رواية صفقة حب الفصل التاسع 9 بقلم شيماء جوهر
رواية صفقة حب الفصل التاسع 9 بقلم شيماء جوهر
رواية صفقة حب البارت التاسع
رواية صفقة حب الجزء التاسع
رواية صفقة حب الحلقة التاسعة
“حيرة”
خرج طارق من الشركة ولم يروق له حديث والده على الإطلاق، قاد سيارته بضيق وهو يفكر فيما دار بينهم .. أحياناً يشعر بأحقية كلامه وحيناً أخر يكدب مشاعره ويرى إن ما أتخذه من قرار صحيح غير قابل للنقاش .
لذلك قرر إنهاء الموضوع بشكل رسمي وحتمي .. تناول هاتفه وإتصل بها .
في ذات الوقت كانت سارة على مكالمة بأحدهم، ألقت نظرة على الهاتف وجدت مكالمة من طارق على قيد الإنتظار .. تنهدت وأكملت حديثها قائلة :
– بقولك إيه أقفل دلوقتي هكلمك بعدين
أتاها صوت المتصل ليقول بدلال :
– ليه كده بس ملحقتش أشبع منك
إبتسمت سارة على تلك المغازلة في نبرة صوته، فبادلته بنبرة مائعة نوعاً ما وقالت :
– طارق بيتصل سلام دلوقتي أكلمك لما أقفل معاه
رد المتصل بنفس الاسلوب :
– طيب يا حبيبتي متتأخريش عليا
إبتسمت سارة وقالت بنعومة :
– سلام
*******************
أنهت المكالمة معه سريعاً وقامت بالرد على طارق فوراً .. بعد ساعة تقابلوا في إحدى الكافيهات على البحر .
على إحدى الطاولات كانت تجلس سارة قبل طارق، الذي مر قرابة عشر دقائق منذ جلوسهم وهو ساهم على هذا الحال .. قلقت سارة من حالته، فأخرجته من شروده قائلة :
– خير يا حبيبي قلقتني عليك
نظر لها طارق مطولاً وهو يفكر، قلقت من صمته ونظرته المتمعنة لها .. قطع صمته وقال بجدية :
– كل خير، مش كفاية كده يا سارة ؟
قضبت سارة حاجبيها بغرابة فتسائلت بعدم فهم :
– كفاية إيه ؟!
تنهد طارق وأكمل بنفس النبرة :
– أرتباطنا ببعض مش نعمل خطوبة ؟
تفاجئت سارة من حديثه، وأتسعت عيناها دهشة .. لم تكن تتوقع أن يقدم على تلك الخطوة في هذا التوقيت، كانت تتمنى لو آتى باكراً .
ﻻ تعرف ماذا تقول، وحاولت إخفاء توترها وهي تقول بنبرة هادئة ومنخفضة :
– خطوبة !! احم بس لسة بدري يا طارق
نظر لها ببلاهة، لم يتوقع هو الأخر رد فعلها، لم تكن هي سارة من مدة تلمح له بالزواج، فلما هذا يا ترى ؟!
رفع إحدى حاجبيه وهو يرد في دهشة :
– بدري إيه يا حبيبتي أحنا 4 سنين وشوية عارفين بعض وبنحب بعض يبقي ليه التأجيل بقى
كلامه منطقي وﻻ تملك الرد، بعد لحظات من التفكير قالت :
– طيب سبني أفكر وهرد عليك
نظر لها بتعجب ولكن رد بضيق :
– تفكري !! كنت بحسبك هتفرحي لما أقلك .. ودي حاجة كنتِ منتظراها مني
خشت سارة أن يفلت من يدها، فأردفت مسرعة توضح وجهة نظرها قائلة برجاء :
– ﻻ يا طارق مش كده .. بس سيبني أفكر عشان خاطري
نظر لها متفحصا قسمات وجهها، محاولة منه الكشف عما بداخلها .. تنهد ثم قال بنفس النبرة :
– ماشي يا ستي إللي يريحك
حاولت سارة تغيير نمط الحوار فقالت بنظرة خبيثة :
– اممممم اومال أخبار شريكتك إيه ؟
هنا شعر طارق بالضيق الشديد بمجرد سماع سيرتها، وتذكر بأخر أخبارها وﻻ يعلم السبب .. وفي ذات الوقت لن يسلك من تساؤلات وغيرة سارة المعتادة عليه .. فإنفعل وهو يقول :
– ﻻ حول الله يا رب إيه إللي جاب سيرتها دلوقتي، أطمني يا ستي هتتجوز قريب أرتحتي
تفاجئت سارة، وأبتلعت غصتها بصعوبة، فردت بشرود حيث تغيرت معالمها فجأة وﻻحظ طارق هذا ولم يعيره إهتمام :
– معقول .. عرفت أمتى ؟
رد بعدم أكتراث :
– تقريباً امبارح كده
ظهر توتر سارة وكاد أن يشحب لونها .. تسائل طارق بقلق وإهتمام وهي تحاول الإخفاء :
– مالك يا حبيبتي أنتِ كويسة ؟
سهمت ثم نهضت فجأة وقالت دون النظر إليه :
– آه بس محتاجة أروح تعبانة شوية
نهض طارق هو الأخر وقال بقلق :
– الف سلامة عليك طيب يلا أوصلك
رفعت رأسها وقالت بعجالة :
– تمام يلا
خرجا من الكافيه سريعاً وأستقلا السيارة وفي طريقهما لمنزلها .. أثناء الطريق كان يخطف نظرات لها ليجدها ساهمة تنظر إلى المارة، وصلت منزلها ونزلت دون أبداء أي كلمة، حتى طارق تعجب كثيراً من أمرها اليوم .
********************
عاد طارق إلى المنزل ولم يمر على الحديقة ليمر على والدته كالعادة .. بل صعد إلى غرفته مباشرة ليفسر ما حدث اليوم، محاولة منه لربط الأحداث .
تفاجئت تهاني بعودة طارق دون سماع صوته، فهي ليست بعادته .. لم يمر وقت طويل ودقت الساعة الثانية بعد الظهر، موعد وصول محمود للمنزل .
كالعادة كانت تهاني بأستقباله بإبتسامتها الحانية .. وعلى المائدة ﻻحظت تغير زوجها على غير عادته يومياً، فأقبلت عليه متسائلة بإهتمام وهي تربت على ساعديه بخفة :
– مالك يا حبيبي في إيه ؟
تنهد بعمق وضيق، ترك الملعقة من يداه ثم أردف بضيق دون النظر إليها :
– ابنك مبقتش عارف دماغه دي رايحة فين
قضبت جاجبها وقالت سريعاً بعدم فهم :
– قلقتني إيه إللي حصل ؟
طرق بكفه على سطح المائدة بخفة وهو يردف بغضب :
– ابنك يا ستي عايز يخطب سارة
أتسعت تهاني عيناها دهشة وقالت :
– نعم !! ملقاش غير سارة ويتجوزها ! الولد ده أتجنن وﻻ إيه ؟
ضرب محمود كف بالأخرى بحيرة كبيرة ورد بضيق :
– مش عارف بجد، مصمم عليها يا ستي وراسه وألف سيف يتجوزها فجأة كده، أنا قلتله أكتر من مرة أبعد عنها مفيش فايدة .. خليه ونشوف نتيجة تصرفاته هتبقى شكلها إيه وميجيش يعيطلنا في الأخر
قالت تهاني بعد تغكير ولكن بنبرة ضيق :
– عشان كده طلع على اوضته ومرضيش حتى يسلم عليا زي ما متعود كل يوم .. وﻻ حتى رضي ينزل يتغدا معانا .. وأنت موافق يتجوزها ؟ إيه إللي بتقوله ده !!
نهضت سريعاً وهي تتوعد له قائلة :
– حسابه معايا الولد ده
نهض محمود سريعاً هو الأخر كي يهدء من روعها قليلاً وهو يقول :
– أستني بس يا تهاني رايحة فين، هو هنا من أمتى ؟
ردت سريعاً :
-قبل ما تيجي بشوية
تركته وصعدت لغرفة طارق، وهو يحاول إيقافها .
قرعت تهاني على الباب عدة قرعات متتالية وسريعة ثم دخلت الغرفة فجأة، تفاجئ طارق بدخول والدته بهذا الشكل الإنفعالي وﻻ يعرف ما حدث .
نهض على الفور وهي تعقد ذراعها وتنظر له مطولاً .. قطعت الصمت وهي تقول بجدية :
– صحيح إللي سمعته ده ؟
شعر بالقلق من نبرتها، فرد بعدم فهم متسائلاً :
– سمعتي إيه ؟
أجابت تهاني على نفس الوضع :
– عايز تخطب إللي أسمها سارة دي ؟!
لم يأخذ هدنة من إقناع والده حتى يدفع في نفس النقاش مع والدته ويحاول إقناعها هي الأخرى، أو بالأحرى يضعها أمام الأمر الواقع .. زفر بشدة وهو يقول بضيق :
– مالها بس سارة يا ماما .. ماهي بقت كويسة أهي
زفرت بغضب ولكن حاولت أن تتفاهم معه بهدوء، فأردفت قائلة :
– يا حبيبي مش دي الزوجة إللي تناسبك وﻻ تبقى أم لعيالك .. فوق لنفسك أنت عمرك ما حبيت سارة، وﻻ نسيت إللي عملته فيك ؟
كلام تهاني فتح له الأبواب المغلقة منذ سنوات، شعر بالحيرة والشرود بالتفكير في حديثها مع رد فعل سارة معه، ولكن كان يكابر ما يشعر به .. فصاح بها بغضب :
– ﻻ منستش، بس قررنا إننا نبدأ من جديد .. أنا فعلاً بحبها يا ماما وشايف إنها هتسعدني
كادت أن تصيح به تهاني، قاطعها محمود قائلاً بهدوء :
– لو كنت بتحبها بصحيح كنت زمانك نسيت إللي حصل من زمان وبدأت معاها صفحة جديدة زي ما بتقول، كنت عارف أن اليوم ده هيجي بعدين، بس كنت متوقع إنك من نفسك هتسيبها لما تفكر بعقل، وواضح إنك معندكش عقل أصلا ً
شعر بالضيق والإنزعاج الشديد من حديث والده، ولكن المكابرة مازالت مستمرة في داخله ﻻ يعرف ماذا يقول بعد حديث والده، الذي نظر لتهاني نظرة تعلمها جيداً فقالت بهدوء متماسك :
– يعني أنت مصمم تتجوزها ؟
رفع طارق رأسه وقال بتحدي :
– ايوة
تنهدت تهاني بنفاذ صبر وقالت :
– ماشي يا طارق .. أتجوزها، بس حسك عينك تيجي في يوم وتشتكي منها .. أنت سامع ؟ إللي بيشيل أربة مخرومة بتخر على دماغه، أنت المسؤول عن أختيارك
تركته وخرجت هي ومحمود، غارقا في أفكاره ﻻ يعرف ماذا يفعل، فقد طفئ حماسه وقلت فرحته .. ظل شريداً يفكر في حديث تهاني ولم يصل لنتيجة بعد .
********************
أنهى عاصم المكالمة التي كان يجريها وعلى وجهه علامات الغضب والتفكير، فاق من شروده على صوت قرعات الباب، ليدخل صلاح منه مهلهلا :
– إيه يا دنجوان عصرك وأوانك، مالك متعصب ليه كده ؟
نظرله بطرف عينيه وهو يقول بهدوء :
– هي فين العصبية دي ؟ أنا بس متنرفز شوية
ضحك صلاح ثم قال مداعباً :
– سلمى وﻻ الجو ؟
زفر بشدة وهو يقول :
– ميفرقوش عن بعض، الأتنين نكد .. بس الجو لينة حبتين شوية دلع على دلال كده يعني، واديها اتقمصت وعملالي مناحة عشان عرفت بخبر جوازي منين الله أعلم ..إنما سلمى متحفظة جداً وﻻ عطياني ريق حلو
رد صلاح بعدما داعب ذقنه مفكرا :
– مش يمكن عندها حساسية من طريقة خطوبتكوا لبعض ؟
قال عاصم بضيق :
– بس مش كده يعني الموضوع عدى عليه وقت طويل أوي وخدنا على بعض، بس مش عارف منشفاها ليه دي
رفع صلاح حاجبه وقال باستنكار :
– يعني قفشتك أكتر من مرة مع السكرتيرة ومش عايزها تنشف، ده غير إنها صابرة عليك أكراماً ﻷبوها إللي كان مرمي في المستشفى بقاله سنة وشوية
هنا تذكر أخر كلماتها معه، فصاح به عاصم بغضب :
– يووووووو هتقرفني أنت كمان، ماهي عارفة إنها مجرد نزوة
نهض صلاح وقبل أن يرحل رد بجدية :
– أنا خايف عليك من رد فعلها بعد كده، خد بالك
تركه وذهب يفكر قليلاً في حديثه، فهو شاهد رد فعلها منذ قليل بالفعل، ولا يعرف كيف يتعامل معها في الفترة القادمة .. يجب أن يكون مراعي لكل كلمة وتصرف يقوم به ثم لم يعطي له إهتمام بعد .
***************
في صباح اليوم التالي بعد إن أستعدت نور للذهاب إلى محاضراتها، مرت بجانب غرفة طارق، حيث وجدت الباب مفتوح على مصرعيه .. وأمام المرآه وجدته يهندم مﻻبسه ويبدو متألقا، سندت على الباب ورسمت بسمة صغيرة على ثغرها وهي تقول :
– ياسيدي يا سيدي إيه ده كله، متشيك كده ليه على فين العزم ؟
ألتفت إليها طارق ضاحكا وهو يرد :
– هههه بس يا لمضة رايح أقابل سارة
نظرت له نظرة خبيثة ثم إبتسمت مداعبة :
-امممم سارة بردو !
نظر لها محذراً فهو يعلم مقصدها جيداً، ثم قال بمزاح :
– اها سارة اومال هتكون مين يعني، أصل عقبال أملتك اخوكي هيخطب قريب
المفاجأة أذهلت نور كثيراً، وسعدت لخبر أخيها فصفقت وهي تصيح بمرح وفرحة :
– ﻻ مش معقول أخييييييراً يا بشر طارق باشا هيخطب أمتى أمتى
كان طارق سعيداً حقاً لفرحة شقيقته له، ثم قال بحماس وهو يضحك :
– ههههههه استني عليا الأول كلمت بابا في الموضوع ووافق وكمان يومين وﻻ حاجة وأروح أخطبها
صفقت نور بحرارة وهي تصيح :
– ايوة بقى مبرووووك يا طروقة
إبتسم طارق وقال بحب :
– الله يبارك فيك عقبالك أنتِ كمان
رفعت نور يداها أعتراضا وهي تقول مداعبة :
– يا سيدي نطمن عليك أنت الأول بس وأشوف نفسي أنا بعدين
إبتسم طارق ثم رفع إحدى حاجبيه مداعبة وهو يقول :
– الله يكون في عونه بجد
ضربته ضربة خفيفة على منكبه وهي تردف بحزن طفولي :
– اخس عليك يا طارق ده أمه دعياله هو يطول يابني
أزاحها طارق من طريقه وهو يخرج مردفا :
– طب أوعي يا لمضة هتأخر على ميعادي كدة
غمزت له نور مداعبة بمرح :
– ايوة يا عم هنيالك يا فاعل الخير
ألتفت إليها طارق بمزاح :
– بس يا بنتي بلاش قر
لم تتمالك نور ضحكلتها وأطلقت العنان لها :
– ههههههههههههههههههههههه
تركها وخطى خطوات سريعة على درجات السلم وهي خلفه .. تناولت هاتفها وإتصلت بسلمى كي تستعد للخروج .
*************
تجلس سارة على إحدى الطاوﻻت تنظر في ساعة بدها تارة وعلى باب النادي تارة أخرى .. عندما رأت إيهاب مقبل عليها حاولت تجنبه، ولكن هو بعد غلق صفحتها أحب رؤيتها ويقدم بالسلام عليها عندما رأها تجلس بمفردها .
إقترب منها وجلس قبالتها وهو يقول باسما :
– ازيك يا سارة عاملة إيه ؟
ردت سارة دون أي تعبير على وجهها، فقط قالت بهدوء :
– الحمد الله تمام
لحظة صمت قطعها إيهاب وهو يقول :
– مالك قاعدة لوحدك ليه، كدة مستنية حد ؟
نظرت سارة في ساعة يداها وهي تقول :
– اها طارق بس مش عارفة أتأخر كدة ليه،
متعرفش هو فين ؟
أجاب إيهاب بلامبالاه :
– ﻻ وأنا أعرف منين
ﻻحظت سارة طريقة حديثه المتغيرة، فسئلته متعجبة :
– مالك يا إيهاب ؟
نظر إليها باسما وقال ببرود :
– مليش يا سارة أنا كويس .. اه صحيح نسيت أباركلك
ردت سارة بغرابة وعدم فهم :
– على إيه ؟
أجاب إيهاب بنفس الأسلوب :
– خطوبتك أنتِ وطارق
ردت بإبتسامة خفيفة :
– اها عقبالك أنت كمان
قال في سره بلامبالاه، وقد ارتسمت بسمة ساخرة على شفاتيه :
– كان نفسي تكوني أنتِ
شرد قليلاً فنادت عليه سارة :
– إيهاب إيهاب روحت فين يا ابني
فاق إيهاب من شروده وهو ينظر أمامه وجد طارق مقبل عليهم، فنهض وهو يقول سريعاً :
– ها مفيش طارق وصل أهو أسيبكوا أنا بقى
رحل إيهاب بعدما صافح طارق، فقد شعرت سارة حقاً بتغيره عما قبل، شريد ويبدو عليه الحزن .. كذلك طارق وﻻ يعرف يقول له ما به ﻷنه يعرف صديقه جيداً .
**************
بعد المحاضرة سلمى ونور في الكافتريا كالعادة، حيث سلمى تتاكئ بذراعها على الطاولة .. عيناها مغلقة قليلاً ويبدو عليها الإجهاد .
ﻻحظت نور غفوتها فهزتها سريعاً وهي تصيح بها :
– أنتِ يا بنتي إيه فوقي
زفرت سلمى بعمق وهي تفرد ذراعيها بتعب، فردت مثاوب :
– المحاضرة كانت طويلة ومملة أوي
ضحكت نور وهي تأكل شطيرتها ضاحكة :
– هههههههه الدكتور ناولنا السنادي بس خير متقلقيش
نظرت لها سلمى وهي تقول بكلل :
– متعرفيش سيكشن الثلات أتأجل أمتى ؟
لم ترد عليها نور فكل تركيزها منصب على الطعام ليس إلا، فصاحت بها بغضب :
– سيبي الأكل ده وركزي معايا
ردت نور وهي تلتهم شطيرتها :
– اممممممم ناقص لمون مجبش ليه ده
لم تتمالك سلمى ضحكتها وسط غضبها وهي تقول :
– هههههههههه شكلك مسخرة بجد وأنتِ بتاكلي سيبي الكبدة دي وخليكي معايا شوية لمون إيه بس
نظرت لها نور بحزن طفولي وهي تقول معترضة :
– مش ﻻزم أكل عشان أشحن من جديد بطاريتي فصلت الله وﻻ عايزاني اهنج في المحاضرة
ردت سلمى بنفس الحالة :
– ههههههههه والله محسساني اني بتكلم مع موبايل نوكيا القديم ده ابو زراير عارفاه ههههههه
نظرت لها بضيق طفولي وهي تضع شطيرتها على الطاولة .. عقدت ذراعها وهي تقول بضيق طفولي :
– أنتِ رخمة طب والله ما أنا واكلة ها
ضحكت سلمى بشدة على حالتها الطفولية، وهي تنظر لها بحب قائلة :
– هههههههه حقك عليا يا ستي بس أنتِ فصلان بجد ربنا ما يحرمني منك أبداً
ضحكت نور فرحة من حديثها، وأنها ظلت لفترة طويلة في حزن مردفة :
– ههههههه وﻻ منك يا لوما ايوة كده أضحكي أضحكي
استردت سلمى حديثها مداعبة :
– هههههههه بتحبي الأكل جداً، أنسي مقولة قلب الأنثى قطة، قولي قلب الأنثى في معدتها
ضحكت نور بمزاح وقالت مختلط بجدية :
– ههههههه عمرك ما شوفتي علاقة ناجحة غير مع الأكل، وﻻ شوفتي بطاطس اتنكت عليك عشان معلهاش كاتشب وﻻ البطيخ جبتيله جبنة تركي بدل المش
أستكملت سلمى مزاحها وأردفت :
– ههههههههههههه بصراحة مشوفتش، أمشي من هنا يا بت أنتِ جبارة
تنهدت نور بأريحة وهي تأخذ قطمة من شطيرتها وهي تقول :
– طيب بس خلي الواحد ياكل بضمير
خطفت منها الشطيرة كأنها تعاقبها وقالت بجدية مصطنعة :
– هاتي ساندوتش قربتي تخلصي الكيس كله
فتحت الكيس وأخذت منه شطيرة وبدأت تناوله :
– آه صحيح أخبار الشغل إيه مع طارق
شعرت بالضيق من مجرد السيرة، فردت بثبات وجدية :
– كويس الحمد الله
إبتسمت نور وهي تقول :
– تبقي باركيله بقى
قطمت سلمى قطعة وقالت بالامبالاة :
– اشمعني يعني هيجوز !
إندهشت نور وقالت ضاحكة :
– ههههههه جيبتي التايهة اها هيخطب قريب
وضعت سلمى الشطيرة على الطاولة بصدمة وقالت بفاجئة :
– إييييه !!
يتبع ..
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية صفقة حب)