رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم إسراء الشطوي
رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم إسراء الشطوي
رواية قد انقلبت اللعبة البارت الثاني والعشرون
رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الثاني والعشرون
رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الثانية والعشرون
–« - حَتي وأنا أخسر أربحك .»
| كآن المشهد لا يوصف ، أنظُري لَقد أنكسر جناحي ، تنساب دموع حارقة علي وجههي أنا مُهنك كثيرًا ، ف أنا مجروح ..
الدُخان الذي بداخلي لا ينتشر ، أشعُر بالعجز ف أنا غير قادر علي حمايتك لا أعرف ما سيحدُث ل كُلًا منا ؛ ولَكن أريد الأن أسكات صرخاتك بقُبلة مُعبرة عن كم المشاعر التي تحتاجني |
#بقلمي
* داخل غُرفة قاسم
وَصلت إيلا لعند قاسم ورأته غاضب منها لا يتحدث معها ..
ظَلت تقبع الغُرفة بغضب تسير أمامه وهو يُتابعها بعينه .. وَقفت أمامه قائلة:
– والله اتاخرت غصب عني ماتزعلش بقي .. طب أعمل إي عشان تتكلم معايا
قاسم: تحكيلي إي اللي حصل ف أخر سفرية طلعناها
عضت شفتها السُفلية وهي تتذكر أخر هاتف قاسم الذي أعطاه لها ياسر ف المهام لا يكون الهاتف معهُم يظل الهاتف ف أمانة الطائرة ، ف الضابط الذي كان مسؤل عن الطيارة التي أقتلع قاسم وفريقه بها أعطا الهاتف ل ياسر .
تقدمت وهي تضغط علي الهاتف بيدها ثُم جلست علي طرف الفراش .
وجهت الهاتف أمام ناظري قائلة وهي تنظُر داخل عيناه:
– الموبايل ده يخُصك ومن خلاله هتقدر تعرف حجات من عليه الدكتور سمحلي إنِ نقدر نجاوبك علي إي سؤال يخطُر ف بالك كمان تقدر تُخرج بس تحت أشراف طبي
قاسم: مين الأشراف بقي
مدت يدها وضربته في كتفه بخفه وهي تقول:
– طبعًا أنا الأشراف مين اللي تستجرا تاخد مكاني
رفعت رجليها وربعتهُم قائلة بغضب:
– عايزاك تفهم إنِ كُنت وما زلت أهم واحده ف حياتك .. ده كلامك علي فكرة مش كلامي
أبتسم لها قائلًا بنبرة هادئة:
– طب وحد قال حاجة غير كده
أردفت بغرور وهي تُكتم ابتسامتها قائلة:
– ااه كُنت بحسب
قاسم: لا ماتحسبيش وأفتحي الموبايل خليني أشوف إي اللي فيه يمكن أتزفت علي عيني وأفتكر .. بدا ما أنا حاسس إنِ تايه كده
أقتربت قليلًا ثُم سحبت أصبع الإبهام ووضعته علي بصمه الهاتف تحت صدمته قائلة:
– هييه ، دوس عشان يفتح الموبايل ببصمتك
ضغط علي البصمه وسحبه من بين يدها لتتحرك إيلا ف أقل من ثانيةً علي رجليه لتجلس بجانبه .. التفت لها برأسه قائلًا:
– والله ! حد قالك إني معديه
إيلا باستعجال:
– يووه خلصنا وأفتح بقي
رفع حاجب قائلًا:
– طب اتلمي
ضغط علي ملف الصور وبدا في مشاهدة الصور معها إلي أن وَقف أمام ملف بإسم ” رُبانزل ملبن قاسم ” .
ليردف بصدمة:
– إي ده ! إي المُحن ده
إيلا: إي ؟
قاسم: مين اللي مسمي الاسم الملزق ده
إيلا برفعه حاجب:
– أنت عارف الملف ده يخُص مين
قاسم: أكيد أنتي مش بتقولي بقولك ملبن
أردفت وحاجبها ما زال مرفوع قائلًا:
– ملبن و رُبانزل يعني أنا
ضغط علي الصور ليفتح صورة
ابتسمت إيلا تلقائيًا قائلة:
– ده أخر سفرية في الجونة كُنا سوا أنت فاجئتني ودي كانت احلا مُفاجاءة حصلتلي
بدأ قاسم في تقليب صور السفرية وعند كُل صورة يتوقف عندها تحكي له الحدث إلي أن قال وهو يُحرك عينه عليها وعلي الهاتف بنبرة لا يعرف لمًا خرجت بضيق:
– شعرك فين ! قصتي ليه ؟ لونه أتغير ليه ! ..
الشعر الطويل أحلا بكتير عليك
نظر علي وجهها ثُم هبط بجسدها قائلًا:
– و خسيتي اوي اووي علي فكرة
رعشة صارت بجسدها عند قوله وتذكرت حديثه سابقًا لتُردده وهي تتخيله يقوله لها لتنظر لعيناه:
– عارفة يا ايلي لو فكرتي تصبُغي شعرك مش تقُصي أنا هعمل فيكي إي .. وقتها ماهيهمني حد هشيلك ف نص الشارع حليب يا لبن وأجري بيكي بين العربيات .. ده الكلام اللي قولتهولي تهديدك ليا
ضيق عيناه قائلًا:
– إي شُغل المُراهقين ده
إيلا بتغيب:
– بس أنا بحب شُغل المُراهقين ده
صَدم من نظراتها كانت حُب ليس حُب أخري لاا نظرات مليئة بالمشاعر الاشتياق الحنين لذكريات خاصة بهم حنين للكلام المعسول وليس شيئًا أخر .
رفع يداه وملس علي شعرها قائلًا بنبرة جاشة:
– عايزاني أنفذ تهديدي
زرفت دمعتان علي وجهها وهي تأومأ له بالإيجاب أنها تُريده أن يُنفذ هذا التهديد .
ليردف قائلًا:
– طب يلا هنفذ ودلوقتي بس كلمي ياسر خليه يجي .. أومأت له وهي تُهاتف ياسر عبر الهاتف .
*After 2 hour
يَقُف قاسم في الغُرفة بعدما أرتدي ملابس كاجول التي أتي بها ياسر بنطال رياضي وأعلاه سُتره رياضية بزونت .
أردف قاسم بنبرة غاضبة:
– إي اللي أنت جايبه ده يا ياسر هو ده استايلي ، الصور كُلها اللي علي الموبايل بكون لابس كلاسيك إي ده .
فتحت باب المرحاض وهي ترتدي نفس ملابسه قائلة:
– أنا اللي قولتله يجيب كده ليا وليكي
أقتربت منه قائلة:
– إي رأيك ؟
نفخ بضيق قائلًا:
– حلو وآمري لله
صعدوا سويًا بدون معرفة جلال أو زينب شيئًا أما الطبيب كان علي دراية.
صعدوا جميعًا السيارة التي أستأجرها ياسر من الفندق القابع به وقادها هو ف قاسم لا يتذكر كيف يقود السيارة من الأساس كان قاسم جالس بالمقعد المُجاور ياسر يُتابع حركات القيادة وإيلا تجلس في الخلف.
إيلا: ياسر ياسوري
أفأف ياسر قائلًا:
– نعم يا خرا ياسورك
إيلا: شغلنا حاجة كده تفرفشنا
ابتسم لها قائلًا:
– عينيا نشغل الهضبة بقي
أشعل أغنيه ” لسه أنت كُنت في بالي حالًا من مافيش ”
صَكت علي أسنانها من غباء ياسر أو عناده معها كالعادة .. أما عن قاسم لا يعرف لما تضايق عندما دلعت ياسر .
ليأتي مقطع الاغنية : ” فِكرة إنك رُحت مِني مِش قَابلها شُوف نهاية أنا وإنت غير دي نستاهلها ” .
ليأتي صوت إيلا بطريقة غاضبة من ياسر قائلة بتلقائية:
– لااا مارحش مني يا ياسر هاا مارحش
أستدار قاسم لها قائلًا:
– مين ده
أنقذها ياسر قائلًا:
– بتهزر يا عم
ضغط علي أغنية أخري ولَكن أختارها بالفعل لهُم أغنية ” يا احلى حاجة ف عمري، انا نفسي احكيلك .. ”
أثارت كلمات الأغنية مع صوت الهضبة شيئًا بداخله لَم يَكُن يعلم ماذا ، ولَكن عندما جاء المقطع: ” سنة في حُبك ، سنة في قُربك ولا أحلي ولا أغلي .. نسيت نفسي في دُنيا كُلها أماني ” .
عند تلك المقطع مع صوتها المليء بالمشاعر الجياشة ، إنهارت حصونه ، رفع عينيه لينظُر إلي ملامحها من خلال المرآة الأمامية ليراها تُغني بسعادة ، تنظُر له بإبتسامه تعلو شفتها ، وظل ينظر إليها ولقطات تأتي في ذهنه ولكنها مُشوشة.
أقتربت من مقعد من الخلف وحاوطت عُنقه تتشعلق بها قائلة بصوتها الطفولي الهادئ:
– ولا قبله ولا بعده، موريني الحياة جنّة ، دا الحب اللي جوايا، ودنيا جديدة وحكاية .. مجرد اني صادفتك، ومن ساعة مانا شوفتك دا من ساعة مانا عرفتك “.
التفت لها ينظر علي ملامحها وعلي تصرُفتها العجيبة وأيضا قلبه لما يدُق بمُجرد قُربها له ” .
كان يُتابعهُم ياسر بنظرات أمل علي يقين أن إيلا قادرة علي مُساعدة قاسم برجوع ذاكرته.
إلي أن توقفت السيارة في ساحة مليئة بالحدائق والتجمُعات العائلية ، هَبطوا سويًا وقاسم يسير بُعكاز واحد علي رجله المُصابة ودَلفوا للداخل إلي أن وصلوا لآحد الساحات الفارغة .
وَقف ياسر قائلًا:
– ها هتعمل إي جبتك مكان زي اللي طلبتوا
قاسم: تعالا أمسك أيدي يا ياسر
تقدم ياسر ومسك يداه الإثنين ، ليثني قاسم علي رُكبتيه لتتقدم إيلا وتُحاوط عُنقه بيدها الإثنين .
قاسم: ساعدني وأنا بقُف وأيدك في أيدي ماتتشالش لأما أنا والمسكينه دي الأرض هَتحاوطنا
ضَحكت إيلا بقوة ، ليردف قاسم:
– أضحكي ياختي أضحكي انا مش عارف عقلي كان فين وأنا بوافقك علي الهبل ده .
ياسر بصدمة:
– إنتوا بتهزروا مش كده ؟ أنت هتعمل إي ؟!
قاسم: يا عم أسمع الكلام من غير ما تعرف مش لازم
ياسر: مش لازم إي أنت بتهزر صح هتُقع
قاسم بنبرة جادة:
– إنت مش بتقول أنك أخويا مش إبن خالي وبس وريني هتسند أخوك إزاي
ضغط علي يد قاسم قائلًا بنبرة مليئة بالقلق:
– أففف .. حرام والله يلا يا عم مقدرش أرفضلك طلب
أردفت بمرح وهي تُعانق قاسم بقوة قائلة:
– وأنا يا أبيه ياسر متقدرش تُرفضلي طلب
لوي شفته قائلًا:
– دلوقتي أبيه ياسر مش من شوية كُنت ياسوري
ضحكت إيلا قائلة:
– إذ كان ليك عند الكلب حاجة بقي
ياسر بغضب مُصتنع:
– لم البت دي يا قاسم
نظر قاسم له قائلًا بمراودة:
– حاضر
قُم التفت لها قائلًا وهو يغمز إليها:
– اتلمي يا بابا عيب
ضَحكت إيلا ، ليردف ياسر بضيق:
– والله !
قاسم بنفاذ صبر بر:
– ماخلااص بقي
ساعده ياسر علي النهوض لينهض قاسم وهو يقول:
– لفي رجلك علي وسطي كويس
إيلا: حاضر
مسك ياسر كف قاسم بين يداه الإثنين بقوة وبدأو الحركة ليردف ياسر ببعض من الغيرة:
– ااه ما أنا مش إيلا بنت البطة البيضة أنا آبن البطة السودة
تحدث قاسم وهو يُركز في خطوات رجليه قائلًا:
– ااه فعلًا إنتوا الإثنين ولاد بطة
رفع عينيه له قائلًا:
– أتهد يا ياسر هنُقع
تحدث قاسم بنبرة دلع أنثوية كعادته قائلًا:
– هتشلني يا سبع الرجال
أردف قاسم بأفأفه:
– صبرني يارب .. يا أبني أتلم أنت راجل
طبعا قُبله علي خديه قائلة:
– سيبك منه أحنا يا دوبك جايبينه دوبلير لرجلك
قاسم: ما تتلمي أنتِ كمان .. وأنت ركز بدل ما نتشقلب والهيبة هتروح اكتر ما راحت .
بدأوا يتحركون في الساحة ، إيلا تتمسك بقاسم جيدًا ، تُحاوط عُنقه بيدها وخصره بساقيها ، ويمسك ياسر بيديه الإثنين قاسم حتي لا يتأذي .. المشهد كان مُمتعًا للعين ، مُعبرًا عن الحُب من حيث قوة الصداقة والحُب بين قاسم وياسر ، ونظرات الحُب كانت واضحة في عين إيلا ؛ وأيضًا مشاعر قاسم كانت ما تُحركه .
* عند خلود و والدتها
هبطت هي ووالدتها وهُم يتحدثون سويًا إلي أن خرجت خارج البناية بمُجرد خروجها رآته يسحبها من معصمها بغضب قائلًا:
– هو أنا كلامي ما بيتسمعش نهائي
رفعت حاجبها بقوتها المُعتادة ، ضغط علي ذراعها وهو يَنظُر لها بغضب قائلًا من بين أسنانة:
– إي القُطة كلت لسانك .. ماتردي
قلبت عيناها قائلة:
– سيب إيدي يا عز
نَظر لوالدتها قائلًا:
– حماتي روحي أركبي مع مُحسن
أومأت له وهي تتحرك تهمس له:
– الكلام بُراحة يا عز
أومأ لها ثُم نَظر ل خلود بنفس نظرات الغضب ثُم سَحبها من معصمها للسيارة وهو يقول:
– اركبي
خلود: إيه الطريقة الهمجية اللي بتتعامل بيها دي.. أنت إتجننت..؟!
كور يداه بغضب وما زال ماسك معصمها قائلًا بهدوء:
– اركبي يا خلود .. أنا لحد دلوقتي ماسك أعصابي
دفعت يداه بقوة وصعدت السيارة ف المقعد الأمامي المُجاور له .
صَك علي أسنانه وهو يُغمض عيناه ف مُحاولة منه للهدوء ثُم تحرك وصعد السيارة ليغلق الباب بقوة .
حركت عيناها عليه بعدما ركب وتحرك بالسيارة ليتحرك خلفه مُحسن .
تحدثت خلود بعد صمته قائلة:
– علي فكرة أنا مش هروح معاك وديني البيت
لَم يُعير حديثها إي إهتمام ، لتضرب يدها أمامها قائلة بنبرة غاضبة :
– وقف العربية .. بقولك وقفها، عز أنت لسه مَشُفتش جناني .. بس لو عايز تشوفه أنا معنديش مانع وإنت اللي هتندم في الأخر
كبح سيارته بغضب لتَقُف بعرض الطريق ف المُنصتف وضرب يد علي الدركسيون بقسوة واليد الأخري مسك معصمها بدون أن ينظُر لها قائلًا بصراخ:
– لاا ده إنتِ إتهبلتي رسمي ، هو ف إي مالك مش مظبوطة ليه ؟
حرك عيناه عليها قائلًا ويداه تضغط علي الدركسيون:
– بتكلميني كده ليه .. كُل ده عشان وصلك إنِ مقدرش أعيش من غيرك
تشنج وجهه بالكامل قائلًا:
– خلود أنا مُمكن أستغني عنك لو حسيت إنك مش عايزاني فاهمة
عضت شفتها السُفلية كادت أن تتحدث وتخبره بحملها .. تراه مُحسن يَقُف أمام نافذة عز قائلًا:
– خير يا باشًا حصل حاجة ؟ حضرتك موقف الطريق كده هيتعملنا محضر
ليراه ضابط أمن يتقدم منه قائلًا:
– رُخصك وانزلي
أومأ له عز قائلًا:
– مُحسن خُد المدام للمكان اللي هيا عايزاه
أومأ له مُحسن .. ليردف عز قائلًا بدون آن ينظر لها:
– انزلي مُحسن هيوصلك المكان اللي أنتي عايزاه
خلود: لا هفضل معاك يا عز
عز بصرامة: انزلي
ثُم سَحب الرُخص من مكانها وفتح باب السيارة يَهبط منها ليعطي الرُخصة ل ضابط الأمن
نَظرت له خلود بألم ثُم هبطت السيارة وتوجهت مع مُحسن للسيارة وهي تتألم علي ما يحدث بينهُم لا تعرف لما تتصرف حقًا هكذا معه كُلما عزمت علي إصلاح الامر ينفلت منها .
* داخل غُرفة خلود
فتح الباب ووقفت والدتها تستند علي الباب قائلة:
– كلمتي عز يا خلود ؟
كانت مُتسطحة وتضع اللابتوب علي معدتها تُشاهد فيلم لتقول بعدم تركيز:
– كلمته بس مبيردش عليا
دَلفت والدتها وأغلقت الباب خلفها قائلة بغضب:
– وحياة أمك لو ماتظبطيش مع الواد لهرنك علقة وأنتي شحطة متجوزة إي رأيك ؟
أغلقت عيناها بضيق .. لتردف والدتها:
– بُصيلي يا بت
فتحت عيناها قائلة بضيق:
– نعم يا ماما
والدتها بنبرة جادة:
– نعمه الله عليكي يا روح أمك .. حالًا تتصلي ب عز تقوليله أنك حامل لأما هعرف ابوكي وهو يتصرف معاكي .. سامعه
شدت شعرها للخلف قائلة:
– يا ماما ما أنا بقولك مابيردش أعمل إي تاني .. بالله عليكي سبيني أكمل الفيلم آنا أصلًا قلقانة ليكون حصله حاجة بسببي
والدتها بغضب:
– كتك بو يا شيخة ، قلقانة وقعده بتتفرجي علي فيلم بدا ما تقومي وتروحي تستني جوزك تشوفي إي اللي حصله من تحت رأسك ، قومي يا بت أنتي لسه قعده روحي أستني جوزك واتزوقي وراضية عز بيحبك وأنتي بتحبيه بلاش تخربي علي نفسك ، يلا يا بابا قومي
رزعت اللابتوب علي الكُمدينو ثُم نهضت من الفراش .. وَقفت ويدها مُكتفه حولها قائلة:
– إنتي عاوزة إيه دلوقتي يا ماما !
والدتها: عايزاكي تعقلي وتبطلي ترمي ودانك للشيطان اللي بيوسوسلك علي خراب بيتك كفياكي بعاد عن بيتك .. جوزك محتاجلك يا خلود
تحركت إلي الخزانة وسحبت الحقيبة من جانبها ووضعتها علي الفراش قائلة بحساسية:
– بتطرُديني يعني تمام أنا هروح أقعد في فُندق
أقتربت والدتها لها سحبتها داخل أحضانها تُربط علي شعرها بحنان قائلة:
– بطرُدك إي بس يا هبلة ! هو أنا ليا غيرك دانتي الوحيدة بتاعتي
باعدتها قليلًا وحاوطت وجهها بيدها قائلة:
– يا بت أنا عايزة مصلحتك مش عايزة الجفا يكبر بينك وبين جوزك .. أنتي بتحبي عز ؟
أومأت برأسها بالإيجاب .. لتردُف والدتها وما زالت تُحاوط وجهها:
– أومال إي بس يعني الراجل لا زعلك ولا ضايقك أنتي ليه بتعملي كده بتدلعي مثلًا
خلود: لاا بس مش عايزة أرجع .. سبيني كام يوم أروق أعصابي وأروح
رفعت حاجبها قائلة بنفاذ صبر:
– أخر الكلام حضري شنطتك علي ما ابوكي يرجع من الشُغل ويوصلك ل جوزك فاهمة
خلود بغضب:
– والله ! بتحُطيني قُدام الأمر الواقع ، طب إي رأيك أنا همشي فعلًا بس مش هروح الفيلًا لا
والدتها بحدة:
– خلود ماتعصبنيش يلا جهزي شنطة هدومك علي ما أكلم ابوكي يلاا أنا مش هستنا أما أشوف بيتك بيخرب ورجعالي بشنطة هدومك
تحركت إلي الخزانة وسحبت أغراضها داخل الحقيبة ثُم سحبت الهاتف وجلست علي طرف الفراش وهاتفت جني
جني: خير متصله ليه ؟
خلود: مم ، زعلانة مني ؟
جني: ده سؤال باردو لا عادي يدوب مشيتي ومابترديش عليا دي حاجة متزعلش
خلود: والله غصبًا عني مخنوقة أوي
جني: من إي بس
خلود: من تصرفات عز غير اللي جايبها بحاول أتعامل عادي بس غصب عني بضايق أنا مش شاكة ف عز بس الباب دي مش مريحاني
جني: ولا مريحاني أنا كمان بس أحب أطمنك إنها مشيت خلاص
خلود: بجد !
جني: ااه والله وعز بنفسه اللي مشاها
خلود: مم .. هو فين ؟
جني: لسه مجاش
خلود بقلق:
– ربنا يستر .. بُصي أنا جاية النهاردة
جني: خلاص مستنياكي هنقعد ونحكي وبالمرة تفاجئي عز بس توقعي إي حاجة منه هو علي أخره
خلود: قابلته الصُبح
جني: وحصل إي ؟
خلود: لما أجي احكيلك ، سلام بقي
جني: سلام
* داخل فيلًا خالد الشيمي
يَجلس علي الأريكة المُنفردة ويضع رجل علي الاخري .. أما هي تجلس أمامه.
تحدث خالد قائلًا:
– هعيد السؤال تاني .. إزاي حامل وأنا متجوزك وأنتي حامل أصلًا
حرك عيناه علي معدتها قائلًا:
– إي بطنك مابتكبرش
فركت يدها قائلة:
– ه .. هفهمك بُص
خبط يداه علي رجليه قائلًا:
– الكداب نساي زيك بالظبط كده كدابه ونسايه
ريتاج بنبرة مُرتفعة:
– أنت بتقووول إي ؟ أنت أتجوزتني عشان تعاقب حبيبة القلب
نَهض وسحبها من شعرها يجُرها للخارج قائلًا:
– هو أنا هستنا إي من واحده زيك شم-ال ورخيصة
دفعها داخل السيارة وصعد ليتحرك للخارج
وَقف بالسيارة أمام أحدٍ العيادة التي تخص صديقة محمود .. هبط السيارة وفتح الباب وسحبها خلفه لأعلي إلي أن وصلوا أمام العيادة قال بصوت الجهوري للفتاة الجالسة علي المكتب:
– عايز أدخل
نَهضت الفتاة مصدومة مما يحدث قائلة:
– تمام بس بالدور
مسكت الورقة قائلة:
– الحجز بإسم مين
سَحب الورقة منها يدفعها علي المكتب قائلًا بغضب:
– حجز ميين بقولك عايزة أدخُل ودلوقتي .. أبعدي كده عن وشي
توجهه بها وهو يسحبها خلفه وفتح باب الطبيبة دفع ريتاج أمامها قائلًا بهمجية:
– محمود أكشف علي الزف-تة دي
تحرك محمود يُغلق الباب قائلًا:
– معلش يا نادية أعتذري نيابة عني للناس علي التأخير وبعتذرلك أنتي كمان علي اللي حصل
نَظر ل خالد قائلًا:
– إي شُغل البلطجة ده بقي
وضع خالد يداه في جيب بنطاله ببرود قائلًا:
– خلصت .. أكشف عليها
صك علي أسنانه ينظر علي حالة ريتاج قائلا وهو يساعدها علي النهوض:
– عايز إي يا خالد ؟
خالد: شوفها حامل متز-فته علي عينها ماتكشف هو آنا اللي هعلمك شُغلك
محمود بغضب:
– خلصيني يا بنتي ومددي علي الشيزلونج عشان تخلصي من المُتخلف ده
خالد: في إي ما تتلم
صَك علي أسنانه ثُم دخل وأغلق الستار عليهُم قائلًا بهدوء:
– فهميني أنتي مين وحصل إي
ريتاج بأنفاس هائجة:
– أ .. أنا بنت خ .. خال
سَحب زُجاجة مياه فتحها لها قائلًا بهدوء:
– أشربي وأهدي الأول
سَحبت قنية المياة بأيد مُرتجفة ثُم ارتشفت القليل تُكمل حديثها قائلة:
– ومراته
محمود: أنتي مدام جني
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– ريتاج مراته التانية
حرك يداه علي وجهه قائلًا:
– طب دلوقتي أنا المفروض أعمل إي عايز أساعدك بس مش فاهم ف إي
ريتاج ببكاء:
– أحنا متجوزين علي الورق لأسباب مُعينه
خفضت راسها لأسفل تُفرك يدها ببعض قائلة:
– بس روحت قولتله إنِ حامل قُدام جني
أغمض عيناه قائلًا:
– مم .. أنتي عارفة يا بنتي أنتي بتلعبي مع مين ده خالد الشيمي عارفة ولا لا
ريتاج بدموع:
– والله مش أنا السبب مامته اللي خططت ل كُل حاجة
صك علي أسنانها قائلًا:
– هعملك سونار عشان يطمن
أومأت له وبدأ في عمل السونار ولم تَكُن حامل
محمود: خليكي هنا متطلعيش أنا هتكلم معاه وربنا يستر
تحرك للخارج ليقترب خالد منه قائلًا:
– هاا إي اللي حصل
محمود: خالد البت مرعوبة منك ف أقعد فهمني كده بُراحة إي اللي حصل
كاد أن يدخُل لها ليمسك معصمه قائلًا:
– اطمن مش حامل
خالد بغضب:
– بنت الك-لب بتتبلي عليا بتقول أنها حامل مني خربتلي علاقتي مع جني
محمود: طب مُمكن تهدأ لأنك طول ما أنت كده أنا مش هخرجها من الأوضة
خالد بغضب:
– وحياة أمك
محمود: أتلم يا خالد متخلنيش أعملها معاك ف إي البت بتقول أن كُل ده من تخطيت مامتك وهيا مالهاش ذنب
بلل شفته قائلًا:
– طب طلعها بدا ما أدخُل اخدها بنفسي ووقتها هعملك قلق ف العيادة
صك محمود علي أسنانه قائلًا:
– طب أستنا
دَخل لها .. لتردف قائلة بفزع:
– أرجوك متخرجنيش ليه هيقت-لني والله مش هيسبني
لا يعرف ماذا يفعل ليقول:
– طب بُصي خلي رقمي معاك ولو حصل حاجة كلميني تمام
أومات له ثُم خرجت بعدما سجلت رقمه .. سَحبها خالد وهو يَدقع أموال علي مكتب محمود وخرج من العيادة بأكملها
صَك محمود علي أسنانه وهو ينظر للأموال قائلًا:
– صبرني ياارب
* داخل قصر الباشا
يَجلس هو وعز الذي أتي إليه فجأة في حديقة القصر يتناولون الحديث
أردف عز بعدما نفث عن الدُخان:
– يعني هُما اللي ورا الحوار ده كُنت مُتأكد وحياة أمي ما أنا سايبهُم
سحب نفس من السيجار ونفثه قائلًا:
– أركن حوارهُم علي جمب وسبني أنا هتصرف بطريقتي ، بس عايزك تركز ف صفقة لبنان وترتب الدُنيا هناك قبل سفرنا
عز بإيماء:
– اعتبره حصل بس اللي عايز أنبهك عليه أن مي اللي بعتت الرسالة من عندك
الباشا: وحياتك عارف ومش بس كده أنا ثبت الموبايل قاصد عشان أبسطلها الدُنيا عشان أسيبهُم يلعبوا ويفكروا نفسهُم شجيع السيما بس ف الأخر عرفوا أنهُم مُجرد عرايس بحركها بخيط رُفيع خالص قادر ف إي وقت أرمي وأنهي حياتهُم بسهوله بس اللي مسكتني علي الشيمي الديب حامي بطريقة غريبة
أشعل سيجارة أخري ونفث بها بغضب قائلًا:
– إذا كان علي الديب أقدر أوقعه بكُل سهوله
حرك أصبع السبابة يمينًا ويسارًا قائلًا:
– الديب مش سهل أنت متعرفهوش لأنه برا مجالنا ، بس أنا أعرفه كويس آوي وعشان كده بقولك ماينفعش أتخلص منه لو عايز تتخلص من الديب وقتها استعد للهلاك أنت وكُل اللي يخصوك هو مش لوحده
عز: اللي هموت وأعرفه ليه بيحمي خالد
الباشا: مُختار الديب الأب الروحي بالنسبة ل خالد الشيمي ف خالد اما بيطلب حاجة من الديب الديب بينفذهاله يعني من الأخر صاحب صاحبه هو جدع أوي علي فكرة ودماغ حلوه
شرد عز وهو يُنفث من السيجار في الديب
طرقع أصابعه أمام وجهه عز:
– هيييه ، روحت فين !
نَهض قائلًا:
– همشي أنا بقي سلاام
تابع الباشا عز وهو يتحرك إلي سيارته وقبل أن يصعد رمي السيجار ودهسها بحذاءه ثُم صعد السيارة .
نَهض الباشا وهو يتنهد براحة ف قلق كثيرًا من عز عندماء جاء له بدون سابق انذار ف جاء في مُخيلته أنه عرف بأمر والدته.
صَعد إلي جناح حنان ليراها ما زالت علي نفس حالتها مُتسطحة وتنظُر لإعلي ف هي غائبة عن الدُنيا بأكملها .. تحرك لها وجلس بجانبها سَحب كف يدها بين راحة يداه وطبع عليها قُبلة قائلًا:
– عايزك تفوقي عشان أوريكِ عملت إي في أكتر واحد أذاكي أنتقمت من كُل واحد اذاكي ولسه إي حد جرحك هاذية ، عز كان تحت نفسي أقوله إنك أنتِ السبب ف إنِ أساعده طول السنين دي أنا بحب عز عشان أنتي بتحبيه .. قومي بقي حسي بيا أنا بحبك عايز أتجوزك هعملك أحلا فرح وهعوضك عن كُل السنين اللي عشتي فيها بعيد عني أما الصياد خلااص نهايته قربت كُل يوم بخليه يتمنا المو-ت علي اللي عمله فيكي .
وضع يداه أسفل ذقنها يُحرك وجهها جانبًا حتي تنظُر له وهو يقول:
– سامعاني مش كده حاسة بياا .. بتحبيني يا حنان مش كده
أقترب من وجهها ومسك يدها ورفعها علي وجهه يُحركها عليه قائلًا بتغيب:
– عايز أحس بملمس أيدك الناعمة علي بشرتي
تنهد بمشاعر وعيناه مُغلقة:
– ياااه أنتي ماتعرفيش أتمنيت اللحظة دي قد إي !
فتح عيناه قائلًا:
– هخلص من أخر صفقة وهاخدك ونسافر برا عشان تتعالجي أنا عايز أوريكي جمال وحلاوة الدُنيا اللي بجد ، عايزك تحسي بكُل حاجة معايا أنا ماحبتش ولا هحب غيرك ااه أتجوزت بس أتجوزت كده مش عن حُبي صدقيني ماحبتهاش ، هحكيلك ظروف جوازي من العقربة دي بس لما تكوني جاهزة تسمعيني
طبع قُبلة علي رأسها قائلًا:
– معاد نومك جه ، تصبحي علي خير يا ملاكي.
* داخل سيارة عز
كان يقود السيارة ليون هاتفه برقم المُستشفي مرة يليها الأخري ليرد أخيرًا .
عز: الو
الطبيب: عز باشا أحنا من أول امبارح وبنحاول نتواصل معاك
عز: أمي كويسه
الطبيب بنبرة أسف:
– للأسف والدة حضرتك أختفت
كبح سيارته بعُنف يصيح به في الهاتف:
– نعععم ! وانتوا كُنتوا فيين نايمين في العسل
الطبيب: عز باش…
عز بغضب:
– بلا باشا بلا بتنجان ده أنا هاجي هطلع م**** أبوكُم
أغلق الهاتف في وجهه وهو يَشق الطريق بسيارته .. يَقبض بعُنف علي مقود سيارته عينيه السوداء الغاضبة لا تحيد عن الطريق امامه عروقه يديه بارزة من يتجرأ علي الاقتراب من فرد من عائلته .. إلي أن وصل هبط سيارته وركض داخل المصحة إلي أن قابل الطبيب بوجهه ليسحبه من البالطو ويرفعه لإعلي يصرخ بوجهه قائلًا:
– لو أميييي حصلها حاجة مش هيكفيني قتل-كُم سااامع
دفعه علي الأرضية قائلًا:
– فين أوضة المُراقبة
سحبه مرة أخري وهو يتحرك به قائلًا:
– وديني ليهااا
أخيرًا تحدث الطبيب بعدما تمالك أعصابه دفع عز قائلًا:
– أنا مقدر الموقف بس ماتتعداش حدودك ساامع أنا هنا دُكتور ليا مكانتي
سحبه عز مره أخري قائلًا:
– دانا هدكترك هطلع سنين تعليمك دلوقتي علي جتتك بقولك إي أنا هخليك تكفر عن ذنوبك حااالا يا بروح أمك وريني أوضة الزفت دانا هقفلكُم المخروبة دي يلاااا
* داخل غُرفة المُراقبة
يَقُف عز أمام الطبيب قائلًا:
– والله ! والمُطالب مني أصدق الكلام اللي بتقولوا
الطبيب: ده مش كلام ده اللي حصل كاميرات المُستشفي كُلها أتوقفت بفعل فاعل وبالفعل جبنا مُهمدس برمجة وقال أنِ السيستم أتهكر ووقفوا الكاميرات
صك علي أسنانه قائلًا:
– وإي المُطالب مني ؟
الطبيب: أحنا بلغنا الشُرطة بس كُنا مُنتظرين حضرتك ترد علينا
برق له قائلًا بتحذير:
– لو حصل حاجة لأمي كُلكُم هتتأذوا صدقني أنا مبهددش وبس
الطبيب: حضرتك من حقك تعمل اللي أنت عايزه بس ياريت تتعاون معانا ومع الشُرطة عشان نرجع والدتك
ضَحك بسُخرية قائلًا:
– ااه ترجع ، طب بُص يا حنين أنت تتابع أما أنا عارف هرجع أمي إزاي
كاد أن يتحرك خارج المُستشفي ليراه الشُرطة اتت بعدما تواصلت إدارة المصحة بهم حتي يأتوا.. ليتكلموا سويًا في الحديث الاعتيادي…
* داخل فيلًا عز
صعد أول درجتين علي الدرج ليأتي صوت جني:
– عز
استدار لها وهو يُحاول أظاهر أن كُل شيئا علي ما يُرام قائلًا:
– ااه يا بابا منمتيش لحد دلوقتي ليه
أقتربت له تضع رأسها علي صدره قائلة:
– ماما وحشتني اوي انا ماشوفتهاش وكُل ما أقول ليك أو لجاسر ماحدش وداني خالص وجاسر زي ما أنت شايف ف عاوزه أشوفها أنا محتجالها اووي
ربط علي شعرها وطبع قُبله هادئة قائلًا:
– حاضر بس أصبري عليا كام يوم هخلص حجات في الشُغل وهاخدك ونروح سوا
أحتضنها وصعدوا سويًا وأوصلها إلي غُرفتها ثُم توجهه إلي غُرفته ف خلود أتفقت معها أن لا تقول له أنها اتت اليوم حتي تصالحه.
فتح باب الغُرفة بحُزن دفين داخله علي ما يحدث ، كاد أن يشعل الأنوار ليشعُر بأحد يسحبه جانبًا ، لتسند خلود ظهره علي الحائط ثُم تُحاوط رقبته بيديها الأثنين وتشب علي أطراف رجليها وتُقبله بشوق …
أغمض عينيه بعدما شعر بها ووصلت رائحتها له ، وقفت علي مستوي رجليها وكادت أن تبتعد ليضع كف يداه من الخلف علي شعرها يلزقها به لتصل راسها لشفته كانت رأسها تلتصق بشفته ولَكن بدون أن يُقبلها.
فَتح عيناه ينظُر لها بغضب وصدره يعلو ويهبط أثر المشاعر .
لوت شفتها بعدما رأت ملامحه قائلة:
– وحشتني
طالت نظراته لها نظرات مليئة بالغضب والضيق من تصرُفتها .. شَهقت بعدما رفعها من خصرها لمستواه قربها إليه وبشده ليُقبلها بشغف …
حملها بين يداه لتقلع داخل حِضنه طبع قِبله علي خدها وما زالت بين يداه قائلًا بنبرة جاشة:
– هطلع عينك
ضَحكت خلود وهي تَسند رأسها علي صدرُه .
* عند قاسم وإيلا / تحديدًا داخل السينما
يجلسون بجانب بعضهُم يُشاهدون أحدٍ الأفلام الأجنبية ، أما عن ياسر ف رحل وتركهُم ، وكُل حين إيلا تقول شيئًا لقاسم .
أردفت إيلا وهي تأنكج يداه جيدًا وكأنه سيهرب منها قائلة:
– قصة الفيلم حلوه اوي
قاسم: ااه
أفأفت لتقول بمُحاولة لفت أنتباه تُريد أن يتذكر أنهُم حضروا هذا الفيلم سابقًا:
– عارف النهاية إي ؟
قاسم: حبيبي أنا عارف أن الفيلم قديم وأكيد عارفة نهايته بس باردو تعرفي إنِ مش فاكر حاجة .. بطلي تسألي أسئلة تنقطني
قلبت عيناها وهي تهمس داخلها بضيق:
– والنبي ما في غيرك هينقطني
ظلت صامتة إلي أن همست له وهي قريبة منه ولَكن تهمس له في مُستوي صدره هذا ما تصل له:
– غمض عينك في مشهد مش كويس هيجي
التفت لها وهو ينهض يستند علي عُكازه قائلًا بنبرة مُرتفعة:
– مدام في زفت مشهد مدخلانا ليه إي بتزلي أمي بالقصة شوية حلوة شويه غمض عينك ااااه رغي رغي مش عارف أتفرج
توسعت حدقتها من عصبيته ليظهر القلق علي ملامح وجهها من نبرته المُرتفعة قائلة:
– في إي ! أقعد عيب كده الناس بتتفرج علينا
سَحبها من يدها وتحركوا للخارج تحت نظرات الناس .
يسير قاسم وخلفه إيلا تُبرطم ببعض الكلمات الغاضبة …
أردفت إيلا بمُحاولة بتحسن الموقف عندما رأته يتجاهلها:
– علي فكرة عيب تعاملني كده قُدام الأجانب أنا باردو بسكوتاية مقرمشة
التفت لها قائلًا:
– دانتي بسكوتاية مزيته مزقته تصدعي مش مقرمشة لوك لوك أسكُتي صدعتي أمي يا شيخه
أفأفت بضيق قائلة:
– أنا غلطانة إن بفرفشك .. المُهم أتصل ب ياسر عشان يجي ياخدنا
قاسم: لاا أنا هسوق
إيلا: نعم وده إزاي
قاسم: ماتخافيش أنا ركزت مع ياسر وعرفت خليكي هنا بس لحد ما أطلع العربية من الكراج
إيلا: يا قاس…
قاطع حديثها قائلًا:
– ما قولت متقلقيش بقي
ذهب إلي الكراج وهي كانت تَقُف علي أول الكراج تنتظره.
وَصل إلي السيارة وتحرك إلي باب القيادة وكاد أن يفتحه ليشعر بدوران ومشاهد تذهب وتخطُر في ذهنه ذكريات اقتحمته بصورة مُشوشة يُحاول السيطرة علي الدوران ، لا يقدر يشعر أن الأرض تلف به .. أستند علي السيارة بظهره وكف يده يضغط علي العُكاز حتي لا يسقُط ، ظل يُعافر ويُعافر حتي لا يستسلم ؛ إلي أن سقط ويحتضن الأرضية ، والذكريات التي اقتحمت ذاكرته أصبحت واضحة يتذكر كُل شيءٍ حدث يليه الأخر …
ما زال علي نفس وضعه يُحاول النهوض بكُل قوته وكُلما تحرك لإعلي يشعُر بدوران ليسقط مرة أخري علي الأرضية ، أغمض عيناه يُحاول الهدؤء حتي ينهض ثُم تنهد بقوة ليأتي ذكري داخل مُخيلته.
كان المشهد عُبارة عن مُفأجأة قاسم لها في سفرية الجونة ، أول مُفاجاءة يأتي مشهد طائرة الهيليكوبتر تُحلق أعلي مدينة الملاهي ويهبط منها حروف أسمها ” إيلا ” ؛ مشهد أخر وهُم يصعدان لأحد الألعاب المُرتفعة لتقُف اللعبة في أكثر مستوي مُرتفع رآه نفسه وهو يضع يداه علي كتفيها يُحركها يمينًا لتراه مبني ضخم يشتعل أعلاه النيران بكلمات تُعبر عن حُبه لها ” بحبك يا إيلا ” ليقتحم ذهنه مشهد لهُم في الملهي وهي تُحرك شفايفها باعترافها هي أيضا ” بحبك يا قاسم ” .
ذكري ثانية وهُم يَدلفان سويا داخل فيلًا في الجونة ثُم وقفوا والصدمة تحتلها لتردف بشيئًا ليُقابلها حديثها بقُبله علي شعرها وهو يقول لها شيء .
ذكري ثالثة تقتحمه لتنهار حصونه وقتها كانوا داخل ال Diving trip ؛ ليأتي بذهنه مقاطع وهُم يبتسمان لبعضهُم من خلف القناع الزُجاجي ليظهر بجانبهُم دلافين
-وهي ترفع يدها تُحركها علي رأس الدولفين ؛ ليأتي مشهد وهو يُحاوطها ويلف بها مثل عروس البحر .
في نفس الوقت توقفت سيارة شُرطة أمام إيلا .. هبط منها شُرطيان تقدموا منها واحدهُم يقول بالأنجليزية:
– الآنسة إيلا جلال الجارح
التفتت لتنظُر إلي الوراء تبحث عن قاسم
ليردف بنبرة غاضبة:
– أنا أتحدث معك ؟ هل تدعين إيلا جلال الجارح ؟
التفتت له مرةً آخري وأومأت برأسها بالإيجاب خائفة مُرتجفة لا تعلم ماذا فعلت.
يسير نحوها ببُطء ويقول:
– أنتِ رهن الأعتقال بتُهمة تزوير أوراق رسمية
حركت رأسها يمينًا ويسارًا قائلة:
– لاا .. قصدي
حاولت السيطرة علي أرتجافها وتحدثت بالإنجليزية:
– لَم أفعل هذا ولا أعرف عن ماذا تتحدثون ف أنا أوراقي سليمة
حاوطوها من الجهتين وكُلًا منهُم مسك يداها وأرغموها علي السير معهُم تحت صُراخها وهي تستغيث به إلي أن بح صوتها:
– قاااااااسم … قااااااااسم .. قااااااااااااسم .. يااااااا قااااااااسم
خرج من ذكرياته علي صراخها وكأنها تستنجد به رفع يداه علي السيارة واليد الأخري علي العُكاز يُعافر في النهوض ليصرخ بأنين مكتوم … عافر إلي أن نهض ولَكن الذكريات تقتحمه بشكلٍ مؤذي ف هو غير قادر علي أستيعاب كُل الأحداث دُفعه واحده ليشعُر بدوران وأنفلات رجليه ظل يزئر كالأسد الجريح الذي تنهشه الضباع ، ف ما يؤلمه صُراخها أنينها ، زئر بقوة وهو ينهض ليتحمل علي جسده وألم رجليه ويركُض ليُشاهد السيارة ترحل وهي تستدير تنظُر له ودموعها تزرُف بدون توقف علي وجنتها ليشعُر بدوران ورجليه لَم تَعُد قادرة علي التحمل ليسقُط علي الأرضية يمد يداه للأمام لها وكأنه يُريد الإمساك بها … أما هي صرخت بعدما شاهدته يسقط:
– توقفوا توقفوا
ضَربت بيدها القابع علي مقعد القيادة بكُل قواتها وهي تُصرخ عليه حتي يَقُف:
– توققققف أرجووووك توقف
أما عن قاسم واقع علي الأرضية وشريط حياته بيمُر قُصاده لتنساب دموعه علي وجهه ف هو غير قادر علي اللحاق بها للمرة الثانية شعر بعجزه قلبه يَحترق …
وفي الخلفية صوت الأغنية. ” Take me into your loving arms .. kiss me under the light of a thousand stars , place your head on me beating heart … ” .
” ضُميني إلي ذراعيك .. قبليني تحت ضوءً آلاف النجوم ، ضعي رأسك علي قلبي النابض … ” .
* داخل المُستشفي
جلال بنبرة غضب:
– يعني إي خرجوا ! حالة قاسم ماتسمحش ليه بالخروج إزاي يُخرج
ياسر: يا عمي صدقني ده مُفيد ل حالته جدًا.. دكتور ألفريد سمح ليه بالخروج
صك علي أسنانه وهو يسحب شعره للوراء قائلًا:
– هُما فييين دلوقتي !
زينب: مًمكن تهدأ يا جلال .. هو مع إيلا يعني لو حصل حاجة هتعرف تتصرف
ياسر: مَظبوط
سَحب ياسر من يداه إلي الأسفل تحت نظرات الصدمة من زينب كادت أن تهبط خلفهُم ليلتفت لها قائلًا بنبرة غاضبة:
– زينب خليكيي مكانك أوعييي تنزلي فاهمة
أومأت له بخوف ف لأول مرة اوي جلال غاضب وبشدة …
فتح باب السيارة ودفع ياسر بها ثُم صعد ليستدير له قائلًا :
– حالًا تقولي هُما فين
أردف ياسر قائلًا:
– حضرتك ليه ممانع جواز قاسم من إيلا
جلال بغضب:
– أنت كمان تعرف وميييين كمان يعرف ؟ هااا مين ؟
ياسر: ماحدش بس إي الغلط في حُبهُم مش فاهم لا الدين ولا الشرع حرم حُبهُم
جلال بغضب:
– الغلط أنهُم قُدام المُجتمع كُله أخوااااات حتي لو أسمها أتغير عااارف هيتقاال عليهُم إي لو أتجوزوا ! عارف الناس هتشوفها إزاي ! هتقول عليها إي وعلينا كُلما إي !
ياسر: الناس اللي بتتكلم عليهُم دول هينسوا وحتي لو مانسيوش ما طُز فيهُم أهم حاجة سعادة ولادك صح ولا مش صح
تنهد بقوة قائلًا بشجاعة:
– بس عارف إي الي مخليك تعترض .. هقولك اللي ماحدش قادر منهُم يقولهولك أنت مش قادر تواجهه فكرة أن إيلا مش بنتك مش مُتصور أن بعد ما ربطهُم سوا طول السنين عل أنهُم أخوات فجأة يقولولك أنهُم بيحبوا بعض ، عارف أن الموقف صعب وحقك تزعل وتضايق وتاخد وقتك علي ما تتقبل الموقف بس مش تُرفض نهائي ومش بس كده تستغل حادثة قاسم ف أنك تخطبله ديما أكتر واحدة بتكره بنتك إيلااا ؛ حتي لو مش بنتك بس أنت بتعتبرها إي لي تدمر حياتها وحياة إبنك هًما عاوزين بعض إي المُشكلة ياما ناس مروا بنفس الموقف وعادي اتجوزوا ورضيوا بالأمر الواقع .
تجمعت الدموع داخل حدقة جلال قائلًا بنبرة مُتألمة:
– هيدمروا فترة بس مش زي أنا هدمر نهائي
كاد أن يتحدث ياسر لي…
* داخل سرايا العُمدة / تحديدًا داخل غُرفة غريب وأعتماد
صَرخة مدوية أخترقت أذان المُتسطح جانبها .. نَهض غريب يفرك بعيناه قائلًا:
– ااه بتصرُخي لييه علي المسا
صَرخت بقوة:
ب .. بولد ال .. الحجنييييي يا غريب ااااااه .. اااااه
تسطح جانبًا يُكمل نومه قائلًا بنبرة ناعسة:
– دلوجتي يا اعتماد خليها الصُبح ماجدرش أجرم
ضربت يداه وهي تسحبها داخل فمها تعضها وهي تصرُخ
أنتفض من الفراش يسحب يداه قائلًا:
– أنتِ اتسعرتي ولا إي .. مااالك
اعتماد بصراخ:
– نااديلي أمييييي .. اااااااه .. ااااه
ركض إلي غُرفة والديها يطرق علي الباب فتح متولي ليردف غريب قائلًا:
– عمي اعتماد بتولد وعايزة أمها ناديها بسُرعة أنا ماعرفش أعملها حاجة واصل
أردف متولي وهو يتجه للداخل:
– بلغ الحرس يجهزوا العربيات وأتصل بالمُستشفي .. بسُرعة يا غررريب…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)