رواية شمس ربحها القيصر الفصل السابع عشر 17 بقلم بيلا
رواية شمس ربحها القيصر الفصل السابع عشر 17 بقلم بيلا
رواية شمس ربحها القيصر البارت السابع عشر
رواية شمس ربحها القيصر الجزء السابع عشر
رواية شمس ربحها القيصر الحلقة السابعة عشر
” شمس ..!! ماذا تفعلين هنا ..؟!”
صدح صوته أخيرا بعدما استوعب حقيقة وجودها أمامه ليجد نظراتها النافرة تختفي ويحل محلها السخرية وهي ترد عليه :
” سؤال منطقي يا باشا .. وكي أدعك ترتاح ولا تفكر كثيرا في كيفية مجيئي هنا خاصة إن هناك أشياء أهم تنتظرك وتستحق التفكير فسأجيبك .. لقد اتصل بي أحدهم وأخبرني بوجودك هنا وإنك قضيت ليلة البارحة هنا مع عشيقتك الحالية .. ريتا .. ”
التفت إلى ريتا تسألها بإبتسامة هادئة :
” أليس هذا إسمكِ..؟! ألستِ أنتِ ريتا ..؟! أم إن هناك غيرك أيضا وتدعي ريتا ..؟!”
وعندما لم تجد ردا فأكملت بنفس الهدوء :
” يبدو إن هناك من يسعى للإيقاع بكِ وإفشال هذه الزيجة .. بالتأكيد شخص ما يعرف قذراتك كلها أو ربما تكون عشيقتك هي من فعلت ذلك كي تدمر الزيجة ..”
أنهت كلامها وهي تلقي نظرة عابرة على ريتا التي إنتفضت تدافع عن نفسها :
” كلا .. هذا غير صحيح .. أقسم لك يا قيصر .. انا لا أفعل ذلك .. لا أجرؤ على ذلك أبدا ..”
كان قيصر يدرك جيدا إن ريتا لن تفعل هذا فهي لن تجازف وتلعب معه لعبة كهذه تدرك جيدا تبعاتها ..
رمقتها شمس بنظراتها وهي تهتف بإشمئزاز :
” لا أصدق كيف لإمرأة جميلة ولا ينقصها شيء مثلك أن تفعل بنفسها هذا وتصبح مجرد عشيقه له ..؟! ”
صاحت ريتا بضيق :
” لا تتحدثي معي بهذه الطريقة .. لا أسمح لكِ ..”
ثم إلتفتت نحو قيصر وهتفت :
” قل شيئا يا قيصر .. ”
ردت شمس ببرود :
” ماذا سيقول مثلا ..؟! هو لا يختلف عنك كثيرا .. كلاكما تتشاركان بإنعدام الأخلاق والرذيلة ..”
تقدم نحوها وقبض على كفها هاتفا بصوت متأمر :
” تعالي معي ..”
حررت كفها من كفه بسرعة وهتفت بملامح منقبضة وصوت كاره :
” إياكِ أن تلمسني .. هل فهمت ..؟!”
أردفت بعدها متجاهلة نظراته الحادة :
” لم أتِ الى هنا كي أخرج معك وأستمع الى حديثك السخيف وأوامرك الكريهة .. بل جئت لأخبرك إنني كنت صادقة حينما وصفتك بالسفالة وإنعدام الأخلاق ..”
شهقت ريتا بعدم تصديق من جرأة تلك الفتاة بينما جذبها هو من ذراعها محاولا الخروج بها من المنزل لكنها دفعته بقوة وهي تهتف بنزق :
” قلت لك لا تلمسني .. وهاك خاتمك .. انا لن أتزوج من زير نساء يا بك .. ”
خلعت خاتمها ورمته في وجهه قبل أن تقول بقوة:
” ستطلقني وحالا ..”
نظر إليها بصمت لوهلة قبل أن يهتف بهدوء :
” اتركينا لوحدنا يا ريتا ..”
سارت ريتا بسرعة نحو الطابق العلوي بينما نظر هو إليها قليلا قبل أن يسأل :
” تريدين الطلاق إذا ..؟!”
أومأت برأسها رغم شعور القلق الذي إعتراها لتجيب بصوت ثابت :
” نعم أريده .. فأنا لا يشرفني أن أصبح زوجة لرجل مثلك ..”
عاد وسألها :
” هل انتِ واثقة من هذا ..؟!”
ردت بقوة وثقة :
” أكثر من اي شيء ..”
سار ناحيتها أكثر فهمتِ بالتحرك الى الخلف لكنها ثبتت جسدها في عناد وهي تسمعه يكمل :
” وماذا عن عائلتك ..؟! ماذا ستخبريهم ..؟!”
ردت بلا مبالاة مصطنعة :
” سأقول اي شيء .. ماما ستفرح اصلا وبابا سيتفهم بالتأكيد حتى لو إنزعج في بداية الأمر .. ”
” بهذه البساطة ..”
قالها بنبرة بدت لها هازئة لترد بعدم اكتراث :
” نعم بهذه البساطة ..”
حدق بها متمهلا قبل أن يقول :
” مشكلتك إنكِ تنظرين الى الأمور بطريقة مخالفة للجميع .. بطريقة تناسبك وحدك .. هل تظنين الطلاق سهلا الى هذه الدرجة ..؟! ”
إمتعضت ملامحها وهي تجيب :
” طلاقي حاليا أفضل من طلاقي بعد الزفاف بكل تأكيد .. نحن الآن على البر وطلاقنا أمرا واردا .. لا يوجد بيننا عقد محكمة حتى .. مجرد يمين طلاق يقال وأتحرر منك .. ”
أكملت بسخرية :
” واذا كنت تتحدث عن تبعات الطلاق وربما معاناتي في المجتمع كفتاة مطلقة فالأكيد إن طلاقي بعد بعد القران أفضل بمراحل من طلاقي بعد الزفاف والعيش معك ..”
” أنتِ تتوهمين .. طلاقك حاليا ليس من صالحك ابدا ..”
قالها بهدوء وهو يجلس على الكنبة لتنظر إليه بحيرة فيكمل بتروي :
” وضعك ليس طبيعيا يا شمس .. جميع ما مررتِ به لن يكون سهلا ابدا .. فادي ومحاولة إغتصابه لكِ .. زواجك مني وجميع ما حدث بيننا وما زال يحدث .. ”
” أنت تعرف جيدا إن فادي لم يغتصبني هو فقط حاول .. أنت نفسك قلت هذا ..”
قالتها وهي تكاد تبكي من فكرة أن يكون كذب عليها وفادي إغتصبها بعدما فقدت وعيها ..
” لم أقل إنه اغتصبك ولكن ..”
قاطعته بغضب :
” حتى لو فعلها حقا .. لم يعد يهمني .. ولن أتزوجك كي تستر علي .. هل فهمت ..؟!”
” سوف أكرر سؤالي يا شمس .. هل أنتِ واثقة مما تقولينه ..؟!”
تجمعت الدموع داخل عينيها وهي تشعر بالضغط الشديد ..
هذا الرجل يعرف كيف يضغط عليها بشدة ..
صاحت وقد فاض الكيل بها ودموعها الحارة أكبر شاهد على حرقتها مما تمر به :
” نعم واثقة .. انا لا أريد شيئا سوى التحرر منك .. أريد أن أبتعد .. منذ اول يوم ارتبطت بك وأنا أتمنى أن تحدث معجزة وتتركني بشأني .. عندما علمت بخبر زواجك من تارا كنت سأطير من السعادة ظنا مني إنني سأتخلص منك أخيرا و عندما علمت اليوم بوجودك هنا قلت وأخيرا سينتهي كل شيء .. انا تعبت .. والله تعبت .. لا أريدك ولا أريد أي شيء منك .. أريد أن أكون سعيدة .. مرتاحة .. أريد أن أعود كما كنت … أرجوك إفعل هذا .. أرجوك طلقني .. ”
لا يعرف لماذا أوجعته كلماتها الى تلك الدرجة ..؟! ولماذا تخنقه دموعها ..؟!
لكنه يعرف شيئا واحدا .. هو يريد أن يوقف دموعها تلك وينهي عذابها ..
هتف أخيرا بصوت هادئ غريب :
” اذهبي الآن .. “
” ألن تطلقني ..؟!”
سألته بصوت مرتجف ليكمل بنفس الهدوء رغم الألم الذي يغزو قلبه :
” سنتحدث فيما بعد .. اذهبي الآن ..”
نظرت إليه بضعف وترجي ليغمض عينيه للحظة ثم يفتحها فتطل نظراته الباردة كالعادة فتجر حقيبتها وترحل بسرعة ..
……………………………………………………………..
جلست كوثر امام حوراء وهي تتآكل من الغيظ لتسألها ابنتها :
” ماذا حدث ..؟! تبدين منزعجة للغاية ..”
هتفت كوثر بحنق :
” سأختنق .. سأموت ..”
هتفت حوراء مندهشة :
” لماذا ..؟! ماذا حدث ..؟!”
ردت كوثر بضيق :
” ماذا سيحدث أكثر يا حوراء ..؟! عمتك التي ما زالت تتحكم بكل شيء رغم عودتها الى قصرها ومكوثها فيه .. فادي الذي لا أعرف عنه شيئا وكلما سألت أخيك قال إنه بخير ويحتاج للإنفراد بنفسه قليلا .. وفوق هذا كله زواج أخيكِ الذي يقترب .. هذا بالذات لا أستطيع تقبله .. يا إلهي سأموت في حسرتي وأنا أراه يتزوج بتلك الفتاة .. ”
مطت حوراء شفتيها وهي تقول :
” اتركيه ماما .. اتركيه يفعل ما يشاء ..”
أكملت بسخرية :
” بكل الأحوال لن يستمر معها .. مهما حدث فهي لا تناسبه اطلاقا .. لا تليق به .. وهو سيفهم ذلك في أقرب فرصة بعد الزواج ..”
قالت كوثر بغيظ :
” هل قيصر طفل صغير كي لا يدرك مدى الفرق بينه وبينها ليدركه بعد زواجها منه ..؟!”
ردت حوراء بجدية :
” ماما افهمي .. من الواضح إن تلك الفتاة تعجبه وهو يريدها .. الموصوع رغبة لا اكثر .. كل شيء سينتهي ما إن ينالها ثم يتعايش معها ويدرك مدى الفرق بينهما وخلفيتها المتواضعة .. تلك الفتاة أقل من تكون زوجة اه بكثير .. ”
” تلك الفتاة ليست سهلة يا حوراء .. لا تظنين إنها ستخرج من هذا القصر بسهولة بعدما تدخله .. ”
لوت حوراء شفتيها وهي ترد:
” أعلم ذلك .. فتاة مثلها ستتمسك به بإيديها وأرجلها .. من أين ستجد عريسا مثله ..؟! هو حلم بالنسبة لها وتحقيقه معجزة ..”
أردف وعيناها تلمعان بمكر :
” ولكن نحن نستطيع أن نجبرها على الإبتعاد .. أليس كذلك ..؟!”
زمت كوثر شفتيها بعبوس بينما أكملت حوراء وهي تحاول التخفيف عنها :
” ماما افهمي وتصرفي بشكل صحيح .. لا تضايقي نفسك اطلاقا واتبعي اسلوب الهدوء واللا مبالاة .. لتتزوجه وتستمع لأيام قليلة او حتى اسابيع .. صدقيني لن تستمع أكثر من أسبوعين ثلاثة وبعدها سوف نتصرف معها ونجعلها تفهم إن الحياة هنا أسوء مما تتصور بمراحل .. ”
نظرت إليها كوثر بعدم إقتناع لتكمل حوراء بجدية :
” هيا لا تتضايقي .. كل شيء سيكون بخير .. في النهاية سيحدث ما يرضيك ..”
هزت كوثر رأسها على مضض بينما نهضت حوراء من مكانها وقالت :
” لدي موعد مع صديقتي بعد ساعة .. سأجهز نفسي .. اراكِ مساءا ..”
ثم رحلت دون أن تنتظر ردا لتصعد نحو الطابق العلوي فتتوقف في مكانها وهي تسمع خالد يتحدث مع سوزان فتتراجع الى الخلف وتخفي نفسها خلف الجدار تسترق السمع الى حديثهما ..
كانت سوزان تقول بتروي وهدوء :
” لا أفهم .. هل لديك مشكلة بهذا يعني ..؟!”
رد خالد بجدية :
” نعم يا سوزان لدي مشكلة .. أنا صارم للغاية في عملي وأحب الالتزام في كل شيء ..”
قاطعته بعدم تصديق :
” ما بالك تتحدث وكأنني مهملة غير ملتزمة في العمل ..؟!”
رد بجفاء :
” ربما لم أعمل معكِ من قبل لكنني أعرفك جيدا وأعرف ما سيحدث حينما تعملين معي .. ”
قالت بحزن :
” هل هذه نظرتك لي حقا ..؟! هل تراني مهملة ولا أصلح للعمل معك ..؟!”
كانت حوراء تستمع وهي تبتسم ليهتف خالد بضجر :
” هل سنترك الموضوع الأساسي ونناقش نظرتي نحوكِ ..؟! سوزان قيصر وافق ان تعملي معه .. ما مشكلتكِ أخبريني ..؟!”
قالت سوزان بجدية :
“أنا لست لعبة بينكم يا خالد .. هو رفض أن أعمل معه والآن وافق على ذلك .. مالذي تغير ..؟! ولماذا وافق على عملي عنده ..؟!”
زفر خالد أنفاسه ورد ببرود :
” لا أعلم .. إسأليه ..”
قالت بسخرية :
” انت من طلبت هذا يا خالد .. هو لم يكن ليفعل من تلقاء نفسه ..”
أكملت بحشرجة :
” لماذا تفعل هذا ..؟! لماذا تبعدني عنك ..؟!”
صاح بها :
” ما هذا الهراء ..؟! ماذا تقصدين بكلامك ..؟!”
تجمدت ملامح حوراء وهي تسمع كلام سوزان بينما أكملت سوزان بصراحة :
” أنت تعرف ماذا أقصد يا خالد .. نحن دوما كنا أصحاب وعلاقتنا طيبة .. لكنك تغيرت .. ”
هتف بهدوء :
” جميعنا تغيرنا يا سوزان ولست أنا فقط .. أنتِ تغيرتِ كثيرا ايضا .. أصبحتِ لا تفكرين بشيء سوى زواجك من قيصر .. ”
ردت بألم :
” ظننت إن زواجي منه هو أفضل شيء أحصل عليه .. انا لم احب قيصر أبدا يا خالد .. رغبتي في الزواج به فقط كونه رجل مثالي وحلم لأي فتاة ..”
” ومالذي تغير الآن ..؟!”
سألها بنبرة ساخرة لترد بهدوء :
” تغير الكثير .. قيصر لا يراني من الأساس وانا بدوري لا أحبه .. نعم شعرت بالغضب كونه إختار غيري زوجة له لكن هناك جزء داخلي يخبرني إن هذا جاء لصالحي فأنا لو تزوجته ما كنت لأصبح سعيدة أبدا ..”
” حسنا .. تفكير جيد .. صدقيه أفضل لك ..”
قالها بهدوء لتسأل بحزن :
” هكذا فقط .. ألن تقول شيئا آخرا ..؟!”
” ماذا يجب أن أقول ..؟!”
سألها بنفاذ صبر لتهتف سوزان بجدية :
” لا تدعي عدم الفهم يا خالد.. ”
أكملت بعدها بقلب خافق :
” هل ما قلته كان صحيح ..؟! هل هناك واحدة في حياتك ..؟!”
رد منزعجا :
” ما مشكلتك أنتِ يا سوزان اذا ما كانت هناك أخرى في حياتي ..؟! بأي حق تسألينني عن شيء كهذا من الأساس ..؟!”
” ولماذا لا تجيب أنت ..؟! ”
” لو قلت لك يوجد واحدة في حياتي .. هل سترتاحين وتتركيني وشأني ..؟!”
سألته بفزع :
” حوراء .. أليس كذلك ..؟!”
جحظت عينا حوراء بعدم تصديق مما سمعته بينما قال خالد بعدم استيعاب :
” أية حوراء ..؟!”
ثم اتسعت عيناه ما إن إستوعب المقصودة :
” تقصدين حوراء ابنة عمنا .. هل جننت يا سوزان ..؟! حوراء ..؟! حوراء يا سوزان ..”
ابتلعت حوراء ريقها وقد شعرت بالألم يسيطر عليها لتسمع سوزان تكمل :
” وما بها حوراء ..؟! جميلة شكلا و ابنة عمك والعديد يتمناها زوجة له ..”
رد خالد :
” وأنا لست منهم .. ”
” يعني ليست هي ..؟!”
سألته سوزان بترقب شديد ليصيح بها بحدة :
” اسمعيني جيدا يا سوزان .. لا تتحدثي بهذا الموضوع حتى مع نفسك .. حوراء بالذات لا .. هل ترينني غبيا لإرتبط بها .. ”
ضحكت بصعوبة وهي تردد :
” لقد دافعت عنها أمامي ..”
اعتصرت حوراء قبضتي يديها وهي تشعر بالإختناق مما تسمعه ليدرك خالد ما تقصده سوزان فيكمل :
” نعم فهمت .. تتحدثين عن نقاشكما على موضوع العمل .. انا لم أدافع انا فقط قلت الحق .. اسمعي جيدا .. حوراء لا تعنيني ابدا … هي مجرد ابنة عمي فقط ..هل فهمت ..؟!”
أومأت سوزان برأسها وهي تشعر بالخوف بينما سار خالد مبتعدا عنها وهو يشعر بالضيق من هذا الحوار الغبي ..
………………………………………………………………
جلس حاتم بجانب قيصر الشارد ليتأمله قليلا قبل أن يهتف بجدية :
” منذ مجيئك إلي قبل ساعتين وأنت لا تفعل شيئا سوى تناول القهوة والشرود .. قل شيئا يا قيصر..”
رد قيصر بهدوء :
” بمَ يزعجك شرودي الى هذه الدرجة يا حاتم ..؟!”
زفر حاتم أنفاسه بينما قال قيصر وهو ينهض من مكانه ويخلع سترته ويرميها على الكنبة :
” سأذهب الى احدى الغرف وأنام قليلا ..”
اومأ حاتم برأسه متفهما بينما سار هو الى احدى الغرف ودلف إليها ليهوي بجسده على السرير ويغمض عينيه فتتشكل صورتها أمامه ويتذكر كلماتها جيدا ..
لكن الغريب إنه لم يتضايق هذه المرة من كلماتها ورغبتها الصريحة بالتحرر منه بل ما ضايقه هو حزنه عليها والألم الذي داهم قلبه بسبب بكاءها ورجاءها ..
ولأول مرة يراجع نفسه وكل شيء يشعر به نحوها ..
تجاهله العديد من أفعالها الغبية ..
عدم معاقبتها على تجاوزها عليه عدة مرات ..
واحدة غيرها بكل ما قالته عنه وفعلته ما كان ليترك دون عقاب قاسي يجعلها لا تستطيع النظر في وجهه مرة أخرى ..
بل في الحقيقة لا يوجد أحد استطاع يوما أن يتعامل معه او يقول له حتى ربع ما قالته وفعلته هي الوحيدة من تجاوزت حدوده كلها وتغاضى هو عن ذلك ..
منذ متى وهو هكذا ..؟!!
منذ متى وهو يتصرف على هذا النحو ..؟!
اعتدل في جلسته لا إراديا وكل شيء يتشكل أمامه منذ اول لقاء جمعه معها وحتى الآن ..
رغبته المتزايدة بها تغيظه ..
شوقه لرؤيتها يغضبه ..
نهض من مكانه وقرر الخروج للتنفس قليلا ليجد حاتم في وجهه يسأله :
” إلى أين ..؟!”
لم يجب عليه فيكمل صديقه :
” ألا ترى إنه منذ خطبتك لشمس بل منذ لقاءك بها ودخولها حياتك وأنت أصبحت شخصا آخر .. ؟! ”
سيطر الجمود عليه ليكمل حاتم :
” ماذا يحدث معك بالضبط يا قيصر ..؟! لماذا أصبحت هكذا ..؟!”
” إلامَ تلمح يا حاتم ..؟!”
سأله قيصر بتعب ليهتف حاتم بجدية :
” يبدو إنك وقعت في حبها يا قيصر ويزعجك ذلك بشدة ..”
انتفض قيصر من مكانه مرددا بقوة :
” ما هذا الهراء ..؟! بالطبع لا .. لا يوجد شيء كهذا ..”
نظر إليه حاتم بهدوء وأكمل :
” لم تكن غبيا يوما يا صديقي ولم تكن من النوع الذي ينكر اي شيء يخصه .. اعترف بهذا لنفسك .. لأجلك قبل الجميع ..”
تركه ورحل بينما كلماته تتردد داخله ولأول مرة يشعر بهذا الشعور في حياته ..
الشعور بالخطر ..!!
يا له من شعور مريع بالنسبة لرجل مثله لم يهتم يوما لأحد ولم يخشَ أحدا ..
هبط من شقة حاتم وركب سيارته وظل يقودها في الشوارع دون وجهة محددة ..
مرت ساعات توقف بسيارته أمام البحر جالسا في سيارته مستندا بظهره الى الخلف مغمضا عينيه ويفكر بالكثير من الأشياء ..
في النهاية حسم أمره وأخرج هاتفه يتصل بها لترد عليه بلهفة فيقول بصوت بارد لا حياة فيه :
” انتِ طالق .. وجميع حقوقك ستأخذينها حتى لو لم يصدق زواجنا في المحكمة ..”
أغلق الهاتف دون أن يستمع ردها وأغمض عينيه وهو يعود برأسه الى الخلف ولأول مرة يعترف إنه نجى ..
نجى من شيء كان سيأخذه بعيدا ويجعل منه انسانا آخر لا يحبه ولا يريده ..
الآن عاد قيصر عمران الى سابق عهده أما رغباته تلك فسيعرف جيدا كيف ينتزعها منه فهو بالتأكيد لن يعجز عن هذا ..!!
يتبع..
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية شمس ربحها القيصر)