Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة أحمد

    رواية ملك للقاسي الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة أحمد

تردد
________________
اتسعت عينا ادم وقال بغضب :
– انت اتجننت عارف نفسك بتقول ايه ازاي يعني تغلط وحتى لو المفروض تجبهوملي انا مش هيا !!
صلاح بتوتر اكبر :
– حضرتك ده كان غلط كبير مني انا بعترف بس مش بقصدي اا…
لم يكمل لان ادم اغلق الخط والقاه باهمال ، جلس على السرير يفكر لهذا السبب كانت منهارة وتبكي لكن لماذا لم تفتح معه الموضوع واين الاوراق هل الامر لايعنيها….لا مؤكد يعنيها لانها تحبه نعم تحب وهو…..مانوع مشاعره لماذا قرر البقاء معها هل لانه اشفق عليها ام هذا تعود ام لانه يريدها….ويريد حبها….كيف تشعر الان لابد انها حزينة للغاية كيف سيتصرف هل سيفسر لها ام ينتظر حتى تواجهه بنفسها.
تنهد بعمق وشعر بالصداع مجددا في نفس الوقت الذي طرق فيه الباب.
دلفت يارا هاتفة بنبرة هادئة :
– العشا جاهز تعالا عشان تاكل و تشرب الدوا ولا عايزني اجبلك الأكل هنا احسن ؟
ادم بنفي :
– لا انا هنزل معاكي تحت.
امسك يدها برقة و نزلا جلس على الطاولة و سألها :
– مش هتتعشي معايا.
– لأ مش جعانة.
– طيب اقعدي معايا على ما اخلص.
جلست يارا امامه دون التفوه بحرف اضافي ، طالعته خفية محدثة نفسها :
– يعني المحامي بتاعه جبلي ورقة الطلاق بالغلط امم بقى كده ادم مقصدش يوريني انه عايز يخلص مني بس ليه ادايق…. يمكن عشان كان عايز يكلمني بخصوص الطلاق بعد ما يخف.
حمحمت و اخرجت هاتفها تعبث به حتى قالت :
– ادم انا هضيفك عندي ع الواتس.
رد عليها بعدم اكتراث :
– طيب بس اعتقد مفيش داعي كده كده انا مبستعملوش كتير.
يارا بسخرية :
– ليه انت اعلى من انك تستعمله ولا ايه.
اظهر ادم ابتسامة صفراء :
– و ديه عايزة كلام ، بس انا معنديش وقت للهبل ده.
قلبت عينيها بتملل متمتمة :
– واحد متكبر وشايف نفسه معرفش على ايه….. احم طيب انت عندك انستجرام زينا احنا الناس الطبيعيين.
زفر بضجر :
– وعندي فايبر و تويتر كمان انا مش جاي من العصر الحجري دلوقتي ممكن تسكتي شويا عشان انا بكره حد يتكلم في الأكل.
يارا وهي تقلده :
– ننننن…. احم ادم ايه رايك في لون شعري.
– انا سامع الجملة ديه من قبل …. اه افتكرت سمعتها فين قبل كده اوعى تكوني عايزة تصبغيه باللون الازرق انتي كمان !!
ضحكت الاخرى و هتفت :
– هههه لأ طبعا مش بالازرق اكيد انا عايزة اغير لونه للبني و اقصه لانه طويل وبقى يدايقني وانا بسرحه.
ترك الملعقة و نظر لها :
– نعم تقصي شعرك وده من امتى ده لا انسي.
– انا مش بسأل انا بعرفك بس و هقصه يعني هقصه.
– و هقصلك رجليكي معاه لو عملتي كده.
يارا بعدائية :
– ايه التسلط اللي فيك ده على فكرة شعري ده حاجة تخصني انا ملكش حق تدخل فيه وياريت تبطل تتحكم فب غيرك وتاخد قرارات بدالهم فاهم عشان انا اتخنقت منك !
انتصب واقفا و جذبها لتقف امامه :
– الفلسفة ديه كلها اكيد مش عشان شعرك صح ، انتي عايزة تقولي ايه بلاش لف و دوران اتكلمي مباشرة.
طالعته يارا والضيق يعتريها فهو لحد الآن لم يواجهها ولم يسألها عما حدث صباح اليوم كان يريد الانفصال و اتخذ قراره دون ان يرجع اليها وحتى بعدما عرف انها على علم بكل شيء لا يزال يدعي العكس…
سحبت يدها منه و همست :
– انا عايزاك تفهم انك مش الوحيد الموجود في العالم ومش شرط الناس كلها تمشي على مزاجك كل واحد في الدنيا ديه عنده رأي خاص بيه ومن حقه ياخد القرار اللي بيتعلق بحياته بطل تتملك الناس اللي حواليك لان مش كلهم هيستحملو اللي بتعمله… خاصة لو كانو بيحبوك.
دمعت عيناها مع اخر كلمة و صعدت الى غرفتها فزفر ادم بعصبية هامسا :
– انا عارف هي بتقصد ايه مستنية مني اواجهها بس مش عارف ازاي يعني اقولها ايه انا عايزك فحياتي ومش عايز نسيب بعض…. اوووف الكلام ده صعب اوي اووف.
_____________________
بعد مرور 3 ايام.
استيقظ ادم وقد قرر الذهاب اليوم الى المكتب وبعد عودته سيواجه يارا و يخبرها انه يود اكمال حياتهما معا ، ربما ستعتقد انه يتحكم بها – وهذا صحيح – لكن ان كانت تحبه بالفعل فستوافق على اي شيء يقوله ولن تتذمر بل ستسعى للعيش معه طوال حياتها.
استحم و ارتدى ملابسه بنطال جينز ازرق وتيشرت ابيض وبليزر ازرق داكن صفف شعره ونزل.
كانت يارا جالسة على الاريكة فحمحم بهدوء :
– صباح الخير.
الفتت له يارا بابتسامة :
– صباح النور…. جت في وقتك الفطار جاهز.
نفى ادم برأسه :
– معلش انا متأخر.
نظرت يارا للاسفل بحزن :
– طيب براحتك.
صمت قليلا ثم ابتسم :
– الصراحة انا جعان و عايز اكل عاملة ايه فطار.
اتسعت ابتسامتها بفرحة :
– انا عاملة فطار ملوكي النهارده عملت تحلية بالكراميل و الموز و بوب كرون كنافه و دونات و مربى فريز و عصير رمان.
ضحك ادم بخفة :
– عملتي كل دول يا يارا انا كده السكر عندي هيرتفع.
بادلته الضحكة و جلس معها يتناول فطوره و صدقا اعجبه ما اعدته فهو اعتقد بما انها صغيرة في السن وكانت مدللة ابيها لم تعتد على دخول المطبخ.
حمحم و شرب القهوة الخالية من السكر دفعة واحدة فحدثت يارا نفسها :
– انا عملتله كل الاكلات اللي بسكر بس هو معجبوش غير القهوة المرة ديه زي دمه.
بللت شفتيها و هتفت :
– اه صح انا رايحة النهارده الكلية انت عارف السنة الدراسية الجديدة بدأت من اسبوعين وانا لازم ابدأ التزم بالمحاضرات من تاني.
– طب اجهزي عشان اوصلك ف طريقي.
– لا مفيش داعي مش رايحة دلوقتي ، هروح بعد ساعتين كده مع رهف.
ادم بجدية :
– تمام ماشي بس متتأخريش مش عايز ارجع و ملاقكيش في البيت وكمان…. احم عايزك في موضوع.
رفعت حاجبها باستغراب ثم ادركت ما يقصد بالتأكيد سيخبرها انه يجب عليهما الانفصال.
تنفست يارا بهدوء و سألته :
– موضوع ايه قولهولي دلوقتي احسن.
نظر لها متلعثما :
– اا… انا كنت عايز نتكلم ف… يعني عشان اللي…. احم خليها المسا انا رايح.
نهض و اقترب منها و طبع قبلة على جبهتها ، تيبس جسدها واغمضت عيناها بعنف فأردف :
– خدي بالك من نفسك و اتصلي بيا لو احتجتي لاي حاجة ماشي.
– احمم ماشي ، استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه.
ابتسم ادم و غادر اما هي فحدثت نفسها :
– هو اللي عايز ينفصل بيعمل كده ده باين عليه كأنه هيتجوزني تاني…. المهم انا هحضر نفسي لو طلب الطلاق انا هكون قوية قدامه و مش هعيط اه انا بحبه بس مش هتخلى عن كرامتي.
______________________
في الشركة
دلف ادم بخطوات هادئة وهو يضع يده في جيب بنطاله وينظر للامام بثبات ، توجه لغرفة مكتبه وجلس على كرسيه يراجع ملفاته حتى سمع طرقا على الباب اذن بالدخول فدلف مازن.
مازن بدهشة هو يجلس :
– تصدق بالله هتصدق ان شاء الله انت مش معقول يا اخي لسه معداش اسبوع من لما طلعت من المشفى و جاي المكتب النهارده ! هو الشغل هيهرب.
