رواية ولد الهلالي الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور بشير
رواية ولد الهلالي الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور بشير
رواية ولد الهلالي البارت الحادي عشر
رواية ولد الهلالي الجزء الحادي عشر
رواية ولد الهلالي الحلقة الحادية عشر
نطقت زينب بلهفة: دهب ، دهب أنتى كويسة ، ثم نظرت إلى يونس و كأنها أدركت وجوده للتو؛ يونس ، أنت كنت فين أنت كمان ، فضيقت عيناها فى نظرة ثاقبة و كأنها تستجمع خيوطها؛ أنتم كنتم مع بعض
فنطق يونس بسعادة: ايوووه يا ماما دهب كانت معايا ثم سحب يديها مشبكا أنامله بأناملها و تابع بحب؛ أنا و دهب رجعنا لبعض و أتجوزنا أمبارح
فأنتقلت زينب بعينيها بينهم ثم تابعت بصدمة و هى تهز رأسها بعدم تصديق: مش معقول
كل ذلك و عبد القادر جالسا متكئا على عصاه ينظر لهم جميعاً بوجوم ، نظرات مبهمة لا يستطيع أحد فهمها ، إلى أن ضرب بعصاه الأرض و صاح بغضب أفزع الجميع: مش بالسهولة دى يا يونس ، مش بالسهولة دى
فنظر له يونس بأستغراب ثم نطق بعدم فهم: هو إيه يا بابا اللى مش بالسهولة دى ، ثم أضاف بهدوء؛ أنا و دهب أتجوزنا يا بابا
فهدر عبد القادر بانفعال و حدة: و أنا قولت مش بالسهولة دى يا يونس ، و أكمل بعصبية؛ هو الجواز لعبة و لا إيه ، ولا أنت خلاص مبقاش فى كبير فى حياتك ترجعله ، تتجوز و تطلق و تتجوز و تطلق و ترجع تانى لدهب إيه يا يووووونس للدرجة دى أنت مراهق ، للدرجة دى أنت مش عارف أنت عاوز إيه ولا بنات الناس لعبة فى إيدك و رهن إشارة منك ، ثم تابع بتحذير؛ لو أنت نسيت أنت عملت فيها إيه فأنا منستش يا يونس و إستحالة يجمعكم بيت تانى لأنى المرة دى أنا مش هقدر أشوفك و أنت بتغدر بيها تانى و ساعتها هنسا أنك إبنى و هتعامل معاك معاملة عمرك ما شوفتها منى يا يونس ، فاااااهم إستحالة
فتفوه يونس برزانة و هدوء: بابا أرجوك أهدى ، من فضلك حاول تتفهم وضعى ، دى دهب نفسها سامحتنى و أنا وعدتها أنى عمرى ماهوجعها أو أخدعها تانى ، صدقنى يا بابا أنا أتغيرت و بحب دهب بجد
فصرخ به عبد القادر بغضب أعمى و عصبية شديدة: أى حب ، أى حب ده ، أنت اللى زيك ميعرفش يحب ، اللى زيك ميعرفش غير يخدع بس و أنا إستحالة هآمن على دهب تانى معاك و لا حتى على إبنك
فهتفت دهب بحزن موجهه حديثها إلى عبد القادر: بابا أرجوك ، ولا أنا ولا يونس هنقدر نكمل من غير بعض ، يونس أتغير يا بابا أنا واثقة من ده ، ثم أضافت بحماس؛ أرجوك يا بابا مالك لازم يتربى بينى أنا و يونس و أنا متأكده أن يونس المرة دى هيكون قد المسؤلية
فصاح بها عبد القادر بانفعال شديد: أنتى تسكتى خالص ، أنا مش عاوز أسمع ليكى صوت و حسابنا على اللى حصل أمبارح دوره جاى ، أوعى تفتكرى أن اللى حصل ده هيمر كده من غير حساب ، أنا عمرى ما توقعت منك يا دهب كده ، عمرى ما كنت أتخيل أنك هتتحولى فى يوم من الأيام لنسخة تانية من أبنى ، أنتى فاهمة أنتى عملتى إيه أمبارح ، أنتى كسرتى قلب راجل حبك و صغرتيه قدام الناس كلها
فهمت دهب أن تتحدث إلا أن عبد القادر لم يعط لها الفرصة للحديث و تابع بنفس نبرته: أنتى خيبتى أملى فيكى يا دهب
فأردف يونس بأحترام: بابا من فضلك دهب مالهاش ذنب فى اللى حصل ، أنا اللى روحت لحد عندها و أقنعتها ترجع ليا ، أنا اللى روحت و أترجيتها أنها تسيب الفرح و ترجع معايا ، ثم أضاف بحزم؛ و أنا إستحالة هسيبها المرة دى يا بابا ، دهب بقت مراتى من تانى و المرة دى لآخر العمر و أنا إستحالة هقبل بأنها تبعد عنى تحت أى ظرف حتى لو كنت حضرتك اللى عاوز كده
فنظر له عبد القادر ثم هتف بحدة و هو يوجهه حديثه إلى دهب: أنتى موافقة على اللى هو بيقوله ده
دهب لا رد …..
فصاح عبد القادر بها بغضب شديد: ردى عليااااااااااا
فوضعت دهب وجهها بالأرض و هطلت دموعها بغزارة فهو محق بكل ما يتفوه به و لكن قلبها هذه المرة هو من أختار و هى سعيدة للغاية بقرار قلبها هذا
و هنا أمسك يونس بيديها و أردف بهدوء: أنا أتجوزت دهب و ده أمر واقع و كلامكم دلوقتى مش هيغير من الأمر الواقع شئ ، ثم هم بالخروج بها من المنزل إلا أن عبد القادر هتف به بحدة: يعنى إيه يا يونس ؟ يعنى أنت هتكسر كلمتى ….
فنظر له يونس و تحدث بتقدير: صدقنى يا بابا أنا و دهب روحنا أتوحدت من جديد و مش هتفترق أبداً إلا بطلوعها للى خلقها ، فهم يونس أن يخطوه بقدماه للخارج إلا أن دهب سقطت مغشياً عليها فاقدة للوعى تماماً ، فلحقها يونس بين ذراعيه و هو يهتف بإسمها فى ذعر و خوف شديد ، مما جعل زينب تصرخ و هى تضرب بيديها أعلى صدرها: بننتتتتى
و صاح الصغير بأسم والدته فى لهفة و نبرة باكية: مااااامى
فحملها يونس بين يديه ذاهبا بها إلى غرفة ولدته و هتف فى كريم بحدة: كرررريم أطلب الدكتور بسرررررعة ، بسررررعة يا كريم
فأقتربت منها دينا جالسه إلى جوارها تبكى بذعر و هى تردد دون وعى: دهب ، دهب فوقى يا حبيبتى ، فوقى عشان خاطرى
و يونس كل ذلك جالسا إلى جوارها واضعا رأسها داخل أحضانه ممسكا بيديها فى ذعر و اضعا عدة قبلات متفرقة فوقها و هو يردد بخوف شديد: حبيبتى فوقى عشان خاطرى ، مش بعد ما بقيتى معايا و فى حضنى تسيبينى
و بعد مرور نصف ساعة
خرج الطبيب من غرفة دهب فأسرع إليه يونس مرددا بلهفة: طمنى يا دكتور مراتى عاملة إيه
أوما الطبيب برأسه و أردف بعملية: المدام سكرها كان عالى أوى ، و من الواضح أنها بقالها أكتر من يوم ما أخدتش جرعة الأنسولين الخاصة بها و أتعرضت لضغط عصبى قوى ، بس الحمد لله أحنا لحقناها و لو كنا اتأخرنا عليها أكتر من كده كانت هتدخل فى غيبوبة سكر ، ثم تابع بتساؤل؛ هى أتعرضت لحالة زى ده من قبل كده ولا دى أول مرة
نطقت دينا مسرعة بحزن شديد: ايوووه يا دكتور من خمس سنين أتعرضت لزعل جامد و دخلت فى غيبوبة و قعدت فى المستشفى أكتر من يوم
كل ذلك تحت صدمة الجميع ، و خصوصاً يونس
فمحبوبته تعانى من مرض السكرى منذ سنوات و هو لا يعلم
متى و كيف …. ؟
صدمة قوية تلقاها للتو ، فهذا الخبر حقا كالقشة التى قسمت ظهر البعير بالنسبة له كما يقال
و على الجانب الآخر تقف زينب و عبد القادر و كريم فى صدمة ، يتساءلون كيف لها أن تصيب بمثل هذا المرض دون معرفة أحد منهم ؟
متى أصيبت به من الأساس؟
و متى دخلت فى غيبوبتها و مكثت بالمشفى دون علمهم ؟
صدمة قوية تلقاها الجميع للتو فتابع الطبيب بعمليته: طب كويس جدا ، لأن من الواضح أن الموضوع بيحصل معاها على فترات ، أهم حاجة تبعد عن أى زعل أو مضايقات و تلتزم بجرعة الأنسولين فى مواعيدها
فهتف يونس بلهفة: طب هى كويسة يا دكتور دلوقتى صح
فأوما الطبيب برأسه بأيجاب و تابع بهدوء: هى دلوقتى كويسة الحمدلله بس ياريت لو تأكل و تنام لأن من الواضح كمات أنها ضعيفة أوى و أنا كتبتلها شوية تحاليل عشان نطمن أكتر ، ثم مد يديه بتلك الورقة إلى يونس فأخذها يونس منه مناولا إياها إلى أخيه حتى يأتى لها بالدواء الخاص بها ، و بعد أنصراف الطبيب وجه يونس حديثه إلى دينا متسائلا بحزن: ممكن تقوليلى أمته تعبت و أمته ده حصل لها
فوضعت دينا وجهها بالأرض و نطقت بحزن: من خمس سنين ، يوم ما جاتلى لما أنت قولتلها أنك بتحب واحدة غيرها و هتتجوز ، أول ما فتحت الباب لقيتها واقعة من طولها جريت بيها عالمستشفى و هناك الدكتور قالى أنها فى غيبوبة سكر و أنه إسعافها و بعد كام يوم خرجت من المستشفى
فهوى يونس على الكرسى فى صدمة ، و وجهه ملئ بالعرق البارد الغزير و بشرته باهته تحاكى الأموات ، فهبطت دموعة كالشلالات ، فهو حتى الآن لا يستطيع تحمل تلك الصدمة ، كما أن شعوره بالذنب يكاد يقتله ، يتساءل فى ذهول عن ما فعله بمحبوبته دون قصد ، فهو السبب بمرضها هذا
هو السبب بكل ما يحدث لها الآن ، لا يستطيع تحمل فكرة أنه كان السبب بمرضها ، يشعر بأن قلبه يتمزق من شدة ألمه لها و عليها
فهتف عبد القادر بصدمة: أزاى ده ، و أزاى محدش فينا يعرف طول السنين دى كلها
فأضافت زينب بحزن شديد على دهب: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، و أزاى يا حبيبتى هى متقولش لينا أى حاجة و تسبنا نتعامل معاها كده و أحنا مش عارفين حاجة ، ثم تابعت و كأنها تذكرت شيئاً للتو؛ عشان كده كل لما أعمل حاجة حلوه مكنتش بترضى تأكل و أنا اللى كنت بغصب عليها ، أخس عليكى يا دهب ، أخس عليكى يا بنتى بقا كده متقوليش لأمك اللى فيكى
و هنا هب يونس واقفا ماسحا عبراته بعنف ثم هدر بحزم و قوة موجها حديثه إلى أبيه: أنا إستحالة هسيب دهب إستحالة يا بابا و لو فيها موتى ، و مش من حق أى حد أنه يبعدها عنى ، دهب مراتى و أنا لازم أعوضها عن كل اللى عملته فيها و اللى حصلها بسببى ، ثم نظر إلى والده و هتف بأحترام يشوبه الحزم و الصلابة؛ و أنا بعرف حضرتك بقرارى يا بابا و مش بستأذنك أنى أكمل مع مراتى ، أنا بعرفك اللى هيحصل
فربت عبد القادر على كتفه ثم هتف بتفهم: حطها جوه عينك يا يونس ، دهب دى جوهرة و مش هتلاقى منها ، و صدقنى يا يونس يوم ما تزعلها أو حتى تجرحها بنظرة مش كلمة بس ساعتها هتكون أنت لا أبنى ولا أعرفك و هحرمك عليا ليوم الدين ، حطها فى عينك يا أبنى و عوضها على كل اللى حصل زمان و حاجى عليها يا حبيبى هى و أبنك و ربنا يصلح حالكم و يسعدكم أنا كل منايا فى الدنيا أنى أشوفكم سعدا و مرتاحين فى حياتكم ، أنا مش غبى عليك يا أبنى بس أنا كنت عاوز أعلمك الدرس ، بس أنا واثق فيك يا يونس و عارفك أنك قد المسؤلية المرة دى
و بعد مرور ساعة و نصف
دلف يونس إلى غرفة والده و والدته حيث تقبع دهب حاملاً على يديه الطعام و ما أن دلف إلى الداخل حتى جلس على طرف الفراش واضعا الطعام أمامه و أقترب منها مداعبا بأنامله خصلاتها هامسا بأسمها بصوتا رحيم و نبرة حانية: دهب ، دهوبى أصحى يا روحى عشان تأكلى و تأخدى العلاج
فبدءت دهب تتململ فى نومتها و بدءت فى فتح عيونها تدريجيا و ما أن رأت يونس أمامها حتى أبتسمت بحب و رفعت يديها ملامسه لحيته بحنان و هى تنطق بنرة مسكره بين الوعى و اللاوعى: أنت حقيقى ولا أنا بحلم
فأمسك يونس بيديها المتحسسه للحيته واضعا قبلة حانية فى باطنها مرددا بهيام: أحنا الأتنين فى حلم جميل و أوعدك أننا مش هنطلع منه أبداً
و من ثم ساعدها يونس على الجلوس و هو لا يزال إلى جوارها ، محتضنا إياها بحب شديد يخشى أن يتركها لثانية ، يريد أن يعوض إشتياقه لها و حرمانه منها خلال تلك السنوات الماضية مرددا بأسف و خجل و هو يضع قبلة حانية أعلى خصلاتها: أنا أسف
فأستغربت دهب حديثه هذا و أبتعدت عنه متسائله فى أستغراب: أسف على إيه يا حبيبى
فتابع يونس بخجل: أسف على كل حاجة عملتها فيكى ، أسف على جرحك و وجعك اللى كنت السبب فى ، أسف على تعبك و دخولك المستشفى بسببى و أنك تعبانة دلوقتى برضو بسببى ، كل ده و مش عارفة أنا بتأسف على إيه ، ثم نطق بندم شديد؛ أنا لو فضلت عمرى كله أتاسف ليكى يا دهب عمرى مش هيكفى ، أنا ….
و ما كاد أن يكمل حديثه إلا أن دهب أسكتته عندما أرتمت إلى أحضانه هامسه بحب: أنسى يا يونس ، أنسى يا حبيبى ، كل اللى حصل ده مقدر و مكتوب و اللى مكتوب عالجبين لازم تشوفوا العين و ده قدرنا يا يونس ، المهم دلوقتى أنك معايا و أنى فى حضنك و مش عاوزه أى حاجة تانى من الدنيا ، ثم شددت من أحتضانه مردده بحب؛ بحبك يا يونس بحبك
فهم يونس أن يتحدث فى تلك الموضوع ثانياً إلا أن دهب قاطعته و هى تضع يديها أعلى شفتاه قائله برومانسية شديدة: بقولك بحبك يا يونس و مش عاوزه أسمع حاجة تانى بعدها
فأجتذبها يونس إلى أحضانه ساحقا إياها بلهفة و إشتياق: و أنا كمان يا دهب بحبك ، بحبك أوى ، أنتى نصى الحلو اللى فى الدنيا ، أنتى كل الحلو اللى فى حياتى أصلاً ، أنا مش عاوز من الدنيا دى كلها غير حضنك ، حضنك بس يا دهب
فأستنشقت دهب رائحته التى تسكرها إلى أن عبئت رئتها بها و نطقت بنبرة مسكرة: و أنا أهو فى حضنك يا يونس
و بعد مرور سنة بالتمام و الكمال
فى داخل إحدى الغرف القابعة بتلك المشفى الخاصة المعدة على أعلى مستوى
غرفة مليئة بالألوان الوردية و البالونات المصنفة بعناية و المرصوصة بدقة شديدة مزيجا بين اللونين الأبيض و الوردى
و المشهد بداخلها كالأتى :
زينب و عبد القادر يجلسون على تلك الأريكة ، و دينا ذات البطن المنتفخة تجلس إلى جانب زوجها كريم ، فهم قد تزوجوا منذ عدة أشهر و ها هى على وشك أن تضع مولودتها الأولى بعد شهران بالتمام
و دهب ممدة على الفراش حاملة بين يديها طفلاً رضيع لا يتخطى عمره إلا ساعات قليلة للغاية و إلى جوارها يقف الصغير مالك ملامسا بيديه وجنت تلك المولودة التى هى من المفترض أنها شقيقته ، و على طرف الفراش من الجانب الآخر يجلس يونس محتضنا دهب بشدة ملاعبا صغيرته بأنامله فى سعادة بالغة ، إلى أن أنفتح الباب على سهوة و أطل منه أكمل قائلاً بنبرة مرحة: يا ألف نهار أبيض يا ولاد ، عروستى نورت أخيراً
ثم أقترب من دهب واضعا باقة الورد ذات اللون الوردى إلى جوارها مرددا بسعادة و فرحة حقيقية: ألف مبروك يا دكتور ، ثم صافح يونس محتضنا إياه مرددا بحب حقيقى: مبروك يا يونس تتربى فى عزك يا صاحبى ، فربت يونس على ظهر أكمل بأمتنان و حب حقيقى مرددا: الله يبارك فيك يا حبيبى و عقبال ما نفرح بيك أنت كمان
فنطق أكمل بسعادة: قريب أوى أن شاء الله ، بس دهب تقوم بالسلامة و ساعتها هتروحوا كلكم معايا نتقدم للعروسة و أبوها ، ما أنتم أهلى و عزوتى دلوقتى
فربت يونس على كتفه بحب و أردف بسعادة: ألف مبروك يا صاحبى
ثم نطقت زينب بحب أمومى خالص: و أخيراً هفرح بيك يا واد يا أكمل أنت ، و بعدين مين البت الحلوة دى اللى قدرت توقعك
فقهقه عبد القادر و تابع بمرح: و أخيراً هنفرح فيك ، أقصدى هنفرح بيك
و نطقت دينا بسعادة هى الأخرى: و مين سعيدة الحظ دى يا أكمل
و أضاف كريم بتأكيد لا يخلو من المرح: ايوه يا أكمل كلنا الفضول هيموتنا و نعرف مين تعيسة الحظ قصدى سعيدة الحظ اللى وقعتك
فأبتسم أكمل و هو يعدل من ياقه سترته: دى بنت عميد الكلية اللى بشتغل فيها
فنطق عمر بمرح: يا أبن المحظوظة ، ايوووه بقا و نسبنا الحكومة
ثم قهقه الجميع على حديثه هذا ، إلى أن نطق أكمل موجها حديثه إلى دهب بسعادة: قررتى هتسميها إيه يا دهب
فنظرت دهب بسعادة إلى يونس و هتفت بحب: أنا سميت مالك و يونس هو اللى هيسميها زى ما أتفقنا
فنطق عبد القادر بحب: هااا يا يونس هتمسيها إيه
فنظر يونس إلى دهب بعشق خالص و نطق بسعادة بادية على كل أنش بملامح وجه: هسميها حياة ، لأن بوجودها أتكتبت ليا حياة جديدة مع أكتر ست حبيتها و أتمنتها فى حياتى ، و عشان كل ما أناديها و أنطق حروف أسمها أفتكر وعدى لدهب و أنى عايش بس عشان أسعدها و أعوضها عن أى حاجة حصلت زمان ثم أقترب منها مقبلا أعلى جبهتها بحنان و قام بحمل الصغيرة بين يديه ممسكا بأنامله كفها الصغير الرقيق واضعا قبله حانية مليئة بالحب و الدفء أعلاه
ثم نطق أكمل بسعادة: اللحظة دى محتاجة توثيق ، ثم وجهه حديثه إلى الجميع قائلاً بحماس؛ يلاااا بينا يا جماعة نأخد سيلفى سوا على شرف حياة قلب أبوها
فردد يونس الأسم بتلذذ و حب شديد: حياة قلب أبوها ، ثم أقترب الجميع منهم و ألتقط لهم أكمل صورة غاية فى الجمال مليئة بالحب و البهجة و الدفء
تمت بحمدالله ….
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ولد الهلالي)
تمت…