رواية التفاحة العجيبة الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani
رواية التفاحة العجيبة الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani
رواية التفاحة العجيبة البارت الثالث
رواية التفاحة العجيبة الجزء الثالث
رواية التفاحة العجيبة الحلقة الثالثة
……بينما كان منصور يسير داخل الغابة وإذا به يسمع صوت زئير هائل قد شق صداه أرجاء الغابة فتسمر في مكانه وقد جمد الدم في عروقه
لكن صوت الزئير استمر حتى شعر منصور أن ذلك الزئير يحمل من نبرة المعاناة أكثر مما يحمل من نبرة التخويف فاستنتج أن الوحش صاحب تلك الزمجرة ربما يعاني من ورطة ما
فتتبع الصوت حتى استطاع أن يلمح من بين الاحراش أسدا ضخما ذا لون أشد سوادا من الليل أما شعر رأسه ورقبته فذو لون ذهبي أخاذ كانت إحدى قائمتي الاسد الاماميتين قد انحشرت بين صخرتين وكان الاسد يحاول تخليص نفسه فلا يفلح لذلك كان يزأر بيأس
أدرك منصور أن هذه هي فرصته الذهبية ليعبر الغابة مستغلا مصيبة الوحش لكن الفتى الطيب تطلع مطولا الى الاسد ثم قرر مساعدته لأنه ببساطة لا يستطيع تركه على تلك الحالة
تقدم منصور من الاسد بتأني وما إن رآه حتى نهض وزأر على الفتى بفظاعة الى درجة أن ريح الزئير قد بلغت منصور فأغلق عينيه لكنه قال :أمي على وشك الموت وهي بحاجة ماسة الى المساعدة لذلك فأنا أعرف شعور من هم بحاجة للعون ولهذا السبب سأساعدك يا صديقي ولكن ارجوك لا تأكلني وإلا قضيت على أمي كذلك
وهنا وأمام دهشة منصور نطق الاسد قائلا :أنت تساعدني أيها الكائن الضئيل؟
أشار منصور الى رأسه وقال :هذه الرأس لم تخلق لوضع القبعات فقط
مضى منصور ثم عاد بعد لحظات وهو يحمل جذع شجرة طويل ورفيع وحشر أحد طرفيه بين الصخرتين ثم أمسك بطرفه الثاني وسحبه نحو الأسفل بكل ما أوتي من قوة حتى تحركت الصخرة بما يكفي ليحرر الاسد قائمته
نهض الاسد من مكمنه ودار حول منصور وهو يفترسه بنظراته القاسية فأغمض منصور عينيه وهو يرتقب مصيره الذي ستقرره له تلك الفكوك Lehcen Tetouani
وبعد لحظات تحركت فكوك الاسد بالقول :هيا اصعد على ظهري وسأحملك الى أي مكان ترغبه
وهكذا اعتلى منصور ظهر الوحش بسعادة فانطلق يجري به حتى بلغ مكان شيخ الغابة دون أن يجرؤ أي مخلوق على اعتراض طريقهما
ثم أنزل الاسد منصور وقال :لا أستطيع الاقتراب أكثر لأن شيخ الغابة قد أحاط منطقته بتعاويذ سحرية تمنع كل مخلوقات الغابة من الدخول إليه فما هو إلا ساحر شرير
دخل منصور بيت الشيخ فلما علم من الفتى عن مراده حتى أشار الشيخ الى جبل بعيد وقال :خلف ذلك الجبل
تتواجد أجمل فتاة على ظهر البسيطة أسيرة لدى ساحرة الجبل فإذا أحضرتها لي فسأعطيك الفرس الفريد وحيد القرن
عاد منصور لارتقاء ظهر الاسد الذي انطلق يسابق به الريح بوثباته الخاطفة حتى بلغ الجبل فتسلقه منصور تاركا الوحش الاسود ينتظره على السفح ريثما يكمل الفتى مهمته
وعندما أدرك منصور الجانب الآخر من الجبل وإذا به يجد نفسه أمام كوخ بسيط تجلس أجمل فتاة وقعت عيناه عليها حينها أدرك الفتى أنها هي الفتاة المطلوبة لأنه لا يمكن أن توجد فتاة أجمل من هذه ولا أحلى هكذا فكر منصور
كانت الفتاة تغزل الصوف على آلة المغزال بلا انقطاع وحتى عندما اقترب منصور منها وسلم عليها فإنها لم تترك عملها لحظة بل ردت السلام وهي منهمكة بالعمل
فطلب منصور منها مرافقته لكنها اعتذرت وقالت لا أستطيع فلو توقف هذا المغزال عن العمل فسوف تأتي الساحرة فورا وستقتلنا معا
فكر منصور قليلا ثم قال :بل ستأتين معي دون أن يتوقف المغزال عن العمل
قالت :وكيف ذلك؟؟
أشار منصور الى رأسه وقال :هذه الرأس لم تخلق لتوضع عليها القبعات فقط
ثم قام بتسلق الكوخ حيث توجد آلة للرياح موضوعة على قمة الكوخ وهي عبارة عن قضيب معدني ذو أربعة جوانح تدور حول نفسها باستمرار بسبب الريح التي لا تنقطع عن الهبوب على سفح ذلك الجبل
وبعد ذلك قام بربط خيط رفيع بتلك الآلة ثم وصل الطرف الأخر من الخيط بالمغزال الذي في الأسفل وبعد أن انتهى من عمله مد يده نحو فتاة المغزال وطلب منها أن تبتعد عن الآلة
فنظرت إليه الفتاة بعينيها الجميلتين ثم سحبت يديها شيئا فشيئا وأمسكت بيد منصور ونهضت عن المغزال فاستمر المغزال بالعمل بتأثير قوة الرياح
شعرت الفتاة بسعادة عظيمة بعد أن تحررت أخيرا من عبودية العمل على المغزال فبعد شهور طويلة قضتها تحت رحمة الساحرة ها هي تستمتع لأول مرة بالأشياء من حولها وذلك بفضل تدخل منصور فشكرته جزيل الشكر
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : (رواية التفاحة العجيبة)