ادم ببرود وهو يطالع الاوراق امامه :
– حبيبي اذا جيت عشان نكمل شغلنا اهلا وسهلا ولو قاعد معايا عشان تسمعني الكلام الغبي ده فتقدر تطلع دلوقتي.
ضحك مازن بتذمر :
– على فكرة انا بقالي اسبوعين شايل شغلي وشغلك على كتفي لازم تشكرني بس انا مش عايز عشان انت صحبي و حبيبي.
طالعه بغيظ :
– طيب شكرا تقدر تتفضل.
زفر الاخر و غادر بينما جلس ادم يكمل عمله…
***
كان مازن سيدلف لمكتبه لكن رأى رتاج تدلف وبكل ثقة ايضا ، طالعها باعجاب و لاول مرة يرى مدى جمالها عيناها الامعة لايدري ما لونها لكنها تبدو باللون الاخضر البراق وبشرتها البيضاء الصافية انفها دقيق ملائم لوجهها و رموشها الكثيفة جذابة.
للحظة تمنى لو لم تكن محجبة لكي يستطيع رؤية شعرها لكن استغفر سريعا.
افاق من شروده على صوتها وهي تطرق باصبعيها امام وجهه :
– هااي مازن مالك مبتردش عليا ليه ؟
اجابها بشرود :
– ايوة عايزة ايه.
رتاج بحنق :
– انا عايزة ايه ؟ هو انت عيان ولا ايه سيبني اشوف.
و قبل ان يتكلم رفعت يدها تتحسس جبينه ، دقق مازن في عينيها جيدا ليست خضراء تماما لا ليست خضراء ابدا خليط بين الرمادي والعسلي خليط رائع فعلا لكن لا يدري لماذا يشعر بأنه رأى مثل لون هاتين العينين من قبل حتى ملامح وجهها مألوفة جدا.
تحدثت الاخرى بنفاذ صبر :
– يووه انت رجعت تسرح تاني بتفكر ف ايه بس طيب انت
حرارتك طبيعية ايه بقى التصرفات اللي بتعملها ديه…. تمام اطلبلك قهوة ؟
مازن بمكر :
– اخلي سمر تطلبهالي ؟
حمحمت وابتسمت باصطناع :
– طبعا بس انا المرادي هحدف القهوة على حد تاني غيرها.
ضحك الاخير وهو يتساءل بتعجب :
– هو انتي ازاي مش عاملالي حساب بتتكلمي كده عادي كأنك بتعرفيني من زمان انتي مصنوعة من ايه.
ابتسمت رتاج بخجل فتابع :
– هههه لااا انا مش متعود عليكي مكسوفة فوقي كده ، اه صحيح يوم الخناقة قولتلك ترجعي بكره بس دول بقو 3 ايام ليه كده.
هزت كتفيها بتلقائية :
– انت من زمان عارفني مبلتزمش ب اي ميعاد و مبروحش ل اي مكان من غير ارادتي…. ااا اقصد يعني بشتغل عندك من اسبوع و اكيد عرفت طبيعتي.
ابتسم وتقدم منها هامسا :
– ديه اخر مرة عشان لو اتكررت هتلاقي نفسك برا ومحدش هيشغلك هاا خدي بالك كويس.
اومأت رتاج وقالت :
– هجبلك القهوة ولازم تشربها.
هز مازن رأسه ودلف وبعد دقائق طرقت رتاج الباب ودلفت مباشرة.
جلست امامه و هتفت :
– هاا احنا بقينا لوحدنا مش هتقولي مالك.
كان مازن لايزال يتطلع لها بصدمة من دخولها هكذا لكنه تعود عليها والغريب انه لايمانع ابدا ماتفعله.
عقد حاجباه باستغراب :
– وانا ليه لازم احكيلك انتي بالذات يعني انا لسه عارفك من اسبوعين بس.
نظرت له وارتشفت بعض القهوة متابعة :
– احيانا بنقول للغربا كلام مبنقدرش نقوله لأقرب الناس و الغريبة انهم بيفهمو علينا و يمكن يحلو مشاكلنا و الصراحة انا عقلي كبير و بعرف اقدم نصايح احكيلي ومش هتندم.
تنهد مازن بألم :
– بصي انا هحكي عشان محتاج افرغ اللي جوايا…انا بحب بنت.
انصدمت رتاج وارتجفت يداها لكنها تمالكت نفسها :
– وو..وايه كمان ؟
تنهد بحزن وهو يتذكر ملامحها :
– اسمها رهف اخت ادم الشافعي وبيبقى صاحبي انا حبيتها من زمان من 3 سنين تقريبا كانت 17 سنة ولسه و خفت اتقدملها و اترفض عشان صغيرة و استنيت طول الوقت ده ولما كبرت كنت بستنى الفرصة المناسبة عشان اطلب ايدها بس فجأة زياد صحبي و رفيق عمري رجع للبلد هههههه هو كان اشطر مني اول ماشافها راح وطلب ايدها وانا فضلت زي الغبي ببصلهم.
تابع بابتسامة :
– يوم الخطبة كان اسوء ايامي حسيت انه الحاجة الوحيدة اللي عشت عشانها ضاعت مني رهف الوحيدة اللي حسيت انها ممكن تعوض الفراغ اللي فحياتي بعد ما اهلي اتوفو و باقي العيلة اتشتت اعتبرت عيلة ادم عيلتي اتعلقت بيهم و اتعلقت برهف كمان و حبيتها جدا و اتمنيتها تبقى مراتي وام ولادي بس دلوقتي بقت ملك لواحد تاني ومليش الحق حتى عشان افكر فيها.
كانت رتاج تستمع له وقلبها يعتصر الما شعرت بالحزن الشديد عليه الحب الوحيد في حياتها يتألم من اجل حب فتاة اخرى غيرها.
مسحت دموعها العالقة بعينيها قبل ان تنزل و تمتمت :
– الحياة مبتديناش كل اللي بنتمناه بس مبتقفش على حد يا مازن الحب بيجي من غير ما يستأذن و بالوقت اللي بنكون فيه بنتحسر على حبنا اللي راح مبناخدش بالنا على الحب اللي عندنا ومش حاسين بيه انت مش قادر تنساها لانك مش عايز لا انت مش عارف عشان مش مصدق فكرة انك تعيش من غير ما تحبها ربنا بياخد مننا حاجة و بيعوضنا بحاجة تانية و هيجي يوم و تلاقي البنت اللي تناسبك ساعتها هتحمد ربنا عشان حرمك من اللي حبيتها و عوضك بواحدة بتحبك اكتر من نفسها.
نفى متهكما :
– وهي مين ديه اللي هتحبني اكتر من نفسها.
رتاج باندفاع :
– ان….اقصد انت دور عليها وهتلاقيها.
استغرب مازن و سألها :
– انتي عندك احساس عالي و بتنصحي من قلبك كأنك…انتي حبيتي حد فحياتك وهو محبكيش زيي.
احمرت وجنتيها خجلا و اجابت :
– ايوة حبيت بس الحب ده شبه مستحيا عشان هو بيحب بنت غيري ومش شايلني من ارضي اصلا.
– غريبة انتي عايشة نفس اللي عشته انا…. بس مين الغبي ده اللي مش شايف حبك يعني في حد بتحبه بنت زيك و يقول لأ.
ابتسمت رتاج قائلة :
– هو زي ما انت قلت عليه….هو غبي يلا عن اذنك.
استدارت لتذهب لكنه اوقفها بكلامه :
– شكرا ليكي يا رتاج بجد ارتحت اوي لما اتكلمت معاكي.
بعد خروجها تنهد مازن هامسا :
– يارب اقدر اشيل حبها من قلبي لاني تعبت اوي و تجتمع رتاج مع اللي بتحبه هي بنت طيبة و بتستاهل كل خير.
ظهرت ملامح رتاج الجميلة في مخيلته وابتسامتها وكلامها فرغم انها تبتسم دائما ورغم سلاطة لسانها لكنه يشعر انها تخفي حزنا عميقا في قلبها من هو الرجل الذي تحبه وكيف له ان لايحب فتاة مثلها.
_______________________
اما رتاج فعندما خرجت نزلت دموعها بقوة وضعت يدها على قلبها وبكت…بكت بقوة على ما سمعته فمن تحبه يحب فتاة اخرى ، نعم شقيقتها محقة هو لاينتبه لوجودها اصلا لكنها ستسعى لمساعدته ستحاول انقاذ ماتبقى من حبها ستحاول جعله ينسى تلك التي تدعى رهف نعم سينساها فهي لم تتخلى عن حلمها بأن تكون طبيبة و تختار مجاله و تكون قريبة منه لكي تتخلى عنه ببساطة.
تنهدت رتاج ورفعت يديها مغمضة عيناها :
– يارب لو مخدتوش انا خده انت و ارزقه فسيح جناتك يارب.
__________________
بعد مدة.
ارتدت يارا بلوفر انيق ابيض اللون و طويل يتجاوز الركبة بقليل و بنطال واسع اسود و طرحة سوداء.
نظرت الى نفسها في المرآة و ابتسمت ثم ذهبت مع رهف الى الجامعة.
دخلت يارا الى القاعة الخاصة بها و لمحت صديقتيها ( سهى و فرح ) فأشارتا لها بالقدوم.
جلست بجانبهما واحتضنتها فقالت سهى بسعادة :
– يارا انا مش مصدقة اني شوفتك كنت فاكراكي وقفتي دراسة لما مجتيش من اول اسبوع.
ابتسمت يارا :
– لا انا كنت بس مشغولة انتي عارفة الجواز و البيت واخدين وقتي.
فرح بتعالي :
– اها احنا كنا فاكرين انك هتعملي حداد سنة كاملة على ابوكي الله يرحمه مسكين مات فجأة من غير ما يودعك.
ترقرقت عيناها بالدموع عند تذكر والدها الحبيب بينما هتفت سهى بضحكة محذرة :
– محدش بيموت فجأة كل واحد فينا مصيره مكتوب حتى قبل ما يتولد…. احم المهم اخبارك ايه.
– تمام اهو عايشين.
سألتها فرح بمكر :
– صحيح يا يارا انتي عرفتي ان محمد اتفصل من الكلية ؟
عقدت حاجبيها باستغراب :
– محمد مين ؟
فرح :
– محمد مجدي كان معانا في الدفعة اللي وقفك مرة و كلمك…. اتفصل في نفس اليوم اللي كلمك فيه ومن غير ما يعمل حاجة اكيد في واحد ايده طويلة ورا اللي حصله.
صمتت يارا تفكر هل يعقل ان ادم هو السبب فلقد سألها عن اسمه بعدما رآه يكلمها و يغمز لها.
حمحمت و هزت كتفيها بعدم اكتراث :
– ربنا يسهله ، سهى ابعتيلي المحاضرات اللي فاتتني مش عايزة حاجة تأثر على مستوايا انتي عارفة بحب اطلع الاولى على دفعتي.
– ماشي من عيوني.
نطقت فرح مجددا :
– انتي كده كده هتطلعي الاولى ماهو طول عمرك بتنجحي عشان بتنتمي لعيلة غنية ودلوقتي اتجوزتي راجل عنده فلوس كتيرة و مستحيل تسقطي مدام عندك واسطة.
ابتسمت يارا باصطناع :
– حبيبتي انا طول عمري ناجحة بمجهودي ومبستناش حد يساعدني بس طبيعي تفكري كده لانك بردو لو مكنش عندك علاقات كويسة مع الدكاترة كنتي هتسقطي للمرة التانية ههههه.
ضحكت و نظرت امامها اما فرح فظلت تطالعها بغضب شديد.
*** بعد مرور ساعات.
انهت رهف محاضراتها و خرجت ، بعثت رسالة الى يارا تسألها متى ستنتهي فأجابتها ” لسه قدامي ساعتين انتي ارجعي متستننيش عشان بعد ما اخلص هروح المكتبة “
تعجبت رهف و اتصلت بها وعندما اجابتها بادرت الاخيرة بالسؤال :
– هتروحي فين يا يارا كده هتتأخري و ادم يزعل مننا.
يارا بصوت منخفض :
– ادم عارف اني هطول وكمان مش هتأخر الوقت لسه بدري و اصلا انا هطلع قبل ما تخلص محاضراتي و اروح المكتبة ولما اخلص ارجع بسرعة… رهف الدكتور بيبصلي انا هقفل قبل ما ياخد باله يلا باي.
اغلقت في وجهها فتأفأفت رهف و بعثت رسالة ” طيب هتكوني في البيت امتى انتي عارفة لو ادم رجع قبلك هتحصل مشكلة “
** في نفس الوقت كانت يارا تتابع المحاضرة ولم تنتبه الى الرسالة التي وصلتها ، لمحت فرح هاتفها ينير فألقت نظرة و قرأت الشات لتسحبه نحوها و تبعث الرسالة دون ان ينتبه احد ” مليش دعوة ب ادم هو انا هاخد رأيه كل شويا …. انا دلوقتي مش فاضية مترجعيش تبعتيلي باي “
ارسلتها ثم حذفتها من الشات و اعادت الهاتف الى مكانه مبتسمة بمكر….
نظرت فرح امامها وحدثت نفسها :
– انا النهارده هخليكي ترجعي بيتك متأخرة ونشوف ايه اللي هيحصل انتي غلطتي معايا بس هعلمك ازاي تكلمي اسيادك….!!
يتبع…
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *