رواية أسرار عائلتي الفصل الخامس 5 بقلم أروى مراد
رواية أسرار عائلتي الفصل الخامس 5 بقلم أروى مراد
رواية أسرار عائلتي البارت الخامس
رواية أسرار عائلتي الجزء الخامس
رواية أسرار عائلتي الحلقة الخامسة
حدق بها قليلا بصمت ثم قلب الموضوع فجأة قائلا:
– انتي مرتبطه او .. في حد بتحبيه؟
تضايقت من تهربه عن الإجابة لكن سؤاله فاجأها فتوترت قليلا وكادت تجيبه لكنه قاطعها بنظرة جادة:
– متكدبيش!
أخفضت رأسها وقالت بصراحة:
– ايوه ..
رفع حاجبه ونظرة حادة ظهرت في عينيه فسارعت بالحديث:
– انا مش مرتبطه والله بس معجبه بحد ..
سكتت قليلا تلاحظ نظراته التي إحتدت أكثر لكنها واصلت بتردد:
– وو .. هو طلب اننا نرتبط .. بس انا لسه موافقتش.
– وانتي ناويه توافقي؟
– معرفش .. انا لسه متردده ..
زفر بهدوء قائلا:
– أنا عارف انك متربيتيش على الدين بما ان ليليا ماتت وانتي لسه صغيره بس لازم تعرفي ان ارتباطك بأي حد كده من غير خطوبة ولا جواز محرم في ديننا.
لاحظ عدم إقتناعها فواصل:
– بس خلينا نتكلم بالعقل، اولا هو عايز يرتبط بيك ليه؟
أجابت بإستغراب من سؤاله:
– عشان .. بيحبني وعايز يتجوزني!
– وانتي عرفتي ازاي انه بيحبك؟
– هو قالي …
قاطعها بنظرة ذات مغزى:
– وانتي صدقتي كلامه؟ مش ممكن يكون بيكدب عشان ياخد منك الي هو عايزه؟
عقدت حاجبيها بضيق وقالت:
– ده تفكير قديم يا بابا مفيش حد …
قاطعها مرة أخرى:
– بس لسه موجود للأسف وفي كتير بيفكروا كده وانتي مش هتقدري تقرئي نواياهم طبعا، بس انا راجل وعارف تفكيرهم كويس وعشان كده بحذرك منهم.
أخفضت رأسها مردفة بحيرة:
– اعمل ايه يعني دلوقتي؟
– قوليله يجي يقرا معايا الفاتحه لو عايز يتجوزك بجد، ولو قالك انه عايز يكون نفسه قوليله اني موافق تتخطبوا لحد ما يبقى جاهز، وإجابته بعدها هتحدد نيته.
أومأت برأسها بطاعة:
– حاضر.
…
إستيقظت صباح الغد على صوت إحدى الخادمات يناديها، قامت بكسل بسبب نومها بالأمس في وقت متأخر، أخذت حماما سريعا وإرتدت ملابسها قبل أن تنتبه إلى حقيبة كبيرة لا تعلم متى ومن جلبها لكنها تحتوي على كل حاجياتها التي كانت في بيت خالها. إبتسمت براحة لتخلصها منه ثم نزلت إلى قاعة الطعام ظنا منها أنها ستجد الجميع مجتمعا هناك لكنها وجدت فقط أدهم وأمجد يجلسان سويا ويتناولان فطور الصباح .. لاحظ أمجد وجودها فقال بإبتسامة:
– صباح الخير يا قمر!
ردت له الإبتسامة قائلة وهي تجلس بجواره:
– صباح النور.
وضعت الخادمة أمامها الفطار لتبدأ في تناوله بهدوء قبل أن تسأل:
– هو بابا والباقي فين؟
أجابها أمجد:
– كل واحد راح لشغله.
رفعت حاجبيها وتساءلت بإستغراب:
– مش لسه بدري اوي كده؟
– في الي شغلهم بعيد عن البيت عشان كده بيطلعوا بدري.
أومأت بفهم ثم تساءلت ثانية:
– امال مين الي هيوصلني للجامعه؟
– هو المفروض اوصلك انا بما اني دكتور في نفس جامعتك بس انا النهارده اجازه عشان كده هيوصلك أدهم.
إلتفتت لتنظر إلى أدهم الذي رمقها بضيق ولم يعلق، حاولت تجاهل ذلك وواصلت تناول فطورها ثم عادت إلى غرفتها لتجهز نفسها ثم تنتظر موعد ذهابها إلى الجامعة.
…
– بنت الكلب هربت ازاي وراحت فين؟! انا هتجنن!!
كان يصرخ بتلك الكلمات وهو يكسر كل ما يجده أمامه وزوجته تقف بعيدا بضيق وتقول:
– ومالك متعصب كده ليه يا فادي؟ ما تروح في داهيه احنا مالنا؟
إقترب منها بغضب وصرخ:
– انتي عارفه يعني ايه هربت يا سوسن؟ يعني ممكن تكون راحت لأبوها وده الي مستحيل اسمح انه يحصل!
لوت سوسن شفتيها بإستنكار:
– ما كل واحد فيهم مفكر ان التاني ميت ومفيش حد بيعرف الحقيقه غيرنا احنا وليليا الي ماتت خلاص هيعرفوا بعض منين؟
– ما ده الي مجنني، هتكون راحت فين واخدت معاها حاجاتها لو مكنتش راحت لعند ابوها.
– ممكن تكون راحت عند وحده من صاحباتها؟
هدأ قليلا حين إقتنع قليلا بتلك الفكرة ثم جلس على أحد المقاعد ووضع يده على رأسه قائلا:
– انا لازم اتأكد انها موصلتش لابوها، هروح النهارده الجامعه وادور عليها هي اكيد هتروح لانها متعلقه بجامعتها اوي.
زفرت سوسن بضيق قبل أن تسمع صوت جرس الباب، إتجهت نحوه وفتحته لتجد أخت زوجها الكبرى تقف خلفه ببرود، لوت جانب شفتها بقرف فور رؤيتها لكنها إستطاعت رسم إبتسامة مزيفة وقالت بترحيب مصطنع وهي تتنحى جانبا لتسمح لها بالدخول:
– اهلا بيكي يا ست فريده، اتفضلي!
دخلت فريدة وهي تبتسم بتهكم لمعرفتها بزيف تلك الابتسامة، لاحظت الفوضى التي حلت بالشقة وجلوس أخيها الأصغر بملامح يبدو عليها الضيق والغضب، جلست أمامه وقالت بإبتسامة باردة:
– بتدور على بدور؟
رفع رأسه إليها بسرعة وقال:
– انتي عارفه هي فين؟
أومأت برأسها وأردفت بنفس الابتسامة:
– عند باباها.
وقف فادي فجأة وصرخ بغضب:
– نعممم؟؟! ازاي وهي عرفت منين انه لسه عايش؟؟!
وقفت هي الأخرى بتعجب مصطنع:
– هو انت كنت عارف انه لسه عايش؟
تراجع قليلا وقال بتلعثم:
– ل .. لا و .. وانا هعرف م .. منين يعني انه ع .. عايش؟ انا بس …
قاطعته بإبتسامة مزيفة:
– اه طبعا هتعرف منين؟ عموما انا قابلته صدفه وعرفت انه ممتش زي مانتو فاكرين وانا طبعا مصبرتش وخليت بدور تلم هدومها واخذتهاله فورا واسفه لاني مقلتلكش.
ضغط فادي على قبضة يده بقوة وهو يحاول أن لا ينفجر في أخته الكبرى بينما هي تواصل إغضابه بكلماتها العفوية قائلة:
– كنت بحسب انك بتكرها لانك بتضربها بس واضح من حالتك دلوقتي انك متعلق بيها اوي، انا اسفه لاني ظلمتك بس لما توحشك ممكن تزورها في بيت ابوها معتقدش انه هيمانع!
قالت ذلك ثم نظرت إلى ساعتها وقالت:
– ودلوقتي عن اذنك لاني رايحه مشوار مهم، انا بس جيت عشان اطمنك على بنت اختك!
إنتهت من حديثها ثم أسرعت بالخروج من الشقة تاركة به كتلة من الغضب تكاد تنفجر، خرجت من العمارة ثم نظرت إلى الأعلى حيث شقة أخيها بحزن وهي تسترجع ذكرياتها في ذلك اليوم …
{ كانت تحمل كيسا صغيرا بيدها وعلى وجهها إبتسامة عريضة وتمشي في الشارع بشرود دون أن تنتبه إلى تلك الدراجة النارية التي تسرع نحوها، شعرت فجأة بيدين تجذبانها إلى الرصيف بسرعة لتنقذها منها ثم صوتا رجوليا يقول:
– انتي كويسه؟
لم تجبه وظلت تنظر إلى نقطة ما في الشارع بصدمة.
نظر إلى ما تنظر إليه فوجد الكيس الذي كانت تحمله والذي كان يحتوي على بعض الشكولاتة ملقى على الطريق وبعض الأطفال يأخذونها بسرعة ويهربون. نظر إليها مجددا وأعاد سؤاله عليها:
– متقلقينيش عليكي، انتي كويسه؟
إنتبهت إليه أخيرا وتحولت ملامحها إلى الشراسة وصرخت بنبرة تبدو طفولية على الرغم من كبر سنها:
– انت شايف ايه؟ بعد ما اتسرقت الشوكولاته بسببك بتسألني انتي كويسه والا لا؟!
تضايق من نبرتها وقال:
– انتي كنتي هتموتي لولا اني سحبتك على فكره، المفروض تشكريني!
وضعت يديها على خصرها قائلة:
– طيب، هشكرك بس بشرط ..
صرخ بإستنكار:
– نعمم؟!! هو الشكر بقى بشروط وانا اخر من يعلم؟!
واصلت وكأنها لم تسمعه:
– تشتريلي شوكولاته بدل الي اخدوها الاولاد.
لوى شفتيه بسخرية وهم بالرحيل لكنها إستوقفته بنبرة حزينة راجية:
– لو سمحت!
إلتفت إليها بإستغراب من تغير نبرتها فواصلت:
– كنت عايزه اخدها لبنت اختي بدور النهارده ودفعت عليها نص الفلوس الي كانت عندي ..
– إسمها بدور؟!
قالها بشرود فأومأت هي ببعض الاستغراب:
– ايوه، في حاجه؟
إبتسم قائلا بهدوء:
– بنتي كان اسمها بدور.
– بجد؟ طب هي فين؟ وعندها كام سنه؟
أجاب بحزن:
– اتوفت لما كانت صغيرة.
أخفضت عينيها بأسف:
– ربنا يرحمها.
– مش هتجي عشان اشتريلك الشوكولاته؟
قالها بنبرة حاول أن يجعلها مرحة لقلب الموضوع فأومأت له ببسمة وذهبت خلفه إلى السوبر ماركت الذي كان قريبا من مكان وقوفهم.
قدم لها الكيس فإبتسمت له بإمتنان:
– شكرا اوي يا استاذ …
– أكرم.
تطلعت إليه بنظرة غريبة أثارت القلق في قلبه فتساءل:
– في حاجه؟
أجابت بهدوء:
– إسمك الكامل ايه؟
عقد حاجبيه بإستغراب من طلبها وسأل بشك:
– عايزاه في ايه؟
تجاهلت سؤاله وفاجأته هي بسؤالها:
– مراتك كان إسمها ليليا هشام؟
توسعت عيناه بصدمة:
– عرفتي ازاي؟
– انت أكرم عبد الرحمان العمري؟
إزدادت صدمته من معرفتها لهويته بينما تأكدت من أنه هو فواصلت:
– انت متأكد ان بنتك ماتت؟ يعني .. شفت جثتها؟
نفى برأسه قائلا وعلامات الذهول لا تزال تعلو وجهه:
– لا .. انا مكنتش موجود معاها ساعتها، مامتها هي الي قالتلي انها …
قطع كلامه فجأة وهو يفكر في شيء ما قبل أن يصرخ لا إراديا:
– يعني ممكن تكون بدور عايشه وليليا كدبت عليا؟!
ثم نظر إليها وقال بحدة:
– انتي مين؟
– اخت ليليا.
همس بصدمة:
– يعني بنت اختك هي .. بنتي؟ بس ازاي؟
– أنا مكنتش عارفه حاجه عن الي حصل، كنت مسافره برا عشان افضل مع بنتي وجوزها ونزلت مصر قبل تلات سنين بس، وعرفت ان ليليا اتجوزت وخلفت بنت وبعدها جوزها اتوفى وهي وبنتها قعدوا مع اخويا لحد ما ليليا ماتت لما بدور بقى عندها اتناشر سنه ..
– ومين قالك الكلام ده؟
– فادي اخويا.
