روايات

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم اسماعيل موسى

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم اسماعيل موسى

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه البارت الثالث والأربعون

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه الجزء الثالث والأربعون

الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه
الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه الحلقة الثالثة والأربعون

لم يتردد رعد لحظة، قفز من التلة وهبط بين جنوده، عينيه مشتعلة بالغضب. “انسحبوا فورًا! إلى العاصمة، بسرعة!”
ركض الفرسان، وتحركت الذئاب بسرعة البرق، لكن المخلوقات كانت أسرع.
تقدمت ماجي إلى جانب رعد، أنفاسها لاهثة. “لن نصل قبلهم. إنهم يتحركون عبر الظلال، لا يسلكون الطرق التي نسلكها.”
شدّ رعد قبضته. “لا يهم، سنصل، وسنحارب حتى آخر نفس.”
على أسوار العاصمة
كانت العاصمة مظلمة، وكأنها تستعد لحدث لا يمكن إيقافه. فوق الأسوار، وقف قائد الحرس، ينظر إلى الأفق، حيث بدأ الضباب يتحرك ككيان حي، يقترب شيئًا فشيئًا.
ثم رأى أولهم.
خرجت المخلوقات من العدم، تتسلق الأسوار كما لو كانت الجدران غير موجودة. أطلق الحراس سهامهم، لكن بعضهم تجمد في مكانه من الرعب.
جاءت الصرخة الأولى… ثم الثانية… ثم تحولت العاصمة إلى صرخات لا تتوقف.
عند بوابة المدينة
عندما وصلت جيوش رعد، كان المشهد أشبه بكابوس حي.
المخلوقات اجتاحت الشوارع، سحبت الناس من منازلهم، وألقت بالبعض في الفراغ، حيث اختفوا داخل الضباب.
انطلق رعد للأمام، سيفه يشتعل بقوته، يقطع أول مخلوق يعترض طريقه. كانت ماجي إلى جانبه، نيرانها تحرق كل شيء، لكن الظلام كان كثيفًا.
“إنهم ليسوا هنا لقتل الجميع.” صرخت جود وسط الفوضى. “إنهم يأخذونهم!”
نظر رعد حوله، إلى الفوضى التي تحدث في الشوارع، ورأى ما لم يره من قبل.
المخلوقات لم تكن تقتل فقط… بل كانت تختطف.
تبتلع البشر داخل الظلال، ثم تختفي بهم.
وفي تلك اللحظة، سمع صوتًا مجمدًا للدماء.
“رعد!”
كان الصوت مألوفًا.
التفت، وعيناه اتسعتا بصدمة.
وسط المعركة، بين المخلوقات، كانت هناك فتاة… شعرها الأسود يرفرف مع الريح، ووجهها شاحب كالموتى.
كانت ليلى.
لكنها لم تكن وحدها.
ريان وقف بجانبها، يضع يده على كتفها كما لو كانت ملكًا له. عينيه كانتا تتحديان رعد، وكأنهما تقولان: “لقد خسرت.”
تصلب جسد رعد، شعر بالغضب يشتعل داخله، لكنه لم يتحرك.
لأن ليلى… لم تكن خائفة.
بل كانت تنظر إليه كما لو أنها لا تعرفه.
أو ربما… لم تعد تريده أن يعرفها.
لم يتحرك رعد، عيناه كانت معلقتين على ليلى، غير قادر على تصديق ما يراه.
لقد كانت هناك… حية.
لكنها لم تكن كما يتذكرها.
وقفت بجانب ريان، صامتة، عيناها الزرقاوان باردتان، كأن لا شيء مما يحدث حولها يعنيها. حتى عندما التقت نظراتهما، لم يكن هناك أثر للخوف أو الحنين.
بل شيء آخر… شيء لم يستطع تفسيره.
“ليلى؟” همس، وكأن صوته فقد كل قوته.
لكنها لم تجب.
بدلًا من ذلك، ابتسم ريان. كانت ابتسامة بطيئة، مدمرة، تحمل انتصارًا لم يكن يحتاج للكلمات.
ثم، أمام عينيه، رفع يده، وكأنها إشارة غير مرئية.
وفجأة… توقف كل شيء.
المخلوقات التي كانت تهاجم الحراس توقفت، الأصوات التي ملأت العاصمة خمدت، حتى النيران بدت وكأنها خفّت.
كان الأمر كما لو أن العالم كله تجمد للحظة واحدة.
ثم، بصوت هادئ، بالكاد يُسمع، نطق ريان بكلمة واحدة:
“احترقوا.”
وانفجر كل شيء.
اللهب الأسود اندلع في كل مكان، ليس كالنيران العادية، بل نيران لا تنطفئ، تلتهم الحجر قبل الجسد. صرخ الجنود، وهم يسقطون واحدًا تلو الآخر، بينما بدأ الدمار يلتهم العاصمة.
كان رعد قد رأى الكثير من الحروب، لكن هذه لم تكن حربًا.
كانت إبادة.
“انسحبوا!” صرخ، لكن صوته ضاع وسط الفوضى.
رأى جود وماجي تقاتلان بجنون، ضرغام يضرب بفأسه، لكن لا شيء كان يكفي.
رأى رجاله يتساقطون، بعضهم احترق بالكامل، والبعض الآخر سُحب إلى الظلام دون أن يتركوا أثرًا.
وشعر بشيء لم يشعر به منذ زمن طويل.
الهزيمة.
“رعد، علينا المغادرة!” صرخت جود، ووجهها مليء بالجروح، بينما ظهر خلفها ظلام بدأ يلتهم الشارع.
لكنه لم يكن مستعدًا للهرب بعد.
ظلّ ينظر إلى ليلى، التي لم تتحرك خطوة، لم تقل شيئًا.
حتى الآن، لم يعرف ما إذا كانت أسيرة… أم شريكة في كل هذا.
لكن عندما بدأ الظلام يزحف نحوه، عرف أن وقته انتهى.
تراجع، ثم استدار وركض مع من تبقى من جنوده.
عندما غادروا أسوار العاصمة، لم يكن هناك ما يشبهها بعد الآن.
كانت المدينة التي حكمها… قد انتهت.

وقف رعد على قمة تل خارج العاصمة، يراقبها وهي تحترق.
كان جسده مثقلًا بالجروح، أنفاسه تتسارع، لكن عقله لم يكن مع القتال.
بل مع ليلى.
التفت إلى جود، التي كانت تمسك ذراعها المصابة، لكنها كانت تراقبه بقلق.
“أنت تعرف ماذا يعني هذا، صحيح؟” قالت بصوت خافت.
لم يجب.
لكن ماجي فعلت.
“ليلى لم تكن أسيرة،” تمتمت، وعيناها مليئتان بالشك. “لماذا لم تهرب؟ لماذا لم تطلب مساعدتك؟ لماذا لم تظهر أي رد فعل؟”
لم يكن لدى رعد إجابة.
لكنه لم يستطع إنكار الحقيقة.
ليلى لم تعد نفس الفتاة التي عرفها.
احترقت عاصمة الذئاب التى ظلت صامده لأكثر من الف عام
صرخات النساء والأطفال تشق عنان السماء
جيش رعد قتل معظمه والذين ظلو معه مرعوبين خائفين

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *