رواية عزف الروح الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح البارت الحادي والثلاثون
رواية عزف الروح الجزء الحادي والثلاثون
رواية عزف الروح الحلقة الحادية والثلاثون
– إنت بتعمل إيه إنت إتجننت .
كان هذا هتاف اسيل المصدوم بعد أن أسرعت لترتدي روبها علي قميصها الحريري الطويل وهي تراه يقتحم الغرفة بهذا الشكل ويغلق الباب أيضاً .. بينما ظل هو يقترب منها حتي أصبح أمامها مباشرةً علي بعد حوالي خطوتين فقط وتحدث بهدوء مميت لهُ : تعملي إيه لو فضلتي تحلمي بحاجة سنين وفي غمضة عين بح .. طارت بقيت لغيرك .
ثم أخذ يضحك بقوة وهو يتحرك ذهاباً وإياباً في الغرفة بينما هي تنظر لهُ بعدم فهم مبطن بشكها : ييجي غيرك علي الجاهز ياخد اللي بتحلمي بيه وإنتِ طز .
ظل يهذي هكذا لتتحدث هي لهُ بإشفاق : عمار إهدي مهما كانت مشكلتك مينفعش اللي بتعمله ده .. ممكن نقعد سوي وإحكيلي .. إعتبرني أختك وهنحاول نلاقي حـ …
إقترب منها بعداء بعد هتافها بتلك الكلمة التي جننتهُ ليقبض علي ذراعها ويهزها بعنف : أختك عايزاني أعتبرك أختي سنين وأنا بحب فيكي وتقوليلي أختك .. سنين وأنا بحاول أوصلك مشاعري ..
ثم إبتعد عنها وأصبح يهذي ويجز علي أسنانه وهو ينظر لها بشر نظرة لم ترتاح لها متحدثاً : سنين وأنا بحاول أكون زيه بحاول أقلده في كل حاجة بحاول أبقي الإنسان الملتزم العملي اللي اسيل عزام هتقبل بيه أول ما يتقدملها ويومياً .. يومياً كنت ببعتلك اللي يعرفك إن في واحد عايزك بيحبك .. بس إنتِ رميتي بكل ده بعرض الحائط وقبلتيه .. قبلتي تكوني مراته وأنا بتفرج عليكم وده .
صمت وقد أشار لقلبه متحدثاً بملامح شبه حيه : وده بيتفرج عليكم وهو بيتقطع .
تقطعت أنفاسها بصدمة وهي تسمع ما كانت تخشاه وتنكره ولكنهُ بات حقيقة إعترف بها مالكها الوحيد وبات وجوده معها في تلك الغرفة يخنقها لذا حدثته بتحذير : عمار اللي بتعمله ده غلط لو سمحت إطلع برا .
أخذ يقترب منها وهو يتحدث بتسليه : ولو مخرجتش هتعملي إيه .
إبتعدت هي متحدثة بغضب مما يفعله : أنا مرات أخوك يا مجنون .. إطلع برا .
وحين لم يسمع لها حاولت الجري للباب لتفتحه ولكنه كان أسرع منها حين أسرع لها وثبتها علي الحائط بكلتا يديه الذين أمسكو بيدها بجانب رأسها وتحدث بشغف : مش هتخرجي من هنا غير لما أخد اللي أنا عايزه .
حاولت الإفلات منه وهي تحرك يديها بعصبيه وتحدثت : أنا شرف أخوك يا مجنون .. إنت كدي بتنتهك شرفه .
جذب رأسها لصدره ومسح علي شعرها بهدوء في حين جاهدت هي لتتخلص من قبضتهِ حولها في حين أتاها صوته : متخفيش يا حبيبتي .. مش هنتهكو دلوقتي .
ولم تجد سبيل غير ركبتها التي ضربتهُ بها بين قدميه ليتركها ساقطاً وهو يتألم في حين أسرعت هي للباب ومنه إلي باب الجناح لتفتحه وحمدت ربها أن البهو المؤدي للأسفل كان خالياً لذا حين تبعها ليخرج حدثته بزمجرة نمرة غاضبة : أقسم بالله لو اللي عملته ده إتكرر لهقول لفهد وساعتها إبقي حل مشكلتك معاه ومتنساش إني مرات أخوك .
إقترب منها متحدثاً بمكر واثق : أنا خلاص خدت اللي انا عايزه .
ثم غمز لها بعنيه لتنظر لهُ بتقزز قبل أن ينزل السلالم وهو يدندن بينما دخلت هي غرفتها لتغلقها عليها وتجلس بتعب وهي تفكر ماذا عليها أن تفعل الأن ؟ أتخبر فهد الذي سيعادي أخاه فوراً ولا تعرف إلي أي مدي سيذهب بهِ غضبه أم تصمت ويكفي أن أحدهما كره الأخر بسببها .. هي لم تحب مطلقاً فكرة أن تكون سبب عداوة بين أخين ليس لهم أحد سوي بعضهما لذا قررت الصمت وإن تكررت أفعال عمار المجنونة برأيها ستخبره لا محالة .
توجهت للحمام مرة أخري لتريح جسدها بماء دافئ حيث عظامها المتألمة بدون سبب تعلمه وما إن إنتهت توجهت للأسفل ومنهُ إلي المطبخ حيث وقفت مع الخدم تستنبط إن سمع أحدهم شيئاً وحمدت ربها حين وجدت الوضع بأمان إلا خادمة كعادتها تنظر لها معجبة بسيدة القصر .
……………………………………….
في ألمانيا حيث إستضاف والد أروي كلاً من معاز وأروي لقضاء شهر عسلهم هناك كان ريكي مصدر إزعاج معاز الوحيد حيث يغار من العلاقة الوتيدة بينهُ وبين أروي ويغار من مزاحهم وضحكهم معاً لذا دخل معاز علي والد أروي مكتبهُ محدثاً إياه : عمي أنا هاخد أروي ونروح نقعد في أوتيل .
قطب مدحت حاجبيه مصطنعاً عدم الفهم متحدثاً : ليه يا معاز حد دايقكو هنا .
معاز بصدق وقح : لا بس عايز أستفرض ببنتك لوحدنا شوية .
ضحك مدحت وهو يتابع ملامح معاز الحرجة بعد ذلك ليتحدث : علي راحتك يا ابني انا كنت عايز راحتكم .
وقف معاز متحدثاً بإبتسامة : متشكر يا عمي .
وفي الأعلي صعد لها ليخبرها بتجهيز حقائبها لتقطب حاجبيها وهي تستمع لسببه التافه متحدثة بهدوء : معاز أنا إكتشفت إني مجوزة طفل .
سحبها من خصرها لتسقط علي السرير بأحضانه متحدثاً : تحبي أوريكي الطفل ده هيعمل فيكي إيه يا حبيبتي .
ضحكت وهي تذوب معهُ في سيل عشقه لتوقن أنها كانت غبيه وهي تحاول أخذ الحق المنقوص من داخلها ولتوقن أكثر أن أجمل ما في الكون هو التواجد معهُ في مكان واحد لذا هي إستمعت لهُ وجمعت حقائبهم لتتجه معه للفندق كما يريد وبعد ذلك أخذها ليجوبوا المدينة معاً بين ضحكاتهم سوياً في حين شعرت أروي بالسعاده تغمرها من كل نحو .
……………………………………
مساءاً كان فهد جالساً علي إحدي الإرائك خارج غرفة النوم في جناحه بينما ملفات عده أمامه علي الطاولة الصغيرة يتفحصها واللابتوب كان علي قدمه يعمل عليه حيناً ويتركه ليعود لملفاته حين يحتاج أي منها بينما خرجت هي من الحمام بعد أن أفرغت ما بمعدتها وغسلت أسنانها ووجهها جيداً وهي تتمسك بالمنشفة تمسح بها وجهها بإعياء وهي تشعر بالتعب يتمكن أكثر منها وحرذت مرضها لأن الجو مازال بارداً وهي خففت من ملابسها قليلاً لذا تمكن منها البرد لذا أخرجت روباً طويلاً من خزانتها لترتديه علي قميصها الكحلي الحريري وتخرج لهُ حيث ذهبت للكونتر الصغير الذي يحتوي علي ” غلاية ” أشعلتها لتشرع في عمل كوب من النسكافيه لهُ وكوب أعشاب صحيه لها وبعد دقائق حين إنتهت منهم أخذتهم وتوجهت ناحيته حين قابل هو إقبالها عليه بإبتسامه لتبادله بمثلها هادئة وهي تضع الكوبين علي الطاولة أمامه وتتجه لتجلس بجواره حيث ذراعه الذي فردهُ لها ليستقبلها داخل صدره حيث إستوطنت هي ذلك الصدر بشعور يغمرها بالطمأنينه والأمان حيث أغلقت عينيها متنعمة بالدفئ الممنوح منهُ إليها في حياتها من قبله لم تتخيل أن يدخل أي رجل حياتها بل يكون هو مصدر أمانها الوحيد التي تحتاجه وتنعم بهِ كل يوم والأكثر أن يكون فهد نجم الدين التي كانت تمقت مجرد ذكر إسمه بسبب الجلبة التي يحدثها إسمه فقط إن نطق في مكانٍ ما زوجها ومصدر هذا الأمان قطع هذا الصمت التي كانت تنعم بهِ مع فركهِ لشعرها بهدوء صوته الذي تحدث بتساؤل هادئ : مش خايفة مني يا اسيل .
لم ترفع رأسها لهُ وهي تعلم ما وراء سؤاله ونفت برأسها بداخل صدره ليقبل رأسها متحدثاً وهو يضمها لهُ أكثر : متزعليش مني .. إنتي وجعتيني باللي عملتيه .
وكم أوجعهُ بحق ما فعلهُ معها ليعاقبها بينما هي دفنت نفسها أكثر في صدره فهي غير قادره علي أي مواجهه الأن ومع ذلك شعرت بكبريائيه الذي تنازل عنهُ أمام عشقها لتتنازل هي الأخري متحدثة بهمس نابع من مرضها : أنا أسفة .
مسح علي وجنتها برفق مقبلاً رأسها مرة أخري ثم حدثها حين رأي مكنون كوبها متحدثاً بقلق : اسيل إنتِ تعبانة بجد .
نفت برأسها ليرفع رأسها له ويحيط وجهها بكفيه متحدثاً : أنا كنت مفكرك مرهقة بس وشك أصفر وشكلك تعبانة هتصل بالدكتور .
وتحرك ليحصل علي هاتفهِ من علي الطاولة ولكن إمتدت يدها تمنعه متحدثة بهمس مرهق : لا مفيش داعي انا بس واخدة برد في عضمي هشرب الاعشاب وهبقي كويسة .
تنهد وناولها الكوب لتشربه تحت نظرهِ ثم أخذهُ منها ليعيده مكانه متحدثاً بجدية : قومي معايا عشان ترتاحي .
نفت برأسها وأرجعته بيدها لموضعهِ ودفنت نفسها بين ضلوعه مجدداً وهمست : لا إشتغل وأنا عايزة أفضل في حضنك كدي وبس .
إبتسم وقلقه يزداد عليها وضمها لهُ بإحدي يديه ولكن إختفي قلقه مع حديثها العفوي والذي كان بدايته : عارف يا فهد أنا عمري ما كنت أتخيل إني أكون مراتك .
مازحها قائلاً : ليه مانتيش أد المقام ولا إيه .
ضحكت بعفوية متحدثة بحرج : بصراحة يعني .. كنت بـ ..
وعفاها مكملاً وهو يتذكر نظراتها القديمة لهُ و التي لم ينساها حتي الأن : بتستحقريني .
رفعت رأسها لهُ بدهشة ليبتسم لها متحدثاً بهدوء : مفكراني مكنتش واخد بالي من نظرتك ليا بس اللي كان هيجنني ايه سببها وإنتِ متعرفنيش أصلاً .
وضعت رأسها علي صدره مجدداً متحدثة بسرور مبطن بفخر : صح مكنتش أعرفك بس دلوقتي عرفتك .
ثم أكملت : كل اللي كنت أعرفه فهد نجم الدين الإسم اللي الكل بيخاف منه ،، فهد نجم الدين الجبروت بذات نفسه صاحب الإمبراطورية العظيمة ..
ثم نظرت لهُ لتتحدث بتساؤل مستنكرة : ليه الناس تخاف منك يا فهد ! .
وهي تريد أن يحبه الناس بدلاً من خوفهم تريد أن يكون عملهم بدافع الحب ليس الخوف وهو فطن تفكيرها الذي يقبع خلف جملتها ليتنهد قبل أن يسرد علي مسامعها قصتهُ : انا يا اسيل كبرت في الدنيا دي لقيت نفسي ساكن في حي بصيت عندي أم وأب وأخ .. أم كان كل حلمها الراحة والخير لعيلتها وأب كان حلمه كبير أوي .. بابا كان بيحلم ويخطط وينفذ إزاي يخلينا في القمة إزاي يخلينا أغنيه إزاي يحققلنا كل اللي نتمناه وأنا من صغري كنت بشتغل عشان أحاول أساعده وأنا بشوفه مطحون كل يوم من الشغلانة ديه للشغلانة ديه عشان يحقق حلمه ده ويسيبلنا مصدر دخل ثابت غير أنه كطبع كنت نسخه منه دايماً كان الكل بيقوللنا ابنك نسخه منك لحد ما قدر يفتح مكتب صغير والمكتب الصغير بقي مكتب كبير والمكتب الكبير بقي شركة وكل ده وأنا معاه خطوة بخطوة بيعلمني إزاي أبقي قوي إزاي أقدر أخد حقي إزاي أشغل عقلي في الجزء ده علمني إزاي ابقي حويط مأمنش لحد عشان الكل بيطمع والكل بيغدر لو حد قدملك خدمة حب فممكن يطعنك في ضهرك عشره غدر عشان الفلوس أو عشان الخوف .. بابا بعد كدي نقلنا مكان تاني احسن في بيت اكبر وارقي وإشترالنا عربيه العربية اللي خدتهم مننا فجأه بعد ما فكرت ان التعب خلاص خلص وهنتهني بالغني .
صمت يلتقط أنفاسه وتطلع لوجهها الذي يتاعبهُ بحزن ليلتقط شفتيها بقبله كانت لهُ دعم ليكمل سرده : لقيت نفسي فجأه وأنا عندي 17 سنة من غير أب ولا أم .. لقيت نفسي مسئول عن أخ أصغر مني بخمس سنين لازم أعوضه عن حرمان أهله ولازم أحل محلهم بحنانهم … لقيت نفسي مسئول عن حلم بابا اللي سابه ولازم أكبره ومضيعهوش بعد تعبه سنين عشان يوصل لكدي … لقيت نفسي مسئول عن شركة وعن موظفين فاتحين بيوت ولو الشركة وقعت مش هيلاقو ياكلو … لقيت نفسي مسئول عن عائلات … عمي في الوقت كان مدي لبابا فلوس يكمل بيها شركته علي أساس إنه يبقي شريك وياخد نسبه من الأرباح بس نسبته كانت صغيره عشان كدي قدرت أعتمد عليه سنه واحدة يمشي هو الشغل وانا معاه في أوقاتي الفاضيه بس كان لازم أدرس كويس عشان أجيب مجموع في الثانوية عشان أدخل إدارة أعمال عشان أعرف أدير الشركة وفعلاً بفضل ربنا دخلتها بس ساعتا عمي كمان قرر يسيبنا ومات وسابلي حمل تاني مرات عمي وبنته اللي إجتهدت هي كمان وساعدتني كتير وبقيت أروح الشركة الصبح ولما ييجي ميعاد محاضرة ليا أروحها وأرجع أروح الشركة وأرجع أروح محاضرتي اللي أخر النهار … كل ده كوم و الناس الحقودين اللي بيصطادو في المايه العكره كوم تاني .. كانو بيطلعولي من كل مكان شايفني لقمة طرية عيل أبوه سابه مش هيعرف يدير شركة في بداية طريقها ومن الواضح إنها بتكسب دهب عشان كدي كانو عايزين يشتروها بالرخيص في فكرهم إني هوافق وأبيع .. بس أنا كنت برفض ومن ساعتها لحد دلوقتي وأنا وصلت لكل ده بذكائي بتوجيهات بابا وبالجهد اللي أنا إجتهدته ولو مكنتش فهد نجم الدين اللي الكل بيخاف منه مكانتش الإمبراطورية دي واقفة علي رجليها لحد دلوقتي .
إنتهي من حديثه والصمت ما يحتاجه الأن بعد أن أشعل صدره بذكريات ماضية مؤلمة لخسارة والديه ودورها كان التخفيف عنهُ لذا إعتدلت وهي تواجههُ في جلستها حيث ربعت قدميها متحدثة بفخر صادق : ولادك وأحفادك هيفتخرو بيك .
ملس علي وجنتها برفق لتحدثه بمزاح : تعرف بصراحة أنـ …
وقبل أن تكمل مازحها بقوله : صراحتك مبقتش تطمني .
ضحكت لتحدثه بصدق : كنت دايماً فكراك الشاب اللي ورث المعلقه الدهب قبل ما أعرف من بابا إن أهلك توفو وإنت صغير وشركتك كانت صغيره بس بردو أفكاري السودا موقفتش قولت إنك أكيد تاجر مخدرات أو سلاح أو بتاجر في الأعضاء البشريه مهو مستحيل تحقق الإمبراطورية الكبيرة دي في حوالي سبع سنين بس .
كان ينظر لها بذهول قبل أن ينفجر ضاحكاً لتتأملهُ بعشق وسعاده وهي تقبض علي شفتيها ليمد كلتا يديه إلي ذقنها ويخلص شفتيها من قبضة أسنانها متحدثاً : إتناشر سنة ،، ( 12 ) سنة .
نظرت لهُ بعدم فهم ليحدثها بإجابه : الإمبراطورية دي إتكونت في 12 سنة .
أومأت لهُ وحدثته بمشاكسة : مش مهم الخمس سنين دول زكةً عنك.
ضحك بقوة ليضمها لصدره لتحضنه هي بكلتا ذراعيها كذلك قبل أن تردف قائلة بطلب : ممكن أطلب طلب .. بس إوعدني إنك هتنفذه .
وهي تطلب الوعد هكذا فقد تصدف ويوافق ولكنهُ تحدث بهدوء متجاهلاً الجزء الخاص بوعد تنفيذه : إطلبي يا حبيبتي .
تنهدت قبل أن تتحدث : ممكن تبطل السجاير .
وقبل أن يتحدث باغتتهُ بقولها السريع : أنا خايفه عليك والله .
وتأمل ملامحها الصادقة بعشق جارف وأومأ لها متبعاً هزة رأسه بقوله : هحاول أوعدك .
إبتسمت لهُ وقد أخذت منهُ الوعد التي تحتاجه لذلك إطمئن قلبها قبل أن تستكين في أحضانه بهدوء وتنتهي ليلتهم بسلام .
………………………………………………..
مر إسبوعين بسلام هي تحيا حياه هادئه مفعمه بالأمان والراحة والطمأنينه مع فهد وهو يدللها كملكة تستحق التدليل كما وعدها ستكون ملكة ببيتهِ بعد أن كانت أميرة ببيت والدها وهو الملك القائم علي تدلليلها بعشق .. إنشغلت معهُ في عملهِ حيث إستلمت مكانها في شركتهِ بعد أن إستعادت نشاطها .. كذلك إبتعد عمار عنها نهائياً طوال الإسبوعين لم تلمحهُ إلا قليلاً ولم يعيد تصرفه المجنون لتظن أنهُ في ذلك اليوم كان إنفجاره المكتوم بداخله الذي كان يحتاجه رغم تصرفه الخاطئ ولكنهُ تعقل وهي تري ذلك فهو منتظم في عمله ويتجنبها ولا يقترب منها وياليتها كانت تعرف لماذا يدبر هو في عز صمته هذا .
كانت اسيل تجلس في مكتبها بشركة فهد حين دخلت عليها مساعدتها محدثة إياها : عمار بيه عايز يدخل لحضرتك .
إبتلعت ريقها متنهدة لتخبرها بالسماح لهُ بالدخول وبعد ثوانٍ كان يجلس أمامها وهو يرمقها بهدوء مبطن بشر لاحظته فقطعت هي الصمت متدحثة : خير يا عمار في حاجة في الشغل .
إبتسم لها وهو يناولها ظرفاً صغيراً متحدثاً بهدوء : كل خير .
تناولت منه الظرف لتتفحص هيئتهِ متحدثه بتساؤل : إيه ده .
حدثها بتلقائية : إفتحيه .
فتحته و ياليتها لم تفعل ليسقط قلبها أرضاً وهي تري الصور التي تملأ الظرف وفوراً دق قلبها بعنف وجحظت عيناها وهي تري صورها معهُ في غرفة نومها هي وفهد حيث ذلك اليوم حين كان يثبتها للحائط مرة وحين كان محتضناً إياها مرة أخري لتتحدث بذهول وقد شل عقلها عن التفكير : إنت .. إنت .. مش قادرة أصدق . ده .. ده .
أكمل هو نيابةً عنها بوقاحة : ده دليل خيانتك لأخويا .
رمت الصور من يديها كالملسوعه وتحدثت بنفس الذهول : لأ فهد مش هيصدقك .. إنت إزاي توصل بيك السفالة للدرجة ديه .. إنت إنسان مريض مجنون .
وصاحت بنهاية حدثيها ليتحدث وهو يجز علي أسنانه : تؤتؤتؤتؤ .. هدي أعصابك لحد يسمعك إحنا في الشركة .
ثم نظر لها بتسلية متحدثاً : إحنا ممكن نتفق والصور دي مش هتوصل لأيد فهد لكن لو عاندتي بقي ..
وقبل أن يكمل صاحت بهِ : فهد مش هيصدقك ثم إن إنت اللي في الصور يعني هيبقي إنت كمان خاين في نظره .
ضحك قبل أن يتحدث : لا هو إنتِ متعرفيش إن الفوتوشوب إتطور أوي .
نظرت لهُ بدهشة وهي تري دمار حياتها الأمنه علي يدي ذلك المجنون قبل أن يكمل : يعني ممكن شبورة حلوة علي وشي أو نغيره خالص مع خلفية سرير جميل وراكم ..
نظر لها بتسلية وهو يري ملامحها الغير مصدقة يذهول وذعر قبل أن يكمل : ساعتها بقي فهد هيفضي رصاص مسدسه كله في راسك الجميله ديه .
طالعته بذعر وذهول وقد شل لسانها عن الحديث وكم ودت لو ينقذها أحدهم من هذا المريض وكم لعنت غبائها لأنها لم تخبر فهد من البداية وراحت تتابعهُ قاطبة حاجبيها وهو يتحدث : ممكن أحرق الصور دي بس بشرط .. طلب صغير خالص هتعمليه زي الشاطره .
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية عزف الروح)