رواية اللقيطة الفصل الثاني 2 بقلم آية الإبشيهي
رواية اللقيطة الفصل الثاني 2 بقلم آية الإبشيهي
رواية اللقيطة البارت الثاني
رواية اللقيطة الجزء الثاني
رواية اللقيطة الحلقة الثانية
_خلاص اتبناها أنا واتكفل بيها.
-ايه اللي بتقوليه دا يا حنان!
_ايه ياعاصم.. مش بتقول يتيمة ومالهاش حد؟
عاصم:
-الموضوع أكبر من كده.
_طب ما تفهمني!
عاصم:
-ما أقدرش.. دي حاجة خاصة بيها واستأمنتني عليها.
_طب نادي عليها وأشوف كده لو ترضى تيجي تعيش معايا.
عاصم:
-ايه يا حنان مالك؟.. البنت عندها مشاكل كتير الموضوع مش بالبساطة دي، ثم أنا أول مرة أشوفك بتلحي في حاجة من قبل ماتعرفي أبعادها.
_لإني أصلا عاوزة مصلحتك.. بناتك كلموني وقالولي، هما مااشتكوش وقالوا الموضوع مش مأثر عليهم بس عشان بناتهم وكل شويه يروحوا يجيبوا حاجات ليهم من البيت ويرجعولك تاني.. وأنت ياعاصم عارف إني عايشة لوحدي من ساعة ما “ليلى” ماتت من سنتين، وولاد “عمر” اخونا بيبصوا عليا بس أنا أول مااعرفت بموضوع البنت دي وأنا فرحت وقلبي طار من السعادة وقولت تيجي تعيش معايا.. حد يكره الونس!
عاصم:
-أنا كنت ماصدقت يا حنان إن أحفادي بقوا قريبين مني وحواليا.. وفرحت بيها معاهم، زي ما أنتِ قولتي حد يكره الونس!..وأنا حبيته وعاوز الكام يوم اللي باقيين أطمن باللي حواليا.
_طب ما تروح لبناتك كل واحده يومين مثلا!
عاصم:
-مش عاوز ابقى تقيل على حد… كفاية عليا اليوم اللي بيجوا فيه.
_طب البنات كده مش هيبقوا مستريحين.. والبنت مش هتبقى واخده راحتها اكيد.
عاصم:
-على العموم يا حنان أنا هسألها
_تمام يا عاصم.. أنا هدخل استريح شوية.
عاصم:
-ولاد أخوكِ عاملين ايه صحيح؟
_بيسلموا عليك.. كانوا عاوزين يجوا بس أنت عارف المشاغل.
عاصم:
-الله يكون في عونهم.
_تصبح على خير.
عاصم:
-وأنتِ من أهله.
كنت قاعدة في البلكونة بشرب شاى، الوقت كان بدري أوي يدوب صليت الفجر وطلعت قعدت.
عاصم:
-صاحية بدري كده ليه يابنتي؟
قومت وقفت
“أبدًا ياعمو، بشم سوية هوا بس”
عاصم:
-طب اقعدي أنا عاوز اتكلم معاكِ.
قعد قصادي وسند عكازه جانبه وبص على الطريق دقيقة ورجع بصلي تاني
عاصم:
-عارفة مين اللي جات بالليل دي؟
“علياء قالتلي إنها اخت حضرتك.”
ابتسم وخبط بصوابعه علي سور البلكونة:
_اختي الصغيرة.. أتجوزت في القاهرة وفضلت عايشة هناك حتى بعد ما زوجها مات، بنتها اتوفت من سنتين واتحيلت عليها ترجع تاني بس رفضت.
“أكيد بتحس بالأونس في بيتها.”
بصيلي وهو لسه مبتسم وشاور بإيده:
-أنا قولت كده.. فبطلت أزن عليها، خصوصا إن ولاد اخويا الكبير الله يرحمه معاها هناك.. العمارة في وش العمارة، على طول عندها أو هيا تروحلهم كمان شغلها بتشتغل مديرة مدرسة .
“ربنا يباركلهم في بعض وفي حضرتك.”
-يارب..يارب.
سكت وفضل باصص للطريق.
“تحب اعمل لحضرتك حاجة تشربها.”
-لالا شكرًا يابنتي.. تسلمي.
“الله يسلمك.”
عاصم:
-أنا بس كنت عاوز اتكلم معاكِ في شيء.
“اتفضل.”
عاصم:
-أنا هروح اجيب الحاجة بتاعتك من الست اللي كنتِ عايشة عندها.
“متشكرة جدًا.. أنا مش عارفة أشكرك ازاي ولا هوافي فضلك عليا ازاي.”
عاصم:
-ماتقوليش كده يابنتي.. أنتِ زي أحفادي، أنا بس فيه حاجة هعرضها عليكِ وأوعي تفتكري إنك تقلتي عليا ولو مش عاوزة أرفضي على طول.
ضميت ايدي بتوتر
“خير ياعمو.”
عاصم:
-حنان اختي زي ماقولتلك من شوية… هيا عايشة لوحدها، وامبارح سألتني عليكِ وقولتلها إنك يتيمة ماقولتش اكتر من كده وماحبتش أقول حاجة أنتِ مش حباها، بس هيا عرضت عليا تروحي تعيشي معاها.. خصوصًا إنك هنا مش واخدة حريتك.
وزعت نظري حواليا مش عارفه أرد بإيه
عاصم:
-ردي باللي في بالك يابنتي، سواء اه أو لا عادي.. الموضوع بسيط، وزي ماقولتلك أنتِ هنا في بيتك.
الموضوع مش بسيط أبدًا، أنا من حقي استقر وأعيش في مكان بدل ما كل شوية أمشي من مكان لمكان كده!
“أنا قولت لحضرتك عاوزة أروح دار أفضل ليا.”
_دار ليه يابنتي.
بصيت أنا وعم عاصم.. وكانت اخته واقفة، شدت كرسي وقعدت جانبي ومسكت إيدي.
حنان:
_ايه ياعاصم.. أنت ماقولتلهاش إني نفسي توافقي تيجي تعيشي معايا.
“بس حضرتك أنا..”
حنان:
-خايفة أكيد وقلقانة، دا عشان ماتعرفنيش وأنا كمان مااعرفكيش، ايه رأيك ننزل أنا وأنتِ وعاصم نتمشى شوية وندردش سوا.
بصيتلها ثواني وعم عاصم اتكلم
_أنا ورايا مشوار مهم انهاردة.
حنان:
-مشوار ايه ياعاصم.
عاصم:
-هو تبع ليل يا حنان.
“قولها ياعمو.”
أخدت نفسي بهدوء وبصيتلها
“قبل ما اجي ماحضرتك لازم تعرفيني زي ماقولتي.. أنا لقيطة وحضرتك عارفة الفرق، وكنت عايشة مع واحدة ست وبنتها.. ماكنتش بتخلف هيا وزوجها وجم الدار واتكفلوا بيا وسبحان الله بعد مااخدوني بشهر واحد الست دي حملت وقتها على حسب الكلام اللي اتقالي كان عندي شهرين او تلاتة، ف الست دي كانت عاوزة ترجعني تاني ولولا زوجها هو اللي فكرها إن ربنا يكون كرمها بالحمل عشان اتكفلت بيا وعملت معروف فيا.. ففضلت في بيتها، طبعًا مش هظلمها واقولك كانت بتعاملني وحش بس هختزل آلامي واقولك إن طبعا الابن هو رقم واحد في حياة امه.. وأنا حتة بنت من ملجأ يعني مش موضوع، بس زوجها كان بيعاملني كويس هو توفى وأنا عندي ست سنين ماكنتش كبيرة ايوة بس لسه فاكره معاملته وطيبته معايا، اختصارًا للموضوع الست دي طردتني في نص الليل عشان خاطر ابن اخوها عاوز يتجوزني.. أنا والله ماكنت هوافق بس زي ماقولتلك الابن دايمًا بيبقى رقم واحد وبنتها كانت بتحبه فـ عشان كده طردتني.”
كانت ماسكة ايدي ماسبيتهاش.. خلصت كلامي ورفعت عيني ابصلها، شوفت ابتسامة هادية على وشها وملامح حزن أو شفقة مش عارفة.
حنان:
-دا شيء مش مُخزي ولا تستعري منه.. أنتِ برغم حالتك النفسية كنتِ مجبرة تذاكري وتعيشي وتواكبي الحياة وتعيشي، أنا بعد اللي قولتيه ده مفروض افتخر بيكِ.. مش أنا بس؛ أنا وكل الناس اللي عايشة حواليكِ..أنتِ مفروض تفتخري بنفسك وقدرتي تدخلي كلية وحملتِ نفسك ضغوطات كتير وكنتِ بتعديها لوحدك، كل ده زاد مقامك عندي.
كلامها حلو، ودافعة جميلة منها ليا وإني أشوف نفسي بعين تانية ومن منظور تاني، أنا عديت كل الصعب لوحدي!..أنا الوحيدة اللي حبيت نفسي وهيا في أسوء حالتها..أنا نجحت وفشلت وقومت تاني وحاولت وكل ده من غير إيد تسندني، أنا حلوة! أنا بحب نفسي وحياتي عشان كده لسه بقاوم.
سافرت معاها عشان نفسي.. عشان لازم اعدي الفترة دي واتخطاها، عشان مستقبلي اللي مستنيني.. عمو عاصم جاب حاجتي من عند سحر ومامتها مارضاش يقولي على اللي حصل هناك بس انا سمعته وهو بيكلم طنط حنان، كان مستغرب من غضب سحر وقسوتها وشاف بعينه والدتها ونخوعها ليها…ماكنتش عاوزة تديله الورق بتاعي من غيظها بس هو زعق وكان هيتخانق معاهم، أنا لازم انسى كل ده وابدأ من جديد.
حنان:
-اتفضلي، ادخلي يا ليل.
“شكرًا”
حنان:
-تعالي اوريكي اوضتك.
شدتني ومشيت معاها للأوضة وكانت جميلة اوي
-دي اوضة بنتي..”ليلىٰ”.
وجهت نظري للصورة المتعلقة كانت صورة فرح لبنوتة ملامحها تشبه لطنط حنان وجانبها عريسها.
“جميلة اوي.”
-ربنا يرحمها.
“آمين.”
مسحت دمعة فرت من عينيها وبصيتلي وهيا بتبتسم
-دي هتبقى اوضتك.. عجبتك؟ لو في أي حاجة مش حباها قوليلي وأنا اغيرهالك.
مشيت ناحية الدولاب وفتحته
-دي كلها هدوم ليلىٰ على مقاسك تقريبا، جديدة ونضيفة والله..لو عجبوكي البسي منهم على ماننزل سوا واشتريلك هدوم جديدة.
“لالا مالوش لزوم ننزل، هلبس منهم.”
-اللي يعجبك.. يلا نطلع ناكل عشان ترتاحي.
“حاضر.”
-أنتِ في كلية تربية مش كده!
“ايوا.”
-كويس.. تعالي.
فات يومين وهيا نزلت شغلها وقالتلي إنها هتشوف حد تعرفه يحولي من كليتي في اسكندرية للقاهرة، لسه مااخدتش على البيت بفضل نايمة معظم الوقت وبخاف اوقات كتير وأنا لوحدي..خصوصا إن العمارة كلها ملكها ومافيش حد ساكن فيها.
-ممكن ادخل؟
ماكنتش قافلة باب الأوضة ونمت وصحيت على صوتها
“ايوا طبعا اتفضلي.. حضرتك جيتِ امتى؟”
-لسه من شوية..نايمة ليه؟
“يعني مافيش حاجه اعملها.”
-والمذاكرة؟
“كتبي مش معايا.. كمان ماليش نفس.”
-يومين كده وكل حاجة تتظبط، وأنا هجيبلك الكتب.
“متشكرة.”
-العفو ياحبيبتي..تيجي نقعد برا شوية؟
“متأسفة أنا عاوزة أنام.”
-اللي يريحك.. وخودي وقتك في الزعل ولو عاوزة نبقى ندردش شويه أنا احب جدًا.
“اكيد بإذن الله.”
خرجت وقفلت الباب ونمت تاني، بقيت حاسة إني عاوزة افضل نايمة وماصحاش..الباب خبط، الساعة كام! خامسة الصبح!!!
-اصحي يا ليل.. مستنياكِ برا.
اتقلبت ومسحت وشي وشميت ريحة!! لالالا مش عاوزة احس بالدفا ده ويتاخد مني مرة واحدة، قومت بكسل وخرجت برا..كانت ريحة الكيكة في كل ركن في البيت.. يا الله ايه الجمال ده، أنا شامة ريحة لبن بيتغلي!.. للحظة اتضايقت إن ممكن السعادة دي تختفي، بس ولو نستمتع باللحظة ومانفكرش في بعدين نفرح شوية وننسى الدنيا.. كان نفسي اعيش أجواء يوم الجمعة دي من زمان بجد.
-بتشربي شاى بلبن؟
التفت وابتسمتلها
“هعملنا سوا.”
-ماشي ياحبيبتي..معلقتين سكر.
“حاضر.”
دخلت عملت شاى بلبن وقعدنا سوا ندردش لحد ما الشمس طلعت والساعة دقت 8 كنت لسه داخلة اوضتي بس لقيت الجرس بيرن فاتخضيت ووقفت.
-ايه اتخضيتي ليه؟ دول اكيد ولاد اخويا..استني هفتحلهم.
اتنهدت براحة وبصيت ناحية الباب بس رجعت دخلت اوضتي، كفاية فضول بقى.
-أهلا اهلا، وحشتوني ادخلوا.
فضلت قاعدة في اوضتي شوية وكنت عاوزة اخرج بس قولت بلاش، فات نص ساعة بس أنا عطشانة ولا دا الفضول؟..قومي يابت البسي طرحتك واطلعي اشربي هتموتي نفسك يعني!.
طلعت للمطبخ اشرب وسمعت صوت بنت ورايا ف التفت اشوفها كانت واقفة وجانبها واحد اطول منها وفيهم ملامح من بعض.
-ليل مش كده؟
بصيتلها وهزيت راسي.
ابتسموا الاتنين وشوفت طنط حنان قربت واتكلمت
-ليل يابنتي… دي مرام ودا مُراد ولاد اخويا متأكدة إنك هتحبيهم.
ابتسمت لهم
حنان:
-مراد عوزاك.
مُراد:
-اتفضلي.
مفضلش غير مرام اللي عمالة تبصلي ومش منزلة عينيها من عليا.. بصيتلها ولفت نظري البيبي اللي شيلاه
“ابنك؟”
ابتسمت ومدت ايديها بيه
-شليه.
“ها.”
-دي بنوتة اسمها آمان، خليها معاكِ وهروح اشوف عمتو.
شيلتها بحذر وهيا مشيت من قدامي، واتمشيت بيها شوية في الشقة بس فضولي اللي هيموتني اخدني للتراس.
مرام:
-ليه هو حضرتك ناوية تكتبيلها حاجة من الميراث؟
سكتوا كلهم وأنا فضلت واقفة مصدومة!!
يتبع …
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية اللقيطة )
❤️❤️
❤️❤️❤️
❤️❤️❤️❤️❤️
❤️❤️❤️❤️
😍