روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الثالث والثلاثون

رواية أسرت قلبه الجزء الثالث والثلاثون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الثالثة والثلاثون

(قرار )
يؤلمني أن اراك تخاف لتلك الدرجة وانت المجنون الذي لا يهاب الموت
ماجدة ليوسف !
……
كانت تعد الإفطار بشرود تتذكر ما حدث بينهما …تتذكر اعترافه بالحب ….الحقيقة هي لم تصدقه …ولكن رغم ذلك استسلمت له…كم تشعر بالخزي من نفسها….لأكثر من شهرين قاومته بكل ما تملك …لم تعطيه أي أهمية …لم تدعه يلمسها …كانت تراه يحترق ليحظى لو بإهتمام بسيط منها ..ولكنها شعرت بالنصر وهي تراه يعاني بتلك الطريقة …ولكن الغبية قد أضاعت كل شئ وهي تستلم له بالأمس بكل بساطة ….
ضربت على رخامة المطبخ بغضب ليتوجس أمير الذي كان قد ولج للمطبخ ….ابتلع ريقه وهو يراها بتلك الحالة …فهي منذ أن استيقظت اليوم وهي في حالة غريبة …لم تبتسم له وبدت أنها غاضبة …رباه هل ارتكب شئ خاطئ….لقد اعترف له بحبها …أظهر لها كم يحبها ….دللها …أعطاها روحه بالأمس …فلماذا هذا الغضب من ناحيتها …أراد أن يتحدث معها …يجب أن يتحدثا سويا …أن يصلحا الوضع بينهما ولكن سما بدت وكأنها غير مستعدة لهذا تماماً…أنه يشعر بغضبها الشديد وليعترف أنه يخاف منها حقاً في تلك اللحظة !!
….
تنهد وهو يقرر التحدث معها …لن يسمح لها أن تنغلق عن نفسها ….صحيح انها غاضبة ولكنه سوف يهدئها…اقترب منها بينما كانت هي تضع كفيها على رخام المطبخ وتشعر بنيران داخلها ….
وضع كفيه على كتفها ….أغمضت عينيها بإنفعال وارادت الصراخ به ولكن بدا أن صوتها لا يخرج من فمها….مسد كتفها ثم قبل كتفها بلطف وقال :
-حبيبتي ….
-مش فاضية عايزة احضر الفطار …
جعلها تستدير وأمسك كفها ثم قبله وقال :
-يستنى الفطار. ..أنا عايز اعرف مالك ؟!…
نظرت إليه ببرود وقالت :
-مالي يعني ما أنا كويسة اهو شايفني بشد في شعري …كل الحكاية اني مش فاضية وانت معطلني أنا عايزة احضر الفطار ….
نظر إليها وهو يتنهد بتعب .. لماذا تصر على هذا البرود ؟!لماذا تبعده بتلك الطريقة …الا يعني حبه لها أي شئ …الم تعني كلماته بالأمس اي شئ….هل حبه لا يهم بالنسبة لها .. كان يشعر بالغضب …بالحيرة واليأس….كلما حاول الاقتراب منها تبتعد هي..تقترب منه احيانا ..تضطرم نيران العشق بقلبه ثم تعود هي لبرودها …شعر حقا بالغضب الشديد منها
-فيه ايه يا سما ….هو كل اللي قولته امبارح ملوش اي قيمة ولا لأزمة عندك ؟!!أنا قولتلك اني بحبك ..بحبك …ده ملوش لازمة ؟!من الصبح بتعامليني ببرود ..أنا معرفش بتعاقبيني على ايه ؟انا بقرب منك وأنتِ مصممة تبعديني…مصممة تخلينا نخسر بعد …
قالها بيأس وهو ينظر إليها …كان البرود يكسو ملامحها …لم تظهر أي انفعال …قالت بإستفزاز :
-خلصت كلامك؟!ممكن بقا تطلع عشان اكمل باقي الفطار ..صدقني أنا مش فاضيالك ….
امسك ذراعها بعنف وصرخ بها :
-انا بجد مشوفتش أبرد منك …هو فيه ايه يا سما …ايه البرود ده …أنا عملت ايه لده كله …ده انا بقولك بحبك…عايزاني اعملك ايه تاني …اراضيكي ازاي تاني …شهرين وانا بحاول ارضيكي …شهرين وأنتِ بعيدة عني بتعامليني ببرود وجفا وانا متحمل بتعاقبيني معرفش على ايه …جيتلك امبارح وقولتلك اني بحبك … بحبك ورغم كده بتعامليني برضه ببرود ؟!!قوليلي يا سما عايزة ايه ؟!ايه اللي يرضيكي عشان أنا بجد مبقتش عارف ارضيكي !!
-لو سمحت سيبني!
قالتها وهي تحاول التحرر منه …كانت تحاول التمسك بقناع البرود ولكنها كانت تفقده …كان ينقشع عنها البرود ليظهر كم هي امرأة حزينة يائسة …كم هي محطمة ومتألمة بسببه !!!
هز أمير رأسه وقال وقد فقد صوابه وقال :
-لا مش هسيبك …قوليلي ايه مشكلتك …قولتلك امبارح اني بحبك …خرجت كل اللي في قلبي …حسستك انك اهم واحدة في حياتي ….فإيه المشكلة …فهميني يمكن أنا غلطت وانا مش فاهم !!
-خلاص قولتلك سيبني …
قالتها بإنفعال وقد بدت الدموع تطفر من عينيها ونشيج حار يفلت من بين شفتيها ….ظهر وجهها الحقيقي ….وجهها الحزين واليائس….
نظر إليها مصدوماً وهو يقول :
-فيه ايه يا سما …
ثم مسح دموعها وهمس :
-انا عملت ايه لده كله ؟!اذيتك في ايه ؟!
-انت ..انت عملت اللي عايزه …فدلوقتي بتمثل لييه؟!
-بمثل ؟!!
قالها بصدمة لترد :
-ايوة بتمثل ….انت امبارح قولتلي بحبك عشان تقدر تلمسني وتاخد حقوقك…المسرحية خلصت واخدت اللي انت عايزه…عايز ايه تاني …عايز حقوقك مرة تانية النهاردة كمان …يالا انطق متتكسفش!!
-انت بتخرفي بتقولي ايه ؟!
كان يقولها بصدمة وقد ظهر الغضب في نبرته …ثم أكمل :
-انتِ مجنونة …بجد مجنونة!!انت سامعة نفسك بتقولي ايه ؟!
زعق بها لترتجف هي ….وأكمل هو بنفس الإنفعال:
-بجد فاهمة اللي بتقوليه ؟!!أنتِ شايفاني كده انسان واطي ؟!بيكدب عشان ياخد حقوقه منك ؟!لا يا سما ..أنا عمري ما كدبت عليكي …أنا لما كنت مبحبكيش قولتها ومخوفتش ولما حبيتك جيتلك برجلي وانا بقولك بحبك …مش عشان حقوقي والكلام الفاضي ده …أنا اعترفت لاني فعلا بحبك …لاني عايز حياتي معاكي ومش متخيل غيرك ….بس خلاص يا ستي من النهاردة مش هضايقك ابدا ولا هلمسك …إن شاء الله تكوني راضية !
ثم تركها وذهب بينما الدموع تنهمر من عينيها بشكل أكثر كثافة!!!
…………
ابتسمت في حلمها …كانت في عقلها مازالت تنام في غرفتها بمنزلها …تحتضن وسادتها الناعمة للغاية ….تحتضنها بقوة …..
..
رفع عاصى حاجبيه بعد أن فتح عينيه ووجد رحيق تضمه بتلك القوة …ابتسم ساخرا وهو يفكر أنه كان محقاً…خجلها كان مجرد كذب ….
ارتفع صوته قليلا وقال:
-طيب ليه التقل؟!!
عبست رحيق وهي تفتح عينيها وقد أخرجها صوته من حلمها ليتخضب وجهها بحمرة الخجل وهي تكتشف الوضع المريب الذي هي به …كانت تحتضنه بقوة بينما هو عاري الصدر ….
نظرت إليه برعب ليبتسم بسخرية وقال :
-والله أنا معنديش اي مانع بس ممكن نأجل الموضوع ده بالليل …أنا ورايا شغل ….
شهقت بقوة وهي تنهض …قفزت قفز من الفراش وهي تحاول أن تهرب ولكنها صرخت بألم عندما اصطدم اصبع قدمها الصغير بمسند السرير ولكنها تحاملت على نفسها وهي تركض نحو الحمام ….
ابتسم ساخرا وهو ينهض استل هاتفه واتصل بسكرتيرته بالمكتب ليخبرها أنه لن يأتي اليوم …ثم تسطح مرة آخرى لينام …..
في الحمام كانت هي تجلس على حافة المغطس وهي تشعر بالحرارة تهب بجسدها …رباه ماذا فعلت ….ماذا سيفكر بها هو ….بالطبع ماذا سيفكر …هو بالتأكيد الآن يظن أنها تقترب منه عمدا ….وضعت كفيها على وجهها وهي تتذكر كيف ضمته بتلك الطريقة بدون أي خجل ….فركت كفيها وهي تفكر ماذا تفعل … هل تخرج الآن …ماذا أن سخر منها ….هو يتعمد جرحها بكلماته رغم أنها لم تفعل أي شئ خاطئ …أن تنسى البارحة كيف سخر منها ….أغمضت عينيها بتعب وهي تفكر أنها يجب أن تحاول بقدر الإمكان أن تتجنبه…أنها تريد النوم بالغرفة مع أملاك ولكنها لا يسمح لها ..هل حقاً يعطي أهمية لكلام الخدم الذين في المنزل أو أنه يتعمد أن يضايقها …يعجبه أن يشعرها بالخجل الشديد…أنه رجل معقد للغاية …تشعر أنه سوف ينهكها ويؤلمها …تشعر أنها لن ترتاح معه …ولكن ليس لديها أي خيار آخر …هي تزوجته وانتهى الأمر …هي من قبلت أن تكون مربية تحت مسمى زوجة …ولكن هل ستكون أيضا شخص ينفس فيه غضبه !!
……..
بعد كثير من الدقائق قضتها بالحمام
خرجت من الحمام وعينيها تنظر إليه بقلق …كانت تخاف أن يكون ما زال مستيقظ …ولكنها زفرت براحة عندما وجدته نائم …وضعت كفها على قلبها ثم بدأت بالتحرك براحة إلى الخزانة ثم أخذت فستان بني فضفاض ونقاب من نفس اللون …ثم اتجهت إلى الحمام مرة أخرى لكي تغتسل وتتوضأ وتلبس ملابسها ….
…..
انتهت تماما ثم ارتدت الفستان بعد أن توضت ….أمسكت النقاب بيدها ثم خرجت ….شهقت بخفوت عندما وجدته جالس على الفراش مربع يديه وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة. .كان قد ارتدي قميص قطني …..
احمرت وجنتيها ثم اتجهت إلى الخزانة وأخرجت سجادة الصلاة …ارتدت حجاب لتصلي….لقد فاتتها صلاة الفجر …وكم بدت حزينة …ورغم أنها قبل نومها وضعت المنبه لكي يوقظها ….ولكنها غرقت في النوم دون أن تدري
كان يراقبها بينما تصلي هي وهو يشعر بالحيرة ….لا يفهم تلك الفتاة …هي عجيبة ….تبدو حقاً محترمة …تخجل بشدة ….ولكنها عانقته …هذا تصرف مريب قليلاً بعد خجلها الواضح …هل يمكن أن تكون بريئة أم تكن تلك مجرد تمثيلية منها ….حك جبينه بحيرة وهو يفكر أن زوجته السابقة قضت عليه بالمعنى الحرفي ..هو أصبح متشكك من كل شئ !!
انتهت من الصلاة وهي تضع السجادة على طاولة الزينة …عبس عاصي ونهض وهو يمسك السجادة ويطويها ثم يقول :
-لو سمحتي اي حاجة تطلعيها تحطيها مكانها تاني …حافظي على نظام المكان اللي أنتِ فيه ….
ارتبكت وهي تنظر إلى صرامته المفاجأة وقالت بتلعثم :
-أنا اسفة أنا كنت هحطها لما البس النقاب …وبعدين قولت انت كمان هتصلي و….
قاطعها وهو يقول :
-لما اتوضى هخرج واطلعها من الدولاب عادي …بس لما اخلص اكيد مش هرميها بالشكل ده …
أطرقت برأسها وهي تشعر بالإحراج …شعرت أنها طفلة تتعرض للتأنيب من قبل والدها …
-مش هعمل كده تاني …
همست بخفوت شديد وهي تمنع دموعها من الإنهمار …شعر أنه قد قسى عليها قليلا فقال ليلطف الجو قليلاً..
-تقدري تطلعي من غير نقاب …ملوش داعي الفيلا كلها ستات ….الطباخة والمربية واللي بتدير شؤوون البيت …متخنقيش نفسك …
-حاضر
قالتها بصوت مخنوق ثم أكملت :
-اي أوامر تانية ؟!
مط شفتيه وقال بإستفزاز :
-لحد دلوقتي ..لا …تقدري تروحي ومتنسيش مهمتك اللي انا جيبتك ليها تهتمي ببنتي اووي …أملاك محتاجة رعاية خاصة فلو سمحتي ده طلب من اب خليكي أم ليها وعامليها بحنان …
هزت رأسها وهي تقول بإختناق:
-هعمل كده من غير ما تقول …دي أمانة مفيش داعي تقلق …أنا هروح اقعد معاها …
ابتسم برضا وقال؛
-جميل …خلاص تقدري تمشي دلوقتي وتشوفي شغلك …
رفعت حاجبيها وهي تنظر إليه وقالت :
-لو سمحت لما تيجي تتكلم معايا تقولي لو سمحتي …كلمني بأدب زي ما بكلمك …
ابتسم بسخرية وقال :
-تمام يا رحيق هانم ممكن لو سمحتي تروحي لأملاك …
ابتسمت ببرود وقالت :
-طيب …كده احسن …انك تكون شخص راقي ومؤدب مش صعب …
ثم تركته مصدوماً وذهبت …لا يصدق هل اتهمته للتو أنه غير راقي !!!
…….
رمش عدة مرات وهو ينظر إليها ….بدأ كأنه لم يسمعها …او سمع كلامها ولكنه لم يستوعبه ….
-أنتِ بتقولي ايه يا نوران !!!
قالها وابتسم …أمسك كفها وقال :
-انا مش بشك فيكي …فمتهزريش في الحاجات دي …عشان عارف أنك مستحيل تعملي كده …أنا عمري ما اصدق عليكي حاجة زي كده ابدا …مستحيل !!!
انهمرت الدموع من عينيها كانت تشعر بالإختناق وهي تراه يعطيها ثقته بالكامل …يخبرها انه يثق بها. …وضعت كفها على عنقها وهي تشعر أنها تختنق الثقة في عينيه تقتلها .. أنها تخدعه …لا يمكنها تحمل هذا ….
أطرقت برأسها وهي تقول بينما تشهق بقوة :
-انا اسفة …آسفة !!!
-اسفة يعني ايه معلش …انت بتقولي ايه ؟!
كان يشعر أنه سوف يفقد صوابه …كان يشعر كأنه على صفيح من النار وهو ينتظر أن تتكلم .
-ما تتكلمي وتقولي فيه ايه ؟!!
زعق بها بنفاذ صبر لتنتفض بقوة وهي تنظر إليه …الدموع تنفجر من عينيها وهي تقول بألم :
-انا …أنا مش بنت …أنا غلطت بس والله برضه مظلومة !!
تراجع بقوة وكأن أحدهما لكمه….كان ينظر إليها بصدمة …يتمنى من داخله أن تكون تمزح ….
-انتِ كدابة …مستحيل تكوني عملتي كده …مستحيل يا نوران …أنا عارفك كويس …ده مستحيل … .
-انا اسفة …اسفة …
قالتها بإنهيار وهي تكمل :
-سامحني يا جاسم واستر عليا ….
انسحب اللون من وجهه …وشعر أنه في كابوس بشع….
-استر عليكي !!
كرر وهو لا يستطيع استيعاب الأمر ….
ثم أمسك ذراعيها واعتصرهما وصرخ :
-استر عليكي ازاي ؟!!انطقي ازاي أنا مش اول واحد …قوليلي ازاي ….
بكت وهي تقول بإنهيار :
-كان فيه واحد بحبه قبلك ….
صفعها بقوة حتى احمرت وجنتها …
ارتفع نحيبها وهي تنتظر عقابها منه …بالفعل قد كان !!
قبض على شعرها بقوة …يقربها منه بينما النيران تتصاعد بعينيه البنية …
-رخيصة….أنتِ واحدة رخيصة …
-والله يا جاسم مش ذن….آه . .
اخرسها بصفعة قوية مرة آخرى حتى سقطت أرضاً ..نظرت إليه بصدمة وهي تستخدم كفيها لكي تبتعد عن مرمي يده ولكنه قبض على فكها وصرخ :
-بتلعبي بيا يا روح امك !!!بتستغفليني أنا !!عاملة فيها شريفة وانتِ واحدة و****..
شهقت وهي تبكي….كان يشعر أنه يموت من القهر…حبيبته …تلك الفتاة التي كان يتقى الله بها لم يسمح لنفسه حتى للنظر إليها كما يحلو له ..خاف أن يمسك يدها دون رباط شرعي …تلك الفتاة التي وضعها في أفضل مكانة بحياته خدعته …كانت بفراش رجل آخر غيره ….انسابت دموعه وهو يشعر أن كل خليه داخله تنتفض …وشيطاينه تخبره أن يقتلها ……
-جاسم …جاسم ..
قالتها وهي تنتحب بينما تنظر إليه …تترقب ما سيفعله. …
-أنتِ لازم تموتي!!هو ده الكفارة الوحيدة على غلطك!!!
قالها بنبرة جامدة ثم أكمل :
-بس أنا مش هلوث ايدي بدمك النجس أنا هخلي اخوكي هو اللي يغسل عاره….
ثم استدار لتتمسك بساقه وهي تبكي بعنف :
-لا ابوس ايديك لا …متقولش لاخويا يا جاسم ابوس ايديك …موتني انت معنديش مانع لو عايز تتنتقم وتتجوز عليا برضه مش هتكلم …والله هعيش خدامة تحت رجليك أنت واللي هتتجوزها ..بس ابوس ايديك أمجد بلاش …متكسرش اخويا يا جاسم !!
امسك ذراعها ثم جعلها تنهض …قربها منه والدموع تنهمر من عينيه…كان يتألم ..يشعر أنه سوف يموت …لا يصدق أن من أحبها تفعل هذا …
-مفكرتيش ليه في اخوكي قبل عملتك المهببة!!!وقبل كده مخوفتيش من عقاب ربنا ليه يا رخيصة !!!!
دفعها عنه وهو يضحك بصدمة ويقول :
-وقال أنا كنت مانع نفسي عنك ….بتقي ربنا فيكي طلعتي متستاهليش ….تعرفي اللي زيك ميستحقش الجواز والستر …اللي زيك زي بنات الليل ..نقضي معاهم ليلة وبعدين نرميلهم الفلوس في وشهم …
وضعت كفها على فاها وهي تبكي بعنف ….
استدار هو متجهاً إلى الخزانة ليرتدي ملابسه ويخرج …لو ظل هنا سوف يقتلها بكل تأكيد …
جلست نوران على الأرض وهي تبكي بعنف …لقد انقلبت حياتها لكارثة والآن يجب أن تنتظر قرار جاسم فيما سيفعله بها…
خرج جاسم بسرعة من الغرفة بعد أن ارتدي ثيابه ….وخرج من الفندق بأكمله …سار في الطريق دون هدى …الدموع تطفر من عينيه…يشعر أنه سوف يموت …رباه أنه يموت بالفعل …كيف تفعل به هذا …كيف تقتله بتلك الطريقة …كان متألم….وقف امام حاجز حديدي بوسط الشارع ثم بدأ بالصراخ وهو يضرب الحاجز الحديدي بكفيه حتى انسابت الدماء من يديه ….بدأ الناس ينظرون بتوجس لهذا الغريب الذي يضرب كفيه بالحديد ويبكي …ولكن جاسم لم يهتم …الألم كان كبير ..كان يشعر أنه يحتضر !!!
………
كانت ترتعش وهي تقف أمام منزل صديقه …كانت عبارة عن فيلا صغيرة وقد فتح الحارس الباب بسرعة عندما رأى سيف …كان سيف يمسك كفها بينما ينظر إليها ….لقد أظهرت شجاعة نادرة وهي تتناول الفطور بدون غطاء الوجه …وقبلت أن تركب السيارة معه وتخرج …والآن هو متحمس ليجعلها ترى العالم كله….
رفع كفها وقبله وهو يقول :
-متخافيش يا فراشة…أنا معاكي …نظرت اليه وهي تبتسم بتوتر …أنه هو من يجعلها تستطيع أن تواجه هذا …هو يشجعها دون ملل …يخبرها دوما أنه يحبها. ..يريدها أن تثق به …ولكنها ما زالت تخاف …
مش
شدت على كفه وهمست بتوتر :
-خلينا ندخل …
هز رأسه وهو يسحبها خلفه ….
……..
-بجد مش عارف امتى اتجوز ده …أنا اتصدمت لقيته اختفى فترة طويلة ومنعرفش اللي حصل معاه …
قالها ايمن بصدمة لأحمد وهم جالسان بحديقة الفيلا …كان الحفل لم يبدأ بعد …نظر إليه احمد بحيرة أيضا .. وهو يتذكر انقطاع سيف عن التواصل بهم فجأة وهما انشغلوا بعملهم حيث أيمن وأحمد يعملان معاً بمجال العقارات ….
-احنا بصراحة قصرنا معاه …ده اقرب صاحب لينا ازاي منعرفش عنه حاجة …وازاي يتجوز من غير ما يقولنا …
قالها احمد وشعور خفيف بالذنب يلسعه
بجد مش فاهم …عموما هنشوف هو جاي هو ومراته دلوقتي ….
-السلام عليكم يا شباب ..
قالها سيف بإبتسامة وهو يمسك كف مياس ….
توقفا صديقيه عن الكلام وهم ينظران إلى مياس بعيون متسعة …ابتلعت مياس ريقها وهي تشعر بالسخونة تجتاح جسدها بسبب نظراتهما …شعرت أنها ترتجف وكأن شجاعتها المؤقتة اهتزت قليلا …..
اقترب سيف معها وهو يقول :
-ايه يا شباب …اومال لسه الناس مجوش ليه ؟!
كان احمد هو أول من تخلى عن صدمته وقال :
-انت جيت بدري شوية …لسه الحفلة ….
ابتسم سيف ثم وضع كفه على كتف مياس وهو يقول بحب :
-دي مراتي مياس ….
-ازاي حضرتك عاملة ايه ؟!
قالها أحمد وهو يحاول أن يحافظ على. تعابير وجهه لطيفة بينما أيمن هو من كان مازال شاحب الوجه. ..شعرت مياس بالإرتباك وقالت بهمس لسيف:
-انا عايزة اروح التواليت ….
-أكيد يا روحي ….
ثم رأى مدبرة المنزل تقترب وقال :
-طنط نجاة ممكن تودي مياس التواليت …
ابتسمت مدبرة المنزل لها بلطف …كانت أول نظرة ترحيب حقيقية تراها في هذا المنزل …
-تعالي يا حبيبتي ….
سارت خلفها مياس بتهذيب …
اقترب سيف وجلس على المقعد الذي أمام المسبح وقال :
-ها يا شباب هنعمل ايه النهاردة ؟!
-ايه العبط اللي انت بتعمله ده يا سطا…
قالها إيمن بإستنكار ..ليعبس سيف ويقول :
-عبط ايه مش فاهم …
-اقصد ايه اللي اتجوزتها دي ؟!!
تصاعد الغضب داخل سيف وقال :
-انا بحبها …وراضي بيها …وشايفها جميلة
— بتحب مشوهة …انت اتجننت…أنا لو اعرف أنك هتوقع نفسك في الهطل ده كنت منعتك …حب ايه يا عم سيف ..دي شكلها يخوف …فين الجمال اللي انت شايفه فيها !!!
قالها أيمن بصدمة وضيق …ارتفع اللهيب الأزرق بعينيه ثم نهض لكي يضربه …الا ان احمد صديقه الآخر قد اوقفه وهو يهمس:
-اهدى يا سيف …..
-ابعد …أنا هعرفه ازاي يتكلم عنها بالطريقة دي ….
-هتمد ايدك عليا عشانها!!
قالها أيمن بصدمة إذ انه صديق عمره ليرد سيف عليه :
-واقتلك كمان !!….
-لا انت شكلك اتجننت …فعلا اتجننت
ثم تركهم وذهب بغضب ……
-انا معرفش ازاي سكتله …كان لازم اقتله عشان بيتكلم عنها بالطريقة دي !!!
قالها سيف بنبرة مشتعلة ما ان خرج إيمن الا ان احمد قال :
-سيف واجه نفسك …انت مبتحبهاش …
-انت هتعرف مشاعري اكتر مني انت التاني ….
-سيف اللي بتحسه ناحيتها هي الشفقة او تأنيب الضمير ….لكن مش حب …مستحيل يكون حب ….
رفع سيف وجهه وهو يقول بثقة :
-لا حب…أنا بحبها …
-سيف الشكل مهم جدا ….مش لازم تكون ملكة جمال بس على الأقل مقبولة شكليا …..متدمرش نفسك بالطريقة دي لأنك في الاخر هتكتشف ان حبك ليها سراب…وهتبقى انت اللي بإيدك بتكسرها!!!
كانت مياس تقف قريباً منهما ولكن لم يلاحظاها بينما الدموع تغطي وجهها …وقبل أن يراها احد كانت قد ولجت مجددا للمنزل …قابلتها مدبرة المنزل لتقول مياس مجددا وهي تطرق برأسها ..
-ممكن أروح التواليت تاني ….
نظرت إليها المرأة بشفقة وقالت :
-أكيد يا حبيبتي ….
……
-انا غلطان اني جيت هنا …بجد من النهاردة مش عايز اعرفك لا انت ولا هو …مش طايقكم ومش عايز اشوفكم ….
ثم كاد أن يذهب واستدار بالفعل ليذهب ويأخذ زوجته الا انه صُدم بوجود نوال أمامه ..
-آه هو ده اللي كان ناقص !!
قالها سيف بضيق ..ثم نظر إلى احمد الذي قال بخجل؛
-ايمن عزمها …هي عايزة تتكلم معاك …
ثم انسحب احمد بهدوء تاركاً إياه مع نوال…اقتربت نوال منه …الدموع تحرق عينيها بينما تنظر إلى خاتم الزواج بكفه..
انت اتجوزت !!
قالتها نوال بوجه يكسوه الألم …كان سيف ينظر إليه بملامح تخلو من المشاعر …. وقال:
-هو الخاتم اللي في ايدي مش موضح ده كفاية….
ثم.كاد ان يذهب الا انها وقفت امامه وهي تقول بنبرة مخنوقة :
-انا مش مصدقة يا سيف ….انت اتجوزت بسرعة. …
نظر إليها بدهشة وقال:
-اكيد.مش هبكي على الأطلال يا نوال….أنا خلاص لقيت حياتي مع مراتي وانتِ ربنا يوفقك مع صالح….
-بتحبها يا سيف ؟!!
قالتها بنبرة مخنوقة بفعل الدموع …كان مذهول وهو ينظر إليها وقال بجمود :
-دي.حاجة متخصكيش يا نوال ….
-طيب بطلت تحبني يا سيف …..نسيتني يا سيف !!
ابتلع ريقه وذكرياتهما تغزو بقوة …الإشتياق كان يهاجمه ولكنه قال :
-لو سمحتي مراتي مستنياني …
ثم كاد ان يذهب مجددا ولكنها ضمته وهي تبكي وتقول :
-سيف ابوس ايديك رد عليا ..
-أنتِ بتهببي ايه !!
صرخ بها وهو يبعدها عنه ولكنه فجأة بهت وهو يراها تقف امامه
-مياس!!!
ردد بصدمة لتنظر هي الى تلك المرأة وتتراجع برعب قائلة ؛
-دي….دي مشوهة…شكلها وحش أووي ….ازاي تدمر حياتك بالشكل ده و….
ولكنها صرخت بصدمة عندما صفعها هو !!…
نظرت إليه نوال بصدمة بينما ركضت مياس بكل قوتها خارج الفيلا …
-مياس !!!
قالها سيف وهو يتخلى عن صدمته وهو يراها تركض منهارة…كاد أن يركض خلفها ولكن نوال أمسكت كفه وهي تبكي وتقول :
-سيف ممكن تسمعني بس ….
ولكن سيف دفعها حتى وقعت أرضاً وركض خلف مياس….
….
وقف في الشارع الممتد أمام الفيلا السكنية وهو ينظر حوله بصدمة …لقد أختفت مياس!!!
…………
في المساء ….
كان جالس في الحانة كالعادة وهو يبكي ….ويتكلم دون وعي …شعر الساقي بالشفقة عليه وقال:
-يا عم والله تولع الست اللي توصل راجل للحالة دي …فيه غيرها كتير يا باشا …
-اسكت ..اسكت …
قالها جورج وهو يترنح …كان صوته ثقيل بينما لا يستطيع أن يفتح عينيه من شدة السكر ….نهض وهو يحاول أن يصل إليه لكي يضربه ولكنه جلس مجددا وهو يشعر بالدوار فقال بنبرة ثقيلة :
-متتكلمش على مراتي بالشكل ده والا هضربك …اسكت انت متعرفش حاجة …هي كانت بتحبني وانا …أنا اللي ضيعتها بإيدي …أنا اللي دمرت حياتي بإيدي …شوفت غباء اكتر من كده ….هي حبتني …حبتني اووي …بس انا ..أنا كنت بجري ورا سراب ….انا بس نفسي ترجع وانا والله ما هعمل كده تاني …مش هعمل كده تاني !!!لو بس تديني فرصة ….فرصة واحدة بس وانا مش هخذلها تاني ابدا !
امسك الكأس وتجرعه مرة واحدة والدموع تطفر من عينيه بينما يضحك بسخرية ويقول :
-الانسان كائن غبي …بتكون الحاجة في أيده مبيحسش بقيمتها غير لما تروح منه
ولج كريم إلى الحانة بتعب ….لقد اتصلت به والدة جورج مرة أخرى وهي تترجاه أن يذهب ويحضره…كان غاضب جدا منه …مشفق على حالته للغاية ….جورج خسر من يحبها …واكتشف هذا بعد فوات الاوان ….اقترب كريم من رفيقه الذي يبكي أمام الساقي ….هز كريم رأسه بيأس وهو يقترب منه ….وضع كفه على كتفه وهو يهمس :
-يالا يا جورج يا حبيبي نروح !!
نظر جورج إلى صديقه وقال:
-كريم حبيبي والله تعبتك معايا يا سطا …
-اه والله يا عم كانت معرفة نيلة …
ضحك جورج وقال :
-حقك عليا يا سطا ….
تنهد كريم وقال؛
-لحد امتى يا جورج …كفاية …
-مش قادر يا كريم …مش قادر اخرجها من قبلي. .نفسي تديني فرصة …هو انا مستحقش اخد فرصة واحدة بس ….أنا عارف انها مجروحة ….عارف انها عاشت الرعب لوحدها …عارف انها كانت محتاجة بس وجودي جنبها وانا خذلتها …عارف اني انسان حقير وغبي….بس اكيد فيه حاجة حلوة عملتها …اكيد فيه ميزة فيا تخليها تسامحني….
فرك كريم وجهه وقال :
-طيب ممكن نروح بقا. ..خلاص كفاية يا حبيبي تعالى …
ثم أمسك ذراعها وهو يساعده كي يخرج من الحانة ….
ادخله سيارته ليجلس على المقعد الخاص بالسيارة ثم فتح جورج الراديو الخاص بالسيارة وهو يقول :
-ايه ده ام كلثوم يا مزاجك يا كريم …
استقل كريم السيارة بجواره وانطلق بها بينما جورج يغني بصوت ثقيل مع أم كلثوم
كنت باشتاق لك و انا و انتا هنا بينى و بينك خطوتين
شوف بقينا ازاى انا فين يا حبيبى و انتا فين
و العمل ايه العمل .. ما تقول لى اعمل ايه
و الامل انتا الامل .. تحرمنى منك ليه
اكمل بصوت منكسر :
-تحرمني منك ليه….ليه ..
نظر إليه صديقه بشفقة بينما يكمل هو :
والعمل ايه العمل ….ايه العمل …ما تقولي أعمل ايه …والأمل … أنت الأمل. ..تحرمني منك ليه
صمت وقد احترقت عينيه بفعل الدموع وقال بتوسل :
-وديني لبيت ماريانا …
-دلوقتي !!
صرخ كريم بصدمة ليهز رأسه ويقول :
-هموت لو مشوفتهاش!!
ة ….
وقف كريم بسيارته أمام منزل ماريانا وقال بتوتر :
-ده بيتها …خلاص بقا خلينا نروح يا جورج …
ولكن جورج لم يستمع إليه وخرج من السيارة وهو يقف أمام المنزل …ينظر إلى تراس غرفتها ….
-حبيبتي ماريانا…
همس بحزن …
-ربنا يستر والله ..
قالها كريم بتوجس وهو يشعر أن صديقه المجنون سوف يفعل شئ وبالفعل انتفض مكانه ما أن بدأ جورج يغني بصوت مرتفع وثقيل :
ياللي نسيت الغرام ارجع هنا وقلي
مين زقك على الخصام
دة انت اللي فاضلي
اول ما عرفت انك عاوزني جيت قوام ما اقدرش استغنة عنك يا معلمني الغرام
وهقولك بردة عينة يا وحشني الف عيني
وهقولك بردة عيني يلي في بعدك كاوني اامرني هتلاقيني سجادة بين اديك
كلة كلة كوم وزعلك انت كوم انا عندي الدنيا تزعل ولا تزعل انت يوم انالسة كنت بحلم وعد النجوم يلي في بعدك باسي ولا ارتحش يوم
وهقلك بردة عينك يلي في بعدك كاويني اامرني هتلاقيني سجادة بين ايديك …
اخذ كريم يضرب على وجهه وهو يقول :
-يالهووي اتفضحنا…اتفضحنا أنا اللي جيبته لنفسي !!!
انفتح التراس وخرجت ماريانا بصدمة ليصفر جورج ما أن رآها وصرخ بإبتهاج:
-ماريانا حبيبتي ..يا حب عمري أنتِ ..

بعد دقيقة بالضبط …
كانت ماريانا قد نزلت…ما أن رآها جورج حتى ركض نحوها وهو يعانقها بالقوة ويقول :
-وحشتيني يا ماريانا ….
ثم ابتعد قليلا وكاد أن يتكلم إلا أنه فقد وعيه !!!
………
كان جالس على الأريكة بمنزله. ..لقد أصر على ماجدة ان ينتقلوا لمنزله ويعيشوا به…..لطيف اختفى من محيط حياتهم ويظن انه سوف يفعل شئ …هو لن يستسلم ……هذا الشخص قتل زوج سمرا منذ شهرين….وهو قد وعدها انه سوف ينتقم منه ….
. …….
أوعدك اني هجيب حق حماد يا سمرا…..
رمشت سمرا وهي تنظر إليه بينما الدموع تنفجر من عينيها ….كانت أيضا ماجدة مصدومة وهو يتكلم بتلك الطريقة وقد شعرت بالرعب الشديد …اكمل يوسف وقال:
-أنا هرميه في السجن ده وعدي ليكي …..
انهمرت دموع سمرا وقد ارتفع نحيبها …….
بعد قليل كانت قد ذهبت سمرا بقلب مكسور بينما اقتربت ماجدة من يوسف وقالت :
-ايه اللي قولته ده يا يوسف….لطيف ايه اللي انت هتجيب حق سمرا منه …هتحبسه ازاي ….
نظر إليها….كانت مرتعبة …نهض وأمسك كفها ثم قبله وقال:
-واثقة فيا يا ماجدة….
-واثقة فيك طبعا …بثق فيك اكتر من نفسي …بس بخاف عليك …لطيف واحد معندوش قلب …أنا معرفش ممكن يعمل ايه …أنا أنا…
-ششش
قالها وهو يلمس وجنتها …..ولكن هذا لك يقلل من رعبها ….
انهمرت الدموع من عينيها وهي تطرق برأسها وتقول بإختناق:
-حماد مات بسببي ….
شحب وجه يوسف ….انها تحمل نفسها المسؤولية…ثم أكملت :
-وأنت اتورطت بسببي …أنا مدخلتش حياة أي حد الا ودمرتها …أنا بكره نفسي ….أنا ورطتك معايا وورطت صاحبتي وانتوا ملكوش ذنب…..
-متقوليش كده …
قالها برفق وهو يمسح دموعها التي انسابت من عينيها لتقول بإختناق :
-دي الحقيقة يا يوسف …مهما عملنا مش هيسيبنا في حالنا ابدا ….هو هيحاول بأي طريقة انه يدمرك….
-بتقللي مني على فكرة يا ماجدة ….
-ما عاش ولا كان اللي يعمل كده أنا خايفة عليك يا يوسف …احيانا …احيانا بشوف ان انفصالنا هيكون احسن و …و ….
وضع اصبعه على شفتيها وعينيه العسلية تفيض غضباً وقال:
-متنطقيش الكلمة دي تاني …أنا مش هسيبك ….لا لطيف ولا عشرة غيره هيبعدوكي عني…استوعبي ده ..انا مش خايف منه ومش لازم تخافي انتِ كمان. أنا وانتِ هنواجهه وهنرميه جوا السجن …
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه وهمست :
-انا خايفة .
-وانا معاكي فمتخافيش…..
اخرجت انفاس متوترة ثم قالت :
-هتعمل ايه ؟!هتحسبه بالأدلة اللي معاك ….
صمت وقد توقف عقله قليلاً….وقال دون ان يدرك :
-انا خايف أعمل كده …افتكرت لما توقع لي ايدي الادلة والفيديوهات هسلمها للبوليس وانا مرتاح انه اتخلص منه …بس الناس اللي مدانة في الفيديو اسماء كبيرة…ناس بتقتل بدم بارد …خايف أعمل كده اعرضكم للخطر …
-طيب والحل…
همست وهي ترفع وجهها إليه ليعانقها ويقول :
-الحل خليكي معايا …جنبي يا ماجدة وانا اوعدك محدش هيقدر يمس منك شعرة واحدة …
تنهدت وهي تضمه بدورها وكانت عاجزة عن التفكير تماماً…ولكنها شعرت بالأمان بين ذراعيه…مادام هي معه لا تهتم ….ستُحل الأمور. ..هي تثق بيوسف …
خرج من شروده وهي يهز قدمه بتوتر ….كانت امامه كل الاوراق التي تدين لطيف …فيديوهات تدينه بقوة …ولكن ليس هو فقط ولكن رجال لديهم مركز قوي …رجال قد يأذوا ماجدة …يعرف انه عندما يسلم تلك الأدلة للشرطة سوف يُفتح عليه أبواب الجحيم ….للمرة الأولى يشعر بهذا الرعب ….لم يتوقع ابدا انه سيعترف بهذا لماجدة وقد اعترف لها قبل شهرين ….وبعد كثير من التفكير تحدثت معه ماجدة بالأمس لكي يخرجوا تلك الأدلة. …..
……
خرجت ماجدة من الغرفة وهي تمسك كتابها …فإمتحاناتها النهائية قد اقتربت ….وجدته شارد …يبدو عليه التفكير والقلق …اقتربت منه وجلست بجواره امسكت كفه ثم رفعته وقبلت كفه وهي تقول :
-كل حاجة هتبقى كويسة …..اتكل على الله …
نظر إليها بيأس أوجع قلبها ….يؤلمها ان ترى يوسف حبيبها المجنون يخاف بتلك الطريقة ….هي لا تتخيل ابدا هذا الرجل يخاف ولكن من اجلها فعل. ..هو لا يخاف على نفسه على العكس تماماً…هو يخاف عليها …يخاف على ابنها أيضاً…يوسف رجل مثالي هو يحمي من يخصه …وهي وابنه من الافراد التي تخصه لذلك سيفعل المستحيل لكي يحميهم ….
-ده جنان اللي هعمله ده يا ماجدة !!
قالها بهم لترد :
-وأنت مجنون وتعملها يا يوسف …اعملها وخلينا نخلص منه واي كان اللي هيحصل هنواجهه سوا …
هز يوسف رأسه وقال:
-انا هتصل بمراد …صاحبي ضابط في مكافحة المخدرات وهسلمه كل الأدلة دي !!!
………
كانت جالسة على الأرض تضم ساقيها إلى جسدها …لقد حل الليل وهو لم يظهر بعد …تخاف أن يتهور ويؤذي نفسه ….ليتها لم تخبره ليتها …ليتها احتفظت بهذا السر وشكرت ربها على الستر ….
فجأة انتفضت عندما رأته يدخل الغرفة …ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه ليقول وهو يطرق برأسه:
-ألبسي يالا عشان اوصلك عند اهلك ..
-أهلي!!!
-ايوة أنا هطلقك!!مش هقدر اعيش مع واحدة زانية !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *