رواية ماتشو الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدى مرسي
رواية ماتشو الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدى مرسي
رواية ماتشو البارت التاسع عشر
رواية ماتشو الجزء التاسع عشر
رواية ماتشو الحلقة التاسعة عشر
وفى اليوم التالى اوصلهم رعد للمطار، وما ان خرجا من المطار فى تركيا، الا ووجدا لولو والثلاثه معها ينتظرونهم، اقتربت لولو منها قائله : المره دى بقا وقعتك فى الكلام، وعرفت منك معاد الطايره وجيت .
ضحكت لمار : ماشى يا ستي بس ليه تعبتيهم كلهم معاكى .
ابتسمت : هما اللى اصرو يجو اصلا .
اتو هم ايضا وسلم الرجال على يزيد، وحيو لمار من بعيد، وسلمت جولناى عليها وحيت يزيد من بعيد،
كان جيهان يتعقب لمار بنظارته، لاحظت هى الامر لكنها تجاهلته فهى لا تفهم سر هذه النظرات، اوصلوهم الى الفندق الذى ينزلا به، وفى اليوم التالى اتى جيهان اليهم، كان قد اتفق مع يزيد ان يساعده فى امر السكن، جلس معه فى صالة انتظار الفندق، نظر جيهان الى يزيد قائلا : لدى فكره لما لا تستأجر سكن تابع للجامعه، وتخبرهم ان لمار ستعيش معك به، بدلا من ان تكن هى فى السكن الجامعى، وانت هنا وايضا تكن مطمأن عليها فى حال تركتها وسافرت .
ابتسم قائلا : فكره جيده لكن الن تأخذ وقت واجرأت ؟
ابتسم : لا لى صديق يعمل بالمدينه الجامعيه، سنذهب اليه ونخبره بالامر، وهذا سيسهل لنا الامر ان شاء الله .
هز رأسه بالموافقه : تمام هيا بنا الان فالدراسه ستبدأ قريبا .
ترددجيهان قائلا : الافضل ان تأتى لمار معنا، لتسريع الوقت كى لا نتعطل على شئ .
فهو كان يتحجج فهو يريد ان يراها،هز يزيد رأسه بالموافقه وكلمها طلب منها ان تنزل لهم، ذهبو الى الجامعه بالفعل تم الامر، واستأجرا شقه فى مكان قريب من الجامعه، وفى اليوم التالى انتقلا الى الشقه الجديده، اتت لولو وجلست معها نظرت اليها قائله : انا فرحانه قوى انك هتبقى معايا هنا .
ابتسمت بسعاده: وانا كمان فرحانه جدا، كنت ببقا زهقانه لوحدى فى امريكا .
مازحه : يالا يا ستي ادينى هبقا معاكى هنا وازهقك كمان .
عبست : يا سلام على اساس معندكيش شغل يعنى، صحيح قوقيلى هتعملى ايه فى الشغل ؟
ابتسمت : اتفقت معاهم هروح يوم ويوم وهاخد نص المرتب، كانو رافضين بس انا شرط عشان افضل يوافقو .
هزت راسها بأعجاب : شاطره هو ده الصح، قوليلى صحيح اخبارك ( غمزت لها مع ابتسامه ) اخبارك ايه انت وايفى .
نظرت اليها بخجل : مفيش اى اخبار، العادى بس حسيت انه بيلمح عايز يفتح الكلام تانى .
نظرت اليها متلهفه: وانت ناويه على ايه ؟
تنهدت بتردد: مش عارفه بفكر اوافق وخلاص ماهو اتغير وبقا ملتزم .
ضحكت : بقا كده ماشى ربنا يسعدكم يارب، بس اسمعى انا هكلم بابا يحاول يبيع الشقه بتاعتك فى مصر، ويجبلك واحده غيرها، اهو يبقا لكم مكان فى مصر .
فكرت : افضل بردو عشان ابعد عن الحيوان ده خالص، انما صحيح قوليلى اش عارفك انت بامور الحب دى يا Maço ( ماتشو ) ؟
ضحكت : يا بنتى منا لما كنت زياد، مكنتش بحب اتصاحب على الولاد ولا البنات، فكنت ببقا متفرج بس، وده بقا علمنى حاجات كتير .
ابتسمت : اه قولتلى، اه صحيح اخبارك انت ورعد ايه ؟
زمتت شفتيها : الموضوع خلص خلاص، هى مسألت وقت وينتهى، وانا ناويه اتفق معاه لما ارجع فى الاجازه، نخلص ونعلن للكل .
عبست : ليه يا بنتى انتو مش كنتو اصطلحتو وبقيتو كويسين ؟
ابتسمت ساخره : رعد كان عايز ينتقم منى، يوقعنى فى حبه وبعدين يسبنى عشان يكسرنى، بس انا فهمت حركاته، هو صحيح انكر، بس انا عملت نفسي مصداقه، عشان يعنى هو ابن عمى .
فكرت لولو قائله : مش يمكن يكون فعلا صادق وانت ظلماه ؟
هزت راسها بالرفض: محستش لا كلامه ولا نظراته الحب بيبان فى العيون .
اومأت بالوافقه : معاكِ حق، عموما يا ستى كده احسن، فى واحده عاقله تتجوز واحد اسمه رعد .
ضحكت مازحه : مش احسن ما يبقا اسمه ايفى .
ضحكت برخامه : ماشى يا Maço(ماتشو ) خليكى فاكرها، صحيح هما عزمنكم اخر الاسبوع على فسحه حلوه، يعنى هما يرتاحو من الشغل وانتو تتفسحو، قبل بداية الدراسه ؟
رفعت كتفايها وانزلتهم قائله: هقول ل يزيد وارد عليكى .
وظلت معها لبعض الوقت، اخبرت لمار يزيد بأمر الخروج ووافق، وذهبو معهم بالفعل واستمتعوا كثيرا، وكان يوم جميل، نظر جيهان الى يزيد قائلا : ما رأيك نجعل فى كل عطله نزهه كهذه ؟
تحمس ايفى : نعم انها فكره رائعه نتخلص بها من عناء العمل .
ابتسم يزيد : حقا انها فكره رائعه، لكن صعب تنفيذها، فالدراسه ستكن عائق لذلك .
جيهان : اذا نجعلها كل اسبوعين .
فكر يزيد : لا مانع ولكن ان كان وراءنا دراسه قد نأجلها .
ابتسم جيهان : هذا مُأكد، مارأيكم ندعوكم لدينا يوم فى المنزل سنعد لكم حفل شواء رائع .
يزيد : لتكن بديل عن النزهه القادمه .
ابتسم ايفى : فكره رائعه .
كانت الفتايات تقفن امامهم ببعض الخطوات يتحدثن معا، وكن سعيدات جدا بهذه الفكره، وفى يوم حفل الشواء، وقف الشباب فى الحديقه يقمون بالشواء، ودخلت الفتايات الى المطبخ لاعداد السلطه،
كان جيهان يتحجج ويدخل المطبخ من الحين للاخر، يختلس النظر الى لمار، كانت هى الاخرى تلاحظ نظراته، لكنها تتجاهلها فهى لا تريد ان تعلق نفسها بأمل قد لا يتحقق،وظل طوال الوقت يختلس النظر لها، لكنها لم تعطى له اى فرصه ليتحدث اليها، لكنه لم يفقد الامل وقرر ان يعيد المحاوله، وبالفعل اصبح عادة لهم الخروج معا فى اغلب العطلات، كان جيهان سعيد جدا بذلك فهذا يتيح له الفرصه لرؤيتها، والتقرب منها فاعجابه بها يزيد يوم بعد الاخر ، اقتربت اجازة نصف العام، وكانت نزهتهم هذه المره فى مدينة الملاهى، كانت تقف لمار تنتظر لتركب الارجوحه هى ويزيد، اتى دورهم رن هاتفها، فاشارت الى يزيد ان يركب هو لتجيب هى على الهاتف قائله: اركب انت عشان رعد بيتصل هرد عليه واركب اللى بعدها .
اومأ لها براسه وركب هو وايفى ولولو، اجابت الهاتف قائله: ايوه يا كبير .
رعد بسعاده: ازيك يا لمار وحشانى هو ان مكنتش اتصل متسأليش .
ابتسمت : معلش يا كبير كنا مشغولين جدا، الامتحانات بقا بس خلاص خلصنا وهنيجى مصر قريب .
ابتسم فرحا : بجد انت وحشانى جدا وعندى لكى خبر حلو .
فكرت : خبر ايه ؟ اخمن كده ؟
ضحك : خمنى شكلك عارفه اصلا .
ضحكت : يبقا موضوع برق وشهندا صح .
زادت ضحكته: صح وانا اللى كنت عايز افرحك، اتارى الاخبار كلها عندك .
متفاخره : عيب عليك يا بنى ده انا لمار بردو .
ضحك : ماشى يا صاحبى .
ضحكت : تمام يا كبير .
انهت المكالمه ونظرت خلفها اذا بجيهان يقف غاضبا، وينظر لها قائلا : من هذا الذى تمازحيه بهذه الطريقه .
تعجبت من غضبه : انه ابن عمى ولهذا امزح معه فنحن اصدقاء .
جز على اسنانه فهو يغار عليها: وهل يوجد صداقه بين الرجل والمرأة فى الاسلام ؟
زاد تعجبها : انت من تقل ذلك، وماذا عن جولناى اليست صديقتك ؟
نظر لها : لا انها اختى وليس من الدم فقط، بل ايضا من الرضاعه، ولكنها لاتحب ذكر هذا الامر .
تعجبت : لماذا ؟
ابتسم فقد شعر انها هى الاخرى تغار عليه ونظر لها قائلا : لان والدتنا انا وايفى، تركونا ونحن اطفال صغار رضع، فاضطر اباؤنا لاحضار مرضعه، كانت هى والدة جولناى، ومن وقتها وهى اصبحت صديقة لهم، ولكن هذا الامر يسبب لها الحرج لهذا لا تذكره ابدا، ورجاًء لا تخبريها انى اخبرتك .
ابتسمت وهزت رأسها دون كلام،
فتشجع وقرر ان يخبره بمشاعره
قائلا : هل ممكن ان تسمحلى بالاقتراب منكى اكثر، فأنا معجب بكى منذ فتره، ولكن لم استطع اخبارك .
ارتبكت : يزيد سيأتى الان، ولو سمعك سيغضب، انتظر حتى نعد من الاجازه وسأجيبك .
عبس : هذا بعيد جدا سأنتظر كل هذا الوقت، ( تنهد) لكن من اجلك سانتظر، ولكن هل اطمأن ان لى مكان فى قلبك ولو بسيط .
ابتسمت بخجل ونظرت بعيدا، فقد فهمت سر نظراته التى كانت ترها دائما، انتهى اليوم وعادا الى شقتهم، فكرت ان تخبر يزيد، لكنها تراجعت، وقررت ان لا تفكر فى الامر الا بعد عودتها من مصر، حتى تكون قد انهت امر رعد تمام .
اتت اجازة نصف العام وعادت هى ويزيد الى مصر، اتى رعد لزيارتهم وجلس مع لمار فى الحديقه، نظر اليها قائلا : وحشتينى جدا ولا هتزعلى ؟
ابتسمت : وايه اللى يزعل يا كبير، هو مش الاصحاب بيحوشو بعض ولا ايه ؟
اخذ نفس وزفره: انا عارف ان اللى بينا انتهى، بس مكنتش حابب انك تكونى شيافنى بصوره وحشه .
ابتسمت : ايه الكلام ده ياعم، رعد احنا من الاول مكناش لبعض، واللى حصل بنا كان اشبه بفيلم، يعنى حاجه كده زى الخيال، وانا مش زعلانه منك، بالعكس انا بتمنى تلاقى بنت طيبه تحبها وتحبك بجد، وتعيش سعيد انا كنت تايه واللى حصل فوقنى، صدقنى انا مش زعلانه منك اصلا .
ابتسم ابتسامه حزينه: انا اللى زعلان انى ضيعت منى انسانه جميله زيك، عارف انى عمرى ماهعوضك ابدا بس خلاص( تنهد)، انا عايز اشكرك لانك غيرتينى، وخليتينى اشوف الدنيا بشكل تانى .
ابتسمت : وانا كمان بشكرك، لان لولا اللى حصل بنا عمرى ماكنت هتغير وافوق .
نظر الى عينها ممتناً تنهدت ونظرت الى الاسفل، فابتسم وقبل جبينها قائلا : يالا ندخل نقولهم وننهى الموضوع .
أومأت برأسها موافقه ودخلا معا، وبالفعل اخبارا الجميع بالامر، ولكنهم لم يتفاجأو فالكل كان متوقع ذلك، وانتهى الامر ببساطه، تم خطوبه شهندا على البراء فى حفل عائلى بسيط، انتهت الاجازه بسرعه وعادت لمار ويزيد الى تركيا، فور وصلهم اتى اليهم جيهان لم يستطع الانتظار، وتحدث مع يزيد وطلبها منه، فكر يزيد قائلا : هل عرضت الامر عليها ؟
تردد : حقيقة نعم ولا، اخبرتها عن مشاعرى قبل ان تسافر الى مصر، لكنها اجلت اى كلام الا بعد عودتها، لكنى علمت ان الاصول فى مصر ان اكلم احد من اهلها اولا .
ابتسم : تمام سأتحدث اليها واخذ رأيها، ولكن هل يمكن ان اسالك ما سبب اختيارك لها ؟
ابتسم وتردد قائلا : الحقيقه ان قلبى هو من اختارها ليس انا، فمنذ اتيتم اول مره وانا شعرت انى منجذب لها، وكل يوم كنت اشعر ان هذا الشعور يزيد، حتى سافرتم مصر، وابتعدت عنى لم استطع تحمل الامر، فقررت ان اخذ خطوه واتقدم لها رسمى .
ابتسم وعض على شفته السفلى قائلا : تمام سارد عليك خلال اسبوع .
هز رأسه بالموافقه وخرج، كانت لمار بالجامعه، وعندما عادت تردد بعض الشئ، هل يخبرها ام يخبر والده اولاً، لكنه فكر ان الافضل ان يتحدث معها هى، ويرجأ امر والده حاليا، دخل الى غرفتها جلس الى جوارها قائلا: ممكن اتكلم معاكى شويه ؟
ابتسمت : وهو ده محتاج سؤال اكيد طبعا .
نظر لها مترقبا : ايه رأيك فى جيهان ؟
تفاجأت بالسؤال وارتبكت وترددت قائله : من ناحية ايه يعنى ؟
ابتسم فرحا فقد احمر وجهها خجلا عندما سالها عنه، تنحنح قائلا : من ناحية الجواز يعنى، لو مثلا اتقدملك وخطبك توافقى؟
زاد خجلها وفتحت فها واغلقته مره اخرى، وزمتت شفتيها وصمتت للحظات، تنهدت وقالت متردده : تفتكر لما يعرف موضوع زياد هيكون ايه رد فعله ؟
وضع يده على كتفها دعما لها : هو موضوع زياد ميعبكيش فى حاجه، ومتفكريش كده تانى فاهمه .
اخذت نفس وزفرته وابتلعت غصه فى حلقها، ونظرت الى الاسفل دون كلام، فهى تشعر بالخوف هل سيتفهم الامر، رفع يزيد راسها بيده قائلا : ارفعى راسك ومتخفيش من حاجه، انت فاهمه .
ابتسمت وهزت رأسها بالموافقه قائله : خلاص حدد معاه معاد اتكلم معاه واعرفه وهو صاحب القرار .
امسك يدها : المهم انك متخفيش ابدا انت فاهمه .
ابتسمت وهزت رأسها بالموافقه،فهذه المره هى خائفه حقاً لان رفضه قد يجرحها، وبعد يومين اتصل به واخبره وحدد له موعد، واتفق معه ان يتقابلا فى حديقه عامه، جلس الثلاثه معا كان يبدو التوتر على لمار، تنحنح جيهان قائلا : اخبرك يزيد بما طلبته منه ؟
هزت رأسها بالموافقه وهى تنظر الى الاسفل، فاكمل: لمار انا احبك جدا، ولا اعرف كيف ولا متى حدث ذلك، لكنى لم اعد اجد لحياتى معنى من دونك، وان قبلتى ان تكونى زوجتى اكن بلغت اقصى امانى .
ترددت قليلا فبداخلها اشبه بصراح بين فرحتها بحبه لها وخوفها من ان يرفضها، واخذت نفس وزفرته: لا اعرف ماذا اقول ولكن انا ايضا اشعر بالارتياح لك، واسعد بوجودى معك، ولكن لا اعرف ان كان هذا حب ام لا ؟
ابتسم : اتركى الامر لى ساخبرك ان كان حب ام لا .
ابتلعت غصه فى حلقها : هناك شئ هام يجب ان تعرفه عنى .
نظر اليها : قولى ما شأتى فاى شى لن يغير حبى لكِ .
قام يزيد وقف قائلا : ساحضر لكم البوظه واعد .
وتركهم دون ان ينتظر رد فهو ارد ان يرفع عنها بعض الحرج، وقف بعيد يتابعهم بنظره، تنهدت واستجمعت شجعاتها فهى بقدر ما تريد اخباره، خائفه ان من رد فعله، قصت عليه الامر كله حتى قصتها مع رعد، وتنهدت قائله : اعرف ان ما اخبرتك به قد يكون صادم لك لكن …..
قاطعها : لا يهمنى كل ما قولتيه لن يغير شئ، فهو ماضى وانتهى، انا عرفتك كفتاه جميله تمتلاء بالحيويه والنشاط، بها انوثه تكفى لكل البنات، اما ما ققصتيه هذا فلا يعنى لى شئ، بل انا ارى ان هذا يمزيك عن باقى الفتايات، فمنذ ان رأيتك وانا اشعر انك فتاة مميزه، ولكنى الان عرفت ما سر ذلك .
تفاجأة برده الجميل الذى اشعرها بالسعاده، ورفعها الى عنان السماء، ابتلعت ريقها ولم تجد ما تقوله، نظر الى عينها قائلا : اريد سؤالك عن امر يهمنى وهو ما يشغل قلبى وعقلى اريحينى واجبيه .
ارتبكت من نظرته قائله : اى سؤال ؟
تنهد : هل تحبينى مثلما احبك او حتى بعض منه ؟
احمر وججها خجلا ونظرت الى الاسفل،فابتسم قائلا : ساعتبر هذا اجابه مؤقتا، ولكن يجب ان افعل شئ هلا وقفتى قليلا .
وقام وقف ونظر لها،تعجبت ونظرت اليه فأومأ برأسه، فقامت وقفت جلس على ركبته امامها واخرج علبه بها خاتم الماظ من جيبه، فتحها وقدمها لها قائلا : هل تقبلين الزواج بى .
صدمت ووضعت يدها على ثغرها، وأومأت برأسها موافقه، قام وقف وامسك الخاتم ليضعه فى اصبعها، فاتى يزيد مسرعا، امسك الخاتم ووضعه فى اصبعها قائلا : هذا اضعه انا عندما تكن زوجتك ستضعه انت .
ضحك الثلاثه نظر يزيد الى جيهان قائلا : لكن عليك الان ان تطلبها من والدى فى مصر .
نظر اليه : حدد لى موعد واسافر واقابله، وايضا ايفى يريد ان يتم زواجه بلولو نذهب معا ونقم بعمل حفل جماعى هناك .
تنحنح : الامر ليس بيدى انه بيد والدى، سأكلمه واحدد معه موعد واخبرك، اتفقنا .
– : اتفقنا .
– : هيا بنا لديا الكثير من المذاكره وقد تاخرت كثيرا .
واوصلهم جيهان الى شقتهم، واتصل يزيد واخبر والده بالامر وفرح به كثيرا، لكنه تردد وامتلأ عقله بالشكوك والمخاوف، حدد له موعد وطلب من يزيد ولمار ان يأتو معه، وقبل ان يتحدث معه قرر ان يتحدث مع لمار، وقف امام باب غرفتها تردد للحظات ايدخل ام لا، لكن هشام نصحه بأن يتحدث معها، فهو منذ ان اجرت الجراحه لم تتحدث معه ابدا كنا دوما يتشاجرا، دق الباب ودخل نظر الى غرفتها فهى كما هى لم تغير بها شئ، ونظر على الارفف التى بها جوائز زياد وتنهد وأبتسم بشوق وحنين له، فابتسمت قائله : وحشك زياد ؟
نظر اليه وبادلها الانتسامه : لاء وحشتنى لمار، زياد كان ديما معايا قريب منى، لكن لمار ديما بعيده .
اقتربت منه خطوه وتنهدت : لمار مش بعيده انما خايفه تكون رافضها، خايفه تكون زياده فى حياتك مش اكتر .
امتلاءت عينها بالدموع، اقترب هو الاخر خطوه ونظر لها : ابد يا بنتى ربنا عالم انى بحبك سواء بنت او ولد انت حته منى وكمان انت افضل ولادى، طول عمرك شاطره وديما كنتى حنينه على اخواتك البنات .
باغتتها دموعها ونزلت : وامال ليه كنت ديما تتخانق معايا وتزعق لما اعمالهم حلو، ليه كنت ديما تزعقلى عشان بفسحهم .
امتلأت عينه بالدموع : طب مسألتيش نفسك ليه عمرى ما منعتك؟ انا كنت بزعقلك لكن ابعتلك العربيه عشان تروح تتفسحه، انا كنت بزعقلك لكن ببقا فرحان من جويا انك فسحتيهم، يا بنتى انا اتربيت ان البنت لازم تتعامل بالشده، معرفش اغير ده سامحينى يا بنتى مكنتش اعرف ان ده يضرك قوى كده، انا مش اب وحش انا بحبكم كلكم لانكم ولادى، حتى اسم زياده انا اختره لانى عارف انك مش عايزه تبعدى عن زياد، اخترت اسم قريب منه عشان ديما يفكرك بيه مش اكتر .
مسحت دموعها ونظرت له: بجد يا بابا يعنى انت مش بتتكسف منى ولا …
قاطعها : ابدا يا بنتى انا مكنتش بخليكى تيجى الشركه عشان مينفعش بنتى تبقا متبرجه، لكن بالعكس انا طول عمرى بفتخر بيكِ وبشوفك احسن ولادى .
نظرت اليه للحظات وارتمت فى حضنه وهى تبكى: وحشتنى قوى يا بابا وحشتنى .
احتضنها هو الاخر ودموعه انهمرت منه، فهذه المره الاولى التى يحتضن فيها احد بناته، لم يستطع ان ينطق، لكنه تمنى ان يستطع ان يحضن كل بناته، فقد شعر مدى احتياجه لهذا الحضن، نظر اليها قائلا : خلاص بقا متعيطيش وقوليلى موفقه على العريس ولا امشيه ؟
ابتسمت وهى تبكى وهزت رأسها بالموافقه : لو انت شايفه مناسب يبقا اه .
احتضنها مره اخرى وهو يحاول التوقف عن البكاء، توقفت عن البكاء قائله : انا فرحانه قوى قوى .
مسح دموعه وابتسم : مش قد فرحتى يا بنتى ( تنحنح كى لا يبكى مره اخرى ) انا هخرج بقا عشان نستعد العريس زمانه جايه .
وتركها وخرج مسرعا وقلبه يرقص فرحا، فقد اطمان عليها تنهد بألم فقد فهم انه بشدته خسر اجمل شئ فى الابوه هو حضن اولاده وحبهم له، لكنه قرر اصلاح هذا ولن يعد لفظاظته مره اخرى .
اتى جيهان فى الموعد وتحدث معه،وارتاح له وتاكد من صدقه فوافق عليه، واتفق معه على موعد لعمل حفل لهم بعد الامتحانات،
بعد ان ذهب جلس ياسر مع يزيد بغرفته، نظر اليه قائلا : اسمع يا يزيد هو جيهان ده فاهم موضوع اختك كويس ولا لاء ؟
هز رأسه بالموافقه : ايوه يا بابا لمار حكتلو كل حاجه، حتى جوازها من رعد، منا حكتلك قبل ما يجى .
نفخ : انا مقصدش عارف اقصد فاهم ولا لاء .
نظر اليه بعدم فهم : مش فاهم تقصد ايه ؟
نفخ ضجرا : انا عارف انها حكتله، اقصد فاهم انها عاشت ستاشر سنه ولد، يعنى مشاعرها واحسسها تعاملها كأنثى لسه جديد عليها .
تنبه للامر قائلا : ها معرفش ده انا نفسي مختش بالى من الكلام ده .
اخذ نفس وزفره : لا حول ولا قوة الا بالله ياعنى انت نفسك عايز اللى يفهمك، طب اسمع انا وانت هنروح بكره لهشام نتكلم معاه واللى هيقوله هو اللى يتعمل .
فكر : طب مش المفروض ناخدها معنا ؟
تحير : مش عارف يا بنى بس خايف لو كلمتها اجرحها، لما نروح له نساله .
نظر اليه : طب ما تسأله فى التليفون قبل ما نروح .
تردد : لاء خلينا لما نروح احسن، انا هتفق معاه نروح بكره فى عيادته، متقلقش محدش بيكون موجود هناك .
هز راسه : تمام لو انى خايف لتضايق ولا تزعل لما تعرف .
زمت شفتيه : سبها على الله يابنى وهو ديما عنده الحل، امك ديما تقول كده .
ابتسم : ونعم بالله .
قام وتركه وعاد الى غرفته وجد ماجده تجلس شارده، وضع يده على كتفها قائلا : ايه مالك سرحانه فى ايه ؟
تنهدت : خايفه على لمار انا متعوده على غيبها ديما عشان دراستها، انما دلوقتى هتبقا حياتها كلها هناك .
ابتسم : لاء انت خايفه تكون بتهرب مننا، عايزه تبعد عشان تنسي كل اللى حصل صح ؟
اخذت نفس وزفرته : بالعكس لو كان ده حصل زمان كنت قولت كده، لكن دلوقتى الوضع اختلف وهى اتغيرت .
امسك يدها وربت عليها : متخفيش يمكن يكون ده احسن لها، هناك مش زى هنا هيتقبلوها ومش هيبقى عندها خوف من المجتمع زى هنا، ده اكتر حاجه خلتنى افكر فى الموضوع .
تنهدت : فى دى عندم حق المجتمع هناك منفتح قوى، بس ده بردو زى ماهو مطمنى من الناحيه دى، مخوفنى قلة الدين هناك كبيره خايفه الدنيا تسرقها .
ابتسم : متخافيش عليها هى عاشت فى امريكا وهى ولد وكانت اعقل من اخوها يزيد، يعنى من النحيه دى متقلقيش عليها، واحنا ديما هنبقا نروح نزورهم ونطمن عليهم، وادعيلها ديما وربنا خير معين .
هزت رأسها مع ابتسامه حزينه ومليئه بالقلق، فكلامه هدأها بعض الشئ، لكنه لم يزيل الخوف من داخلها .
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ماتشو)