روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الخامس والعشرون

رواية أسرت قلبه الجزء الخامس والعشرون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الخامسة والعشرون

(لأجلك فقط )
لأجلك فقط سوف أحارب العالم ولكن تمسكي بي
(يوسف لماجدة)
……
-سيف اتجوز !!
قالتها نوال والضيق يهاجمها بطريقة لم تفهمها هي …لا تصدق أنه تجاوز الامر بتلك السرعة ….
نظر صالح إليها بصبر يخفي غيرته عليها …لا يريد أن يضايقها بكلماته يكفي انها تراجعت عن السفر في آخر لحظة ….
تنهد وهو يتذكر اللحظة التي أرادت الهروب منه قيها …
…….
قبل أن تلج إلى المطار خرج من سيارته بسرعة وأمسك ذراعها وهو يجذبها نحوه…اصطدمت بصدره …عينيها السوداء مشبعتان بالدموع …تتذكر قهر سيف …لم تكن تريد أن تكسر قلبه ….
نظرت لصالح بكره ..هو من تسبب في هذا …لأنها أحبته كسرت قلب سيف …
-سيبني سيبني !!
قالتها بإختناق وهي تحاول أن تتحرر منه …سوف تسافر …تبتعد …
-مقدرش ….هموت لو عملتها …أنا بحبك يا نوال…بحبك اووي …
شعرت أنها تنهار …تتهاوي أرضاً… مواجهتها مع سيف جعلتها تشعر بالدمار …
أخذت الدموع تنهمر من عينيها بشدة ….حاربت لكي تتنفس ليشدها هو ويضمها …كانت تبكي بين أحضانه …تضمه بقوة لعل هذا الألم يتلاشى …
-أنا….أنا كسرته يا صالح …
-ششش …
قالها وهو يقبل رأسها ثم أكمل :
-ده احسن بالنسباله…أنتِ لو اتجوزتيه هتبقى بتظلميه يا نوال…أنتِ مش بتحبي سيف …أنتِ بتحبيني أنا …انا وبس …
كانت لا تستطيع أن تنكر وهو يضمها إليه بتلك الطريقة …لقد استسلمت …استسلمت لأنها لا تستطيع أن تحب غيره ….
ابعدها عنها وهو يمسح دموعها برفق ويقبل رأسها ..أغمضت عينيها وهي تقول بحياء :
-صالح الناس بتبصلنا …
ابتسم لها وهو يبتعد ثم يجذبها خلفه …ادخلها سيارته ثم انطلق بها … بتلك الطريقة عادت إلى حياته….إلى شركته ….
خرج من شروده وهو ينظر إليها …كانت ما تزال تعقد حاجبيها بضيق بينما تقضم شفتيها ….كانا في منزلها يجلسان على التراس ….اقترب منها وجلس بجوارها ثم دفن كفه في شعرها وقربها منه حتي يقبلها ولكنها اشاحت بوجهها وهي تقول بعصبية:
-صالح لو سمحت قولتلك بلاش الحركات دي …مش معني أني بسمحلك تيجي بيتي اني بديك الصلاحية انك تلمسني أنا مش كده….
تجهم وهو ينظر إليها ثم قال بإنفعال عاطفي :
-يبقي خلاص نتجوز !!اتجوزيني يا نوال…
نهضت بإرتباك وقالت:
-انا حاليا مش جاهزة …فيه كذا حاجة في دماغي …
-ايه اللي في دماغك ؟!سيف مش كده !!
قالها بغضب وهو ينهض بدوره …ردت بإرتباك :
-سيف….ايه اللي جاب سيرته حاليا…
-أنتِ …صدمتك.انه اتجوز وزعلك كمان …
نفت بإرتباك وقالت:
-لا مش زعلانة بس مستغربة أنه اتجوز …متعرفش اتجوز مين ؟!
-بيقولوا بنت عمه …
-اه ربنا يهنيهم ..
قالتها بحزن ليقول بغضب:
-ممكن تسيبك من سيف وحوراته وخلينا فينا احنا هنتجوز امتى …اني اجي شقتك كل يوم او تجيلي انتِ البيت مبقاش حاجة لطيفة حتى لو مش بيحصل بيننا حاجة الناس بتتكلم …
تنهدت بتعب وقالت :
-حاضر يا صالح هنتجوز…
ابتسم بسعادة وهو يجذبها نحوه ويقبلها…ولم تمانع في هذة اللحظة …كان ألمها اكبر من أن تقاوم …أنها تتألم لانه تزوج !!
ابتعد عنها وهو يتلمس شفتيها برقة ويقول :
-انا هبدأ من دلوقتي في إجراءات الفرح …
نظرت إليه وقالت بفزع :
-ايه ده انت مستعجل ليه كده ؟!فيه ايه يا صالح …
نظر إليه بدهشة لتكمل وقد ارتبكت من تعابير وجهه وقالت:
-خلينا في فترة خطوبة الأول وبعدين نتجوز …انت ليه متسرع كده …
نظر إليها وهو لا يشعر بالراحة وقال:
-تمام يا نوال اللي تشوفيه !!,
……………
كانت جالسة على فراشها وهي تبكي …منذ أن أخبرتها رحيق بما حدث بينها وبين والد عادل وهي تشعر أنها على حافة الإنهيار …اغمضت عينيها والدموع تنهمر منها بقوة ….أخذت شهقاتها تخرج من بين شفتيها متقطعة وهي تفكر أن أمرها قد انتهى …سوف تتزوج جاسم…خاصة أنه يتواصل معهما دوما …يرغب في أن يتحدث معها ولكنها دوما تتهرب منه …ليتها لم ترتكب هذا الخطأ لكانت الآن متزوجة به…لن يقبل جاسم بها لو عرف حقيقتها…ولو تكلمت سوف يخبر أخاها وقد يقتلها أمجد ….
نظرت للأعلى وهي تتذكر كلام رحيق …لقد أخبرتها أنها السبب الأول فيما آلت إليه …وهذا صحيح …لم يجبرها احد على أن تبعث له الصور …هي من فعلت هذا بإرادتها …هي من جعلت روحه في يديه …
-يارب سامحني يارب على اللي عملته …يارب ساعدني يا رب …اعمل ايه ؟!!كل حاجة بتنهار…عادل مش هيتجوزني وانا اللي هتفضح…يارب استرني يارب …يارب أنا مش عايزة الا الستر …مش عايزة اي حاجة غير الستر …يارب اموت وانا مستورة …يارب متفضحش ؛!..
أطرقت برأسها وهي تتذكر الحديث الذي دار بينها وبين شقيقتها
…..
-يعني ايه يا رحيق ؟!
قالتها نوران بنبرة مخنوقة لترد رحيق بتعب.:
-يعني خلاص عادل مش هيقدر يهددك تاني ….
أغمضت عينيها وهي تشعر بالقليل من الراحة وتقول :
-الحمدلله …
ارتبكت رحيق وقالت بآسي :
-بس طارق بيه رفض طلبي أن عادل يتجوزك …طلبت منه حتى لو يتجوزك مؤقتا ويطلقك بس هو رفض يا نوران ….
نظرت إليه نوران والدموع تتصاعد بعينيها وقالت:.
-انا هعمل ايه ؟!أنا مش قدامي الا عادل…أنا مقدرش اتجوز جاسم يا رحيق أنا هتفضح …
انهمرت دموع رحيق وقالت وهي تشعر بالعجز :
-انا مش عارفة اعمل ايه يا نوران …أنا خايفة ومخي واقف ….بس على الاقل اطمنت إنه مش هيهددك ….ويمكن لما تتجوزي جاسم ليلتكم هتعدي على خير ومش هيكتشف حاجة …
-معتقدش يا رحيق …أنا هتفضح خلاص …ياريتني اموت وارتاح يا رحيق ..ياريت …
بكت رحيق وضمتها بقوة وهي تقول :
-شدة وتزول أن شاء الله …متقلقيش يا نوران أنا مش هسيبك ..ده وعد
ابتعدت عن رحيق قليلا وهي تمسح دموعها وتقول :
-انا مستاهلش كل ده يا رحيق …
نظرت إليها رحيق بحيرة لتقول نوران بخجل:
-مستاهلش المعاملة دي منك…مستاهلش انك تقفي جمبي بالشكل ده وانا معملتش حاجة غير أني كنت بهينك وبتريق عليكي واتمنالك الشر ..أنا طلعت وحشة اووي يا رحيق وأنتِ نقية…أنتِ احسن مني بكتير …
عانقت رحيق وجهها وهي تهز رأسها ثم قبلتها على رأسها وهي تبكي وتقول :
-متقوليش كده …أنا رغم الموقف اللي احنا فيه انا فرحانة انك اخيرا حبتيني…كان نفسي اووي تحبيني يا نوران وتعتبريني اختك …كان نفسي احميكي زي ما اي اخت كبيرة بتحمي اختها…انا اسفة لو مقدرتش اساعدك بس اوعدك أنا مش هسيبك ..أنا هساعدك دايما…مش هخلي اي حد يأذيكي
أغرقت الدموع وجهها لتعانقها رحيق بقوة وهي تبكي …كانت تشعر نوران بقليل من الراحة ..لا تعرف لماذا ولكن كلام رحيق طمنها قليلاً…ربما سوف يكون كل شئ على ما يرام ..ربما لن تنالها الفضيحة وهي حقا تتمنى الا يتم فضحها…
…….
عادت من شرودها وهي تمسح دموعها … فكرت ربما يمكنها أن تنهي تلك المعاناة …ربما يمكنها أن تنجو ولا يتم افتضاح أمرها…ولكن الأمر يتطلب شجاعة منها….لقد قررت وسوف تخبر رحيق بقرارها ….
نهضت نوران سريعاً واتجهت لغرفة رحيق ….
في طريقها وجدت جيلان تجلس مع دلال بينما دلال تقول:
-يا بنتي رجعتي في كلامك ليه بس وعايزة ترفضيه …فادي عايزك ومستنيكي وهو قال إنه مستعد يستناكي لحد ما تتجاوزي حزنك على والدتك…
نظرت نوران إليهما بآسى لتقول جيلان بينما تطرق رأسها :
-معلش يا مرات عمي انا كده مرتاحة….انا مبفكرش في جواز دلوقتي ……
تنهدت دلال وقالت:
-براحتك يا بنتي اقولك ايه بس …
-خلاص يا ماما سيبيها براحتها ..
قالتها نوران بضيق…لتنظر إليها دلال دون رضا وتقول :
-ممكن تسكتي أنتِ…
هزت نوران كتفيها دون اهتمام ثم ذهبت متجهة إلى غرفة رحيق …
-أنتِ رايحة فين ؟!
-رايحة اقعد مع رحيق شوية …
ثم تركتهما وذهبت…توسعت عيني دلال بدهشة وقالت :
-انا اكيد بحلم …ايه ده !!
…..
طرقت نوران الباب ثم فتحته برفق لتجد رحيق على سجادة الصلاة الخاصة بها تدعو الله بينما الدموع تنساب من عينيها …اغلقت نوران الباب واستندت عليه وهي تفكر أنها حملت شقيقتها همها ….
انتهت رحيق من الدعاء ونظرت الي شقيقتها ومسحت دموعها …تكلمت بإنكسار وقالت:
-شيلتك همي حقك عليا …
نهضت رحيق واقتربت من شقيقتها وامسكت كفها ثم جعلتها تجلس على الفراش وقالت:
-لو مشيلتش همك مين هيشيل. ..يا عبيطة احنا دم واحد …ها عايزة تقولي ايه ؟!
-انا لقيت حل للي أنا فيه ؟!
-ايه هو الحل ؟!
-هحكي لجاسم الحقيقة كلها !!!
……..
-البت مش عايزة تتحوز فادي صرفت نظر يا أمجد ..
قالتها دلال وهي تجلس مع أمجد في الشقة التي يجلس بها …خفق قلب أمجد وهو يشعر بالسعادة تجتاح قلبه …حاول أن يمنع الابتسامة من الظهور على شفتيه وقال:
-طيب ما فيها ايه يا ماما …براحتها احنا هنجبرها …
-ايوة يا بني بس احنا ادينا خالتك كلمة …
عبس وقال:
-لا كلمة ولا حاجة …هي مش عايزاه واحنا مش هنجبرها …كفاية اللي هي فيه يا امي مش هنيجي عليها …أنا هتصل بفادي واقوله أنها مش عايزة تتجوزه …
-يا بني استنى يمكن تغير رأيها …
-تغير رأيها هي …واضح انها مش عايزاه …خلاص يا امي متعذبيش الواد اكتر من كده خليه يشوف نصيبه بعيد عن جيلان ….أنا هتصل بيه واقوله لن مفيش نصيب بينهم …..
كانت دلال تنظر إلى ابنها كأنه فقد عقله ..هي حقاً لا تفهم ماذا به …لماذا يصر على أن ينهي تلك العلاقة ….ظنت أن أمجد سوف يحاول أن يقنع جيلان …ولكن للاسف أمجد يقف معها هي !!…
-انا مش عارفة اقول ايه يا أمجد …
ضحك بذهول وقال:
-فيه ايه يا امي …البنت مش عايزاه …مش هنجبرها.!!..
-البنت قبل وفاة والدتها كانت مرحبة جدا بالموضوع يمكن موت شربات مخليها واخدة القرار ده …متنساش أن جيلان بعد وفاة والدتها بقت مكتئبة حتى كليتها بطلت تحضرها وقافلة على نفسها وعلطول بتبكي …أنا ممكن اخلى فادي يصبر شوية واحنا نكلمها مرة تاني ايه رايك يا أمجد
-بجد مش فاهم اصرارك ..البنت مش عايزة خلاص ….متجبريهاش لو سمحتي. ..
هزت والدته رأسها بيأس بسببه …
….
بعد قليل
بعد أن ذهبت والدته تسطح على فراشه وهو يفكر أن ربما تلك فرصة له …فرصة لتكون هي ملكه …هو لن يدعها تنسل من بين يديه …كلامه مع رفيق جعله يدرك الحقيقة …هو لن يكون سعيد مع أريام ولا هي سوف تكون سعيدة معه…وان يفسخ الخطبة الآن افضل من أن يتورط بزيجة فاشلة !!
…………
في اليوم التالي …
-انا هوصل عمر النهاردة…
قالها أمير بهدوء لتهز رأسها دون أن تنظر إليه …هل تعاقبه الآن ؟!لقد أصرت أن تنام بغرفة عمر بينما هو قضا الليل كله يشتاق إليها ….
-سما هو انا متعاقب ؟!
قالها وهو يلمس كفها لتتجمد هي ثم تنظر إليه وعينيها خالية من المشاعر ….رسمت ابتسامة باردة على شفتيها وقالت بسخرية :
-العفو يا أمير بيه …أنا أقدر اعاقبك ازاي ؟!بالعكس أنا اللي حاليا متعاقبة ومش هروح شغلي وهستقيل كمان …
تنهد وهو يقترب منها ليقبل رأسها ولكنها ابتعدت عنه وهي تقول بوجوم:
-متلمسنيش ….انت عملت اللي انت عايزه من زمان عايز ايه تاني …
-سما بتلوميني على غيرتي عليكي …
-أنت مش غيران عليا …انت عايز تتملكني !!
نظر إليها بلوم وأمسك ذقنها وقال:
-لا انا بغير عليكي يا سما …صدقي متصدقيش بس لما شوفتك بتضحكي معاه اول حاجة كان نفسي اعملها اني اقتله ….
ارتبكت وهي تنظر إليه ليبتسم وهو ينظر لعينيها البنية ويقول :
-وده مش عدم ثقة فيكي أنا بثق فيكي جدا بس مبثقش فيه هو خصوصا أن شوفت نظراته ليكي …
-مالها نظراته ؟!!
قالتها وهي ترفع رأسها ليرد :
-هو لسه بيحبك ….هو مقهور اني اخدتك منه …
-وأنت يا أمير …
-انا ايه ؟!
قالها بحيرة لترد بقلق … خوف من إجابة لا تريد أن تسمعها …خافت أن تبدو مثيرة للشفقة …
-أنت بتحبني يا أمير ….
انسحب اللون من وجهه قليلا وشعر أنه عاجز عن التحدث … تسارعت دقات قلبه وهو ينظر إلى خيبة الأمل التي كست وجهها ….ابتسمت بمرارة وقالت :
-انسى …
ثم استدارت لتذهب وهي تخفي دموعها ولكنه امسكها وجعلها تستدير …عبس بشدة وهو يرى تحشد الدموع بعينيها …أراد أن يتكلم …أن يبرر ….
-سما ..
-لو سمحت متقولش حاجة خلاص …سيبني في حالي …هروح اجهز عمر …
ثم كادت أن تذهب ولكنه تمسك بها…شعر بالفزع ..
نعم الفزع أن تبتعد عنه مجدداً…أن يتسرب حبها من قلبه …هو يخاف أن تتوقف يوما عن حبه رغم أنه لا يستطيع أن يبادلها هذا الحب …
-سما البسي يالا هتروحي الشغل ..
ابتسامتها كانت ساخرة وقالت بصوت مختنق بفعل الدموع :
-ايه حاسس بالذنب لانك مش قادر تحبني فقولت تعوضني بإني اروح الشغل…سيبني يا أمير لو سمحت ؛!
