روايات

رواية عزف الروح الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح البارت السابع والثلاثون

رواية عزف الروح الجزء السابع والثلاثون

عزف الروح
عزف الروح

رواية عزف الروح الحلقة السابعة والثلاثون

ثمانٍ شهور مرو بالفعل وقد إنقطعت محادثاته لها منذ مدة طويلة عندما فاض بهِ ما تفعله وفاض بهِ هذا الفراق و توعد لها بحق و كل ما يتملكه من ناحيتها الأن هو الغضب الشديد فقط مع شوقه بالطبع الذي يحرقه لذا قطع تلك الإتصالات بينهم التي تزيده شوقاً ولوعه فقط لعلها تستفيق لنفسها وربما تعود .

هو بالفعل قاطع أخيه الصغير الذي يتعذب لمقاطعته ولكنه أيضاً يشعر بصعوبة مسامحته وها هو يجلس متذكراً يوماً كان منذ ثمانية شهور حين فتح الباب ليدخل علي عمار الذي وقف بصعوبة بسبب آلام جسده المبرحة من قبل فهد وسارع ليتحدث بقوله النادم : أنا أسف والله أنا أسف سامحني .

نظر له فهد بحسره ممزوجة بقهره من أخيه الذي طعنه في ظهره وجلس علي السرير وتحدث ليسارع بالخروج قبل أن يهشم رأسه وعظامه أكثر من ذلك : ورثك في ميراث بابا موجود لما تحب تاخده ترجع للمحامي .. ومن هنا ورايح اللي بيني وبينك فلوسنا المشتركة والمحامي هيكون وصلة الحلقة بينا .

ثم وقف ليتابع بجدية وهو يضع يديه بجيوبه : انا كان عندي أخ كان كل حاجة ليا في الدنيا بس للأسف هو كمان راح .. ومن هنا ورايح انا معنديش إخوات .

وخرج يقمع وجعه بداخله والأخر لم يقمعه فإنهار من خلفه وهو يوقن أنه أضاع من كان له السند والأب .. من كان لهُ كل شئ وفقدهُ بغباء وحقد تمكن منه .

كان فهد يتذكر كل ذلك وهو يري أن أخيه خرج من أزمته قوياً فعمار إتجه لشركته ليهتم بها ويكبرها بحق وأيضاً حرص علي شراء منزل لهُ فإبتعد كلياً عن فهد بعد أن تذلل لهُ بحق ليسامحه وقد فاض بهِ وجعاً من تجاهل أخيه لهُ وتجاهل حبيبه أيضاً الذي أتقن قلبه حبها كان مخذل للغايه .

…………………………………………

منذ عدة شهور تثاقلت آلام جسدها حيث صدرها بشدة مم جعل الطبيبة المشرفة علي حالتها تحجزها بالمشفي إلي حين الولاده وحين عملية إستئصال الورم لتتابع حالتها ولتكون اسيل تحت الأنظار … وفي ليلة منذ شهر واحد كانت اسيل تصرخ ألماً فطفلتها التي عرفت أنها فتاه فيطريقها للخروج إلي الحياه وتم كذلك تجهيزها للدخول للعمليات وها هي تجلس بتعب من آلام الولادة وإرهاقها بينما زوجة عمها وعمها ومراد بجوارها وحدثتهم هي ما إن فتحت عينيها بإرهاق : بنتي فين عايزة أشوفها .

مراد بمرح : بنتك يا ست هانم في الحضانة ماهي طالعة لمامتها عنيدة جاية علي تمن شهور .

اسيل بقلق مرهق : يعني هي كويسة … عايزة أشوفها .

وقف مراد ليتحدث : هشوف الدكتورة ولو وافقت هجبهالك .

وخرج مراد ليعود بعد قليل مع الممرضة التي تحمل طفلتها وكانت اسيل في أشد لحظات حياتها لهفة لتحمل طفلتها التي كانت بحق نسخة منه حيث والدها الذي إشتاقته بشده وكم تمنت لو أنه بجوارها الأن فراحت تنظر لصغيرتها بلهفة وهي تتابع ملامحها التي كانت نسخة صغيرة للغاية منه وتتلمس بشرتها الناعمة المنمنمة بروعه في حين آتتها صوت الممرضة : لا يجب عليك إرضاعها حتي عمليتك الأخري .. وحين ميعاد طعامها سنأخذها منك .. إنها جميلة للغايه مبروك .

وخرجت الممرضة بعد ذلك لتحث زوجة عمها عمها ومراد ليخرجو ويتركوها وحدها مع طفلتها في حين تسارعت نبضات اسيل وهي تري تلك القطعة الصغيرة منه في يديها .. وضعت يديها بين يدي طغيرتها لتغلق الصغيرة عليها بقوة لتفر ضحكة من شفتي اسيل مع دموعها التي غشيت عينيها وهي تلتقي هاتفها لتلتقط لهم صورة سوياً ثم عدة صور لصغيرتها لكي يراها فهد ومن ثم تركت هاتفها لتمسد علي شعر طفلتها الذي كان لون شعرها البني و بدرجه أفتح وكذلك رموشها وحواجبها المنمنمة بينما إنتظرتها بشوق لتفتح عينيها لتراها كاملةً .

فكرت كثيراً أسيسامحها فهد من حرمانه تلك اللحظة الرائعه أم سيلومها … أيمكن أن ينسي كل شئ ويعود الوضع لما كان عليه .. أستكون عائلة صغيرة مفعمة بالحياه أم أن فهد يحمل خيارات أخري … أستشفع تلك الصغيرة لها ليسامحها .. أستحمل هي عقابه إن قرر يعاقبها .. ولكن هي لم تكن لتظهر لهُ بضعفها .. لم تكن لتجعلهُ يري هذا الضعف والذي تزايد مؤخراً بكثرة .. لم تكن تجعله يري ألمها ليتألم معها في حين يمكنها هي أن تعود لهُ سالمة بدون هذا الألم .. غير شعور الخوف بداخلها والذي يخبرها أنها لن تنجو من تلك العملية فلما تشاركه لحظة الفراق فربما ترجل وتترك لهُ هديتها الصغيره تلك .. ودمعت عينيها حتي أصبحت تبكي وهي تفكر أيمكن أن تترك طفلتها كما تركتها والدتها .. ماذا لو ماتت بتلك الغرفة وتركت طفلتها لتواجه خوفها بمفردها ولكن مع أب مثل فهد أستمتلك مخاوف .. علي نحيبها الصامت بعد ذلك بشهقات حين فتحت الصغيرة عينيها وهي تفرد ذراعيها الصغيره بتحرك و كأنها تتذمر من بكاء والدتها ومسحت اسيل دموع عينيها بشوق لرؤية عيني طفلتها التي شعرت بها فإستيقظت لتحفف عنها في حين وضعت اسيل يديها علي فاهها بدهشة وهي تري عيني طفلتها السوداء كأبيها مع توسعهم فكانت عينيها واسعة تحمل في منتصفها براءه محببة حيث كانت تنظر لوالدتها وكأنها تراها فراحت اسيل تضمها لصدرها بحب وتقبل وجنتيها الناعمة والمتورده بحمرة مع بشرتها البيضاء كبشرتها هي .. هي كانت مزيج منهم معاً ولكنها يبدو أنه تميل لوالدها أكثر حين ضربت الصغيرة بيديها في صدر والدتها بقوتها الصغيره وكأنها تخبرها أن تكف بكاءاً في حين ضحكت اسيل وهي تشبع نظراتها من طفلتها حين دخلت الطبيبة بإبتسامة مسرورة لها محدثة إياها : مبرووك مدام اسيل .

إبتسمت لها اسيل لتشركها بينما تابعت الطبيبة : الفتاه ستحتاج لرضعتك خاصةً أنها شرفتنا باكراً عن موعدها لذا سيتم تجهيزك للعملية بعد يومين حتي تكوني إستعدتي صحتك بالكامل .

أومأت اسيل بخفوت عند دخول مراد لترحل الطبيبة في حين تحدثت اسيل مبتسمة بدموع : شوفت جميلة إزاي .

أيدها مراد ليتحدث : تتربي في عزك إنتِ وباباها يا حبيبتي .. الدكتورة قالت عمليتك بعد يومين وكل حاجة هتخلص بخير بإذن الله وترجعي لجوزك إنتي والقمر ديه بخير .

ثم تابع بمرح : هتسميها إيه بقي .

اسيل بهدوء وهي ترمق طفلتها بحنان : حنين .

وبالفعل هي تشعر بمدي الحنين التي تكنهُ لهُ في تلك اللحظة وطفلتها كانت تعبر عن مدي ذلك الحنين فهي كان برفقتها يوميا ًوتنمو بداخلها بينما حنينها يزداد لهُ و أتاها صوته بصفير : هاتيلي بقي ست حنين أما نشلها شوية .

ثم أخذ يداعب الصغيرة متحدثاً : إنتِ يا بت أنا خالو .

اسيل بنزق : ست وبت إيه البنت لسه بنت يوم واحد .

ضحك ليعطيها ظهره بالفتاه وتحدث بمرح : ملكيش دعوة بتدخلي بينا ليه الله .. بنت وخالها إيه الغلاسة ديه .

ضحكت اسيل وهي تريح ظهرها علي الوساده وتنظر لإبنتها بهدوء وما لبثت أن تحدثت : مراد ممكن أطلب منك طلب .

إعتدل لها وأومأ لتتحدث بهدوء : لو جرالي حاجة في العمليه ديه لو ….

زعق بها بنفاذ صبر فهو فاض بهِ من خوفها هذا : يا شيخة حرام عليكي إسكتي .. هتخرجي بخير وأحسن مني كمان .

إبتسمت له لتتابع : معلش إسمعني .. لو حصل حاجة عايزاك تنزل مصر بحنين ووديها لسلوي وبعدين روح لفهد وعرفه إن عندنا بنوته قمر ولو هو عايزها هيروحلها عند سلوي .

زفر مراد بنزق وتحدث : حاضر يا تشاؤم هانم حاجة تاني .

نفت له وحدثته بشكر قبل أن تطلب إبنتها منه لتضعها بجوارها وتمسد علي شعرها الناعم برفق … وبعد يومين كانت تجهز لدخول العمليات بينما هي فقط كانت تدعو ربها أن يخرجها من تلك العملية بسلام من أجل طفلتها ومن أجله .. تريد أن تحيا معهم بسلام .

ساعة وراء ساعة وراء ساعة .. ثلاث ساعات كان الوضع فيهم ما بين القلق والخوف والدعاء .. والصغيرة في تلك الفترة لم تكف عن البكاء ليتعاطف الممرضين معها وكأنها تشعر بما تخضع والدتها لهُ الأن وما إن خرجت الطبيبة ومن خلفها الممرضين يجرون سريرها وهي مستكينه بسلام عليه حتي هدأت الطفلة وأسرع مراد للطبيب بينما بصره يتابعها حيث طمأنتهم الطبيبة قائلة : مبروك لقد نجحت العملية .

وإستعلم مراد عن ميعاد وعيها لتحدثه الطبيبة : البنج كان كلي لذا قد تستيقظ علي أخر النهار .

وبالفعل إستيقظت بتعب حيث فتحت عينيها وهي ما زالت بين الوعي واللاوعي وهي تهتف بإسمه بخفوت : فهد .

وحركت رأسها يميناً ويساراً حتي إتضحت لها الرؤية لتجد نفسها بمفردها في تلك الغرفة المظلمة لتمد يديها للأبجورة بجوارها لتضئ بنور بسيط بينما شعرت بألم عظيم مكان الجرح حين تحركت لتتأوه بخفوت وهي ترجع يديها لمكانها بألم بينما عيناها تدمع بمفردها تلقائياً هي تريده بجانبها الأن وتريده أن يسمعها صوته الذي حرمها منه مؤخراً وإن كان هذا عقابه وهي بعيدة فكيف سيكون عندما تعود وبين أفكارها ووجدت نفسها تبكي بحق ونحيبها يزداد وألم العملية كذلك يزداد مع بكائها لتبكي كالطفلة التي تحتاج والدها بجوارها الأن .

ظلت تبكي حتي أرهقها البكاء ودخلت عليها الطبيبة بعد ذلك وهي توقن بطبيعة عملها أنها فاقت من البنج الأن لتحدثها وهي تحضر لها حقنة مسكنة : كيف الأخبار .. سأعطيك حقنة مسكنه لا بد أن مكان الجرح يؤلمك .

أومأت اسيل لها لتحدثها بخفوت : هخرج امتي .

قطب الدكتورة حاجبيها لتحدثها بمزاح : ما هذا الإستعجال .. يجب أن تبقي معنا إسبوعين تحت الأنظار كفترة نقاهة وبعد ذلك يجب أن تتابعي معنا حتي يلتئم جرحك .

اسيل بنفي : مش هقدر انا لازم اسافر مصر بعد الإسبوعين دول وهستقر هناك .

الدكتورة وهي تومئ : تمام سأعطيكي إسم طبيبة في مصر لتتابعي معها وكذلك سأوصيها عليكي .

وبالفعل مضي الإسبوعين وهي لم تستعيد صحتها بالكامل بعد ولكن أصرت علي إنهاء هذا الفراق طالما زال الخطر عنها وإستقر وضعها وها هي تجلس في الطائرة بينما إبنتها بجوارها في كرسيها الصغير الموضوع علي كرسي الطائرة ومراد كان بجوارهم حيث أصر علي السفر معهم وعدم تركهم بمفردهم .

…………………………………….

نزلت الطائرة علي أرض مصر لتستنشق هواءها بعمق وكأنها لم تتنفس يوماً في حين كان قلبها يتراقص خوفاً بين ضلوعها فاليوم ستقابله .. قلبها يجري شوقاً لرؤيته ويدق خوفاً من مقابلته ومن موقفة ويعزف ألحاناً جميلة لرؤية ملامحه حين يري طفلتهم الجميلة .

ركب مراد بالسيارة لتركب جواره وتحدث بهدوء : هنروح علي عمي .

اسيل بنفي بسرعه : لا انا عايزة اروح بيتي .

مراد بجدية : عند جوزك مش هتوري حنين لعمي الاول .

اسيل بنفي وهي تحتضن إبنتها بهدوء : لا هويهالو مع فهد … مراد مش هوصيك محدش يعرف بموضوع الورم ده .

أومأ لها وهو يتحدث بمرحه المعتاد : إنتِ جبارة يا اسيل والله مش عارف إزاي تستحملي كل ده لوحدك .

إبتسمت وهي تنظر لإبنتها محدثة إياها بهمس : عشان باباكي .

وقف مراد أخيراً أمام قصر فهد وأخذ يضرب بوق السيارة ليخرج لهم إحدي الحرس ففتح مراد زجاج السياره وما إن رأي الحارس اسيل حتي أمر بفتح الباب فترجل مراد من السيارة بينما هي فعلت أيضاً لتتجه للداخل وأحضر مراد حقائبها هي والصغيرة ودخل خلفها في حين إلتف اسيل للحارس لتحدثه بتودد : لوسمحت متعرفش فهد بيه إن أنا هنا .. أنا عملهالو مفاجأة .

أومأ الحارس لها ليحدثها بنبرة جدية : تؤمري .. حمدالله علي سلامتك يا هانم .

وفطنت أن لا أحد من العاملين يعلم شئ لتدخل للداخل بينما مراد بجوارها .. وضع الحقائب علي الأرض ليحدثها وهو يقبل الصغيرة : مش عايزة حاجة … هطير أنا وهبقي أكلمك أطمن عليكي .

وبدا أنها لم تستمع له حين تحدثت بترقب : هيسامحني .

ربت علي رأسها ثم قبل الصغيرة مرة أخري وتحدث مبتسماً ليطمأنها : أكيد … مش عايزة حاجة .

نفت برأسها ليودعها ويذهب في حين تجمعت حولها الخادمات بحرج وهن يلقين علي مسامعها السلام مابين ” حمدالله علي السلامة يا اسيل هانم ” ” نورتي يا هانم ” وتحدثت كبيرتهم بمفاجأه : هو حضرتك كنتي مسافرة فطرة الحمل .. بردو الجو هنا مش حلو لصحتك في الفترات دي .

ضحكت اسيل بصدق وهي تقرب لها حنين وتحدثت : جميلة مش كدي .

تجمعن حولها الخادمات ورمقنها بإعجاب واضح وتهالواً عليها بالتهنئة في حين كانت الصغيرة وكأنها تراهم تقلب نظرها بينهم حتي تحدثت اسيل : ممكن محدش يعرف فهد بيه إني هنا .

تحدثت كبيرة الخدم : أكيد طبعاً ده هيفرح خالص لما يشوفكو .

إبتسمت اسيل لها وأومأت لتتحدث : معلش حد يطلع الشنط بس .

أومأت الخادمة لها ثم صعدت اسيل للاعلي حيث دخلت الجناح الذي طالما ضمهم سوياً معاً والذي كانت تعتبره منزلهم الصغير لتدمع عينيها كعادتها مؤخراً صارت تترك العنان لدموعها لتنطلق بحرية في حين رمقت غرفتهم بدق عنيف يدق بقلبها وتوجهت لها تجوبها ركن ركن .. تتذكر لحظاتهم البسيطة معاً .. تتذكر مزحه وعفويته وعصبيته كذلك .. تتذكر لمساته وأحضانه .. تتذكر مراعاته وإعتنائه … تتذكر حنانه وإحتوائه حتي خرجت من ذكرياتهم علي صوت الخادمة التي وضعت الحقائب : تؤمريني بحاجة تانية يا اسيل هانم .

اسيل بخفوت : لو مش هتعبك معلش فضيهم بس .

أومأت الخادمة لتشرع في عملها في حين جلست اسيل تساعدها فيما يجب تعليقه وفيما يجب غسله حتي حدثتها : ناوليني الطقم ده عشان أغير لحنين .

ناولتها إياه ثم تحدثت الخادمة بحرج : إسمها حلو أوي .

شكرتها اسيل مع إبتسامة بسيطة لتشرع في تغيير ثياب حنين بينما تتأوه من جرحها من حركة يديها في حين رأت الخادمة حقيبة صغيرة ففتحتها بعفوية لتفرغها فوجدت محتوياتها عبارة عن علب عدة من الأدوية لتسأل اسيل بأدب : دواكي ده يا هانم .

أومأت اسيل لتمد يديها لها وتحدثها : هاتيه .

ناولتها الخادمة الحقيبة الصغيرة لتفتح اسيل احد ادراج الكومود وتضع الدواء بداخله ثم راحت تكمل تغيير ثياب الصغيرة وأرضعتها كذلك بعد خروج الخادمة لتضعها علي الفراش بجوارها بعد ذلك وتنام علي ظهرها بجوارها بينما تنظر لها بهدوء وهي تشعر بدفئهِ يملئ الغرفة حتي في غيابه وراحت في نومٍ عميق نوم لم يزر عينيها بتلك الراحة إلا الأن منذ شهور عدة وهي تشعر بالأمان الشديد في حين تشتم عبقه الذي ملئ الغرفة .

…………………………………………………

وصل فهد للقصر ليلاً ثم توجه لمكتبهِ أخذاً منه عدة أوراق ثم تحرك للأعلي في حين نادته إحدي الخادمات : أحضر العشا يا فهد بيه .

تحدث بجمود وهو يتجه للأعلي : لأ .

ثم صعد ليدخل جناحه وما إن دخله حتي إشتم أريجها ليغمض عينيه وهو يتمسك بمقبض الباب بقوة .. أصبح يتوهمها في مكان وفي كل وجه وهي فقط بعيدة كل البعد بسبب لا يعرفه ولكن لم يعرف أنها قريبة كل القرب إلا حين دخل غرفته لتقع عينيه عليها أول شئ … بذهول هو إقترب منها .. بشوق راح ينظر لها ليتأكد أنها ليست وهم وأنهُ يراها أمامه الأن وشوقه الشديد لها عماه بالفعل عن الطفلة إبنتهُ الصغيرة القابعه بجوارها بسلام .. حيث توجه لها ليجلس بجوارها علي السرير في حين يديه التي تريد تلمُسها ترتعش بحق وهي في طريقها لبشرتها لا يصدق أنها أمامه بعد كل هذا البعد وبعد كل هذا الحنين لها وأخيراً إستقرت يدهُ علي وجهها ليوقن أنها حقيقة أمامه .. هي عادت لهُ وملمسها تحت يديه يؤكد ذلك ونبضات قلبه العنيفة كذلك تؤكد أيضاً فراح يتمسك بوجهها بين كفيه ووضع جبينهُ علي جبينها بعد أن نزل برأسهِ لوجهها النائم براحة وعينيه أغمضها بشوق جارف لترتعش بقوة ليفتحها ثانيةً ينظر لها في حين يديه علي وجهها تشتد في ضغطها حتي إستيقت هي لتشهق بشوقها الحار هي الأخري وهي ترفع يديها لتتلمس وجهه بإرتعاش مماثل لإرتعاشه وكانت لمستها حارقة لهُ مشعلة لقلبه ليشد علي شعرها بقوة بيدهُ التي تسللت لشعرها في حين يزيد من ضغط جبينه لجبينها حتي إختلطت أنفاسهم معاً وفاض بهِ الشوق وهو يري نظراتها الذائغة فإلتقط شفتيها بشفتيه يقبلها بعنف ضارم ..كانت قبلة شرسة حملت معاني شوقه بأكملها ليبثها بجسدها عن طريقها في حين يديه بعد ذلك بعد أن قطع قبلتهم طالباً كل منهم الهواء كانت ترفع رأسها وتنزلها بقوة حيث كان يهز رأسها بعنف بين يديه وهي فقط تتمسك بيديه يعاتبها بصمت يخبرها لما فعلت هذا بهم يخبرها بمدي الشوق الذي إشتاقه لها يخبرها بمدي ألم قلبه في تلك اللحظة وإن تحدثنا عن الألم فهي قد شل لسانها بعد رؤيته وكل ما بها ألم فظيع يعمر قلبها بعد رؤيته … والرؤية يفرض أنها يجب أن تريح القلب لا تشعله وقلبهم كلاهما كان عبارة عن شعلة من النار قائم عليها كلاً من شوقهم ولم يبتعد عنها وعن حديث عينيهم الصامت حيث كان ينظر لها هو بعتاب وهي تنظر لهُ برجاء للعفو إلا حين إستمع لهمهمات الصغيرة النائمة وهي تحرك جسدها الصغير ببراءه وتفتح عينيها معبرة عن إستيقاظها ليبتعد فهد بصدمة وهو ينظر لتلك الطفلة وقلبه بالفعل كاد يخرج من ضلوعه بتلك اللحظة والصدمة لم تكن هينة بالمرة وهو ينظر لها بملامحهِ المصدومة فقط وعينيه المذهولة لينظر لاسيل التي إعتدلت جالسة وهي تنظر لهُ بترقب أشبه بإنتظار حكم الإعدام المؤكد صدوره وحين نظر لها كانت نظرته لا تبشر بالخير أبداً والصمت طال بملامحه المصدومة ولم يكن يحتاج ذكاء ليعرف أنها إبنتهُ حتي إمتدت يدهُ تقبض علي عنقها بعنف لتشهق اسيل بقوة وتجحظ عينيها وهي تضع كلتا يديها علي يديه القابضة علي عنقها بقسوة في حين ضرب هو بظهرها علي السرير بقسوة متحدثاً بأعين متوسعه غضباً : بنتي .

أومأت لهُ وهي تحاول نزع يديه من علي عنقها وراحت تبتلع ريقها وهي تشعر بأنفاسها المتقطعة ليجذبها لهُ من عنقها ويضربها بالسرير مرة أخري لتشعر بألم فظيع بجرحها حيث عملتيها ولكنها إبتلعت ألامها وهي تسمعه يتحدث بشرارة في حين قبضته تزداد قوة مع غضبه : إزاي متعرفنيش حاجة زي ديه .

وراح يضرب ظهرها مرة أخري بالسرير متابعاً : سافرتي وإنتِ عارفة إنك حامل .. كنت بكلمك و إنتِ حامل في بنتي وأنا معرفش .

رفعت هي رأسها للأعلي مع بروز عروق عينيها الحمراء وهي تشعر بروحها التي تسحب منها ببطئ لتحاول الكلام وهي تفتح فاهها عدة مرات محركة إياه ولكن قلة الهواء الذي يمنعهُ عنها لم يساعدها في الحديث وبصعوبة أخرجت حروف إسمه بتوسل وهي تضرب علي صدرهِ بيدها بضعف : فـ ..فـ ..هـ ..د .

وتركها حين شعوره ووعيه لما يفعله حين رؤية عينيها التي إحمرت طالبة الهواء ومحاولة كلامها الفاشلة وفي النهاية إسمهُ التي أخرجته بصعوبه متوسلة إياه بأن يبتعد ليبتعد بالفعل وهو يشعر بالصدمة منها ومما فعلهُ ثانيةً وهو يراها تشهق بقوة بعد أن تركها… تملئ رئتيها بالهواء ثانيةً وهي تضع يديها علي عنقها بإرتعاش ودموعها مع نظرة عينيها الخائفة الجاحظة بتوسع جعلهُ يلتقط رأسها ليستوطنها بصدرهِ في حين نامت بجانب رأسها علي صدره تجاهد في إعتدال تنفسها مرة أخري ويدها ما زالت علي عنقها تحاول محو أثار يدهُ نفسياً بينما هو يقبض علي شعرها بقوة ويخبط برأسهِ علي رأسها بقوة حين أتته شهقتها الباكية تلتها دموعها التي أغرقت قميصه وشهقاتها التي لم تتوقف بعد ذلك وهي غير قادرة علي ضمه لها فهي تلك اللحظة خافتهُ .. خافتهُ بشده بخافت أن يردها خالية الوفاض وألا يستقبل شوقها لهُ .. خافت عقابه بحرمانها إياه هي فقط خافت ما يعتمر في عقله لتستسلم لإحتضانه هو إياها وتبكي كما لم تبكي يوماً ليتقطع قلبه كلياً وإن كان هذا أول لقاء بينهم بعد فراقها وهو الذي توعد لها بالتجاهل ليعاقبها وجد نفسه يسارع ليحتضنها .. بكائها لم يساعده بالمرة لتنفيذ عقابه ليرفع وجهها لهُ وإحمرار وجهها هذا لم يساعدت البته فجذبها كلياً لهُ ليحتضنها دافناً وجهه بعنقها ووجدت هي القوة في ذلك لتحتضنه هي الإخري متمسكة بقميصه بقوة تخشي الفقدان مرة أخري وقبضته حولها تزداد حتي صرخت ألماً من جرحها ليبتعد بلهفة متحدثاً بصدمة من صرختها : في إيه .

إحتضنته برفق لتتحدث بنشيج : وجعتني .. أسفة .

إبتعد ليكوب وجهها بيديه بينما يقبل كل إنش بوجهها متحدثاً : إتكلمي سمعيني صوتك وحشتيني أوي .

وهي التي تعرف أن تلك لحظة الشوق المنتظرة ثم سيعاود ليعاقب بروية بعد ذلك فإستغلتها متحدثة : وإنت وحشتني أوي والله .. أسفة .. سامحنـ ..

وإلتقط بقية حديثها بشفتيه ليغرق معها في شوقه الجارف و هو يمطرها عشقاً تعرف أنه سيعاود ليلتقطة مرة أخري بهدوء مريب ليشل أوتارها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *