روايات

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الحادي عشر 11 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الحادي عشر 11 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي البارت الحادي عشر

رواية حياة أحيت لي قلبي الجزء الحادي عشر

حياة أحيت لي قلبي
حياة أحيت لي قلبي

رواية حياة أحيت لي قلبي الحلقة الحادية عشر

مر اربعة ايام … ترك عمران الفيلا واخذ رحيم واتجه بالفعل الى منزل اهل زوجته … فى الاول تعجب سالم وزوجته مديحة من هذه الزيارة الغريبة ولكنهما رحبا به عندما اخبرهم بإرادته فى المكوث معهم هنا لعدة ايام هو وحفيدهم الصغير …
سعدت مديحة كثيرا خصوصاً انها ستحظى بوقت طويل مع حفيدها الذى تتمنى ان تأخذه عندها ولكن لا صحتها ولا عمران سيسمحان بذلك ..
فى اول يوم اتعبهم الصغير كثيراً خصوصاً عند نومه وظل ينادى على (هايا) ولكن عمران صمم ان لا يضعف وحاول مراراً وتكراراً بشتى الطرق الى ان هدأ ونام .
خلال تلك الايام ذهب لعمله وعاد باسرع وقت من اجل صغيره …. كانا يجلسان فى غرفة زوجته وحبيبته ولاء فهى وحيدة ابويها ولها غرفة مخصصة تحتوى على ذكريات طفولتها وشبابها التى آلمت قلب عمران وحطمته اكثر واكثر ..
اما عن حياة … فهى تتنقل من هنا الا هناك كالورقة دون روح … ترحب بالرياح تأخذها مثلما تريد … ضعفت قوتها وبهت وجهها … حتى جنونها ومرحها لم يعد لهما وجود … اصبحت شخصاً اكثر سكوناً وشرود … لم تظل حبيسة غرفتها بل كانت تخرج مع ثريا يجلسان فى الحديقة وتأتى اليها مروة التى علمت بوضعها وحزنت كثيراً ولكنها دعمتها فى قرارها بل كانت مؤيدة له مقتنعة ان عمران ان كان يحبها حقاً فلما ينكر ويصمت الى الان ! ..
اما عن يوسف فحالته كانت باهتة … هو وعدها ان يعطى لها كامل حرية الاختيار وبالفعل اخبر احمد واسلام بقرار حياة وكم اسعدهم هذا الخبر خصوصاً اسلام وسارة .
اما الفت فهى اكثر الاشخاص غضباً وحقداً … لا تريدها … لا تريد لابنها الارتباط بمثل هذه الفتاة ولكن ماذا تفعل كي توقف هذه المهزلة خصوصاً ان احمد لم يعد يسمع لها ..

 

 

 

اراد اسلام الذهاب اليها ورؤيتها في اليوم التالى ولكنها تحججت بأنها متعبة وتريد النوم فعاد بعدما جلس مع عمه قليلاً وقد تم تحديد حفل الخطوبة بعد اسبوع بعدما اتفق مع والده .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الجناح الخاص بيحيى يقف امام المرأة يهندم حاله للذهاب الى عمله ..
نظرت له عبير مردفة بخبث وهى تميل على الفراش واضعة ساقيها فوق بعضهم _ اللا قولي يا يحيى … متعرفش عمران اخوك هيرجع امتى ؟
اردف يحيى بلا مبالاه وهو يعقد الكرافيت الخاص به _ معرفش يا عبير … وقت ما يبقى عايز يرجع هيرجع .
اردفت هى بشرود _ يا سلام لو يرجع يوم الخطوبة … يبقى ضربة قاضية …. لان واضح جداا انه بيحبها .
لف نظره اليها واردف بغيظ _ ملكيش دعوة بعمران … وبعدين مهو معاه حق … ومين يشوفها وميحبهاش … انا لو مكنتش متجوز مكنتش ضيعتها من ايدي .
وقفت كالملدوغة على حالها تردف بغضب وحدة _ هى مين دى اللى كل اللى يشوفها يحبها … انت اتجننت يا يحيى … وازاي اصلا تقولي كدة … طب اسمع بقى … انا كنت ساكتة وسيباها تاكل عيش … لكن انا بعد كدة هقفلها بالمرصاد فى كل حاجة .
اقترب منها يحيى ولاول مرة يأخذ تلك الخطوة بأن قام بثنى ذراعها خلفها بقوة مردفاً _ عبييير … احسنلك بلاش … هي كدة كدة مش قعدالك هنا … ابعدى عن حياة وعن عمران والا وقتها مالكيش قعاد فى البيت ده .
نفض ذراعها وغادر تاركها تنظر لاثره بزهول … متى ارتدى قناع القوة والصلابة هذا … وهل حقاً سينفذ تهديده ام انه كلام فى ساعة غضب … تباً لكى حياة فأنتى اصبحتى خصماً ليس سهلا ابداً .
《》《》《》《》《》《》《》
تجلس حياة على العشب الاخضر … لقد اشتاااقت بشدة الى رحيم الصغير … تريد عناقه واخذه بين يديها … اشتااقت الى رؤية والده … قلبها يؤلمها … الهذه الدرجة لم يكن يحبها يوماً او يكن لها القليل من المشاعر … كيف لم يرأف على حالها ويبعد عنها الصغير كل تلك الوقت دون شفقة … هو يعلم تعلقه الشديد بها وتعلقها به … لماذا يفعل هذا بها … اولم يكن هو من اخبرها ان لا تفكر فى حياتها ولا تحمل مسئولية صغيره على عاتقها ! …
أتت اليها ثريا وجلست بجوارها مردفة بحنين _ حياة ! … عاملة ايه ؟
ابتسمت حياة بهدوء مردفة _ الحمد لله يا ماما ثريا بخير .
اردفت ثريا بترقب _ مالك يا حياة … شكلك مش فرحان ابدا … ده مش شكل واحدة خطوبتها كمان كام يوم … انتى مش عيزاه ؟
لما فعلتى هذا يا سيدة ثريا … لما وضعتى على جرحى ملح … انا ادعى القوة مادام لم يسألنى احداً هذا السؤال …. اظهر الثبات طالما لم يناقشنى احدكم عن هذا الموضوع .

 

 

 

ظهرت غيمة من الدموع فى عيناها رأتها ثريا فاردفت بصدمة _ حياة ! انتى بتعيطي ! … ليه كدة يا عمرى بس … بتوجعى قلبي ليه … طب قوليلي على اللى جواكى يا حياة … شاركيني اللى واجعك يا حبيبتى ومتقلقيش مش هقول لمخلوق .
نظرت لها حياة تتأكد مردفة بصوت متقطع ودموع _ صحيح يا ماما ثريا ! .. لو قولتلك على اللى جوايا مش هتقولي لحد … حتى لعمى يوسف ! .. اوعديني .
اومأت لها ثريا مردفة _ بوعدك يا حياة … قولي ايه اللى مزعلك اوى كدة .
تنهدت حياة وهى تجفف دموعها مردفة بألم ونبرة صوت حزينة وتلعثم _ اناااا … انا بحب عمران …
ابتسمت لها ثريا مردفة بحنو وهدوء _ عارفة .
اتعست عين حياة ونظرت لها بصدمة مردفة _ عارفة ! … عارفة ازاي يا ماما ثريا ؟
اقتربت منها ثريا مردفة بمرح وهى تمسك طرف انفها _ عارفة لان باين عليكي اوى .
شحب وجهها مردفة بتساؤل وخوف _ باين عليا ازاي ؟ … هو حد قالك حاجة ؟
هزت رأسها بنفي مردفة _ لاء طبعا … انا بس اللى فهماكى … قوليلي بقى … لما انتى بتحبيه وافقتى ليه على اسلام … ازاي هتتجوزى واحد مبتحبيهوش ؟.
ارتعبت حياة مردفة بخوف _ اتجوزه ! .
اردفت ثريا بتأكيد _ طبعا يا حياة تتجوزيه اومال ايه … هو طلب ايدك وانتى وافقتى وخطوبتكم بعد يومين .
نظرت لها حياة بعمق … فكل ما تقوله حقيقي … ماذا ظنت هي … احسبت ان يتم خطبتها فقط وينتهى الامر عند ذلك .
تنهدت ثريا مردفة _ اسمعيني يا حياة … لو انتى وافقتى علشان عمران مأخدش خطوة فأنا عايزة اقولك ان عمران فى موقف صعب جداا … عمران من النوع الكتوم اوى … محدش بيعرف جواه ايه بسهولة … وجرحه لسة جديد يا حبيبتى … كنتى ادتيله فرصة يا حياة … انا مش عايزة اظلمك بس صدقيني انا عيزاكوا انتو الاتنين تكونوا مبسوطين سوا …. قدامك فرصة يا حياة فكرى فيها كويس اوى … لانك كدة هتظلمى تلاتة … انتى واسلام وعمران .
فكرت حياة فى حديثها وتمعنت التفكير جيداً … ثم ابت كرامتها ان تقبله مردفة _ مينفعش يا ماما ثريا … بما انى وافقت مينفعش اتراجع … وقتها هكون بقل من نفسى اوى … هو اللى يقدر ياخد الخطوة دى … حتى لو كان جرحه جديد زي ما بتقولي … هو الراجل … هو فى مركز قوة مش انا … انا مش قليلة ولا ضعيفة علشان اعمل كدة … تربيتى فى ميتم مش معناها انى اقلل من شخصيتى بالعكس … انا لازم اقوى علشان اللى بيحبنى يعملى خاطر وقيمة .
نظرت لها ثريا باعجاب … فهذه الفتاة حقاً رائعة … معها مليون حق … برغم محاولة اقناعها فى الرجوع عن قرارها ولكن حقاً عمران هو من عليه اخذ تلك الخطوة ..
قاطع جلستهما دخول مروة متجهة اليهم تردف بابتسامة _ سلام عليكم .

 

 

 

ردتا عليها السلام واردفت ثريا بترحاب _ عاملة ايه يا مروة واخبار الحمل ايه ؟
اومأت مردفة بشكر _ الحمد لله يا ثريا هانم .. انا بخير وتمام …
ثم نظرت الى حياة مردفة بحماس _ انا جاية علشان انزل مع حياة نختار فستان الخطوبة .
اومأت لها حياة ببهتان ووقفت مردفة _ عن اذنك يا ماما ثريا … انا هطلع اغير هدومى واروح مع مروة .
اومأت لها ثريا بحزن فألآن اصبح الوضع معروف لكليهما .
جلست مروة مع ثريا واتجهت حياة للداخل كي تستعد … رآها يوسف الذى كان ينوى الخروج فاردف بهدوء _ حياة استنى .
وقفت حياة تتطلع له بتساؤل فاكمل _ كنت عايز اعرفك حاجة مهمة .
ترقبت بقلق مردفة _ خير يا عمي يوسف .
تنهد يوسف واردف بترقب _ مش عايزك تفهميني غلط يا بنتى ولا تفكرى انى شايفك قليلة … بالعكس يا بنتى يعلم ربي انك قريبة من قلبي اوى كأنك بنتى … بس انا عملت كدة لمصلحتك .
انسحب قلبها … ظهر الخوف على ملامحها مردفة بقلق _ خير يا عمي يوسف قلقتنى .
اردف يوسف وهو يتطلع حوله بحذر _ انا مقولتش لاحمد ولا لاسلام على موضوع الميتم وبصراحة مش ناوى اقولهم … يعنى هما مفكرين انك بنت واحد صاحبي وان اهلك اتوفوا ومالكيش قرايب .
اتسعت عين حياة واردفت بزهول _ ازاي يا عمى تعمل كدة … انا مستحيل ابدأ معاه على كذبة زى دي … هو لازم يعرف الحقيقة رضي بوضعى يبقى تمام …مرضيش يبقى خلاص فضيناها .
نظر لها بحزن مردفاً _ انا يعنى كنت مفكر ….
قاطعته مردفة باقناع _ لاء يا عمي … انا مش هقبل بحاجة زي كدة … انا هقول لاسلام على الحقيقة كلها … عن اذنك .
قالتها وغادرت اما هو نظر لاثرها بحيرة … هو يعلم تفكير من حوله … لا يريدها ان تظهر فى موقف اهانة او ان يقلل احدهم من شأنها خصوصاً زوجة اخيه الفت ..
صعدت لغرفتها واخذت هاتفها وهاتفت اسلام الذى رد فوراً مردفاً _ حياة ! … اخيراً كلمتيني …. انا مش مصدق نفسي .
اردفت حياة بدون مقدمات _ اسلام انا عايزة اقابلك ضرورى … ممكن تجيلي بليل .
اردف اسلام بدون تفكير _ طبعا اجيلك … خلاص هخلص شوية حاجات ورايا واجيلك على ٩ .
تنهدت مردفة _ تمام … هستناك ..
اغلقت معه واتجهت لتبدل ثيابها كي تذهب مع مروة للتسوق
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند منزل ولاء يجلس الجميع حول طاولة الطعام .
اردف سالم بتساؤل _ عمران يابنى … هو انت زعلان مع والدك او اخوك يحيى … يعنى متأخذنيش بس حتى لما بيتصلوا مش بترد عليهم … قولي يابنى لو فيه حاجة اقدر اعملها .
تنهد عمران وهو يرتشف القليل من الماء مردفاً بألم وصوت متحشرج _ لاء ابداً يا عمى مافيش اي مشكلة بينا … كل ما في الامر ان عندنا خطوبة ابن عمى على مربية رحيم ابني وانا محبتش الجو ده زى ما حضرتك عارف … علشان كدة جيت قلت منه تشوفوا رحيم وتقضوا وقت معاه ومنه اريح دماغى شوية .
اومأ سالم بتفهم بينما شردت مديحة فى امره قليلاً ثم اردفت _ انت نازل الشغل النهاردة يا عمران ؟
اومأ لها عمران مردفاً _ ايوة يا ماما … هروح وهرجع بسرعة … بس فيه معدات جديدة جاية النهاردة لازم اروح اعاينها .
اومأت له مردفة _ طيب انا هنزل اشترى شوية حاجات وهاخد رحيم معايا .
اردف باهتمام _ بس حضرتك مش هتقدرى تشيليه … هيتعبك .
اردفت مطمئنة _ متقلقش … نيفين بنت نعمة جارتي جاية معايا … وهى حبت رحيم اوى … متقلقش مش هنبعد … هنروح وهنرجع بسرعة .

 

 

 

اومأ لها مردفاً بتفهم _ مش قلقان طبعا … بس اهم حاجة خلى بالك من صحتك .
اومأت له وبالفعل غادر هو مع سالم بعد قليل كلاً منهما متجهاً الى عمله اما هي فاستعدت واعدت رحيم لاصطحاب نفين والذهاب للتبضع .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
بعد ساعة
اردفت مروة بحنق _ يابنتى حرام عليكي … ده رابع محل ندخله وبردو مش عاجبك حاجة … مع انهم فساتين جميلة … انا حامل ومش حمل فرهدة … انا لولا عمى يوسف موصيني اسيبك تختارى اللى يعجبك كان زمانى اشترتلك على مزاجى .
كانت حياة شاردة تفكر وتشتاق للغائبين … تتمنى رؤيتهم … حتى ان عقلها يهيئ لها صوت الصغير الذى تسمعه يناديها .
اغمضت عيناها تستمتع بصوت ذلك الصغير ولكنها وجدت الصوت يتكرر ويقترب ..
فتحت عيناها ونظرت جانياً واذ بها ترى رحيم الصغير ينظر اليها ويصرخ باسمها .
اسرعت اليه تلتقطه من حضن هذه السيدة واحتضنته بحب ولهفة وقد عاد اليها جنونها فكانت تلف به حول نفسها مردفة _ وحشتنى يا رومى … وحشتنى اوي .
ضحك الصغير وظهر على وجهه السعادة واردف بطفولة _ هايا .
كانت جدته وهذه الجارة تنظران الى بعضهما بتعجب … فمديحة متعجبة من امر حفيدها الذى عرف هذه الفتاة وميزها من وسط ذلك الجمع … كيف له ان يتعلق بأحد هكذا ..
اقتربت مروة من حياة مردفة بهدوء وتعقل _ حياة .. انتى نسيتي تسلمي على ستّه .
شهقت حياة التى تناست امر جدته واتجهت اليها مردفة باحترام _ انا متأسفة جدا لحضرتك بس اصل رحيم وحشنى جداا … حضرتك جدته صح ؟ … تعرفي ان رحيم فيه شبه من حضرتك .
ابتسمت لها مديحة مجاملة تردف بحزن _ رحيم شبه ولاء … انتى حياة اكيد … رحيم عرفنا عليكي .
ابتسمت حياة وهى تقبل وجنة الصغير بحب مردفة _ رومى حبيبي … كنت خايفة اوى يكون نسى حياة .
نظرت لها مديحة بحزن وقلب متقطع على فقيدتها … كانت تتمنى ان تسعد ابنتها مع اطفالها … ولكن لا اعتراض على قضاء الله .
اردفت مديحة بهدوء _ طيب يا حبيبتى … علشان منعطلكش على مشوارك … تعالى يا رحيم .
مدت يدها تأخذ الصغير الذى رفض رفضاً قاطعاً ان يترك حياة وقد تعلق برقبتها يردف ببكاء _ هاااايااا .
اردفت حياة وهى تحاول تهدأته _ بس يا قلبي متعيطتش … اهدى يا رومى … روح مع تيتة علشان بابي ميزعلش … يالا بقى يا رومي علشان تيتة
حزنت مديحة ولكنها اظهرت التفهم مردفة _ رحيم … حبيب تيتة … تعالى معايا وانا هقول لبابا يوديك لحياة … ماشي ؟
هز الصغير راسه رافضاً وقد تعلق بحياة اكثر وبكا اكثر حتى ان مديحة يأست فى استرجاعه فاردفت _ خلاص يا حياة خليه معاكى … وانا هكلم عمران اقوله .

 

 

 

نبض قلبها بقوة عند نطق اسمه … ذلك البعيد الذى اهلك قلبها وفكرها … ذلك الغائب الذى لا يهتم لا بأمرها ولا بقلبها .
اردفت حياة بتساؤل _ عمران بيه ! … تمام مافيش مشكلة … اسأليه .
اومأت مديحة واخرجت هاتفها وقامت بالاتصال على عمران ولكن يبدو انه مشغول فلم يجيب على اتصالها الذى اعادته مرة اخرى ولم يجدى نفعاً .
تنهدت مديحة بقلة حيلة ونظرت الى نيفين التى تقف بجانبها مردفة بتساؤل _ اعمل ايه يا نيفين ؟
نظرت نيفين الى حياة التى تحمل الصغير وهو يتعلق بها بقوة مردفة _ طب ينفع لو سمحتى تيجي معانا لحد البيت يمكن وقتها ينام وانتى تقدرى تكملى مشوارك … لان طنط مديحة مينفعش تديهولك من غير ما تقول لعمران .
نظرت حياة الى مروة تسألها فتنهدت مروة واردفت بتعب _ حياة انا ظهرى وجعنى وعوف زمانه راجع من شغله … لو عايزة تكملى معاهم ماشي بس انا مش هقدر اجي معاكى … متزعليش منى .
اومأت لها حياة بتفهم مردفة _ خلاص تمام انا هاجي معاكم ومروة هتروح هى لانها تعبت ومش هتقدر تكمل .
وبالفعل اوقفت مروة سيارة اجرى وغادرت اما حياة فاتجهت مع مديحة ونيفين والصغير الذى تعلق بها كالعلكة ..
بعد نصف ساعة وصلن منزل مديحة بعدما تركتهن نيفين وذهبت الى منزلها … بينما دلفت مديحة وخلفها حياة تحمل الصغير بحب وهو يتمتم بمرح وسعادة منذ ان رآها .
جلست حياة باحراج فهى تخاف من رؤيته لها هنا … عليها ان تنيم رحيم وتغادر فورا قبل ان يأتى .
اردفت بحرج وتوتر وهى تجلس رحيم على الاريكة بجانبها _ مديحة هانم معلش ممكن حضرتك تشغلى التليفزيون على قناة كراميش … رحيم بيحبها وممكن ينام على اغانيها .
اومأت مديحة بتفهم وبالفعل قامت بتشغيل التلفاز على القناة المطلوبة وانسجم الصغير معها حتى اصبح يدندن بحماس بعض الاغانى ..
نظرت له حياة بحب … كانت تشتاق اليه بشدة … يبدو ان الله علم بحاجتها لرؤيته فى تلك اللحظة بالذات … فهى كانت تفكر فيه اثناء مناداته لها ..
مر اكثر من ساعة والصغير بدأ يظهر عليه النعاس وحياة تترقب بقلق … اما مديحة فجلست معها وتعرفت عليها قليلا وكم هى فتاة حنونة طيبة ومرحة وجميلة ويتيمة ايضا ..
اخبرتها حياة بصدق انها تربت فى دار رعاية كما اخبرتها عن مدى امتنانها ليوسف وحبها لثريا وتعلقها الشديد برحيم الصغير وهو كذلك ..
بعد ساعة اخرى نام رحيم اخيراً وحملته حياة ومددته على الاريكة ثم وضعت حوله الوسائد حتى لا يسقط ووقفت تحمل حقيبتها مردفة بلهفة _ امشى انا بقى …. اتأخرت جدا … الساعة داخلة على ٩ .

 

 

 

اومأت لها مديحة بتفهم مردفة _ معلش يابنتى … عطلتك معايا بس عمران اتأخر النهاردة اوى …. شكله انشغل بالمعدات الجديدة لانه حتى مدرش على اتصالي .
اومأت حياة بتفهم _ عادى يا مديحة هانم حصل خير … عن اذنك .
اوصلتها مديحة الى الباب وما ان فتحته حتى تصنمت حياة كذلك تصنم هذا الواقف الذى كان يستعد لرن الجرس ..
تسلطت العيون على بعضهما … كانا ينظران لبعضهما نظرات عتاب ..اشتياق …لوم … حب .
اردف عمران كأنه اصبح فى عالم آخر _ حياة !
تحمحمت حياة التى انتبهت لوجود مديحة مردفة بصوت حاولت جاهدة ان تظهره ثابتاً _ ازيك يا عمران بيه .
وعى عمران على حاله فعاد لهدوءه مردفاً ببرود _ انتى بتعملي ايه هنا .
اردفت مديحة تجيب _ انا قابلت حياة واحنا خارجين يا عمران ورحيم شافها واتعلق بيها جداً وصمم يروح معاها … وانا اتصلت عليك اقولك بس انت مردتش عليا فأنا طلبت من حياة تيجي معايا لحد ما ينام ولسة هو نايم حالاً .
اومأ لها بتفهم ثم اردف معتذراً _ انا متأسف فعلا كنت مشغول جداً … حتى الفون كنت سايبه بعيد عنى … انا عارف انى اتأخرت عليه بس المعدات اللى وصلت كان فيها عيوب وكان لازم تتبدل النهاردة والا مش هيقبلوه يرجعوها لو كنت مضيت على استلامها .
اردفت حياة بتوتر _ طيب انا لازم امشي … عن اذنكوا .
مرت من جانبه فاردف بترقب _ استنى يا حياة … مينفعش تروحى لوحدك … هاجى اوصلك .
نظرت الى مديحة التى تتابع بصمت بينما لفت نظرها اليه مردفة بهدوء _ لاء مافيش داعي يا عمران بيه … انا هاخد تاكسى والمسافة مش بعيدة … عن اذنكوا .
اوقفها مردفاً بتصميم _ استنى يا حياة … قولت هوصلك يعنى هوصلك ..
التفت هو الى مديحة مردفاً _ معلش يا ماما هوصلها وهرجع علطول مش هتأخر …
اومأت له مديحة بينما غادر هو معها متجهان الى المصعد دلفا وضغط عمران رز النزول … كانت حابسة انفاسها … لا تصدق انها معه وهو امامها … كانت تلك الثوانى البسيطة التى مرت عليها كالساعات تنظر الى ظهره باشتياق … اشتاقت الى هيئته ورائحته ولكنه لا يبالي … لا تعلم انه فى صراعه الان … يريد ان يلتفت ويصرخ لها بحبه وانه يريد ايقاف هذه الخطبة … ولكنه عند تلك النقطة يصبح مقيداً بسلاسل وفاؤه لزوجته … وصل للاسفل ثم اتجه لسيارته وفتح لها الباب الامامي فتحركت راكبة واغلقته اما هو اتجه لمكان القيادة وتحرك متجهاً الى وجهته
ساد الصمت لدقائق قطعه هو مردفاً _ هو انتى وافقتى على اسلام ليه .
انصدم هو قبلها من سؤاله الذي فلت منه لا يعلم كيف ايمكن ان يكون قلبه هو من تحدث ! .
اما هى تجمدت … هل يسألها ؟ … حسنناً ستخبره حقيقة الامر ..
نظرت له بغضب مردفة تلقي الكلام على مسامعه _ لان اسلام شخص كويس … مفكرش كتير لما قرر يتقدملي … ولانى مش هلاقي حد احسن منه … خصوصا انه دوغرى مش بيتحول زي ناس .
نظر لها بغضب وغيرة تتأكله مردفاً _ تقصدي ايه ؟

 

 

 

لفت نظرها للامام مردفة بحنق _ مقصدش حاجة … هو انت فهمت ايه ؟
نظر للامام مردفاً بحزن _ ولا حاجة … انا بس سألتك لانك وافقتى بسرعة … كان لازم على الاقل تفكري يومين ولا حاجة … علشان يعنى متندميش .
نظرت له بشك مردفة بقلق _ هو انت تعرف حاجة عن اسلام ومخبي عليا ؟
هز رأسه مردفاً بألم _ للاسف لاء … اسلام حد كويس … وغير كدة مش جبان ولا متردد ..
استمعت لكلماته بحيرة تساؤلات عدة ولكنها فضلت الصمت … وساد الصمت الا ان وصلا الفيلا … دلف عمران من البوابة الرئيسية وصولاً الى الحديقة مردفاً بهدوء بعد تنهيد طويل _ انزلي يا حياة .
نظرت له مطولا ثم اردفت بتساؤل _ ممكن اعرف هترجع امتى … قصدى رحيم يعنى ؟
اردف دون النظر اليها _ كمان كام يوم … انزلي يا حياة .
نزلت هى بالفعل فوجدت من يقترب منها مردفاً بتساؤل _ ايه يا حياة كل ده كنتى فين … انا مستنيكي هنا من بدرى ورنيتلك فونك مقفول .
تذكرته الان لقد اخبرته انها تريد رؤيته … نظرت لذلك الذى يناظرها من خلال زجاج سيارته …
نظر له اسلام يشير بيده كتحية فبادله عمران بإماءة بسيطة ثم رحل عائداً خائباً حزيناً الى منزل اهل زوجته قبل ان يراه احداً من اهله ..
اردفت حياة بتنهد _ معلش يا اسلام الموبايل فصل وانا كنت عند ست رحيم ونسيت انى قلتلك نتقابل … اتفضل اعد .
اتجه يجلس مثلما كان منذ قليل واتجهت هي تجلس امامه … ظهر عليها التوتر فاردف اسلام بتساؤل _ خير يا حياة ؟ … كنتى عيزانى في ايه ؟
نظرت له بحيرة ثم اردفت بترقب _ اسلام انا مش بنت صاحب عمى يوسف زى ما هو قالك .
تعجب متسائلا وهو يضيق عيناه _ ازاي يا حياة ؟ … اومال انتى مين ! .
تنهدت بعمق مردفة بهدوء عكس تألم روحها _ انا بنت من دار الايتام … اتربيت فى ميتم ومعرفليش اهل … عمى يوسف كان بيجيب للدار اللى انا فيها تبرعات … وهو شافنى ومن وقتها وهو بيعتبرنى بنته وجابنى هنا علشان يراعيني وانا اراعي رحيم .
انصدم اسلام من كلماتها …ظل صامتاً لوقت طويل يفكر … ثم اردف بتعجب وفكر _ ازاي ؟ … يعنى انتى مش بنت صاحبه ! .. طب ليه خبى عليا ؟
اردفت هى رافعة عنه الحرج _ اسلام ده وضعى لو انت مش قابل بيه عادى كل شئ قسمة ونصيب .
اردف اسلام بتعمق _ لاء طبعا يا حياة مش قصدى كدة … وكلامك عمره ما يأثر معايا … انا اعجبت بيكي وبشخصيتك انتى وميهمنيش غيرك … وبالنسبة لوضعك انا متقبله .
نظرت له بتعجب وراحة وامتنان … لقد زال حملاً من على عاتقها …. اردفت بامتنان _ شكراً يا اسلام … كل يوم بتثبتلى انك انسان طيب ومحترم .
ابتسم لها بحب مردفاً بمرح _ يعنى اعجب ؟
ابتسمت له بخجل بينما هو اردف مستكملاً _ طيب ممكن اطلب منك طلب ومتعرضنيش فيه ؟
ضيقت عيناها بتساؤل _ ايه هو ! .
اردف بترقب _بلاش حد من اهلى يعرف الموضوع ده .. خصوصاً امى … ممكن ؟
اردفت بتعجب ورفض _ ازاي يا اسلام ؟ مينفعش .
اردف باقناع _حياة ! … انا اللى هرتبط بيكي … وانا عرفت وموافق ومرحب … اهلى مش لازم يعرفوا … لو سمحتى .
نظرت له قليلاً ثم اومأت بصمت فتنهد بارتياح … هو يعلم جيداً ان والدته لن تتقبل ولن تمرر هذا الامر بسلام ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》
مر اليومين وها قد اتى موعد الخطبة … تم تجهيز الحديقة تجهيزاً بسيطاً وهادئاً نظراً للظروف المعروفة ..
تجمع العائلتين فقط الا عمران والصغير واضطرت الفت على الموافقة بعد عناء وتصميم من الكل .

 

 

 

الجميع يجلس فى بهو الفيلا … اكثرهم سعادة هى عبير فأخيراً سترتاح من هذه الحياة ويخلو لها الجو تخطط وتفعل مثلما تريد ..
اما اسلام فكان اكثرهم حماساً ينتظر نزولها الذى طال ..
نزلت حياة مع ثريا التى تتمسك بها تحت انظار الجميع المنبهرة بهيأتها البسيطة فى فستانها الازرق المنسدل بعناية على جسدها الصغير … شعرها ايضا منسدلاً على ظهرها ووجهها خالِ من مستحضرات التجميل الا ذلك الروج الهادئ الذى وضعته وذلك الكحل الخفيف لتدارى تورم عيناها اثر الدموع التى ارهقتها .
وصلت الى اخر الدرج ومد اسلام يده اليها بابتسامة حنونة … ناولته يدها بثِقل … اتجهت تجلس معه بهدوء بينما هو اردف باعجاب _ ايه القمر ده ..
ابتسمت بخجل وتوتر وبهوت بينما بدأت سارة تطلق صفير الفرح تحت انظار والدتها المتكدرة … بينما عفاف احضرت ما يناسب تلك الحفل من مشروب وحلوى .
اردف احمد بهدوء _ معلش بقى يا حياة … احنا عملنا الخطوبة على السكت علشان الوضع اللى انتى عرفاه بس الفرح ان شاء الله هيكون فى اكبر قاعة وزى ما تحبي ..
اومأت مبتسمة بتجمل فاقتربت منها مروة التى حضرت ايضاً مردفة وهى تميل على اذن حياة _ افردى وشك بقى يا حياة مش كدة .
نظرت لها حياة بعمق واومأت بصمت بينما اردف يوسف بهدوء _ ايه يا اسلام مش هتلبس عروستك الشبكة يالا .
اخرج اسلام من جاكيت حليته تلك العلبة المخملية وفتحتها … كانت تحتوى على خاتم انيق ثمين واسورة رقيقة تحمل فى منتصفها نجمة بحرية ..
اشار اسلام لحياة بأن تمد يدها وبالفعل ناولته يدها لكي يلبسها ولكن احمد قد لاحظ فى منتصف معصمها تلك الوحمة الدموية التى تظهر بشكل ملحوظ برغم صغرها ..
شرد قليلا فى امرها بينما عاد الى واقعه متجاهلاً تلك الافكار التى من المستحيل ان تحدث ..

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!