ثم كادت أن تتركه إلا أنه شدها وهو يعانقها برفق ويقول :
-انا مش عايز اخسرك ….بالله عليكي يا سما متبعديش عني ….
سقطت دموعها وهي لا تبادله عناقه بل وقفت متيبسة وهي تفكر أنها سمحت لفسها ان تظهر ضعفها أمامه …لقد تهاوت أمامه سمحت له أن يرى ضعفها…كانت تكره نفسها الآن لما تسببت لنفسها من إحراج …
ابتعد امير قليلا وهو يعانق وجهها ثم ينحني ويقبلها منتظرا منها أن تبادله…أن تذوب كعادتها ولكنها بدت متيبسة للغاية …شعر ببرودها وهي تقف تستقبل قبلته بلا مبالاة…
شدد من احتضانه لها وتقبيلها ولكنها ما زالت باردة …
ابتعد عنها وملامحه صارخة بالغضب…كانت تنظر إليه ببرود وقالت:
-أنا هلبس عشان اروح شغلي !!
ثم استدارت وتركته ليحك شعره بسخط ….يقتله برودها …هي مستفزة للغاية !!!تثير غضبه!!
…..
كان يقود سيارته بضيق …لقد أصرت أن تجلس بجوار عمر في الخلف …كانت تضمه إليه بينما ترتدي نظارة سوداء تخفي بها تعابيرها …وجهه جامد لا يبتسم فقط تضم عمر لها وهي تربت على شعره …قبض على المقود بقوة وهو يفكر أنها عنيدة للغاية….هو لن يستطيع إخضاع امرأة مثلها….
وقف أمام المدرسة التي تعمل بها ….
خرج وهو يفتح الباب لابنه ثم يحمله …مد كفه لكي تمسكه نظرت إليه للحظات ليرفع حاجبيه هو …تنهدت وهي لا تريد أن تحدث أي مشكلة معه وقامت بوضع كفها فيه كفه…ضغط على كفها برقة وهو يسحبها خلفه ….
وقف فجأة وهو يرى ماجد أمامه …شد على كفها وهو يطحن أسنانه بعنف ….
اقترب منه وسما تشعر بالقلق من أن يتهور …
-امير …
همست بقلق …
-ششش اسكتي …
قالها والغيرة تتلون بعينيه…
ثم أكمل وصوته يرتفع :
-ادخلي أنتِ يا حبيبتي وانا لما تخلصي هعدي عليكي عشان نروح سوا …
نظرت إليه بقلق ولكن ملامحه كانت عاصفة بالغضب …تمنت أن يمر الأمر على خير …نظرت الى ماجد لتجده ينظر إلى. أمير بسخرية ….اغمضت عينيها بتوتر ثم فتحتها مرة أخرى وهي تأخذ عمر الصغير وتلج للمدرسة ..بيننا تبعتها نظرات ماجد
-شيل عينيك عنها …
هدر آمير وهو يقترب منه …كل ما أراد فعله الآن أن يحطم فكه ويقتلع عينيه من مكانها !!
نظر ماجد إليه بضيق ليكمل أمير ؛
-احسنلك متحطش عينيك على حاجة مش بتاعتك عشان مطلعش عينيك من مكانها …
كان التملك يغلف كلماته …سما ملكه هو فقط….
رفع ماجد وجهه وقال بتحدي :
-لو مشيلتش عينيا من عليها هتعمل ايه يعني ؟
عصفت الغيرة بعينيه وهو يقترب أكثر منه ثم يمسك فكه بشدة غير مهتم بمن حوله وقال بحروف مشدودة من الغضب:
-هقتلك فاهم…فعلا هقتلك !!!
ثم ابتعد برشاقة وذهب من أمامه لينظر ماجد إلى أثره بضيق ..
………..
فتحت عينيها بتثاقل وهي تنظر إليه بجانبها …كان نائم بهدوء بينما ذراعه يحيط بخصرها …كانت تشعر بالرضا …بالسعادة ..لقد نالت ليلة زفاف تليق بها …تلمست وجهه برقة بينما ابتسامة رائعة تحتل شفتيها …هي حتى الآن لا تصدق أنه احبها….ترغب بالصراخ …بالضحك …بالرقص …ترغب أن تخبر الجميع أن هذا الرجل ملكها …هذا الرجل يحبها هي !!!
اقتربت بشفتيها منه وهي تقبله على كامل وجهه بينما تتنهد بسعادة ….
-بتستغلي اني نايم مش كده !
كادت أن تقفز من مكانها فزعة …
ضحك برقة وهو يربت على ظهرها ..ثم فتح عينيه …كانت عينيه زرقاء صافية …ترمقها بحب ….أنها تتأكد كل يوم أنه يحبها …فنظرات الصقيع بعينيه تحولت تماما لنيران …نيران عشق …
كان ينظر اليها وهو مبهور …تبدو في تلك اللحظة اجمل ما رآه بحياته…نواجزها تعطيها سحر لا يقاوم …كيف قاومها يوماً ….
كان يتطلع إليها بشكل جعلها تشيح بعينيها خجلاً…كل تلك السعادة هي غير معتادة عليها …تخاف يوماً أن يعود لبروده معها وهي لن تتحمل أبداً هذا
-بتفكري في ايه؟!…
مرر أصابعه على حاجبها لتهز رأسها مبتسمة إليه ؛
-ولا حاجة …
-هتكدبي عليا ؟!
تنهدت وهي تقول :
-انا خايفة ..
-من ايه ؟!
نظرت إليه وردت:
-خايفة انك ترجع لبرودك تاني يا جورج …خايفة سعادتي تنكسر ….خايفة تكتشف انك مبتحبنيش وانك لسه بتحبها….
اغلق فمها بكفه وقال :
-انا بحبك أنتِ ….وهفضل احبك .ومش عايزك تجيبي سيرتها تاني ….عايزين نطلعها برا حياتنا…
تمعنت إليه في قلق…تخاف انه ما زال يحبها …تخاف أن يكون ما يفعله الآن مجرد تعويض لها بسبب شعوره بالذنب …أرادت أن تتكلم …إرادته أن يخبرها أن سيلا انتهت من حياتهما ولكنها خافت ..خافت من الإجابة …لتعيش تلك اللحظات الرائعة معه …لماذا هي مصره على أن تعاني ….ولو أخبرها أنه ما زال يحب سيلا هل سيتغير شئ….هل ستتركه ؟؟والاجابة كانت بسيطة حازمة داخل عقلها …لا !!هي لا يمكنها أن تتركه …سوف تموت لو فعلتها خاصة بعد أن تذوقت حبه …بعد أن تنعمت بكلمات غزله …هى لم تتخلى عنه بينما يخبرها أنه لا يحبها …لا يريدها …فكيف تتخلى عنه الآن وهو يخبرها أن يحبها …
-كفاية تفكير ويالا عشان نقوم …نفطر وبعدين هوصلك البيت عشان ترتاحي وانا هروح الشغل …
قالها لتبتسم وهي تهز رأسها ليقبل رأسها وينهض …
….
بعد ساعتين تقريباً…
كانت جالسة على فراشها تشاهد فيلم و تأكل أصابع البطاط المخبوزة في القلاية الهوائية مع صوص الجبن الذي تحبه …كان جورج كان قد أعد لها هذا …رأته قد ارتدي ثيابه وأمسك البالطو الابيض الخاص به وهو يستعد للرحيل ….
نظرت إليه بإبتسامة رائعة لينظر هو إليها من خلال المرآة ويقول ممازحاً..:
-بلاش تبتسمي ليا بالشكل ده والا والله ما اروح العيادة النهاردة وافضل جمبك النهاردة….
ضحكت برقة وقالت :
-لا روح شغلك …قعدت كتير …
مط شفتيه كالأطفال وهو يقترب منها ينحني بيديه على الفراش ويقول :
-حالا زهقتي مني !!
لمست وجنته وهي تقول :
-لا طبعا …أنا لو عندي أمنية هتمنى انك تفضل طول الوقت معايا أنا عمري ما ازهق منك …انت روحي ….بس انت دكتور وعندك مسؤوليات …
ابتعد وقال:
-عندك حق…احسنلي ابعد دلوقتي عنك بدل ما انفذ فكرتي المجنونة وافضل معاكي ….
امسك حقيبته وهو يبعث لها قبلة على الهواء ويغادر …
تنهدت وهي تضع كفها على قلبها وقالت:
-بحبه …بحبه اووي…
….
كان يجلس على مكتبه وهو يستعد لدخول الحالة التالية …سعادة غريبة تحتل قلبه وهو يتذكر احداث أمس ….لم يكن يتخيل أن يكون سعيدا لتلك الدرجة ….لم يتخيل أن يحبها بكل هذا الجنون…أصبحت ماريانا يوما بعد يوم تحتله وتطرد سيلا من قلبه …وهو راضي عن هذا تماماً ..تجهم وجهه قليلا وهو يتذكر معاناتها معاه …يتذكر أنها حاولت كثيرا أن تجذبه إليها …حاولت أن يجعلها يراها. ..يحبها..،ولكنه ابعدها عنه بكل قسوة …لم يهتم …كان غارق في الرثاء على نفسه بسبب حب ضائع …جرحها كثيرا وحطم قلبها …كان يرى الإنكسار بعينيها وهو يخبرها يوماً بعد يوم أنه لا يحبها …كان يخبرها بصراحة أنه يحب أخرى …لا يعرف كيف فعل هذا بها ….كيف حطمها بتلك الطريقة …لو اتت هي وأخبرته أنها لا تحبه وان قلبها ملك لآخر لا يتخيل حتى ما ستكون ردة فعله …
زفر بضيق وهو يستل زجاجة المياه ويشربها مفكراً أن مجرد التفكير فقط جعل الغيرة تشتعل داخله …
طرقة خفيفة على الباب جعلته ينتبه ..
هذة بالتأكيد مريضته التالية …فُتح الباب فجأة ليشحب قليلا وهو يقول :
-سيلا !!
نهض بغضب

-سيلا بتعملي ايه هنا …مش مفروض تكوني سافرتي !!!
قالها بعصبية ثم أكمل بغضب وهو يقترب منها :
-أنتِ ضحكتي علينا مش هتسافري صح ؟!!
اقتربت سيلا وعينيها مشبعة بالدموع وقالت؛
-هسافر اكيد يا جورج…أنا بس حصل مشاكل معايا في السفر عشان كده اتأجل شوية …انا اسفة …أنا عارفة انك مش حابب تشوفني ….
ابتلع ريقه وهو ينظر إلى الحزن العميق داخلها بينما شعر بالذنب…ابتسمت دامعة وهي تقول :
-انا بس جيت عشان اعتذر منك …
رفع حاجبيه لتقول وهي تطرق برأسها من الخزي:
-اسفة على اللي حصل بيننا اخر مرة …أنا بجد مكسوفة منك وحاسة بالقرف من نفسي ….بعد ما مشيت حسيت اني بجد رخيصة ووحشة اوووي اني حاولت ابعدك عن مراتك …أنا فوقت يا جورج ..بس فوقت متأخر اووي…سامحني على كل حاجة انا عملتها…
تنهد بعمق وهو يقول:
-مفيش مشكلة …بسبب اللي حصل اخر مرة أنا اكتشفت اني بحب ماريانا …الموضوع بطريقة ما جه عليا بفايدة…
ابتسمت بحزن وقالت:
-فعلا وانا شوفت بعيني انك بتحبها …يعني دي مراتك وحامل …انت بجد محظوظ …مكنتش هتبقى مبسوط معايا..مكنتش هتتحمل تعيش وانت عارف انك مش هتكون أب …
نظر إليها بشفقة لتقول :
-أنت لقيت حياتك خلاص وانا بقيت ولا حاجة …أنا حتى مينفعش اتجوز …محدش هيرضى يتجوز واحدة عقيمة مبتخلفش …بس الحمدلله انا مش زعلانة…كفاية انك في يوم حبتني يا جورج …هتفضل انت احلى ذكرى في حياتي…
صمت وهو يشعر بالذنب يهاجمه …هي تركته بسبب هذا …بسبب أنها لا تنجب …هي أوقفت حياتها وهو حياته استمرت …
-ممكن اطلب منك طلب اخير ؟!
قالتها بإختناق ليرد :
-اتفضلي….
-ممكن تحضني…هي اخدتك خلاص بس أنا عايزة حضن …لآخر مرة احضنني يا جورج…
نظر إليها بتوتر لتبتسم بألم وتقول :
-أنا اسفة…يظهر اني طلباتي كتير …اسفة يا جورج…
ثم استدارت لكي تتركه إلا أنه امسك كفها ثم جذبها برفق ليعانقها …كان وجهها مندس في عنقه بينما يديه على ظهرها ..يضمها برفق شديد لتضمه هي بقوة ثم تنفجر من البكاء !!
……….
-هيمشي … الدكتور يوسف هيمشي ؟!
قالتها ماجدة ببهوت وهي تشعر أن قلبها يؤلمها …هل سيترك كل شئ…هذا الخبر زلزلها بقوة …حاربت كي لا تظهر الدموع بعينيها.
نظرت ميادة إليها بحزن وقالت:
-ايوة للاسف الشديد يا ماجدة… بيقولوا أن دي اخر محاضرة لينا معاه وبعدين هيمشي …أنا بجد زعلانة اووي …دكتور يوسف كان من احسن الدكاترة اللي درسولي ده لو مكانش أحسنهم ..
شعرت ماجدة وكأن قلبها ينسحق …لا يمكنه أن يذهب..ذلك الخبر وقع عليها كالصاعقة..هل اصبح غاضب منها بسبب رؤيته لها مع لطيف….هل فهمها بشكل خاطئ….هل فعلا يحبها لذلك سوف يغادر…
كانت الأفكار تعصف برأسها ….كانت تشعر بالإختناق …تريد أن توقفه بأي طريقة ولكن عقلها يخبرها أن هذا هو الصواب فلطيف سوف يعيدها إليه قريباً ولا فرصة لهما سويا !!!…
كتمت أنفاسها بينما يلج هو كانت نظراته باردة …نظر إليها لثواني لتكتم أنفاسها ثم اشاح بنظراته وكأنه لا يطيق أن ينظر إليها ….
أطرقت برأسها وهي تشعر بالدموع تحرق عينيها
…..
بعد انتهاء المحاضرة.
خرجت خلفه وهي تقرر أن تجازف …
-دكتور يوسف !
قالتها ماجدة وهي تقترب منه ليتوقف وينظر إليها بجمود وقال:
-خير …
شعرت بالهجوم في نبرته وأطرقت برأسها أرضا وقالت:
-حضرتك ليه هتمشي ؟!
-وده يخصك في ايه ؟!خليكي لي حياتك وجوزك وسيبيني في حالي ….
فركت كفيها بتوتر وقال اخيرا وهي تقرر أن تفعل هذا …:
-ممكن نتكلم.شوية …محتاجة اقولك حاجة مهمة …
أراد أن يرفض وان يخبرها أنه لا يهتم ابدا …ولكن لما يكذب هو مهتم جدا أن يسمع ما سوف تقوله …تنهد اخيرا وقال:
-تمام يالا نروح المكتب !!….
هزت رأسها وهي تسير خلفه بينما تطرق رأسها بتوتر …ستخبره كل شئ …ستخبره بما لن تخبر به أحد من قبل ….ستوضح له انها ايضا اعجبت به …أحبته رغم ظروفها السيئة ولكن للاسف لا أمل بالنسبة لهم…لا أمل على الإطلاق….

في المكتب …
ذهب هو على مقعده المريح وجلس عليه وهو يقول :.
-اتفضلي اقعدي …
ذهبت ببطء وجلست على المقعد وهي تفكر فيما ستفعله ولكنها لم تعطي نفسها فرصة لتتراجع بل قالت بسرعة :
-انا كنت متجوزة تاجر مخدرات !!
تراجع للخلف كأنها صدمته …رمش وهو ينظر إليها ولوهلة شعر أنها مجنونة…
ابتسمت بحزن وقالت:
-عارف انك دلوقتي مفكر اني مجنونة …بس انا مش عارف اصيغ كلامي ازاي …انت فاكر اني عايزة ارجع للطيف بس انا عملت المستحيل عشان اتحرر منه …عيشت حياة صعبة في البداية وده كان تمن اني اتحرر منه…
عبس وهو ينظر إليها لتتنهد وتقول :
-انا هحيكلك من البداية ….
صمتت قليلا وفركت كفيها وهي تكمل :
-انا اتجوزت وانا صغيرة للطيف….جواز صالونات …شافني وحبني وجاب أهله واتقدملي …قصة عادية جدا …اتجوزت لطيف وحبيته …حبيته اووي …
ضم كفه بقوة وهو يشيح بوجهه لتكمل هي :
-عيلة لطيف كان حالتها مرتاح …شركات وعربيات وبيوت ….بس فجأة ده كله راح …الحال اتقلب بيهم بسبب أن حمايا كان مدمن على القمار …وقتها أنا كان معايا معتز صغير …معتز ده يبقى ابني الاولاني اللي مات ….أو اتقتل!!!
نظر إليها بصدمة ليجد الدموع تنهمر من عينيها وتكمل:
-وقتها حالتنا ساءت …لطيف اضطر يشتغل اي حاجة تتخيلها عشان بس نجيب لقمة عيشنا …بعت دهبي كله بس ده مكانش كفاية ….لحد ما فجأة لطيف بدأ يكسب فلوس كتيرة …كنت مصدومة وانا بشوف حياتنا بقت احسن بكتير ….سألته جاب الفلوس دي منين اتهرب مني ….بس فضلت وراه لحد ما عرفت الحقيقة واللي اعترفلي بيها بنفسه أنه تاجر مخدرات !!!وقتها انهارت …كان نفسي وقتها أموت يا يوسف …
نظر إليها مصدوماً لتكمل وهي تمسح دموعها :
-طلبت الطلاق بس رفض …اقنعني اننا مش هنقدر نعيش الا بالطريقة دي …استغل حبي لمعتز ابني واني كان نفسي محرمهوش من حاجة …سكتت يا يوسف …سكتت وانا شايفاه بيدمر شباب كتير….سكتت وانا شايفاه بيحرق قلوب امهات كتير وكان عقابي أن قلبي اتحرق على ابني معتز …ابني مات …ابني اتقتل بسببي …
ثم أطرقت برأسها ونشيج حار يفلت من شفتيها ….
نهض وجلس أمامها وهو يمد إليها محرمة لتجفف دموعها
-خلاص كفاية
قالها مشفقا ولكنها هزت رأسها :
-لازم تسمع للنهاية …موت معتز فوقني خلاني اخد ابني واتحرر منه …كان معايا أدلة كتير كونتها ضده وضد اللي شغالين معاه ..أدلة لو طلعت للبوليس هيروح في داهية بس اللي معاه كان أيديهم طويلة لو كنت عملت الحركة دي كانوا قتلوني وقتلوه وقتلوا ابني وهو خاف علينا عشان كده هددته قولتله اني مش فارق اموت ولا اعيش …عشان كده طلقني ….بس للاسف الأدلة اللي كانت معايا وقفت في ايديه بالتالي أنا كمان دلوقتي في ايديه مقدرش ارفض اي حاجة يقولها …أنا بطلت احبه والله …مبقتش اطيقه
-ليه بتحكيلي.ده كله ؟!ايه اللي مخليكي تثقي فيا أنا بالذات..
قالها بهدوء…ينتظر ردها …ينتظر أن تخبره بمشاعرها …هو مستعد أن يحارب فقط لتكون ملكه لترد :
-مش عايزاك تفكر اني راضية بقربه منه …أنا مش عايزاك تزعل …أنا مش عايزاك تبعد …متمشيش لو سمحت … صدقني أنا مبحبهوش …
كانت تتكلم بسرعة بينما صبغ اللون الاحمر وجنتيها …شعرت بالخجل بسبب نظراته تلك…شعرت أن قلبها يقفز من مكانه أرادت أن تخبره أنها تحبه ولكن الكلمات آبت أن تخرج من فمها ولكنه فهمها جيدا…وهذا جعل ابتسامة جذابة ترتسم على شفتيه …كانت السعادة طاغية على ملامحه ..
-يعني أنتِ عندك مشاعر ناحيتي …بتحبيني زي ما بحبك !!!
قالها بتلهف بإندفاع …احمر وجهها بشدة وارتبكت…كادت تنفي كاذبة بسبب خجلها ولكن الكلمات آبت أن تخرج من شفتيها …تراجع اندفاع يوسف قليلا وهو يفكر أن ماجدة مختلفة عن من واعدهم سابقاً……تنفس بتوتر وقال :
-انا اسف خوفتك …
فركت كفيها وقالت:
-أنا حياتي مش ملكي …أنا مش عايزاك تزعل بس أن يحصل حاجة بي….
ولكنه قاطعها وهو يعرف ما ستقول وقال ؛
-حياتك ملكك…ومفيش اي حد يقدر يجبرك ترجعيله !!
-لطيف انسان خطير معندوش قلب …
-آخر همي …
ابتلعت ريقها بعسر وقالت:
-انا مش هقدر احاربه …
-بس أنا هقدر …أنا هحارب لطيف بس اوعديني انك في النهاية متتخليش عني …في النهاية تكوني معايا …
رمقته بقلق وقالت :
-انك.تحارب لطيف هو الجنان نفسه …
ابتسم بتسلية وقال؛
-الجنان صفتي المميزة …هو وشي التاني اللي قدرت اخفيه بمهارة …متتخيليش ممكن اعمل ايه عشان احمي الناس اللي تخصني …اوعديني بس وملكيش دعوة باللي هيحصل …
نظرت إليه بتوتر وقالت:
-ماشي أوعدك….ايه هي الخطوة التانية ..
-أننا نتجوز !!
-انت مجنون .. نتجوز ازاي يعني …
هتفت برعب ليبتسم ويقول :
-قولتلك الجنان صفتي المميزة …
……..
-على فكرة أنا هقع …
قالتها مياس وهي تضحك بينما تمسك ذراعه …وهو يغمض عينيها …ابتسم وقال:
-طول ما أنا ماسك ايديكي متخافيش مش هتقعي…..
فجأة توقف وهو يقول بلطف:
-جاهزة يا مياس…
تنفست بعمق وهي تقول :
-أيوة جاهزة …
ابتسم وهو يزيح يديه عن عينيها لتفتح عينيها وتتوسع بصدمة وهي ترى دراجة هوائية باللون الزهري …دراجة كما تمنتها تماما…
-أنت بتهزر !!
صرخت بصدمة وحماس وهي تذهب نحو الدراجة الهوائية تتلمسها بإثارة وهي ترغب بالقفز والرقص ….
نظرت اليه وقالت :
-سيف أنا فرحانة اووي بجد نفسي ارقص …
ضحك وعينيه تلمع وهو ينظر إليها وقال:
-ارقصي وافرحي…أنتِ تستاهلي تبقي فرحانة دايما يا مياس ….
-انا مش عارفة اشكرك ازاي يا سيف …بجد.كان نفسي فيه من زمان …
ابتسم لها وقال:
-وأنا وعدتك هحققلك اللي نفسك فيه …وحتى دراستك هتكمليها ….ده وعدي ليكي ….
نظرت إليه بإمتنان…لم تتخيل أنه سوف يفعل هذا من أجلها…والسؤال الملح لماذا يفعل هذا …لماذا يجعل أحلامها أوامر يجب تحقيقها…لماذا يسعى دوما لاسعادها…يخبرها أن سعادتها هي مسىوليته الشخصية ….كل تلك الاسئلة كانت تدور بعقلها ولكنها كانت تخبر نفسها أنه يشعر بتأنيب الضمير بسبب ما حدث لها…كانت تنفي بعنف اي تفسير آخر..هي لا تريد للأمور أن تتعقد …تريد أن يكون سيف صديقها …لا تريد أن تتغير مكانته لديها …فبعد ما حدث مع عمر لن تسلم قلبها لأي رجل …فهي تعرف كم يجعلنا الحب ضعفاء ..
اقترب سيف من مياس الشاردة وهو يبتسم …عينيه تمر عليها ….كانت ما تزال ترتدي النقاب ولكن السعادة في عينيها كانت كبيرة جدا وكم أسعده هذا …هو كل ما يريده أن تسعد هي يريد أن يعوضها عما حدث …أن يجعلها تنسى جميع أحزانها …يريدها أن تكون سعيدة فقط وألا يزور الحزن عينيها….كم يتهم عمر بالغباء لانه تخلى عنها وهي تحبه …لو كان هو مكانه لم.سكن ليتخلى عن أمرأة مثلها …ولكن ربما هذا جيد …فهو من نالها بالأخير …لن يقول إنه أُغرم بها ولكن بها شئ يجذبه بقوة …يجعله يرغب أن يراها سعيدة دوما …شئ داخله يحب ابتسامتها ….
-خدي يا برينسس مفاتيح الاسكوتر بتاعك عشان لما نروح نقدم في الجامعة هتروحي بيه ….
نظرت إليه ثم فجأة عانقته بقوة وهي تقول بصوت مخنوق بفعل العواطف:
-شكرا …شكرا اوووي يا سيف …
بهت للحظات بينما هي من تأخذ المبادرة ولأول مرة …ولكن سرعان ما عانقها بحب. كان مغمض عينيه وهو يعانقها …قلبه يدق بسرعة وداخله شعور رائع …تمنى أن يتوقف الوقت في تلك اللحظة. ..تمنى أن تظل دوما هكذا بين ذراعيه …
-ياريت الوقت يقف هنا ..
قال تلك الكلمات دون أن يدرك لتعود هي لصوابها وتحمر بشدة وهي تدرك أنها تضمه بقوة ….حاولت التحرر منه وهي تقول بخجل :
-سيف ممكن حد يجي …
-تؤ …صدقيني محدش هيجي خلينا كده شوية …
-سيف ابعد خلاص …
همست وهي تحاول ابعاده ولكنه بدأ كحائط لم يتزحزح من مكانه …أغمضت عينيها بيأس وضمته مجددا بدورها …
-سكوتر جميل على فكرة ..
انتفضا الاثنين على صوت جلال …ارتبكت مياس وهي تنظر إلى عمها الذي كان ينظر إليها بسعادة وهو يرى أن مياس اخيرا تقبلت ابنه …
-عمي والله انا مليش دعوة هو اللي حضني
قالتها مياس بحماقة ليعبس سيف بينما ضحك جلال وقال:
-وفيها ايه يا ستي مش جوزك…ربنا يخليكم لبعض يارب وأشوف عيالكم ….
ثم وجه كلامه لابنه وقال:
-وأنت يا استاذ مش فيه شركة لازم تروحها …
-ممكن النهاردة اخد إجازة واقعد مع مياس …
قالها سيف وهو يمسك كفها ولكنها نفضت كفه بغضب طفولي وابتعدت عنه ليقول جلال:
-لا يا سيف ..احنا عندنا شغل كتير ..يالا روح وبلاش كسل …
ثم نظر إلى مياس وقال:
-ودعي جوزك وتعالي نقعد سوا يا مياس …
هزت مياس رأسها وما أن ذهب جلال حتى ضربت سيف على صدره حتى تراجع بذهول وهو يضحك ويقول :
-بتضربي جوزك ؟!!
-عاجبك كده الفضايح دي…بقول علينا ايه دلوقتي …
ضحك سيف مجددا وقال:
-فضايح ايه يا حبيبتي …احنا متجوزين …ده عمك متوقع نجيبله احفاد بعد تسع شهور …
ارتبكت مياس وقالت بعنف بسبب الخجل :
-ده.مش هيحصل …
ابتسم لها ولم يرد أن يخجلها أو يضايقها أكثر من هذا بل قال:
-انا رايح الشركة دلوقتي عايزة حاجة..
هزت رأسها بالنفي ليقبل رأسها هو ويذهب….

استقل سيف سيارته ثم انطلق بها وهو يصفر …كان مزاجه رائق للغاية …فجأة شعر بشئ ما يصدم سيارته …شعر بالفزع وهو ينظر خلفه ليجد سيارة جيب سوداء تصدمه من الخلف …
-ايه ده مال المجنون ده …
قالها بغضب ثم حاول أن يسير على جانب الطريق الا ان السيارة الكبيرة اقتربت منه ثم صدمت سيارته بقوة لدرجة أن سيارة سيف انقلبت بعنف في وسط الطريق وقد فقد هو وعيه وأصيب يجروح خطيرة إلى حد ما !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *