رواية فؤادة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميمي عوالي

رواية فؤادة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميمي عوالي

رواية فؤادة البارت الرابع عشر

رواية فؤادة الجزء الرابع عشر

رواية فؤادة الحلقة الرابعة عشر

فى لحظة واحدة ، كانت فؤادة باحضان جلال بالكامل ، لا يفصلهما سوى جسد ليلى الصغير العالقة بذراع فؤادة ، لتتسارع انفاس فؤادة وتتدفق الدماء ساخنة الى وجنتيها وتقول متلعثمة : .. نااامت ، عاااوزة احطهاا فى سريرها
كان جلال يستمع الى لجلجتها فى الحديث بشئ من التسلية قد نسيه منذ اعوام طويلة وتفاجئ انه يحيط جسدها بشدة طوال حديثها ولم يتركها حتى وجدها تحاول الفكاك منه قائلة : سيبنى من فضلك ..اناااا خلاااص وقفت كويس
ليبتسم بزاوية فمه قائلا وهو يتركها بهدوء : ابقى خدى بالك ، وابتعد عن مسار خروجها تاركا الصغيرة باحضانها كما كانت لتنظر له فؤادة بدهشة ، فكانت تنتظر ان يلتقط منها الصغيرة ، ولكنه لم يفعل سوى انه ابتعد عن خط سيرها ، وعندما سمعته يقول لها بتسلية : ايه مش عارفة تشيليها ، اخدها منك
فقالت له بعناد حاد : لا كتر خيرك ، انا شايلاها كويس ، وتركته وانصرفت تجاه غرفة حسنة والتى وقفت امامها عاجزة عن دق بابها ، ولكنها عندما لمحت ظله خلفها وهو يراقب تصرفها استندت على الباب وهى تنقر الباب باصابع يدها المصابة ، وعندما اتاها صوت حسنة من الداخل آذنة لها بالدخول ، قالت بحمحمة : افتحيلى يا امى لو سمحتى
لتفتح حسنة الباب بابتسامة وعندما وجدتها تحمل ليلى بهذا الاجهاد الباد عليها قالت بقلق : ليه كده بس يابنتى ، ماخليتيش ليه حد يشيلها او كنتى ندهتى عليا اشيلها ، غلط عليكى كده ، وعندما رأت جلال وهو يراقبهم بتسلية ، قالت له بدهشة : ما اخدتهاش منها ليه جلال ، قدر دراعها انخبط منها واللا كانت ليلى وقعت منها
جلال ببراءة : عرضت عليها ومارضيتش ، اعمل ايه
كانت حسنة قد ابدلت ثيابها استعدادا للنوم ، وعندما وجدت جلال على نفس حاله ولم يبدل ملابسه قالت باستغراب : هو من ساعة ماطلعت معايا وانت لسه بهدومك لحد دلوقتى ، مش قلتلى هتغير وتنام على طول ، ماغيرتش ليه
جلال بلجلجة : عادى ، هغير دلوقتى ، تصبحوا على خير ، ليتفت ويدخل الى غرفته تاركا حسنة تبتسم بتمنى ، اما فؤادة فقالت : هو حضرتك هتنامى من غير ماتتعشى
حسنة : لا يابنتى عشا ايه تانى ، انا كلت فاكهة كتير وماعنديش حتة فى بطنى لاى اكل تانى الليلة دى
فؤادة وهى تشير باصبعها على غرفة جلال : طب واستاذ جلال
حسنة بخبث : ابقى اسأليه يابنتى لو مش هتعبك
فؤادة بخجل : لا ابدا ، مافيش تعب ولا حاجة ، هسيب حضرتك ترتاحى .. تصبحى على خير

 

 

 

حسنة : وانتى من اهل الخير يابنتى
لتتركها فؤادة وتغلق الباب خلفها ، لتظل بمكانها لاتدرى كيف تسأل جلال عن اذا كان لديه رغبة فى العشاء ام لا ، ولكنها اخيرا حسمت رأيها ودقت عليه الباب دقات صغيرة ، ليأتيها صوته من الداخل قائلا : ايوة ، ثانية واحدة ، ليفتح الباب مستطلعا وجهها فى تساؤل لتحمحم فؤادة بصوتها قائلة له : اخلى خالتى ام ابراهيم تجيب لحضرتك العشا هنا ، واللا تحب تتعشا تحت
لينظر جلال لها بتفحص وقد اصبح يتلذذ بالنظر الى عبث يديها الدائم بملابسها ، ثم قال : انتى هتتعشى فين
فؤادة : انا هاكل فى اى مكان عشان العلاج مش هتفرق
جلال : خلاص ، خلينا نتعشى تحت
لتومئ فؤادة برأسها وتتركه ذاهبة للاسفل تحت مراقبته لها ، وكان قد ابدل ثيابه ، فذهب لغرفة الصغار ليجدهم يغضون فى نوم عميق فيتركهم ويذهب الى الاسفل ليجد ان المكان خالى تماما ، فبدأ فى التجول بالمكان ، وعندما التف خلف الدرج وجد بابا يدلف الى غرفة واسعة للطهى ، ووجد فؤادة تقف وهى تفعل شئ ما لم يتبينه
وعندما اقترب منها قال : اومال فين ام ابراهيم
ليسمع صوت سقوط شئ ما ارضا مع شهقة عالية من فؤادة والتفاتها سريعا له ، وهى تسمى الله بصوت عال
جلال وهو يضحك بشدة : اومال بس عملالى سبع رجالة فى بعض وانتى بتترعبى من خيالك
فؤادة وهى تلتقط انفاسها : وهو المفروض برضة ان حضرتك تدخل على حد تخضه بالشكل ده
جلال : وهو انا عملت ايه ، انا بسألك على ام ابراهيم لما مالقيتهاش هنا لا هى ولا ماجدة
فؤادة ،: لقيتهم ناموا ، صعبوا عليا اصحيهم
جلال : طب وانتى بتعملى ايه
لتنحنى فؤادة ارضا وهى تلتقط من الارض شوكة وسكينا وتعتدل مرة اخرى قائلة : بحضرلنا عشا
ليقترب جلال مستطلعا ما امامها ، ليجدها قد وضعت طبقين وتحاول صنع بعض شطائر الجبن والعسل فيقول وهو يسحب من امامها الاطباق : طب هاتى انا هعملهم انا
فؤادة باعتراض : لا لا لا ، ماتتعبش نفسك ، انا هعملهم
جلال بسخرية : وهتعمليهم ازاى بقى بايد واحدة ، مش هتعرفى
فؤادة باستسلام : معلش بقى ، هتعبك
ليبدأ جلال فى صنع الشطائر تحت تعليمات فؤادة التى كانت تملى عليه ماذا يضع اولا وماذا يليه بداخل الخبز ، ووجدها اخرجت من المبرد طبقا ملئ بالخضروات المجهزة وطبقا اخر من التوت عندما رآه جلال ابتسم ساخرا وهو يقول ، و ده بقى هنعمل بيه ايه
فؤادة ، انا بحب اكله مع الجبنة ، اكنى باكل عنب
جلال : طب ماتاكلى عنب على طول
فؤادة وعلى شفتيها ابتسامة حنين : حضرتك عمرك ماهتتخيل انا اد ايه مشتاقة للتوت بتاعنا ده ، لو اطول يمكن كنت طبخته كمان

 

 

 

وبدأوا فى تناول الطعام ، كان جلال لا يشعر بالجوع ، وكان يرغب فى النعاس ، لكنه وجد نفسه يأكل بشهية ، وعندما وجدها تلتقط حبات التوت مع الطعام مد يده والتقط بعض حبات التوت ووضعها بفمه ليبتسم ويقول : تصدقى مش وحشة ، بالعكس طعمه حلو
فؤادة بابتسامة : احنا ماعندناش حاجة وحشة
وبعد انتهائهم من الطعام سألته فؤادة ان كان يرغب فى احتساء اى مشروب لكنه رفض تماما قائلا : انا خلاص على اخرى ، انا هطلع ادخن سيجارة واشم شوية هوا يمكن اهضم
فؤادة بابتسامة : اتفضل ، ومش محتاجة افكر حضرتك يا استاذ جلال ، البيت بيتك
جلال بانتباه : كنت عاوز اقوللك على حاجة
فؤادة بانتباه : خير
جلال : مش عاوز حد هنا ابدا مهما ان كانت علاقتك بيه يعرف اى تفاصيل عن جوازنا ، مش عاوز الكلام يتسرسب للزينى ، عاوزة يعتقد ان جوازنا طبيعى جدا
فؤادة بفضول : طب ايه السبب
جلال : لو الزينى عرف الوضع الحقيقى ، هتلاقيه سكت وبعد تماما لحد مايلاقينى بعدت ومشيت ويرجع يستفرد بيكى ، لكن طول ماهو فاهم ان جوازنا طبيعى ، حتى لو انا بعدت هيبقى فاهم انى راجع تانى فى اى وقت
فؤادة وهى تومئ برأسها : فهمت
جلال : ولا حتى عم نبيل يافؤادة
فؤادة : حاضر يا استاذ جلال ، ماتقلقش
جلال وهو يمشط شعره باصابعه : وعاوزك كمان بلاش كلمة استاذ دى وانتى بتتكلمى معايا
فؤادة بخجل : ياخبر ، لا طبعا مايصحش
جلال : ما انتى لو فضلتى تقوليلى يا استاذ كل اللى موجودين هيفهموا كل حاجة لوحدهم ، ووقتها يبقى كل تعبنا راح على الفاضى
فؤادة بتردد : خلاص ، انا هحاول ما اندهلكش باسمك قدام حد

 

 

 

جلال بدهشة : اومال هتندهينى بايه
فؤادة بعند : مش هندهلك اصلا
جلال بابتسامة تسلية : ماشى ، لما نشوف
……………..
فى منزل عزت .. عم جلال
كانت ندا شبه محتجزة لنفسها بغرفتها ، مع اعتقاد الجميع بأنها منهارة نفسيا لبعد ابنائها عنها
كانت زينب تجلس مع عزت فى حديقة منزلهم فقالت له : مش شايف انك ظلمت بنتك يا عزت لما وافقت ولاد اخوك على اللى هم عاوزينه
عزت بهدوء : لا يا زينب ، ماظلمتهاش
زينب بعند : لا ظلمتها وهينتها كمان ، لما حكمت انها تتحرم من حضن عيالها وحكمت عليها انها تروح تشحت ولادها كل ماتشتاق لهم
عزت بتأنيب : بلاش تقفى مع الباطل يازينب ، بنتك هى اللى عملت كده فى روحها ، غلطت غلطة انتى نفسك كنت هتغلطيها زمان ، بس لما حسيتى انها مش هتجيب عير الخراب رجعتى لعقلك وبعدتى عن المشاكل ، لكن بنتك ساقت فيها وارتكبت معصية كبيرة لربها قبل ماتبقى لجوزها يازينب
زينب : تقوم توافق على طلاقها بالشكل ده ياعزت ، وهى لسه فى عز شبابها ، هتفضل مترهبنة طول عمرها وهى عايشة لوحدها
عزت : وتترهبن ليه ، لو حبت تتجوز وجالها حد مناسب ..ماحدش هيمنعها
زينب بحسرة : و مين اللى هيبصلها بعد ما ابن عمها يطلقها وياخد منها كمان عيالها ، وكل واحد يتخيل حكايات وحكايات من ورا الموال ده ، مافيش ست بتتحرم من عيالها غير لما تكون ست بطالة ياعزت ، وانت مش عاوز تاخد بالك من النقطة دى
ليظهر الحزن جليا على وجه عزت ويقول : بنتك هتشوف عيالها وقت ماتحب يازينب ، ماحدش قال انه هيحرمها منهم ، وسيبينى دلوقتى يازينب ، انا عاوز اقعد لوحدى شوية
لتتنهد زينب وتنهض قائلة : انا هروح ابص على الغلبانة اللى حابسة روحها فى اوضتها دى
وعندما ذهبت زينب الى غرفة ندا وقبل ان تفتح الباب سمعت ندا تقول : اهم سافروا سوا ، وياعالم نتيجة السفرية دى هتبقى ايه ، مش يمكن يروحوا اغراب ويرجعوا احباب

 

 

 

انا مايخصنيش كل الكلام ده ، انا كل اللى يخصنى ، ان البت دى تبعد تماما عن الكل ، مايخصنيش ولا الطريقة ولا التفاصيل
لتفتح زينب الباب لتتفاجئ بها ندا فتلقى الهاتف على الفراش بعد ان اغلقته واعتدلت فى مكانها وقالت : خير يا ماما
زينب : خير انتى يابنتى ، كنتى بتكلمى مين
ندا وهى تنظر اتجاه الشرفة : دى واحدة صاحبتى
لتجلس زينب بجوارها وتقول وهى تربت على قدمها بحنان : وانتى هتفضلى قافلة على روحك كده يابنتى لحد امتى
ندا : مش ده اللى بابا عاوزه وامر بيه من يوم ماجيت
زينب : ده بس كان من صدمته من اللى حصل ، لكن اكيد ماكانش يقصد انك تفضلى كده العمر كله
ندا : انا مش عاوزة اخرج من الاوضة ، عاوزة اقعد مع نفسى شوية
زينب : بكفاياكى يا ندا ، وبدل اللى انتى بتعمليه ده ، فكرى ازاى ترجعى جوزك لحضنك من تانى
ندا بعجرفة : حسين هيرجعلى هيرجعلى ، بس بعد ما اعمل اللى انا عاوزاه
زينب بفضول : وايه بقى اللى انتى عاوزاه
ندا بغرور : اما يحصل ، هبقى افهمك كل حاجة
زينب بتحذير: شكلك مش ناوية تجيبيها لبر ، احنا مش عاوزين مشاكل تانى ياندا
ندا بتصميم : كل اللى انا عاوزاه هيحصل ، حكاية انى استنى اللى الكل عاوزة وانفذه دى انتهت بالنسبة لى من زمان ، آن الاوان ان اللى انا عاوزاه هو اللى هيحصل
زينب بسخرية : وهيحصل ازاى بقى يافصيحة عصرك واوانك
ندا : بان الكل يعرف ان انا اللى باقية ، انا وبس
…………………..
فى منزل سالم
كانت نهاد تجلس بصحبة سلمى فى غرفتها عندما سمعت رنين هاتفها لتجد ان المتصل ماهو الا عارف فقالت بتساؤل : ده عارف .. اخو جوز فؤادة ، خير يارب ، وضغطت على ذر الرد وقالت بتوجس : الو
عارف : السلام عليكم ، ازيك يا انسة نهاد
نهاد : وعليكم السلام ، انا الحمدلله بخير ، هى فؤادة كويسة
عارف : الحمدلله فؤادة بالف خير
نهاد باستغراب : اومال فى ايه ، لتضربها سلمى على رأسها باستياء
ليتنحنح عارف باحراج قائلا : انا بس حبيت اطمنك على اخبارها ، واقوللك انها رجعت المزرعة بتاعتها
نهاد بشهقة عالية : هو اخوك طلقها
عارف وهو يكتم ضحكه : لا ، هيطلقها ليه بس ، ربنا مايجيبش طلاق ابدا
نهاد : الله ، انت مش بتقول انه رجعها على المزرعة

 

 

 

عارف بدفاع : انا قلت كده ، انا ماقلتش كده ، انا قلت انها رجعت المزرعة
نهاد بغيظ : انت هتجننى ياجدع انت ، ما انت بتقول اهو ، انت بتقول الكلام وبتنفيه فى ساعتها
لم يستطع عارف كتم ضحكه اكثر من ذلك ليقول وسط ضحكه : ياستى والله ماطلقها ، هو اخدها وراحوا يقعدوا فى المزرعة عندها كام يوم
نهاد بتنهيدة : طب ماتقول كده من الاول ، طيب ياسيدى ربنا يهنيهم ويرجعوا بالسلامة ان شاء الله
عارف : انا قلت اقوللك يمكن تحبى تروحى تغيرى جو معاها كام يوم انتى واختك مثلا واللا حاجة
نهاد بامتعاض : ما اعتقدش ان بابا يوافق
عارف : طب ما تحاولى ، مش يمكن ، وخصوصا بعد المقابلة الاخيرة اللى حصلت بينهم
نهاد بفضول : مقابلة ايه دى
عارف : انتى ماتعرفيش ان عمى راح لفؤادة واتكلم معاها يوم ماخرجت من المستشفى
نهاد بعدم فهم : عمك مين
عارف : عمى سالم
نهاد : انت عندك عم اسمه سالم
عارف بضجر : يابنتى عم سالم باباكى
نهاد بغيظ : بنتك ، انا مدرسة لغة عربية على فكرة ، لا يكون حضرتك فاكرنى عيلة صغيرة
عارف بهيام : عارف ياستى انك كبيرة وست البنات كمان
نهاد بلجلجة : طب حضرتك عاوز تبلغنى حاجة تانية
عارف وهو مازال على هيامه : عاوز سلامتك واتمنى ان يبقى لنا لقا قريب
لتغلق نهاد الخط دون ان ترد عليه بكلمة واحدة لينظر عارف الى الهاتف بصدمة قائلا : يا بنت المجانين
اما نهاد فاغلقت الخط والقت بالهاتف من يدها وكأنه سلك كهربائى قد مسها بماس مفاجئ لتنظر لها سلمى بدهشة قائلة : مالك يابنتى فى ايه
نهاد بتيه : ها … مااافيش حاجة
سلمى : اومال مالك قفلتى التليفون من غير ولا كلمة كده وبترميه اكنه قرصك فى دراعك
نهاد بلجلجة : اللى اسمه عارف ده بيتكلم بطريقة كده غريبة
سلمى بسخرية : غريبة ازاى يعنى ، بيتكلم بحواجبه بدل لسانه
نهاد بحدة : ما تتنيلى وتسكتى انتى راخرة هو انا ناقصاكى ، مش كفاية النحنوح التانى

 

 

 

لتضحك سلمى بمرح قائلة : ايوة بقى ، احنا فينا من نحنحة … اوعدنى يارب
نهاد بغيظ : يوعدك باية ان شاء الله
سلمى بضخك : بنحنوح من النحانيح ونتنحنح مع بعضينا احنا الاتنين ونتجوز ونخلف نحانيح صغيرين
نهاد : وانا بقى يوم ما الاقى نحنوح واحب اتنحنح يبقى اخو جوز فؤادة
سلمى باستياء : وماله بس اخو جوز فؤادة يعيبه ايه
نهاد وهى تشرح لها : يعيبه اخوه يا اذكى اخواتك ، انتى فاكرة ان بابا ممكن يوافق على حاجة زى دى
سلمى بتفكير : طب مش يمكن يوافق ، وخصوصا بعد ما اللى اسمه الهلالى ده اتقبض عليه وبيتحقق معاه ، يعنى خلاص بعد عنه
نهاد : المشكلة ماكانتش فى الهلالى ياسلمى ، المشكلة فى بابا نفسه ، بابا هو اللى كان طمعان فى فؤادة
سلمى : طب هو كان بيكلمك عاوز ايه
نهاد باستفهام : مين .. بابا
سلمى بضجر : صبرنى يارب ، بابا هيعوز منك ايه اصلا ، انا بكلمك عن عارف
نهاد : كان بيقوللى ان فؤادة سافرت المزرعة بتاعتها هى وجوزها وبيقولى لو احب اروح اقعد معاها كام يوم انا وانتى
سلمى ببهجة : الله ، طب ماتيجى فعلا نروحلها
نهاد : وتفتكرى بابا ممكن يوافق
سلمى : اهى محاولة ، ويا صابت ، يا اتنين عور
…………………..
دخل كريم على ندا بغرفتها فوجدها تمسك احدى المجلات وتطالعها بملل فقال لها : مازهقتيش من قعدتك دى
ندا بملل : هعمل ايه يعنى ، ادينى قاعدة
كريم : جلال كلمنى النهاردة
ندا بلهفة : هو جلال رجع وسابها
كريم : لا مارجعش ، كلمنى من هناك
ندا بفضول : خير
كريم وهو يطالع رد فعلها : قاللى ان ادهم طلب منه انه يكلمك عشان تروحى تقضى معاهم هناك كام يوم لانك وحشتيه
ندا بسعادة : ادهم طلب منه كده فعلا
كريم باستغراب : مش امه يابنتى ، واكيد وحشتيه ونفسه يشوفك

 

 

 

ندا بفضول : وهو مبسوط هناك ، فرحان يعنى وبياكل وبيلعب عادى
كريم : جدا
ندا بحدة : وهو بقى اللى قاللك الكلام ده
كريم بابتسامة : الحقيقة لا ، بس ادهم هو اللى قاللى بنفسه
ندا : انت كلمته
كريم : ايوة ، وقاللى ان هو وسلوى وليلى مبسوطين جدا وكان نفسهم تبقى معاهم عسان انتى كمان تنبسطى زيهم
ندا بجمود : لا طبعا
كريم باستغراب : هو ايه ده اللى لا طبعا
ندا : دى اجابتى على طلب جلال ، مش موافقة طبعا انى اروحلهم هناك
كريم : رغم ان انا كمان رأيى من رأيك بس ماما لما عرفت كانت هتطير من الفرح وقالت ان دى خطوة ممكن تفرق فى صلحك مع حسين
ندا بسخرية : وهو فين حسين ، ماصدق عمل اللى عمله وخلص منى
كريم وهو يحك رقبته : حسين بعتلك ورقتك النهاردة الصبح
ندا بغل : اهى غلطة هتتحط مع غلطاته ، وبكرة الحساب يجمع
كريم وهو مغادرا اياها بقلة حيلة : واضح ان مافيش فايدة فيكى
………………..
كان قد مر ثلاثة ايام على وجود فؤادة على ارضها وهى فى قمة سعادتها لعودتها الى جذورها التى كانت تشعر انها اجتثت منها عنوة طوال العامين السابقين
وكان جلال يرافقها فى المرور على ارضها ومتابعة كل كبيرة وصغيرة ليجدها على المام بالكثير من شئون الزراعة ، بل وجد انها تتفوق عليه معرفة فى بعض الامور التى يجهلها هو عن الاراضى المستصلحة ، ولكنه ايضا وجدها تميل عليه شارحة له بهدوء وسلاسة مايجهله دون ان يلاحظ احد ذلك حتى تحافظ على هيبته وسط العاملين
وكانت سلوى وادهم قلما يفارقوهما فى جولاتهما باستمتاع شديد ، وقد سمح جلال للصغار بركوب الخيل عندما وجد السياس لا يتركوا الصغار وحدهما بالمرة ويراقبان تحرك الجياد بعناية ، علاوة على ان الجياد كانت هادئة الطباع بطبيعتها فلم يكن هناك اى خوف من اى نوع على الصغار عند امتطائهم اياهم

 

 

 

وعندما كانوا يتجولون بالقرب من بعض صوبات الخضار سمعت فؤادة صوت هاتفها فردت بمرح قائلة : وحشتينى ياقردة ، فينك
ليأتيها صوت تهليل نهاد من الطرف الاخر وهى تقول : وافق يافؤادة ، بابا وافق
فؤادة : وافق على ايه مش تفهمينى
نهاد وهى لازالت على تهليلها : وافق ان انا وسلمى نجيلك نقعد معاكى يومين فى المزرعة
فؤادة بسعادة : انتى بتتكلمى جد
نهاد : لا وخدى عندك الكبيرة بقى
فؤادة بمرح : هو لسه كمان فى كبيرة
نهاد : محمد جه وهيبجى معانا ، بس طبعا بابا مايعرفش انه هنا
فؤادة بتهليل : محمد ، ياحبيبى يا اخويا ، وحشنى اوى ، اد ايه محتاجاله يانهاد ، قوليلى بسرعة هتيجوا امتى
نهاد بمرح : اعملى حسابنا معاكى على الفطار بكرة ، هنبقى عندك من بدرى يا قلبى
فؤادة بسعادة : وانا هستناكوا من النجمة ، اوعوا تتأخروا
نهاد : نجيبلك ايه معانا
فؤادة باشتياق : كتبى يانهاد ، كتبى وحشونى ، هاتيهوملى معاكى كلهم .. ممكن
نهاد : عيونى ، وايه كمان
فؤادة : تسلم عيونك ياحبيبتى ، وسلميلى على مراة عمى كتير، وقوليها انها وحشتنى اوى
نهاد : هى كمان بتسلم عليكى اوى ، وربنا يسهل بقى ، ياللا هقفل معاكى عشان اروح اجهز الحاجة
فؤادة : ماشى ياحبيبتى ، مع السلامة
وما ان اغلقت الهاتف حتى التفتت لجلال الذى كان يراقبها عن كثب وقالت : ولاد عمى هيبجوا بكرة ان شاء الله يقضوا معانا يومين
جلال : ربنا يجعله عامر دايما
فؤادة بتردد : شكرا .. طب ايه رأيك
جلال : فى ايه
فؤادة : يعنى لو كلمنا استاذ عارف وقولناله ييجى هو كمان يقضى معانا اليومين دول ، ويتعرف على نهاد عن قرب وهم وسطينا عشان ياخد قرار اخير ان كانت مناسبة ليه فعلا واللا لا
جلال بابتسامة : انتى شايفة كده
فؤادة : ما انا باخد رايك اهو ، واللا نسأل والدتك
ليومئ جلال برأسه علامة الموافقة
………………

 

 

 

عند عودتهم للمنزل واثارة الحوار مرة اخرى امام حسنة قالت : على كده يابنتى انا لازم ارجع طنطا انا والولاد
ليعلو اعتراض سلوى وادهم بحزن مطالبين ببقائهم مع فؤادة ، لتطمأنهم فؤادة بأن احدا منهما لن يغادر المكان وصرفتهم للعب ثم التفتت لحسنة قائلة : ليه يا امى عاوزة ترجعى ، هو حضرتك مش مبسوطة هنا
حسنة : ابدا يابنتى ، بس مهما ان كان ، عشان ضيوفك ياخدوا راحتهم ، ده انا والولاد لوحدنا واخدين اوضتين ، وبتقولى بنات عمك واخوهم وكمان عارف ، هتجيبى منين مكان لكل دول واحنا موجودين ، والدنيا شتا ، يعنى ماينفعش اى نومة والسلام
فؤادة : انا ممكن انام مع حضرتك والبنات يناموا فى اوضتى
ومحمد واستاذ عارف فى اوضة الضيوف اللى تحت ، شوفتى محلولة ازاى
حسنة بتساؤل : بس هم ولاد عمك يعرفوا ايه عن جوازك انتى وجلال
فؤادة وهى تنظر لجلال : مايعرفوش حاجة
حسنة : يعنى المفروض انكم متجوزين جواز طبيعى ، وخصوصا عشان عمك مش المفروض ابدا انه يعرف حاجة
فؤادة : انا ماحكيتش حاجة ، رغم انى متاكدة ان حتى لو حكيت محدش هيقول حاجة قدام عمى
حسنة : ماتضمنيش الظروف يابنتى ، وكمان ماحدش فينا مابيقعش بلسانه بكلمة كدة واللا حاجة فى اى وقت او قدام اى حد
فؤادة : خلاص مش مشكلة ، مش هقول حاجة برضة وخليهم زى مافهموا من البداية
حسنة بابتسامة : مش كفاية ابدا
جلال بزهق : انتى تقصدى ايه يا امى ، وضحى كلامك
حسنة : المفروض لو انتم متجوزين وعايشين طبيعى ، يبقى وجودكم مع بعض فى نفس الاوضة ، ما يبقاش كل واحد منكم فى اوضة منفصلة
فؤادة باعتراض : لا طبعا ماينفعش
حسنة : انتى اصلا مراته ، يعنى حلاله ، مافيهاش حاجة لو اليومين دول نمتوا فى نفس الاوضة على مايرجعوا طنطا تانى
فؤادة : لا يمكن ما اقدرش ، انا كل اللى اقدر اعمله انى استناهم على مايناموا وبعدين اجى لحضرتك انام عندك ، لكن ما اقدرش ابدا انى انام فى اوضة واحدة مع راجل غريب عنى
حسنة : ايوة بس ……
ليقاطعها جلال بوجوم قائلا : فؤادة عندها حق يا امى ، هى بتتكلم صح
لتستأذنهم فؤادة للذهاب للمطبخ لمتابعة تحضير الغداء ليقول جلال لحسنة بهجوم : انتى ازاى يا امى تقترحى اقتراح زى ده
حسنة : انا بنبهكم للى المفروض يكون وانتم حرين
جلال بغضب : وانتى معتقدة انى ممكن انام فى مكان وجنبى حد غير هدى حتى لو الاسم مراتى زى ماقلتى من شوية
حسنة بخبث : هو انا قلتلك نيمها جنبك واللا فى حضنك ، انا قلت فى اوضة واحدة ، واوضتك فيها كنبة كبيرة ، فكان ممكن عادى يعنى حد على السرير وحد على الكنبة ، انت ليه مخك خدك بعيد كده
جلال وهو يحاول التغلب على غضبه : يعنى انتى رأيك اكلم عارف ابلغه فعلا زى ماقالت فؤادة
حسنة : بلغه ، يمكن يبقى فيه نصيب

يتبع…

• لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا
• لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية فؤادة)