رواية أهداني حياة الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت الرابع عشر
رواية أهداني حياة الجزء الرابع عشر
رواية أهداني حياة الحلقة الرابعة عشر
– ندى بمهادنة محاولة امتصاص غضبه : لأ طبعا يا حمزة أنتا راجل وعشان أنتا راجل ومعاك اتنين ستات يبقا الأفضل أنك متعملش مشاكل لأنك ب كده هتلفت الانتباه ليناا طول الرحلة ولا أييييه ؟
حمزة وقد بدأ يقتنع بحديث ندى لكن نخوته ورجولته تلح عليه أن يذهب لهذا الرجل ليلكمه في وجهه ويثأر ل ندى ثم يعود بعدما يفش غله فيه لكنه حاول التغلب على مشاعره تلك وقد نظر نحو حلا متسائلا :
– حلااا أنتي تعرفي مين الراجل اللي شاور عليه آدم ده ؟؟
– حلا بارتباك : أاااه ده ..ده موظف ف رعاية الشباب عندنا ف الكلية وهو دايما بيعاكس البنات تقريباا دماغه بااايظة متشغلش باالك بيه ومتعملش مشاكل مع واحد حقير زي ده مش مستاهله
– حمزة وقد نفض يد ندى عنه وتوجه نحو شقيقته متسائلا : هو عاكسك أنتي كمان قبل كده ؟؟
– حلا بسرعة : لأ والله محصلش حاجة ولا عاكسني قبل كده بس زمايلي البنات قالولي
– عاد حمزة ببصره ل ندى متسائلا : عاكسك قااالك أيه ؟؟ وأزاااي ؟؟
– ندى بخجل وقد بدا عليها الارتباك الشديد لكنها تماسكت قائلة دون النظر في عيني حمزة الذي يكشفها من نظراتها :مم..ممفيش كلام عادي يا حمزة
– اقترب حمزة من ندى مرة آخرى وهمس بصوت خفيض بالقرب من أذنها : آدم بيقول قالك كلام عيب ووحش يبقا عادي أزااي ؟؟
– ندى بهمس هي الآخرى : آدم طفل وهو أي كلام معاكسة هيشوفه عيب ووحش خلاص بقا يا حمزة لو سمحت متبوظش الرحلة اللي أختك مستنياها
– حمزة بهمس أخترقها : الحيوان ده لمسك ؟؟
– ندى بإنتفاضة : لأ لأ لأ والله محصلش حاجة من ديه
– حمزة وهو يشدد على خصلات شعره بغضب : طب يلا نفطر وأي واحده فيكم الحيوان ده يقربلها ولا يفكر يعاكسها بأي شكل من الأشكال تقولي وإلا قسما بالله ل هروح دلوقتي حالا أخليه ميصلحش للاستخدام الآدمي مرة تانية فااااهمين
– ندى وحلا في نفس واحد : حااااضر حاااضر فاااهمين
تناول الجميع افطارهم في مطعم الفندق وتوجها بعد ذلك حيث الشاطيء الخاص التابع للفندق وقضوا معظم النهار بالبحر من سباحة للهو بالكرة ثم عادوا لغرفهم للاستحمام وتبديل ملابسهم وهبطوا معا لمطعم الفندق مرة آخرى لتناول غدائهم
وفي المسااء كانت هناك حفلة بدوية في أحدى الجبال
واستمتع الجميع بها وارتدت ندى وحلا الزي البدوي وقد أثنى عليهما آدم وحمزة طويلا والتقطوا معا العديد من الصور
وفي اليوم التالي ذهبوا في رحلة لمدة يوم لمدينة دهب التي تقع بالقرب من مدينه شرم الشيخ لزيارة منطقة” البلهول ”
ومنطقة “الثري بولز ” لممارسة رياضة الغطس تحت الماء و”السنوركلينج ”
رفضت ندى النزول لأنها تخشى من المناطق العميقة وايضا تخشى التنفس بواسطة انبوب الغطس واخبرتهما انها ستجلس هي وآدم بانتظارهما
وبالفعل نزل حمزة وحلا أولا لعمل السنوركلينج ورؤية الشعب المرجانية والأسماك الملونة هذا العالم الساحر الذي ينبض بحياة رائعة تحت الماء حياة تؤكد روعة صنع الخالق وضعف المخلوق حياة من يراها لا يستطيع أن يلفظ سوى ب سبحاان الله أسمااك من شتى الأشكال والألوان وشعاب مرجانية رائعة ومياااه صافية ترى كل ما بها بمجرد من اقترابك وكلما تعمقت كلما رأيت أكثر واستمتعت أكثروأكثر وهذا ما شعر به حمزة بعدما قام بالغطس هو وشقيقته وقد قرر ألا تحرم ندى نفسها من تلك المتعة
فقد استمتعا بشدة من المناظر الخلابة التي رأينها تحت الماء وما إن خرجا حتى استأذن مدرب الغطس أنه سيعود مرة آخرى للغطس مع زوجته التي لم يتسنى لها الغطس معهما لوجود طفلهما
ذهب ل ندى وهو يرتدي بدلة الغطس خاصته ومد يده إليها فتعجبت ندى متسائلة :
– أيييه ؟؟
– حمزة : يلا قومي عشان تغطسي معايا حلا هتقعد مع آدم ثم توجه ببصره نحو شقيقته قائلا حلوتي اقفي اتشمسي مع آدم بعيد كده شوية على ما اقنع البنت ديه
– حلا وهي تؤددي التحية العسكريه لاخيها بمرح : تمااام يا حمزة باشا وكله تحت السيطرة ولو مسمعتش الكلام حط الكلبشات ف ايديها
ابتعدت حلا مع آدم قليلا حتي يتسنى لحمزة الحديث مع ندى التي نظر لها قائلا بشبه رجاء :
– ندى لو سمحتي يلا عشان تغطسي معايا
– ندى بإصرار: لأ أنا مش هغطس لا معاك ولا مع غيرك أنا قولتلك إني بخااف إذا كنت خفت أعمل سنوركلينج هغطس وبعدين مش هينفع ألبس بدلة الغطس وابقى فرجة
– حمزة مرددا أخر كلماتها بأندهاش وهو ينظر حوله : فرجة! فرجة لمين يا ندى أنتي شايفة حد حواليكي أصلا أنا قصدت ننزل بدري أوي كده عشان تبقوا براحتكوا لو كان في رجالة أنا مكنتش هوافق أنكوا تنزلوا أصلا
– ندى بتهكم : ليه هو الغطاس مش رااجل ؟
– حمزة : لأ راجل بس هو هيبقا قدام وأنا معاكي ورا أنا همسك ايده وأنتي هتمسكي أيدي يعني مش هيشوفك اصلا إلا جوه المياه ومش هيبان منك حاجة وأنتي تحت البحر
– ندى بإصرار : أنا مش عايزة يا حمزة أعمل حاجة
– حمزة بنفس إصرارها : هتعملي الاتنين يا ندى أنتي جاية تتبسطي يبقا هتستمتعي بكل حاجة ممكن تفرحك وصدقيني اللي هتشوفيه هيبهرك ثقي فيااا لو سمحتي
– ندى بجدال : أنا واثقة فيك بس خااايفة مش هقدر اتنفس أنا بالبتاعة ديه وآخد نفس من بوقي بدل مناخيري مش هعرف وممكن أشرب مية كفاية أعوم وخلاص
– حمزة : وتحرمي نفسك من المتعة ديه لا يمكن أنا معاكي ومش هنغطس الا لما تتأكدي أن تقدري تتنفسي بالبتاعة ديه ثم قال لها مطمئنا إياها :متخافيش أنا معاااكي مش هسيبك
هنا شردت ندى في جملته التي شعرت أن أذنيها قد التقطت نفس الجملة من قبل لكن بصوت آخر صوت حبيبها وزوجها الراحل كان دوما يطلب منها ألا تخف وتطمئن ويخبرها أنه معها ولن يتركها أبداا لكن أين هو الآن لقد تركها وها هي تستمع لنفس جملته لكن من سواااه ، رجل آخر غيره يطلب منها أن تثق به وتضع يدها بيده هل هناك شعور أقسى من ذلك؟!
عند تلك النقطة دمعت عيناها ولمحها حمزة ف علم أنها تاهت في أحزانها وبحرت في بحور ذكرياتها مع زوجها الراحل ف قرر أن يخرجها عنوة من تلك الحالة فقال لها مازحا :
– هاااا يا ندى هفضل مادد ايدي كده لحد ما اتحنط وأنا واقف قدامك زي التمثال كده ؟؟
– ندى بألم : مش عايزة اغطس يا حمزة سيبني لوحدي لو سمحت
– حمزة بجدية : على فكرة لو منزلتيش معايا حااالا هشيلك وألبسك بدلة الغطس غصب عنك وأنزلك معايا بردو بالأجبار فاختاااري بقااا بصراحة نفسي متوافقيش تيجي معايا بمزاجك ثم غمز لها بمكر مازحا
– ندى بحزم : أوووف حمزة متهزرش بجد مش عااايزة
– حمزة : والله بتكلم جد مش بهزر أنا قررت هتغطسي يعني هتغطسي وده قراري وأنا زي أبلة الناظرة مبرجعش ف قراري
– ندى بانفعال : الله هو عااافية أنتا تقرر نيابة عني ليه أنا حرة ومحدش ليه الحق يخليني أعمل حاجة مش عايزاها وأنتا بالذات يا حمزة ملكش الحق ف ده أوعى تكون صدقت موضوع أنك جوزي ده أنا وأنتا عارفين كويس إن جوازنا مش صحيح ف خليك ف حالك واتبسط أنتا لكن أوعى تفكر تجبرني على حاجة مش عايزاها أو تفرض رغباتك عليا
انتهت ندى وهي تلهث على أثر كلماتها الحادة التي ألقتها بوجه حمزة الذي لم يبدو على ملامح وجهه أي تأثر من حديثها إليه ثم نظر لها نظرة باردة مع ابتسامة متفهمة قائلا :
– هاااا خلصتي اللي عايزة تقوليه ؟؟ المهم بقيتي أحسن دلوقتي وارتاحتي ؟؟
تعجبت ندى من رد حمزة عليها فقد أصابها بالحيرة والدهشة معااا لم تفهم هل هو يسخر منها أم أنه قد سبر أغوارها وفهم نفسها إلى تلك الدرجة فحاولت المراوغة فقالت بتساؤل :
– وأيه بقا اللي هيريحني ؟ الحاجة الوحيدة اللي هتريحني أنك تسبني ف حالي
– حمزة بمرح : هههه بتحلمي يلا يا ندى قدامك 3 دقايق وتكوني لابسة اللايف جاكت والزعانف وانبوب التنفس والنضارة لحد ما انزل التهمة اللي على ضهري ديه والبس اللايف جاكت فوق بدلة الغطس هنعمل سنوركلينج الأول وأمري لله بعدين ابقي أحط انبوبة الاكسجين تاني لما نيجي نغطس ولو محبتيش تغطسي صمت لحظاااات ثم اردف بمرح قائلا لأاااا ابسلوتلي اوعي تفتكري هقولك لو مش عايزة تغطسي هسيبك براحتك والكلام ده نووووو هتغطسي بردو عشان أناا عايز كده واللي عايزه هو اللي هيتنفذ أصلك متعرفيش يا نااادو حمزة الديكتاتور لسه أحب أعرفك عليه
– ندى برجاء : أرجوك يا حمزة بجد أنا مش ف حالة تسمحلي بأي تجربة جديدة ولا ب أي ….
– حمزة : هاااا كملي كملي الجملة الأولى أصلااا ولا أقولك متكمليش أكملك أنا عشان تعرفي إني فاهمك وحاسس بيكي كويس أوي كنتي عايزة تقولي ولا بأي رغبة أنك تفرحي من غيره صح حاسة أنك لو اتبسطتي هتبقي بتخونيه خصوصا أنك مع راجل تاني
– ندى بصدمة : حمزة !أنتا بتقول أيه أنا….
– قاطعها حمزة قائلا :ندى أنا مش بلومك على حاجة أنا بقولك أنتي بتفكري أزااي صدقيني هو لو كان فعلا بيحبك أكيد كل اللي يهمه دلوقتي أنك تكوني مبسوطة مبسوطة وبس بدون أي اعتبارات تانية ويلا بقااا كفاية رغي عشان منضيعش الوقت وفي الآخر بردو هتعملي اللي أنا عايزه أصل بصراحة أنا رخم
– ندى بغيظ منه وهي تهب واقفة وتبعد يده الممدوة لها بضيق : رخم بس! قصدك رخم أوي أوووي
– حمزة بتمثيل: بتضربي أيدي الممدودة بالسلااام ماااشي بكره أنتي اللي تتحايلي عليا عشان أمسك أيدك ولا ليه بكره دلوقتي وأنتي نازلة تغطسي هتبوسي أيدي ديه عشان أمسكك وأنا مش هرضى
– ندى بغيظ : خلص يا حمزة وبطل هزارك الرخم ده فين الزفت اللايف نيلة اللي هلبسه
– حمزة ليغيظها أكثر فقال ببرود : اللايف جاكت هااا اسمه أيه يا روحي اللااايف جاااكت أهوووه اتفضلي يا قلبي
– ندى بانفعال : أيه روحك و قلبك ديه حمزة لو سمحت كده مش هينفع
– حمزة مقلدا أياااها : حمزة كده مش هينفع سمممم صحيح يتمنعن وهن الراغبات أنجزي يا ماما يلااا
ضحكت ندى على مزاحه معها أنه قادر تماما على تغيير مزاجها السيء دوما للأفضل حقيقي أنه رجل رااائع بمرحه وكأنه يقبع بداخله طفل مشاغب محب للحياة
ارتدت ندى سترة النجاة الخاصة بها وانبوب التنفس والنضارة واخيرا الزعانف وكان حمزة هو الآخر قد خلع عنه أنبوب الاكسجين وارتدى فوق بدلة الغطس سترة النجاة الخاصة به ثم هتف بها قائلااا :
– هااا جااااهزة ؟
– ندى بأحباط : لأ
– حمزة وكأنه لا يسمعها : تمام حلو أوي يلا بينااا
سارت ندى بجواره وأمامهما الغطاس ونزلا سويا في البحر وبدأ يشرحلها كيفية التعامل مع أنبوب التنفس كان يقترب منها ليشرح لها ويضبط لها النضارة الخاصة بها لكن حمزة شكره برفق واقترب هو بدلا منه وبدأ في شرح ما تعلمه فكما لم يتركه يقترب من شقيقته ايضا رفض قربه من ندى وساعدها هو وبالرغم من أن هذا المدرب يتعامل بحدود والتزام لكن لم يعلم لما كره اقترابه من ندى ولم يستطع احتماله فسر ذلك أنه ربما غيرة على رجولته أمام هذا الرجل الذي يعلم أن تلك المرأة هي زوجته
كل ما يعمله انه لا يكن ل ندى مشاعر رجل ل إمرأة لكنه ايضا يحمل في قلبه مشاعر آخرى لا يستطيع تحديد ماهيتها بدأت ندى في عمل السنوركلينج في البداية كان خوفها يغلبها لكن بعد لحظات وكانت قد اعتادت على التنفس بواسطة انبوب التنفس حينئذ لاحظت مجموعة من الأسماك الملونة وهي تسير بانتظام ظلت تتابعها وبدأ بصرها ينتقل من مجموعة لآخرى كل هذا وهي مبهورة حقا بكل ما تراه من سحر وجمال ولم تتوقف عن ترديد سبحااان الله هل كانت ستحرم نفسها من متعة كهذه أنها في تلك اللحظة تتمنى أن تشكر حمزة من كل قلبها ولكن على ماذا تحديدا تشكره فكلمات الشكر جميعا تعجز أمام كل ما فعله ويفعله وسيفعله من أجلها
ظلت تستمتع بكل ما تراه في هذا العالم الساحر من صنع الخالق والذي لم يطاله أذي البشر وتشويههم لكل ما هو رائع
وقد قررت أن تخوض تجربة الغطس بشغف كبير يشوبه بعض الخوف لكن وجود حمزة معها يشعرها بالأمان لا يمكنها أن تكذب ذلك
طلب منهما الغطاس أن يمسكا بعضهما البعض ف نظر كلا منهما للآخر ثم ضحكا بشدة لم يفهم الكابتن لما يتضاحكا هذان الزوجان وحينما لاحظا نظراته المندهشة لهما لاذا بالصمت
سعدت ندى كثيرا بهذه التجربة الرائعة وقد اكتنفها شعور آخر جميل على أثر ضمة حمزة ليدها بين يديه شعوريغمرها بالدفء ويشعرها انها هنا بأمان وأن كل شيء على ما يرام لم تشعر بهذا الأمان منذ وفاة زوجها الراحل كم كانت تتمنى أن يرزقها الله بأخ يعوضها عن الحنان والأمان التي افتقدتهما منذ وفاة ابيها لكن حمزة زوجها وليس بأخيها ف كيف لها أن تشعر بالأمان معه هل تحركت مشاعرها تجاهه !
انتفضت ندى على أثر أفكارها تلك وشعرت بالخزي من نفسها ف كيف تشعر بالأمان مع سواه كيف تتركه يضم يدها ليده
شعر حمزة بانتفاضتها تلك وظنها تشعر بالبرد
فخرج بها سريعا من الماء واحضر لها المأزر الخاص بها ووضعه حولها بأحكام ثم اقترب منها قائلا بهمس :
– ها أحسن اتدفيتي ؟؟
– ندى بارتباك : هاااا ؟ اااه اااه اتدفيت شكرا ثم ابتعدت خطوة للخلف
– حمزة : ها قوليلي بقا استمعتي ؟
– ندى بفرحة طفولية: جدااا جدااا جدااا شكرا يا حمزة بجد
– حمزة بفخر : عفواا احنا في الخدمة يا فندم
انتهى اليوم الثاني بين حفلات سمر وزيارات لبعض الاماكن المشهورة في مدينة شرم الشيخ واخيرا زيارة السوق القديم “السوهو سكوير”لشراء بعض الهدايا
في اليوم الثالث وبينما حلا تستعد للتوجه نحو شاطيء البحر للسباحة وكانت بانتظار قدوم ندى وحمزة وآدم أتت ندى أولا فلاحظت حلا امتعاض ملامحها وكأنها تشعر بألم ما فسألتها قائلة – ماالك يا نودي في أيه يا قلبي شكلك تعبانة
– مفيش بس الحلوة شرفت ومش وقتهااا خاالص كنت عايزة أنزل البحر حبكت يعني
– حلا بغباء : حلوة مين اللي شرفت ؟؟
– ندى : بلاااش ذكاااء البريود يا أختي فهمتي
– حلا وهي تضحك بعدما خبطت مقدمة رأسها بيدها قائلة : أوووبس سوري يا نودي هههههه معلش معلش خيررها في غيرها بقااا
– ندى بهمس : المشكلة إني مكنتش عاملة حسابي ومش معايا باد “فوط صحية “أنتي معاكي
– حلا وهي تهز رأسها نفيا : لأ للأسف مش معايااا بس عادي ممكن نشتري أكيد في صيدلية قريبة من هنا
في تلك اللحظة أتى حمزة وآدم معااا فسألهم الأول قائلا :
– هااا يا بنات يلا عشان ننزل البحر شوية قبل ما نتحرك باليخت عشان الرحلة البحرية
– حلا بتسرع : نودي مش هتنزل معااانا ممكن تقعد أنتا تسليها وأنا هاخد دومي وننزل سوا أو ممكن تاخدها وتروحوا تشتروا ال…..
قاطعتها ندى بخضة وخجل شديد مما كانت حلا على وشك التفوه به أمام أخيها وتسائلت في سرها هل تلك الفتاة مجنونة أم جريئة أم انها قريبة من أخاها لتلك الدرجة التي تجعلها لا تخجل منه حتى في أدق أمورها النسائية هتفت بأسمها بسرعة :
– حلاااا أحممم أنزلوا كلكم وأنا هستناكم هنا عشان مليش مزاج أنزل البحر النهارده
– حمزة وقد تجاهل جملة ندى تماما ونظر لحلا متسائلا :هي ندى عايزة تشتري أيه ؟؟
في تلك اللحظة كانت ندى تنظر لحلا برجاء ألا تخبر شقيقها وتحرجها لكن حلا ضحكت قائلة :
– ههههههه عاااادي يا ندى أنتي مالك مكسوفة كده ليه حمزة أصلا هو اللي علطول بيجبهالي وبعدين ده جوزك في واحده في الدنيا تتكسف من جوزهااااا
– ندى وهي تتحرك بعيدا عنها قائلة:أناااا.. أناا ط ..طالعة الأوضة هنااام شوية
وانطلقت من أمامهما وهي تهرع إلى الأعلى هربا من تلك المجنونة وأخيها
أما حمزة ف لم يفهم ما حدث كل ما رآه هو خجل ندى الشديد من كلمات حلا الغير مفهومة ف نظر ل شقيقته متسائلا :
– هي مالها ندى ؟؟ وأيه اللي خلاها تتكسف وتطلع تجري كده وتنام أيه ديه وأحنا لسة صاحيين
– حلا بسلاسة : أصلها عندها البريود ومش عاملة حسابها وكانت عايزة تشتري باد وكانت متضايقة أنها مش هتقدر تنزل البحر
تفهم حمزة خجل ندى فهو وشقيقته الأمر بينهما عادي ولا أسرار فهي لا تخجل منه ابدااا فقد تجاوزا هذا الخجل منذ صغرها فهو دوما كان يحل محل والده الغائب وقد اعتاد على شراء حاجتها الخاصة معها أو بدونها لكن ندى ليست حلا وبالطبع هي خجلت منه فقد وضعتها في موقف محرج أمامه ف نظر ل شقيقته بغيظ ثم خبطها على رأسها من الخلف قائلا :
– يا بنتي ندى مش أنتي ف هي طبيعي تكون بتتكسف مني وبعدين أحنا مكتوب كتابنا يعني في حكم المخطوبين والحياء بينا لسة مترفعش يعني عايزة تقوليلي أنك لما تتخطبي هتقولي لخطيبك معلش أصل عندي البريود ولا معلش روح هاتلي معرفش أيه من الصيدلية أكييد هتكوني بتتكسفي منه
– حلا بلامبالاة :لأ مش هتكسف منه عاادي
– حمزة ضاحكا : بجحة أوووي أعوذ بالله منك أما نشوف يا لمضة المهم اقعدي هنا أنتي وآدم لحد لما أروح اشتريلها اللي هي عايزاه من الصيدلية
– حلا بتذمر: طب ما ننزل البحر أنا ودومي
– حمزة: مش هينفع يا لولو تنزلي لوحدك افرضي حد ضايقك
– حلا : أوووف يعني هفضل قاعدة كده
– حمزة بمهادنة : مش هتأخر يا قلبي
– حلا بغيظ : طيييب
توجه حمزة للصيدلية التي تقع بالقرب من الفندق المقيمين به وأحضر ل ندى ما أرادت تردد هل يذهب هو بنفسه لاعطائها أياها أم يرسلها مع شقيقته وبعد حيرة لم تدم طويلا قرر أن يذهب هو بنفسه إليها حتى يكسر ذلك الخجل بينهما وألا تخجل فيما بعد لتطلب منه ما تريد بلا حرج ف عليها أن تعاد ذلك تماما كما فعل مع شقيقته
وبخطى سريعة توجه حيث الغرفة التي تقبع بها ندى طرق الباب عدة طرقات حتى أتاه صوتها المتسائل :
– ميين ؟؟
– أنا حمزة يا ندى افتحي
– ندى بخجل : أحمم حمزة معلش محتاجة أناام شوية
– حمزة باصرار : افتحي يا ندى بلاش هبل نوم أيه دلوقتي وبعدين افتحي عشان أديلك حاجتك
– ندى بتساؤل : حاجة ! حاجة أيه ؟؟
– حمزة بمرح : الحاجة اللي اتقمصتي واتكسفتي عشانها روحت الصيدلية واشترتهالك
– ندى وهي تفتح الباب بعصبية قائلة : هو أنتا وأختك أيييه مبتتكسفوش أنا مش فاهمة بصراحة أنتو ناس غريبة أوي وبعدين حتى لو أنتو مش بتتكسفوا أنا بتكسف
ضحك حمزة بشدة ثم دلف لداخل الغرفة بعدما احتضن يدها بتلقائية وجذبها خلفه وأجلسها على الفراش وجلس مقابلا لها على الكرسي الموضوع بجانبه قائلا بهدوء وبابتسامة رائعة قد ارتسمت على شفتيه :
– اهدي كده واسمعيني كويس بصي يا ندى أنا عودت حلا على كده انها متتكسفش مني هي ملهاش أخوات غيري ف كان لازم أكون صاحبها قبل ما أكون أخوها وعشان كده علاقتنا مفيهاش أسرار وأنا أقرب حد ليها بتحكيلي على كل حاجة من غير كسوف وعشان نفس السبب جيت بنفسي أجبلك حاجتك بالرغم إني كان من السهل ابعتها مع حلا لكن حبيت ارفع عنك الحرج عشان وقت ما تحبي تطلبي مني حاجة تتعلمي متتكسفيش مني أنا جوزك واقرب حد ليكي
– ندى بعصبية : ممكن متقولش جوزي ديه تاااني أنتااا مش جوزززي جوازنا باااطل ومش صحيح يعني أنتا بالنسبالي غريب
– حمزة مغيرا الموضوع : طب يلا عشان ننزل أنا مذنبهم تحت من ساعت مطلعتي وممكن نتكلم واحنا قاعدين على البحر
– ندى بارتباك : طيب أنزل وأنا هحصلك كمان شوية
– حمزة وقد أماء رأسه بتفهم قائلا : طيب بصي أنا هستناكي بره عقبال ما تظبطي نفسك
– ندى : ملوش لزوم انزلهم وأنا هجيلكم هناك
– حمزة : لأ معلش هاخدك معايا يلا انجزي بقا وأنا واقف بره لحد ما تخلصي بس متتأخريش
– ندى بغيظ : أووف طيب
خرج حمزة من الغرفة في انتظار ندى التي لم تتأخر عليه وبعد دقائق قليلة كانت قد خرجت إليه بعدما شكرته باقتضاب
حينما وصلا لحلا التي كانت بانتظارهم هي وحمزة فقالت بانفعال
– ها يا أبيه مش ممكن تفك أسرنااا بقا وتخلينا ننزل البحر
– حمزة : ماشي يا حلوتي انزلي يا قلبي بس متبعديش خليكي قدامي وأنا هقعد مع ندى
– حلا بمزاح : أه يا أخويا اقعد جنبها سليها هي محتاجاك الفترة ديه وقولها كلام كتيير يصلح ما تفسده الهرمونات
– ندى بغيظ من حلا : حلا بقولك أيه خدي أخوكي وانزلي وسيبوني في حالي مش عايزة حد يقعد معايا أنا اعرف أسلي نفسي شكراا
– حمزة متجاهلا حديث ندى الغاضب : سمعتيني يا حلااا يلا وزي مقولت متبعديش ومتتكلميش مع حد غير اصحابك البنات بس ثم توجه ببصره تجاة آدم قائلا : وأنتا يا دومي خد بالك من حلا أوعى حد يضايقها أو يعاكسها وهي معاك أنا سايبك راجل معاها اتفقنا ؟؟
– آدم : حاااضر يا بابا متخافش على حلوتي لو حد عاتسها “عاكسها ” أنا هضربه وأزعقله
– حمزة وهو يبتسم لولده ويطبع قبله على وجنته ثم ضرب على صدره بقبضه يده ضربة خفيفة قائلااا : أسد يا دوومي سااايب ورايا راجل ثم غمز له قائلا : حقيقي هذا الشبل من ذاك الأسد
نزل كلا من حلا وآدم البحر وجلس حمزة وندى على الشاطيء في مكان يمكنه من رؤية شقيقته وولده ويستطيع متابعتهما وهما يسبحان تحت أنظاره
– ندى : مكنش في لزوم تقعد معايا وتسيبهم لوحدهم
– حمزة بمرح : أمال اسيبك لوحدك يا جميل احنا نستغنى عنك يا قمر
– ندى بسخرية : مااالك ؟؟ وده من أيه ؟؟
– حمزة بمزاح: هههههه دعم الله مش حلا قالتلي أدعمك نفسيا وارفع من روحك المعدنية
– ندى بابتسامة صفراء : ههههه سكر أوي على فكرة
– حمزة بغرور مصطنع : ما أنا عااارف طبعا
– حمزة وهو ينظر لولده الحبيب وهو يلعب مع حلا بمرح وسعادة قائلا : أنا مش مصدق لحد دلوقتي أن آدم معانا في الرحلة وإن بريهان راشد وافقت أنها تسيبه معايا 5 أيام بحالهم
– ندى بتفكير: بيريهان ديه شخصية غريبة أوي أحمممم بصراحة بقا في سؤاال ف دماغي نفسي أسالهولك من ساعت ما شوفتها أول مرة بس كنت محرجة منك
– أجابها حمزة ضاحكا : مش عااارف والله
– عقدت ندى بين حاجبيها بدهشة متسائلة : مش عاارف أييه ؟؟
– حمزة : مش عارف ديه أجابة سؤالك
– ندى باندهاش : بس أنا لسة مسألتش
– حمزة : مهو أنا عارف أيه السؤال اللي عايزة تسأليه أصلك مش أول واحدة ولا هتبقي آخر حد يسألني السؤال ده ويكون جوابي نفس الجواب مش عاارف
– ندى : يا سلااام طب أيه السؤال اللي كنت هسأله ؟؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)