رواية أصفاد الصعيد الفصل السابع 7 بقلم ندى عادل
رواية أصفاد الصعيد الفصل السابع 7 بقلم ندى عادل
رواية أصفاد الصعيد البارت السابع
رواية أصفاد الصعيد الجزء السابع
رواية أصفاد الصعيد الحلقة السابعة
يجلس مجدى مع شقيقه محمود يتفقون علي تلك الزيجه التي تخص وداد وكرم .. وذلك كرم الذي تعلقت عيونه بتلك الزهرة الذابله التي يعلم ما يدور بعقلها من خلال نظراته تلك وكيف لا يعلمها وهو يحبها منذ الصغر.. كانت تحتمي به من بطش أخاها وليد وهو كان يقوم بدوره في حمايتها .. ليتها تشعر بتلك الكلمات التي تتعلق بداخل مُقلتيه وتُحبس بداخل فؤاده ..
انطلقت منه تلك الآهات المتالمه التي تُغلف بتلك الابتسامه حتي لا ينتبه والدها ووالده وذلك وليد الجالس أمامه بعدم انتباه ..
بينما وداد كانت تجلس بعيداً عنهم مع والدته والداتها التي لم يكفوا عن الأحديث الخاصه بكل شيء حوالهم ..
بينما كانت هي شارده في آفاق عقلها الذي يسكنه الشجن وتلك الذكريات اذي تمر أمامها الآن وكأنها في فيلم سينمائي .. فهي تقوم بدور الممثل وايضا المُشاهد ..
أفاقت من شرودها علي صوتِ وليد االواقف أمامها ويقص عليها بأن كرم يريد التحدث إليها في شيء ما يجهله وأن والدها وافق بصعوبه علي ذلك الطلب..
نظرت له بتلك الانكسارات التي تقفز من مُقلتيها وتلك الطبول التي تقرع بفؤادها .. لم تشعر بنفسها إلا وهي ذاهبه خلفه في طاعه تامه فماذا سيفيد الاعتراض الآن هل سيعيد ذكرياتها وتعليمها وحقها في قول ما يدور بداخلها بدون خوفِ ..
جلست أمامه ومازالت عينيها متعلقه بنقطه ما أمامها ..
تخلي كرم من صمته ليتحدث قائلاً : عامله اي يا وداد ؟..
اؤمت رأسها بالايجاب قائله: الحمد لله يا واد عمي ..
استكمل كرم حديثه بتلك الابتسامه الذي زُينت ثغره قائلاً: متجوليش واد عمي تاني .. اسمي كرم يا وداد كليتها كام يوم وتبقي مراتي ..
تُحارب وداد ذلك الشعور الذي هاجمها بقولِ رأيها له وبأنها لا تريد تلك الزيجه ولكن تلك الصدمه التي ألقاها كرم وهو يستكمل حديثه ..
_ انا عارف يا وداد انك مش عاوزه الزيجه دي بس اللي متاكد منه انك مسؤوليتي فاكره ساعه ما كنتي تحتمي بيا واحنا صغيرين من وليد .. انا عارف ان الايام اللي فاتت دى مكنتش بسأل بس عشان كنت مسافر أ..
قاطعت وداد حديثه قائله : كنت مسافر برا يا واد عمي عشان كنت بتاخد الدكتوراه بتاعتك .. اي اللي يخليك اياك ترتبط بيا وانا موصلتش للمكانه اللي انت فيها ومبعرفش اتكلم زى البندر زين ولا حتي كملت تعليمي ..
صاحب كلماتها الاخيره تلك الدموع التي تأبي السكون بداخل مُقلتيها ..
بينما كرم يشعر بتلك البراكين الثائره بداخله علي صغيرته وذلك الدمار التي إلتهم فؤادها وجعلها في ذلك الضعف هل تلك وداد التي اعتاد عليها وعلي تلك الابتسامه التي طالما كانت تُزين وجهها ..؟!
قاطع صوته ذلك الصمت قائلاً : وأنتِ صغيره كنت علي طول بحس انك مسؤوليتي ولما كبرت الاحساس دا متغيرش واصل بالعكس دا بيكبر عندي ولما كنت بشوفك وأنتِ بتبكي من شقيقك كنت بحس بنار بتغلي في قلبي .. اليوم اللي عرفت فيه أن عمي قالك تقعدي من مدرستك ومتدخليش الجامعه كان نفسي اجي اهربك وادخلك غصب عنيهم كلهم بس ساعتها مكنش في يدى ايتها حاجه ..
كانت هي في حالة من صدمه في تلك الاعترافات التي أدخلتها في دوامه جديده من نوعها ..
بينما كرم استكمل حديثه قائلاً: صبرت وكنت بعد الايام والساعات عشان اوصل للحظه اللي تخليني اجي واطلب يدك واساعدك تحققي احلامك كلها يا وداد عشان اقدر اهربك من الواقع اللي انتِ فيه .. وعاوز اقولك حاجه كمان انا سألت وعرفت انك ممكن تاخدي الثانويه العامه تاني وتدخلي الجامعه اللي نفسك فيها كمان ..
أحبك قبل أن تراك العيون
وحبي لك فوق كل الظنون
أحببتك بهراً.. بقدر الحصى
بقدر أشجار الكون قلبي لديك رهين،
وعقلي بك مجنون وأنا كلي مفتون ….
مفتون قربك نار في لظاها أتعبّد
وبعدك شوق وليل طويل سرمد
يا حبة روحي ودواء جروحي
يا وردة في بستاني فوحي
يا قبلة لأحزاني وأفراحي
يا مرتع بكائي ونواحي
يا صدرا حنونا هو كل أكفاني
وحصنا منيعا يشعرني..
بالأمن بالخوف، بالرجاء
كانت وداد في حاله من الصدمه التامه لم يظهر منها رده فعل علي حديثه .. لم تقوي علي البكاء ولم تقوي علي الحديث .. كانت تشبه التمثال التي لم يستطيع الحركه
كانت أفكارها تتجول بعقلها في حزن يغلفه ذلك النور الذي ألقاها كرم تواََ ..
لم تشعر إلا بذهاب كرم من أمامها عندما شعر بذلك التردد الذي غلف مُقلتيها ..
******************************
يجلس رحيم في ذلك الظلام الذي اعتاد عليه في الآونة الأخيرة ..
بينما عقله يعيد ذلك الحوار الذي حدث أمس مع فيروز ..
——–
يقف رحيم أمام الغرفه الخاصه بها يرفض التقدم للداخل .. هل سيعتذر حقا؟! ولكن تلك العقده وضعت من جهه والدته لذلك سيعتذر من أجل غضب والدته الحبيبه ..تلك الكلمات التي اقنع عقله بها ..
وعلي الجهه الاخري تجلس فيروز بحزنِ علي ذلك المقعد وهي ما تزال تبكي علي تلك الحاله الذي أصبحت بها ..
أفاقت من شرودها علي دق الباب وانطلقت كلماته إليها سريعاً ..
قفزت من محلها تبحث عن الخمار الخاص به لترتديه ..
فتحت الباب لتجلس محلها مره اخري وهو يجلس مقابل لها وقد ترك الباب مفتوحاً ..
كان يحاول ترتيب حديثه ليقفزه لها ويذهب سريعاً ولكنها صدمته بتلك الكلمات التي القتها هي له ..
_ رحيم انا موافقه اتجوزك..
نظر لها بصدمه ما الذي جعلها تتغير بتلك الطريقه ؟..
ليتحدث قائلاً : واي بقي سر التغير دا ؟
استكملت فيروز حديثها بحده قائله : انا موافقه بس بشرط ..
ارتسمت معالم السخريه علي وجهه قائلا: واي بقي الشرط؟
تتمني كسر غرور ذلك الرحيم الجالس أمامها ويتحدث بسخريه ..
لتستكمل حديثها قائله: انا خريجه طب عاوزه افتح عياده هنا وامارس مهنتي يا رحيم ..
ساد الصمت لثوانِ معدوده ..
ليقطع ذلك الصمت صوت رحيم قائلاً: موافق بس العياده هتتفتح هنا في الكوخ اللي برا في الجنينه وهتكوني تحت عيني وحمايتي ومتنسيش يا فيروز بعد يومين هتكوني مراتي يعني تخلي مالك من كل صغيره وكبيره هتعمليها
اقترب منها قائلاً : مش أنتِ برضو دكتور نسا
ابتعد للخلف قائله : اه دكتور نسا يا استاذ يا محترم ..
ابتسم رحيم قائلاً : انا خارج دلوقتي وبكرا هتكون العياده جاهزة والخميس الجاي الفرح متنسيش يا بت البندر ..
أوقفته فيروز وهو في طريقه للذهاب قائله : اللي يشوفك وانت بتقول يا بت البندر يقول اللي انت عايش طول عمرك هنا يعني مش ابن بندر ولا حاجه ..
حاولت تغير مجري الحديث قائله : اه صح انت كنت جاي ليه ؟
التفت لها قائلاً: اسف علي تصرفي معاكي الصبح يا فيروز ..
ارتسمت ابتسامتها علي ثغرها ..
لتتحدث قائله : اسفك مقبول ياريت متعدهاش تاني ..
سمعت تلك الكلمات التي لم تفهمها جيداً ولكن ما شعرت به بأنه يريد سحقها الان ..
أغلقت الباب جيدا خلفه لتبتسم تلقائياً ستمارس مجالها الذي تعشقه من جديد ..
________________
أعاد من شروده علي صوت زكريا الذي اقترب منه أكثر قائلاً : يا كبير .. يا رحيم بيه
اعتدل رحيم في جلسته قائلاً: تعال يا زكريا في اي اي؟
اقترب منه زكريا قائلاً في نبرته القلقه : جلجت عليك يا رحيم بيه خوفت يكون حصلك حاجه ومش بترد عليا وانا بنادي عليك ..
ابتسم رحيم قائلاً : لا انا زين بس كنت شارد ..
استكمل زكريا حديثه قائلاً: الكوخ جهز برا وكمان لما اهل البلد عرفوه جم كليتهم عشان يكشوفوا عند الدكتوره
ابتسم رحيم قائلاً : تسلم يا زكريا ..
قاطعه زكريا قائلاً: خدامك يا رحيم بيه
اقترب رحيم منه ليُربت علي يديه قائلاً : متقولش كدا يا زكريا .. انا وانت بنحاول نحمي البلده دي
ليستكمل حديثه بتلك الابتسامه التي احتلت معالم وجه قائلاً: وبعدين متنساش اياك أننا متربين سوا .. وأبوي كان بيحبك كيفي بالظبط وعمي سعد كان بيحبني جوي كمان ..
ابتسم زكريا بتلك الدموع التي تتلألأ بعينيه قائلاً : والله مش عارفه اوفي الدين اللي في رقبتي دا كيف .. وخصوصاً لما عرفت أن محمد بيه كتب لابوي وليا جزء من المراث الخاص بيه ..
اقترب منه رحيم قائلاً: متجولش أكده يا زكريا دا حقك وحق عمي سعيد ربنا يطول في عمره .. ولو عاوز تقعد ومتشتغلش الشغلانه دي صدقني يا اخوي معنديش مانع .
اؤمي زكريا رأسه بالنفي قائلاً: مجدرش اقعد من الشغل دا واصل .. انا هفضل معاك وهفضل في ضهرك ..
احضتنه رحيم وهو يُربت علي كتفيه قائلاً: دا عشمي يا واد عمي ..
*****************************
تعالت ضحكات كلا من ريم وفيروز وبينهم تجلس نرمين التي تمسك الدفتر الذي يحتوي علي صور العيله لتعرف فيروز علي أفرد تلك العائله قبل زواجها .. ولكن اوقفتهم تلك الصوره الخاصه برحيم وهو يبكي بداخل احضان جده ويديه ملوثه بذلك الطعام ومن هنا انطلقت ضحكات كلا منهما..
شعرت فيروز بأن ريم فتاه لطيفه لا تقرب لذلك المغرور بصله .. فهي أحبت الحديث معاها كثيراً وتلك الضحكات التي تنطلق منها فقط عند جلوسها معاها ..
توقفت فيروز عن ضحكتها عندما رأت الصورة الخاصه بوالدتها الحبيبه .. لتتلألأ تلك الدموع بمُقلتيها ولم تشعر بتلك الدموع المتمردة علي وجنتيها ..
شعرت بيد ريم الجالسه بجانبها وهي تلتقطها بداخل أحضانها قائلة : اهدي يا فيروز ..
أزالت فيروز دموعها .. لتوجه حديثها لنرمين قائلة: ممكن اخلي الصوره دي معايا عشان مش معايا صور لماما وكل حاجتي في البيت بتاعنا ..
اؤمت نرمين رأسها بالايجاب وهي تُربت علي يديها قائلة: اكيد يا حبيبتي دا حقك ..
تفاجأ كلا من نرمين وريم بصوتِ رحيم قائلاً: مفيش داعي ..
لينظر لجهه الباب قائلاً: ادخل يا زكريا ..
دخل زكريا وهو يحمل تلك الحقائب التي تحفظها فيروز عن ظهر قلب فتلك هي الأشياء الخاصه بها ..
اقتربت فيروز وتلك النظرات متعلقه برحيم التي تنتظر حديثه لتصدق شعورها بأن تلك الحقائب خاصه بها ..
انسحب زكريا للخارج في صمت تاركاً إياهم ..
نظر لها رحيم قائلاً: دي كل حاجه كانت موجوده هناك وصور باباكي وعمتي كمان ..
ابتسمت فيروز وتلك الدموع تُزين مُقلتيها قائلة : شكرا بجد يا رحيم ..
ا
استكمل رحيم حديثه في مشاكسه قائلاً: ولسه في حاجه تاني .. الكوخ برا جاهز ومجهز بكل حاجه هتحتاجيها كمان .. يلا يا دكتوره عشان الناس في انتظار كشفك تحت ولا غيرتي رايك وهتفضلي تعيطي كدا ولا اي ؟!
أزالت فيروز دموعها سريعاً كاطفله في السابعه من عمرها قائله: لا لا ميغرتش رأيي .. ثواني وهكون لبسه كمان ..
لتتحرك سريعاً من أمامهم لتجهيز نفسها .. اوقفتها ريم قائله في مزاح : استني اجي معاكي .. اصبري
ليصعدوا كلا من ريم وفيروز في عجله من أمرهم بينما فيروز تشعر بفؤادها الذي يقرع الطبول من فرط سعادتها ..
لتستدير موجهه نظهرها لرحيم مره اخري قائله : رحيم .. شكرا جدآ ليك ..
لتنظر أمامها مره اخري لتستكمل طريقها ..
بينما رحيم ابتسم بهدوء لينظر لوالدته الجالسه أمامه في سعاده غمرت وجهها الذابل منذ وفاه والده ..
اقترب رحيم من والدته ليُقبل جبينها ويديها قائلاً : راضيه عني كدا يا حجه ..
رُبتت نرمين علي يديه قائلاً : وانا من امته مش راضيه عنك يا نن عيني .. وكمان كنت متاكده انك هتعمل كدا عشان انت تربيه محمد الله يرحمه وعمره ما علمك حاجه وحشه يا بني ..
احتضانها رحيم في سعاده غمرها اشتياق لوالده قائلاً: الله يرحمه وربنا يخليكي ليا يا ست الكل ..
ليشرد في نقطه ما أمامه ليستكمل حديثه قائلاً : دعيلي يا أمي عشان الفتره الجايه داخل علي حاجات كبيره جوي..
احتلت معالم القلق علي وجهها لتنظر له قائله : ليه يا رحيم في اي قولي ..
ابتسم رحيم ليقبل يديها قائلاً في نبره حانيه يحاول أن يبث لها الامان الذي سيفقده هو بعد فتره قائلاً: متقلقيش يا حجه .. ولدك اد اي حاجه وانتِ عارفه أكده زين
ليتركها في حيره من أمرها ويذهب حتي لا يُفضح أمره أمامها .. فتلك الايام المُقبل عليها ستكون كالاشواك الذي ستغزو عائلته لذلك سيعجل من أمر زواجه من فيروز ليطمئن عليها …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقتا الرواية اضغط على (رواية أصفاد الصعيد)