رواية هويت رجل الصعيد 2 الفصل الثاني عشر 12 بقلم نور زيزو
رواية هويت رجل الصعيد 2 الفصل الثاني عشر 12 بقلم نور زيزو
رواية هويت رجل الصعيد 2 البارت الثاني عشر
رواية هويت رجل الصعيد 2 الجزء الثاني عشر
رواية هويت رجل الصعيد 2 الحلقة الثانية عشر
___ بعنـــــــوان “نجـــــاح” ___
أستيقظت “عهد” من نومها لترى “نوح” يقف أمام المرآة يلف عمته حول رأسه لتعتدل فى الجلوس على الفراش وهى تقول بلطف:-
-هتتأخر بليل
أومأ “نوح” لها بهدوء ثم قال:-
-اه هبابة أكدة على العشاء
فركت “عهد” عينيها بأناملها ثم قالت بخفوت:-
-ماشى وأنا أحتمال أخرج شوية مش أكيد يعنى أنا وظروفي
أومأ “نوح” لها وهو يحمل عبائته المفتوحة على ذراعيه ويسير نحوها ثم وضع قبلة على جبينها خافتة وهادئة ليقول:-
-خلى بالك من نفسك
هزت “عهد” رأسها بنعم ليغادر “نوح” الغرفة ووقفت “هعهد” تمطي جسدها وذراعيها بلطف ثم ذهبت للمرحاض وأرتدت عباءة أستقبال من الحرير بكم وترجلت للأسفل لترى “أسماء” تجلس مع “ليلى” يتحدثان وهم يشربان أكواب من الشاي بلبن فتبسمت “عهد” وهى تسير إليهم وتقول:-
-صباح الخير عليكم
تبسمت “ليلى” وهى تقول:-
-صباح النور يا جميل كنا لسه فى سيرتك
جلست “عهد” أمامهم وقالت:-
-يا رب يكون بالخير
تحدثت “أسماء” بلطف قائلة:-
-بالخير طبعًا
قدمت “ليلى” قطعة من الكيك إلى “عهد” فهزت “عهد” رأسها بالرفض وهى تقول:-
-لا مش عايزة
وضعت ”ليلي” الطبق وهى تقول :-
-ماشي أنا جهزت الخطاب اللى هتقوله بكرة فى الجامعة وأختارت ملابس مريحة ليكي وللبيبي
أومأت “عهد” غليها وهى تتصفح هاتفها وحساباتها الخاصة فتبسمت “ليلى” وهى تقول:-
-هتلاقي كومنتات كتير ومسدجات جميلة ليكى أنا ردت عليهم بس أدخلى شوفيهم هتفرحي وهيدوكي تفاؤل
تبسمت “عهد” وهى تنظر بهاتفها بينما سألت “أسماء” بحيرة قائلة:-
-أنتوا بتعملوا كدة كيف؟
نظرت “عهد” إليها بعد أن رفعت نظرها عن الهاتف وقالت:-
-الموضوع مُتعب ومُرهق لكن زى ما تقولى أتعودنا على تعبه من اول التحضير لموضوع جدًا نتكلم فيه وكتابة السيناريو والتصوير وتبدأ ليلى فى سهر ليالى عشان المونتاج والإيدد ونرفع الفيديو ونبدأ مرحلة ما بعد وحاجات تانية كتيرة بس بالنسبة لينا دا تعب 6سنين واللى وصلنا له مش سهل لكن بالمعافرة كله ممكن
أومأت “أسماء” إليها بنعم ثم قالت:-
-واضح طبعًا
جاءت لهما “ٍسلمى” وهى تقول:-
-يا حلاوتكم وأنتوا جاعدين تتحكوا أكدة
نظروا ثلاثتهم إليها فقال بجدية:-
-جوي ياختى أنا وهى فى طبيخ وشغل بيت لازم يتعمل عشان حُسنة فى المستشفى بتكشف
وقفوا ثلاثتهم ودخلوا المطبخ معها لتقول “سلمى” :-
-أجعدى يا عهد أهنا وأنا هجبلك البطاطس تجطعيها وأنتِ جاعدة
جلست “عهد” على المقعد أمام الطاولة ودخلت “أسماء” نحو الحوض تغسل الأطباق المتراكمة بداخله أما “ليلى” بدأت بطهى الطعام لتغادر “سلمى” المطبخ تاركة ثلاثتهم معًا لتضحك “عهد” بعفوية وهى تقول:-
-أخرتها أقشر بطاطس
ضحكوا ثلاثتهما بعفوية عليها وبدأوا يتسامرون معًا لكن بعد قليل رن هاتف “ليلي” بأسمه “عطيه” فهربت من المطبخ خارجًا لكى تتحدث فى الهاتف ودقائق أخرى ورن هاتف “أسماء” برقمه فخجلت وهى تتسلل خارج المطبخ من خلف “عهد” ليتركوها هى هنا وحدها تفعل كل شيء وهى تتذمر على زوجها الذي لم يتصل بها لك يطمئن عليها سكبت مسحوق البشاميل على الطاجن بوجه عابس وقالت:-
-ماشي يا نوح
دلفت “ليلى” من الباب لترى “عهد” قد وضعت الطاجن فى الفرن وبدأت فى طهى صدور الدجاج على النار لتقترب منها بحرج ثم قالت:-
-عنك يا عهد
جذبت “عهد” يدها من يد صديقتها بوجه حاد وعابس بينما تقول بنبرة غليظة:-
-أبعدى عنى يا ليلى دلوقت
نظرت “ليلى” لوجه صديقتها الغاضبة رغم طفولتها وبرائتها الواضحة به فأتكأت على الرخام بذاعيها ثم قالت بعفوية:-
-نوح متصلش
نظرت “عهد” إليها بوجه غليظة لتنفجر “ليلى” ضاحكة عليها وتقول:-
-يا عهد أنتِ زى الكتاب المفتوح ليا والنظرة دى مبتطلعش غير لنوح
سألتها “عهد” بسخرية شديدة ويدها تقلب الدجاج فى الصوص قائلة:-
-ومالها نظرتي بقى؟
تبسمت “ليلى” بهيام وهى تقول بنبرة خافتة:-
-نظرة غضب بس غضب طفولي، زى الطفلة كدة وكأنك مبتعرفيش تغضبي من نوح زى ما بتغضبى على أى حد، أنتِ مبتشوفيش نفسك لما بتتعصبي على أى حد بتكوني عاملة أزاى أنتِ ممكن تفسخى عقد لو اتعصبتي من غير ما تهتمى لشرط الجزائي أو الخسائر اللى هتوقع عليكي لكن غضبك من نوح بيكون مختلف تماما، زى الطفل الصغيرة اللى بزعل عشان امه تصالحه
صمتت “عهد” ولم تعقب بكلمة واحدة من حديث صديقتها فوقفت “ليلى” جوارها وهى تفتح هاتفها تحدث “عطيه” فى الرسائل لترسل له رسالة
-لو نوح معاك عرفه أن عهد زعلانة منه ويستعد لمواجهتها
تسائل “عطيه” عن رسالتها الغريبة فقالت:-
-قوله يا عطيه وخلاص
رن هاتفها بعد قليل لتغادر المطبخ بتسلل تاركة “عهد” تكمل ما تفعله فوضعت الهاتف على أذنها وهى تقول:-
-أنت متعب ليه يا عطيه ما تسمع الكلام وخلاص
-ألو
أتاها صوت “نوح” لتضع يدها على فمها بحرج ليقول “نوح” مُتابعًا:-
-حصل أيه؟
أزدردت “ليلى” لعابها بتوتر ثم قالت:-
-أنا حرفياً معرفش السبب هى ساكتة خالص لأن اللى أعرفه أن الزعل دا منك
حاول “نوح” معرفة سبب غضبها منه لكن “ليلى” لا تعرف شيء فكيف لها أن تعرف ما تخبأه “عهد” فى قلبها وتحتفظ به لها وحدها فأغلق الخط معها ….
______________
كانت “أسماء” واقفة فى الحديقة وتتحدث فى الهاتف معه وتقول:-
-عايز أيه؟
تبسم “نادر” وهو يقود سيارته ويقول بعفوية:-
-ما جولتلك عايز مكرونة بشاميل وعلى وشها جبنة رومى وموتزريلا
تأففت “أسماء” بضيق من طلبه ثم قالت:-
-أنت متصل تهزر
تحدث “نادر” بجدية صارمة قائلًا:-
-أنا مبهزرش على فكرة أنا فى الطريج وجاى وياريت ألاقي الغداء جاهز لأنى منمتمش من عشية وكان عندى نبطشية وجعان جوى
أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول وتسارعت نبضات قلبها فهل حقًا هو قادم إليها وستراه فقالت بتلعثم ئديد:-
-أنت .. أنا ..أيه اللى بتجوله دا، جاى فين؟
أوقف “نادر” سيارته أمام بوابة منزل الصياد ونظر إلى المنزل بسعادة ثم قال:-
-أنا جدام البيت على فكرة
فزعت “أسماء” من حديثه وأغلقت الهاتف ثم ركضت للداخل فسمعت جرس الباب لتركض للأعلى مُختبأة منه حتى وصلت لغرفتها وأغلقت الباب وهى تضع يدها على قلبها النابض بقوة وسرعة وتلهث غير مُصدقة وجوده هنا ….
فتحت “ليلى” الباب لتراه واقف على الباب فقالت بقلق:-
-أى خدمة
تبسم “نادر” بعفوية ثم قال:-
-أنا دكتور نادر كنت جاى عشان أوصل الحجة
رأت “حُسنة” تدخل معه فأخذت يدها وهى تقول:-
-أتفضل
أدخلته وأخذت “حُسنة” إلى غرفتها، خرجت “عهد” من المطبخ غاضبة من هاتان الفتاتان الاتى هربوا منها وتركوها تصنع كل شيء وحدها فكانت “عهد” تصرخ بغضب دون ان تنتبه لوجود “نادر” بالمكان:-
-أسماء ..أنت يا ست قردة .. أنا لازم أستقيل من البيت دا وأهج من هنا
ترجلت “أسماء” بعد سماع صراخ “عهد” مُعتقدة بأنه لم يأتى ما دامت “عهد” تصرخ هكذا وقالت:-
-نعم
عقدت “عهد” ذراعيها أمام صدرها بأختناق وقالت:-
-نعم الله عليكي، كل دا رغى فى التليفون
تنحنحت “أسماء” بحرج لتستدير “عهد” غاضبة بشدة وهى تقول:-
-حصلينى يا هانم على المطبخ
دلفت “عهد” أولًا وكادت “أسماء” أن تلحق بها فأتاها صوته من الخلف يقول:-
-أنا شايفك زينة
ألتفت “أسماء” بذعر لتقول:-
-يااااا أنت طلعت منين
أقترب “نادر” منها وهو يقول:-
-من الباب!! أنا جعان
ضحكت “أسماء” بعفوية وقالت :-
-أنتِ مجنون
أومأ “نادر” إليها بنعم فقالت:-
-أتفضل أرتاح
دلفت للمطبخ وكانت “عهد” واقفة بعبوسها وهى ترفع الطعام عن النار وبدأت تضعه فى الأطباق لتسكب “أسماء” القليل من العصير فى الكأس وتخرج إليه بينما “عهد” بحثت عن طبق لتقديم الحساء لتراه بالأعلى فجلبت مقعد صغير لتقف عليه وتحضر الطبق وأستدارت لكى تنزل لترى “نوح” يقف خلفها وفاتحًا ذراعيها فقالت بعبوس:-
-واقف كدة ليه؟
سألها بعفوية رغم جديته قائلًا:-
-مش هتجعى كيف الأفلام
نزلت عن المقعد وهى تدفعه فى ذراعه بكتفها، تُحدثه بضيق:-
-والله كويس أنك حافظ الأفلام وعندك وقت تتفرج عليها بس دا تمثيل
وضعت الطبق على الطاولة ورفعت نظرة حادة به وقالت:-
-لتكون عايزينى أقع
أقترب “نوح” بخوف من نظرتها الغاضبة التى تشبه السكين الحاد المُصوب نحوه فقال:-
-لا طبعًا
تأففت “عهد” بضيق وأكملته ما تفعله فى تحضير الطعام ليقترب “نوح” وأخذ قطعة من الدجاج لتضربه “عهد” على ذراعيه بضيق شديد وتقول:-
-دا اللى انت فالح فيه.. أمشي أطلع برا يا نوح قبل ما صبرى يخلص عليك
أقترب “نوح” بخفة منها وهو يتطلع بملامحها ولا يفهم سبب غضبها وهو لم يفعل شيء لها ليقول بهمس:-
-هو انا عملت حاجة زعلتك
تمتمت “عهد” بتهكم شديد قائلة:-
-ما هى دى المشكلة أنك مبتعملش
لم يفهم جملتها وقبل أن يتحدث دلفت “سلمى” عليهم…
أما بالخارج، قدمت “أسماء” له العصير لينظر له مُطولًا ثم قال بعبوس:-
-أنا جولت جعان مش عطشان
أستقامت فى وقفتها وهى تقول:-
-هو انت داخل مطعم، أتفضل أشرب دا وأمشي
أتاهما صوت “علي” من الخلف يقول:-
-عيب يا أسماء، أكرم الضيف واجب يا بتى..
نظر الأثنين له فتحدث “على” بجدية يقول:-
-روحى يا بتى جهزى الغداء وأستعجليهم
غادرت “أسماء” بحرج وخوف من عمها ليجلس “نادر” مع “علي” فى الصالون ويحدثه عن حالة “حُسنة”، جلسوا جميعًا على السفرة فنظر “نادر” على الطعام ثم قال إلى “أسماء” الجالسة جواره:-
-أنا جولت مكرونة بالبشاميل مش بطاطس
نظرت “أسماء” إليه بغضب من حديثه هكذا أمام الجميع بعد ان ضربته فى قدمه خلسًا ليرفع نظره إليها بتذمر وقوس شفتيه للأسفل بخذلان لتنظر “أسماء” إليه بضيق شديد ثم نظرت فى طبقها خوفًا من ان ينتبه أحد إلى نظراتهما …
_______________
عاد “عمر” من الخارج فدخل للشقة بحزن وصُدم عندما رأى غرفته مُزينة قليلًا ببعض البالونات وهناك علبتين من البيتزا على السرير فأقترب وهو ينزع جاكيته ويسير نحو الفراش لكنه أستدار سريعًا عندما سمع صوت باب الغرفة يُفتح وكانت “عليا” تدخل بخفوت خوفًا من أن تصدر صوت ويستيقظ طفلها مُجددًا ويفسد لحظتهما فتطلع “عمر” بزوجته وكانت تضع القليل من مساحيق التجميل وترتدي قميص نوم أسود طويل وفوقه الروب تغلقه برابطته جيدًا وتسير تجاهه حافية القدمين، ظل واقفًا كما هو حتى وصلت أمامه ليقول:-
-أيه الحلاوة دى؟
تبسمت “عليا” إليه بحب ثم قالت:-
-كلت؟
هز رأسه بلا لتأخذه من يده ويجلسان معا على السرير وبدأوا فى تناول الطعام وهو يراقبها عن كثبه والفضول يقتله حتى نفد صبره وترك قطعة البيتزا من يديه وقال:-
-هو فى أيه؟
أبتلعت “عليا” ريقها بخجل ثم ترجلت من الفراش بسعادة وبسمتها تنير وجهها وتزيدها جمالًا لتخرج من حقيبتها صورة الاشعة وقدمتها إليه فقال “عمر” بعدم فهم:-
-أيه دا؟.. أنتِ عيانة
تأففت “عليا” بغضب وهى تأخذ منه الصورة وتقول:-
-أنا كنت فاكرك ذكي، كويس جدًا أن الطفل بيأخد ذكاءه من امه
ألتفت لكى تغادر غاضبة منه لكنها شعرت بيده تلف حول خصرها ويعانقها من الخلف ثم وضع رأسه على كتفها وهمس بأذنيها:-
-أنا عايزاه يأخذ كل حاجة من أمه مش الذكاء بس وياريت كمان يكون يشبهك
تلاشي غضبها وبدأت تظهر بسمتها مُجددًا على شفتيها فتبسم “عمر” عليها وأدارها إليه وما زالت يده تحيط خصرها لتتقابل أعينهما وتتطلع بها بحب ثم قال:-
-مبروك يا حبيبتي
ضحكت “عليا” عليه بعفوية ثم قالت:-
-مبسوط؟!
أنفجر ضاحكًا عليها وهو يقول:-
-سؤال ساذج اوى على فكرة، أكيد يعنى مبسوط أنى هكون بابا وهيكون عندى طفل منك
رفع “عمر” يده إلى عنقها وجذبها إليه بلطف حتى وضع قبلة على جبينها وقال:-
-ربنا يخليكم ليا وميحرمنيش منكم أبدًا أنتوا الثلاثة
نظرت إليه بصمت فتابع حديثه الجاد:-
-أيوة ثلاثة أنتِ والبيبى ويونس ولا أنتِ نسيتي أنه ابنى برضو
عانقته “عليا” بحب وهى مُمتنة لهذا الرجل الذي أخترته بقلبها ليكن نصفها الآخر فقالت بهمس وهى بين ذراعيه:-
-أنا بحبك أوى يا عمر
همس “عمر” إليها بحب هاتفًا:-
-وأنا بعشقك يا حبيبتي…
_____________
خرج “نوح” من الرحاض وكانت “عهد” كما هى مُنذ أن صعدت تجلس فراشها صامتة وتعقد ذراعيها أمام صدرها فجلس جوارها بحب ووضع ذراعيها حول أكتافها بدلال ثم قال:-
-مالك يا حبيبة قلبي
لم تجيب عليه فتبسم “نوح” عليها بحب ثم وضع رأسه على بطنها ثم قال:-
-مامى مالها شكلها زعلانة
نظرت “عهد” عليه وهو يضع رأسه على بطنها ويُحدث طفله عوضًا عنها فتبسم “نوح” ثم رفع رأسه إلى “عهد” وقال:-
-بيقول مامى زعلانة فعلًا
تطلعت “عهد” به بصمت فتبسم “نوح” بعفوية وهو يقول:-
-حصل إيه يا عهد فهمينى
قوست “عهد” شفتيها بضيق ثم قالت بعبوس:-
-طبعًا ما أنت لو مهتم كنت عرفت.. لا عرفت أيه أنت لو مهتم مكنش كل دا حصل
أعتدل “نوح” فى جلسته أمامها ثم قال:-
-أيوه أيه هو اللى مكنش حصل بقى
أنفجرت “عهد” فى الحديث بتعجل وكلمات سريعة كاد أن يفهمها قائلة:-
-لو كنت أتصلت تتطمن عليا طول اليوم مكنتش كل دا حصل، معقول مجتش على بالك ولا حتى وحشتك عشان تتطمن عليا بلاش وحشتك مجتش على بالك تتصل تطمن عليا أنا وابنك وأنت عارف أنى حامل وتعبانة بس أقول أيه ….
أوقفها “نوح” عن الحديث عندما وضع سبابته على شفتيها وقال بنبرة هادئة:-
-أهدئي .. اللى أنا فهمته انك زعلانة عشان أنا متصلتش بيكي طول اليوم
أبعدت يده عنها بضيق شديد ثم قالت:-
-وكأن دا مش كفاية لأهمالك ليا
أخذ “نوح” يدها فى يده ثم وضع قبلة فى راحة يدها ثم قال بحث ونبرة دافئة:-
-طب والله أتوحشتك بس تليفونى فاصل من الصبح مش أهمال منى
نظرت “عهد” إليه بصمت وكانت تعلم بأن زوجها لن يكذب عليها ولن يهملها لكنها شعرت بالقليل من الغيرة بعد أن رأت فتيات هذا المنزل يتحدثون فى الهاتف، علم “نوح” أن صمتها يعنى أن الغضب بدأ يتلاشي من داخلها فتبسم بعفوية وقال بهمس:-
-أتوحشتك جوى يا عهدي
تتطلعت به بعيني عاشقة ثم تأففت بضيق من ضعف موقفها وقلبها أمامه لتقول:-
-هاااي أنت حلو أوى
ضحك “نوح” عليها ثم قال بعفوية:-
-ليشهد العالم كله يا عهدي أنك أول واحدة تتوحم على جوزها
ضحكت “عهد” وهى ترفع يدها إلى وجنته وتداعب لحيته تلك الحركة التى أغرم بها وأصبح هائمًا فى العشق لأجلها فظل صامتًا أمامها لتقول “عهد” بحب:-
-أنت العالم بتاعى كله يا نوح
أقترب بوجهه الباسم إليها ثم وضع قبلة على جبينها بحب وبعد أن أبتعد قال بحب:-
-أرتاحي يلا عشان متتعبيش بكرة
جعلها تنام بالفراش ووضع الغطاء عليها جيدًا ثم ذهب ليغلق التكييف بعد أن بدأ الطقس فى التغير مُستعدًا لأستقبل فصل الشتاء …
_____________
وصلت “عهد” للجامعة صباحًا ليستقبلها مسؤولين الجامعة ويأخذها إلى المكتب بينما ذهبت “ليلي” لتتأكد من وجود كل شيء فى محله ووجود نسخ كافية من الكُتب الخاصة بـ “عهد” فى الحفل وليس كتابها الجديد فقط بل كل أعمالها ، دخلت للغرفة حيث يوجد الأغراض ورأت الصناديق الورقية كما طلبتها وألتفت لكي تخرج لكنها صُدمت عندما رأت “فريد” يقف خلفها فقال بذعر:-
-أحم أنت دخلت أمتى؟
-وحشتينى يا ليلتي
قالها بهيام لتتسع عيني “ليلى” بصدمة وبدأت تعود للخلف خوفًا من هذا الرجل على عكسه يقترب أكثر بوجه باسمًا وقبل أن يصل إليها فُتح الباب وكانت “عهد” لتُصدم هى الأخرى وأسرعت إليه بغضب وهى تقول:-
-أنت أيه اللى دخلك هنا؟
أخذت “ليلي” نحوها ووقفت “عهد” أمامه دون خوف ثم قالت:-
-أنت جاي هنا عشان شغل يُفضل تعمل شغلك وبعد الحفلة أنا ليا كلام معاك ومع الدار المتخلفة دى
كادت أن تذهب وهى تمسك يد “ليلى” لكن حديثها أغضب “فريد” أكثر فوقف أمامهما يمنعهم من الخروج ويده تدفعهما للداخل لتشبثت “عهد” بـ “ليلي” بين ذراعيها رغم خوفها هى الأخرى منه لكنها تصطنع الشجاعة والقوة أمام هذا الوحش البشري ثم قالت:-
-أهدأ يا فريد أنت مش قد اللى بتعمله دا صدقنى
-أنا بس عايز اتكلم معاها شوية
قالها وهو يتقدم منهم خطوة لتعود “عهد” للخلف معه ثم قالت بانفعال شديد:-
-تتكلم معاها أيه؟ أنت مجنون واحدة وقالت لك بكل وضوح مش عايزة تتكلم معاك هو الكلام والحب بالعافية
-اه بالعافية
قالها بانفعال شديد ثم مسك “عهد” من ذراعها بقوة وأخذها بعيدًا ليدفعها بقوة دون أن يكترث لهذه السيدة الحامل أمامه لترتطم “عهد” بالحائط بعد أن اصطدمت بطنها المُنتفخة بالجدار الصلب لتتألم، أقتربت “ليلي” من زواية الغرفة خوفًا منه وقالت بتلعثم:-
-من غير ما تقرب اتكلم من بعيد وأنا هسمعك
كاد أن يقترب أكثر لكن فُتح باب الغرفة ودلف “نوح” يقول:-
-يلا يا عهد الناس….
قاطعته “عهد” وهى تتشبث بذراعه بخوف من هذا المُختل عقليًا وقالت:-
-نوح كويس أنك جيت.. حوش المُتخلف دا عننا
نظر إلى زوجته وهى تضع يدها على بطنها بألم وبيدها الأخرى تمسك فى ذراعيه بينما ألتف “فريد” إليه فور دخوله لتنتهز “ليلي” الفرصة وتهرب من أمامه إلى “عهد” ليحدق “نوح” به بغضب سافر وهو يكاد يفهم هذا الموقف القذر ليخرج “نوح”مسدسه ويصوبه نحوه بغضب شديد فقالت”عهد”بقلق:-
-لا يا نوح مفيش داعي خليه يمشي من هنا كفاية
ابتلع “فريد” لعابه الجاف بحلقه بخوف شديد من هذا السلاح المصوب نحوه ليقول بأرتجاف قبل أن يقترب “نوح”خطوة واحدة منه:-
-أنا بس عايز أتكلم معاها وقولتلهم كدة مش حاجة تانية
تحدث” نوح”بغضب سافر كامن بداخله وقدميه تسير نحو “فريد” بغضب:-
-وهو اللى يعوز يتحدد ويايا ست يبجى بالعنف برضو
لكمه “نوح” بقوة على وجهه بكعب مسدسه وهو يقول:-
-مش بالعافية يا محترم.. ولسوء حظك أنك عبثت مع حرم نوح الصياد ولو متعرفش مين أنا يبجي تسأل جبل ما تجرب من حريمي
ليركله “نوح” بقوة فى بطنه ليسقط “فريد” على الأرض للخلف ثم قال بأختناق:-
-متخلنيش اشوف وشك مرة تانية لأنها هتكون الأخيرة
ليضع المسدس فى جيب عبائته وغادر “نوح” مع زوجته بسبب بدأ الندوة والجميع بأنتظار طلتها، تشبثت “عهد” بذراعه قبل ان تصعد على المنصة ليقول بدفء:-
-متجلجيش أنا جارك
تبسمت “عهد” إليه بعفوية ثم تركت يده وصعدت المنصة……..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هويت رجل الصعيد 2)