أغمض عينيه بشدة وهو يتنفس بغضب، فتحها مجددا وقال بهدوء يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة:
– كدبوا عليا وقالولي انها ميته، وكدبوا عليكم وقالولكم اني ميت .. هه ذكيه اللعبه.
رفع نظره إليها وأضاف برجاء:
– ممكن تخليها تقابلني من غير ما تحكيلها حاجه؟
أومأت موافقة:
– تمام. }
أفاقت من ذكرياتها على صوت أخيها الذي نزل من شقته ووقف بجانبها يقول:
– واقفه كده ليه يا فريده؟
– ولا حاجه.
قالت ذلك ثم إبتعدت لتعود إلى منزلها وهي لا تتوقف عن التفكير في السبب الذي جعل أخويها يكذبان على أكرم وبدور ويريدان قطع الصلة بينهما ..
…
وقفت سيارة مرسيدس فاخرة أمام باب الجامعة لتلفت إنتباه جميع الواقفين. شعرت بدور ببعض الغرور فإلتفتت إلى أدهم الذي كان يجلس بمقعد السائق وينتظر نزولها بملل وقالت برجاء:
– لو سمحت يا ادهم، ممكن تنزل وتجي تفتحلي الباب وتديني بوسه وتعمل نفسك حبيبي قدام الناس الي واقفه برا دول؟
نظر إليها بإستنكار فسارعت بالقول:
– هعملك الي انت عايزه والله بس اعمل الي قلتلك عليه!
تجاهل طلبها قائلا:
– انزلي وخلصيني يا بدور، انا مش ناقصك!
أردفت برجاء أكبر:
– بقولك هعملك اي حاجه حتى لو طلبت مني اطلع من القصر ومن حياتك ومرجعش تاني!
حدق بها قليلا بتفكير ثم قال:
– اتفقنا.
وقبل أن يهم بالنزول أوقفته بسرعة قائلة:
– استنى انا بهزر معاك! اي حاجه الا اني اسيب بابا!
قال بهدوء غامض:
– مش ده الي انا عايزه منك اصلا، هقولك على طلبي بعدين بس عايزك تنفذيه من غير نقاش ولا أسئلة!
أومأت بدون تردد:
– موافقه!
نزل وإتجه نحو بابها ثم فتحه ببسمة متكلفة لتنزل هي بغرور مصطنع ثم تقترب منه ليقبل خدها ويبتعد بسرعة محاولا ألا يظهر غيظه من ذلك الموقف التافه. غمزت له ببسمة عريضة ثم إتجهت لتدخل الجامعة وهي تكتم ضحكاتها بصعوبة على منظر أولئك الذين ينظرون إليها بصدمة وتعجب، وبعض الفتيات اللواتي تنظرن إليها بغيرة وحسد. رحل أدهم وهو يشتمها في سره بينما وقفت هي فجأة حين إعترضها التوأم الأقرب إلى قلبها لتقول سرين بضيق:
– مين ده يا بدور؟
أجابتها بغرور مزيف:
– حبيبي.
– يعني برضه مسمعتيش كلامي وارتبطتي؟
ضحكت بدور بشدة بينما قالت إيلين:
– بدور بتهزر معاكي على فكره، ده واحد من اخوتها الي حكتلك عنهم امبارح.
أومأت بدور مؤكدة على كلامها:
– ده اخويا زي ما قالتلك، وبعدين انا لو هرتبط فهرتبط بنادر.
لوت سرين شفتيها بضيق:
– يعني هتوافقي ترتبطي بيه برضه؟
نفت برأسها قائلة ببسمة:
– بعد تفكير وشوية نصايح من بابا الغالي الي عرفته امبارح، قررت اني مش هرتبط بيه من غير خطوبه او جواز.
إبتسمت سرين بفرحة وصاحت:
– كويس ان حد قدر يقنعك بعد ما فشلت انا!
كادت بدور تتحدث لكن إيلين سبقتها قائلة:
– طب يلا نلحق المحاضره بسرعه.
أومأت الإثنتان ودخلن الجامعة متجهين إلى المدرج والذي فور دخولهم إليه تفاجؤوا بذلك المنظر المقرف حيث صدمت بدور وهي ترى نادر يسحب إحدى الفتيات من خصرها ويقبلها أمام عينيها وأمام الجميع دون خجل. إنصدم الجميع من فعلته خاصة وأنهم يعلمون بحبه لبدور وحبها له، إقتربت سرين من بدور التي تحدق به بنظرة خالية من المشاعر وهمست لها بشفقة:
– ده ميستاهلكش يا بدور، اوعي تزعلي عشانه.
في ذلك الوقت كان كل تفكير بدور يعود بها إلى نصائح والدها بألا تثق بأحد ثقة عمياء، أشارت لسرين وإيلين بالجلوس وجلست بجوارهما ببرود مما أثار تعجب الجميع، لكن أحدا لم ينطق بسبب دخول الأستاذ وبداية المحاضرة.
…
مر اليوم ببطئ شديد وبدور تعامل الجميع ببرود، فهمت في تلك اللحظة سبب برود إخوتها وأبناء عمها الدائم، فبعض المواقف الصادمة تجعلك غير راغب في الشعور بأي شيء. إنتهى الدوام وإتجهت للخروج ومعها صديقتاها المقربتان لولا ذلك الصوت البغيض الذي أوقفها قائلا:
– استني.
إلتفتت إليه وعقدت ذراعيها أمام صدرها بهدوء:
– خير يا نادر؟
– انتي عارفه انا عملت كده ليه؟
أجابت بلامبالاة:
– مش مهتمه اعرف.
همت بالذهاب لكنه إستوقفها ثانية:
– لانك سمحتي لحد تاني يبوسك الصبح قدام الكل ومعملتليش اي اعتبار.
إبتسمت بسخرية:
– وانت ما صدقت اعمل كده عشان تعمل انت برضه الي عملته في المدرج؟ مفكرتش انه ممكن يكون اخويا مثلا؟
ردد بصدمة:
– اخوكي؟
زادت إبتسامتها الساخرة إتساعا وقالت:
– ايه؟ اتصدمت؟
تغيرت ملامحها فجأة إلى الجدية وأردفت:
– ومتنساش اننا لسه مرتبطناش عشان اعملك اعتبار وانا اصلا كنت هبلغك برفضي.
قالت كلماتها تلك وإبتعدت عنه بينما نظرت إليه سرين بقرف وإيلين بشماتة ثم لحقا ببدور وخرجن معا لتجد بدور سيارة أدهم تقف قريبة منها وأدهم يستند عليها وينظر إلى ساعة يده بملل. إنتبه إلى خروجها أخيرا فتقدم منها وقبل أن ينطق بحرف سارعت هي بالحديث مشيرة إلى التوأم:
– هنوصل إيلين وسرين في طريقنا، ممكن؟
أومأ بلامبالاة:
– ممكن بس اطلعوا بسرعه مش عايز نتأخر.
ركبت بدور من الأمام والتوأم في الخلف ثم ركب أدهم وقاد سيارته بعد أخذه لعنوان بيت التوأم.
بعد قليل من الصمت بادر بالحديث قائلا بهدوء:
– مش ناسيه اتفاقنا الصبح صح؟
بلعت بدور ريقها وقالت:
– ايوه، هعملك الي انت عايزه.
– في بنت صغيره عايزك تاخديها للقصر بأي حجه وتخليها تعيش معانا بس من غير ما تجيبي سيرتي.
تساءلت بدون وعي:
– بتقصد بنتك الي كانت في الفيديو الي شفته في اللاب توب بتا …
قطعت كلامها حين توقف بالسيارة فجأة ونظر إليها بحدة، وضعت كفها على فمها حين إنتبهت لما تفوهت به بينما كانت إيلين وسرين تكتمان ضحكاتهما في الخلف. إبتسمت له بدور بغباء قائلة:
– آسفه والله مكنش قصدي افتحه، بس الفضول غلبني.
أخذ نفسا عميقا ليهدئ نفسه قبل أن يسأل:
– قلتي حاجه لبابا؟
نفت برأسها فقال:
– لو عايزاني انسى الي عملتيه، متقوليلوش حاجه.
هزت رأسها موافقة فتابع القيادة بصمت، لكن بدور لم تستطع منع نفسها من سؤاله:
– هو انت متجوز من ورا العيله؟
نفى برأسه فقالت:
– امال دي بنت مين؟
– بنتي.
– بنتك ازاي وانت مش متجوز؟
– غلطت مع وحده ..
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار عائلتي)