روايات

رواية عزف الروح الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح البارت الثامن والعشرون

رواية عزف الروح الجزء الثامن والعشرون

عزف الروح
عزف الروح

رواية عزف الروح الحلقة الثامنة والعشرون

عقب العودة لأرض الوطن .. الوطن الذي سيشهد بداية حياة جديدة بزوج وزوجة جدد بل للأصح بعاشقين جدد فالأزواج كُثٌر والعشاق باتوا من المعجزات .. إنتهي شهر العسل ليبدأ شهور وسنين من عش الزوجية لتبدأ المشاركة والإتحاد .. ليبدأ وطن جديد وحياه جديدة بنكهه أخري بنكهة عشق وكل هذا ممزوج بالعسل أيضاً … فشهر العسل لأي زوجين هو الشهر الوحيد بدون خلاف بدون مشاكل أما شهر العسل للعاشقين هو جسر لتوطيد العلاقة فكل سنوات العاشقين ما هي إلا عسل إن لم تشتهي السفن لتغيير النظرية .

في إحدي النوادي الفخمة أقيم حفل عرس معاز وأروي وخرجت أروي من منزل خالها عزام كعروس بفستانها الأبيض المنفوش الذي يشبه فساتين الأميرات وطرحتها البيضاء القصيره اللامعه مع بعض الورود اللامعه التي تناثرت علي قصة شعرها الرقيقة وكان مكياجها هادئ يزيدها فتنه .. تعلقت بيد والدها حتي سلمها لمعاز الذي وقف يستقبلها بحلتهِ السوداء مع ببيونة بيضاء زينت عنقه فأضحي في أبهي هيئة هو الأخر … إستلمها مقبلاً جبينها وهو يكاد يرفرف فرحاً فأخيراً بعد صبر طال كثيراً صارت له ملكه وكم أزعجه الإنتظار حتي نهاية العرس لينفرد بها وينال من شهد رحيقها وفي نفس الوقت كان فرحاً وهو يراقصها بين ذراعيه كالفراشة الرقيقة فأروي لم تكن إلا أنثي رقيقة بنكهة القهوة .. نعم القهوة وقد تكون قهوة سادة أيضاً بقوتها العفوية التي إختبرها كلياً .. ولم يكد يصفها هو بالقهوة حتي إتضح لهُ عدة إختبارات أخري لم تنتهي هي منها فبعد إنتهاء الفرح حملها صاعداً لغرفتهِ التي باتت غرفتهم سوياً في ڤيلا والديه لتفاجأه بليلة سوداء وخطط تعكس خططه كلياً .

أنزلها بالغرفة لتقف أمامه وراح يحيط وجهها بكفيه متحدثاً بشوق : ياااااااه أنا مش مصدق إنتي أخيراً معايا .

وإحتضنها متحدثاً بحب تعزز بقلبه كلياً لها : إستنيت اللحظة اللي تكوني فيها في حضني كتير أوي .. كنت حاسس إني بنحت في الصخر .

و بمشاعر صادقة إحتضن وجهها وسلط أنظاره عليها متحدثاً : أنا بحبك .. بحبك أوي يا أروي .

إجتاحتها مشاعره الهوجاء والتي تراها بوضوح تعصف في لمعان عينيه فإبتلعت ريقها بتهدج وهي تود لو تبادله حديثه وتخبره بعشقها الجارف هي الأخري وتجعله يستمع لعزف قلبها الكامن بين ضلوعها الأن مع كلماته المعسولة ولكنها آبت التخلي عن مخططها وعزمت علي تنفيذ ما يدور برأسها ألا وهو تأديبه علي فعلاته الماضية معها فرغم أنها أخذت حقها إلا أنها لا تشعر بالإنتصار ورغم أنه إعتذر إلا أنها سامحت بخبث وهي عازمة علي أخذ حقها فما ناله منها ذلك اليوم بالمشفي لم يكن من حقه لذا عزمت علي نيل حقها من حرمانه منها وهو سهل الأمر للغاية برغبته ومشاعره الذي أظهرها بسخاء فالمسكين ظن أن زمن الخلافات إنتهي وأنهُ لن يتذوق من قهوتها مره أخري وأن عهد أروي ومعاز العاشقين سيبدأ ولكنه نسي أن أمامه طفلة بنكهة أنثي لم تتهاون في حقها يوماً بطبع وليس تطبع … لذا حين أراد الإقتراب للنيل من رحيق شفتيها إبتعدت متحدثة بتلعثم أثره خجل صادق : إطلع برا عايزة أغير هدومي .

ورفع حاجبه الأيسر في إستنكار هو حدثها بـ ” أحبك ” لتحدثه بـ
” إطلع برا ” أهذا ما كان يريد سماعه .. لا وألف لا ولكنه تنهد متفهماً حرجها وراح يحدثها بهدوء ومشاكسة : طيب وينفع أطلع برا دلوقتي يعني يقولوا عني إيه طردتيني من الأوضة في ليلة الدخله.
تضرجت وجنتيها بحمرة خفيفة وتحدثت برقة : لا هيقولو إني مكثوفة وعايزة أغير هدومي .

ولم تمهله فرصه فأدارته بيديها قائلة بتودد سريع : يلا يا معاز .

إلتف لها بهويام قائلاً : يلا يا إيه .. سمعيني تاني كدي .

تنحنحت قبل أن تتحدث بنفس النبره : معاز .

وتحدث بـ ” عيون معاز ” قبل أن يدير مقبض الباب ويفتحه خارجاً ووقف يستند عليه برأسه مغمضاً لعينيه ولم ينتبه لأخته التي كانت في طريقها لغرفتها لتتعجب من وقفتهِ تلك .. نادته بإسمهِ ولكن يبدو أنه في عالم أخر فهزته منادية بإسمه ليستفيق علي هزتها متنحنحاً بضيق : إنتِ بتعملي إيه هنا .. مش في أوضتك ليه .

قلبت ملامحها بإستنكار وتحدثت بعبث وهي تنظر لباب الغرفه من خلفه : دا أنا بردو الي بعمل إيه هنا .

ومن ثم تحدثت بمرح ” بركاتك يا أروي ” وفور جملتها قلب معاز ملامحه متحدثاً وهو يدفعها : بت علي أوضتك بكري نشوفك يا أختي في يومك ده .

ضحكت وهي تتحدث : براحة طيب متزوقش .. أنا من رأيي تلحق العروسة لتكون نامت .

ثم جرت من أمامه جرياً ليتنهد بضيق قبل أن يلتف طارقاً علي الباب وحين لم يأتيه صوتها تحدث بنفاذ صبر : أروي خلصتي هدخل .

وفتحت لهُ الباب وهي متوارية خلفه ليدخل بحماس متوقعاً رؤية عروسه ككل العروسات في يوم زفافهم ولكن عوضاً عن ذلك هو رأي طفلة ببيجامة وردية تحتوي علي رؤوس عديدة للقطة كيتي وتركت شعرها ينساب بحرية وقد قصته قليلاً ليزيد من جمالها الخلاب ويزيدها أنوثة أسرت أنفاسه ورغم ضيقه من رؤيتها وكأنها أختهُ بهيئتها تلك إلا أنها لم تقل مثقال ذره جمال في نظره .. خرج مش شروده في تأملها علي صوتها الناعس التي أجادته بإتقان : أنا هنام فين .

وضع يديه علي ذقنه متحدثاً بإستنكار وقد بدأ الأمر يثير ريبته : إنتي رأيك إيه باربي .

ومن ثم تابع بسخرية : تحبي أفرشلك فرشة علي الأرضة .

جعدت ملامحها بسخط وتحدثت بلامبالاه وقلبها يتراقص توتراً بل خوفاً : لا الفرشة دي إفرشها لنفسك وأنا هنام علي السرير .

وإتجهت للسرير مع قولها : تصبح علي خير .

وفوراً إنغمست في السرير ساحبة الغطاء عليها مستمتعه بصدمتهِ وخائفة من خطوتهِ وهناك كان هو واقفاً مذهولاً من قولها أقالت ” تصبح علي خير ” أهذه نهاية ليلة العمر لا لن يسمح بذلك ولكن ماذا عساه يفعل .. تساؤلات عده دارت بخاطره أهي خجلة لذا تفعل ذلك وبالتأكيد نعم لذا توجه لها ليجلس بجوارها ساحباً الغطاء عن رأسها وفور ما إلتقت عيناها بعيناه أخذ يلعب بخصلاتها متحدثاً بهدوء : إنتِ مكسوفة مني !! .

سؤال صريح والإجابة جائته صريحة أيضاً : وهكسف منك ليه دا إنت زي أخويا بردو .

وعلا صوته متحدثاً : زي إيه يا أختي .

جلست علي السرير متحدثه بغضب : إنت بتزعق كدي ليه … إنت مفكر إنك ممكن تملكني …. لو مفكر كدي تبقي غلطان يا أستاذ معاذ.

ودهشة علت ملامحه جراء حديثها ليتحدث بعدم فهم : أملكك !! .. إيه اللي بتقوليه ده إنتِ مراتي .

وضعت إصبعها بصدره متحدثة بتهكم مصطنع : بالنسبة ليك لكن بالنسبة ليا أنا مفيش مشاعر جوايا تجاهك ولحد ما يبقي فيه ساعتها هعتبر نفسي مراتك .

وهي تهذي وهو يكاد يجزم هي بها شئ وإعتصر فكره ليستنتج ما قد يكون بها ولكن لم شئ ليتحدث بهدوء : أروي .. حبيبتي إنتي واعية للي بتقوليه .. إنتي كويسة .

وشعورها بأنها تصنع فجوة بينهم إستحوذ عليها ليخبرها أنها تسير في الطريق الخطأ هكذا هي ستخسره لا ستعاقبه وفكرت في حل سريع ولم تهتدي لشئ لتشعر برغبة عارمة في البكاء لتتحدث بضيق بعد شرود : إنت عايز إيه دلوقتي .

ولاحظ شرودها ورأي توهان يدور بمقلتيها ليحيط وجنتيها بكفيه متسائلاً برفق : إنتِ عايزة إيه ؟ …. وفكر ليتحدث : طيب إنتِ محرجة مني .

إبتعدت برأسها عنه بضيق هو يصعب الأمور لتتحدث بلامبالاه مصطنعه وهي علي حافة البكاء : قولتلك مش محرجة ومش بحبك و لو سمحت سيبني عايزه أنام .

جز علي أسنانه بغضب وإقترب منها بخطوره لتلتصق بجدار السرير وراحت أنفاسها هباءاً وهي تراه بذلك القرب وإستمعت لحديثه الذي ألقاه عليها بتساؤل عابث لم يخل من ضيقه : همممم قوليتلي مش بتحبيني .

حافظت علي عينيها مفتوحة وأومأت له ببطئ وهي تشعر بنبضاتها التي تسارعت بفعل حضوره الطاغي عليها فإقترب هو بشده لتغمض عينيها …. ” لا شئ ” هذا ما شعرت بهِ لتفتح عينيها لتجده أخذ وسادته ووضع إياها علي الأرض وإتجه للدولاب ليخرج له غطاء وقد فهم كل ما يجول بخاطرها وسيجعلها تعترف بحبه رغماً عن أنفها .. إنتهي من ترتيب نومته لينام علي الأرض وهو يتوعدها بصوت مرتفع وأمام نظرها : ماشي يا أروي .

وهذا ما لم يكن يضعه في الحسبان أنَّ حبيبته الصغيرة التي سلمت وإستكانت كانت كما يقال ” تُرَّقِد له ” وكما يزعمون ” إصبر علي الأرز حتي يستوي ” فهي طبقت المثل علي أصوله لينتهي بهِ المطاف في ليلة العمر نائماً علي الأرض .

……………………………………..

صباحاً إستيقظت أروي وأول ما وقع عليه نظرها معاز لتطلع إليه وهو نائماً علي بطنهِ حاضناً الغطاء بيديه ورجليه بينما شعره مبعثراً أعطاه طله ساحرة ،، ظلت تنظر له تشبع نظراتها منه هي تحبه بل تعشقه ولكن جزء منها يرفض العفو عما بدر منه مسبقاً فهي بعد كل شئ أنثي … إستغرقت وقتاً كبيراً في تأملها حتي فتح هو عينيه لتشهق بخجل وتشيح بوجهها بعيداً بينما إعتدل هو نائماً علي ظهرهِ ووضع كلتا يديه أسفل رأسه ثم أغمض عينيه بهدوء فهو سيجيد اللعب علي أوتارها .

نظرت له لتعض علي شفتيها وهي تتخبط بين حيرتها وغيظها منه ثم عاودت السرحان بملامحه … فتح هو عينيه مجدداً لينظر لها وفوراً أطلق ضحكة خفيفة صاحبت إبتسامة داخليه تقرع علي قلبه ولكنها لم تنتبه فقد كانت تفكر في أول ذكري لهم معاً أمام المطار حين تبدلت حقائبهم وبسمة صادقة مرتسمة علي محياها ولم تفيق إلا صوتهِ المتحدث بفخر : عارف إني وسيم ومش قادرة تشيلي عينك من عليا .

دحرجت عينيها بخجل وتحدثت بحدة خفيفة : متبقاش واثق من نفسـ …

وقبل أن تكمل وجدت نفسها أسفلهُ علي الأرض حيث جذبها من ذراعها لتسقط عليه أرضاً ومن ثم أدارها ليصبح فوقها وحاصرها بكلا يديه ليكبلها تماماً ومن ثم راح يتحدث بثقة : بس أنا واثق وشايف في عنيكي اللي يخليني واثق أكتر .

تطلعت لعينيه بتخبط قرأهُ هو بوضوح بالغ ليتنهد متحدثاً بمشاكسة : عارفة نفسي أشوف نسلنا .

إنتبهت بحواسها له لتتحدث بتلعثم : يعني إيه .

رفع إحدي يديه من جانب وجهها وأخذ يلف خصلاتها علي إصبعه متحدثاً بنبرة خطفت أنفاسها : يعني عنيا الفضي مع عنيكي العسلي ديه وشعرك الدهبي وبشرتك الناعمة البيضا تخيلي ولادنا هيبقوا عاملين إزاي .

ومع كل كلمة في حديثه كان يتجول بيديه علي خصلاتها ثم عينيها لتغمضهم بتأثر ومن ثم بشرتها حتي وصل لشفتاها لتتحدث بهمس : معاز لو سمحت إبعد عـ ..

إلتقط كلامها بشفتيهِ بقبلة رقيقة أخذت أنفاسه هو وهو يتذوق عسلها ولكن عقلها هي آبي الخضوع لتبعده عنها بقوة ناسبت صفعتها التي هوت بها علي وجهه ونست أنها الأن محاصره بواسطته أي أنها في محل ضعف وليست محل قوة لتبتلع ريقها بتوتر وهي تري عينيها الفضية التي أغمقت من غضبه الذي تصاعد إلي جبينه مبرزاً عروقه لتضع يديها علي وجهها بخوف من ردة فعله ولكن جائت حماتها منقذة لها وهي تدق علي الباب وتنادي بأسمائهم.
تدفق الغضب لعروقه بعد صفعتها لهُ فهو لن يصمت مجدداً فإن صمت من قبل فكان عذراً لها أما الأن هي زوجته ووجب عليها إحترامه غير أن رجولته لن تسمح له بذلك وقبل أن يتخذ خطوته التاليه سمع دق الباب الذي صاحب صوت والدته التي تهتف بإسمه ليتضح له موقعهم علي الأرض وفي أقل من ثانية وجدت أروي نفسها محملة بين ذراعيه ومن ثم ألقاها علي الفراش بغضب ووضع عليها الغطاء كذلك وإلتقط وسادته ليلقيها علي وجهها بصوة ناسبت غضبه متحدثاً بحدة : نامي .

ومن ثم فك أزرار قميصه بسرعه ليخلعه عنه وجلس بجوارها علي السرير في مكانه وسحب الغطاء علي قدميه ثم تحدث بصوت جاهد لإخراجه هادئ : إتفضلي يا ماما .

فتحت والدتها الباب ونظرت لهم فقط ولم تدخل وهو أخذ يفرك عينيه ليبين لوالدته أنه إستيقظ لتوه وتحدث : صباح الخير يا ماما خير في حاجة .

تحدثت والدته بإبتسامة حانية : الفطار يا حبيبي جاهز أبعته ليكو هنا ولا هتفطرو معانا .

– لا يا ماما هنفطر معاكو خمس دقايق بس .
وهذا ما تفوه بهِ فهو يحتاج أن يبتعد عنها قليلاً حتي لا يرتكب بها جريمة بينما أومأت له والدته وأعطته إبتسامة دافئة قبل أن تقفل الباب خلفها وتتركهم بمفردهم مجدداً .

فتحت أروي عينيها ما إن إستمعت لصوت إغلاق الباب لتجده ينظر لها بشراسه لتزدرد ريقها بتوتر قبل أن تمتد يديه ليجذبها من ذراعها مجلساً إياها وراح يتحدث بزمجرة : قبل الجواز شوفتي أنا كنت بعمل فيكي إيه تخيلي بقي دلوقتي ممكن أعمل إيه .

تلعثمت لتخرج جملة مفيده وهي تعرف أنها أخطأت في حقه لذا همست بأسف : معاز أنا ..

هزها بقوة وتحدث بحدة : إنتِ غبية .. عايزة توصلي لإيه مش فاهم.

إمتلأت عينيها بدموعها ونظرت للأسفل بمشاعر مضطربة .. ظنت أنها ستؤدبه ولكن هي تعصف بحياتهم لطريق سد نهايته خراب وأمامها خيارين لا ثالث لهم إما أن تكمل في طريقها أو تتناسي ذلك الحيز الذي يحمل غرور بداخلها ويخبرها أنها لم تنتصر عليه بعد ويجب أن تأخذ بحقها وحين سقطت ماسه غاليه علي قلبه من مقلتيها مسحها سريعاً مردفاً وهو يعانق وجهها بكفيه : مالك إيه اللي قالقك بس .. قوليلي المشكلة وهنحلها سوي .

تحدثت بهمس ناتج من بكائها : إنت .. اللي إنت عملتو فيا كان كتير عليا وأنا …

قطب حاجبيه ليتحدث بدهشة مقاطعاً إياها : ياااه يا أروي إنتِ لسه فاكره وكمان زعلانة .. وبعدين إنتِ أخدتيِ حقك وكل مرة كنتِ بترديلي الصاع صاعين … لسه ماشفيتيش غليلك من ناحيتي .. إنتِ بتعاقبيني !!

وتسائل بدهشة ولم تجد هي للحديث مكان لتخرجه ولكنه عفاها عن ذلك وهو يجذب رأسها لصدرهِ العاري ووضع رأسهُ علي رأسها متنهداً بعمق … ظلا هكذا طويلاً حتي إستمع لصوت شهقاتها بينما أحاطت خصره بيديها متحدثة : أنا أسفة .

بعثر شعرها متنهداً قبل أن يشاكسها بقوله : أروي هانم بذاتها بتعتذر والله وعشت يا واد يا معاز وشوفت اليوم ده .

ضحكت ضد صدره ورفعت رأسها لهُ مبتسمة بنقاء ليداعب أنفها المحمر من البكاء متحدثاً : يا إخواتي علي الإحمرار يا إخواتي .

ضحكت بقوة وعادت لتحتضنه ولكنها لتوها إكتشفت أنه عاري الصدر لتشهق بصدمة ممزوجة بخجلها وهي تبتعد عنه ليضحك هو بقوة تلك المرة ويجذبها له متحدثاً بنفاذ صبر : يا أختي إنتِ لسه واخدة بالك .

إحتضنته بخجل وسمعته يتحدث بعبث : أنا مش هتنازل عن ليلتي اللي ضيعتيها .

وصاحب قوله دق علي الباب ليتأفف مع قولهِ ” نعم ” للطارق ليتبنين أنها إحدي الخادمات حين قالت ” معاز بيه الهانم بعتتلكم الفطار معايا ” ورد عليها قائلاً بإبتسامة ” طيب سبيه عندك ” .

إنتهي من حواره القصير مع الخادمة ليرفع وجه أروي له متحدثاً بجدية قبل أن يلتقط شفتيها ليتذوق ما حرمته منه البارحة : شوفتي ماما فاهماني إزاي وبتراعي حالتي .

………………………………………………….

خرجت اسيل من حمامها صباحاً وهي تلف المنشفة علي جسدها ومنشفة أخري كانت تلتف حول شعرها وما إن رءاها فهد حتي نهض مسرعاً لها وهو يتحدث بجرأه مبتسماً : مكانك يا جميل .

إبتسمت له بخجل بينما إقترب هو منها حتي حاصرها بحضوره الطاغي أمام باب الحمام و إمتدت يده ليزيح المنشفة من علي شعرها ليتساقط شعرها الطويل حول أكتافها ومن ثم دفن وجهه بهِ يستنشق أريچهُ الذي بات ترياق يعشقه وهي تمسكت بالمنشفة بقوة بينما تحارب خفقات تؤلم قلبها من قوتها وتوترها من أنفاسه التي تلفح بشرتها بعد أن إنتقل لعنقها وشهقة خرجت منها كعادتها كلما يحملها صباحاً ليتوجه بها نحو السرير ويجلسها عليه ومن ثم يجلب المشط ليجلس خلفها والحقيقة تقول أنه يسرح شعرها ولكن هو يلعب بخصلاتها يومياً ومن ثم يترك لها حرية التصرف بهِ فأولاً يلقي بالمشط علي السرير بجوارهم ويلعب بخصلات شعرها بيديه متعللاً بأنه يعدله ليسرحه بسهوله ومن ثم يتمسك بالمشط ليسرح خصلاتها وبين الحين والأخر يجذب شعرها للأسفل برفق لتصبح نائمة بين ذراعيه ويقبل شفتيها بعشق ثم يعاود ما يسمي بتسريحه لشعرها ويعاود الكره مجدداً ومجدداً ويومياً ولم يمل حتي الأن ولن يمل يوماً .

إبتسمت اسيل وهي تتذكر ذلك بينما تنتقي له إحدي ساعاته و بينما هو ينهي إرتداء ثيابه التي إنتاقتها هي بعناية .. تقدمت لهُ لتعطيه الساعه خاصته ليلتقطها مبتسماً لها ويرتديها ومن ثم يقبل جبينها ويحتضن كتفها متقدماً معها لخارج جناحهم ولكنها أوقفتهُ متحدثة بهدوء وعفوية : فهد هنزل إنهارده الشركة .. كفاية أجازه كدي .

نظر لعينيها متحدثاً بهدوء متزن : إقفلي الموضوع ده دلوقتي لما ارجع نتناقش فيه .

ضيقت عينيها وتحدثت بإستنكار : مش فاهمة هنتناقش في إيه .. أنا هنزل الشركة مع بابا .

زفر بجدية وتحدث بحزم لطيف : طيب ممكن تعتبري إن إنهارده كمان أجازة ولما أرجع هنتكلم بهدوء .

نفت برأسها وتحدثت بدهشة متسائله : إنت عندك مشكلة مع شغلي.
رد عليها قائلاً بنفي وهو يحتضن وجهها : لا يا حبيبتي معنديش مشكلة مع شغلك كل الموضوع إنك لسه معرفاني دلوقتي و أنا عندي ليكي خطط تانية .

لانت ملامحها المقتطبة قليلاً وظهرت أخري حائره ليتابع هو بلين : ينفع بقي لما أرجع نتكلم ومتشغليش بالك بالموضوع ده ويلا عشان نفطر سوي قبل ما أخرج .

وحاوط كتفها مره أخري ليخرج معها وظلت هي ساكنة بين يديه ولاحظ هو شرودها وخاصةً حين نطقت فجأه بنبره كانت أقرب للإستعطاف : فهد .

ويعرف فيما يعصف تفكيرها الأن وأنها تحثه ألا يحرمها من عملها لذا راح يتحدث بحديث مريح لقلبها ولكنه كاذب فهذا الحديث غير خططه : اللي إنتِ عايزاه هيحصل متخافيش .

تنهدت بهدوء وإبتسمت لهُ وتوجهت معهُ إلي غرفة الإفطار بينما هو أراحها فقط لكي لا تجهد تفكيرها طوال اليوم وفي نيته خطط أخري فهو صحيح ليس بالرجل الذي يجعل زوجته لا تعمل ولكنه رجل غيور وغيور للغايه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *