روايات

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السادس 6 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السادس 6 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي البارت السادس

رواية حياة أحيت لي قلبي الجزء السادس

حياة أحيت لي قلبي
حياة أحيت لي قلبي

رواية حياة أحيت لي قلبي الحلقة السادسة

وقفت ثريا تحاول تهدأة تلك المرتعشة مردفة وهى تربت على ظهرها بحنان _ اهدى يا حياة … اهدى يا حبيبتى حقك عليا ..
نطقت حياة بهستيرية وعدم تصديق _ هو ازاى يعمل كدة … وليه .. ليه بيعمل معايا كدة ؟ … لاء ده مش بنى ادم طبيعي … ده انسان مجنون … لا يمكن يكون عاقل ابدا .
تفهمت ثريا وضعها ولكنها اردفت بحزن _ حقك عليا يا حياة اهدى علشان خاطرى … هو افتكر ولاء لما شاف فستانها عليكي بس اتصرف بغباء .
ضيقت حياة عيناها وقد بدأت ارتجافة جسدها تقل مردفة _ فستانها ؟! … ده فستان مراته ؟ …. انا … انا مكنتش اعرف …. انا لقيته هنا فى اوضتى فكرته من عمى يوسف …
تعجبت ثريا مردفة بتساؤل _ ازاي ؟ … يعنى مش انتى اللى اخدتيه يا حياة ؟
هزت رأسها بقوة مردفة _ لاء طبعا مستحيل .
اقتربت منها ثريا مجددا تردف بعطف وهى تحتضنها _ حقك عليا يا حبيبتى … اصل ده فستان عيد جوازهم اللى فات كان عمران شاريه بنفسه لولاء … علشان كدة يا حبيبتى لما شافك لبساه اتجنن ..
انتفضت من حضنها مردفة بقهر _ يقوم يقطعه عليا … كان يسمع منى الاول … عمى يوسف معاه حق … انا همشي من هنا حالا ..
ابتعدت تجمع اغراضها مثلما امر يوسف لتغادر هذا البيت التى رأت فيه ما لم تراه فى تلك الدار طوال حياتها ..
فى الخارج يقف يوسف امام ذلك الناظر ارضاً … لقد وعى على نفسه وبدأ يندم على فعلته … لقد تصرف بطريقه حيوانية ..
تكلم يوسف بغضب امام يحيى وعبير والخدم الذين يقفون فى الاسفل _ يا خسارة يا عمران … يا مليون خسارة … انا فكرت انى لما اجيب حياة هنا هتقدر تراعي ابنك وتخلى بالها منه وانت لما تلاقي ابنك كويس هترجع لحياتك وطبيعتك …. بس انت تصرفك دلوقتى ده كان تصرف واحد همجى مش ابنى اللى اعرفه … خلتنى لاول مرة فى حياتى اندم على قرار اخدته … بس معلش ملحوقة … انا هاخدها من هنا وابقى اتولى انت امر رحيم بنفسك .
غادر يوسف متجهاً الى غرفة حياة التى طرق بابها فسمح له بالدخول …
دلف وجد حياة قد ابدلت ثيابها وتقف حاملة حقيبتها وتنتظره … نظر لها بحزن مردفاً _ تعالى يا حياة .
اومأت له واحتضنت ثريا مردفة بحزن _ اشوف وشك بخير يا ثريا هانم … شكرا على كل حاجة عملتيها معايا .
بادلتها ثريا بحزن مردفة _ بلاش ثريا هانم يا حياة … انتى من هنا ورايح تقوليلي ماما ثريا …. وانا هجيلك دايما مش هسيبك يا حياة انا اتعلقت بيكي اوى ومش هاين عليا تمشى .
ابتعدت عنها تنظر ليوسف برجاء مردفة بأمل _ متسيبها يا يوسف وسطنا وانا هتكلم مع عمران يعتذرلها عن اللى حصل … مش حياة اللى اخدت الفستان يا يوسف دى لقيته هنا فى اوضتها ..
اقترب متعجباً يردف بتساؤل _ يعنى ايه مش هي … اومال دخل اوضتها ازاي .
اردفت حياة بصدمة _ انت مش مصدقنى يا عمى يوسف ؟ … انا فعلاً لقيته هنا وفكرته منك .
هز رأسه مردفاً بثقة وتأكيد _ لاء طبعا مصدقك … بس مستغرب يا حياة ازاى وصل لهنا ..
شرد قليلا يفكر حتى وضحت له الرؤية قليلاً مردفاً _ يا بنت ال*** ده لو اللى فى دماغى صح يبقى ليلتها سودا .
سمعته حياة مردفة بتساؤل _ هي مين دي يا عمى يوسف .

 

 

نظر يوسف لحياة بحزن مردفاً _ ابداً يا حياة مافيش … بس حاليا اسلم قرار انك تخرجى من البيت ده فترة صغيرة وهرجعك تانى … انا مستحيل هسيبك يا حياة انا فعلا بعتبرك بنتى … بس لازم ابنى يعرف غلطه كويس ..
اومأت حياة مردفة بتساؤل وحزن _ هو حضرتك هترجعنى الدار تانى يا عمي يوسف ؟
هز رأسه برفض مردفاً _ لاء هوديكي عند صحبتك مروة … هى دى اللى اثق فيها وفى جوزها بعدك .
اطمئنت مردفة _ متشكرة جداا يا عمى يوسف … بس رحيم هسيبوا … انا اتعلقت بيه جدااً .
تنهد يوسف مردفاً بحزن على حال حفيده ولكنه مرغم _ معلش يا حياة … ان شاءالله فترة قليلة وهترجعى تانى .
غادرت معه للخارج ووقفت امام غرفة الصغير تتطلع لها بحزن وقد ادمعت عيناها حينما نظرت ليوسف مردفة برجاء _ ممكن اشوفه قبل ما امشى .
اومأ لها وبالفعل ادارت مقبض الباب ودلفت ولحسن الحظ كان الصغير ما زال نائما … اقتربت منه وهى تلقى عليه نظرة حزن واشتياق مردفة _ هتوحشنى اوى يا رومى … انا اتعلقت بيك جداا ومبقتش قادرة ابعد عنك بس انا لو قعدت بعد اللى حصل هكون بقل من كرامتى …. ياريت كان ينفع اخدك معايا ..
رفعت يد الصغير الى فمها ولثمته بحب وحنين ثم غادرت بعدها مع يوسف الى الاسفل حيث تقف عبير تنظر لها بشماتة بجانب يحيى الذى حاول تهدأة والده مردفاً _ سيبها يا بابا علشان خاطر رح— .
ولكنه قاطع باقى جملته اثر لكزة قوية من عبير التى اردفت بمكر _ اسكت انت يا يحيى ملناش دعوة سيب عمى يتصرف .
نظر لها يوسف نظرة فهمتها هى جيداً حتى ان ملامحها ظهر عليها التوتر ..
غادر يوسف مع حياة فى سيارته متجهاً الى منزل صديقتها مروة وهو طوال الطريق يفكر كيف يوقف تلك الحية عند حدها فقد تمادت كثيرا ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند عمران الذى رحل تاركاً المكان بأكمله واصطحب سيارته عائدا الى الصالة الرياضية حيث ينفس غضبه من نفسه … ما الذى فعله وكيف له ان يتصرف بتلك الطريقة …
لقد رأى الخوف والرعب فى عيناها … نعم هى اخطأت حينما دلفت غرفته واخذت فستاناً ليس لها دون اذن ودون اي وجه حق … ولكنه كان ممكن ان يوبخها ويعنفها لا يقوم بنزع الفستان بتلك الطريقة .
شدد على شعره بغضب وهو يضرب مقود السيارة صارخاً بغضب من نفسه _ حيوااان .
وصل بسرعة عالية امام الصالة مما احدث صفيراً عالياً بسبب احتكاك عجلات السيارة فى الاسفلت … نزل صافعاً باب السيارة بقوة ودلف وسط نظرات من حوله المتعجبة … فعمران هذه الايام يظهر اسوء ما عنده ..
وصل الى لعبته المفضلة وهى الملاكمة امام خصمه الاول والاخير وهو كيس الرمل …
خلع جاكيته وفك ازرار قميصه وبدأ يلكم بقوة وكلما تذكر ما فعله لكم بقوة اكبر حتى تهالك داخلياً وخارجياً فها هي ذكرياتهما تعود مجدداً اليه وها هو يسقط ارضاً يجهش فى بكاء مرير …. يحاول ولكن لا يستطيع … يسعى للعودة سليماً ولكن فراقهم جعله عليلاً الى الابد … لقد تذكرها بتلك الفستان لحظة الاحتفال بعيد زواجهم الخامس قبل اشهر بسيطة … لقد طلب هذا التصميم لها خصيصاً وكم سعدت به كثيراً وكافأته بالكثير من الحب والرومانسية … لا ينسى تلك اللحظة وها هي تجسدت امامه اليوم ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
وصل يوسف امام منزل عوف زوج مروة فى تلك الحارة البسيطة ..
نزل ونزلت معه حياة ودلفوا المدخل وصعدا سويا ..
قام يوسف بطرق الباب ففتح عوف مردفاً بفرحة فهو على علم مسبق بقدومهما_ يوسف بيه … اهلا وسهلا اتفضلوا ..
دلف يوسف وحياة فأتت مروة مرحبة بمرح وفرحة _ يا اهلا يا اهلا يوسف بيه وحياة ده ايه النور ده .
ابتسم يوسف بحنو مردفاً _ منور باصحابه يا بنتى … اخبارك ايه .
اومأت مردفة _ الحمد لله اتفضلوا .

 

 

دخلوا اثنانتهم وجلسوا مع عوف ومروة فاردف يوسف مطأطأً رأسه _ معلش يا عوف انا هسيب حياة عندكو كام يوم كدة لحد ما اضبط امورى وهرجع اخدها تانى …
تعجبت مروة ونظرت لحياة بتساؤل بينما اردف عوف بثقة _ طبعا يا يوسف بيه ان مشالتهاش الارض نشيلها فوق راسنا … حياة اختى ااصغيرة وحضرتك خيرك عليا مغرقنى .
اردف يوسف بتواضع _ مافيش خير يابنى ده حقك … انا جدع وشهم وتستاهل كل خير …. بس يارب تكون مرتاح فى الصالة دى .
اومأ عوف مردفا وهو يقبل باطن وظاهر يده _ الف حمد وشكر … مرتاح وبدعيلك والصالة شغلها حلو وزباينها ناس ذوق .
اومأ يوسف باطمئنان ونظر الى حياة التى لم تتفوه بحرف ناظرة ارضاً تستمع الى كلماتهم فقط .
اردف يوسف بهدوء _ حياة ! … مالك يا بنتى ؟
رفعت رأسها تناظره ورسمت على فمها ابتسامة باهتة وهى تردف _ سلامتك يا عمى يوسف … انا كويسة .
اومأ لها ووقف ليغادر مردفاً وهو يتطلع نحوها بحنان _ حياة امانتكوا … وانا هرجعلك بعد يومين او تلاتة يا حياة هكون ضبط امورى .
اومأت له بتخبط بينما اردفت قبل ان يلتفت ليغادر _ عمى يوسف !
نظر لها بتساؤل فاكملت بانكسار _ رحيم … خلى بالك عليه وابقى طمنى عنه .
اومأ لها مبتسماً وغادر بينما خرج عوف لتوديعه واتجهتا الفتاتان للداخل فقالت مروة بحماس وهى تجلس وتحس حياة على الجلوس _ ايه يا حياة ايه اللى حصل بقى احكيلي … العقربة دى عملت حاجة ؟
هزت حياة رأسها يميناً ويساراً وهى تبكى عندما تذكرت ما حدث فاسرعت مروة اليها تحتضنها مردفة بقلق _ ايه يا حياة مالك بس … اهدى يا حبيبتى … انا هروح اجبلك لقمة تاكليها وبعدين تحكيلي اللى حصل ..
غادرت مروة تحضر الطعام بينما كفكفت حياة دموعها عندما لاحظت ولوج عوف الذى جلس يردف بترحاب _ منورانا يا حياة .
اومأت له بابتسامة باهتة ف عوف تربى معهم فى نفس الدار ولكنه يكبرهم قليلا وقد ترك الدار ولكن كان قلبه متعلق بمروة وقد طلبها للزواج بعدما ساعده يوسف فى ايجاد عمل فى احدى صالاته كما انه ابتاع له شقة فى احدى الحارات في بادئ الامر رفض عوف وبشدة ولكن مع اصرار يوسف بأنها هدية زواجهم وافق الاخر بحرج فدائما يوسف كان لهم خير عون ..
خرجت مروة تحمل صنية عليها وجبة شهية وتقدمت من حياة ووضعتها امام الطاولة مردفة بحنو _ يالا كلى يا حياة وبعدين نتكلم ..

 

وقف عوف مردفاً باستئذان _ طيب انا هروح الجيم بقى … لو احتاجتوا منى اي حاجة كلمونى فورا … وانتى يا حياة مش عايزك تشيلي هم اي حاجة فى الدنيا … اضحكى وانسى اي حزن … احنا اخدنا نصيبنا من الزعل والحزن وده وقت اننا نسحب راحتنا من بق الاسد … متشليش هم اعتبريني اخوكى وفى ظهرك دايما وتأكدى انى مش هسمح لاي حد انه يزعلك يا حياة ..
نظرت له بامتنان واردفت _ متشكرة جداً يا عوف … انت معاك حق … احنا وقتنا نفرح بقى .
اردفت مروة بتأكيد _ صح يا حياة … عوف معاه حق فى كل كلمة قالها .
غادر عوف بعدها وجلستا الفتاتان تتبادلا اطراف الحديث الذى غضبت منه مروة ومن تلك العمران المعتوه .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الفيلا تسحبت عبير حيث غرفة الصغير ودلفتها بدون افتعال صوت … وجدته نائم كالملاك … نظرت له بحقد مردفة بشر العالم كله يخرج من فاهها _ كنت بتمنى تكون معاها انت كمان … حاولت اوصلها لحيطة سد علشان تاخدكوا وتخرج بس هي سابتك … ليك نصيب ع الدنيا لسة يا صغير … ههه بس معلش ملحوقة … المهم انى خلصت منها … كانت اخدة الكل فى صفها … اشمعنى هى تعيش متهنية وكل شوية هدايا وهدوم وعربيات وانا اخد واحد زى يحيى … واحد مالوش شخصية ولولا انتقام عيلتى انا كنت خلصت منه هو كمان … انا بكرهكوا كلكوا … بكرة الهوا اللى بتتنفسوه حواليا … حتى انت بكرهك لانك من عيلة الكومى … وقال ايه كانوا جايبين لك مربية … اه طبعا مانت ابن الغالى المطيع … تطلع مين حياة دى علشان تسد قصادى … دانا اكلها حية … دانا اللى فى قلبي ليكو كبير اوووى …
امسكت قارورة مياة وفتحتها والقت جزء منها على فراش الصغير ثم قامت بتخفيض درجة المكيف وخرجت تاركة الغرفة وهى تبتسم بجنون يبدو انها فقدت عقلها او لم يكن لها عقلاً من الاساس .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند عمران الذى خرج من الصالة بعدما افرغ شحنات غضبه من نفسه وحزنه على فقداؤه وقد قرر ان يعود الى طفله فهو بحاجة ملحة له ولعناقه .
وصل الى الفيلا بعد ساعة وصعد الدرج ودلف الى غرفة صغيرة ولكنه احس ببرودة تجتاح جسده فاسرع يطفئ المكيف واتجه مسرعاً الى صغيره الذى ينام … تحسس بشرته برعب وجد حرارته عالية جداً فحمله ونزل سريعاً الدرج يصرخ بغضب وحدة _ انتو ازاى تسيبو ابنى نايم هدومه غرقانه كدة والمكيف شغال … يا اسماااااء ..
خرجت تلك المسكينة مهرولة من المطبخ تنطق برعب _ نعم يا عمران بيه … والله انا شفته من شوية كان زى الفل .
صرخ بها غاضباً _ زى الفل ! … ابنى حرارته عالية … استنوا لما ارجع حسابكوا معايا بعدين ..
خرجت ثريا من غرفتها متألمة فقد كانت تأخذ المسكن لتهدأة ألم ظهرها الذى يراودها مؤخراً … اقتربت من الصغير بخوف تتحسسه فاتسعت عيناها مردفة بخوف _ دى حرارته عالية اوى يا عمران … اجرى يابنى خده للدكتور فورا .
جرى عمران بالفعل وركب سيارته وانطلق تحت انظار تلك الحية التى تقف فى شباك غرفتها تتطلع لنتيجة افعالها بانتصار ..
كان عمران يحتضن صغيره الذى يئن بصوت يقطع القلوب وحرارته مرتفعة مما جعله هامداً .
كان يقود بسرعة بيد واحدة وبالاخرى يحتضن صغيره وهو يذرف فوقه الدموع … كانت دموع ندم وعجز وقهر وضياع … لقد تدمرت حياته وانقلبت رأساً على عقب … حتى تلك الفتاة التى حسنت من وضع صغيره اهانها بشكل بشع امام الجميع …. لماذا يا الله ..

 

 

ضرب على مقود السيارة وهو يصرخ بقهر _ ليييه ياااااربي … رحمتك يااارب … ابنى يارب .
وصل امام تلك البناية التى بها عيادة طبيب الاطفال الذى كان دائما يذهب اليه هو و زوجته حين يمرض اطفاله ..
نزل مسرعا وصعد بنفس السرعة وهو يتنفس بعنف حتى وصل امام العيادة … دخلها وجدها معبأة بالمرضى فتقدم من الموظفة مردفاً _ لو سمحتى عايز اقطع كشف مستعجل حالاً .
اطاعته وبالفعل اردفت _ تمام يا عمران بيه بس لو سمحت هتستنى لما الكشف اللى جوه يطلع ..
وقف لا يعلم الوقت الذى مر عليه كأنه بداخل دوامة لا يسمع ولا يرى اي شئ حوله … فقد طفله النائم وحرارته المرتفعة ..
فاق على صوت الفتاة وهى تخبره بأن يدلف … دلف لعند الطبيب الذى قابله بترحاب ولكن عمران اردف بصراخ _ دكتور سامح ابنى بيموت .
تناوله الطبيب منه بعملية ووضعه على الفراش المخصص للكشف ثم قام بفحصه جيداً .
ثم التفت الى عمران مردفاً بحدة _ الطفل عنده حمى … ازاى تسيبه يوصل للمرحلة دى … وفين مدام ولاء هى دايما كانت بتهتم بصحة اولادها ..
وقف عمران بضياع يردف بصوت فقد حياته وشغفه _ ولاء ولوجي اتوفوا من حوالى ٤٠ يوم .
نظر الطبيب له بصدمة لا يستطيع نطق شئ ولكنه بعد فترة بسيطة اردف _ البقاء لله يا عمران بيه …
ثم اتجه يجلس خلف مكتبه يدون الادوية مردفاً _ رحيم محتاج ياخد الادوية دى ضرورى ومحتاج رعاية ٢٤ ساعة … كمان هو مفتقد للحنان وده طفل لسة صغير واكيد حاسس بغياب امه … لازم حد يحاول يعوضه غيابها الفترة دى … بس ازاى وصل للحالة دى ؟
اردف عمران وهو يحمل صغيره ويضمه لصدره بخوف _ انا دخلت عليه الاوضة لقيته مبلول والمكيف كان شغال .
اومأ الطبيب بتفهم فلم يرد تعنيفه اكثر من ذلك يكفيه ما يمر به … دون له الادوية وشرح له اللازم واردف _ لو ابنك فضل على الوضع ده هيتنقل المستشفى فوراً .
اومأ عمران بصمت وخرج ساحباً نفسه بضعف لا يدرى ماذا عليه ان يفعل ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
دلف يوسف الفيلا وهو لا يعلم ماذا حدث مع حفيده ولكنه اردف بحدة _ عبييير ..
اتت تلك الحية من غرفة المعيشة فقد كانت تشاهد فيلماً هى وصغارها وتضحك بصخب سعيدة بتحقيق انتقامها …
اردفت بهدوء وهى تتطلع له _ خير يا عمى فيه حاجة ولا ايه ؟
نظر لها بغضب مردفاً _ قدامى ع المكتب .
تزعزع داخلها ولكنها ادعت الثبات ودلفت خلفه غرفة المكتب واغلقت الباب خلفها ..
نظرت له بترقب فرفع نظره اليها وهو يستند بقدمه على المقعد والقدم الاخرى يضعها ارضا مردفاً بهدوء مميت _ انا حذرتك تبعدى عن عمران وابنه وحياة … بس انتى مسمعتيش كلامى … بتحاولى تبخى سُمّك فى اي مكان …. انتى عايزة ايه من عيلتى ؟

 

توترت ملامحها واردفت بمراوغة _ ايه الكلام ده بس يا عمى وهو انا عملت ايه لكل ده ؟
وقف معتدلاً وهو يقترب منها وتكلم بحدة _ دخلتى اوضة ابنى وفتحتى دولاب مراته وجبتى فستان من بتوعها ودخلتيه اوضة حياة … وده علشان انتى متأكدة ان رد فعل عمران هيكون وحش اوى … للدرجة دى قلبك اسود وعايزة تنتقمى منى ومن اي حد بحبه … عملتى مع ولاء كتير اوى وهي بقت تسكت علشان خاطرنا بس ثريا بقت تحكيلي ولما بقيت احاول اخد موقف كانت هي بتحميكي برغم الغل اللى جواكى …. بس انا مش مستغرب … مانتى من عيلة رؤوف وحفيدته ..
هنا ولم تحتمل عبير فقد اسودت عيناها مردفة بغل _ متجبش سيرة جدى على لسانك … جدي اللى حرق نفسه قدام عيني بسببك انت وابوك … انتو نصبتوا عليه واخدتوا شقى عمره وخليتوه ينتحر بحسرته ودمرتوا عيلتنا ..
نظر له بعدم تصديق مردفاً _ للدرجة دى بتكرهينا … دانا منيم حية وسطنا بقى … حتى بعد ما قلتلك ان جدك هو اللى سرقنا وابويا بلغ عنه … ولما عرف انه هيتسجن انتحر … يعنى احنا ملناش ذنب فى موته … انتى ازاى جواكى كل الكره ده … دانا حاولت انسى انتى مين وبنت مين وانسى اللى ابنى عمله علشان خاطر احفادى واتعايش معاكى … بس لاء … انتى خطر علينا … انتى جواكى حقد وكره عامى عنيكي عن الحقيقة … انتى لازم تطلعى من البيت ده .
ارتعبت عبير من فكرة ترك البيت مردفة _ لا لا يا عمى … بلاش تخرجنى من هنا … طب ويحيى والعيال هتقدر انهم يبعدوا عنك … بلاش يا عمى وانا اوعدك مش هضايق حد هنا خالص ولا ليا دعوة بحد خالص .
نظر لها يوسف بشك فهو لا يعلم مدى كرهها وما يمكن ان تفعله … لقد ظن انها تغار وتفتعل تلك الامور فقد لتنتقم منه … ولكنه لا يعلم خباياها ..

 

اردف يوسف بحدة وأمر _ اخر فرصة ليكي … لو عملتى اي مشكلة مع اى حد هنا … مش هتخرجى برا الفيلا وبس … لا دانا هرجعك على حارة الغجر تانى … واظن انتى فهمانى ..
شردت تفكر في حياتها السابقة واردفت وهى تومئ بهستيرية _ لا حارة تانى لاء … انا هعمل اللى انت عايزه .
نظر لها بتعجب من حالتها الغريبة تلك ثم اشار لها بيده ان تذهب وبالفعل غادرت المكتب وهى ترسم على وجهها ابتسامة خبيثة
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عم المساء وها هى حياة تجلس فى غرفة المعيشة عيناها مسلطة على التلفاز ولكن عقلها وقلبها ظل عند ذلك الصغير … لقد تعلقت بيه جدا خلال تلك الفترة البسيطة …. كأنها تركت قطعة من روحها … لقد كان ينام معها مؤخراً وبدأ يتمتم باسمها … كيف حاله الان … هل نساها ام يبكى ام جائع ..
كانت مروة جالسة تتطلع لها بحزن … تعلم انها تفكر فيه ..
رن جرس الباب فوقفت مروة مردفة _ ده اكيد عوف مرضيش يفتح بالمفتاح علشانك .
قامت متجهة ناحية الباب وادارت المقبض فوجدت شخصاً غريبا يبدو عليه الارهاق والتعب ويحمل صغيراً نائماً كالملاك .
اردف عمران بحرج وهو ينظر ارضاً _ ممكن تنادى حياة .
عرفته مروة على الفور وحتى انها رأفت لحاله وبالفعل نادت على حياة التى خرجت متسائلة _ ايه يا مرو____ .
قاطعت باقى جملتها حينما رأته يحمل صغيره وعلى وجه معالم الحزن والالم … اردف وهو يمد لها الصغير _ رحيم تعبان اوى ..

يتبع…

اترك رد