روايات

رواية مرسال كل حد الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد البارت السابع والثلاثون

رواية مرسال كل حد الجزء السابع والثلاثون

مرسال كل حد
مرسال كل حد

رواية مرسال كل حد الحلقة السابعة والثلاثون

وقف حد بالتاكسي عند بيت لا هو بالكبير أو بالصغير ومحفوف بحديقة صغيرة, نزلت مرسال مستغربة ليه وقف هنا, ابتسم بيقول: ده بيتنا.
بصتله باستغراب: بيتنا؟!
ابتسم بيقول: كنتي ديمًا بتحكيلي, إنك بتتمني مكان معزول عن الناس بس مرتبط بالطبيعة أكتر علشان ده بيلهمك السكينة أكتر.
ابتسمت مرسال, ودخل حد للبيت وهو بيقول: بصراحة البيت كان خلاص خلص بالزيت لأني بحب الأوف وايت أو الاسود كلون مالوش صوت بس غيرته تاني وخليت كل جدران البيت بيضة بما فيهم وجهة البيت.
ابتسمت مرسال بتسأله: ليه؟
“بصراحة من كتر ما بتحكلي عن الجدران البيضة وحبك ليها وازاي بتغريك للرسم حسيتك إنك بتحبيها أكتر مني بس عمومًا خليتلك الدنيا أبيض في أبيض أهو علشان ترسمي براحتك..
نطت مرسال في مكانها من السعادة بتقول: أنت بتتكلم جد؟
“أه .”
مرسال كانت مبسوطة جدا وانتبهت على علب الدهان ومعظم الادوات الي كانت بتحتاجها, ابتسمت مرسال ابتسامة واسعة بتقول: هو أنا ينفع أبدأ دلوقتي
ابتسم محمد بيقول: أنا كنت عامل حسابي علي كدا علشان كدا أخدت اليوم إجازة , أهي فرصتك ترسمي أربع وعشرين ساعة في الاربعة وعشرون
ابتسمت مرسال بتضم باباها: شكرًا.. شكرا شكرا كتير.
اتقدمت مرسال ناحية الحيطة واتنهدت بتبص عليها من كل الجوانب بتشوف هترسم ايه, فتحت علبة الدهان وقبل ما تحط ايدها بصت لحد بتقوله: بس أنا لما هلون البيت كله كدا مش هيبقي فيه جدان اوف وايت أو سودة لأني بحب الالوان جدا
ابتسم بيقول: مش مهم أوف وايت أو أسود أنا واثق إن البيت هيكون مبهج.
ابتسمت وبصت تاني على الحيطة وبعدين بصتله بتقوله: أكيد فيه مكتبة مش كدا؟
“دي الحاجة الوحيدة الاساسية في البيت يمكن أهم من البيت نفسه.”
ضحكت مرسال بتقول: كنت واثقة.. بعدين كملت: أنا خلاص قررت أبدأ بالمكتبة.
ابتسم: ماااشي
وفجأة الفون رن, رد حد علي الفون وقبل ما يتكلم سمع صوت دينا بتقول بخوف: حد تعالي بسرعة, هادي تعبان جدا.”
اتفزع حد من مكانه وسألها: ايه؟ طب أنتي فين دلوقتي؟
“أنا أخدته وفي طريقي للمستشفي دلوقتي.. هبعتلك اللوكشن علي الواتساب.. تعالي بسرعة أرجوك.”
قفل حد الفون واستأذن من محمد بيقول: آسف يا عمي بس أنا مضطر أمشي دلوقتي
“فيه حاجة حصلت يا ابني؟”
“لا مفيش مشكلة بسيطة وهتتحل إن شاء الله أنا آسف بستأذنك بس.”
بصتله مرسال بتسأله: هو هادي حصله حاجة؟
سكت حد وبصلها بتردد, فسأله محمد : هادي حصله حاجة فعلا؟”
اتنهد حد بيرد: مش عارف حقيقي يا عمي, دينا اتصلت بي وقالتي لي إنه تعبان وأنا رايح دلوقتي المشفي ومتقلقوش لما أوصل هطمنكم
ردت مرسال وهي بتخرج من البيت: وأنا لسه هستناك أنا هجي معك… قالت الاخيرة وركبت التاكسي, اتقدم حد ناحيتها بيقول: أنا هوصلك البيت وصدقيني لما أوصل هطمنك.
“هو أنا مقلتكيش قبل كدا إن مفيش حد أعند مني؟”
ربت محمد على كتفه بيقول: مرسال معها حق لازم نطمن عليه بنفسنا.” قال محمد جملته الاخيرة وركب هو كمان, مكنش قدام حد غير إنه يستسلم لطلبهم. ركب حد وهو طول الطريق شارد بمشاعر قلق وخوف ودقات قلبه كانت سريعة على غير المعتاد للدرجة إنه كان بيلتقط أنفاسه بصعوبة, وصل المشفي ونزل من التاكسي بيسابق خطواته لحد ما شاف دينا الي كانت قاعدة قدام العناية المركزة بتعيط, اتقدم حد ناحيتها بيسألها: هادي فين؟
ردت وهي بتعيط الدكاترة نقلوه على العناية المركزة أول ما شافوه لأنه كان قاطع النفس.
“طب هو ايه الي حصله فجأة؟”
“مش عارفة بجد أنا فضلت مستينة كالعادة إنه يخرج لاستراحة القهوة قبل ما امشي على الشغل ولما لقيته ما خرجش روحت الاوضة وخبطت بس مفيش حد فتح, قلقت وفتحت الباب لقيته واقع علي الارض ومفيش نفس, طلبت من الخدم يساعدوني ونقلته في العربية واتصلت بك.”
سكت حد ووقف علي باب الاوضة في صمت تام كأن الهر أكل لسانه, بعد مدة خرج الدكتور من الاوضة, انتبه له حد فسأله بلهفة: جدي عامل ايه دلوقتي؟
“للاسف.. لسه متعادش مرحلة الخطر.”
الدكتور قال كلمته الاخيرة ومشي, مستناش حتى يشرح حالة المريض ايه, استمر الحال لمدة تلاتة ايام, ماتحركش فيها حد من قدام الاوضة, كان قاعد في الارض ملاصق لجدار الاوضة زي الطفل التايه الي مستني مامته تجي تاخده, محدش كان بيحاول يقرب منه لأنهم عارفين إنه في مرحلة عدم الاستعياب, ومش سامع ولا شايف حد قدامه, ولا منتبه على مين جه ومين راح وحتى لما عمار حاول يكلمه, مانتبهيش على وجوده كل الي كان بيعمله, إنه بيسمع الآذن من هنا يصلي ويجي يقعد علي الارض جمب الاوضة , مرسال كانت ديما على زيارة ليه وكانت بتمشي لحد ما الليل بيكون ليلي اضطرار علشان باباها, مكنتش عارفة تعمل ايه, هو لا بيتكلم مع حد ولا بياكل ولا بيشرب, والمشكلة إن الدكاترة مش عايزة توضح أو تفسر حالته بالظبط كأنهم مش عارفين يشخصوه, أو مش عايزين يقولوا حالته ايه بالظبط ديما كانوا بيوغوشوا بالكلام بشكل غير مفهوم, ولما دينا حسيت إن مفيش نتيجة, وإن تلات أيام عدوا وهو لسه في العناية, قررت إنها تنقله لمشفي تانية بس للأسف الدكاترة رفضوا لأن حالته الصحية لا تسمح إنه يسافر بر ولا إنه يتنقل حتى جوه البلد, دينا كانت حاسة بالعجز تجاه هادي وتجاه حد الي غاب عن الدنيا تماما في عالم تاني كأنه جسد بلا روح, عدت الايام تاني لحد ما كملت اسبوع, وحد زي ما هو في نفسه مكان, لا حاسس على حد ولا واعي مين حواليه ولا أكل ولا شرب ولونه بدأ يميل للصفرة وجسده بقي هزيل جدا, دينا من ناحية كانت بتحاول إنها تقنع المشفى بوجود دكاترة من بر بس للاسف لا قوانين المشفي بتنص على كدا ولا فيه دكاترة موافقة او مستعدة لده, ومرسال من ناحية تانية, كانت معه, بتجي اول النهار وتفضل ساكتة بتراقبه لحد ما تجي الساعة 9 بليل, هي كمان كانت حاسة بالعجز مفيش شيء تقدمه, غير وجودها وصمتها الدائم, لحد فجأة خرج الدكتور من العناية المركزة بيقول: اظن إنه بقي مستعد إننا نعمله العملية.”
قام حد من مكانه بيسأله: يعني جدي هيرجع تاني؟
“في الحقيقة مقدريش أكدب واقولك اه احنا يدوب عدينا مرحلة الخطر الي تسمحلنا نعمل العميلة دلوقتي, احنا مفيش في ايدينا حل غير إننا ندعي ربنا إن العملية تنجح.”
دينا كانت حاسة بإن الدوك بيحاول يخفي حاجة, بس قبل ما تتكلم انتبهت على حد بيقول للدوك بنبرة لهفة: هو أنا ينفع أشوفه؟
“في الوقت الحالي مينفعيش خالص.”
“صدقني مش هعمل صوت.. أشوفه بس مرة واحدة مش أكتر.”
“وجودك ممكن يرهق المريض أكتر.”
“صدقني مش هتكلم خالص ومش هخليه حتى يحس على وجودي بس أرجوك أشوفه بس.”
استسلامًا لتوسلات حد الدكتور أذنله بدقيقة بس, دخل حد الاوضة وهو مش مصدق إنه شاف جده, ابتسم ابتسامة كأن الروح ردت فيه, اتقدم ناحيته وهو محاط بالاجهزة الي مقيدة ايدها ومعظم جسده, جث حد على ركبته بيحط راسه عند رجله, وحط ايد جده على شعره وضمه جامد بيعيط كأنه كان خايف يسيبه يروح بلا رجعة, بس فجأة قطع عليه وجوده مع جده الدكتور وهو بيقول: الدقيقة خلصت.
حد كان مكلبيش في جده جامد مكنش عايز يسيبه بس كان مضطر إنه يسيبه, خرج حد وانتبه على الدكتور بيقول لدينا: ممكن استئاذن حضرتك بس في كلمتين؟
استغرب حد وكان حاسس إنه أكيد مخبي حاجة عنه, راحت دينا مع الدكتور والي بدأ بالكلام بيقول: بصراحة يا أستاذة دينا أنا مردتيش أقول لاستاذ حد على حاجة لأنه مش هيستوعب الي هقوله ويمكن حالته تسوء لأنه واضح إنه مرتبط بجده جدا
“هو فيه ايه يا دكتور؟ هادي ماله؟”
“بصراحة الواضح إنه مفيش أمل في علاجه والعملية احتمال تنجح بنسبة واحد في المية وحتى لو نجحت فصعب جدا إنه يعيش مرتاح ويمكن يموت نتيجة المضاعفات بتاع العميلة, نظرا إنه تخطى حاجز المية سنة وأجهزته مبقتيش قد كدا, لو عايزة رائي ونصيحتي وفروا فلوس العملية وتكاليف المشفي لأنه كدا كدا ميت بس عموما لو مصرين علي إنكم تكملوا في إجراءات العميلة فلازم على الاقل تحطي نص المبلغ تحت الحساب والنص التاني بعد العميلة, للاسف تكاليف العميلة كبيرة في حدود مليون جنيه ده طبعا مصاريف العميلة بس خارج الادوية والاقامة والخدمة.”
بدون كلام كتير قاطعته دينا بتسأل: مكان الدفع فين؟
“في الطابق التاني.”
قامت دينا من مكانها بدون ولا كلمة وهي مشمئزة من جمود قلبه, فتحت الباب ولسه هتخرج, اتفأجات بحد واقف ساند علي الجدار, بصتله في دهشة بتقول: حد؟
سكت ومردتيش فكملت: هو أنت سمعت كل حاجة؟
رد في جمود من الملامح: مش محتاجة تدفعي حاجة؟
“يعني ايه؟ أنا لو مدفعتش دلوقتي هيأخروا العميلة.”
“العملية مش هتتأخرأنا الي هدفع الفلوس.”
“وأنت هتجيب منين نص مليون دلوقتي؟”
مردش عليها وطلع الفون اتكلم مع البنك علشان يحولوا كل رصيده للمشفي والي كمل بالعافية 300 ألف، هو مكنش متوقع اليوم ده يجي بالسرعة دي بس هو من زمان جدا كان مخصص جزء من مرتبه لعلاج جده في اي يوم من الايام لو حصله حاجة, نزل حد من غرفة الحساب بعد ما اتاكد إن الحساب وصل للمشفي, خرجت دينا معه وبصتله بتسأل: وأنت هتجيب الباقي منين بقي إن شاء الله
“مالكيش دعوة دي حاجة تخصني.”
“نعم؟ ماليش دعوة؟ حد أنت ملاحظة إنك بتكلمني أنا؟ ثم ازاي ماليش دعوة؟ هادي يبقي جدي زي ماهو جدك؟”
“مفيش أي حاجة بتربطك بهادي ومفيش أي حاجة بتربط أي حد بهادي غيري أنا وبس.. هادي يبقي جدي وكل شأنه يبقى شأني أنا وبس مش شأن حد تاني.”
“يعني ايه؟ يعني هتسيبه يموت بسبب عنادك؟”
سكت وتجاهلها, كملت كلامها: ماهو أنا مش فاهمة هتجيب باقي المليون منين وأنت دفعت كل جنيه معاك دلوقتي؟”
سكت ومردش فكملت كلامها: طب بص اعتبرهم سلف ولما يتسر حالك ابقي رجعهملي.”
“محدش هيدفع جنيه واحد في مصاريف جدي الكلام خلص.”
“يعني ايه الكلام خلص؟ حد أنت مدرك إنك لسه فاضلك 200 ألف علشان بس يدوب تبدأ العملية.”
“متشغليش بالك بمشكلة مش مشكلتك ومن رائي إنه كفاية عليك كدا ممكن تروحي أو تسافري زي ما كنت عايزة تعملي اعملي؟”
“حد انت اتجننت؟ انت مبقتيش طبيعي؟”
تجاهلها وخرج من المشفى, في نفس الوقت الي دينا كانت بتكلم فيه حد، مرسال كانت واقفة وسمعت كل حاجة, مكنتش عارفة تعمل ايه أو هتجيب مبلغ زي ده منين في وقت قصير, لحد ما جه في بالها حل ومكنش قدامها غيره, مسكت التلفون وبصت عليه بتردد وبعد دقايق من التفكير أخذت على نفسها العزم ومسكت الفون ورنت علي شخص ما وأول ما فتح ردت: ألو رماح؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *