رواية حكاية امنية الفصل الثاني 2 بقلم زينب مجدي فهمي
رواية حكاية امنية الفصل الثاني 2 بقلم زينب مجدي فهمي
رواية حكاية امنية البارت الثاني
رواية حكاية امنية الجزء الثاني
رواية حكاية امنية الحلقة الثانية
للاسف الورم منتشر ولازم نبدأ جلسات الكيماوي في أقرب وقت
الجمله دي الدكتوره قالتهالي من اسبوع ومن ساعتها وأنا حابسه نفسي في اوضتي
مليش نفس لأي حاجه في الدنيا
حاله من الحزب انتابتني. وحاسه إن دي نهاية العالم
إزاي أنا لسه صغيره . أنا عندي عشرين سنه بس
معقوله هموت قبل ما اتمتع بحياتي
معقوله هموت صغيره أوي كده
لأول مرة من ساعة ما اتولدت أكون نفسي في حاجه وبابا
مش قادر إنه يعملها . مش قادر يشيل الحزن إللي في قلبي
كل يوم يدخل اوضتي ويحاول معايا إنه يأكلني ويشربني
.
ويحاول يقنعني إني ابدأ في العلاج
.
بس لأ طالما كده كده هموت في الآخر
يبقي مش هعذب نفسي بالكيماوي
أنا هقعد هنا علي سريري لحد الموت ما يجيلي
قطع تفكيري ماما وهي بتقولي
صحبتك منه تحت وعايزه تطلع تشوفك موافقه إني اطلعهالك يا حبيبتي
استغربت جدا إن ماما وافقت إن منه تدخل الفيلا بتاعتنا
دا لما تعبت في الجامعه ومنه أصرت إنها توصلني علشان حالتي النفسية كانت وحشه جداً
ماما عملت معايا خناقه كبيرة جداً . وقالتلي إنتي إزاي تصاحبي الاشكال دي .دي مش من مستواكي
الأشكال دي تتكسفي منها لما تمشي معاها
البت دي متدخلهاش بيتي تاني إنتي فاهمه .
الغريبه بقي إن ماما منتبهتش لشكلي ولا للحاله إللي أنا فيها
واللي لاحظ حالتي وجري عليا عم محمد السوفرجي
ماما لما شافت خضته عليا ساعتها بس انتبهت
..المهم قولتلها ماشي طلعيها
مش عارفه قولتلها كده ليه مع إني فعلاً مش عايزه أقابل حد ولا حتي أتكلم مع حد
دخلت عليا منه وجريت عليا حضنتني
منه….. ألف بعد الشر عليكي يا حبيبتي اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك
امنيه…..عيطت …. إنتي مش خايفه مني إني اعديكي يا منه
منه….. تعديني إزاي ده اصلا مش مرض معدي
امنيه بعياط هستيري….. أصحابي إللي كانو اهم حاجه في حياتي . واللي كنت بقف قدام بابا علشانهم خافو مني لأعديهم ….سابوني في اكتر وقت أنا محتجاهم فيه
وقالولي اعتبري نفسك مش عضوه معانا في شلتنا
خلوني اتمنى الموت وأقول ليه ليه أنا بالذات إللي يجيلي المرض الوحش ده اشمعني أنا
حضنتها منه وهي تبكي على بكائها وقالت
استغفري ربنا يا امنيه استغفري
دا ربنا علشان بيحبك. بيختبرك بالمرض ده حاولي تنجحي في الإختبار يا حبيبتي
ربنا عمل كده علشان يبين ليكي الناس إللي بتحبك من الناس إللي بيعرفوكي علشان مصلحتهم
امنيه….. إختبار صعب أوي
منه….. إنتي قدها صدقيني إنتي تقدري
بيني للناس كلها إنك قويه وانك هتتحدي المرض وهتهزميه
وابدإي في جلسات الكيماوي والحقي نفسك بدري
امنيه….. أنا خلاص اعتبرت نفسي ميته من ساعة ما عرفت إني عندي المرض ده
منه….. بس يا امنيه إنتي مش ضعيفة كده قومي واجهي العالم وواجهي مرضك
إنتي تقدري إنك تنتصري عليه إنتي أقوي من كده
الاستسلام ده للناس قليلة الحيله .. وإنتي مش قليلة الحيله ولا ضعيفة إنتي أقوي واحده في العالم
تقدري تهزمي أي حاجة . إحنا ربنا ادانا قوة كبيرة تخلينا نهزم أي مرض ….. مش إحنا المسلمين إللي نخاف إحنا معانا ربنا
امنيه….. تعبانه يا منه تعبانه اوي
منه….. والله إنتي ربنا هيجبرك على التعب إللي إنتي فيه
وهتقولي يارب كل ده علشاني أنا
قومي اخرجي معايا نتمشى شويه واخرجي من الحالة إللي إنتي فيها دي
امنيه…. مليش نفس لأي حاجه في الدنيا يا منه
منه …. علشان خاطري قومي أخرجي معايا تغيري جو
امنيه.. هنخرج فين الساعه لسه أربعة مفيش ديسكوهات لسه فتحت
منه….. نعم يا أختي مفيش إيه.. ديسكوهات
قومي يا امنيه الله يهديك قومي نتمشى قال مش عارفه إيه
منه … ماشي دقيقه واحده أغير هدومي
لبست امنيه بنطلون جينز ضيق جداً وعليه تيشيرت ضيق جداً جداً
خرجت لمنه وهي مكسوفه من لبسها وقالت
هو أنا ينفع اخرج معاكي بلبسي ده
منه.. مفيش حاجه أوسع من كده
نظرت لها امنيه وقالت….دي أوسع حاجه عندي
منه …. خلاص يلي نخرج دلوقتي ونشوف موضوع اللبس ده بعدين
خرجت امنيه مع منه تمشو قليلاً وبدأت كل واحدة تفتح قلبها للاخري .اشترت منه لأمنيه ذره مشويه
واشترو آيس كريم وقضو وقتا طويلاً مع بعضهم
وكان هذا الجو بالنسبة لامنيه جديد عليها لكنها أحبته كثيرا
واقنعت منه امنيه أن يبدأو في جلسات الكيماوي وبعد كثير من المناقشات وافقت امنيه
عادت امنيه إلي المنزل واخبرت والدها ووالدتها أنها سوف تذهب الى الطبيب لبدأ الجلسات
سر والدها كثيراً لهذا الخبر ووالدتها أيضاً فأخذتها والدتها في أحضانها وقالت
إن شاء الله ياحبيبتي ربنا هيشفيكي . ربنا مش هيسبنا ابدا
والد امنيه….. أنا عايز اسفرك بره يا موني علشان أكون مطمن عليكي اكتر
امنيه….. لأ يا بابا أنا عايزة اتعالج هنا. عايزه صاحبتي منه تكون جمبي
والد امنيه….. يا حبيبتي أنا عايز اطمن عليكي
بس طالما إنتي هتكوني مبسوطه وهي صحبتك جمبك خلاص المهم إنتي تكوني مستريحه
وروحت للدكتور وحدد معاد أول جلسه واصريت إن منه تيجي معايا وهي كان عندها محاضرات فسابتها علشان خاطري . رغم إن مفيش بينا صداقه قويه
ورغم إني مقبلتهاش غير مرتين اتنين بس حاسه إني أعرفها من سنين
قابلتني منه وقالتلي أول حاجه هنعملها هنخرج صدقه بنية إن ربنا يتم شفاكي . وفعلاً عملنا كده
وكان معاها مصحف طلعته علشان أقرأ فيه بس للأسف معرفتش أقرأ فيه خالص
فبدأت هي تقرألي ووعدتني انها هتعلمني إزاي أقرأ فيه
وكان معايا بابا وماما واقفين بيبكو عليا
لأول مرة اشوف دموع والدي
لأول مرة في حياتي أحس إن ماما بتحبني وإني أنا مهمه عندها زي النادي والحفلات
المرض إللي جالي ده خلاني شوفت حاجات حلوه حواليا مكنتش واخده بالي منها
ودخلت الغرفه إللي هاخد فيها العلاج
وعلشان أنا مش حافظه قرءان منه قالتلي استغفر ربنا وأصلي على النبي وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله
وبدأ العلاج يدخل في جسمي
ولك أن تتخيل كميه الألم إللي بيحس بيها مريض السرطان
عباره عن جمره نار دخلت في وريدي وماشيه في عروقي وأنا حاسه بكل مكان بيوصل له العلاج
الألم أكبر من ابكي بسببه
الألم بيخليني عايزه أصرخ وبالفعل صرخت
وسمعت صريخ ماما من بره وهي بتبكي علشاني لما سمعت صوتي فأضريت إن أكتم وجعي جوايا علشان محدش يتألم بسببي
وخلصت جلسه الكيماوي على خير بس أنا مش بخير
جسمي كله بيوجعني عضم جسمي بيوجعني
روحت البيت وفضلت أرجع وجالي اسهال
ودايخه . رقدت على السرير وأنا ببكي
أنا البنت المدلله إللي عمري ما حد رفضلي طلب
محدش قادر يساعدني هما بس واقفين يبكو ومش قادرين يعملو ليا حاجه .لقيت والدي بيقول وهو منهار من البكاء
يارب إللي فيها هاتو فيا ومشوفش بنتي بتتوجع يارب
لقيت نفسي بقول لنفسي
معقول يطلع أبويا وأمي بيحبوني كده طيب ليه أنا مكنتش حاسه بده ليه دايما حاسه إني علي الهامش في حياتهم
لقيت لساني بيردد ….. الحمد لله يارب علي المرض ده
علشان خلاني أعرف إنهم بيحبوني كده
وعدا يوم والتاني والتالت ومنه مكلمتنيش من ساعة الجلسه
معقول منه كمان تتخلي عني معقول هي كمان تسيبني في مرضي
في الآخر رنيت عليها علشان اعاتبها
علشان اتصدم لما والدتها قالتلي
منه عامله حادثة بقالها تلاته أيام وهي في غيبوبة لسه مفاقتش
يُتبع ..
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية حكاية امنية)