى
لم ينتظر ردها وحاول أن يقف على قدميه ليفتح الباب لكن ركبته آلمته من جلسته تلك على الأرض ف كاد يسقط
ف سند على يدها المصابة ليستعيد توازنه وقد نسى أمر حرقها ف صرخت ندى متأوهه بصوت عال فاعتذر مجددا : آسف آسف نسيييت معلش أوووف شكلك عدتيني ب آسف ديه
وقبل أن تجيبه كان قد خرج ليفتح الباب سريعا لكن ما أن فتحه حتى طل عليه وجه صغيره آدم وهو يصرخ به :
– بابي حبيبي وحشتني خااالص جدااا
– حمله حمزة سريعا ليتلقفه بين أحضانه وهو يضمه بشدة :أنتا اللي وحشتني أوووي ياقلب بابي أيه المفاجأة الحلوة ديييه
ولم يكمل جملته حتى وجد بريهان قد وقفت أمامه تنظر له من أعلى لأاسفل بتفحص قبل أن تتحدث قائلة:
– شكلنا جينا ف وقت مش مناسب يا حموزي ولا ايه ؟؟
– هنا تذكر حمزة أنه فتح لهما وهو لا يرتدي سوى مأزره فقال مبررا : لأ مفيش حاجة يا بيري كل الحكاية إني كنت باخد شاور ولما الجرس رن افتكرتك حلا ففتحت بسرعة بس
في تلك اللحظة خرجت ندى من المطبخ وهي مازالت تظن أن الطارق حتما حلا فقالت قبل أن ترى تلك الواقفة أمام الباب :
– شوفتي يا لولو أخوكي عمل فيا أيه ح
وحينما لم تطالع وجه حلا ورأت تلك المرأة الفاتنة بملابسها الجريئة وزينتها المبالغ بها ومساحيق التجميل التي لم تترك انشا واحدا من وجهها حتى لطخته بها ف صمتت معتذرة وعادت تنظر ل حمزة الذي وقف يحمل طفله بين ذراعيه فقالت بأسف لتلك المرأة :
– أحممم أنا آسفة أفتكرتك حلا
ثم نظرت ل آدم والتي ما أن رأته حتى تيقنت أنه ولده فهو يكاد يكون قطعة صغيره من والده نفس العيون السوداء القاتمة والشعر الأسود الغزير والبشرة الحنطية والأنف المستقيم أنتهت سريعا من تفحصها به واقتربت منه مرحبة :
– أنتا بقا دومي سمعت عنك كتييير أهلااا بيك أنا ندى
صمت آدم ولم يجيب بعدما نظر لوالدته وعاد ببصره لتلك الواقفه أمامه تداعبه
– نظر له حمزة مشجعا : سلم على طنط ندى يا آدم ممكن تبقوا أصحاب زيك انتا وحلا كده
– قاطعه صوت بريهان الصارخ : ميين ديه اللي تصاحب ابن بريهان راشد شكلك أتجننت يا حمزة العروسة طيرت عقلك ولا أيه
نظر حمزة ل بريهان بغيظ من حديثها الساخر المهين له أمام ولده الذي أخذه نحو حجرته لحظات وعاد بدونه كانت طليقته تتحدث ل ندى قائلة بأستهزاء وهي تلقيها بنظرات ساخرة :
– أنتي بقااا العروسة اللي الباشا أتجوزها على بريهان راااشد قليلة أوووي على أنك تكوني حرم الرائد حمزة الشاذلي وأقل بكتيير أنك تشاركيني فيه عااادية أووي ومش استايل عجبه فيكي أيييه بس
وقبل أن تجيبها ندى هدر حمزة بها غاضبااا وقد سمع كلماتها المهينة فقال ردا عليها:
– قسمااا بالله يا بريهان كلمة تانية في حقها ل هوريكي وش عمرك ما شوفتيه ومش هعمل خااطر ل سيادة اللواء كنت الأول بأشتري خاطره على حسابي أنااا لكن ده لا يمكن يحصل على حساااب مرااااتي فاااهمة يا بريهان مراااتي ومراتي الوحيدة هي مش بتشاركك فيا أنا بتاعها لوحدها هنا ضم كتفي ندى بذراعه بحماية قائلا وعلى فكرة غلطااانة أنتي يا بيري ندى أكبر بكتيييير أووي من أنها حتى تتقارن ب واحدة زيك والرائد حمزة الشااذلي كان محظوظ انها وافقت تكون مراته فاااهمة أما بقا موضوع عااادية ده ف متهيألي أنه ده غيرة نسواان لأني بصراحة مش شايفها عادية أبدااا بس يمكن لأنها مش بتستعرض زيك وحافظة جمالها ل جوزها عشان هي غااالية أووي ف أنتي مش شايفاها حلوة ويلا بقا اتكلي على الله عشان زي ما أنتي شايفة أحنا مش فاضينلك ثم غمز بجرأة وقد ضم ندى لصدره أكثر وهي تتملل بشدة بين ذراعيه ف ضغط ضغطة خفيفة على كتفيها حتى تكف عن حركتها تلك وتلاحظها تلك الحمقاء الواقفة أمامه وبعدما استكانت بين ذراعيه ثم أردف قائلا بغمزة عرسااان جداد بقا يا بيري
– هنا صرخت بيريهان كأنما لدغها عقرب : آدم آدم
– خرج آدم من حجرة والده حينما أستمع لنداء والدته بأسمه : نعم يا مامي
– بريهان بغيظ : يلا هنروح عشان بابي مش فاضيلك
– حمزة بغضب : سيبي الولد هيقضي معايا اليوم وهجيبهولك بالليل
بريهان وقد همت بالرفض إلا أن ندى علقت قائلة بدلال زائف وقد غمزت بعيناها سريعا ل حمزة :
– لأ يا موزي خليه يروح معاها أنتا ناسي أنك عازمني على الغدا النهارده
– حمزة وقد فهم لعبتها ف قرر مجارتها قائلا : أوووف صح نسيييت خلاااص يا بيري خدي آدم معاكي النهارده وأنا هبقا أعدي عليه أخده بكره ولا بعده
– بيريهان بغضب : لأ آدم هيفضل معاك النهارده أنا مش فضياله بنت عمي جاية من السفر وهروح استقبلها وهقضي معاها اليوم وبكره الصبح أبقا هاته هو مش ابنك ومسئول منك الغدا يتأجل يا عريس ولا اييه
ولم تنتظر رد حمزة فحدثته وهي في طريقها للنزول
– متأخرهوش بكره يااريت عشان عنده تمرين سباحة الساعة10ولا أقولك وديه أنتا بااي يا عرييس
انصرفت بيري وظل حمزة واقفا ومازالت الصدمة تكتنفه لكنه أخيراا بدأ في استيعاب ما حدث ف نظر ل آدم صارخا بمرح :
– مش مصدق يا دومي أخيرااا مامتك سابتك وهتبات معايا النهارده كمان وبكره هوديك التمرين
– آدم بطفولة : وأنا تمان ” كمان” يا بابي فرحان أوي عشان هبات معات ” معاك ” بس بشرط تنيمني ف حضنت ” حضنك ”
– حمزة بضحك : حضنت ! ومعاااات وتمان يعني قولت جملة كلها حرف الكاف بصراحة أنا أول مرة أشوف حد ألدغ ف الكاف يا آدم مش معقول مش قولنا نحاول ننطقها صح يا دومي
– آدم : مهو مفيش فايدة يا بابي حاولت تتييير” كتييير ” أووي وبردو بقولها تااف “كاف ” المهم فين حلا وتاتا تريمة “كريمة ” وحشتني أوووي
– حمزة مقلدا ولده: تاتا تريمة في الشغل ولسه مجتش وحلا في التلية ” الكلية ” عندها ستشن” سكشن ” ، ثم تحدث بجدية بعدما ضحك آدم فقال : دومي حبيبي ممكن تدخل اوضة بابا شوية صغيرين وبعدين هجيلك اتفقنا ؟؟
– آدم : أوتيه ” اوكيه ” بابي بس متتأخرش مستنيت “مستنيك ”
أنهى آدم جملته وتوجه فورا نحو حجرة والده ابتسم حمزة ل طفولة ولده الحبيب الذي اشتاقه حد الظمأ وأخيرااا سيرتوي ليس سويعات قليلة إنما سيقضي معه الليلة كاملة ويبيت ليلته بين ذراعيه يا الله أي هدية تلك أهدته أياها تلك الواقفة أمامه تبتسم برقة لمزاحه مع ولده ف نظرلها بامتنان قائلا :
– ندى بجد مش عارف أشكرك أزاااي أنتي مش متخيلة أنا فرحان قد أيه ديه أول مرة من وقت طلاقنا أنا وبيري آدم يبات معايا كان وحشني حضنه أووي وبسببك هشبع منه النهارده
– ندى بحرج : أنا معملتش حاجة لكل ده يا حمزة كل الحكاية إني فهمت دماغها ف لعبت بالطريقة اللي تناسبها وبعدين متفهمش دماغ الست إلا ست زيها وكفاية اللي أنتا عملته عشاني قدامها والكلام اللي قولته بالرغم أنك مش مطالب ب ده أبداا فأنا اللي المفروض أشكرك مش أنتا
– حمزة : لأ يا ندى أنا أصلا كنت لسه هعتذرلك على كلامها السخيف معاكي بس هي ديه بيري وعمرها ما هتتغير باصة للناس من فوق وكأنها من طينة تانية غيرهم بالرغم أن والدها سيادة اللواء راجل متواضع جداا ومحترم ولولاه كان زماني قتلتها مثلا متضحكيش أنا بتكلم بجد والله ديه محدش يستحملها أصلا وبعدين بقا أزااي بتقولي إني مش مطالب بالرد والدفاع عنك ندى مش عايزك تنسي أبدااا أنك مراتي حتى لو مجرد جواز صوري ف أنتي شايلة اسمي وأنا لا يمكن أسمح لأي حد أبدا أنه يهينك أو يقلل منك سواء بيري بقا أو غيرها
– ندى بامتنان : أنتا انسان جدع أوي يا حمزة وشهم وتستاهل كل خير بجد ثم تحولت نبرة صوتها للحدة قائلة بس ده ميمنعش أنك متلمسنيش تااني زي ما عملت قدامها كده ماااشي
– حمزة بدهشة : أنتي بتتحولي ولا أيه هههههه حاضر يا ستي مش هلمسك تاني
في تلك اللحظة أتت حلا لتجدهما مازالا واقفان على أعتاب باب الشقة ف شهقت ثم قالت ب دراماا مبالغ بها :
– يا لهوووي عملت أيه ف البنت يا حمزة نسيب البيت ساعتين نرجع نلاقيك كده بالبرنس يا حمزة بالبرنس في بيتنا الطاهر اللي هيفضل طول عمره طاااهر لأ ااااااااا قلبييي وربي غضبانين عليك ليوم الدين
– حمزة وقد ضربها على مؤخرة رأسها : وجع ف قلبك يا شيخة أتنيلي أدخلي يا موكوسة على العموم أحسن فاتك المسلسل التركي من شوية
– حلا بدهشة : مسلسل تركي أيه أنتا ناوي تستقيل من الشرطة وتمثل يا موووزة ويا ترى بقا نودى هتمثل معاك؟؟
– حمزة بسخرية : أنا شكلي هبدأ أمثل دلوقتي وهمثل أول مشهد حالا اخ بيضرب أخته ويعلقها في المروحة أيييه رأيك حلو المشهد ده
– حلا بتراجع: لأ وعلى أيه الطيب أحسن يا موووزة أمال مسلسل أيه اللي فاتني وكأنها تذكرت فجأة لأ متقولش مش معقووول بيري كانت هنا ؟؟
– حمزة وقد لوى شفتيه بسخرية : أه يا أختي كانت هنا وعملت الدور بتاعها زي كل مرة
– حلا بغضب مصطنع : أخس عليك يا أبيه يعني بيري تبقى هنا ومتقوليش لأ بجد زعلانة بقا
– ندى وهي تتسائل بهمس لحمزة : هي بتحب بيريهان ديه للدرجادي !
– حمزة مبتسما وقد ضم أصابع يده معا وحركها ببطء من أعلى لأسفل دلالة على الصبر ثم قال : اتقلي اتقلي واسمعي بقيت كلامها الأول
– حلا بتفكير : خساااارة والله يفوتني حلقة النهارده من المسلسل بس هي ديه بقت الحلقة الكام مش مسمحاك يا أبيه المفروض كنت تكلمني أول ما جت عشان ألحق المشهد من أوله خلاااص أحكيلي بريهان عملت أيه النهارده ولا اقولك استنى نودي حبيبتي هي اللي هتحكيلي ها قوليلي بقا عملت أيه ؟؟ وقالت أيه ؟؟ واتكلمت أزاي وكانت لابسة أيه بالتفاااصيل يا نودي لو سمحتي أنا بحب التفاصيل أووي
– ندى بدهشة : أحكي أيه أنا مبعرفش احكي وبعدين مسلسل تركي أيه وده ايه علاقته ب بيري ديه أنا مش فاهمة حاجة
– حلا : طب ندخل الأول نتكلم جوه بدل ما احنا واقفين على الباب كده وأبيه بمنظره ده بعدين يمسكونا بفعل فاضح ف الطريق العاام
– هنا أمسكها حمزة من تلابيب ملابسها كالمجرمين ثم قال لها بغيظ : فعل فاااضح ؟؟ وبعدين مين دول أصلا اللي يمسكونا هاااا ؟؟ ثم قال بمزاح متفاخرا ومقلدا بيريهان : أحممم أنتي ناسية انتي بتتكلمي مع مين أنا الرائد حمزة الشاذلي
– حلا بضحك مقلدة بيري هي الآخرى : وأنا بريهان راااشد يا سيادت الرائد بريهان بنت اللواء مصطفى راشد اللي متهيألي عارفه كويس يا حمزة بيه
– ندى بضحك على هذا الثنائي المميت مرحا: حرااام عليكم أنا عمري ما ضحكت بالشكل ده أنتو مش معقووول بجد فظااااع
– ضربتها حلا بخفة على يدها دون أن تعلم ألمها بالطبع قائلة : بنت عيييب
لم تكمل جملتها حتى صرخت ندى متأوهة من شدة الألم ، تعجبت حلا من تأوه ندى وألمها الواضح من انقباض ملامحها ف نظرت ل أخيها الذي قال موضحا وهو يطمئن عليها :
– الزيت حرق ايديها وأنا كنت لسه هلبس عشان أوديها المستشفى
– حلا بقلق وشهقة : يا نهاااار وريني كده يا نودي نظرت ل يدها التي أصبحت شديدة الاحمرار حتى بعد وضع الدهان الطبي المخصص للحروق لكنها لم تهدأ بعد ثم اقشعرت وتراجعت للخلف أنا آسفة يا قلبي أنا معرفش والله أكيد وجعتك خلاص يا حمزة البس بسرعة وخلينا ننزل نوديها المستشفى
– ندى بتراجع : لأ خلاص بقا ملهاش لازمة المرهم هيهديها هما هيعملوا أيه هناك يعني مهو هيحطوا مرهم بردو
– حمزة بإصرار : معلش نطمن بردو خبط على مقدمة رأسه بتذكر : أوووف آدم نسيييته أنتي اقعدي مع آدم يا حلا و
– قاطعته حلا بصرااخ : آدم ! هو هنااااا ؟
– حمزة : أه ف أوضتي دخلته عشان…
– قاطعته حلا وقد اندفعت تجاه حجرة أخيها وهي تنادي على آدم بفرحة ولهفة شديدة ابتسمت لها ندى بحب هنا خرج آدم من حجرة والده مجيبا ل نداء تلك المشاكسة المدعوة عمته وحينما رآهااا ركض فورا نحو أحضانها
– حلا بسعادة وهي تلف ب آدم التي حملته بين ذراعيها : دومي حبيبي وحشتنيييي أوووي أووي
– آدم بضحك : حاااسبي يا حلوتي نقع أنا وأنتي في الأرض
– حلا بعشق لهذا ال آدم حينما نطق باسم دلالها المفضل الذي لا يناديها به سوى أخيها حمزة وها هو ذا أدم يناديها به مقلدا أباه فقالت بفرحة: أنتا أحلى واااحد ف الدنيا أنتا قلبي أناااا متخافش عليا يا دومي وبعدين أنتا اكيد مش هتخليني أقع مش أنتا راجلي ولا أيه ؟؟
– آدم بطفولة : أيوه بس أنا هقع معاتي ” معاكي “أصلا
– حلا بضحك : ههههه يبقا بابا اللي واقف هناك ده يشيلنا أحنا الاتنين
– آدم بفخر : أيوه بابي قوي يقدر يشيلنا احنا الاتنين وأنا لما أتبر”أكبر ” هبقا قوي زيه صح يابابي
– حمزة وقد أخذ صغيره بين ذراعيه : صح يا قلب بابا وهتبقى أقوى مني كماان بس بلاش بابي ديه يا آدم أنتا كبرت ومفيش راجل بيقول بابي
– آدم بطفولة : بس مامي بتزعل لما بقولت “بقولك” بابا بتقولي إني نوتي ولازم أقول بابي عشان أتون ” أكون ” جود بوي
– “good boy”
– حمزة وهو يتنهد بنفاذ صبر من طليقته المتعجرفة : أنتا أحسن ولد في الدنيا يا آدم وعمرك ما هتكون نوتي أبدااا بص وأنتا معايا قولي بابا ولما تروح لماما ابقى قول اللي أنتا عايزه أتفقنا
– أدم : اتفقنا يا بابا
– حمزة : بص بقا يا دومي أنتا هتقعد مع “حلوتك” لوحدكوا شوية صغننين لحد ما آخد طنط ندى عند الدكتورعشان ايديها واجعها وهنرجع بسرعة ومش هنتأخر ماااشي
– ندى مقاطعة وقد وجهت بصرها ل آدم : ممكن تقولي ندى علطول من غير طنط مش أحنا اصحاب
أشار آدم برأسه يمينا ويسارا بمعني لا ، تعجب حمزة من رد فعل أدم تجاه ندى لأنه اجتماعي ويحب تكوين الصداقات خاصة مع الفتيات فلما يرفض حتى أن يتحدث لها ف خطر بباله فكرة وسأل آدم لعله يؤكد تخمينه أو ينفيه …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)