روايات

رواية الصندوق الفصل العاشر 10 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل العاشر 10 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق البارت العاشر

رواية الصندوق الجزء العاشر

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة العاشرة

دخلت كاريمان جناحها لتنام لكنها لم تستطع أن تغفو و لو قليلا فكل ما حدث في تلك الليلة لا يضايقها ف حسب بل يدفعها للجنون، حتي إيفان تركها و سافر بعيداً في أكثر وقت تحتاجه فيه، تصرفاته تحيرها فهو يقترب منها كل يوم أكثر ف أكثر و يخاطبها بكل حب لكنه لا يتقدم ناحيتها خطوة واحدة بشكل رسمي جاد بالرغم من انه تكلم معها كثيراً عن حياته و عائلته، موقف غامض غير محدد حتي اليوم و الآن غادر بغتةً دون إنذار …
طيلة الليل كانت تأتي و تذهب من يمين المهد إلي يساره، تغمض عيناها فتفكر في سالم و هو يهدي السيدة بسمة مجوهرات تبهر العين فتفتحهما فتتذكر إيفان و تتألم أكثر، قالت في بالها : ألن تنتهي تلك الليلة ؟!
__________________________
أشرقت الشمس فبدأ الضجيج، سمعت أصوات الخدم يرفعون اغراضاً و يضعون غيرها، يتحركون جيئةً و إياباً فخرجت لتري ما الأمر، إنه جناح جديد يتم تجهيزه للسيدة بسمة حتي تنتقل إلي جناح السيد سالم، ترفعت علي أن تذهب لتري لكن الأغراض و التجهيزات كانت توضح كل شئ، لم يعد جناحها فخما أو جميلاً بعد كل ما رأته، امتعضت و ضغطت ع شفتيها دون أن تدري ففاجئها سالم بقوله :
سالم : صباح الخير يا أميرة .. ألن تلقي نظرة علي جناح العروس؟
ردت كاريمان في تحفظ : لا … ليس لدي وقت فهناك عمل كثير ينتظرني .. لكنني واثقة من كونه جميلاً … سلمت يداكم
سالم : سلمتِ يا أميرة .. عملا موفقا لكِ
تركها و ذهب و هي مازالت في ذهول
نزلت إلي الأسفل و ألقت الصباح علي والدته و جلست، بادرت كاريمان بسؤال : سيدة بثينة .. هل لك أن تساعديني في اختيار وصيفة لي من خدمكم ؟؟ ان امكن و سوف أرعاها رعاية كاملة ففاجئتها أيضا حين قالت
الأم : كاريمان .. حبيبتي .. ألم يخبركِ سالم ؟!
كاريمان : لا .. بمَ كان سيخبرني ؟
سالم : هو يري أنه لا داعي لوجود وصيفة خاصة ف كل خدم المكان موجودون و يمكنك طلب ما تريدين من مدير الخدم هنا و هو سيقوم بتكليف من يراه مناسباً
رفعت كاريمان حاجبيها و فكرت ف الاعتراض و صنع مشكلة لكنها تراجعت لأن هذا لا يناسبها و لكن حتماً سيكون هناك رداً علي وقاحته تلك معها …
علمت بسمة بأمر الجناح المخصص لها و كاد عقلها يطير من السعادة، ذهبت لمكانها الجديد و فتحت خزانتها المكتظة بالأثواب و الأغراض الجديدة، ارتدت و تجملت بشكل زائد ثم هبطت للأسفل و ظنت أن سالم بقاعته المعتادة فدخلت و لم تجده ف جلست ع أحد الكراسي بتفاخر شديد و كأنما أمامها حشد عظيم، رفعت رقبتها لأعلي ووضعت رجل علي رجل ثم استقرت في عظمة متناسية ما حولها، دخل سالم للقاعة لينتظر قدوم تاجر لعقد صفقة كبيرة، فوجئ بها و بجلستها الغريبة في أنا متعالية فأدرك ما تحاول فعله، أدرك حجم المشكلة و أطلق زفيراً طويلاً ليهدأ ثم أغلق الباب و اقترب منها و قال : بسمة .. ماذا تفعلين؟
بسمة في محاولة لاظهار ثقة بنفسها : أجلس كسيدة .. ألم تقل لي يجب أن أتدرب ؟!!
سالم : تتدربين!! هنا !! ألا تعي أن تلك القاعة مخصصة للرجال أم نسيتي ؟! كيف تتصرفين كذلك بتسرع؟!!
ارتجفت بسمة من وقع كلامه و توبيخه لها و قامت منتصبة ثم هربت من أمامه في خجل و رآها الجميع تخرج مضطربة من غرفة سالم فضحك البعض و صمت البعض و بالطبع شمتت كاريمان بها ..
____________________________
انتظرت عودة إيفان و توقعت خطابا منه يطمئن فيه عليها و لكن لم يحدث، جلست في حديقة القصر تتأمل التغيير الكبير الذي احدثته في المكان و شعرت بالفخر بنفسها، عبرت من أمامها بسمة دون كلام، فبعد موقف الاسورة أصبحت بسمة تتجنبها و لا تتحدث معها إلا نادراً، قامت بمناداتها فاقتربت بسمة و نظرت لها منتظرة لتسمع فقالت كاريمان : ابتعدنا كثيرا منذ يوم خطبتك يا بسمة … ألم تشتاقي إلي حديثنا معاً
بسمة : بلي .. اشتقت بالطبع لكنني أشعر انكِ لا تريدين قربي من بعد الآن
كاريمان : بالطبع لا … من قال هذا ؟ و سأثبت لكِ .. هل تعدين لي قهوة فقد اشتقت لطعم قهوتك كثيراً ثم تجلسين و نتحدث معاً ؟؟
بسمة : بالطبع ممكن . سأذهب حالاً
ابتسمت كاريمان و لن تترك هذه الفرصة تعبر هكذا دون استغلال، نادت لاحد الخدام و طلبت منه أن يطلب من السيد سالم بالحضور لأمر ضروري …
جاء سالم بعد دقيقتين ووقف أمامها فأخذت تتحدث عن احتياجات البستان و ما تريد فعله و هكذا أمور تحشو بها الوقت حتي تأتي بسمة لتثير أعصابه …
رآها قادمة تحمل القهوة لكاريمان، اشتعل الغضب بعينيه فارتجفت يديها و من ثم الطاولة التي تحملها، لكن لا ينفع التراجع فأكملت الطريق و هي تتصبب عرقاً و قدمت لها القهوة، نظر لها نظرة بها ألف معني من لوم ل غضب ل حرج، نظر لكاريمان بقوة و تحدٍ ثم قال بصوت أجش
سالم : بالهناء و العافية يا أميرة .. اتبعيني يا بسمة . اريدك لأمر هام
ذهبت بسمة وراءه بخوف و هي تدعو الله أن تمرؤ تلك الفعلة بخير، دخلت خلفه لغرفة الضيوف بينما اقترب منها كثيراً ثم قال : لن أطيل .. امامكٍ يومان … سأري مشهد القهوة هذا بشكل معكوس … اما أن أري تلك الأميرة تعد لكِ القهوة كما أعددتها لها و إما سيلغي كل ما تم و ستعودين وصيفتها كما تريدين لأنك مازلت تتصرفين كوصيفة ..
نظرت بسمة بضعف و ضيق فهي أُقحمت في صراع لا تقوي عليه … ماذا ستفعل و كيف ستخرج من هذا المأزق … لا تدري!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *