روايات

رواية جاريتي 3 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت السابع والأربعون

رواية جاريتي 3 الجزء السابع والأربعون

رواية جاريتي 3 الحلقة السابعة والأربعون

كانت رحله الملاهى مليئه بالضحك و السعاده و الصراخ و كان ايمن ينظر الى كل من زوجته و ابنتيه بسعاده كبير و راحه فكم عانوا و مروا بظروف صعبه و برحمه الله مرت بخير و عادت حياتهم الى ما كانت عليه توجه الى اقرب كرسى و جلس ينظر الى ملك و هى تشترى المثلجات للفتاتان و هو يتذكر حين استأجر الشقه المقابله لشقته للحج راضى الذى بوجوده لاحظ اختلاف الفتيات بسببة … لقد التزموا بالصلاة و الذى كان دائما هو امامهم فيها و ايضا اهتمامة بتحفيظهم القرآن التزامهم بالحجاب و كل ذلك جعل من شمس فتاه هادئه و حالتها النفسيه مستقره دائمه الابتسام و ايضا اقتربت كثيرا من ملك و اصبحت تتحدث معها فى ما تشعر به و هو ايضا خلق بينه و بينهم مساحة خاصة … يخرج معهم بمفردهم يجلس يستمع الى حديثهم و احلامهم و مشكلاتهم حتى انه تحدث مع ليل فيما يخص جواد و فهم ما تشعر به تجاهه و ايضا كيف يتعامل معها و يحترمها و لم يتطاول يوما عليها او حاول ان يقلل منها و لذلك هو احترمه كثيرا و حين ذهبت الفتاتان للجلسة ذهب هو لمقابلته و من كان جواد واثق من نفسه و هادىء و لكنه اراد ان يفهم كل شىء ليرتاح قلبه و يطمئن
– ممكن اعرف انت عايز ايه من بنتى ؟
– بحبها… بحبها جدا … و ان شاء الله تكون مراتى و ام ولادى انا بذاكر و هنجح علشان احقق حلمى فى دخول الهندسه و اقدر اتقدملها
كان يستمع الى كلماته باندهاش شديد و من داخلة يشعر بسعادة كبيره فكم يرى فى ذلك الشاب اليافع الذى يجلس امامه والده بأصراره و عناده فما علمة من قصة حب صهيب و زهرة و نجاحه فى حياتة العملية يجعل الكل يضرب بهم المثل و ولده يشبهه كثيرا و هذا ما يجعله يشعر بالاطمئنان على ابنته
خرج من افكاره على ضحكات البنات مع والدتهم الملطخة بالمثلجات ليشاركهم الضحك بصوت عالى ثم وقف و هو يقول
– مش يلا بقا نروح سايبين جدو راضى طول اليوم لواحده
لتركض الفتاتان الى السيارة يلحقهم ايمن بهم و يده بيد ملك و الابتسامة ترتسم على ملامحهم السعيدة بعد عناء طويل
•••••••••••••••••••••••••••••••
كانت تجلس فى حديقه المنزل الكبير تمسك بهاتفها تراسل آسر حتى تطمئن عليه حين اقترب منها محمود الذى كان يقف فى شرفة منزلة يراقبها بأبتسامة اخ سعيد بما اصبحت عليه اخته الصغيرة … ليقرر الذهاب اليها و الجلوس معها قليلا فلقد اتخذ عهد على نفسه ان يظل قريب منها و دائما يظهر اهتمامه الحقيقى بيها … و ايضا رغبة حقيقية ان يكون قريب منها و ان يشعرها بأهميتها لديه
توجهه الى ندى التى تقف فى المطبخ تعد وجبة خفيفة للعشاء و ضمها من الخلف و هو يقول
– هنزل اطمن على خديجه على ما حبيبى يخلص العشا
لتبتسم و هى تقول بصدق
– طيب ما تخليها تطلع تتعشا معانا طالما محمد لسه مرجعش بالسلامة
ليقبل راسها بحب و احترام و هو يقول
– ربنا يخليلى الحنين
ثم غادر المنزل ليذهب الى اخته
جلس امامها فجأة لتغلق الهاتف و هى تنظر اليه بخجل ليقول هو بأبتسامة متفهمة
– بتكلمى آسر
هزت رأسها بنعم ليقول من جديد
– اخباره معاكى ايه ؟ مرتاحة معاة يا ديچه ؟
لتخفض راسها بخجل و هى تقول بصدق
– جدا يا آبيه …. آسر فاهمنى و بحس انه جوايا و عارف بفكر فى ايه … كمان راجل اوووى و واثق من نفسه و حبه ليا و بيثبت ده بكل الطرق الممكنة و غير الممكنة
لتتسع ابتسامتة و هو يقول بمشاغبة
– و فرق السن خلاص مبقاش شاغلك دلوقتى و لا مضايقك
لتهز راسها بلا و هى تقول بتأكيد
– عقله و تفكيره و اسلوب حياته خلانى نسيت تماما الحكايه دى … آسر دماغه كبيره واعى و فاهم … بأختصار آسر راجل حقيقى يعتمد عليه و وجوده فى حياتى نعمه
– هو انتِ ناسيه انك بتتكلمى مع اخوكى الكبير و لا ايه
قالها بغضب مصطنع لتبتسم بخجل و اخفضت راسها ليقول من جديد بأبتسامة
– ربنا يسعدك يا حبيبتى … و يبارك فى حياتك انتِ و آسر هو فعلا راجل يستحق الثقه و يستحقك
ثم وقف على قدميه و هو يمد يديه لها قائلا بمرح
– تعالى بقا نتعشى سوا بلاش اروح للدكتور لواحدى من اكل ندى
لتضحك بصوت عالى و هى تقول بمرح
– تقدر تقول الكلام قدامها ؟!
ليضحك هو الاخر بصوت عالى و هو يقول بخوف مصطنع
– استرى على اخوكى يا ديچه ميرضكيش ابات عندكم فى الشقه و انا لسه عريس جديد
لتضح بصوت عالى و هى تقول بتأكيد
– لا ندى طيبه و حنونه هتنيمك على الكنبه بس
– طمنتينى
لتعلوا ضحكاتهم مع ضم محمود لخديجه بحنان اخوى جعلها تشعر بالسعاده حقا و انها بين احضان اخيها بحب اخوى حقيقى ليست مجرد وصيه او حمل ثقيل و هذا جعلها سعيدة حقا و تشعر بوجودها و اهميتها لدى اخوتها خاصه مع مكالمة مريم لها يوميا و سؤال محمد عن ما تريد قبل خروجه زاد هذا من احساسها بالراحة بوجودها فى بيت والدها
كان صفى يجلس امام الضابط الذى يمسك بهاتف صفى يشاهد تلك الفيديوهات التى تظهر بها فتون و هى تضع شىء ما فى الطاعم و العصير و هى تتلفت حولها ثم تخبىء تلك الزجاجة الصغيرة داخل ملابسها و تغادر المطبخ و بعد وقت ليس بالكثير تعود و الاطباق فارغة تماما تتلفت حولها من جديد ثم تغسل تلك الاطباق فقط تاركة باقى الاطباق المتسخة دون غسيل ثم المغادره و ذلك الفيديو تكرر اكثر من ثلاث مرات بالتحديد ست مرات خلال يومين حسب التواريخ المسجله على الفيديوهات
ثم بعض التسجيلات الصوتية بصوت أمرأة (( عارفه انك ملكش ذنب … و انك متستحجش الموت بس معلش بجا انت اللى واجف فى طريجى و انا لازم اوصله …. هو و بس اللى انا عايزاه ))
ليصدح صوت همهمات مكتومه و كأن هناك من يكتم انفاس شخص ما
ثم نفس الصوت الانثوي تقول
(( فاكرانه هيعيش و ينبسط معاها و انا افضل عايشه فى العذاب )) صمت لعده ثوان ثم صوتها من جديد
(( بتبصلي اكده ليه .. ايوه انا بحب صفى …. من يوم يومي و انا بحبه من يوم ما وعيت على الدنيا و هو اللى المفروض كان يكون چوزى وابو بنتى)) ليعلوا صوت الهمهمات بألم و كأنه شخص ينازع للبقاء على حيا
لم يعد صفى يحتمل كل هذا ليقف سريعا و هو يقول
بدل ما اروح اجتلها دلوك كفايه اكده انى مش هستحمل اكتر من كده –
ليقف الضابط و هو يقول بقوه للعسكرى الواقف امام باب مكتبه
– جهز القوه يا ابنى
ثم نظر الى صفى و قال
– احنى هنتحرك معاك دلوقتى علشان نقبض عليها
كان صفى فى حاله لا وصف لها لا يعرف ماذا عليه ان يفعل الان هل يقتلها بيده ام يتمسك بصوت العقل الذى يخبره ان يترك الامر للقانون و القضاء فوالدته لم يعد لها سواه و نسيم ايضا كيف يضعها فى ذلك الموقف
بالاساس هو يخشى الان مما سيتم كشفه امام الجميع لكنه و للاسف لم يعد هناك مجال للتراجع و ليعينه الله عما سيقابله و يواجهه
وصلت سيارات الشرطه الى بيت صفى و بصوت صافرتها المميزة جعلت كل اهل البلدة يخرجون من بيوتهم كانت الحجة صفيه تجلس فى مكانها المعتاد حين وصلت اليها تلك الاصوات و انفتاح الباب و دخول صفى و خلفه رجال الشرطه ظلت تنظر اليهم بأندهاش فهى كانت قلقه على صفى الذى خرج دون ان يعرفوا لاين و خاصه بعد ان قصت لها نسيم ما حدث من فتون
– فى ايه يا ولدى … البوليس هنا ليه و لمين ؟
اخفض صفى راسه ليقول الضابط سريعا
– فين فتون سيد حسان
لتظهر معالم الصدمه على وجه الحجه صفيه و هى تقول
– فتون … عايزينها ليه ؟ عايزين ايه من مرت ابنى ؟
– متهمة فى قضية قتل عتمان علوان الحسينى
قالها و هو يشير الى العساكر بالدخول الى المنزل و اكمل قائلا
– فتشوا البيت
اقتربت الحجة صفية من صفى الذى ينظر ارضا و الدموع تتجمع فى عيونه حزنا على اخ و اب ضاع منهم بسب حقد و غضب فتون منه هو
– البوليس چاى ياخد مرت اخوك ليه يا ولدى … ايه الى حُصل
رفع عيونه التى يملئها الدموع و قال فى نفس الوقت الذى عاد فيها احد العساكر و بيده فتون التى تعافر معه حتى يتركها
– فتون هى اللى جتلت عتمان يا اما
لتصرخ فتون بصوت عالى قائلة بحقد
– عايز تخلص منى يا صفى … حرااام عليك يا ظالم يا مفترى عملتلكم ايه علشان تعملوا فيا كده
ثم اقتربت من صفيه بعد معاناه كبيره مع العسكرى و قال وهى تمسك يدها بتوسل
– الحجينى يا اما الحجينى ابوس يدك … اكده چوزى يموت و انتوا تعملوا فيا اكده الحجينى
نظرت صفيه الى ولدها و قالت
– انهى المسخره دى يا صفى … انت اتچنيت و لا ايه ؟
ليقول الضابط سريعا
– فى ادله كتير يا حجه ضد المدعوة فتون
و قبل ان يقول احدهم شىء حضر العسكرى و بين يدية اكثر من خمس زجاجات صغيرة تحمل سائل لونه احمر و منهم الفارغ و قال
– لجينا دول فى دولابها يا فندم
ليقول ذلك و هو يشير الى فتون … لتجحظ عينيى فتون بصدمة حين قالت صفيه
– ايه دول ؟
– ده اللى هنعرف لما يتحللوا يا حجه … هاتوها
قالها الضابط سريعا و هو يغادر البيت و خلفه العسكرى الذى يمسك بفتون التى حين رأت الناس متجمعه خارج المنزل صاحت بصوت عالى كمحاولة كسب تعاطف الناس و ايضا محاوله بأسه فى قلب الموقف لصالحها
– الحجونى يا ناس الحجونى يا عالم عايزين يخلصوا منى … مش عايزينى اخد ورثى من چوزى جتلوا عتمان و عايزين يخلصوا منى حد يلحج بتى كمان ليجتلوها … ربنا ينتجم منك يا صفى ربنا ينتجم منك
كان الناس يشعرون بالصدمة و عدم الفهم و هناك من يتهامس و هناك من يضرب كف بكف و كانت الحجه صفيه تنظر الى ظهر ابنها الذى يقف ينظر الى سيارة الشرطة بعد ان اخبره الضابط بالحضور صباحا قبل ترحيل فتون الى المركز للتحقيق معها
حين التفت ينظر الى والدته التى تنظر اليه بغضب ليقترب منها و قال
– تعالى چوه يا امى و انا هفهمك كل حاچه
عادت الى البيت و وقفت فى منتصف الصاله تنظر اليه بغضب و قالت بصوت عالى و حاد
– فهمنى يا ابن بطنى يا كبير يا راچل ايه اللى بيحصل ده و كيف تعمل اكده فى مرت المرحوم اخوك
ظل يستمع الي كلماتها ثم قال بصوت مختنق و الدموع تغرق وجهه
– فتون جتلت عتمان يا اما كانت بتحطله حاچه فى الوكل معرفش ايه هى
– ليه هتعمل اكده ليه هتجتل چوزها و ابو بتها
قالتها صفيه بصوت عالى و عصبية شديدة ليجيبها صفى بصوت عالى و لاول مره
– يا اما علشان بتحبنى … علشان كانت عايزه تتچوزنى انا
خيم الصمت عليهم بين نظرات الصدمة و عدم التصديق من صفيه و بين نظرات الخجل و الاحساس بالذنب من صفى
ظل الوضع هكذا حتى تراجع صفى خطوتان للخلف و جلس ارضا يستند الى الحائط بظهره و بدء يقص عليها كل ما حدث من البدايه
كانت الحجة صفيه لا تعرف هل تبكى الحب القوى بين الاخوه الذى جعل صفى يترك فتون لاخيه حتى يسعدة ام تبكى قلب أمرأة حمل من الحقد الكثير لأولادها و جعلها تخسر ابنها الكبير سندها فى هذه الحياه
جلست على الاريكه خلفها بتثاقل و هى تبكى بقهر و بعد عده دقائق على هذا الوضع هى تبكى بقهر و هو يلوم نفسه …. تحولت نظرات الحجة صفيه الى شر و كره كبير و هى تنظر الى صفى و قالت بغضب مكتوم
– وانت بجا رايح تبلغ البوليس … مش المفروض تاخد تارك بأيدك و تجتلها زى ما جتلت اخوك … و لا خلاص علشان هتبجا ظابط هتنسى عوايدنا
نظر صفى الى والدته بصدمة و اندهاش ثم قال
– انت عندك استعداد تخسرينى انا كمان يا اما مش كفايه عتمان … و بعدين يا اما انى عملت الصح .. . هى هتاخد چزائها و هناخد تار اخويا من غير خساير چديده
ظلت الحجه صفيه تنظر اليه بغضب .. ثم وقفت على قدميها متوجه الى غرفتها التى تنام بها الصغيره و هى تقول
– لله الامر من جبل و من بعد .. عليه العوض و منه العوض
ظل صفى ينظر فى اثرها و هو يشعر ان هموم الدنيا فوق كتفيه و لا يعلم ماذا عليه ان يفعل الان
كان الضابط ينظر اليها نظرات غريبة فهو يرى امامه شئ من اثنان … اما مريضة نفسية او امرأة شديدة الدهاء و تدعى الجنان و كانت هى تقف امام الضابط تصرخ بصوت عالى
– انا معملتش حاچه … دول عايزين يخلصوا منى … هما اللى جتلوه مش انى صفى عايز ياخد الورث كله لوحده علشان اكده جتله و عايز يلبسها ليا علشان يخلص منى و كل حاچه تكون ليه هو و بس
ليصرخ الضابط بها بعد ان ضرب سطح مكتبه بغضب قائلا
– فى ادله كتير عليكى و لسه الحاجات اللى لقيناها فى دولابك .. لما تتحلل هيبان كل حاجة و الموضوع هيكون خلصان
تراجعت خطوه للوراء و قالت بصوت يرتعش خوفا
– انا عايزه محامى
ليضحك الضابط باستخفاف ثم جلس على الكرسى و هو يقول
– اكيد … بس متقلقيش القضيه لبساكى لبساكى
لتتراجع خطوه اخرى الى الخلف حتى اصطدمت بالحائط و عيونها تنظر فى كل الاتجاهات بخوف يصل الى حد الرعب
كانت تقف فى المطبخ تعد بعض الطعام حين سمعت صوت طرقات على الباب لتضع حجابها فوق خصلاتها المنسدلة على ظهرها …. و كانت تتوقع ان يكون بلال رغم انه ليس معاد عودته لتصدم بوالدها يقف امامها ظلت تنظر اليه بصدمة و حيره ليقول لها بأبتسامة سمجة و ضحكة صفراء
– ايه يا موده مش هتقولى لابوكى اتفضل و لا هتسيبينى واقف على الباب كده
ظلت موده صامته تنظر اليه و بداخلها حيرة كبيرة ماذا تفعل …. هل تدخله بعد كل ما حدث منه ام تلقى كل هذا خلف ظهرها ….. تحركت خطوه واحده لتفسح له مجال للمرور ليدخل الى الشقة و هو ينظر الى ارجاء الشقة باعجاب شديد و ابتسامة انتصار ثم قال
– و الله وطاقه القدر انفتحتلك يا بنت مصيلحى
– ايه اللى جابك و عايز ايه ؟
قاطعت كلماته قائله بغضب … ليتوجه الى اقرب كرسى و جلس عليه و وضع قدم فوق الاخر و قال
– بقا ده اسمه كلام يا موده ابوكى جاى يزور و يطمن عليكى تقوليلى كده بردوا
جلست على الكرسى المواجهه له و هى تقول
– انا و انت فاهمين كويس اوووى انك مش جاى تسأل و لا تطمن فقول على طول انت جاى ليه ؟
ليعتدل فى جلسته و هو يقول بطريقته المستفزه
– انا شايف انك ربنا كرمك من وسع و رثتي من راجح الله يرحمه … و اهو ما شاء عايشه فى شقة و لا القصور …. ده غير انك هتورثى من بلال قد كده … ابوكى و امك بقا ملهمش فى الخير ده كله و لو حاجة بسيطة
لتقف تنظر اليه بغضب شديد ثم توجهت الى باب الشقة و فتحته و هى تقول بغضب
– لولا انك ابويا انا كنت عملت حاجات خيالك ميتصورهاش … انت جاى تتمنى موت بلال كمان مش كفايه راجح راح منى … و مش كفايه انك بعتنى لراجح و كنت ناوى تبعنى تانى لولا بلال وقف لك كان يا عالم هتبعنى لمين …. انا مش هديك حاجه و لو فاكر انى هاخد فلوس من بلال و اديك تبقا غلطان … و انا اصلا اتنازلت عن ميراثى لبلال لانى مقبلش انى اتباع انا مش للبيع و لا عمرى هكون و لو فاكر انى هكون الفرخه اللى هتبيض كل يوم ليك بيضه دهب تبقا غلطان و حسبتها غلط خالص .
كان يستمع اليها بغضب و حقد و كان يظهر كل ذلك على معالم وجهه دون ان يستطيع اخفائها …. لكنها اكملت بغضب اكبر و دون خوف
– اوعى تفكر ان اللى واقفه قدامك دى موده الطيبه الغلبانه لا انا اتعلمت الدرس كويس اوووى منك و ابدا ما هكون ضعيفة و لا هضيع حقى او حق راجح او حق بلال
ثم اشارت له بالمغادرة ليتحرك فى اتجاه الباب و قبل ان يغادر نظر اليها و قال من بين اسنانة
– اوعى تفتكرى ان الحكايه خلصت كده …. لا يا بنت مصيلحى .. انا اللى هكتب كلمه النهاية … زى ما انا عايز مش زى ما انتِ عايزة
و غادر سريعا لتغلق الباب بقوة و هى تشعر بغضب قوى يتصاعد داخلها … و نار تشتعل داخل صدرها يجعلها تريد الصراخ بصوت عالى …. لتجلس ارضا تبكى بصوت عالى و هى تهمس
– انت فين يا راجح …سبتنى ليه … انت فين ؟
فى نفس الوقت كان بلال عائدا الى البيت ليأخذ بعض الاغراض حين لمح مصيلحى يدخل الى البيت فصعد سريعا و لكنه فضل ان ينتظر و يرى ماذا سيحدث و حين اقترب من باب الشقة صدم مما سمع حقا و كان يود الدخول و طردة و لكن كلمات موده اوقفته عن اى تصرف يود ان يقوم به … و رغم صدمته القويه من كلمات مصيلحى المتوقعه رغم كل شىء و رد موده الا انه لا يستطيع وصف سعادته بموقفها و حين وجد مصيلحى يخرج من المنزل وقف امامه ينظر اليه بغضب و قال بقوه و ثبات و ثقه
– ممنوع تعتب البيت ده مره تانيه لا فى وجودى و لا فى عدم وجودى مفهوم
ليبتسم مصيلحى ابتسامه صفراء تحمل الكثير من الشر و لم يتحدث بشئ و غادر و هو يقسم من داخله ان ينال ما يريد مهما حدث …. ليظل بلال ينظر الى ظهره و هو يشعر من داخله بشئ من الخوف لا يفهم تفسيره
ظل بلال واقف على السلم يحاول تهدئة غضبه فهو لا يستطيع تخيل حالتها هى الان فى الاول و الاخر هو والدها و صدمتها به لا توصف و لا تقارن بصدمته هو
وقف امام الباب و قبل ان يطرقه وصله صوت بكائها ظل واقف يستند براسه الى الباب و قلبه يؤلمه على ما هى فيه و لكن هو لا يعلم ماذا عليه ان يفعل حتى يخفف عنها كل ما هى فيه
مرت عده دقائق على نفس الوضع لتخذ قراره لن يتركها هكذا اكثر من ذلك … طرق الباب عدة طرقات ليحل الصمت لعدة ثوانى ثم صوت قفل الباب و تظهر امامه بوجهها شديد الحمرة ليبتسم ابتسامة صغيرة و هو يقول
– مساء اخير يا موده
ثم دلف الى الشقة و وقف امامها و هو يقول بأندهاش
– مالك و شك احمر اوووى كده ليه انت تعبانه؟
نظرت ارضا و هى تقول بخجل
– ابدا مافيش حاجه ده انا بس كنت
– من غير كذب … عمل ايه ضايقك اووى كده ؟
قالها سريعا و بصوت ثابت و هو ينظر اليها فى عمق عينيها … لتشهق بصوت عالى و علا صوت بكائها ليقترب منها دون شعور منه و ضمها الى صدره بحنان لتمسك ملابسه بشده و هى تخبئ و جهها فى صدره تبكى بقهر … و ظل هو يربت على ظهرها ….. حتى هدأت شهقاتها ليقول بالقرب من اذنها
– محبش اشوف دموعك يا موده … على الاقل مش طول ما انا عايش
لتنظر اليه من وسط دموعها باندهاش ليقول بتردد و بصوت مهزوز
– انت ..انت وصيه راجح
لتبتعد خطوه و هزت راسها بنعم بخجل شديد … ليقول من جديد
– مش هتحكيلى بقا
ظلت تنظر اليه بخجل … ليهز راسه بتفهم ثم قال بأبتسامة صغيرة
– براحتك خالص و قت ما تحبى تتكلمى انا مستعد اسمعك فى اى وقت
لتنظر اليه بامتنان و هزت راسها بنعم بأبتسامة صغيرة ليغادر من امامها و هو يقول
– هاخد حاجة من الاوضة و نازل على طول … عايزه حاجه اجبها و انا جاى
هزت راسها بلا …. ليغادر من امامها بعد ان اهداها ابتسامه صغيرة لتتحرك هى عائدة الى المطبخ محاوله تخطى ما حدث و نسيانة … فهى لن تتحمل ان تظل تحت هذا الضغط
و كان هو فى الغرفه يتصاعد الغضب داخله يلوم نفسه على عدم ضرب ذلك المصيلحى و لكن كرامة لها سيترك هذا الموقف يمر و لكن لن يسمح بتكراره
كان ينظر الى سفيان بتركيز شديد يستمع لكلماته عما كان يعانيه مع آدم خلال الفترة الماضية و ما يقلقه الان و يزرع داخل قلبه الرعب و لاول مره فى حياته
– انا فاهم احساسك يا سفيان عشته بكل تفاصيلة …. بس افتكر حاجة مهمة
قالها زين بهدوء لينتبه اليه سفيان بتركيز ليعتدل زين فى جلسته وقال
– ابنك شبهك … صاحب صاحبه شجاع و قوى … و كمان مش خواف و دخوله الشرطة كان قراره و بأصرار كمان
صمت لثوان ثم قال من جديد
– آدم مش محتاج انك تبينله انك خايف عليه … محتاج يحس انك فى ظهرة … و بعدين يا صاحبى الاعمار بيد الله
ابتسم سفيان ابتسامة صغيرة و قال
– و هو انت فاكر انى مش فاهم كل ده … بس انا دلوقتى مش مشكلتى آدم مشكتلى الخوف الى اتزرع جوايا و لاول مره احس بيه … و كل ده صعب اوووى عليا و مش عارف اتعامل معاه
ثم ضحك باستخفاف و قال
– يظهر انى كبرت
ليضحك زين بصوت عالى … ثم قال بمرح
– يا ابنى ما تقولش الكلام ده علشان شكلك قدام مهيره بس
لينظر له سفيان بشر ليضحك زين مره اخرى وهو يرفع يديه بأستسلام قائلا
– خلاص خلاص انا اسف
ثم وقف و توجه الى مكان جلوس سفيان وربت على كتفه و قال
– مفيش قدامك غير انك تدعيله فى كل صلاة و فى كل وقت ان ربنا يحمية من كل شر … فالدعاء يرفع البلاء
– تعرف انا مش قادر اتخيل أسر الشهداء بتستحمل الموقف ده ازاى انا مجرد تخيل و قلبى ما اسحملش هما بقا عاملين ايه ؟…. ربنا يصبرهم و يحمى رجالتنا اللي بيحمونا فى كل مكان
قال سفيان بأستفهام و حيرة … و ايضا بــأحترام و تقدير كبير بقلب اب يفهم و يقدر كل ذلك …. و امن زين خلفه بصدق فهم اكثر اثنان يقدران كل ما يحدث
فى صباح اليوم التالى استيقظ آدم فى اليوم التالى مستعد لتنفيذ ما قرره بالامس … و خاصة بعد تفكيرة طوال الليل فى كلمات والده و ما قاله عن زواجه من والدته … و ان دائما هناك وجهان لكل قصة … سوف ينتظر ان يعرف ابعاد القصة و ما خلف تلك الوصية و ما سبب موقف بلال …. ايضا اخذ قراره بالعودة الى عمله و التركيز فى اخذ ثأر راجح
استيقظت جورى على اثر حركته فى الغرفة لتعتدل جالسة تنظر اليه بقلق و توتر لا تفهم سببه و قالت بهدوء قدر الامكان
– صباح الخير يا حبيبى … رايح الشغل و لا ايه ؟
نظر اليها بأبتسامة صغيرة ثم اقترب منها و قبل جبينها قائلا
– صباح النوريا قلبى … انا خلصت اجازتى ولازم ارجع بقا … ولا ايه رأيك؟
لتبتسم بمرح و هى تقول
– ده على اساس انى لو قولتلك لا متنزلش مش هتنزل مش كده
ليبتسم ابتسامة صغيرة … لتكمل هى بضيق مصطنع
– على فكره انت مديون ليا بشهر عسل غير اللى انت ضيعته … و لا ناوى تضحك عليا … لا انا جامده اووى على فكره و مش هسكت
ليضحك بصوت عالى لدقيقه كامله ثم نظر اليها بشر مصطنع و قال
– يا بنتى بلاش كلام انتِ مش قده … و لا لازم اقلب عليكى
لترفع يديها امام وجهها بخوف مصطنع ليمسك يديها و قبلها بحب و نظر الى عينيها بعشق حقيقى
– انا عارف انى مقصر معاكى … و انك اتظلمتى و ملحقتيش تفرحى … حقك عليا … و صدقينى انا هعوضك عن كل الوجع و الخوف و القلق و التوتر و الحزن ده كله
لتحاوط وجنتيه و هى تبتسم بحنان قائله بصدق
– اهم حاجه انك تكون كويس و بخير و اى حاجه تانية تتعوض
ليضمها بقوه و كأنه يحتضن فيها الامان و الراحه اللذان فارقاه طوال الايام الماضية و كانت هى تحتضنه بقوه لافتقادها ذلك الحضن الحانى و الامان الهادىء الذى كان يغلف حياتها ….. و كانهم يعدون بعضهم بعضا ان تعود حياتهم الى ما كانت عليه و لا يعلمون ما يخبئه لهم القدر

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *