رواية عزف الروح الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح البارت الخامس والعشرون
رواية عزف الروح الجزء الخامس والعشرون
رواية عزف الروح الحلقة الخامسة والعشرون
حاولت تحريك قدميها ، ذراعيها ، جسدها ، أي شئ ولكن لم تستطيع هناك من يكبل حركتها ، لتفتح عينيها بنعاس ، ثوانٍ لتستوعب أنها نائمة بأحضانه علي الأريكة منذ البارحة ، لقد غفت ونامت علي صدره أثناء الفيلم .
قدميه الإثنتان كانوا يحيطوا بقدميها مكبلين حركتهم تماماً كذلك كانوا يرسلون إليها دفئ جسده ، بينما إحدي ذراعيه كانت مسند لرأسها و نهايتها تتوسط ظهرها والأخري تحتضن جسدها مقربه إياه لجسده ،، بالمجمل كان ضامماً إياها بكلتا ذراعيه وكذلك قدميه وكان الغطاء يدفئ كلاهما ،، وبذراعها هي كانت تحتضنه وتستكين نهايتها هناك علي ظهره ،، جاهدت لتخليص تلك اليد ونجحت لتحررها تماماً وتخرجها من الغطاء باعده إياه قليلاً عن وجهها حيث شعرت ببعض الإختناق من ضئالة حجمها الذي يقابل جسدهُ الضخم علي تلك الأريكة الصغيرة ، بعد ذلك رفعت رأسها لتقابل وجههُ النائم بِسلام .
أخذت تتأمله بدايةً من شعرهِ الفحمي الطويل والكثيف والذي تساقط منه البعض علي عينيه معيقاً تأملها لترتفع يديها بتلقائية وترجعهم للخلف ثم حواجبه السوداء الكثيفة الذين يليهم رموش أكثف تصرخ بالسواد وهنا مررت يديها عليهم لتشعر بتلك الرعشة التي حدثت تحت أصابعها بسبب ملامسة رموشه ، إنتقلت يدها بعفوية لذقنه الخفيفه لتتلمسها وتشعر بخشونتها ، أخذت تفكر كيف هذا الوجه ذو الملامح الهادئه يخافه كل من يسمع بهِ وكل من لا يعرفه وكان منهم والدها ، والدها الذي خشي عليها منه وهي الأن نائمة بأحضانه ولو إستطاع أن يحضر لها قطعه من السماء سيفعل وهي متيقنه من هذا ، قادها تفكيرها إلي إبتعادها عنه مع كل أفعاله هو لا يستحق ذلك البعد ، يجب أن تتناسي مخاوفها من أجله بل من أجلهم سوياً من أجل حياتهم معاً ،، جال علي ذهنها كم من الرائع أن يكون لديهم أطفال يلهون هنا وهناك يمتلكون أعين أبيهم السوداء و هالته الساحره … كل هذا يسوقها لفكره واحدة كم هي تحبه وجاء الفكر ملتصق بالقلب لتنتقه الشفتان بهمس تخلل أذنيه : بـــحــبـــــك .
والأخر مستيقظ يمنع نفسه من الإبتسام ومن أخذها بضلوعه أكثر من ذلك لكي يسمع وإستمع لما يريده حيث جاء صوتها المترجي يهمس : هتصبر معايا صح .. أنا هتغلب علي خوفي أكيد بس عايزة وقت .. الموضوع صعب .
وأنهت كلامها بتنهيده لتعاود ملامسة وجهه بحب واللعب بشعره ثم إنتقلت لشفتيه تتلمسهم وهنا نطقت الشفتين أخيراً وقد لامست وتراً حساساً متحدثاً بمكر : المكان ده خطر عليكي .
شهقت بمفاجأه ثم تحدثت بضحك وهي تتلاعب بخصلاته : إصحي بقي .
وأتاها الرد نافياً متحدثاً بصوتهِ الأجش ” خليكي كدي شوية ” وأتم كلامه بتملك حيث جذبها أكثر لأحضانه لتدفن هي الأخري رأسها بعنقه ويتبعها هو بدفن وجهه في خصلاتها بعد أن قَبَّل رأسها متمتماً بحمد الله علي تلك النعمة التي بين يديه .
………………………………………………………
ربع ساعة مرت علي وضعهم وهي إستكانت تماماً مستسلمة لدفئ جسده والغرق بين ذراعيه الباثين لها الآمان والراحة والشعور بالطمأنينه وهو لم يشبع ولكن وعد صديق والده بقضاء اليوم معه من الظهيره ، لذا إعتدل نائماً علي ظهرهِ وإمتدت يده للطاولة ليلتقط الهاتف ويضئ الشاشة ليتعرف علي الساعه ثم تركهُ وأعاد النظر لاسيل قبل أن يعتدل جالساً علي الأريكة بإستقامة وإلتف إليها برأسه ثم إمتدت يدهُ ليبعد خصلاتها عن وجهها لتطالعه بإبتسامة وتتحدث بطفولة : أنا جعانه .
ضحك وقام من جلستهِ ثم أزاح الغطاء عنها ليضع يده أسفل ظهرها والأخري تحت ركبتيها ليرفعها حاملاً إياها وإتجه للمطبخ بين ضحكاتها ، وضعها علي الكرسي وإتجه للثلاجة ليفتحها ويخرج منها الطعام ويضعهُ علي الطاولة أمامها ،، بينما وضعت هي كفيها أسفل ذقنها وأخذت تتأمله وهو يجهز الفطور .
تحدثت وهي تُطَالعه يتوجه هنا وهناك : إنت كدي هتدلعني أوي وأنا هاخد علي كدي .
بفخر أجابها وصوت رجولي هز كيانها بعد أن ترك ما في يده وإتجه لها ليجلس بجوارها ويكوب وجهها بيده : مش كنتي في بيت والدك أميره وهتبقي في بيتي ملكة .
إبتسمت تحت كفيه وأمالت رأسها علي إحداهما وهمست بحب : وإنت الملك .
أومأ مؤيداً ثم وقف متحدثاً بضحك بعد أن أخذ قبلته السريعه بالتأكيد : بس مفيش مانع لو ساعدتيني .
ضحكت هي الأخري ووقفت للتتحدث : أعمل إيه .
أشار علي التوست وتحدث : هاتي التوست حمصيه .
إتجهت للتوست قائله بحماس بعد أمسكت التوست البني والأبيض : بتحب أنهي أكتر الأبيض ولا الأسمر .
تحدث بتلقائية ” الأسمر ” لتحني شفتيها للأسفل وتتحدث : أنا بحب الأبيض أكتر .
أومأ لتتحدث بخيبه : وكمان بتحبه محمص أنا بأكله طري مبحبوش محمص أبداً .
وضع الأطباق علي الطاولة ثم إتجه لها ليحتضن ظهرها ويجذب التوست من يدها قبل أن تضعه بالمحمصة متحدثاً بهدوء : أكله طري عشان خاطرك .
جذبتهُ من يدهِ مره أخري ووضعتهُ بالمحمصة متحدثة : وأنا مش هرضي كل واحد ياكل اللي بيحبه ،، الفرق إن الأسمر صحي أكتر بس مش بحبه ،، بحسه خشن وقاسي .
جذبها لهُ أكثر ثم أحني رأسهُ وقابلتهُ هي أيضاً برأسها ليتحدث ببعض الممازحة بعد أن أصبحت وجوههم متقابله : متأكده .
أغمضت عين واحدة والأخري رفعت حاجبها في حركة أغرته وتحدثت بضحك : ده توست علي فكره .
أدارها لتقابله وجذبها لصدره متحدثاً برغبه ومكر : أنا بقول نسيب الفطار دلوقتي و …
دفعته بطول ذراعيها برفق وتحدثت ويديها علي صدره بغنج ونعومة : بس أنا جعانه .
ولم يستطيع الرفض لصغيرتهُ ليقرص وجنتاها ويومئ بخفه و بعد دقائق كانوا يجلسون سوياً علي كراسي طاولة المطبخ يتناولوا فطورهم .
إنتهي الفطور ليتحدث فهد بأريحة وهو يمسح عن فمه بمنديل الطعام : خلينا نجهز عشان نخرج .
أومأت لهُ و إلتقطت كوب العصير متحدثة بهدوء : طيب إطلع إجهز وأنا هاجي وراك .
وقف لينحني قليلاً ويقبل وجنتها ثم إتخذ طريقه صاعداً للغرفة تاركاً لها كل الراحة ، دخل الغرفه ليتوجه ناحية الحمام ، وقف تحت المياه ليشد علي شعره برفق في حين يفكر في ماهية خوفها ،، أيعقل أنها تخافه لهذا تخاف الإقتراب ؟ ،، أم مجرد خوف مثل خوف كل النساء في بداية الزواج ، ولكنه شعر بشعور غريب في همسها بين أحضانه هي كانت تتوسله الصبر … كانت تناشده نشلها من عمق مرض مزمن هي واقعه فيه .
بينما في الأسفل إنتهت هي من إكمال فطورها ثم لملمت الأطباق ووضعتهم بالمغسله .. وإنتظرت حتي ينتهوا مستنده عليها بظهرها تفكر في تلك اللحظات البسيطة الفائته الجميله … العيش مع فهد جنه يجب أن تعرف قيمتها .
…………………………………………………..
دخلت الغرفة مُزامنةً مع خروجه من الحمام ، هالت نظره منها إليه لتشهق بقوه واضعه يديها علي عينيها حيث كان يلف منشفه علي خصره فقط .. صدرهُ عارياً … شعرهُ يقطر ماء كذلك جسده المبلل ،، ليقهقه مقترباً منها حيث كانت هي ملتصقه بالباب فأتم إلتصاقها بقطع المسافه بينهما وأبعد يديها عن وجهها وأكملهُ بوضع كلتا يديه بجانب وجهها متحدثاً بصوتهِ الرخامي : إفتحي عنيكي .
ونظر لها بإستمتاع حيث فتحت عينيها تنظر لعينيه متحاشية النظر لجسدهِ العاري المبتل وإستشعر أنفاسها المضطربه ليقترب بوجهه ويلامس بهِ وجهها مستنعماً بنعومتها ووضعت هي يديها علي صدره لتغمض عينيها مجدداً ويشتعل هو بلمستها ، إبتعد ناظراً لوجهها ثم قبل عينيها المغمضة لتتفرق شفتيها طالبه هواء أكثر ، وتحت رعشة رموشها إبتعد ناظراً لإظطرابها ثم إتخذ خطواته ضاحكاً إلي الخزانة.
شعرت بإبتعاده وكذلك صوت ضحكاته لتعض شفتيها بخجل ولكن كان الضيق واضح أكثر علي محياها لتلاعبهُ بها وبتلقائيه سارت للسرير لتلتقط إحدي الوسادات ووجهتهَ إليه بغيظ ونجحت وجهتها حيث إستقرت الوساده علي ظهرهِ العاري قبل أن تسقط أرضاً ،، وقبول دقت بقلبها حين إلتف إليها بنظراته الغامضة متحدثاً قبل أن يتخذ خطواته إليها : ممكن نلغي خروجة إنهارده ونقضي يوم هنا في الأوضة دي أحلي بكتير .
وجائت أخر كلماته شديدة واثقة حيث شدد علي كل كلمة فيهم مؤكداً عن رغبته إذا أرادت مؤكداً لها أنها غير قادره علي نتائج فعلتها تلك ،، وبدورها هي جرت إلي الحمام مسرعه وهي تتحدث : لا نلغيها إزاي … أنا عايزة أشوف بتاع الورد .. أصدي عمك .. لالا أصدي صاحب الورد .. عمك أيوة عمك .
كلمات متقطعه ، متفرقة حاولت بها توصيل رأيها وهي تتجه للحمام بظهرها حيث تقابلهُ بوجهها مع تعبيرات وجهها وإشارات يديها الذين إشتركوا في إبداء الرأي و لم تصلح إحداهما لتتوقف قبل باب الحمام متنفسه بعمق وبهدوء أردفت وهي توقن كلماتها : صاحب باباك .
ثم أشارت للحمام وتحدثت بتأكيد : هجهز حالاً .
دخلت الحمام ليجلس هو علي السرير ويضع يديه في خصلات شعره محني جسده للأسفل قبل أن ينفجر ضاحكاً بقوة وصلت لها بالتأكيد … زوجتهُ تلك ليست إلا طفلة صغيره تفوح منها نكهة الأنوثة .
قام من مكانه وإتجه للخزانة وإنتقي حلتهُ الرماديه بقميص أسود وإرتداهم ثم إلتقط جاكيته ووضعهُ علي يده وخرج من الغرفه من الإحراج … إنتهت اسيل لتخرج وهي ترتدي روب الحمام الأبيض وتضع المنشفه علي شعرها ،، جلست أمام المرآه لتجفف شعرها بمجفف الشعر ثم رفعتهُ علي هيئة كعكه فوضوية ثم إتحهت للخزانة وكانت شاكره لهُ لأنه خرج من الغرفه فراحت تتحرك بأريحة وإلتقطت ملابسها لترتديهم حيث إرتدت فستان شتوي يصل لقبل ركبتيها بقليل رمادي اللون وعليه جاكيت جلدي يصل حتي خصرها باللون الأسود وشراب أسود قاتم يغطي قدميها بالكامل مع الحذاء الشتوي الأسود ذو الكعب العالي وإرتدت كلفة حمراء حاوطت عنقها تناسقت مع حقيبة يديها الحمراء ثم خرجت لتحلس أمام المرآه ثانيةً وتصع بعضاً من مساحيق تجميلها الخفيفة ثم سرحت شعرها مموجه أطرافه وتركتهُ ينسدل بحريه علي ظهرها .
تطلعت علي هيئتها بالنهاية ثم تفحصت حقيبتها ومحتوياتها ثم إلتقطت هاتفها وقبل أن تضعه بالحقيبه تذكرت أنهُ مغلق ففتحته بهدوء وهي تتقدم بإتجاه الباب وتفتحه خارجة وبهدوء نزلت درجات السلم ،، تبين لها مكالمات والدها وأختها وكذلك أروي لتتنهد فقد نست أمرهم تماماً لا بد وأن والدها قلق الأن فقررت محادثتهم بعد العوده من الخارج .
لم تجده بالأسفل ووجدت باب الڤيلا الكبير مفتوح لتتوجه إليه خرجت وأقفلتهُ ورائها لتتضح لها السيارة الذي يقف متكئاً عليها بجذعه وهو يتحدث في الهاتف ،، إقتربت منه بهدوء وكذلك هو أغلق الهاتف ليطالعها مبتسماً ويفتح لها الباب الخلفي لتركب و يركب هو الناحية الأخري بينما هناك السائق أدار السياره وتحرك بها لوجهتهم .
تسائلت اسيل من أين جاء السائق وتلك السياره خلفهم التي يركبها حراس فهد ليجيبها فهد بجدية : الحراس محاوطين الڤيلا بس انا مخليهم بعيد شوية عشان تبقي علي راحتك .
أومأت ثم تحدثت بتساؤل : طيب و ليه مفيش خدم هنا .
تحدث وهو يحيط كتفها بذراعه : في ناس بتيجي تنضف الڤيلا كل شوية إنتي عارفة أنا مبجيش هنا كتير .
أراحت رأسها علي صدره وتحدثت : هو الطريق طويل .
نفي فهد متحدثاً وهو يلاعب خصلاتها : لا يا حبيبتي مش طويل .
إبتسمت بصدق وهي تستشعر حلاوة ومذاق تلك الكلمة من شفتاه ، وأمام ذلك القصر الكبير توقفت السياره بعد عبورها من البوابه الإلكترونية الكبيرة ليسرع أحد الحراس بفتح الباب لكليهما ، ترجلت اسيل من السياره وهي تنظر لذلك الرجل الكبير في السن الذي يقف في إستقبالهم بإبتسامة مشرقة وهو يرتدي بدله بيضاء ذات منديل وردي اللون بشعر ولحية بيضاء كالثلج مع القليل من الشعيرات الرمادية مستنداً علي عصاه الخشبية ذات اللون العسلي ، إلتقط فهد بيدهِ كف اسيل وسار إلي ذلك الرجل ليترك اسيل ويدخل في أحضان ذلك الذي فتح كلتا يديه مستقبلاً إياه ثم تحدث بعتاب : بقالك أد إيه مبتجيش هنا ! .. بقالي أد إيه أنا ما شوفتكش .
إبتسم فهد ثم راح يبرر بجدية : سامحني يا عمي بس الشغل بقي انت عارف .
إبتسم الأخر ثم تحدث بمكر وهو يطالع اسيل : ولا في حد خدك مننا .
ضحك فهد ليتحدث بثقة : ومين بس اللي هياخدني منك .
ضحك الرجل وتحدث بسرور وهو ينظر لاسيل : دي بقي الجميله اللي وقعت فهد نجم الدين .
أومأ فهد ثم وضع يده علي ظهر اسيل متحدثاً : اسيل يا عمي مراتي … ثم وجه حديثه لاسيل قائلاً : أمجد بيه صاحب بابا الله يرحمه وفي مقام والدي .
رفعت اسيل يدها لتسلم عليه و القتهُ بعباره رقيقه ” إزي حضرتك ” ليضحك أمجد جاذباً إياها لأحضانه قبل إن يتركها متحدثاً لفهد بنبره قوية ممازحة في نفس الوقت : اوعي تكون بتغير .. من انهارده بقت بنتي زيك بالظبط .
ابتسم فهد ونفي بينما تخبطت هي وجنتاها بحمرة الخجل ، ثم حثهم أمجد علي الدخول وفي قاعة الجلوس الكبيرة قدمت إحدي الخادمات لهم القهوة وبدأ أمجد الحديث متحدثاً : قولي بقي إتعرفت علي الأنسة الحلوة دي منين .
إبتسمت اسيل وراحت تتأمل صوته العذب وهو يسرد أول لقاء لهم ليتحدث أمجد : في مقابلة عمل يعني … علي كدي يا اسيل بتفهمي في الإقتصاد وإدارة الأعمال .
إكتفت اسيل بكلمة تؤيد كلامه ” أيوة ” وأكمل فهد بتفاخر : اسيل دراعو اليمين لعزام بيه .
أزداد إعجاب أمجد وظهر ذلك علي محياه وفي هذا الوقت دخل عليهم ” تيم ” ابن السيد أمجد والذي كان بعمر فهد تقريباً وفوراً إتجه لفهد يحييه و يحتضنه بخفة وهو يتحدث : مصدقتش نفسي لما قالولي إنك هنا … مين الأمورة .
قالها وهو ينظر لاسيل مشاكساً في فهد فراحت اسيل ترفع حاجبها في إستنكار قبل أن يري تيم نظرة فهد المظلمة و قبل أن ينهرهُ فهد تحدث هو بسرعه : خلاص خلاص يا عم بنهزر .
وكزهُ فهد بحدة في كتفهُ ليمسك الأخر بذراعه متحدثاً ببعض المرح وسط تألمه : جوزك إيديه تقيلة أوي إوعي تزعليه في يوم .
ضحكت اسيل بخفه وهي تستلطف ذلك الشاب والذي ذكرها بمرح أروي لتبتسم مجدداً بتلقائية ، وعند جلوس فهد تحدث تيم موقفاً إياه بسرعه متحدثاً : إيه إنت هتقعد قوم حصانك بقالو كتير مجريش .
ضحك فهد وتحدث بثقة : شكلك عايز تتغلب ،، وأردف الأخر بتحدي : هنشوف .
أومأ فهد وهو يعيد كلمتهُ بهدوء واثق ” هنشوف ” ثم خلع جاكيته وأعطاه لاسيل لتلتقطه وتضعه علي رجليها وهي تنظر لكليهما قبل أن ينطلق مع تيم للخارج متحدثاً : عن إذنك يا عمي .
وقف أمجد متحدثاً بعد خروجهم : تعالي يا بنتي هنطلع نتفرج عليهم من فوق .
تحدثت اسيل بهدوء متسائله : فوق فين .
ضحك أمجد وتحدث ” من التراس متخافيش أنا في مقام والدك ” ، همهمت بتفهم و أومأت رأسها ببعض الحرج و من ثم تبعتهُ للأعلي ، وفي تلك الشرفة الكبيرة ذات السور الزجاجي مكنتهم من رؤية الحديقة بمعظم أجزائها جلسوا سوياً تفصل بينهم طاولة صغيرة ولحقت بهم خادمة تحمل أطباق بها بعض من الحلويات كالجاتو السوريه وبعض البتيفور وأنواع عده أخري ثم غادرت تحدث أمجد : من هنا نقدر نشوفهم هما هيتسابقوا في الجنينة .
أومأت اسيل وراح أمجد يناكشها : قوليلي بقي بتحبي فهد .
نظره طويلة طالعتها لفهد الذي يقف جوار الفرس في الحديقة ورفع رأسهُ هو الأخر ليبتسم لها وتبادلهُ قبل أن يمتطي الجواد ليستعد وبثقة وهي تومئ وهي تعاود النظر للسيد أمجد : أكيد بحبه .
إستشعر صدقها ليبتسم و يتحدث بتغلغل أكثر : وعاملين إيه مع بعض مرتاحين .. متفتكرنيش فضولي بس فهد من يوم وفاة والده وهو واحد من ولادي وإنتي كمان بقيتي منهم من انهارده وأحب أتأكد إنكم مرتاحين .
نظرت لهُ اسيل بصمت بعض الوقت ثم تنهدت قبل ان تتحدث وهي تجد بهِ الشخص التي كانت تبحث عنهُ في تلك الأيام الماضية لتفيض لهُ بما داخلها لأنها تجد صعوبه في حديثها مع فهد : فهد إنسان عظيم وطيب وبيعمل كل حاجة عشان يسعدني وأنا سعيده إن ربنا رزقني بيه بس …
وسكتت تحاول تجميع الكلام ، كيف ستحكي ، هي تريد البوح الأن بشده وليأتي هو متحدثاً بتساؤل مطمئن : بس إيه .
تنهدت وأرجعت شعرها للوراء وتحدثت : يعني أقدر أكلم مع حضرتك و ..
وقطعها متحدثاً بهدوء أراحها : لو مش عايزة كلامك يطلع مني لحد فمتخافيش سرك في بير أمان واللي هنقوله دلوقتي سر بينا .
نفت برأسها لتتحدث : هو مش سر بس .. بس المشكلة فيا أنا اللي مش قادرة أتأقلم .. خايفة .
وسكت يحثها الإستمرار معطياً لها كل المساحة لتكمل : ماما الله يرحمها اتوفت وانا صغيره وانا كبرت من غيرها ، كنت لما بشوف بنت غيري مع مامتها في الشارع ، مع مامتها بتشتريلها لعب وهدوم وايس كريم ، لما كنت بشوف صحابي وهما جايين الصبح المدرسة في إيد مامتهم كل ده كل ده كان حمل كبير عليا كبر جوايا إتحرمت من حنانها ومن حضنها الدافي مع إن بابا مقصرش أبداً و هو عوضني عن الأم والأب بس المشكلة دي جوايا انا وخلتني من وانا صغيره أقول إني مش هجوز عشان مجيبش أولاد ويجرالي حاجة او لباباهم فيكبروا بنفس حزني .
إبتسمت وهي تنظر لفهد الذي يسارع تيم في الحديقه منهمكاً وهي تقول بعفوية عاشقة : بس جه فهد وخلاني أغير قراري وعرف يخليني أحبه وأجوزه ،، فكرت إني بعد الجواز هعرف أتأقلم وأنسي خوفي بس مش قادره أنا ببعد عنه كل ما يقربلي خايفة يجرالنا حاجة ولو في ولاد بينا يتعذبوا بفراقنا ،، صدقني مش بإيدي .
ولم تدمع عينيها حتي ! ليتبين لهُ أن تلك الفتاه الجالسة أمامه قوية ذات كبرياء رغم أنها تحكي أحزانها إلا أنها تحكيها رافعه رأسها بدون تأثر أو هكذا تبين ،، مهما كان فهي تعرف كيف تخفي تأثرها بأحزانها التي تعصف بداخلها ليتحدث أخيراً بينما إمتدت يدهُ تمسد علي شعرها : إنتِ كمان إنسان عظيمة وطيبة وفهد إبني عرف يختار صح ،، وخوفك ده طبيعي وإنتِ هتتغلبي عليه أنا متأكد وعارفة عرفت إزاي .
نظرت لهُ بتساؤل ليجيبها بثقة : نظرتك لفهد ، نظرتك ليه تخليني متأكد إنك بتحبيه وأكيد هتحبي إن يكون عندك ولاد منه .. وبعدين قوليلي إنتي معندكيش إخوات .
أردفت وهي تومئ بإبتسامة : سلوي أكبر مني ومتجوزة .
وأكمل هو بتساؤل : وعندها أولاد .
أومأت ليكمل : طيب و معندكيش قرايب تاني .
تحدثت بعدم فهم لتساؤله ذلك : عندي ، عمامي و أولادهم .
تحدث بجدية : يعني كل دول عائلات كاملة .
أومأت ليتحدث بثقة : ومسألتيش نفسك بقي إشمعنا دول اللي مش كاملين ، يعني إشمعنا ولاد عمامك عندهم أم وإنتي لأ .
تحدثت بنفي : زمان وانا صغيرة كنت بفكر كدي ،، بس دلوقتي كبرت وعرفت إن دي حاجة بإيد ربنا ومينفعش أحسدهم .
أومأ مبتسماً وقد وصل لهدفه : وأديكي إنتي اللي قولتي دي حاجة بإيد ربنا وحده وحاجة مكتوبلنا ومش كل الناس زي بعضها ومحدش بيغير في قدره .. اللي مكتوبلك هتعشيه ،، ومش ممكن يكون ربنا كاتبلك تجيبي ولاد وتربيهم مع فهد وتجوزوهم وتجوزوا أحفادكوا كمان !! ، ليه تحكمي عليهم بحاجة إنتي مش عرفاها أصلاً ليه تحرمي نفسك إنتي وفهد من النعمة ديه … مش كل الناس بتعيش نفس الحياه ، كل إنسان ليه قدره وقصته في الحياه .
ومن ثم أكمل : حطي الكلام ده في دماغك وخليه حاجز وعازل عن أفكار خوفك خليه يمنعك من التفكير فيه أصلاً وبكري تجيبو ولاد وتربوهم و تسمعي صوت عياطهم وضحكهم مالي عليكو البيت و تضحكي علي خوفك ده وتقولي أنا كنت هبله إزاي كنت عايزة أحرم نفسي من النعمة ديه .
إبتسمت براحة وتطلعت لهُ شاكره وتحدثت بتساؤل وشك : فهد هيصبر معايا صح .
أومأ وتحدث ” بدون شك ” لتتنهد براحة ملئت صدرها وهي تري مخاوفها بدأت تتلاشي شيئاً فشئ ثم تحدثت بعذب : شكراً أوي لحضرتك .
أومأ بعينيه مغمضاً إياها وتحدث بمرح ” نحن في الخدمة ” لتضحك وهي تتحدث : حضرتك بتتكلم مصري .. يعني مش لبناني .
ضحك متحدثاً بصرامة مصطنعه : أنا مصري أصيل لولا الحب اللي جابني هنا .. وقلت أكلم معاكو مصري عشان متحسوش إنكم مش في بيتكم … ومن ثم تابع باللبناني ” بس إذا بدك بحاكيكي باللبناني ” .
ضحكت بقوة لتتحدث : لا خلينا مصري ،، وأفهم من كدا إن في حكاية حب في الموضوع .
أومأ متنهداً وتحدث : الله يرحمها .
إنكمشت ملامحها ولتوها لتحظت عدم وجود زوجتهُ لتتحدث بأسف : الله يرحمها ..
– ممكن أطلب طلب .
تحدثت ببعض التساؤل ليجيبها مؤيداً ” طبعاً يا ابنتي اطلبي” لتكمل : عايزة اشوف حديقة الورد اللي بتبعته لفهد في مصر .
قام السيد أمجد من مجلسهُ وتحدث : غالي والطلب رخيص ،، تعالي معايا .
إبتسمت وهي تسير بجواره ، خرجوا من باب الحديقة ليتبين لهم كلاً من فهد وتيم الذين يجلسون في الحديقة و يتنفسون بسرعه أثر توقفهم عن ساقهم ، تقدمت اسيل بسرعه لتجلس بجواره وتتحدث بتساؤل وقلق وهي تري كمية تعرقه : إنت كويس .. إنت عرقان كدي ليه .
إبتسم السيد أمجد وكذلك فهد الذي تحدث مطمئناً إياها : أنا كويس متخافيش ،، ده مجهود النصر .
قالها وهو ينظر لتيم الذي تحدث بمرح وإستنكار : مش قلتلك هغلبك .
ضحك فهد عليه وكذلك والده ومن ثم تحدث أمجد : أنا رايح أنا واسيل حديقة الورد وإنتم إطلعو كدي إغسلو وشكو .
نظر فهد لاسيل لتنظر له هي الأخري وتتحدث بهدوء وهي تشير لجاكيته الذي بين يديها : تعالي معانا .
نفي فهد متحدثاً ” لا انا هقعد مع تيم شوية روحو إنتم ” ، فتحدثت هي وهي تشير لجاكيته الذي بين يديها ” هتاخده ” ، أومأ لها وأخذه منها ثم وقف متجهاً مع تيم للداخل بينما سار أمجد معها إلي تلك الحديقة ، وحين همو علي الإقتراب إستطاعت أسيل رؤية الزرع الطويل الذي ينتهي بورود بيضاء و مع الإقتراب أكثر إستطاعت اسيل ان تلامس الورود وهي تري طولها الذي كان يتعدي نصف طولها ،، إنحنت تشتمهم ومن ثم تحدثت : جميله أوي .
تحدث أمجد بإطراء : شبهك بالظبط ، جميله زيك وقوية زيك .
وتذكرت كم من تلك الورود حصلت عليهم لتتحدث بتساؤل : الورد ده بيتزرع في مكان تاني .. فهد قالي إنه بيتزرع في لبنان بس .
– الورده دي قاسية بتتحمل الظروف وبتتزرع طول السنة ومع ذلك جميلة في الرونق والشكل وناعمة كمان في الملمس ونقية في لونها ولحد دلوقتي محدش لقالها اسم هنا في لبنان لأنها مش معروفة ، وبما إنها مش معروفة فيمكن تكون تتزرع في بلاد تانية الله اعلم ، بس أنا بقي عرفت هسميها إيه .
كان هذا حديثه الذي أراحها بعض الشئ مع حديث عمار ذلك اليوم لينهي ذلك الشك بداخلها ويقتلها نهائياً ‘ عمار ليس العاشق الخفي ‘ وهكذا هي لن تحمل ذنبه و من تحدثت بتساؤل حماسي : هتسميها إيه .
تحدث ‘ اسيل ‘ لتقطب حاجبيها وتقوس شفتيها في تساؤل ليجيب قبل سؤالها : لأنها شبهك كل صفاتها دي فيكي ، مع إني إتعرفت
عليكي إنهاردة بس حاسس إنك بنتي وأعرفك من زمان .
إبتسمت اسيل بصدق وبصعوبة منعت عينيها من الدموع ومن ثم تحدث أمجد : أقفي في وسط الورد ده هصورك .
ضحكت وفعلت ما طلبه لتبتسم بإتساع وشعرها يتطاير هنا وهناك وإلتقط لها الصوره ومن ثم تحدث : الصورة دي هديها لفهد هدية جوازكو .
إبتسمت و سارت بجواره عائدين للڤيلا وأثناء عودتهم دارت بينهم العديد من الأحاديث ..
مر الوقت بسرعه وعلي طاولة الغداء إجتمعوا جميعهم لتتذوق اسيل الأكل اللبناني وتثني علي جماله وفي نهاية اليوم كان فهد يرتدي جاكيته وهي الأخري علي الباب مودعين إياهم قبل أن يتحدث أمجد وهو يخرج هدية من البوفيه بجوار الباب : دي هدية جوازكم وبتمني ليكم أيام سعيدة وسنين أحلي ونشيل ولادكم قريب .
إبتسم فهد معانقاً إياه وهو يتحدث : ما كانش في داعي يا عمي تسلم .
إبتسمت اسيل حين غمز لها أمجد وهي تعرف محتوي تلك الهدية ثم تقدمت منه لتعانقهُ هي الأخري وتحدثت : شكراً .
أومأ وهو يربت علي شعرها وتحدث : خلينا نشوفكم تاني .
حياهم فهد وإلتقط كف اسيل خارجاً ليركب كلاهما السياره وفوراً دفنت اسيل رأسها في صدر فهد بإحتياج ليضمها هو لهُ بذراعه متحدثاً : إنبسطي .
أومأت فوراً وتحدثت بصدق ” جداً ” ومن ثم لم تشعر بنفسها حيث غفت علي صدرهِ وحين وصولهم عدل من رأسها واضعاً إياها علي المسند خلفها ومن ثم ترحل من السيارة ودار ناحيتها ليفتح الباب ويحملها بين يديه .
دخل الغرفة ليشعل نورها بيدهِ قبل أن يتجه للسرير ليضعها عليها برفق وبهدوء أقلعها الحذاء ووضعه جانباً علي الأرض ثم رفع رأسها ليخرج تلك الكلفه من حول عنقها ورمي بها علي مؤخرة السرير ثم أجلسها برفق رافعاً جزئها العلوي لتتحرك جفونها وتساعده في إخراج يديها من الجاكيت ورماهُ هو الأخر ثم عدل من وضعيتها ليجعلها تنام بأريحه وأزاح شعرها عن وجهها ثم وضع الغطاء عليها ودثرها بهِ جيداً قبل أن يقبل رأسها ،، ثم لملم ملابسها ليضعها علي الكرسي جانباً ثم خرج من الغرفة متجهاً لأسفل .
خرج الحديقة و أخرج هاتفهُ من بنطاله ليضغط بأنامله علي رقم السيد أمجد ويضع الهاتف علي أذنهِ قبل أن يأتيه صوت الأخر متنهداً و يتحدثت فهد ببعض اللهفة ” عرفت مالها يا عمي ” وجائه الرد بماهية خوفها التي لم تبوح بهِ ليتمتم بالشكر لعمهِ علي النصائح التي أملاها علي مسامعه ،، ثم أغلق معهُ الهاتف ليتنهد وهو يشد علي شعرهِ بقوة .. هي تحتاجه أكثر من إحتياجه لها .
كم مر من وقتٍ الأن وهو جالس يتأملها ويتأمل سكونها ، يلعب بخصلاتها ، يستنشق عطرها قبل أن يأخذ مكانهُ بجوارها ويضمها لهُ برفق وما أسعده أنها لفت يديها حول خصره ودفنت رأسها في صدره وسط نومها لينام هو الأخر مستمتعاً بقربها وبآريجها ..
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية عزف الروح)