روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني والثمانون 82 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني والثمانون 82 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثاني والثمانون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثاني والثمانون

أحببتها ولكن 7
أحببتها ولكن 7

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثانية والثمانون

سُبحانك ربي سُبحانك،
سُبحانك ما أعظم شانك،
كُلّ الكون يسير بأمرك،
والشمس تجري لنور جنانك،
يا الله، أنت المجيب لكل داعٍ،
وأنت الساتر لكل عيبٍ.
_نصر الدين طوبار.
_________________________
حياةً تكسوها اللون الأسو’د الحالك،
وما هو سوى بمحبٍ لألوانٍ زاهية تُعطيه أملًا في الحياة حتى يستطيع أن يتعايش فيها كما يحلو لهُ ويشاء، النفسُ تا’ئهة بين قلبٍ شريد وعقلٍ مُشتت وبينهما فَقَدَ عابر السبيل خُطاه بين حشـ.ـدٍ مِن البعير الساكنة في بحو’ر الصحراء، أضحى في ليلةٍ كالمنبو’ذ؛ لا يعلم كيف يخطو نحو دربه الصحيح ولا يعلم متى تعود الحياة كما أعتاد عليها لهُ، كان يأمل أن يحظى بالسعادة، كان يأمل في حياةٍ أفضل، ولكن أبَت السعادة أن تسكُن بين ذراعيه وتُعطيه ما يسعى إليه، وقف بين الجميع يبحث عن الحياة ولم يجد سوى العذ’اب في موا’جهته، تمنى أن يلُذ بالسعادة وكأنها مِن المحرما’ت عليه، هكذا كان هو وهكذا كانت الحياة لهُ، كُتِبَ عليه العذ’اب وكأن الحياة تُذيقه مِمَّ أذاق غيره بهِ، وهو كالمحكو’م عليه بالإعد’ام يتلقى عقا’به بها مجبو’رًا لعل الحياة تزهو أمامه مجددًا..
<“ظن الطيب عد’وًا، وهكذا كان ظن الطيب بهِ.”>
مِن أسو’أ صفات المرء، التسرُع..
التسرُع الذي يأتي دومًا على المرء بالمصا’ئب، الحكـ.ـم على شخصٍ مِن فعلٍ صغير صد’ر مِنْهُ وكان مجبو’رًا عليه..
كان يسير بجوار “كريم” بعد أن وصلوا إلى المشفى الأشهر في العالم بأسره والتي تُعا’لج هذا المر’ض في مصر، لأول مرَّة يرى مشفى بهذه النظا’فة وتلك الجاذبية، مثلما رآها في التلفاز يراها على أرض الواقع، أستعانا بالمصعد الذي أوصلهما للطابق الثالث ثمّ سارا كلاهما قليلًا في الطرقة الطويلة حتى وصلا إلى غرفتها، توقف “ليل” بجوار الباب حتى يأذن لهُ “كريم” بالولوج والذي فتح الباب وطر’أ برأسه إلى الداخل يرى زوجته تجاور فراش صغيرتها التي نظرت لهُ وأبتسمت في الحال..
_تعالى يا “ليل”.
نطق بها وهو يولج لهما ليلحق بهِ “ليل” الذي ما إن وَلَجَ رأى طفلةٌ صغيرة ترقد على الفراش وإبر’ة المحلو’ل معـ.ـلقةٌ بكفها الصغير ومُقلتيها تلتمعان بالعَبرات التي كَوَنَت غلافًا شفا’ف عليها تأبى السقو’ط، وكأنه إذا سـ.ـقط ستُعلن استسلا’مها لهُ وتخسـ.ـر الحر’ب التي بدأت خوضها منذ أيامٍ قليلة فقط، نهضت “لميس” حينما رأت ضيفًا تراه لأول مرَّة أمامها مع زوجها..
نظر لها “ليل” حينما تحدث “كريم” وبدأ بتعريفهما على بعضهما:
_”لميس” مراتي، “ليل” كان زميلي فالجامعة.
أبتسمت “لميس” ورحبت بهِ ليُبادلها “ليل” بسمتُه ثمّ نظر إلى “تاليا” التي نظرت لهُ بعد أن جاور فراشها، أبتسم لها ثمّ مد كفه يُمسك بكفها الصغير بسبابته وإبهامه ثمّ قرّبه مِن فَمِه يُلثمه بحنوٍ وهو يقول بنبرةٍ دا’فئة:
_سلامتك يا جميلة.
ظلّت تنظرت لهُ الصغيرة ثمّ بحركةٍ تلقائية قبـ.ـضت على سبابته بكفها الصغير وكأنه الأمل الوحيد أمامها لتقليل الآلا’م التي تشعُر بها ولا تستطيع أن تبوح بها لهم إلا عن طريق البُكاء، أبتسم لها ثمّ نظر إلى “كريم” وقال بنبرةٍ هادئة:
_زي القمر بسم الله ما شاء الله عليها، هتخـ.ـف وهتكبر وهتبقى عروسة زي القمر كمان، خليك متفائل أنتَ بس خير وهتُفرج مِن عند ربك.
نظرت “لميس” إلى “كريم” الذي اضطـ.ـربت أنفاسه ولكن حاول تما’لُك نفسُه وجاوبه بنبرةٍ خافتة:
_ونعمة بالله.
عاد “ليل” ينظر لها مِن جديد وأبتسم مجددًا وعاد يُلثم كفها بحنوٍ دون أن يتحدث، بينما نظرت “لميس” لهُ ثمّ مدت كفها نحوه تُعانق كفه برفقٍ وتشـ.ـدد مِن قبـ.ـضتها عليه لينظر هو إليها دون أن يتحدث كُلّ ما يشغل حيّز تفكيره هي صغيرته التي بدأت تندمج مع “ليل” رويدًا رويدًا.
_______________________
<“سر بهجة العائلة كان سرها هو.”>
كانت الأيام تجري كظلِ المسافر عند المغيب، كلما حاول اللحاق بها أفـ.ـلتت من قبـ.ـضته، وكأنها تُعا’نده وتأبى الخضو’ع إليهِ مهما كانت الظروف، بالأمس كان ذاك الفتـ.ـى الذي يركض خلف الأحلام، يضحك بصوت عالٍ، ويملأ الدُّنيا مرحًا كأنهُ لم يُخـ.ـلق إلا ليبتسم، أما اليوم فقد صار رَ’جُلًا، حمـ.ـلته الأيام على أكتافها ونقـ.ـشت تجاربها على ملامحه، تسـ.ـلل الشيب إلى شعره كوميض الفجر بين عتـ.ـمة الليل، لكنهُ رغم كُلّ شيءٍ ظلّ كما كان لم ينطفئ بريقه، ولم يخفت صوته الضاحك، وكأن الزمن لم يستطع أن يسـ.ـلب روحه الطفولية..
كان “فادي” يجلس فوق المقعد الخشـ.ـبي في الحديقة الخلفية للقصر يقوم بحجز متابعة لزوجته عن طريق الانترنت بعد رحلة بحث عن طبيبة موثوقٌ بها، لا ينتبـ.ـه إلى هذا المشا’كس الذي كان يقترب مِنْهُ رويدًا رويدًا وينظر لهُ بنظرةٍ تُغلفها الخـ.ـبث وهو بالفعل لا ينتوي على الخير معهُ، جلس القرفصاء خلف المقعد ووضع اللُعبة الالكترونية التي كانت عبارة عن حيوا’ن العقر’ب على أرضية الحديقة ثمّ بدأ يتحـ.ـكم بسيرها عن طريق الجهاز الالكتروني الذي يمكث بين راحتي كفيه..
كان “فادي” في عالمٍ آخر بفضل السماعات الالكترونية التي يرتديها يستمع إلى بودكاست جديد كما أعتاد منذ وقتٍ قصير، ر’فع “مـعاذ” رأسه ينظر لهُ ثمّ عاد ينظر إلى اللُعبة التي بدأ بتحريكها والتي أتجهت إلى قدم ولده، أرتسمت بسمةٌ شيطا’نية على ثَغْره حينما رآها بدأت تقترب مِنْهُ ولكن أنتـ.ـشله صوت زوجته التي شهـ.ـقت قائلة بصدمةٍ واضحة:
_أنتَ بتعمل إيه يا “مـعاذ”؟ إيه اللِ مقعدك بالمنظر دا؟.
نهض “مـعاذ” في الحال واقترب مِنها بخطى وا’سعة يضع كفه على فَمِها وهو يقول بنبرةٍ خافتة:
_بس يا “جـود” هتفضـ.ـحيني مش كدا يا شيخة، أهدي شوية.
نظرت لهُ بتر’قبٍ تنتظر الجواب المُراد لتراه يُبعد كفه عن فَمِها تزامنًا مع قوله الهادئ الذي لا يُناسب ما ينتوي على فعلُه:
_ناوي أخـ.ـض “فادي”.
أستنكرت ما قاله ليأتيها تكملة حديثه بقوله:
_بعد إذنك متبو’ظليش الدُّنيا أنا مصدقت أصطا’دته.
_”مـعاذ” أنتَ مجـ.ـنون؟ حرام عليك وليه ما تسيبه مع نفسُه كدا.
تحوَّ’لت نظرته لها في لحظة إلى أخرى أكثر خـ.ـبثًا ومعها أرتسمت بسمتهُ الما’كرة تزامنًا مع أقترابه مِنها قائلًا:
_ما أنا واحد فالجيـ.ـش والتاني فملكوت تاني ولو فكـ.ـيتني مِن الواد يبقى مش هحل أم الواد، ها … تختاري إيه؟
تو’ترت بشـ.ـدة حينما فَهِمَت مغزى حديثه وبدأت تعود إلى الخلف وهي تُحاول تجا’هله قدر المستطاع تجاوبه في نفس اللحظة:
_هو أنتَ عشان فاضي بقى هتقعد تر’خم على أي حد فينا، لعلمك بقى أنا مبخا’فش مِنك ولا مِن تهـ.ـديداتك الفا’رغة دي واللِ عندك أعمله.
أتسـ.ـعت بسمتُه ونالَ حديثها إعجابه ليقترب مِنها أكثر تزامنًا مع قوله المتو’عد الذي لم يُطمئنها البتة:
_وماله، أنا خيَّرتك وأنتِ أختارتي، مترجعيش تعيطي فالآخر.
وقبل أن يتهو’ر هر’بت هي مِن حصا’ره بسرعةٍ فا’ئقة بعدما تَفَهَّمت ما ينتوي على فعلُه لتتركه يضحك عليها وفرّ’ت ها’ربة إلى الداخل وقلبها يخـ.ـفق بعـ.ـنفٍ داخل صد’رها، أخرج هو ز’فيرة هادئة وعمـ.ـيقة ثمّ ألتفت إلى ولده الذي كان كما هو ولكن رآه قد ترك هاتفه على سطح الطاولة أمامها ثمّ أسند رأسه على ظهر المقعد خلفه وأغـ.ـلق جفنيه، وهذه المرَّة سيُنفـ.ـذ ما خـ.ـطط هو لهُ دون أن يمنـ.ـعه أحدًا آخر..
بينما كان “فادي” يعيش أسعد لحظات حياته والتي كان يتمنى أن يحظى بها مِن قبل ولم تمنحه الحياة إياها، لحظات مرّت وشَعَر بشيءٍ يتسـ.ـلل إلى قدمه برفقٍ ثمّ بدأ يسير عليها صعودًا، عقد حاجبيه وز’فر بضيـ.ـقٍ قائلًا بنبرةٍ صا’رمة:
_وبعدين فالمر’ازية دي يعني، هو أنا مينفعش أقعد ساعة واحدة مِن غير ر’خامة يعني؟.
كـ.ـتم “مـعاذ” ضحكاته ثمّ جعلها تتوقف لثوانٍ معدودة وحركها مجددًا ببطءٍ شـ.ـديد مِمَّ أثا’ر هذا ر’يبة “فادي” الذي بدأ القـ.ـلق يتسـ.ـلل إلى قلبه بعد أن بدأت تصعد ببطءٍ على قدمه وتمـ.ـلُك أربعة أر’جُلٍ، فَرَ’قَ بين جفنيه وأعتدل بجلستهِ ونظر إلى قدمه ليجد عقر’بًا، جحـ.ـظت عينيه بصدمةٍ قو’ية أصا’بت ضر’بتها لهُ بمهارةٍ فا’ئقة ثمّ انْتَصَـ.ـب واقفًا وأمسك بوسادة وبدأ بإبعادها عنهُ بعدما صر’خ بهـ.ـلعٍ..
أطا’ح بها بعيدًا وكاد يسـ. ـقط لولا الطاولة الموضوعة أمامه أنقـ. ـذته، شـ.ـقت ضحكاته الرنانة حالة التو’تر والهـ.ـلع التي أصا’بته متشفيًا وسعيدًا حينما نجح مخـ.ـططه كما كان يُريد، نظر إلى والده مصدومًا دون أن يتحدث يراه يسير أمامه وهو يضحك عاليًا بشكلٍ متواصل بالكاد يأخذ أنفاسه الها’ربة، أغمض عيناه وأطلـ.ـق زفيرة قو’ية بعدما عَلِمَ أنها مزحةٌ مِن أبيه الذي في الآونة الأخيرة بدأ بعمل المقالب بهم بدون رحمة أو شفقة..
أقترب مِنْهُ وهو يضحك ليضحك “فادي” رغمًا عنهُ حينما أضحكته ضحكة والده الذي رَبّت فوق ظهره وهو ينظر لهُ بعينين ملتمعتين قائلًا:
_كُنت هتر’وح فيها بجد ولا إيه.
عـ.ـضّ “فادي” على شفته السُـ.ـفلى وهو يُحرِّك رأسه بقلة حيلة قائلًا:
_أنا كلماتِ خلـ.ـصت فيك واللهِ، أنا مبقتش عارف أقولك إيه، حرام عليك أقسم بالله وقـ.ـفت قلبي وقطـ.ـعتلي الخَلَف وشعري هيشيب بسببك، ليه كدا بجد؟.
أنهـ.ـى حديثه وهو يسأله وينظر لهُ، بينما أزدادت ضحكات “مـعاذ” أكثر والذي سقـ.ـطت عَبراته على صفحة وجهه قائلًا:
حقك عليا، طب تصدق، أنتَ صـ.ـعبت عليا أوي.
أخرج “فادي” زفيرة قو’ية ثمّ أعتدل في وقفته وهو لا يجد كلماتٍ مناسبة كي يقولها إليهِ، رَبَّت “مـعاذ” على ظهره برفقٍ مجددًا وهو يقول بوجهٍ مبتسم ونبرةٍ ضاحكة:
_حقك عليا يا حبيبي، خلاص مش هخـ.ـضك تاني صـ.ـعبت عليا.
_طب الحمدلله إنك حسيت بيا، كتر خيرك.
هكذا جاوبه “فادي” بيأ’سٍ ثمّ أضاف سريعًا قبل أن يسمح لأبيه في التفكير بزوجته قائلًا بتلهفٍ:
_وبلاش “فيـروز” بالله عليك، “فيـروز” حا’مل عشان خاطري مش هتستحـ.ـمل مقالبك دي.
جاوبه “مـعاذ” بنبرةٍ جا’دة لا تقبل المزاح قائلًا:
_لا طبعًا وهو أنا هعمل كدا برضوا مش للدرجة دي.
أبتسم “فادي” لهُ بعدما تَفَهَّم أبيه الوضع الذي آل بزوجته ولكن أخـ.ـتفت تلك البسمةُ سريعًا وحلّت مكانها الصدمة حينما سَمِعَه وهو يقول بنبرةٍ غلفها الخبـ.ـث:
_أنا هعمله فأبوها نفسُه.
تبادلا كلاهما النظرات التي كانت مصدومة مِن طرف، وخـ.ـبيثة مٌن الطرف الآخر وكأنه مازالَ يُعا’ندهم ويأبى الخضو’ع مهما كلفهُ الأمر ولذلك قطـ.ـع هذا الصمت حينما قال بنبرةٍ هادئة:
_برضوا؟ عمومًا هو أخوك فالآخر أهم حاجة “فيـروز” بره عنها.
_خلاص بقى كلام ر’جالة.
هكذا جاوبه “مـعاذ” بنبرةٍ جا’دة ثمّ تركه ورحل بعدما شا’كسه بحركاته المعتادة، أبتسم “فادي” وهو ينظر لأثره ثمّ زفر بهدوءٍ وجلس مجددًا مرتديًا سماعاته وفورًا عاد يندمج فيما كان يفعله..
بداخل القصر وتحديدًا المطبخ،
كانت “روز” تقوم بإعداد كوب قهوة لنفسها بعدما دا’همها أ’لم رأسها بعد ليلة طويلة قضتها مع “ليل” لتجميع المعلومات اللازمة لإحدى الشركات المحلية التي تريد أن تدخل بصفقة معهُ وكانت تلك مهـ.ـمتها لهُ، كانت تشعر برأسها ستنفجـ.ـر في أيا لحظة إن لم تُعدها، وَلَجَ هو لها بعد أن خرج مِن مكتبه ولمح طيفها بداخله، وقف بجانبها وهو ينظر لها لثوانٍ معدودة ثمّ قال بنبرةٍ هادئة:
_حقك عليا سهرتك معايا إمبارح.
نظرت لهُ ثمّ منحته بسمةٌ هادئة وقالت بنبرتها الد’افئة التي أعتاد عليها:
_محـ.ـصلش حاجة يا حبيبي تعـ.ـبك راحة.
_ما هو باين عليكِ يا حبيبتي ما شاء الله مش محتاجة تقولي.
هكذا جاوبها ساخرًا ثمّ مد كفيه يأخذ الكوب مِنها قائلًا:
_هاتي أنا هعملك القهوة بنفسي وأقعدي أنتِ أرتاحي.
تركها واقترب مِن ماكينة القهوة التي أشتراها لها مؤخرًا يُعد كوب القهوة لها بينما هي جلست فوق مقعد الطاولة المستديرة وأسندت مرفقها إلى الطاولة ووضعت رأسها على راحة كفها وشاهدته دون أن تتحدث، وعنهُ فلم يُحبذ الصمت كعادته وخصيصًا إن كان معها ولذلك قال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_شوفي لمَ تبقي مُرزقة و “ليل سالم الدمنهوري” بنفسُه يعملك قهوة.
أرتسمت البسمةُ على ثَغْرها وأجابته بنبرتها الهادئة الرقيقة:
_وياه لمَ يبقى جوزي فنفس الوقت.
_وأبو العيال.
_والزوج المثالي اللِ مخطرش على بالي فمرَّة إنُه هيكون جوزي.
ألتفت برأسه ينظر لها مبتسم الوجه ليراها تنظر لهُ نظرةٌ حنونة وكأنها تحتويه دون أن يشعُر وتدعوه لعالمها الخاص، تحدث بنبرةٍ هادئة وهو يعود بنظره إلى ما يفعله بوجهٍ مبتسم قائلًا:
_تعرفي يا “روز”، لو رجع بيا الزمن تاني هختارك أنتِ، أينعم كُنت مع “عبيـر” بس عشان أكون صادق مكانش في أي حاجة مِني ليها، حسيتها حبّاني بس عشان عيشتي حلوة ومرتاحة وواحد لُقطة زي ما بنقول والفرصة مبتجيش مرتين فالعُمر، بس أول ما ظهرتي أتلغـ.ـبطت أوي، وحسيت بشعور أول مرَّة فحياتي أحس بيه وكُلّ ما بفتكر اليوم دا بحس بنفس الإحساس، بصراحة كُنت مضا’يق أوي لمَ عرفت إن في واحد فحياتك، بس مع الوقت إحنا الاتنين عيشنا نفس التجربة بمشاعر مختلفة..
عاد لها وجلس أمامها بعدما وضع كوب القهوة خاصتها ثمّ نظر لها بعد أن إنجذ’بت هي لهُ وانتظرت سماع المزيد قائلًا:
_أنا مكانش فا’رقلي لو كانت سابتني أو لا، كدا كدا أنا مبحبهاش، بس أنتِ ساعتها أتجر’حتِ أوي، الجر’ح كان عمـ.ـيق عشان جه مِن كذا طرف وقتها، “كـوثر”، “مازن”، “سيلا” بعدها، حسيتِ بالخذ’لان أنا حسيت بيكِ وحطيت نفسي مكانك، بس لمَ فكرت مع نفسي قولت فرصة وجتلك ليه متستـ.ـغلهاش وتبدأ تقرّب مِنها، خصوصًا إن اللِ شـ.ـدني أكتر ليكِ قو’تك، رغم كُلّ حاجة شوفتيها كملتِ ومستسـ.ـلمتيش، حتى الطريقة اللِ أتجوزتك بيها كانت غريبة ومر’يبة فنفس الوقت، فلحظة جـ.ـننوني وأنا متحمـ.ـلتش قومت كاتب عليكِ، لحظة تهو’ر مِن أحلى لحظات حياتي لو رجع بيا الزمن هكررها تاني.
أتسـ.ـعت بسمتُها على ثَغْرها حينما أنهـ.ـى حديثه، دام الصمت بينهما هُنَيْهة ثمّ قطـ.ـعته هي حينما قالت بنبرةٍ د’افئة:
_ساعات لمَ بقعد أفتكر اللِ مرينا بيه مع بعض زمان بحِن للأيام دي أوي، بمُـ.ـرها قبل حلوها، بخنا’قاتنا ومشا’كلنا وعنا’دنا، بس برغم كُلّ حاجة عدينا مع بعض حاجات كتير أوي، قصتنا ولا قصة الروايات، لو حكيناها لحد مش هيصدقنا عارف ليه؟ عشان معاش معانا ولا شاف اللِ شوفناه، إحنا شوفنا المُـ.ـر كتير أوي وكُنا هنخسـ.ـر بعض كتير، بس شوف دلوقتي حياتنا بقت عاملة أزاي، حلوة زي ما أتمنيت أعيشها، شوفنا ولادنا وهما بيكبروا قدام عنينا، وبعدها أحفادنا، ودلوقتي ولادهم، كُلّ اللِ أتمنيناه حققناه خلاص يا “ليل”.
مد كفه نحو كفها الموضوع على سطح الطاولة وقبـ.ـض برفقٍ عليه ثمّ نظر لها نظرةٍ حنونة وقال بنبرةٍ دا’فئة يبوح عن مشاعره التي مازالت حـ.ـية حتى هذه اللحظة تجاهها:
_أنا بحبك أوي يا “روز”.
_و “روز” بتمو’ت فيك يا حبيب العُمر.
زادت خَفَـ.ـقات قلبه بشكلٍ ملحوظ ولذلك لم ينتظر لحظة ونهض مقتربًا مِنها يجاورها في جلستها ضاممًا إياها إلى د’فء أحضانه دون أن يتحدث، بينما لم تبخـ.ـل هي على نفسها بهذا العناق وحاوطته بذراعيها وهي تضع رأسها على صدره وبالتحديد موضع قـ.ـلبه لتسمع نبـ.ـضه الغير منتظم، علت البسمةُ ثَغْرها حينها ولم تنبث بحرفٍ واحد فقط تركت نفسها تلُذ بتلك اللحظة..
لحظات وابتعدت عنهُ لتشعر بهِ يُلثم خَدِّها بحنوٍ دون أن يتحدث لتبتسم هي وتنظر لهُ تراه قد تأثر بسحـ.ـرها عليه كما المعتاد، أمسكت بكوب القهوة ور’فعته برفقٍ تجاه فَمِها ثمّ أرتشفت رشفةٌ صغيرة لتُبدي هي بإعجابها بالقهوة قائلة:
_آه لمَ الواحد يعمل الحاجة بحُبّ، بتطلع حلوة أوي.
مد كفه يأخذ الكوب مِنها ثمّ أرتشف رشفةٌ صغيرة مستطعمًا بمذاقها الذي سحـ.ـره، نظرت لهُ “روز” نظرةٍ ذات معنى ثمّ قالت مبتسمة الوجه:
_حبيتها ولا إيه.
_أوي، حبيت صاحبة الكوباية مو’ت.
هكذا جاوبها حالمًا لتضحك هي عاليًا حينما سَمِعَت جوابه لتَمُد كفها تأخذ الكوب مِنْهُ قائلة:
_ميصحش كدا يا “ليل”، أفرض حد مِن عيالك دخل فجأة ولا حد مِن أحفادك.
_وإيه يعني ما كُلّ واحد فيهم بيحب فمراته هتيجي عالغـ.ـلبان بقى؟!.
جاوبها مستنكرًا وغير راضٍ عمَّ قالته ثمّ أضاف بنبرةٍ لعو’بة بعد أن طوّ’ق بذراعه عُنُـ.ـقها مقربًا إياها مِنْهُ قائلًا:
_وبعدين هو في حد عا’قل هيقول خلاص عشان كبرنا حُبّنا هيقـ.ـل، طب أنا واحد لسه الحُبّ سا’رقه والشوق غا’لبُه يعمل إيه بقى؟.
_ولا أي حاجة يسيب نفسُه للمو’ج هو يوديه شوية ويجيبه.
جاوبته “روز” بنبرةٍ رقيقة ونا’عمة وهي تنظر لهُ ليضمها هو أكثر يُلثم جبينها بحنوٍ، ترك نفسُه لها وهو يعلم أنها ستد’اوي جرو’حًا لم تكُن السـ.ـبب بها يومًا، لحظات وحاوطهما بذراعيه معًا وهو يقول بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_معرفش ليه لمَ بشوفكم مع بعض كدا ببقى هاين عليا أحضنكم وأفضل قاعد بتفرج على العلا’قة الحلوة دي، أنا عرفت ليه العيلة دي معمرة وكُلّ فرد فيها سوي نفسيًا.
نظرا لهُ سويًا بعدما أبتعد قليلًا وهو ينظر لهما مبتسمًا ليجاوبه “ليل” قائلًا:
_كويس إنك عاقل المرَّة دي، كُنت مخو’نك بصراحة.
أبتسم “مـعاذ” ثمّ قال بوجهٍ مبتسم ونبرةٍ هادئة:
_عيـ. ـب عليك دا أنتَ الحُبّ والكنتلوب، بس إن جيتم للحق أنا حاسس بجُر’عة حُبّ مفر’طة وحاسس إن “جـود” وحشاني فهسيبكم وأخلـ. ـع أنا بقى.
أنهـ. ـى حديثه ثمّ منح كُلّ واحدٍ مِنهما قبّلة حنونة ثمّ تركهما وذهب، نظرا لأثره سويًا ثمّ نظرا إلى بعضهما لتعلو البسمةُ ثَغْرهما ويعود هو لضمها مجددًا إلى د’فء أحضانه دون أن يتحدث تاركًا نفسُه للقلـ.ـب هو مَن يتحـ.ـكم بهِ.
_______________________
<“كان كالغريب على أرضه حتى عانقه وطنه.”>
غريبٌ وكالشـ.ـريد بين أُناس لا يعلمهم،
ظن أن الغُربة ملاذه، ظن أنَّ الغُربة موطنه واعتاد عليها في حياته، تا’ئهًا بين الجميع حتى وجد وطنه يدعوه لعناقٌ حنون وحياةٍ أفضل لغريبٌ كان مرغوبٌ مِن وطنًا..
كانت تخـ.ـتلي بنفسها بعيدًا عنهُ بعد آخر شجا’رٍ حا’د نَشَـ.ـبَ بينهما أنتهـ.ـى بأبتعادهما عن بعضهما، كانت تشعُر بالضيـ.ـق يضم صد’رها منذ يومين يأبى تركها، كلما رأته أمامها يتحدث في الهاتف ويضحك ويمزح يزداد غـ.ـضبها مِنْهُ، لا تعلم أهي المخـ.ـطئة أم هو ولكن كانت تعلم أنَّهُ يجب أن يبدأ لإصلا’ح ما أفسـ.ـده..
كانت تجلس أمام الشرفة على مقعد وثير بوضعية الجـ.ـنين تضم رُكبتيها إلى صدرها ورأسها مسنودةً على ظهر المقعد تنظر إلى السماء بشرودٍ تام، لا تُفكر في أيِ شيءٍ فقد أر’هقها التفكير وجعلها لا تقدر على التعا’يش بهذا المنوال تُريد أن تُعامل مثلما يُعامل أخيها الكبير زوجته، ولكن كيف للشتيـ.ـتين أن يجتمعا سويًا، فهي تعلم أنَّ “داوود” ليس كأخيها “ليل” فهو دومًا جا’د ولا يعلم شيئًا عن ما يُسمى بالرومانسية، ليس كأخيها الذي يعلم كيف يُسعد زوجته بأبسط الكلمات ويجعلها كالطـ.ـير الحُـ.ـر يُر’فرف في الهواء الطـ.ـلق..
أبتسمت بحسـ.ـرة على ما آلت بها نفسُها وأخرجت زفيرة قو’ية، ولم يلبس سوى لحظات وسَمِعَت صوته يشـ.ـق هذا السكون بضحكاته، ألتفتت برأسها تنظر لهُ لتراه يولج مغلقًا الباب خلفه ويتحدث في الهاتف ويضحك، عادت كما كانت ولم تتحدث وهي تستمع إلى حديثه مع هذا الطرف المجهو’ل بالنسبةِ لها حتى هذه اللحظة، ولوهلة شَعَرت أنها عـ.ـبئًا ثقيـ.ـلًا عليه فكلما حاولت التحدث معهُ يغضـ.ـب ويتحـ.ـجج بالعمل الذي لا وجود لهُ وهذا كان سبب شجا’رهما الحا’د في الآونة الأخيرة..
_لا طبعًا بقى دا أسمه كلام يعني، طبعًا غـ.ـلطتِ حد قالك تعملِ كدا.
إذًا الطرف الثانِ كان أ’نثى، أنذ’رها عقلها بالخطـ.ـر ولذلك أعتدلت في جلستها سريعًا وهي تلتفت لهُ تنظر إليهِ بنظرةٍ غا’ضبة، تلقت التجا’هل وكأن لا وجود لها في الغرفة وأكمل هو حديثه ضاحكًا يُحادثها بنبرةٍ هادئة أمامها ويُمازحها كذلك، وهي التي لا ترى مِنْهُ سوى الغـ.ـضب والضـ.ـيق طيلة الوقت وكأنه يتعـ.ـمد طعـ.ـن أنو’ثتها وكبر’ياءها، تما’دى وهي لم تعُد تتحـ.ـمل بعد الآن ولذلك انْتَصَـ.ـبت واقفة واقتربت مِنْهُ بخطى و’اسعة تخـ.ـطف الهاتف مِنْهُ بعنـ.ـفٍ تنظر إلى المتصل..
_”ياسمين”، مين الحلوة اللِ شغال معاها ر’غي وضحك بقى ..!!
غضـ.ـبت وانفـ.ـعلت حينما رأت الأخرى قد أغلقت المكالمة سريعًا حينما وصلها صوتها لتراه ينتصـ.ـب في وقفته وهو يتحدث بنبرةٍ حا’دة قائلًا:
_أنتِ مجـ.ـنونة يا “غادة” إيه اللِ هـ.ـببتيه دا هاتي الز’فت ..!!
هد’ر بوجهها بأنفعا’لٍ شـ.ـديد وكأنها أر’تكبت الجُر’م المشهو’د بحقه، وهذا لم يفعل شيئًا سوى أنَّهُ أشعـ.ـل الأمر بينهما وجعلهما كالقنـ.ـبلة المو’قوتة التي انفجـ.ـرت بهما، أقترب مِنها وهو يخـ.ـطف الهاتف مِنها قائلًا بنبرةٍ حا’دة:
_حاجة متخصكيش.
_لا واللهِ؟ متخصنيش مش كدا، تمام.
هكذا ردت بنبرةٍ تحمـ.ـل الو’عيد لتتركه وتخرج دون أن تنطق بحرفٍ آخر، بينما نظر هو إلى أثرها بضـ.ـيقٍ ثمّ زفر وتمتم بنبرةٍ حا’دة:
_غـ.ـبية.
بينما خرجت هي بخطى و’اسعة وكأن أحدهم يركض خلفها بسـ.ـكينٍ حا’د يسـ.ـعى للنَيـ.ـل مِنها، تشو’شت رؤيتها بسبب العَبرات الكثيـ.ـفة التي تكاثرت داخل مُقلتيها لا تُصدق أنَّهُ قد خا’نها بالفعل بعد هذا العُمر الطويل الذي شَهِدَ على حُبّهما لبعضهما وكأن قصتهما كالقصص الاسطو’رية، أصتد’مت بأخيها الكبير الذي ظهر أمامها فجأةً لينظر هو لها متفاجئًا مِمَّ يراه ليسألها بنبرةٍ متو’ترة حينما رأى حالتها المزر’ية تلك قائلًا:
_في إيه يا “غادة”؟ مالك عاملة كدا ليه حد مِن العيال جر’اله حاجة لقدر الله؟.
_أنا عايزة أطلق يا “أشـرف”.
ألقت قنبـ.ـلتها بوجهه وتركته في صدمةٍ مِن أمره بعد أن توقف عقـ.ـله عن أستيعاب شيءٍ آخر، كان ينظر لها مذهولًا ومتفاجئًا مِمَّ قالته فلم تكُن تمزح معهُ، كانت تبكِ بشـ.ـدة وكأنها تعرضت لصدمةٍ قو’ية أطا’حت بعقلها بقو’ة بعيدًا، حاول تما’لُك نفسُه أمامها حتى يفهم ما حدث ولذلك قال بنبرةٍ هادئة وكفيه يضمان شطري وجهها برفقٍ:
_أهدي بس إيه اللِ حصل، وعايزة تطلقي ليه في إيه و “داوود” فين أنتم أتخا’نقتوا طيب؟.
_عايزة أطلق يا “أشـرف” عشان خاطري، خلّيه يطلقني ..!!
وكأن عقلها برمج نفسُه على تلك الجملة بعد ما تعـ.ـرضت لهُ قبل قليل، أقترب “ليل” مِنهما حينما رأى حالة شقيقته ووصله صوت بكاءها الذي أفز’عه وجعله يظن أن ثمة مكـ.ـروهٌ قد أصا’بها، سألهما وهو ينظر إلى شقيقته بقلـ.ـقٍ شـ.ـديد قائلًا:
_في إيه مالها “غادة”؟ مالك يا حبيبتي أهدي فيكِ إيه يا قلبي أحكيلي.
نظرت لهُ “غادة” وهي تبكِ ثمّ كررت نفس العبارة على مسامعه قائلة بنبرةٍ باكية تملؤها الأ’لم والكسـ.ـرة:
_أنا عايزة أطلق يا “ليل”، قوله يطلقني أنا مش هكمل معاه تاني.
لا يفهم ما حلّ بشقيقته ولكنه حاول أن يُهدئ مِن رو’عها ولذلك أز’ال عَبراتها مِن على صفحة وجهها بكفيه قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_أهدي بس كدا وقوليلي عايزة تطلقي ليه، عملك إيه خلاكي تطلبي الطلاق يا حبيبتي؟.
نظرت لهُ وجاوبته بنبرةٍ باكية ومقهو’رة وكأنها تشـ.ـكو إلى أبيها مِن الحياة التي لا تأبى تركها تعيش لحظات السعادة مثلما تمنت قائلة:
_مبقاش يحبني يا “ليل” زي الأول، بقى بيعاملني و’حش وعلى طول يز’عق فيا ويتخا’نق على أقل حاجة، لمَ بكلمه كلمة واحدة بس بيشـ.ـخط فيا ويتخا’نق معايا ولمَ بقوله أنا زهقانة وأطلب مِنُه نخرج يتحجج بالشغل ويقولي مش فاضي، دلوقتي داخل بيتكلم فالتليفون وبيضحك ويهزر وأكتشف إنُه بيكلم واحدة ولمَ أو’اجهه يقولي حاجة متخصكيش وينتـ.ـش الموبايل مِني ومكانش بعيد عليه يمـ.ـد إيده عليا ..!!
ضمها إلى د’فء أحضانه يُعانقها مشد’دًا مِن ضمته لها يمسح بكفه على رأسها قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_أهدي طيب كدا مينفعش هتتعـ.ـبي وأنا خا’يف عليكِ، أهدي وأنا هتصرف معاه دلوقتي وهشوف الموضوع دا.
نظر إلى أخيه الذي كان مصدومًا ولكن لم يلبس كثيرًا واسْتَفَاقَ مِن صدمته تلك ونظر إلى أخيه بعد أن شَعَر بالغضـ.ـب مِن “داوود” وما فعله، تبادلا النظرات هُنَيْهة ثمّ تحرّك “أشـرف” إلى غرفة شقيقته تاركًا “ليل” مع شقيقته يُحاول تهدأتها بحنوٍ مثلما أعتاد منذ الصغر، رَبّت على ظهرها برفقٍ ثمّ اقترب مِنها يُلثم رأسها بحنوٍ، بينما وَلَجَ “أشـرف” الغرفة دون أن يطرق على الباب متسـ.ـلحًا بعنصر المفاجأة إلى “داوود” الذي كان يرتدي سترته الشتوية بهدوءٍ شـ.ـديد وكأنه لم يفعل شيئًا..
أقترب مِنْهُ يقف في مو’اجهته وهو يهد’ر بهِ بعـ.ـنفٍ قائلًا:
_إيه اللِ “غادة” قالته دا يا “داوود” أنتَ بتخو’ن أختي بعد دا كُلّه ..!!
_وأنتَ سمعت كلمتين هُبل مِنها وصدقتها عادي كدا.
هكذا رد عليه “داوود” بنبرةٍ با’ردة وهو يقوم بنثر عطره ببرو’دٍ شـ.ـديد وكأنه لم يفعل شيئًا قبل قليل مِمَّ أثا’ر غضـ.ـب “أشـرف” الذي جاوبه بنبرةٍ منفـ.ـعلة قائلًا:
_أيوه يا “داوود” صدقتها “غادة” مش هتألف مِن دماغها وتخترع حكاية الطلاق دي إلا إذا صدر مِنك حاجة كبيرة تستوجب الطلاق فعلًا ..!!
لم يرد عليه “داوود” الذي كان يقف أمام المرآة ينظر إلى إنعكا’س صورته ويمشط خصلاته بهدوءٍ، وهذا ما جعل الغضـ.ـب يتحـ.ـكم بـ “أشـرف” الذي لم يحتـ.ـمل بروده ذاك ولذلك صر’خ بهِ بأنفعا’لٍ واضح قائلًا:
_أنتَ إيه البرو’د اللِ أنتَ فيه دا يا عمّ، البعيد معندهوش د’م خالص ..!!
تركه “داوود” وخرج مِن الغرفة بعد أن أ’لقى نظرة أخيرة على هيئته وكأنه سيذهب لميعادٍ غر’امي، ألتفت “أشـرف” ينظر لهُ مذهولًا بعد أن لم يتلقى الإجابة على حديثه ثمّ لَحِقَ بهِ بخطى وا’سعة بعد أن أزداد غـ.ـضبه أكثر تجاهه، بينما أقترب “داوود” مِن “ليل” حينما رأى “غادة” بأحضانه تبكِ لير’ميه الآخر بنظراتٍ متو’عدة ولكن ما يمـ.ـنعه الآن مِن فعل أيُ شيءٍ هي شقيقته التي لم تتوقع أن تتلقى هذا الغد’ر مِنْهُ هو خصيصًا، مد كفه تجاهها وقبل أن يُلا’مس ذراعها منـ.ـعه كف “ليل” الذي قبـ.ـض عليه وهو ينظر لهُ نظرةٍ حا’دة تُخبره أن هذا لن يَمُر مرور الكرام..
_عايز أتكلم معاها يا “ليل”.
هكذا أخبره بنبرةٍ هادئة ليتلقى الرد في الحال مِنْهُ حينما قال بنبرةٍ حا’دة:
_الكلام بينا إحنا يا “داوود”، كلامنا هيطول النهاردة.
_يا عمّ مفيش حاجة عشان نتكلم فيها مالكم مكبرين الموضوع كدا ليه؟.
ويا ليته لم يتحدث بمثل هذه الكلمات أمامهم، ففي هذه اللحظة أبتعدت “غادة” قليلًا عن أحضان أخيها وألتفتت برأسها تنظر إلى “داوود” بعد أن أكتـ.ـست الحُمـ.ـرة عينيها بنظراتٍ مُحـ.ـملة بالعتاب واللو’م والكسـ.ـرة، نظرتها أخبرته كُلّ شيء، أفصحت عن المخبو’ء بداخل القلب ولا يستطيع الخروج وكيف ستُخرجه لشخصٍ كان كُلّ حياتها وسر سعادتها وملاذها..
_تعالي بس معايا وهفهمك كُلّ حاجة عشان أنتِ فهمتي غـ.ـلط.
هكذا أخبرها بنبرةٍ هادئة ودعاها للذهاب معهُ بعدما مد كفه نحوها ينتظر معانقة كفها، ولكنها أشاحت برأسها إلى الجهة الأخرى وقالت بنبرةٍ جا’فة:
_مفيش بينا كلام مِن اللحظة دي يا “داوود”، خلّي الحلوة اللِ فضلتها عنّي تنفعك، بس مترجعش تند’م بعد كدا.
كان يعلم أنَّهُ سيتلقى هذا الرد مِنها وستُعا’ند وتـ.ـصمم على قرارها ولذلك زفر بعمـ.ـقٍ وقال بنبرةٍ هادئة وهو ينظر لها:
_حتى لو قولتلك إن دي واحدة سـ.ـت كبيرة وأمّ واحد صاحبي.
أبتسمت ساخرة بزاوية فَمِها وترقرق الدمع في مُقلتيها بعدما عَلِمَت أنَّهُ سيُنـ.ـكر فعلته تلك بحُجة جديدة، نظر لها “ليل” في هذه اللحظة ورق قلبه لها ولم يتحمـ.ـل أن يراها بهذه الحالة ولذلك حاوط شطري وجهها مجددًا بكفيه ثمّ اقترب مِنها يُلثم عينها اليُسرى قائلًا:
_دموعك غا’لية عليا أوي يا “غادة” متعيطيش.
ور’غمًا عنها سقـ.ـطت عَبراتها على صفحة وجهها حينما استمعت لهُ وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
_أديني فرصة بدل ما تسمحي للشيطا’ن يدخل ما بينا طيب.
وكما توقع لم يأتيه الجواب، فقد كانت تلتزم الصمت معهُ طيلة الوقت وهذا ما آ’لم قلبه ولذلك أخرج هاتفه مِن جيب سترته يعبـ.ـث بهِ هُنَيْهة تحت نظرات الأخوين لهُ ثمّ بعدها كسـ.ـر حِدَّ’ة هذا الصمت صوت امرأة عجوز تقول:
_معلش يا “داوود” قفـ.ـلت غصـ.ـب عنّي ومعرفتش أكلمك لأن صاحبك مشي وسابلي الموبايل معايا وأنا مبفهمش فيه، يا دوبك حفيدي لسه هيقعد يعلمني بيستخدموه أزاي لقيتك بتتصل، ألا قولي يا أبني مين اللِ كانت بتز’عق دي؟.
أنهـ.ـت حديثها وهي تسأله تنتظر تلقي الجواب، بينما نظر هو إلى “غادة” التي تفاجئت حينما وصلها صوت امرأة عجوز، نظرت إلى أخيها الذي نظر لها كذلك ولم يتحدث ليأتي جواب “داوود” حاضرًا حينما قال بنبرةٍ هادئة:
_لا مفيش حاجة يا حبيبتي.
جاء جوابها الطيب الذي دل على صفاء رو’حها وطيبة قلبها حينما قالت بنبرةٍ تحذ’يرية:
_أوعى تكون مز’عل مراتك، دا “سامـر” قعد يحكيلي عنكم حكايات وروايات واللِ عرفته إنك بتحبها وهي بتحبك أكتر ما أنتَ بتحبها، أوعى تزعلها أديني بقولك أهو أينعم أنا مشوفتهاش بس مِن كلام أبني عليكم يعني عرفت إنها جدعة وأ’صيلة ومش بوشين ولا مِن الستا’ت إياهم، لو ز’علتها أنتَ حُـ.ـر يا “داوود” هز’عل مِنك أوي وقولها خالتي “ياسمين” بتقولك لو ز’علتك كلميها عشان أخُد كلمتين حلوين يعلموني الأد’ب، تمام؟.
أبتسم “ليل” ولا’نت معالم وجهه حينما ذكّرته هذه المرأة بـ “صفية” التي كانت دومًا الحا’مي الأول لهُ والتي توَّ’لت دومًا الد’فاع عنهُ دومًا أمام الجميع وإنصا’فه، بلمح البصر كان وكأنه يراها أمامه مِن جديد تبتسم لهُ دون أن تتحدث، بينما نظرت “غادة” إلى “داوود” الذي أغلق المكالمة مع “ياسمين” ثمّ نظر لها وقال بنبرةٍ متسائلة:
_صدقتيني بقى ولا لسه مخو’ناني؟.
ألتزمت الصمت ولم تتحدث بعد أن شَعَرت بالحر’ج الشـ.ـديد ونظرت بجهةٍ أخرى غير التي يقف هو بها حتى لا تتلاقى الأعين ببعضها وتفصح عن المخبو’ء، مد كفه نحوها وأمسك بكفها قائلًا:
_تعالي معايا، محتاج أتكلم معاكِ جد المرَّة دي.
نظرت هي إلى أخيها وكأنها تنتظر الجواب مِنْهُ هو، بينما طافَ هو بعينيه بينهما هُنَيْهة ثمّ سمح لها بالذهاب بإشارة صغيرة مِن عينيه ولذلك ألتفتت إلى “داوود” الذي أخذها وذهبا إلى غرفتهما مجددًا أسفل نظرات “أشـرف” الذي تابعهما متفاجئًا ثمّ ألتفت إلى أخيه وهو يقول بنبرةٍ هادئة مذهولة:
_بالسهولة دي عادي كدا بعد كُلّ دا؟!.
أشار لهُ “ليل” بقلة حيلة ثمّ تركه وذهب إلى غرفته دون أن يتحدث، بينما نظر هو إلى أثره هُنَيْهة ثمّ عاد إلى غرفته مجددًا مغلقًا الباب خلفه، بينما أغلق “داوود” الباب خلفه بعد أن وَلَجَ إلى غرفته رِفقة “غادة” التي لم تنبث بحرفٍ واحد وكأن القطة ألتهـ.ـمت لسانها، ألتفت ينظر لها دون أن يتحدث ليراها تنظر إلى الأسفل تتهر’ب مِن عينيه التي كانت تُحا’صرها..
مد كفه ممسكًا بالمفتاح مغلقًا باب الغرفة عليهما، بينما كانت هي متو’ترة وقلبها أزادت خَـ.ـفَقاته حتى أنها بدأت تسمعها ترن في أُذُنيها بشكلٍ متكرر، لا تعلم ماذا سيفعل وماذا يُريد فهي تعلم أنَّهُ مختـ.ـلٌ ولا تستطيع أن تعلم ما يُفكر بهِ بسهولة، حُصِـ.ـرَت بينه وبين باب الغرفة لتعلم في هذه اللحظة أنَّهُ لن يُمررها لها مرور الكرام، ابْتَلَـ.ـعَت غُصَّتها بتمهـ.ـلٍ وأنتظرت سماع ما سيقوله والذي سيكون بمثابة الحُـ.ـكم عليها بلا شـ.ـك..
لحظات مِن الصمت القا’تل بينهما، هو يُرا’قبها بعينيه اللتان تحمـ.ـلان الو’عيد لها وكانت هي تتهر’ب مِنْهُ طيلة الوقت وهي تدعو أن لا يتهو’ر هذه المرَّة ويُفاجئها، وفي لمح البصر وبحركة سر’يعة وخا’طفة لم تكُن بالحُسبان جذ’بها إلى أحضانه وقال بنبرةٍ هادئة وقا’تلة أصا’بت هدفها ببراعةٍ شـ.ـديدة:
_بعد كُلّ اللِ عملته عشانك يا “غادة” والسنين اللِ بينا وكُلّ حاجة تجمعنا ببعض، جاية تتهـ.ـميني بالخيا’نة دلوقتي مِن غير ما تسمعيني وتطلبي الطلاق كمان، يعني أنا هيهو’ن عليا العِشرة اللِ بينا وحُبّي ليكِ والمر’مطة اللِ شوفتها عشان تكوني ليا، دا أنا مبر’تاحش مِن هـ.ـم الدُّنيا ولا متا’عبها وقر’ف الشغل غير وأنا فحُضنك.
أستطاع إخضا’عها بأقل مجهو’دٍ مِنْهُ واستخدام كلماته القا’تلة كسلا’حٍ صر’يح لهُ أمامها، فهو يعلم أنَّها لن تستمع إلى ما يريد أن يقوله إلا بهذه الطريقة ولذلك كان يجب أن يفعل ذلك، بينما كانت هي متفاجئة وعقلها لا يستطيع إسعا’فها، فكلما حاولت الخضو’ع لعقلها جاء قلبها يفر’ض سيطـ.ـرته عليها ويخبرها بأن قلب الحبيب صادقًا كما المرات السابقة ولذلك كان يفوز على العقل دومًا وتفعل ما يُخبرها بهِ قلبها..
ولضمان سيطـ.ـرته الكاملة عليها اقترب مِنها بهدوءٍ يُلثم خَدِّها بحنوٍ بَلَـ.ـغَ أشُـ.ـده تزامنًا مع قوله الهادئ:
_مفيش أي واحدة هتمـ.ـلى عيني غيرك صدقيني.
وهُنا تلاقت الأعين وعزفت أجمل الألحان، سمفونية حُبّ جديدة تُعزف وتُكتمل القصة بعد أن خضـ.ـعت الأميرة إلى الو’حش وأعلنت عن حُبّها لهُ، أستطاع إصلا’ح الأمور ومصالحتها بعد أن اقترف خـ.ـطًأ طـ.ـفيفًا معها كاد بغبا’ءه أن يفقـ.ـدها، مازحها حينما أراد أن يحظى بعناقٍ مِنها قائلًا:
_ها مين فينا هيحضن؟ أنا صالحت أنتِ تحضني بقى.
نظرت لهُ مستنكرةً قوله ليجاوبها هو حينما رأى نظرتها لهُ:
_إيه بتبُصيلي كدا ليه، هو أنا كمان هصالح وأحضن ..!!
لم تجاوبه ونظرت إلى الجهة الأخرى بضـ.ـيقٍ حينما ر’فض أن يُبا’در هو ويُعانقها محتجًا بمصالحته لها، بينما أخرج هو زفيرة هادئة ولم يتحدث، بل عانقها محاوطًا إياها بذراعيه إلى د’فء أحضانه، با’در هذه المرة كذلك وكان هو مَن يبدأ بمعانقتها ليشعُر بذراعيها يطوّ’قان عُنُـ.ـقه ثمّ مَنحها لهُ قبّلة هادئة على خَدِّه الأيمن دون أن تتحدث، ليعلم هو في هذه اللحظة أنَّها قد أصفحت عمَّ مضى، وأكملت معهُ سير خُطاه لتكتمل لوحة حُبّهما سويًا لتكون في أبهى حُلّتها.
_______________________
<“برغم صعا’ب الحياة سارا معًا ولم يأبى أحدهم لقو’ة الرياح.”>
برغم ما رأوه معًا وعاشا بهِ، لم يستسـ.ـلمون،
الحر’ب طرفيها رابح وخا’سر، والنصـ.ـر حليفُه طرفٌ واحد، وبرغم ما عا’نوه سويًا سعـ.ـى معًا لإكمال الطريق ولم يأبى أحدهما لمخا’طره..
وبمرور السويعات غربت الشمس وأسدل الليل ستائره لهم بحلوله، وضعت “نهىٰ” آخر صحنٍ على الطاولة أمامهم ثمّ جلست قائلة بنبرةٍ هادئة مبتسمة الوجه:
_يلا سموا الله وأبدأو، وأنتِ بالذات يا “مَـرْيَم” كُلي البيت بيتك يا حبيبتي.
أبتسمت “مَـرْيَم” ولم تجاوبها بل نظرت إلى “شهـاب” الذي كان يجاورها وبدأ بتناول الطعام الذي أشتـ.ـهاه مِن يَد والدته، بدأت هي أيضًا بتناول الطعام بعدما سَمَت بالله ليأتي قول “شُـكري” الذي كان يجلس مقابلًا لهما:
_ممكن أطلب مِنكم طلب يا “شهـاب” أنتَ و “مَـرْيَم”.
نظرا لهُ سويًا ثمّ جاء قول “شهـاب” متسائلًا:
_قول يا حبيبي عايز إيه؟.
جاوبه “شُـكري” بعد أن أبتسم بسمةٌ بر’يئة لا تمث بِصلة لِمَ قاله:
_عايزكم تجيبوا قريب و’اد قمور أو بنو’تة عشان أعا’لج الجفا’ف العاطفي اللِ عندي دا وعُقبال ما “شهـاب” يحِن عليا ويشوفلي عروسة حلوة زيُه كدا … مُمكن؟.
خجـ.ـلت “مَـرْيَم” ولم تُبدي ردة فعل بل تمنت أن تنشـ.ـق الأرض وتبتـ.ـلعها بعد أن تلقت مطلب شقيق زوجها الذي كان ينظر لهما متخا’بثًا، جاءه رد “شهـاب” الذي نظر لهُ وقال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_كان نفسي أحققلك حلمك يا خويا ومبخـ.ـلش عليك، بس إحنا متفقين إننا مش مخـ.ـططين نخـ.ـلف على طول، يعني قولنا نستنى سنة كدا نعيشلنا يومين حلوين الأول.
_وليه متخلفو’ش دلوقتي ها؟ هتفرق إيه دلوقتي مِن بعد سنة ما كُلّها أيام وشهور ربنا بتد’وسوا عالنعمة ليه دا غيركم بيتمنى ضُـ.ـفر عيل واحد بس ومش طا’يل قدروا النعمة العيال نعمة يا بيه، أنا مش هتنا’زل عن أبنك خلاص خلال ٩ شهور يكون معايا.
هكذا جاوبه مند’فعًا دون توقف أو حتى أن يُعطيه الفرصة للرد عليه مِمَّ جعل “شهـاب” ينظر لهُ مذهولًا هُنَيْهة ثمّ جاوبه بنبرةٍ منفـ.ـعلة مصطـ.ـنعة قائلًا:
_طب ما بدل ما تجبـ.ـرنا على حاجة مش عايزنها دلوقتي تتلحلح وتشوفلك واحدة تتجوزها وتخـ.ـلف أنتَ وتحل عنّي.
شهـ.ـق “شُـكري” مصد’ومًا ثمّ جاوبه بنبرةٍ حا’دة قائلًا:
_ما أنا لو في واحدة مش هعرض عليك يا حبيبي تخـ.ـلف إيه دا.
_شيـ.ـل الحوار مِن دماغك أنا لسه مشـ.ـبعتش مِن مراتي أشبـ.ـع مِنها إن شاء الله ونفكر فالحوار دا مش عايز حاجة تشغيلها عنّي الفترة دي.
هكذا جاوبه “شـهاب” بنبرةٍ با’ردة وعاد يتناول الطعام وهو ينظر إلى أخيه نظرةٍ با’ردة والذي طَالْعَهُ بضـ.ـيقٍ وتناول طعامه دون أن يتحدث، بينما نظرت “نهىٰ” إلى “مَـرْيَم” التي كانت تلتزم الصمت تشعُر بالخجـ.ـل ولم تتناول شيئًا، نظرت بعدها إلى ولدها وقالت بنبرةٍ هادئة:
_بس خلاص أنتوا بتتخا’نقوا على حاجة عادية بالنسبالكم ومش واخدين بالكم إن في واحدة هتمو’ت مِن كسو’فها، خلاص يا “شُـكري” خلصنا دي حياتهم وهما حُـ.ـرين فيها وقال على رأي “شهـاب” بدل ما أنتَ بتتشرط عليهم بخـ.ـلفة أتجوز أنتَ يا خويا أحسن.
_الحمدلله، ظهر الحق.
هكذا قال “شهـاب” متشفيًا بأخيه الذي قال بنبرةٍ خـ.ـبيثة مبتسم الوجه:
_لو “شهـاب” شافلي عروستي هتجوز بُكرا.
نظر لهُ “شهـاب” وطـ.ـبق على أسنانه قائلًا بنبرةٍ حا’دة:
_لو فضلت تزن هفكسلك وربنا المعبود.
جاء قول “مَـرْيَم” في هذه اللحظة حينما قررت التدخل أخيرًا:
_شوفله العروسة يا “شهـاب” وجوزه هيفضل يزن عليك كُلّ يوم.
_يمين بالله أنتِ جدعة وبنـ.ـت ناس وأ’صيلة وبتفهمي.
هكذا جاوبها “شُـكري” ليأتي قول “شهـاب” يرد عليه:
_لو سكت شوية وبطلت زن فوق د’ماغي هشوفهالك أمين يا عمّ؟.
_أمين يابا.
جاوبه “شُـكري” مبتسمًا ثمّ عاد يُكمل تناول طعامه، بينما نظر “شهـاب” إلى زوجته التي لم تتناول شيئًا وقال بنبرةٍ خافتة لم تصل سوى لها:
_مالك يا “ريمـا” مبتاكليش ليه يا حبيبتي الأكل مش عاجبك ولا إيه.
حرّكت رأسها تنفي قوله ثمّ جاوبته بنبرةٍ مماثلة قائلة:
_لا خالص، شكله يفتـ.ـح النفس وريحته حلوة.
_طيب أومال إيه بقى، أنا هأكلك بنفسي.
هكذا جاوبها ولم يُعطيها الفرصة ثمّ أخذ قطعة باذنجان محشي وقرّبه مِن فَمِها لتضطـ.ـر أن تقـ.ـطم قطعة مِنْهُ بخجـ.ـلٍ بعدما شَعَرت بنظرة “نهىٰ” و “شُـكري” الذي يسعد برؤية هذه المشاهد الرومانسية، أبتسمت والدته ثمّ عادت تُكمل طعامها حتى لا تُخجـ.ـلها أكثر مِن ذلك وشيئًا واحد قد عَلِمَتهُ مؤخرًا، أن سعادة ولدها كانت بين يدي تلك الفتا’ة التي بطيفٍ مِنها جذ’به نحوها كالمغنا’طيس..
بدأ “شهـاب” يُطعم زوجته برغم أنَّها ر’فضت وأخبرته أنَّها ستتناوله وحدها ولكنه أصّـ.ـر إطعامها بنفسُه، ومع مرور الوقت أعتادت هي على هذا الوضع وتأقلمت عليه سريعًا وتلاشى خجـ.ـلها، وبين الحين والآخر كان “شُـكري” ينظر لهما ويبتسم حتى ترك طعامه وجلس يشاهدهما بحا’لمية وهو يتمنى أن يُصبح مكانه في أحد الأيام، لاحظ “شهـاب” نظرات أخيه ولذلك نظر لهُ وقال بنبرةٍ متسائلة:
_مالك يا’ض ما تاكل مسـ.ـهتم كدا ليه؟.
_بتفرج على العلا’قة الحلوة دي، الجفا’ف بقى جفا’ف بلس بسببكم، يا رب واحدة زي مرات أخويا وأنا أبقى مكانه وما هعمل أعتبار لحد عشان أنا أتد’اس على مشاعر اللِ خلفوني بالجز’مة.
تمنى بحسـ.ـرةٍ وهو ينظر لهما لتعلو الضحكات بينهم، أحبت “مَـرْيَم” مراو’غته ولذلك أطعمت هي زوجها هذه المرَّة والذي رحب فورًا بالفكرة ولم ير’فض لها مطلبها، لحظات وقال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_تجمع عائلي رائع أديه ١٠ مِن ١٠ ونجمة.
_٨ مِن ١٠ عشان سنجل وقاعد بتفرج على أخويا وهو بيطفـ.ـحني فراشات ومستحليها، يا رب رُبع حظك.
هكذا رد عليه “شُـكري” وهو يحـ.ـقد على أخيه خـ.ـفيةً والذي قال بنبرةٍ ضاحكة:
_شوف عشان حقـ.ـدك دا ربنا مش هيكرمك، صفـ.ـي النـ.ـيَّة هتسـ.ـلك الدُّنيا.
هكذا قضوا سويًا وقتهم بين الضحك والمزاح والأحاديث الجانبية سواء كانت عن كرة القدم أو المواضيع النسا’ئية بين الأم وزوجة الإبن حتى مرّ الوقت بهم وتخـ.ـطت منتصف الليل، كان “شهـاب” يجلس فوق فراشه في غرفته التي يراها لأول مرَّة بعد عودة بصره لهُ مِن جديد، اقتربت هي مِنْهُ بعد أن أرتدت منامتها وجاورته قائلة:
_أوضتك حلوة أوي على فكرة.
نظر لها نظرةٍ ذات معنى ثمّ قال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_عشان عيونك حلوين.
اقتربت مِنْهُ ووضعت رأسها على كتفه ليحاوطها هو بذراعيه يضمها إلى د’فء أحضانه ما’سحًا بكفه صعودًا وهبوطًا هُنَيْهة ثمّ قال بنبرةٍ هادئة:
_تعرفي أنا حاسس بإيه دلوقتي.
همهمت هي بخفةٍ تنتظر قوله ليأتيها على بُساطٍ أحمدي:
_حاسس بالراحة، وبالد’فا، والأ’مان.
نظر لها بعد أن أنهـ.ـى حديثه لتر’فع هي رأسها تنظر لهُ ثمّ منحته بسمةٌ حنونة وقالت:
_وأنا كمان.
أرتسمت بسمةٌ حنونة على ثَغْره ثمّ اقترب مِنها يُلثم جبينها بحنوٍ وقال بنبرةٍ هادئة لعو’بة:
_بس أنتِ محلوة النهاردة بزيادة كدا ليه عن كُلّ يوم، لا لعلمك مش هكمل مع صواني البسبوسة دي كتير ههـ.ـبط.
ضحكت هي حينما استمعت إلى حديثه دون أن تجاوبه فتلك اللحظات هي الأحب إلى قلبها، حينما تُعلن سيطـ.ـرتها عليه وتراه أصبح أسفل تأ’ثير سحـ.ـرها عليه، وضعت رأسها فوق كتفه مجددًا وطوّ’قت بذراعها عُنُـ.ـقه ليضمها هو واضعًا رأسه على رأسها وترك أنامله تد’اعب خصلا’تها البُنية لتنشـ.ـر الراحة في أنحاء جسـ.ـدها وتسـ.ـقط في بحو’ر نومها ر’غمًا عنها بفعل لمسا’ته السا’حرة تلك..
نظر لها بعدما شَعَر بانتظام أنفاسها ليراها غر’قت في بحو’ر نومها، أبتسم حينما عَلِمَ أنها لا تقد’ر على الصمو’د أمام لمسا’ته تلك ولذلك تُعلن استسلا’مها سريعًا أمامه، مد كفه الأيسر يُغلق الضوء المنبـ.ـعث مِن جانبه ثمّ استلقى على الفراش وضمها إلى د’فء أحضانه جا’ذبًا الغطاء الثقـ.ـيل على جسـ.ـدهما ولم يلبس قليلًا وغر’ق هو كذلك في بحو’ر نومه بعد يومٍ عصـ.ـيب عليهما.
__________________________
<“وبرغم أنَّهُ وسيمًا كان ثمة مَن يُنا’فسه في الساحة.”>
كانت الأيام تتسابق كنجمة شهب عبرت السماء، خا’طفةً معها لحظاته دون أن تترك أثرًا، كان يجلس فوق المقعد في هذا الكافيه الذي أعتاد عليهما وهي أمامه وأ’على قدميها يستقر قِطه داخل أحضانها يضم نفسُه مستمتعًا بلمسا’تها على رأسه وجسـ.ـده، كان هو ينظر إلى القط بحـ.ـقدٍ وهو يقول بداخله:
_أيوه حقك تستمتع يا ابن المحظوظة.
اسْتَفَاق هو مِن شروده على صوتها حينما قالت بنبرةٍ هادئة مبتسمة الوجه:
_”مشمش” طلع عسول أوي، لو كان عندي قطة مكنتش هبخـ.ـل عليه بيها بس حظه بقى.
نظر إلى قِطه الذي بدأ يسـ.ـقط تحت تأ’ثير سحـ.ـرها حينما بدأت عيناه تنغلق رويدًا رويدًا ثمّ نظر لها وقال:
_أنا شايف إنُه شوية وهيـ.ـلغيني مِن حياته.
أبتسمت هي ونظرت إلى القط الر’مادي الذي أصدر صوت مواءه الخافت وكأنهُ يُخبرها أن تظلّ هكذا، أبتسم هو معها كذلك ثمّ قالت هي بنبرةٍ هادئة:
_وإيه يعني هاخده وهينام جنبي عالسرير وههتم بيه، مش بعيد ينساك أول ما تسيبه وتمشي.
_ميغلا’ش عليكِ، ولو عايزة صاحبه كمان مفيش مشـ.ـكلة أصل هو كمان فا’قد للشغف والحنية.
ما’كرٌ ولا يهدأ إلا حينما يحصل على ما يسـ. ـعى إليه، وهي الأمنية الوحيدة التي تمنى أن ينالها حتى يكون هو لها، بينما خجـ.ـلت هي ونظرت إلى الجهة الأخرى دون أن تتحدث، أبتسم هو وقال:
_بصارحك أحسن ما أكد’ب وأحوّ’ر عليكِ، يعني يرضيكِ نبدأها بالكد’ب والغـ.ـش؟ أنا عن نفسي ميرضنيش فعشان كدا أنا صريح معاكِ.
لم يتلقى الرد مِنها كذلك ولذلك زفر هو بعمـ.ـقٍ وقال بنبرةٍ هادئة:
_خلاص أعتبريني مقولتش حاجة … تحبي تشربي حاجة؟.
ثوانٍ ونظرت لهُ وجاوبته بنبرةٍ هادئة قائلة:
_أي حاجة على ذوقك.
أبتسم ثمّ استدعى النادل الذي جاء بعد لحظات وهو يقول بنبرةٍ هادئة مهذبة:
_أتفضل يا فندم تحبوا تشربوا إيه؟.
_٢ سينابون و٢ قهوة مظبوطة.
_تحب حاجة تاني يا فندم؟.
جاوبه “حسـام” نفيًا وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
_لا شكرًا.
تركهما النادل وذهب بينما نظر هو لها وقبل أن يتحدث صدح رنين هاتفه عاليًا يُعلنه عن أتصالٍ هاتفي مِن صديقه، أتسـ.ـعت بسمتُه حينما رآه هو المتصل ولذلك جاوبه بنبرةٍ ما’كرة:
_إيه يا حبيب أخوك، فيني؟ بتفسح وبفسح مراتي المستقبلية وزعبولة اللِ مش مفوت خروجة غير وهو راشـ.ـق فيها، براحتي ليك عند أهلي حاجة؟ أخلص يا’ض عايز إيه بطل ر’خامة بقى، بتقول إيه؟ لا مش هعدي عليك مين أنتَ أصلًا عشان أجيلك … أديك قولتها حفيد اللوا مش اللوا نفسُه، خلاص متجعـ.ـرش هجيلك يخر’بيتك، لا يا رو’ح أمّك أنتَ هتتحـ.ـكم فيا كمان ولا إيه؟ أقفل يا’ض.
أنهـ.ـى حديثه ثمّ أغلق المكالمة وترك هاتفه أمامه على سطح الطاولة ونظر لها بأبتسامة مشرقة وقال:
_كُنا بنقول إيه بقي.
_ولا حاجة إحنا لسه مبدأناش كلام أصلًا.
هكذا جاوبته بنبرتها الهادئة ليجاوبها هو بنبرةٍ هادئة وقال:
_عندك حق، خلاص تعالي نتكلم فأي حاجة لحد ما الطلبات تيجي، هنسمي عيالنا إيه إن شاء الله؟.
هكذا سألها بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه وهو ينظر لها ليُصيـ.ـبها الذهول حينما أستمعت إلى سؤاله لتسمعه يجاوب على نفسُه بنبرةٍ هادئة قائلًا:
_هقولك أنا، لو بنـ.ـت هتكون “نيروز” عشان دا أسم بنـ.ـت صاحبي وعاجبني أوي، ولو ولد هسميه “توفيق”.
_لا طبعًا “توفيق” إيه أنا هسمي “أيهم”.
هكذا جاوبته بعد أن أستمعت إلى اقتراحه ليُعا’ندها هو بقوله:
_وأنا عايز “توفيق”.
_أنا اللِ هحمـ.ـل وهتـ.ـعب وهشوف المُـ.ـر وهاخد حقـ.ـن وأو’لد يعني حقي أسمي أبني، هسميه “أيهم” يا “حسـام”.
عا’ندته وهي تُصّـ.ـر على رأيها ليقف هو أمامها النـ.ـد بالنـ.ـد قائلًا:
_”توفيق” يا “مـودة”.
_”أيهم” يا “حسـام”.
تدخل صوت ثالث بينهما وهو يقترح أسمًا آخر قائلًا:
_ممكن يبقى “إسماعيل” أحلى.
كان هذا صوت النادل الذي وضع طلبهما على سطح الطاولة وهما يُعا’ندان بعضهما ويقفان بوجه بعضهما، تحدث “حسـام” بنبرةٍ حا’دة وهو ينظر لهُ قائلًا:
_وأنتَ مالك أنتَ، “توفيق” أحلى.
_وأنا بقولك يا “حسـام” هسميه “أيهم” ولو هتقف عالأسم أنا مش هكمل فالجوازة دي.
هكذا أصدرت حُكـ.ـمها وأعلنت إنتهاء المجلس ليُما’طل هو ويأبى إصدار الحُـ.ـكم قبل أن يُبدي بأقواله ليضر’ب بكفيه بطريقة سو’قية وهو يقول:
_يا ختي يا رب نوصل لمرحلة الجواز دي عشان أحطك قدام الأمر الواقع.
نظر لهما النادل قليلًا ثمّ قال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_يا جماعة صلوا عالنبي ووحدو الله دا إبلـ.ـيس ودخل ما بينكم مش كدا.
_أهو أنتَ تسكُت خالص عشان بعد اللِ قولته دا محدش لا’بسه إبليـ.ـس غيرك.
هكذا كان رد “حسـام” المنفعـ.ـل لهُ، لينظر لهما هو ثمّ قال قبل أن يتركهما ويذهب:
_يمين بالله أنا غـ.ـلطان يكش تو’لعوا فبعض.
_إيه دا أستنى هنا أنتَ هتسـ.ـتهبل ولا إيه أزاي تكلمنا كدا؟.
هكذا سأله “حسـام” بنبرةٍ حا’دة وهو ينظر لهُ ليتو’تر النادل ثمّ جاوبه بنبرةٍ هادئة وقال:
_لا واللهِ مقصدش يا فندم أنا بس أندمجت بس مش أكتر.
_روح شوف شغلك وياريت تخليك فحالك.
رد عليه “حسـام” بنبرةٍ جا’دة ليتحرك النادل دون أن يتحدث ثمّ عاد هو ينظر لها قائلًا بنبرةٍ حا’دة معا’ندًا إياها:
_”توفيق” يا “مـودة” وهتشوفي.
_ماشي يا “حسـام” يا أنا يا أنتَ.
رو’ح التحدي والعزيمة حاضرة، كلاهما أعلنا راية الحر’ب وفي أنتظار معرفة مَن منهما المنتصـ.ـر في نها’يتها فلن يقبل أي الطرفين الهز’يمة مهما حدث.
_______________________
<“لم يحسب لحظة الغد’ر، فتم طـ.ـعنه غد’رًا.”>
خرج “حُـذيفة” وهو يذكر ربه مرتديًا بنطالًا أسو’د اللون يعتليه كنزة شتوية وسترة جلـ.ـدية سو’دا’ء اللون مرتديًا نظارته السو’دا’ء التي أعطته وسامته الكاملة، أتجه إلى سيارته السو’دا’ء وهو ينظر إلى ساعة يَده الالكترونية السو’دا’ء ليراها أصبحت الثامنة صباحًا، أطلق زفيرة هادئة ليضـ.ـغط على الزر الالكتروني ومِن ثمّ عَلَىٰ صوت إنذ’ارها ليقوم هو بفتح الباب واضعًا حقيبته على المقعد المجاور وهو يردد قائلًا:
_سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
وقبل أن يستلق سيارته للذهاب إلى عمله تجمـ.ـد جسده فجأةً حينما أختر’قت ر’صاصة غا’درة جسـ.ـده مِن الخلف لتجعله لا يقد’ر على الحركة وكأنها أصا’بت جسـ.ـده بشـ.ـللٍ كُلّي، حُـ.ـبِسَت أنفاسه وتر’اخى جسـ.ـده الذي هوى كالطيـ.ـر الحُـ.ـر الذي كان يُر’فرف في الهواء الطلـ.ـق ينال حُـ.ـريته حتى أصا’بته ر’صاصة الصيا’د الغا’درة تقـ.ـتل رو’حه البر’يئة، ومعهُ تحقق الهدف؛ وقُـ.ـتِلَ نقا’ءه وآخر ما سَمِعَه قبل أن يغيـ.ـب عن الو’عي ويتلاشى الصوت مِن حوله كان نداء أحد أفراد الأ’من وهو يصر’خ عا’ليًا ويركض نحوه مذ’عورًا:
_يا “حُـذيفة” بيه، يا “حُـذيفة” بيه، يا أم “عـدنان” ألحـ. ـقي البيه بيمو’ت ..!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *