روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت التاسع والعشرون

رواية شمس ربحها القيصر الجزء التاسع والعشرون

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة التاسعة والعشرون

” وما المشكلة في ذلك ..؟! إنه امر طبيعي .. على الاقل عندما يحدث انفصال بسبب عدم إتفاقنا لن يكون هناك اطفال يتشتتون بيننا ..”
” وصلت الى مرحلة الانفصال وانا لم أخطبك بعد ..”
قالها بتهكم ليسمع والدتها تهتف بتحذير :
” شمس .. لا تقولي كلام كهذا الآن ..”
قاطعتها شمس بإصرار :
” انا اتحدث بمنطقية ماما ..”
هتف بها قيصر :
” اين المنطقية يا شمس ..؟! هل ما تقولينه منطقي برأيك ..؟!”
ردت بهدوء :
” لا أحد يضمن شيئا .. ”
قاطعها بنفس الهدوء :
” من الجيد أنك تعرفين هذا .. الحياة بأكملها لا يوجد بها اي ضمان .. وان كنتي تظنين إن مرور ثلاثة سنوات على زواجنا بتفاهم سيضمن عدم حدوث مشكلة قد تؤدي الى الطلاق لا سامح الله فأنتِ مخطئة .. هناك من يتطلقون بعد عشرين عاما من زواجهم .. ”
عبست ملامحها ليتنهد ويكمل :
” اقبل جميع طلباتك ولكن هناك اشياء غير مقبولة .. بإمكانك استبدالهما بطلبات آخرى اذا اردت ..”
قال جملته الأخيرة بنبرة شعرت بها ساخرة لتهتف بحنق :
” هل تسخر مني ..؟!”
قال مصطنعا الدهشة :
” أسخر منك ..؟! بالطبع لا .. اتحدث بجدية .. ”
أشاحت وجهها بضيق ليشير الى والدتها قائلا :
” حسنا يا هانم .. ما رأيك أن تأتي عائلتي معي يوم الخميس ونخطب شمس رسميا .. ؟!”
نظرت مها الى ابنتها التي اكتفت بتعابيرها الممعتضة دون ان ترفض حديثه لتوافق على الموعد ..
خرج قيصر بعدها لتنتفض شمس من مكانها وهي تتمتم بحنق :
” حسنا يا قيصر عمران .. ارفض كما تشاء لكنني سأنفذ ما أريده على كل حال ..”
……………………………………………………………….
بعد مرور شهرين ..
تمت الخطبة بشكل سريع حيث ارتديا الخواتم بوجود افراد العائلة المقربين ..
اتفق قيصر ان يكون الزواج بعد شهرين فلا داعي للتأجيل خاصة إنه يخطبها للمرة الثانية وبالطبع لم تستطع والدة شمس الرفض فالمنطق يقول ان تتزوج ابنتها بسرعة كونها تخرجت منذ مدة ولا داعي للانتظار اولا وكونها سبق لها أن تزوجت ومن نفس الرجل ..
وما ان اتفقوا على جميع التفاصيل حتى انغمس الجميع في التحضير لحفل الزفاف وتجهيز شمس من جميع النواحي والتي قررت ان تحضر كل التجهيزات بنفسها خاصة بعدما قررت ان تترك التدريب في شركة قيصر على وعد ان تعود الى العمل كموظفة في الشركة حتى

 

 

يصدر قرار تعيينها كمعيدة في الجامعة وبالرغم من عرض قيصر عليها العمل في احدى الجامعات الخاصة لكنها رفضت متمسكة بحقها في جامعتها الاصلية ..
مرت الايام وحفل الزفاف يقترب وقد أصر قيصر ان يقيمه في أرقى فندق في البلاد ولم تعترض شمس بل إنها طلبت منه ارتداء ثلاث فساتين زفاف ليهتف متعجبا :
” ثلاث فساتين ..؟! ”
فتومأ برأسها وتقول :
” نعم ثلاثة فساتين .. إنها موضة منتشرة هذه الفترة .. هل توجد مشكلة ..؟! أم إنك لا تتحمل تكلفة ثلاث فساتين ..؟!”
رد بقوة :
” أستطيع ان أجعلك ترتدين كل عشر دقائق من الحفل فستان جديد وليس ثلاث فساتين فقط ..”
” جيد .. ”
قالتها وهي تبتسم بتصنع ليكمل بهدوء :
” هناك مصمم خاص نتعامل معه .. هو المسؤول عن التصميم ..”
أومأت برأسها ثم قالت :
” حسنا ولكن سيصمم الفستان الاصلي اما الفستانين الآخرين سأختارهما بنفسي ..”
” اذا اذهبي الى احدى محلات الماركات العالمية واشتري من هناك الفستانين .. ”
هزت رأسها ثم سألته بدهشة :
” ألن تأتي معي وانا اختار الفساتين ..؟!”
هتف بجدية :
” حسنا اذا قلت سآتي ربما ترفضين فأنا لا اعرف مالذي يناسبك وتحبذينه ..”
ابتسمت بخفة وقالت :
” حسنا لا تأتي .. دعها مفاجئة ..”
هز رأسه وهو يكاد يخنقها فهي طالما لا تريده أن يأتي ، لماذا سألته اذا ..؟!
كانت شمس تولت مسؤولية تجهيز اشيائها الخاصة بينما قيصر مسؤول عن بقية الاشياء فهي كانت تثق في ذوقه ولكن بالطبع كان يأخذ رأيها في بعض تفاصيل الحفل الذي سيكون من أفخم حفلات الزفاف في البلد لهذا العام ..
لم تلتقِ شمس بعائلته سوى مرتين تعاملت بها مع الجميع بإستثناء فادي الذي كان غائبا عن المنزل في المرتين ..
ما زال داخلها يوجد مخاوف من المقابلة رغم إنها تتمنى ان تقابله وجها لوجه كي تعتاد على وجوده الذي لا بد منه ..
…………………………………………………………….
دلف قيصر الى جناح أخيه بعدما سمح له أخيه بذلك ليجده يلملم أغراضه في حقيبة كبيرة ليهتف به :
” اذا ما قالته ماما صحيح .. ستترك القصر ..”
توقف فادي عن لملمة أغراضه مستديرا نحو أخيه متأملا إياه للحظة قبل أن يرد عليه :
” نعم سأترك القصر .. هكذا افضل ..”
” بسبب زواجي من شمس .. أليس كذلك ..؟!”
سأله قيصر بملامح لا توحي بشيء ليرد فادي بصدق :
” احد الأسباب ولكن ليس السبب الأساسي ..”

 

 

 

” وما هو السبب الأساسي ..؟!”
سأله قيصر بإهتمام ليرد فادي بجدية :
” أريد الإنفراد بنفسي .. البقاء لوحدي .. اشتريت شقة مناسبة وسأبقى فيها .. أشعر إن هذا أفضل لي .. وأفضل لك أيضا ..”
أكمل بعدها بجدية :
” أظن أنك تتفق معي في كلامي ، أليس كذلك ..؟!”
لم يجبه قيصر على سؤاله بل قال بجدية :
” هذا قصر العائلة .. مكانك محفوظ به .. لا أحد يستطيع ان يمسه .. تذكر ذلك دائما ..”
” أعلم ذلك .. لكن اجواء القصر لا تناسبني هذه الفترة .. حتى لو لم تكن ستتزوج من شمس كنت سأتركه يوما ما ولكن زواجك عزز من قراري وشجعني على تنفيذه .. ”
” ستحضر حفل الزفاف .. أليس كذلك ..؟!”
سأله قيصر بهدوء ليبتسم فادي بخفة ويرد :
” بالطبع لن أفعلها ولا أحضر يا قيصر .. لن أجعلك انت والعائلة عرضة لألسنة الناس وأحاديثهم التي لا تتوقف ..”
” جيد ..”
قالها قيصر بإقتضاب ليهتف فادي أخيرا بجدية :
” صحيح ، انا سأسافر خارج البلاد بعد الزفاف ولا تسألني لماذا ..”
نظر اليه قيصر بتمهل ثم ما لبث ان قال بجدية :
” كما تشاء يا فادي .. لكن ابقى على تواصل معي ..”
اومأ فادي برأسه متفهما بينما خرج قيصر من الجناح تاركا اياه يكمل ترتيب اغراضه ..
……………………………………………………………
كانت شمس تلملم أغراضها المتبقية استعدادا لحفل الزفاف لتجد ربى تدلف الى الداخل وهي تضع أمامها بعض حاجياتها وتقول :
” خذي هذه ايضا .. لا تنسيها ..”
زفرت شمس أنفاسها بضيق واتجهت تجلس بجانب اختها على السرير تهتف بحنق :
” لقد تعبت .. أشعر بالإرهاق الشديد .. لو كنت أعلم ان الأمر متعب لهذه الدرجة ما كنت لأتزوج ..”
ضحكت ربى وقالت :
” تعبت من تحضيرات الزفاف فقط .. ماذا ستفعلين بعد الزواج وانت تتحملين مسؤولية عائلة ..؟! زوج ثم اطفال باذن الله ..”
تطلعت شمس اليها بضيق بينما سألت شمس :
” ماذا تفعل ماما ..؟! ”
ردت ربى بجدية :
” لا أعلم .. أشعر إنها حزينة هذه الفترة بسبب زواجك وخروجك من المنزل ..”
” بالطبع ستفعل ..”
قالتها شمس بسرعة ثم ما لبثت ان سألت أختها :
” وأنت ..؟! ألستِ حزينة …؟!”
ردت ربى :
” لا أعلم .. لم أستطع تحديد مشاعري بعد ..”
نظرت اليها شمس بصدمة لتهتف بعدها :
” وأسامة ..؟! اتمنى ألا يكون سعيدا ..”

 

 

” أسامة أسعد شخص الآن ليس بسبب زواجك بل بسبب انتهاء امتحاناته وتحرره من هذه المرحلة الدامية ..”
زمت شمس شفتيها بعبوس لتكتم ربى ضحكتها وهي تقول :
” يكفي ان ماما حزينة يا شمس ..”
حدقت بها بضيق بينما سمعتا جرس الباب يرن لتنهض ربى من مكانها وتتجه نحو الطابق الأسفل لفتحه ..
فتحت الباب لتجد آخر شخص توقعته امامها..
احتدت ملامحها وهتفت بعصبية :
” ماذا تفعل هنا ..؟!”
سيطر فارس على اعصابه وهو يقول :
” اريد التحدث مع والدتك لو سمحت..”
زفرت انفاسها بضيق ثم سمحت له بالدخول على مضض لتخبره بعدما طلبت منه الجلوس في الصالة :
” دقيقة .. سأناديها لك ..”
اومأ برأسه متفهما ثم اتجهت الى والدتها تناديها بينما أخذ فارس يتأمل المكان وهو يفكر في ما يفعله ..
لقد آتى الى هنا من باب الواجب اولا ولكي يعتذر عن تصرفات والده ثانيا ..
لحظات وأتت زوجة عمه لينهض من مكانها مستقبلا اياه ..
” مرحبا يا فارس …”
قالتها مها بهدوء وهي ترسم ابتسامة رسمية ليبادلها إبتسامتها الرسمية وهو يجيب :
” اهلا بك يا زوجة عمي ..”
” تفضل ..”
قالتها وهي تشير له ان يجلس ليجلس على الكنبة المقابلة لها بينما هتفت هي بإبنتها التي تقف خلفها :
” اسألي ابن عمك ماذا يشرب وأعديه ..”
حدقت ربى به بنظرات تود فتكه من خلالها ليتطلع اليها بلا مبالاة فتسمع صوت والدتها تناديها من جديد فتسأله على مضض :
” ماذا تشرب يا ابن عمي ..؟!”
رد بهدوء :
” أي شيء .. ”
” سأعد لك العصير ..”
قالتها بإقتضاب بينما نظرات والدتها المنحرجة تتابعها لتهتف بعدما رحلت :
” اعذرها يا فارس .. لقد ضايقها حديث والدك السابق كثيرا ..”
تنهد وقال :
” انا أعذرها يا زوجة عمي ولا ألومها .. وانا جئت كي أعتذر منك عن تصرفات والدي وما قاله.. ”
أكمل متأملا الضيق الذي سيطر على قسمات وجهها :
” انا غير راضيا عن جميع ما يقوم به وما قام به مسبقا .. كوني واثقة من هذا ..”

 

 

 

حدقت به مها وهي تفكير إنه ليس وسيم الطلعة فقط بل يبدو ذو أخلاق رفيعة وشخصية لبقة مميزة ..
قالت أخيرا بجدية :
” انت لا علاقة لك بكل هذا يا فارس .. لن أحملك اخطاء غيرك ..”
تقدمت ربى منه ووضعت العصير امامه ثم اتجهت وجلست بجانب والدتها ترمقه بنظراتها القوية والتي لم يبالِ بها وهو يكمل مشيرا الى زوجة عمه :
” في الحقيقة لقد أتيت ايضا لأخبرك إنكم عائلة عمي ومهما فعل والدي لن يلغي تلك الروابط بيننا … علينا ان نتذكر هذا جيدا ..”
هتفت مها بجدية :
” هذا أكيد يا فارس .. لم أسعَ يوما لإلغاء تلك الروابط ابدا .. و انت ابن عمهم الأكبر .. أي بمثابة أخيهم الاكبر ..”
” ابن عمنا الذي لم نره ولو لمرة طوال حياتنا بل لم يكلف نفسه ويحضر عزاء عمه حتى ..”
” ربى ..”
نهرتها والدتها لتشيح وجهها بعدم اكتراث بينما قال فارس :
” كنت مسافرا يا ربى .. لو كنت هنا ما كنت ترددت لحظة لأحضره ..”
لوت شفتيها بتهكم لاحظه لتهتف مها معتذرة :
” ربى لسانها يفلت منها أحيانا فهي تنفعل بسرعة ..”
” لساني لا يقول سوى الحقيقة .. لا يعرف المجاملة ابدا ..”
نظرت اليها والدتها بتوعد ليهتف فارس بتهكم يارب :-
” جيد وانا ايضا لا أحب المجاملات يا ربى .. ”
حدقت به بعينين مشتعلتين لينهض من مكانه ويقول :
” اسمحي لي فيجب ان اذهب الآن .. أتمنى أن نبقى على تواصل يا زوجة عمي فكما قلت لك لا دخل لي بوالدي ..”
” ان شاءالله يا فارس ..”
قالتها مها بهدوء ثم أكملت بجدية :
” صحيح .. زفاف شمس ابنتي بعد ثلاثة ايام .. اتمنى ان تشرفني في الحضور انت وعائلتك … ”
ابتسم بلباقة وهو يرد :
” مبارك لها .. سأحاول ان احضر باذن الله .. ”
هتفت ربى بسرعة :
” ولا تنسي ان تجلب خطيبتك يا فارس .. ”
أكملت وهي تخبر والدتها :
” فارس خاطب يا ماما ومن الطبيعي ان ندعو خطيبته ..”
أردفت وهي تنظر اليه بتحدي :
” اسمها نرمين ، أليس كذلك .. ؟! سننتظرها معك .. ”
…………………………………………………………………

 

 

بعد مرور ثلاثة ايام ..
كانت شمس تجلس في الغرفة المخصصة لها في الفندق بجانبها اختها وصبا وبعضا من قريباتها تضع اللمسات الأخيرة على وجهها ..
هتفت ربى بجدية :
” تبدين رائعة حقا .. لا تضيفي اي شيء آخر ..”
” معك حق ..”
قالتها شمس بشرود بينما قالت ربى :
” لنأخذ صورة سويا قبل الحفل ..”
اتجهت نحوها بفستانها الأرجواني المميز والتقطت صورة مميزة معها قبل ان تحتضنها وتهتف بحزن واضح :
” سأشتاق لك كثيرا ..”
أدمعت عينا شمس وقد بدأت تستوعب اخيرا إنها ستدخل مرحلة جديدة في حياتها دون عائلتها الصغيرة :
” وأنا أيضا ..”
ابتعدت ربى عنها بعينين حزينتين بينما فتحت الباب ودلفت كلا من لميس ودينا منها وخلفهما رانسي لتهتف لميس بإبتسامة محببة :
” مبارك يا شمس … بالرفاه والبنين ان شاءالله ..”
ابتسمت شمس بخجل وردت :
” شكرا لميس وعقبالك ..”
هتفت دينا بإبتسامة صادقة :
” مبارك لك .. تبدين جميلة للغاية ..”

 

 

نظرت شمس اليها بإبتسامة هادئة وهي تفكر ان دينا تبدو افضل من والدتها وأختها وأخيها الاصغر بينما هتفت رانسي بإعجاب :
” انت جميلة للغاية .. لقد احسن قيصر الإختيار ..”
ضحكت لميس وقالت :
” دوما ما كان يحسن الإختيار يا رانسي ..”
ابتسمت شمس بخجل بينما دلف الكوافير من جديد ليتجه نحوها كي يضع اللمسات الاخيرة عليها قبل بدء حفل الزفاف ..

يتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *