رواية ارناط الفصل الأول 1 بقلم حور طه
رواية ارناط الفصل الأول 1 بقلم حور طه
رواية ارناط البارت الأول
رواية ارناط الجزء الأول

رواية ارناط الحلقة الأولى
فتحت ليلى درج المكتب، بتدور على ورقة شهادة ميلادها. الجامعة طالبة صورة منها، وكانت متوقعة تلاقيها بسهولة وسط الورق المتراكم.
لكن اللي وقع تحت إيديها ما كانش مجرد ورقة ميلاد… كانت ورقة الجواز.
نفس الورقة اللي كتبها لهم الشيخ من شهور. وقتها كانت إيده بترتعش، وهي بتمضي بإيد مهتزة ما كانتش تعرف إنها بتمضي على خدعة.
لكن دلوقتي؟ في حاجة غلط…
نظرت في الورقة من جديد.
التوقيع مش نفس التوقيع اللي كانت شايفاه.
الختم؟
مش ختم دار الإفتاء… ولا حتى ختم مأذون.
ختم باهت، كأنه مطبوع من طابعة مكتب، شكله رخيص… كذبة مطبوعة على ورقة.
قلبت الورقة، مرتين، تلاتة. كل ما تبص عليها، قلبها يدق أقوى.
دخل أرناط من الباب، بيضحك، وشايل كيسين أكل.
صوته عادي، مرتاح، كأن مفيش حاجة:
— كنتي فين؟ كنت بدور عليكي.
رفعت ليلى عينيها له. ملامحها مش زي قبل كده. نظرة ضايعة، عنيها بتملى دموع، وصوتها مخنوق وهي بتسأله:
— دي الورقة بتاعة جوازنا… صح؟
اتسعت ابتسامته، بس مفيهاش دفء. كانت مصطنعة، جامدة:
— آه… فيها إيه؟
رفعت الورقة في وشه، كأنها بترميها في وش الحقيقة:
— الشيخ ده… كان شيخ بجد؟ الجواز ده كان شرعي فعلا؟
لحظة سكت، وبعدين رد بصوت هادي، بارد أكتر من المطر برا الشباك:
— إنتي لسه بتفكري في حاجات مالهاش لازمة؟ إحنا عايشين مع بعض بقالنا أربع شهور… يعني إيه شرعي أو مش شرعي؟ مش مهم.
كلامه نزل عليها كصفعة. حسّت الأرض بتميل. سكونها اتكسر بصوتها الواطي، المرتعش:
— كنت بتضحك عليا؟
قرب منها، عينيه تحاول تبان هادية، لكن فيها حاجة مش صافية:
— أنا حبيتك بجد… بس الجواز ده مجرد ورقة.
السكينة اللي في صوته كانت مؤلمة أكتر من أي صراخ. ليلى شهقت وهي تقول:
— كنت لعبة؟ ضحكت عليا وخليتني أصدق إننا متجوزين؟! أنا مش مراتك؟
صوته علي فجأة، لأول مرة تسمعه بيزعق كده:
— كفاية بقى! مش شايفة أنا عملتلك إيه؟ ضحيت بكل حاجة علشانك!
عنّيها اتمليت دموع وهي بتهمس بصوت مكسور:
— أنا اللي ضحيت بنفسي… لما صدقت إنك جوزي… عشرتك وأنا فاكرة إني مراتك…
سكت هو. الصمت اللي نزل بينهم كان تقيل، أبرد من الهوا، أهدى من كل حاجة.
بإيدها المرتجفة، خبطته دفعة صغيرة، يمكن من القهر، من الذل، من الغضب.
رجع خطوة، رجله اتعلقت بطرف السجادة، وقع…
دماغه خبطت في الترابيزة.
اللحظة اتحبست في عينيها.
هو واقع. ساكن. عيونه مقفولة.
نادت عليه، بصوت عالي، وهي بتقرب منه:
— أرناط؟… أرناط قوم… بلاش كده…
بس مفيش.
الــ ـدم بدأ يظهر تحت راسه.
شهقت، شهقة من جوه روحها.
— أنا قتـ ـلته؟
الساعة كانت تلاتة إلا ربع.
المطر لسه شغال، لكن الدنيا كلها سكتت، كأنها حبست أنفاسها معاها.
وقعت ليلى على الأرض، ضهرها لازق في الحيطة، عينيها مش شايفة، كل حاجة بتهتز قدامها.
إيديها مبلولة بـدمه.
قربت تمسحهم… في الملاية، في أي حاجة قدامها. بس الـدم ما بينضفش.
بيتشرب، بيغرق، بيصرخ في وشها.
جريت على الموبايل.
أقرب صوت خطر في بالها كان عاليه.
صوتها كان بيترعش وهي بتتصل:
— عاليه… تعاليلي… ضروري… أنا… أنا عملت مصيبة…
صوت عاليه جه مرتبك:
— مصيبة إيه يا ليلى؟ فهميني… إيه اللي حصل؟
نظرت ليلى للجثة اللي مرمية قدامها.
الكلمات خرجت منها بصوت مخنوق، مش قادرة تبلعها:
— لو كنتي مكاني… أكيد كنتي عملتي زيي…
عاليه حاولت تهديها:
— ليلى… حبيبتي، اهدي، فهميني، مصيبة إيه اللي حصلت؟
الصوت خرج منها متقطع، مهزوم:
— أنا قتلـ ـت أرناط… يا عاليه.
لحظة صمت…
ثم صوت خبطة على الباب.
الموبايل وقع من إيد ليلى.
الاتصال انقطع.
وبدأت الأرض تهتز تحتها من جديد
الباب خبط تاني بقوه..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ارناط)