رواية العابثة الصغيرة الفصل السابع 7 بقلم سولييه نصار
رواية العابثة الصغيرة الفصل السابع 7 بقلم سولييه نصار
رواية العابثة الصغيرة البارت السابع
رواية العابثة الصغيرة الجزء السابع
رواية العابثة الصغيرة الحلقة السابعة
الفصل السابع (لا ترفض الحب )
كانت دعاء جالسة علي الأريكة… مرتدية ثيابها عينيها ثابتة على الأرض لا تقدر علي مواجهته بينما هو يتحرك كأسد حبيس داخل قفصه لا يصدق أنه قد تم خداعه…. لا يصدق أن طوال هذا الوقت كانت تخدمه امرأة… نظر إلي دعاء بغيظ وقال :
-يعني كل الفترة دي كنتي بتخدعيني بتكدبي عليا
-رائد بيه أنا.
-اخرسي….. اخرسي ولا كلمة.
زعق بها رائد لتنتفض برعب…. ليجذبها هو من ذراعيها…. عينيه السوداء الحادة تقابل عينيها البنية المذعورة… أبتسم ابتسامة مرعبة وقال:
-لولا أنك ست كنت ضربتك لحد ما كسرت كل عضمك… بس للاسف موصلتش لمستوي إني أمد أيدي علي ست
ارتجفت شفتيها واوشكت علي البكاء…. ليدفعها بعنف حتي سقطت علي الأرض وقال :
-اطلعي برة ولو شوفتك قدامي تاني هقتلك بجد.
……….
وقف منعم أمام رائد وقلبه يرتجف خوفا…. لقد اكتشف خدعتهما وهو الآن ينتظر رصيده من الإهانة والطرد… أخذ رائد يتطلع إليه بغضب… لا يصدق أنه تم خداعه بتلك الطريقة الدنيئة!… كان غاضب…. غضبه كفيل بإحراق منعم ودعاء سويا….
-ليه يا منعم أنا وثقت فيك؟
أطرق منعم برأسه خجلا وقال:
-حبيت اساعدها يا بيه… دعاء بنت مسكينة أمها ماتت وأبوها سابها واتجوز ورماها هو واخوها… صعبت عليا.
رمش رائد قليلا وكان علي وشك أن يتعاطف معها إلا أنه سيطر علي نفسه وزعق به :
-مش علي حسابي يا استاذ منعم…. مش بالخداع… أنت كدبت عليا وخدعتني… استغفلتني عشان كنت كويس معاك..
-يا بيه أنا…
-أسكت يا منعم… اسكت… أنت كدبت عليا… وثقت فيك وخدعتني…. قولتلك أن ممنوع ست تدخل البيت ده وكسرت اوامري… أثق فيك ازاي دلوقتي!!
-أنا آسف يا رائد باشا.
قالها منعم بحزن ليتنهد رائد ويقول:
-عدي علي عم كريم هيديك باقي حسابك.. آسف ملكش شغل هنا يا منعم.
نظر إليه منعم بحزن ليذهب رائد من إمامه… لم يتخيل ابدا أن يعامل منعم بتلك الطريقة ولكنه يكره الكذب والخداع…. فما فعله منعم لا يغفر… جلس رائد علي سريره بحزن… أغمض عينيه بينما عيون أخري تطارده… عيون بنية تنظر إليه بحزن… بخيبة… نهض بعنف ونفض رأسه ثم خرج فهو هنا يشعر بالاختناق
……
كانت تسير في الشارع دون هدي …نظرات عينيه الغاضبة ما زالت تلاحقها وتجلدها بقسوة …الكره الكبير لها صدمها …لقد شعرت بكرهه وهذا كسر قلبها …كسر قلبها لانها احبته بطريقة تثير الشفقة …ولا تعرف لماذا قلبها تعلق به هو دون عن باقي الرجال …لماذا احبت رجل لن يحبها من الأساس …وها هو طردها من حياته للأبد !!!!
………..
-انا قلقانة علي دعاء يا بابا دي اتأخرت اووي وكمان قافلة موبايلها
قالتها منال وهي تدور حول نفسها بقلق …
-ابلة منال هي اختي فين ؟
قالها بسام بخوف وهو يخرج من الغرفة
اقتربت منال وهي تقول بكذب:
-متخافش علي اختك يا حبيبي هتيجي دلوقتي .روح نام دلوقتي عشان وراك مدرسة
دخل بسام الغرفة ..بينما قال منعم وهو يهز رأسه:
-رائد بيه اكتشف خدعتنا وطردنا انا وهي يا منال …زمانها منهارة دلوقتي …اكيد رائد سمعها كلام كتير وهي زعلت …غير اني خسرت شغلي اكيد هتكون مكسوفة تواجهني
-اوعي يا بابا تضايقها ولا تقولها حاجة
-لا يا بنتي مستحيل اعمل كده …هي بس تيجي بالسلامة ومش مهم الباقي …
فجأة أتت دعاء من الخارج يبدو علي ملامحها الانهاك …عينيها حمراء بقوة من أثر البكاء …اقتربت منال منها وضمتها بقوة لتبكي دعاء وهي تضم منال بدورها …نهض.والد منال ثم ذهب لغرفته ليتركهما علي راحتهما …
…..
بعد قليل
-انا السبب يا منال …أنا دمرت حياتكم …ابوكي بسببي اتطرد من الشغل …انا…
أمسكت منال كفها وقالت:
-بطلي هبل ده نصيب بابا وهو اكيد هيلاقي شغل احسن وبعدين انتي نسيتي أنه فاتح مشروع جمب شغله يعني متقلقيش مش هنموت من الجوع
-انا مش عارفة اواجهه ازاي والله …مكسوفة اووي يا منال …ابوكي فتحلي بيته وخلاني اشتغل …وانا كده ارد المعروف …
-بطلي هبل يا بنت أنتِ .. ابويا بيعتبرك بنته وكويس أنه ساب الشغل عند الراجل قليل الذوق ده …
أغمضت دعاء عينيها وانسابت دموعها وهي تتذكر معاملة رائد السيئة لها …كان قلبها يؤلمها …لقد خسرت من أحبته …يا الهي لماذا أحبت هذا الرجل بالذات …
…….
كان رائد يسير في المنزل كثور هائج …لقد تم خداعه بسهولة تامة من قبل فتاه لا تتجاوز كتفيه حتي …لا يصدق أن منعم يفعل هذا به …هو غاضب بشكل سئ …يود لو يذهب لتلك الفتاة ليحطم رأسها …يود فعل الكثير والكثير …ولكن لا يريدها أن تخرج بتلك الطريقة من حياته ….حقا لا يعرف ماذا حل به وكيف وقع تحت سحرها …يعرف فقط أن يومه فارغ بدونها …منزله مهجور دون وجودها …جلس علي الفراش وهو مغمض عينيه ويتذكرها …يتذكر اهتمامها الشديد به …عينيها التي تلمع لأجله …..وارتباكها امامه …تلك الاشياء كان يخاف ان يثبتها …واقنع عقله تماما انه يتوهم …ولكن الآن هو سعيد …سعيد للغاية …نعم غاضب بسبب خداعها ولكن سعادته تكمن في انه طبيعي هو يحبها …يحب دعاء …وقع في حب الفتاة!
………
في اليوم التالي …جهزت دعاء أخاها ليذهب الي المدرسة وبعد ذهابها ..جهزت حالها لتخرج وتبحث عن عمل …قررت ألا تبقي دون عمل …وايضا قررت أن تستأجر منزل بالمال الذي جنته من العمل عند رائد ….لقد بقت في منزل عم منعم كثير وهي لن تثقل عليه أكثر من هذا
….
مرت الساعات وهي تبحث …أرادت عمل اي عمل ولكن محاولاتها باءت بالفشل التام … جلست علي أحد المقاعد الطينية واغرورقت عينيها بالدموع …كانت تشعر بالاختناق ….. رفعت راسها للسماء وهي تقول :
-يارب ساعدني …ساعدني يارب أنا مليش غيرك ….
…..
كان رائد يقف أمام المرآة وهو يصفر ..لقد قرر الذهاب إليها والاعتراف بحبه لها …سينسي غضبه …سينسي الكذب وسيتذكر فقط أنها الفتاة التي أحيت قلبه مجددا …هو فقط ممتن أنها لم تكن رجل…ضحك علي تفكيره ثم خرج …أخذ سيارته وانطلق …ومن بعيد كان أحدهم يراقبه ….
……
عادت دعاء الي المنزل وهي منهكة …لقد فشلت في إيجاد عمل مجددا … تنهدت بيأس وقررت انها لن تستسلم ….خرجت من شرودها عندما اقتربت منال منها وقالت:
-الحقي با بت رائد بيه جوه مع بابا وعايز يقابلك !!!.
خفق قلبها بعنف وكادت أن تقع من الصدمة الا منال امسكتها وقالت:
-لا امسكي نفسك يا برنسيسة مش كده اجمدي شوية وروحي قابليه
-بمنظري ده
-لا طبعا أنتِ عاملة زي المتشردين ..روحي ظبطي نفسك شوية
هزت دعاء رأسها بطاعة ثم ذهبت لتجهيز نفسها. ..
بعد قليل كان قد خرج منعم وأخبرها أن رائد يريد أن يراها…
تنفست بعمق وولجت الي الغرفة …خفق قلبها بقوة وهي تتطلع إليه …عينيها تنظران دون شعور إليه بإشتياق…لقد اشتاقت إليه وهو بكل قسوة طردها من حياته … أرادت أن تركض إليه وتضمه ثم تبكي بين ذراعيه …
ابتسم رائد وهو يراها ثم تقدم منها وقال دون تردد وبثقة تامة :
-دعاء أنا بحبك
وما أن قالها حتي فقدت الوعي تماما !!!
يُتبع ..
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية العابثة الصغيرة)