رواية أسرار عائلتي الفصل الثاني عشر 12 بقلم أروى مراد
رواية أسرار عائلتي الفصل الثاني عشر 12 بقلم أروى مراد
رواية أسرار عائلتي البارت الثاني عشر
رواية أسرار عائلتي الجزء الثاني عشر
رواية أسرار عائلتي الحلقة الثانية عشر
تنهد للمرة الثانية وأكمل:
– عدت فترة قصيرة محاولش يضايقني فيها تاني لحد ما بعتلي أخته، والي هي مامتك .. ليليا …
دق قلبها وإنتبهت جميع حواسها إلى ما سيقوله بشأن والدتها، إختطف هو نظرة إلى الصورة قبل أن يواصل:
– فادي استغلها وأجبرها انها تجي تقولي ان هي الي بعتتلي الصور وانها حبتني لما شافتني مع فادي كذا مرة وتخليني اتجوزها .. والله أعلم كان مخطط لايه بعدها.
شهقت بدور بصدمة:
– مستحيل! ازاي يعمل كده انا كنت عارفة انه قذ’ر بس مش للدرجة دي، بس هو بيعمل كده ليه؟
– لما ليليا جاتلي قالتلي الحقيقة ومكدبتش عليا او انا الي كنت فاكر كده .. قالتلي ان فادي مكنش بيطيقني لاني اخدت منه كل صحابه وعمل نفسه صاحبي عشان يلفت الانتباه تاني بما انه انتيم الطالب الغني، وقالتلي برضه انه كان بيحب سوسن بس لما اتجوزتها انا حقد عليا اكتر وملقاش غير انه يختار الطريق الغلط عشان ياخد سوسن وينتقم مني في نفس الوقت، وفعلا قدر يوقع سوسن وخلاها تخو’ني معاه وهو الي بعتلي الفيديو عشان اطلقها لما عرف انها حامل .. لما عرفت انه مهدد ليليا قررت احميها واتجوزتها بموافقتها طبعا وعملتلها بودي جارد عشان يحموها لو طلعت وعدت سنين جبنا فيهم أمجد وأدهم وأدم وبعدها جيتي انتِ ..
سكت بعد ذلك دون أن يسترسل فهتفت بسرعة:
– طب حصل ايه بعدين؟ سبب جوازك منها وعرفته بس طلقتها ليه؟
تحدث بحزن:
– مش عايز اكمل النهاردة.
– بس أنا عايزة أعرف طلقتها ليه؟ من حقي أعرف.
– هكمل أحكيلك بس مش النهاردة، سمعت الي مكفيني ومش عايز افتكر الي حصل.
تنهدت بضيق ثم قالت:
– تمام، بس اوعدني انك هتكمل تحكيلي؟
– وعد.
…
كانت تجلس أمام التسريحة تضع أخر لمساتها من مساحيق التجميل عندما جاء هو من خلفها متسائلا بحدة:
– رايحة فين إن شاء الله يا يمنى؟
أجابت ببرود وهي تضع بعضا من عطرها:
– رايحة فرح بنت واحدة صاحبتي.
طالعها بصدمة ثم أمسكها من شعرها مزمجرا بغضب:
– نعم يا هانم؟ طب لاحظي ان بنتك مختفية بقالها يوم كامل!
سحبت شعرها منه بألم:
– سيبني يا حمزة! وبنتك أكيد مع وحدة من صحابها يعني فين ممكن تروح تاني!
قالت ذلك وهي تعيد هندمة خصلات شعرها أمام المرآة ببرود مستفز، رمقها بغضب قائلا:
– أنا شايف ان محمد عمل الصح لما طلقك، وحدة زيك مش هامها غير شغلها وحفلاتها وصحابها وأولادها هما آخر إهتماماتها متستحقش تكون أم!
لوت شفتيها بعدم إهتمام ثم هتفت:
– انت بالذات ميحقلكش تتكلم .. والا ناسي ان البنت هربت بسببك أصلا؟
أنهت كلامها ثم أخذت حقيبة يدها وأردفت قبل أن تخرج تاركة إياه ينظر إلى إثرها بغضب شديد:
– وبعدين لو مش عاجبك طلقني، قلتلك كده أكتر من مرة بس انت رافض .. مش عارفة ليه!
وصلت إلى سيارتها وهمت بفتحها ولكن حال بينها وبين ذلك إتصال وارد من رقم مجهول، إستقبلت المكالمة قائلة بإستغراب:
– ألو؟
– يمنى هانم معايا؟
– ايوة، انت مين؟
– خالد.
عقدت حاجبيها بإستغراب متسائلة:
– خالد؟ خالد مين؟
وصلها صوته الساخر مجيبا:
– معقول مش فاكرة إبنك يا هانم؟
رفعت حاجبيها بتعجب:
– انت خالد؟ إبني؟
– ايوه، إبنك للأسف!
تجاهلت كلمته الأخيرة وسألت بلهفة:
– أخبارك يابني وأخبار أخوك؟
إبتسم بتهكم معلقا:
– لا واضح انك مهتمة بأخبارنا اوي، بدليل انك مفكرتيش تشوفينا من أول ما اتجوزتي!
حاولت الدفاع عن نفسها قائلة بتلعثم:
– أ .. أنا .. جوزي ه .. هو الي مسمح …
قاطعها بعدم إهتمام:
– أنا مش متصل بيكِ عشان اسمع أعذارك .. أنا عايز أقابلك.
إستغربت من طلبه لكنها قالت:
– وأنا برضه كنت عايزة أشوفك.
– يبقى نتقابل دلوقتي؟
نظرت إلى ملابسها ثم إلى السيارة قبل أن تجيب:
– لا أنا مش فاضية دلوقتي خليها بكرة.
– ليه؟
– مشغولة ..
سكت قليلا قبل أن يردف بنبرة غامضة:
– تمام، هتصل بيكِ بكرة.
وقبل أن تجيبه كان قد أقفل الخط بوجهها، تأففت بغيظ متمتمة:
– عيل مش محترم، يقفل السكة في وش أمه، محمد معرفش يربي بجد!
…
سمعت صوت رنين هاتفها إثر دخولها غرفتها بعد تناول العشاء، أجابت بإبتسامة صغيرة ظهرت فور رؤيتها لإسم المتصل:
– ألو ..
جاءها صوت الطرف الثاني يهتف بسرعة:
– إنزليلي دلوقتي بسرعة يا هناء، أنا مستنيكي قدام القصر الي جنبكم!
إتسعت عيناها بصدمة وخرجت إلى الشرفة لتجده يقف هناك كما قال، همست له بخوف:
– انت اتجننت يا وائل؟
– لا، أنا بس عايز أشوفك.
– طب تخيل لو حد شافنا؟
– متقلقيش، مش قولتي ان خالك مسافر؟
– ايوه بس خالتو وجدو …
قاطعها بإصرار:
– إنزلي يا هناء بلاش جبن .. وحشتيني ومش هقدر انام لو مشوفتكش دلوقتي.
قال جملته الأخيرة بهمس دق له قلبها فقالت بإستسلام:
– حاضر.
أقفلت معه الخط ثم خرجت من قصرهم بعد أن تأكدت من عدم رؤية أحد لها، وصلت إليه ووقفت أمامه قائلة:
– عايز ايه؟
إقترب منها ومد ذراعيه ينوي إحتضانها لكنها إبتعدت هامسة برفض:
– متقربش مني، ممكن اي حد يشوفنا ويعرف خالي.
إبتعد عنها مزفرا بضيق فكررت سؤالها:
– عايز ايه يا وائل؟
– مانا قلتلك اني عايز اشوفك!
لوت شفتيها متحدثة بفظاظة:
– طب مانت شوفتني اهو، عايز ايه تاني؟
عقد حاجبيه بإستغراب من طريقتها ثم سحبها إليه رغما عنها متسائلا:
– مالك يا حبيبتي؟ تصرفاتك مش طبيعية، في حاجة حصلت؟
تنهدت بتعب وهي ترمي برأسها على صدره متمتمة:
– النهاردة اتطردت من الشركة.
أبعدها عنه ونظر إليها بصدمة ثم تساءل:
– ليه؟
– لاني اتخانقت مع بنت المدير وشت’متها قدام كل الموظفين.
زفر بملل قائلا:
– وانتي ناوية تبطلي خناقاتك دي امتى؟ انتِ مش طفلة يا هناء!
لم تجبه فأخذ نفسا عميقا يخفي به غيظه ثم سأل:
– هتعملي ايه طيب؟
هزت كتفيها مجيبة ببساطة:
– هدور على شركة تانية اشتغل فيها!
أومأ بتفهم ثم طالعها بنظرات غريبة قبل أن يمسك يدها مردفا:
– وهو ده بس الي مضايقك يعني؟
أخفضت رأسها بتفكير ثم رفعته مجيبة بصراحة:
– لا، في حاجة كمان.
– ايه؟
– في رقم معرفوش باعتلي مسج وبيقول …
قاطع كلامها صوت رجولي صدر من خلفهما يقول بسخرية:
– سبحان الله! يعني ملقيتوش غير قصرنا عشان تقعدوا تحبوا في بعض قدامه؟
إلتفتت إليه بغيظ وإلتفت وائل كذلك لكنه همس بتعجب فور رؤية صاحب الصوت:
– عدي؟
إنتبه إليه عدي فهتف بتعجب هو الآخر:
– ايه ده؟ وائل؟ بتعمل ايه هنا؟
وقبل أن يجيبه، لاحظ عدي يده الممسكة بيد الفتاة فأردف بضحكة ساخرة:
– هو انت لسه صايع وبتاع بنات؟ فضلت زي مانت ومتغيرتش من أيام الجامعة؟!
طالعه بغيظ ثم إلتفت إلى هناء التي سحبت يدها ورمقته بغضب وصاحت:
– انت كنت بتكدب عليا لما قولتلي انك مرتبطتش ببنات غيري قبل كده؟
أجابها بتلعثم وهو يحاول إمساك يدها ثانية لتهدأ:
– ل .. لا مش كده يا حبيبتي! ده .. ده بيكذب عليكِ صدقيني!
إبتعدت عنه قائلة بتهكم:
– لا واضح اوي من طريقة كلامك انك صادق، بس عموما أنا الي غلطانة اني صدقت واحد خا’ين زيك!
أنهت كلامها وإستدارت لتعود إلى منزلها لكنه إستوقفها بنبرة خبيثة:
– طب وخالك؟
إلتفتت إليه بعدم فهم فأكمل:
– مش خايفة اقوله انك كنتِ بتخرجي معايا؟
إتسعت عيناها بصدمة من حقا’رته التي ظهرت أمامها فجأة وهمست:
– نعم؟
– انت بتهددها قدامي يالا؟!
كان ذلك صوت عدي الذي إقترب من وائل بنظرات حادة وأمسكه من ياقة قميصه مردفا:
– عارف انك مش راجل؟
إشتعلت عيناه بغضب وأبعد يده عنه ثم لكم وجهه بقوة فتراجع عدي إلى الخلف من الألم، وضع يده على مكان اللكمة ثم رمق وائل بنظرة مرعبة وفي لحظة كان يعيد له اللكمة مما أدى إلى سقوط الآخر على الأرض.
كانت تراقبهما بصدمة لم تفق منها بعد، بل تفاقمت عندما سمعت صوتا تعرفه جيدا يصدر من خلفها قائلا:
– بتعملي ايه هنا في الوقت ده يا هناء؟
إلتفتت إليه ببطء وإبتلعت ريقها متمتمة بصوت مبحوح:
– ج .. جدو .. أنا …
تلعثمت في كلامها ولم تجد ما تقول، إنتبه كلا الشابين إلى وجود جدها فإبتسم وائل بشماتة وصاح مخاطبا إياه:
– دي طلعت عشان تشوفني يا حج.
طالعه جدها بصدمة ثم إلتفت إليها ينتظر منها تكذيبه لكنها أخفضت رأسها بندم ولم تنطق، حرك رأسه يمينا وشمالا بعدم تصديق هامسا:
– هو بيكدب صح؟
حاولت الحديث والتبرير لفعلتها لكنها لم تستطع، إقترب منها مردفا بخذلان:
– انتِ يا هناء؟ انتِ بتعملي كده؟ أنا ممكن اتوقع من اي حد انه يعمل كده الا انتِ!
طالعته بندم شديد لرؤية خيبة الأمل في عينيه، تحولت نظراته إلى الحدة وهو يشير لها بالسير أمامه قائلا:
– امشي قدامي يلا، حسابنا مش هنا .. حسابنا بالبيت!
تقدمته بطاعة وصمت وسار هو خلفها إلى أن إختفيا عن أنظار كل من وائل وعدي، إلتفت عدي إليه متمتما بإشمئزاز:
– عاجبك الي عملته دلوقتي؟
إبتسم الآخر بإستفزاز وأجاب:
– اوي!
صك على أسنانه بغضب وكاد يمد يده عليه مرة أخرى لولا خروج شقيقه من القصر ووقوفه بجانبه قائلا:
– يلا نمشي يا عدي!
أومأ له فتقدم خالد نحو دراجته النارية وتبعه عدي بعد أن طالع وائل بنظرات أخيرة وهمس له:
– خاف على بنات عيلتك يا وائل، لان الي بتعمله في بنات الناس ممكن يترد فيهم!
صعد خلف أخيه الذي شغل الدراجة النارية وإنطلق بها بسرعة نحو وجهتهم المحددة.
…
كانت تتجه نحو سيارتها بعد أن إنتهى زفاف إبنة صاحبتها في وقت متأخر من الليل، فتحت باب السيارة وهمت بالصعود عندما سمعت صوتا خلفها يقول:
– هي دي الحاجة المهمة الي كنتِ مشغولة بيها ورفضتِ تشوفي إبنك النهاردة عشانها؟
إلتفتت إلى مصدر الصوت بفزع لتجد شابين طويلين بعضلات بارزة من تحت ملابسهم يقفان أمامها بأعين مخيفة، تراجعت إلى الخلف حتى وقعت جالسة على مقعد السائق وهمست بخوف:
– انتو مين؟ وعايزين مني ايه؟
إلتفت أحدهم إلى الآخر وهو يضحك بسخرية زادت من خوفها، لكنه تحول إلى صدمة عندما سمعته يقول:
– اه نسيت انها مش عارفة حتى شكل ولادها، طبعا معذورة لانها متعرفتش علينا.
طالعتهما بتدقيق ثم وقفت وهي تخرج من السيارة وتساءلت وهي تركز في هيئتهما:
– انتو خالد وعدي؟
تحولت ملامح خالد والذي كان يتحدث منذ قليل إلى الجدية ثم أشار إلى أخيه برأسه فأومأ الأخر وفتح الباب الخلفي وركب دون إستئذان. طالعته والدته بتعجب ثم عادت تنظر إلى خالد الذي أشار لها بالركوب هي الأخرى قائلا:
– اركبي، محتاجين نتكلم معاكِ دلوقتي.
فعلت ذلك بعدم إعتراض بينما إستدار هو حول السيارة ليركب بجوارها، وقبل أن يبدأ الحديث بجدية تساءل بنبرة ساخرة:
– بس مقولتيليش برضه، هو ده الي كنتِ مشغولة بيه؟ فرح؟
شعرت بالتوتر وحاولت التبرير لكن كلماتها خرجت متلعثمة:
– أنا .. كنت .. صاحبتي هي الي …
أوقفها عن الحديث رافعا يده في وجهها قائلا:
– مش محتاج منك اي تبرير، لاني عارف انك أم مهملة متستحقش انها تكون أم أصلا!
إحتدت نظراتها من كلامه وكادت تصرخ مدافعة عن نفسها لكنه صدمها حين واصل:
– طبعا وحدة بنتها مختفية من امبارح وهي مش قلقانة عليها لا وكمان رايحة تحضر فرح بكل برود هنقول عليها ايه؟
تساءلت بدهشة:
– انت تعرف عائشة؟
– مش مهم .. خلينا ندخل في الموضوع ..
سكتت تنتظر منه الحديث أو من عدي الذي لم ينطق بحرف إلى الآن، لوى خالد شفتيه بتفكير ثم تساءل:
– قولتيلي في الفون انك عايزة تشوفيني برضه، يا ترى ليه؟
فكرت قليلا قبل أن تجيبه بتردد:
– كنت عايزاك تساعدني ..
– في ايه؟
– مش انت محامي شاطر وكده؟
طالعها بتعجب قبل أن يبتسم هاتفا بسخرية:
– لا ما شاء الله، طلعتي عارفة ابنك بيشتغل ايه على الأقل، طب كويس!
لوت شفتيها بغيظ من سخريته متمتمة بصوت منخفض:
– فعلا، محمد معرفش يربي!
رفع حاجبيه متسائلا:
– بتقولي حاجة؟
نفت برأسها فأردف:
– طيب كنتِ عايزاني اساعدك في ايه؟
– عايزة اتطلق من حمزة .. جوزي!
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار عائلتي)