رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم عمرو
رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم عمرو
رواية حياة أحيت لي قلبي البارت الخامس والعشرون
رواية حياة أحيت لي قلبي الجزء الخامس والعشرون
رواية حياة أحيت لي قلبي الحلقة الخامسة والعشرون
بعد نصف ساعة مازال يوسف يجلس كما كان … لا يتزحزح بل يضع رأسه بين ذراعيه على سطح المكتب …
لا يصدق الى الان ما سمعه … كان يظنها تغار وتحقد وان وصل بها السوء تكره … لكن تقتل ! … كيف لها ان تفعلها ! … تقتل من عاشت معها تحت سقفٍ واحد لمدة ٥ سنوات كانت بمثابة اختٍ لها ! … تقتل طفلة ! … ماذا سأفعل يا الهى ؟ … قلبي يؤلمنى ماذا عن قلب ابني ! ؟ ….
تنهد بعمق … التقط هاتفه وطلب رقم يحيى مردفاً _ ايوة يا يحيى … انت فين ؟ … تعالى لي انا عايزك .
اغلق مع ابنه وهاتف صالح يردف _ صالح ! … اسمعنى كويس يا بنى … الموضوع اللى عمران كلمك فيه … انا عرفت حاجة مهمة ولازم نتصرف قبل ما عمران يعرفها …
تعجب صالح مردفاً على الجهة الاخرى _ هو ظهر حاجة تانى يا عمى ولا ايه ؟ … اللى اعرفه ان عمران شاكك ان مرات يحيى هي اللى كانت فى العربية !
تنهد يوسف مردفاً بخنقة وضيق وحزن _ لااااا … الموضوع اكبر من كدة بكتير يابنى … الموضوع يخص مرات عمران وبنته الله يرحمهم .
صدمة الجمت لسان صالح لثوانى ثم اردف _ عمى انا محتاج الدليل … لازم يتقبض عليها قبل عمران ما يعرف فعلا … انا جاي لحضرتك .
اغلق معه ووقف صالح متجهاً اليه كي يرى ما يمكن فعله … فإن علم صديقه بالامر فلا يتوقع احد رد فعله .
اما يحيى اتجه لوالده حيث مكتبه … فتح الباب بعدما اُذن له مردفاً بتساؤل _ بابا ! …خير ؟
نظر يوسف لابنه بحزن … اردف بأسف وصوت حزين _ اعد يا بنى … اعد واسمع .
اعاد تشغيل المكالمة المسجلة على مسامع يحيى … كانت الكلمات كالخناجر تندس فى ظهره بقوة … اخطأ بشدة فى حق نفسه واولاده واهله … الان يندم اشد الندم على عدم طاعة ابيه … يعلم حقدها وغيرتها وطمعها ولكنه اعتقد ان هذا الامر شائع بين زوجات الابناء وبعضهن … لم يتوقع ان يصل الامر للقتل ! .
عند هذه النقطة لم يحتمل يحيى … وقف متجهاً اليها كتلك الرصاصة التى خرجت من فوهة السلاح ولن يوقفها احد …
صرخ بأسمها وهو يصعد الدرج وخلفه يوسف يلحقه … كان يوسف يريد فعل هذا بنفسه … كان يريد الصعود اليها واطفاء نار الحرقة التى اشعلتها … ولكنه يدرك انه سيندم ان فعلها … وها هو ابنه لم يفكر فى الامر …
خرجت من غرفتها على صراخ زوجها التى رأته يصعد الدرج بوجه مكفهر …. ارتعبت من هيأته متراجعة للخلف تتسائل _ فيه ايه يا يحيى !
انقض عليها كالأسد المجروح … صفعات متتالية لم تستطع فهم ما يحدث معها … صراخ ونعتها بابشع الالفاظ .
كان يوسف يحاول منعه جاهداً ولكن يبدو ان يحيى يخرج كبت سنوات طوال … تكورت ارضا تصرخ وهو يضرب بقوة … يردف بكل ما يحمله لها … عذاب واهمال وحقد ومعاناه ….
ابتعد يلهث بقوة …ينظر لهيأتها المشعتتة … والده ايضاً يلهث بسببه … اردف يوسف بحدة _ هتموت فى ايدك يا غبي … عايز تقول لاولادك انك قتلت امهم …. سيبها صالح جاى … دي السجن ليها هو الحل … لازم تخرج من هنا قبل ما عمران ييجي او يعرف .
نظر لها يحيى وبصق عليها مردفاً _ حقيرة … قاتلة .
كانت ثريا وعفاف قد خرجتا على صراخها … تنظران لما حدث بصدمة وعيون جاحظة … لا احد يعلم ماذا حدث ولا سبب كل هذا الغضب … اطفالها لحسن الحظ يلعبون خارجاً مع اسماء ..
صعدت ثريا لعندهما تدنو منها مردفة بغضب _ يحيى انت اتجننت ! … ازاااي تعمل فيها كدة ! .. وانت يا يوسف ازااي تسمحله !
احتمت تلك الحية فى ثريا ترتعش مردفة بتلعثم وصدمة _ سجن لاء …ان .. انا معملتش حاجة … سجن بلاش .
ظنت ان الامر يقتصر على محاولة قتلها لحياة … ظنت انها ستنكر وينتهى الامر ..
حاولت ثريا تهدأتها ولكن يحيى اردف بغضب وقوة وهو يطالعها _ مكالمتك مع ابوكى من شوية كانت متراقبة … وعرفنا كل اللى حصل واللى عملتيه … اختارى يا زبالة … السجن ولا عمران !
جحظت عيناها تهز رأسها برعب وهيستيرية عندما ادركت حقيقة الامر …لا يمكن ان يكون هذا حدث … تردف بجنون _ لااا … لاااا بلاش عمران … انا … انا ماليش دعوة … ابويا هو السبب … هو اللى قالي اعمل كدة … انا ماليش ذنب .
كان يوسف ينظر لها بكره … يراها الان قاتلة حفيدته وزوجة ابنه … يراها بابشع صورة … حتى انه لا يتحمل رؤيتها …
جاء صالح بعد قليل … دلف وجدهم يتنظرونه … ثريا ابتعدت بعدما امرها يوسف ان تتركها … حاولت ان تعلم السبب فأخبرها يوسف ما سمعه مما جعلها تبكى بشدة وتجلس جانبه لا تقوى على الحركة والتصديق .
بعد دقائق قليلة استمع فيهم صالح الى التسجيل الصوتى بداخل مكتب يوسف … اردف موجها حديثه ليحيى _ لازم تخرج من الفيلا … ولازم يتحقق معاها … كمان العربية اللى حصل بيها الحادثة ! هي فين ؟
اردف يوسف بحزن _ فى الجراج … من يوم الحادثة وهى زى ماهي محدش قربلها … كنا مفكرين انها حادثة عادية خصوصا ان ولاء الله يرحمها مكنتش بتعرف تسوء كويس وسواق العربية التانية قال ان هى اللى دخلت فيه .
اردف صالح _ يحيى هاتها وتعالى معايا … والتسجيل ده لازم نقدمه … ولازم كمان يتقبض على ابوها وعلى اللى فك الفرامل بتاعة العربية …
كانت تستمع لكلماته بحسرة … هل انتهت ! … هل حانت نهايتها ! … كيف حدث هذا بين لحظة واحدة ! … اين ما خططت له واين ما رسمته … الان تتمنى ان تعود بالزمن … ندمت ! … اجل بدأ الندم يتأكلها ولكن فات الاوان … حيث لم يعد ينفع الندم صاحبه .
جرها يحيى ونزل للاسفل متجها خلف صالح حيث قسم الشرطة … اما يوسف ساعد ثريا فى النزول حيث لم يعد لديها قوة بعد ما سمعته … اردفت وهى تستند عليه _ فهمنى يا يوسف … يمكن هى مظلومة ! … عرفت ازاي وازاى سجلت مكالمة زى دي ؟
اجلسها يوسف بحنو … وبرغم ارادته فى الذهاب خلفهما لكنه اردف يشرح لها الوضع بهدوء وحزن _ امبارح اسماء وعبير كانوا بيتكلموا فى الجنينة وعفاف بالصدفة سمعتهم وسمعت اسماء وهى بتقول لعبير عنوان شقة عمران وحياة … وطبعا لان عمران نبه علينا كلنا محدش يعرفها العنوان الا اسماء لاننا متوقعناش انها تقول … عفاف اتصلت على عمران وحكتله اللى حصل واللى سمعته … وهو استغرب بس محبش يقلق اللى حواليه … بليل جاله تليفون ان حصل فى الجيم حادثة مع بنت من اللى بيدربوا ع الجمباز … هو ف الاول صدق وفعلا كان رايح وكان هيسيب حياة فى الشقة لوحدها … بس على اخر لحظة رتب الامور ببعضها وقرر ياخد حياة معاه لانى مفهمه الوضع ومحذره من عبير والفت …
ولما حس ان فيه عربية مستهدفة حياة اتصرف بدون تردد وحرك عربيته هو ناحيتهم قبل ما حياة تركب والعربية التانية اتصدمت فيه عربية عمران … حياة وقعت ع الارض بس وقعتها بسيطة وعمران اتصاب زى مانتى شوفتيه كدة … بس قدر يلحقها والا كانت دلوقتى الله اعلم بحالها ..
واحنا فى المستشفي انا ويحيى حياة نزلت تجيب عصير وعمران قالنا على مكالمة عفاف وانه شاكك فى عبير او الفت … اتفق معانا اننا نركب جهاز تصنت فى اوضة عبير علشان خاطر نعرف الحقيقة ونحمى حياة … وفعلا يحيى وافق بعد ما سمع اللى حصل و راح امبارح بليل اشترى واحد بمساعدة صالح وركبه فى اوضته من غير ما تعرف … واتوصل على اللاب اللى فى مكتبي … والنهاردة وصلنى اشعار على اللاب توب وانا فى المكتب بعد ما احمد مشي انا دخلت وسمعت كل اللى قالته … ولحد دلوقتى مش قادر اصدق انها قتلت ولاء وحفيدتى .
كانت الدموع فى عينه حارقة … نظر لثريا المزهولة مردفاً بتساؤل _ اعمل ايه يا ثريا … هقول لعمران ايه ؟ … هيتقبل ده ازاااي … حياته هتقف تانى … اعمل ايه ؟
هزت ثريا رأسها بقلة معرفة … لسانها عاجز عن نطق حرف … عقلها شل تفكيره …
تنهد بضيق ثم وقف مردفاً _ مش عارف اروح فين ولا اجي منين ولا اعمل ايه … لاول مرة اخاف اتصرف …
اردفت ثريا بعد وقت بصوت مخنوق _ متقلوش يا يوسف … مش هيرتاح لو عرف … هيتعب اوى … خليه معتقد انها اتقبض عليها بسبب الحادثة اللى حصلت امبارح … اتكلم مع صالح ومع يحيى ومتعرفوش اللى حصل .
هز رأسه مردفاً بحيرة _ ازاااي … مهو لو انا معرفتوش هيعرف ب١٠٠ طريقة تانية … دى قضية وهتتفتح وهيتحكم فيها … ازااي هقدر اخبي حاجة كبيرة زى دي .
شردت عاجزة … عقلها لا يستوعب … كيف سيخبروه بامرٍ كهذا ! … اردفت محاولة ايجاد حل _ نقول لحياة ! … يمكن هى تقدر تقف جنبه ؟
نظر لها مطولاً … هو ايضا كالغريق الذى استنجد بحبل ضعيف ولكن ما باليد حيلة … هل حقاً يخبر حياة ويدخلها ف الامر ! … ام يجد حلاً اخر … ولكن هذا يبدو الحل المناسب … خصوصا انها كانت مستهدفة ايضاً .
اومأ مؤيداً _ يمكن معاكى حق … ده وقت ان حياة تعرف كل اللى بيدور حواليها … يمكن هى اللى تقدر تساعده ..
《》《》《》《》《》《》《》《》
عند عمران وحياة انتها من الطعام واصطحبهما الى مدينة الالعاب حيث تناست حياة حزنها واندمجت مع الصغير فى تلك الالعاب … طوال حياتها تمنت ان تأتى الى مكان مثل هذا … وها هى تحقق احدى امنياتها … بلغة اصح هى تحقق امنياتها واحدة تلو الاخرى مع هذا الرجل الذى تعشقه ..
اردف عمران وهو يطالعها وهى تحرك الصغير على تلك الارجوحة _ مبسوطة ؟
اومأت بسعادة مردفة _ جدااا .
اشار لها مردفاً _ طب اركبي وانا ههزكوا .
قفزت بسعادة كالطفلة وبالفعل جلست على مقعد الارجوحة بجانب الصغير وتمسكت به جيداً وبدأ عمران فى هزهما بسعادة وهو يراها تضحك وتمرح لا فرق بينها وبين صغيره ..
ظل يلعبان الى وقت طويل حتى غابت الشمس وها هما يعودان اللى الفيلا مجددا بعدما تجددت طاقة حياة من سلبية الى ايجابية ولعمران الفضل فى ذلك ..
كانت الفيلا خالية من افراد اسرته .. او بمعنى اصح يبدو انه وقت الهروب فلا احد يستطيع النظر الى وجه ..
تعجب عمران منادياً على اسماء التى اتت مسرعة تردف _ نعم يا عمران بيه .
اردف متسائلا _ اومال فين بابا وماما والباقيين !
تلعثمت اسماء وظهر التوتر على ملاحها بسبب ما حدث مع عبير ولكن انقذها خروج يوسف من غرفته يردف بهدوء _ حمدالله ع السلامة .
ابتسم عمران بهدوء يردف _ الله يسلمك يا بابا … ايه انتو نمتوا ولا ايه ؟
هز يوسف رأسه مردفاً بهدوء _ لاء كنت بتكلم مع ثريا … ودلوقتى ممكن اخد حياة منك شوية !
اومأت حياة بينما نظر لها عمران مردفاً بقلق _ بابا خليها لبكرة احسن حياة تعبانة .
هو اعتقد انه يريدها فى امر خاص بعمه … بينما اردفت حياة باعتراض _ معلش يا عمران انا كويسة … متقلقش عليا وبعدين انت معايا .
ابتسم لها بحب مردفاً لوالده _ تمام يا بابا … تحب نتكلم هنا ولا فى المكتب ؟
توتر يوسف مردفاً بمراوغة _ خد انت رحيم واطلع يا عمران وانا هتكلم مع حياة … ولا انت قلقان عليها معايا !
نظر عمران لوالده بشك ثم نظر الى حياة التى اومأت له مردفاً _ لاء طبعا يا بابا … تمام عن اذنكوا .
اوقفته حياة مردفة وهى تلتقط منه الصغير _ استنى يا عمران مش هتعرف تشيل رحيم بايد واحدة ..
نظرت ليوسف مردفة باستإذان _ معلش يا عمي هطلع رحيم وانزلك علطول .
اوما يوسف متفهماً بحب وبالفعل صعدت معه تحمل الصغير الا ان وصلت لغرفتها … فتح عمران الباب ودلفت خلفه تجلس الصغير على مقعد ما وتقبله على وجنته ثم التفتت لتغادر ولكن اوقفها عمران يلف يمناه على خصرها بتملك مردفاً بحب بعدما قبل وجنتها _ متتأخريش عليا .
اومأت بطاعة ففك حصاره مضطرا وغادرت هى للاسفل حيث ينتظرها يوسف .
دلفت المكتب بعدما سمح لها … نظر لها يوسف مردفا بحنو _ تعالى يا حياة اعدى .
اتجهت تجلس بجواره بتوتر وقلق … تعتقد ان الامر يخص والدها … تنتظر كلماته بنبضٍ سريع …
نظر لها يوسف مطولاً … اردف بترقب _ بصي انا مش عارف ابدأ منين ولا هقولك الكلام ده ازاي … ولا حتى اذا كان ينفع اقولك او لاء بس لاول مرة احس انى مقيد ومش عارف اتصرف … بيتهيألى ان انتى الوحيدة اللى هتقدرى تتعاملى مع عمران .
توترت ملامحها اكثر واردفت بترقب _ خير يا عمى فيه ايه ؟ … مالو عمران !
تنهد يوسف وبدأ فى سرد ما حدث من البداية وحتى تلك اللحظة وحياة تستمع بذهول … رأسها يدور ولا تصدق ولكن الحقيقة الوحيدة هو ان يوسف مؤكد لا يكذب ..
فى الاعلى يجلس عمران مع طفله ولكن عقله فى الاسفل مع حياة … لا يريد لها الحزن … يظن ان الامر خاص بوالدها …
حاول مع الصغير وبعد محاولات نام الصغير على الفراش … مدده عمران ودثره جيدا بالغطاء ونزل ليرى لما تأخرت !
نزل متجهاً اللى غرفة المكتب وكاد ان يطرق بابها ولكنه سمع صوت والده يردف مترجياً _ يا حياة علشان خاطرى متعيطيش … انا قولتلك لانى محتار ومش عارف هقول لعمران حاجة زى دي ازاي … اهدى يا حبيبتى اهدي يا حياة .
تنبهت حواسه عند جملة والده وبدل ان يفتح وقف يستمع جيدا … اردفت حياة بصوت حزين مرهق _ طب وانا هقوله حاجة زي دي ازاااي يا عمى … صعب يا عمى صعب اوى … دول مراته وبنته .
عند تلك النقطة واندفع عمران يفتح الباب بعنف مردفاً بتساؤل وصدمة _ فيه ايه ؟
تصنم يوسف ينظر له بصدمة وحياة التى ارتعبت خوفاً عليه … اردف بصراخ ورعب _ انطقوا فيه ايه … ايه هو الموضوع اللى يخص مراتى وبنتى ؟
وقفت حياة متجهة اليه محاولة تهدأته _ عمران … اهدى علشان خاطرى ..
ابعد يدها التى تحاول منعه ونظر لوالده مردفاً بترقب وصوت حزين _ فيه ايه يا بابا … عرفت ايه بخصوص مراتى وبنتى ! … عرفت اييييه ؟
نظر يوسف لحياة يطلب مساعدتها … بينما حياة نظرت لعمران بعيون لامعة اثر الدموع تردف بترقب وصوت متحشرج _ عمراااان … الحادثة اللى بسببها ماتت ولاء وبنتك … مكنتش حادثة … كانت مدبرة .
كان ينظر لوالده ولكن عندما اخرجت حياة ما في جوفها لف نظره اليها وقد تألم قلبه … وضع يده على صدره كي يتحكم فى الألم الذى داهمه عند سماع تلك الكلمات مردفاً بعدم تصديق وهو يضيق عيناه _ انتى بتقولي ايه ! …
اومأت له وهى تبكي مردفة بألم وعجز _ عبير … اتفقت مع حد وفكوا فرامل العربية .
هز رأسه لا يتقبل هذا الحديث … لم تعد ركبتاه تحمله … سقط ارضاً يبكى بقوة … بكاؤه يشق الصخور … اردف بنحيب _ كنت حاسس ان فيه حاجة غلط … كنت حاسس … ااااااه ياربي ليه كدة ليييه ..
جرى عليه يوسف يدنو منه يحتضنه ويبكى ايضا بينما حياة تقف تبكى وتنظر له بعجز … تعلم ان المه الان مضاعف … لقد عاد نزيف جرحه مجددا … ظل يبكى ووالده يحتضنه بقوة ويبكى ايضا مردفاً _ حقهم هيرجع يا عمران … انت مقصرتش … حقهم هيرجع يابنى ..
ابتعد عن والده … ينظر له بقوة وقد توقفت دموعه … انكمش وجه وبرزت عروقه مردفا _ هي فين ؟
قام مسرعا يفتح المكتب ويصرخ باسمها بقوة هزت ارجاء المنزل _ عبيييير .
خرجت ثريا تنظر له بحزن وجرت حياة عليه تردف بقلة حيلة _ عمران اهدى علشان خاطر رحيم … اهدى متعملش فى نفسك كدة .
تجاهلها وصعد الدرج يصرخ عليها متجها لغرفة شقيقه بجنون .. فتحها يصرخ والكل يقف فى الاسفل ينظر له بحزن وشفقة بينما حياة تجرى خلفه تبث على مسامعه كلمات لا يسمعها هو بالاساس … لا يري الان امامه سوى الانتقام والثأر مِن مَن قتلت زوجته وابنته …
نظر لحياة نظرة ارعبتها مردفاً بغضب _هي فيييين ؟
هزت رأسها مردفة _ معرفش .
حول نظرته عندما رآى رعبها واتجه للاسفل حيث يقف يوسف عاجزاً … نظر لوالده مردفاً بترجى _ قولي هي فين يا بابا … هى فين القاتلة دي قوووولي .
اردف يوسف بحزن _ فى المكان اللى لازم تكون فيه يا عمران … صالح ويحيى خدوها ع القسم .
ركض مسرعاً للخارج متجاهلاً نداء والده … بينما اسرعت حياة تركض خلفه … ركب سيارته وركبت ايضا بجواره لا تهتم بنظرات ونوبات غضبه فقط قادها قلبها للذهاب خلفه ..
اردف بغضب حارق وقوة _ انزلي حالاااا .
هزت رأسها برعب وهى تردف بخوف _ مش هنزل … هاجى معاك .
تنفس بغضب ولكنه قاد بقوة محدثاً صفيراً عالياً اثر احتكاك العجلات فى الاسفلت ادى هذا الى اصطدام حياة فى تابلون السيارة متألمة جعلته ينظر لها باهتمام وأسف ولم يتكلم فأومات مردفة بتفهم _ انا كويسة يا عمران …. بس سوق براحة علشان دراعك .
يحاول ان يهدأ ولكن قلبه يتألم … حقاً هناك نغزة تراوده منذ ان علم بالامر … لا يصدق ان هذه الافعى هى من حرمته من زوجته وابنته … كان يعلم انها تكره زوجته السابقة … كان يعلم انها تغار وتحقد وحتى يعلم انها لم تحزن على موتهما … ولكنه ابدااا لم يتوقع ان تقتلهما … تدبر لهما مكيدة وتقتلها هى وابنته ..
كان يبكى متألما وهو يقود وحياة تنظر له بعجز لا تعلم ماذا عليها ان تفعل …
وصل اخيرا بعد عذاب امام قسم الشرطة .. نزل مسرعا وخلفه حياة تركض ولكنه اسرع منها حيث يدلف بغضب متجها حيث غرفة صديقه صالح …
فتحها رغم محاولات العسكرى منعه ولكنه لم يجد احداً بها … اردف متسائلا _ فين صالح هو فين ؟
اردف العسكرى الذى يقف على الباب _ قلتلك مش هنا ومينفعش اللى بتعمله ده .
نظر له واخرج هاتفه يهاتف صالح الذى اجاب مردفا _ ايوة يا عمران .
اردف عمران بحدة _ انتو فين … اخدتوها على فييين ؟
اردف صالح بتعقل _ مينفعش تشوفها … هى اصلا بيتحقق معاها … انت فين ؟
تنهد بغضب مردفاً _ قدام مكتبك .
اوما صالح مردفاً _ طيب انا جايلك .
اغلق معه ونظر لحياة التى تقف على بعد خطوات تنظر له بخوف … اتجه اليها ينظر لها بقوة مردفاً بلغة امرة _ حياة … انا دلوقتى فى حالة ما يعلم بيها الا ربي وحده … لو سمحتى روحى استنيني فى العربية … مينفعش تقفي هنا
نظرت له بحزن … لا تريد تركه ولكن ما بيدها حيلة … اومات بصمت وكادت ان تغادر للخارج ولكنها وجدت صالح ويحيى يقتربان منهما … نظرت لعمران وجدته يسرع لعند اخيه وفجأة لكمه بقوة مردفاً بغضب _ انت السبب … انت السبب فى موت بنتى ومراتى .
تألمت حياة داخليا ولكنها تتفهم المه … حاول صالح تخليصهما مردفاً _ عمران اهدى … يحيى عمل اللى عليه وسلمها للتحقيق .
هز عمران رأسه يردف وهو يمسك تلابيب اخيه مردفا بحدة _ بعد ايه ! .. بعد ااايه … بعد ما دخل حية وسطنا … بعد ما سابها تعمل كل البلاوى والمصايب فى عيلته وفى الاخر تقتل بنتى ومراتى … دمرت حياتى وحرمتنى منهم … مصعبتش عليك يا اخى ! … مصعبتش عليك وانت شايفنى بتعذب … ياما نصحناك بلاش دى … قلنالك دى زي اهلها … بس ازاي دخلتها وسطنا … خربت حياتى ودمرتنى .
كانت كلماته حاصرة على ماضيه … لم يقصد حاضره … كان يخرج ألم دفنه بداخله وظهر بظهور الحقيقة … واي حقيقة لقد تم قتلهما !..
اما حياة فتستمع الى كلماته متألمة … لا ارادياً قلبها يؤلمها … تحاول تفهم وضعه لذلك تصمت تشاهد ما يدور … تعلم ان حزنه مضاعف … ولكن هناك حقاً ألم فى صدرها يسحب روحها ..
اما يحيى يستقبل غضب اخيه بتقبل وندم … يعلم انه يفرغ ألمه ولا يمانع … يتركه يفعل به ما يريد ..
صالح يحاول تهدأته مردفا _ عمران ! … صدقنى يحيى عمل فيها اكثر من اللى انت ممكن تعمله … هى هتاخد العقاب اللى تستاهله ..
ابتعد عن اخيه يردف بألم وانكسار _ مقدرتش احميهم يا صالح … كان ممكن احميهم زى ما قدرت احمى حياة منها … انا قصرت معاهم يا صالح … انا كمان مذنب ..
اردفت حياة بألم تنادى بصوت واهن _ عمراان .
ظن انها تناديه دعماً ولكنها كانت حقاً تتألم … كان هو ينظر ارضاً … اما صالح فنظر لحياة يضيق عيناه بشك مردفاً _ عمرااان الحق .
نظر عمران لحياة وجدها تستند على الحائط قبل ان تسقط واضعة يمناها على موضع قلبها ..
صرخ بأسمها يجرى عليها وقد زال كل ألمه واصبح همه الوحيد هي فقط مردفاً برعب وهو يلحق بها قبل ان تصل للارض _ حياااة .
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية حياة أحيت لي قلبي)