روايات

رواية حور الاسد الفصل السابع 7 بقلم سهام محمود

رواية حور الاسد الفصل السابع 7 بقلم سهام محمود

رواية حور الاسد البارت السابع

رواية حور الاسد الجزء السابع

حور الاسد
حور الاسد

رواية حور الاسد الحلقة السابعة

في صباح اليوم التالي**
إستيقظت حور من نومها بينما تمدد ذراعيها لاعلى و هي مغلقة عيناها و على وجهها إبتسامة جميلة و قد عادت شفتيها إلى اللون الطبيعي…..وقفت على قدميها لتذهب نحو أبواب الشرفة و تغلقها ثم إستدارت ذاهبة إلى الحمام إستحمت…فرشت أسنانها ثم توضأت بعدها إرتدت بنطال قطني أحمر و معه تيشرت بنصف كم باللون الرصاصي…خرجت من الحمام لتمسك بإسدالها و سجادة الصلاة لتفرشها و ترتدي إسدالها و تبدأ بأداء فرضها.
إنتهت لتنزع الأسدال عن جسدها و تمسك سجادة الصلاة و تضعهم في الرف…جلست في منتصف السرير و بدأت بتمشيط شعرها ببطئ قليلا و هي تضعه على جانب واحد…..صرخت بينما تغطي نفسها بالملائة الزرقاء و تغلق عيناها الأثنتين بسبب إندفاع الباب القوي….لتسمع بعدها صوت ضحكات تعرفها جيدا لتعقد حاجبيها و هي لازالت مغمضة العينين….لتفتح عينها اليمنى ببطئ لترى سارة مغلقة الباب و تضحك على شكل حور بشدة.
تنهدت حور بإنزعاج باد على ملامح وجهها بينما تبعد الملائة عن جسدها و رأسها و تقول لسارة التي جلست امامها:
حور: بقى في بني أدمة تدخل على أوضة حد بالطريقة دي كأننا في مهمة لمكافحة المخدرات؟؟…..هااا متردي؟.
سارة بضحك: أسفة مكنش قصدي فكرتك نايمة قلت اصحيكي بس طلعتي صاحية اهوه.
حور: إممم يختي صدقتك….في إيه على الصبح كدة لانه مش من عادتك يعني إنه تيجي عندي في الوقت ده؟؟.
سارة: دا أنتي عارفة اهوه.
حور بفخر: طبعا يا حبيبتي دا إنتي تربيتي بردو.
سارة: تربية اعوذ بالله.
حور: ههههه المهم في إيه؟؟.
سارة: بصي بقى يا ستي إحنا النهاردة هنروح على المول عشان نشوف فساتين الفرح و الحاجات دي و هكذا.
و فعلت حركة مضحكة بينما تقول ” و هكذا ” لتقهقه عليها حور بينما تكمل تمشيط شعرها لتتحدث حور بفزع إندهشت منها سارة:
حور: إلحقيني يا سارة إمبارح و انا بحط العدسة في علبتها خدها الهوا و طار.
سارة بغباء: إزاي خدها الهوا و طار؟؟ مش فاهمة؟؟!!.
حور: يعني انا بعد ما طلعتها من عيني و جاية احطها في العلبة جات نسمة هوا و العدسة طارت من إيدي…..و بتقول عليا انا الغبية.
سارة: طيب و إيه المشكلة دلوقتي؟؟.
حور: المشكلة إنه مش معايا عدسة تانية و مش هعرف اطلع من الاوضة.
سارة متذكرة: إستني في في أوضتي علبة عدسات بردو هروح اجبهالك و أجي تكوني لبستي هدومك.
حور تومئ: ماشي…بس بسرعة و النبي.
سارة راكضة: حاضر.
ركضت سارة خارج غرفة حور لتجلب لها علبة العدسات الطبية……إنتهت حور من تمشيط شعرها لتذهب نحو الخزانة و تفتحها لتخرج منها فستان أسود ب ورود سكرية اللون بأكمام و طويل قليلا….لتنزع ملابسها و ترتدي بنطال جينز و بعدها إرتدت الفستان لتمسك ب ربطة شعر و تجعل شعرها يصل إلى منتصف ظهرها ثم تدخله أسفل ملابسها و تأخذ حجابها الأسود من نوع الشال و تلفه حول رأسها بلفة بسيطة كالعادة جلست على السرير بعد أن رفعت الفستان للنصف و إرتدت حذاء رياضي أبيض…لتقتحم مرة اخرى سارة الغرفة تمد علبة العدسات ل حور بينما تقول:
سارة: دا انتي سريعة اهوه؟؟.
حور: طبعا….شكرا يا سوسو.
سارة: مفيش شكر ما بين الاخوات يا هبلة.
ضحكت حور لتأخذ العلبة و تقف مرة أخرى أمام المرآة لتخرج العدسة من علبتها و تضعها في عينها اليسرى بحذر لتغمض عينها عدة مرات لتستقر في مكانها الصحيح….أمسكت هاتفها و تذهب نحو سارة التي كانت مرتدية ثيابها منذ البداية…لتمسك يدها و يخرجا من الغرفة لينزلا بسرعة من على درجات السلم و يضحكان بخفة لبعضهما….لتترك سارة يد حور ذاهبة إلى المطبخ و إتجهت حور نحو صالة المعيشة و تجد الرجال جالسين ما عدا عمها أحمد الذي ذهب إلى عمله….إبتسمت بينما تمر من امامهم و تقف بجانب هلال لتقول:
حور: صباح الخير.
الجميع: صباح النور.
رد عليها والدها و جدها و شقيقها و أخيرا أسد الذي كان ينظر لها…..بفستانها الأسود البسيط الذي أعجبه كونه طويل لأنها إن إرتدت إحدى البناطيل كان صرخ بها و جعلها تذهب لكي تغير ملابسها…..إنحنت حور على ركبتيها أمام هلال لتحدثه بإبتسامة:
حور: إزيك يا هيلو؟؟.
هلال: الحمد لله يا حور.
حور: خدت الدوا بتاعك و لسا؟؟.
هلال: خدته من زمان يا حور.
حور: طيب يا هيلو يا قمر إنت….يالا يا بابا…سيف و..و أسد عشان الفطار جاهز.
إستقام الجميع من مقاعدهم ما عدا أسد الذي كان يمسك بهاتفه و يتصفحه….. أمسكت بيد هلال لتسنده و يبدأا بالمشي سويا لتخرج و خلفها محمد….تحدث سيف بينما ينظر لأسد الجالس:
سيف: مش هتقوم تفطر يا كينج قبل ما نمشي ولا إيه؟؟.
أسد بلا مبالاة: ماشي ماشي روح إنت و هاجي وراك.
سيف بشك: ماشي.
خرج سيف ليذهب نحو طاولة الطعام و يجلس بينما بدأ الخدم بوضع الطعام بمساعدة من نادية…رضوى…حور…سارة بينما نردين تجلس و تتصفح هاتفها بلا مبالاة كالعادة….ثم جلسوا و لم يأتي أسد بعد…ليتحدث هلال سائلا عنه:
هلال: إومال أسد فين؟؟.
سيف: كان قاعد و قالي جاي ورايا بس شكله بيعمل حاجة مهمة.
هلال ناظرا لحور: حور روحي ناديله.
حور بإعتراض: بس…..
هلال بصرامة: قومي ناديله يا حور.
حور بإستسلام: حاضر يا هيلو.
وقفت حور لتذهب نحو صالة المعيشة لتلمح سارة تكتم ضحكاتها لتعطيها نظرة نارية جعلتها تتوقف عن الضحك…لتكمل سيرها لتنظر له و تجده منهمك في هاتفه لتقف أمامه و تقول له:
حور: جدي بنادي عليك عشان تفطر.
لم يجب عليها لأنه يكتب شيئا مهما… إنزعجت هي من صمته لتردد مرة إخرى:
حور: جدي بنادي عليك عشان تفطر.
لم يجب عليها أيضا لتقول:
حور: إنت سامعني؟!!…هييي يا أسد رد بقى؟؟.
رفع رأسه لها ليجدها تكتف يدها تحت صدرها و تبدو منزعجة ليبتسم بجانبية ثم تحدث بهدوء:
أسد: إيه في إيه؟؟.
حور: بقولك جدي بنادي عليك عشان تفطر.
أسد: طيب ماشي هقوم بس روحي إنتي.
حور: لا قالي لازم أجي و إنت معايا حالا.
أسد: قلتلك روحي قدامي.
عاد ينظر إلى هاتفه لتنزعج أكثر ثم بحركة سريعة منها أمسكت هاتفه ليجفل هو و ينظر لها بهدوء بينما إبتسمت هي بإنتصار و تلوح بالهاتف أمامه قائلة:
حور: إنت شكلك مش هتقوم عشان التلفون دا صح؟!!.
أسد بهدوء: هاتي التلفون.
حور بإصرار: لا مش هديهولك إلا بعد ما تفطر.
وقف أمامها لتنظر إلى طوله الهائل أمام قصر قامتها لتبتلع ريقها بينما تحدث ببرود:
أسد: هاتي التلفون و لأخر مرة.
حور : حتى لو عملت إيه هتفطر الاول و بعدين تاخده.
أسد بعصبية : هاتي التلفون يا حور.
حور راكضة: لا مش هتاخده ننننننننن.
لتخرج لسانها له بينما تضحك و هي تركض ليجري خلفها يريد إستعادة هاتفه لتصرخ بضحك بينما تراه يركض خلفها لترفع الفستان بحركة سريعة تلقائية منها لتذهب إلى حيث هم متواجدين على طاولة الطعام.
صرخ بها بينما يمشي بهدوء:
أسد: حور هاتي التلفون حالا.
نظر الجميع لهم لتقول حور بغيظ:
حور: لا مش هتاخده إلا لما تفطر الاول.
أسد بنفاذ صبر: حووور.
حور ببساطة نافية: لااااء.
كان الموقف بينهما لا يحسد عليه تحدث هلال ناظرا لأسد الذي الغضب بدأ يضهر على ملامح وجهه:
هلال: في إيه يا أسد؟؟.
أسد: خدت مني التلفون و مش راضية ترجعهولي.
حور لجدها: يا هيلو مش راضي يقوم من على التلفون و كل شوية بيقول هاجي و هو مشغول بيه….رحت خدت التلفون منه و زي ما أنت شايف جبته اهوه.
هلال: هي عندها حق و احسن حاجة إنها خدت التلفون منك دا إنتوا النهاردة يومكم طويل.
جلست حور على مقعدها و نظرت بإبتسامة نصر نحوه بينما هو رمقها بغضب ليجلس مقعده…نردين كانت تراقبهم بغضب صامت.
…………………………………….
إنتهوا من تناول الفطور ليخرج أربعتهم من القصر…و كانت حور لا تزال ممسكة بهاتفها و هاتف أسد الذي كان صامتا ليتحدث موجها حديثه لسيف:
أسد ببرود: إحنا هنروح بعربيتي يا سيف.
سيف:ماشي…بس أنا هسوق دلوقتي ة إحنا راجعين هتسوق إنت.
أسد ببرود: ماشي.
بينما خلفهم همست سارة لحور:
سارة: تصدقي إنك إنتي عملتي معجزة النهاردة.
حور بإستغراب: معجزة؟؟..معجزة إيه إلي عملتها دي؟!!.
سارة بهمس: إنك قدرتي تاخدي التلفون من أخويا دا بحد ذاته معجزة.
حور: ليه؟؟.
سارة: عشان هو من فترة طويلة كدة مكنش بيخليني أمسك حاجة من حاجته و خصوصا التلفون.
حور: اه طيب.
صعدتا في سيارة أسد السوداء من الخلف بينما سيف تولى القيادة و جلس أسد بجانبه….إستدار ناظرا ل حور التي جلست خلف سيف و مد يده قائلا بصرامة:
أسد: هاتي التلفون و إلا مش هيحصل طيب.
عقدت حاجبيها لتوكزها سارة بمرفقها تحثها على طاعة أمره بصمت لتعطيه إياه على مضض منها و كانت ستتحدث إلا أن سارة أشارت عليها بالصمت المؤكد و إلا سينفجر غضبا بها لا محالاة.
كتفت يديها بغضب و تنظر إلى الطريق من النافذة…لكنها إبتسمت و فتحت هاتفها لتبدأ باللعب هي و سارة ب لعبة سباق للسيارات و كانت تصرخ بحماس كعادتها و تشاركها سارة لكن بخفوت….
وصلوا بعد مدة أمام المركز التجاري الكبير ليصف سيف السيارة في مكان مناسب…ليخرجوا بعدها و يغلق سيف السيارة ب زر التحكم و يسلم المفاتيح ل أسد الذي تحدث محذرا لهما:
أسد: مش عايز دوشة إنتوا هتروحوا تختاروا إلي عايزينه و إحنا نخلص كم مشوار كدة هنا و عند الساعة 11 نتقابل في الكافتيريا و مش عايز تأخير.
لتومئا بصمت لتمسك حور بيد سارة و بدأتا بالسير و سيف و أسد يسيران خلفهما.
…………………………………….
دخلت سارة و حور إلى إحدى المحلات التي كانت ل فساتين الزفاف ليبدأا بالمشاهدة عليها……لم يعجبهما شيء فيه ليذهبا لأخر…..بينما سيف و أسد إفترقا عنهم ليجلبا لهم بدلة رجالية سوداء تناسبهم.
سارة إختارت فستان أبيض صدره كان مكدس بزينة من الألماس اللامع و من عند خصره ينزل بكشكشات بسيطة جميلة موزع عليها حبات من اللؤلؤ الأبيض الجميل لتقيسه و تخرج به لتنظر لها حور بسعادة:
حور: الله الله إيه الجمال و الحلاوة دي بسم الله ما شاء الله.
سارة: حلو مش كدة؟؟؟.
حور: دا مش حلو بس….دا هايل تحفة عليكي بجد حلو.
سارة: طيب أنا هغيره تكوني إنتي لبستي فستانك و أشوفه.
حور بإبتسامة: ماشي.
دخلت سارة حجرة تبديل الملابس لتبدل الفستان….بينما أمسكت حور فستانها الأبيض و تذهب نحو حجرة تبديل إخرى لترتديه….ثم خرجت بعد وقت قصير و تدور حول نفسها بسعادة و سارة تنظر لها…..كان فستان حور جميل جدا فقد كان على أخر خصره من الخلف فيونكة بيضاء كبيرة قليلا و صدره مرصع بالألماس على شكل قلب و منفوش بطبقات عديدة من الدانتيل الأبيض ناعم الملمس….و مرسوم برسمة أوراق شجر بسيطة و موزع عليه حبيبات من لؤلؤ بعشوائية…..كانت جميلة به جدا بل ملكة الجمال لتتحدث سارة بصدق:
سارة: يخربيت جمالك يا حور إيه القمر دا؟؟.
حور: فكرته هيبقى وحش.
سارة: لا دا هايل عليكي بجد.
صورتا الفساتين لتريها ل رضوى و نادية…..خرجتا من المحل ليجدا سيف و أسد يتقدمان لتنظر حور لساعة يدها و تجدها 10:30 لتتحدث ما أن وقفوا امامهم:
حور: لسا الساعة عشرة و نص بالسرعة دي خلصتوا؟؟.
سيف: إحنا إشترينا البدل و كل حاجة من محل واحد إنتوا قاعد إيه؟؟.
سارة: إممممم الجزم بتاعت الفرح و شوية حاجات كدة.
أسد: طيب يلا في محل لقدام تعالوا ندخل فيه.
أومئتا بصمت ليسيرا خلفهم و دخلوا إلى المحل و بدأت سارة بالبحث و تسير حور بجانبها لتهمس لها:
حور: سارة يا سارة.
سارة: إيه يا حور؟؟.
حور: شوفيلي حل للمشكلة دي؟؟.
سارة: طيب روحي دوري لقدام كدة يمكن تلاقي كوتشيهات عرايس…او روحي إسئلي صاحب المحل.
حور: اروح أسأله الأول و لو كان فيه هيجيبلي ماشي.
سارة: ايوة كدة.
سارت حور نحو العامل الذي كان محاسبا ” كاشير” ليراها أسد ليتقدم منها و يسمعها تسأله:
حور: لو سمحت من فضلك هو هنا في كوتشيهات عرايس؟؟.
كان سيرد عليها العامل لكن قاطعه أسد و هو يحدث حور سائلا:
أسد: بتسأليه ليه عن كوتشيهات و هي الجزم مالية المحل.
حور بخجل: أصل أنا مش بعرف أمشي بيها خالص.
أمسكها أسد من يدها لتسير قشعريرة على طول عامودها الفقري…و يبدأ السير نحو إحدى الرفوف الممتلئة بأحذية الكعب العالي ليمسك إحداهن و يضعه بين يديها قائلا بصرامة:
أسد: إتفضلي قيسي دا قدامي.
حور بإنزعاج: ما انا قلتلك مش هعرف أمشي بيه.
أسد ببرود: قيسيه و بطلي شغل العيال دا.
حور: ماشي هوريك إني مش هعرف أمشي بالنيلة دا.
أشارت بسبابتها نحو الحذاء و تنظر إليه بنظرات إشمئزاز طفولية….مما جعله يبتسم بجانبية لم تلحظها البتة…..سارت بضع خطوات للأمام لتجلس على الكرسي المتواجد في الردهة لترفع طرف فستانها الأسود و تنزع الحذاء الرياضي و الجوارب السوداء….بينما هو يراقبها بصمت مكتف يديه إلى صدره….إرتدت الحذاء الفضي اللامع على مضض.
وقفت ببطئ لكي تزن نفسها جيدا و إستطاعت بعد أن بسطت يديها في الهواء كأنها تمشي على إحدى الحبال المتواجدة في السيرك…..سارت بضع خطوات قليلة لتتعرقل قدمها و فقدت توازنها بالكامل لتغمض عيناها بشدة مستعدة لأستقبال الألم…..لكن بخطوة سريعة من اسد أمسكها من خصرها الرشيق ليشدها نحوه فتصتدم بصدره الصلب…..و كم كانت قريبة منه.
بدأت تستوعب الأمر لتفتح عيناها ببطئ و يقابل وجهها صدره و تستمع إلى دقات قلبه السريعة المشابهة لسرعة دقات قلبها رفعت رأسها له لتجد عيناه السوداء الحادة تنظر لها بهدوء…تداركت الأمر بأنها تتواجد بين أحضانه لتدفعه بيديها الصغيرتيين و كادت تسقط مرة إخرى إلا إنه امسكها مرة إخرى من يدها بقبضة حديدية ألمتها لكنها لم تظهر ذلك.
ابعدت يده لترفع قدمها و تقول بإنزعاج بينما تنزع الحذاء:
حور: قلتلك مش بعرف أمشي بيه….و اديك شوفت أهوه إرتحت؟..
لتكمل بهمس:
حور: إنسان بارد و مستفز.
أسد بشك: بتقولي حاجة ؟؟.
حور بتنحنح: إحم إحم لا مش بقول حاجة بسلك زوري بس متقلقش.
أسد: و مين قلك إني قلقان. …و حتى لو جيت أقلق على حد أكيد مش هيكون إنتي.
حور: أحسن بردو….عن إذنك.
لم تنتظر إجابته لتذهب نحو الكاشير ليدلها على المكان لتذهب إليه و تختار واحدا و أرته لسارة الذي اعجبها…فقد كان حذاء رياضي عالي قليلا و بأشرطة من الستان الأبيض و مزين بحبات لؤلؤ بيضاء و بعض الخرز الذهبي و الحذاء كان أبيض….بينما سارة إختارت حذاء كعب عالي أبيض اللون و لامع جدا تزينه من الأمام وردة بيضاء صغيرة و حولها ثلاث حبات لؤلؤ متوسطة الحجم…..دفعوا الحساب و خرجوا من المتجر ليتوجهوا إلى الكافتريا ليجلسوا على طاولة لأربع أشخاص…فجلست حور و سارة بجانب بعضهما ليكون مقابل سارة سيف الذي غمز لها لتنزل راسها لأسفل بسرعة خجلة و حور يقابلها أسد الذي ينظر لها ببرود لتشيح بنظراتها بعيدا عنه بحركة منزعجة.
قبض على يده بشدة عندما رأها تشيح بوجهها بعيدا عنه….بدأ الغضب يغلي بداخله…..لتلمحه حور بطرف عينها لتبتسم بإنتصار لأنه هذا ما أرادته أن…..تغضبه!!.
أتى النادل ليأخذ طلباتهم بإحترام….ليطلبوا طعام الغذاء و بعض العصير…..إنتهوا بعد مدة لتميل حور على سارة و تهمس لها:
حور: سارة تعالي نروح الحمام عشان عايزة أضبط الطرحة و الفستان.
سارة تومئ: ماشي قومي يلا.
حور: يلا.
ليتحدث سيف ما أن وقفتا سائلا:
سيف: رايحين فين؟؟.
حور: رايحين الحمام خمس دقايق و جايين مش هنتأخر.
سيف: ماشي.
سارتا بجانب بعضهما البعض….و مر من جانبهم شخصا يدخن سيجارته و نفث دخانها في الهواء لتسعل سارة بخفة بينما تحرك يدها أمام وجهها لتبعد الرائحة و حور وضعت يدها على فمها بينما تسعل بشدة….دخلتا الحمام لتنظر سارة إلى حور و تجد كف يدها مملؤة بالدماء بعد أن أزاحتها لتشهق بفزع بينما تمسك يدها:
سارة بخوف: حور إيه الدم دا إنتي متعورة ولا حاجة؟؟.
حور تسعل: لا…كح كح…مفيش حاجة متخفيش دا عادي.
سارة بغضب: عادي إزاي و بعدين…إيه دا و بوقك كله دم كمان.
تحدثت بصدمة بعد أن رفعت نظرها لوجهها لترى فمها ينزف دما!!….إبعدت حور يدها من بين يد سارة المصدومة لتسير نحو المغسلة و تفتح صنبور المياه و بدأت في غسل فمها و يدها بينما تسعل بخفة تصاحبها تناثر بضع قطرات من الدم…لم تحتمل سارة وضعها هذا لتخاطبها بحدة خفيفة:
سارة: أنا عايزة تفسير للي بيحصلك ده حالا و إلا هقول لسيف و ياخد للمستشفى.
نظرت لها حور بفزع لتنفي برأسها بسرعة و تقول:
حور: لا يا سارة و النبي ما تقوليله.
سارة: مش هقوله إلا لو قولتيلي إيه سبب إنك بتكحي دم.
حور: هقولك حاضر حاضر.
سارة بجدية: بسمعك اهوه.
حور بإستسلام: أنا عندي حساسية من الدخان أي دخان و لما بشمه بس بقعد اكح دم من بوقي.
سارة بقلق: دا من إمتى يا حور و ما قولتيليش ليه؟؟.
حور: مقولتش لحد أساسا…إنتي أول حد يعرف و بنسبة إنه من إمتى فهو بدأ من بعد الحادثة بست شهور.
خرجت أخر كلماتها بنبرة حزينة منزلة رأسها لأسفل تكبح دموعها من النزول و تركت يد سارة بعد أن كانت ممسكة بها.
لم تتحدث سارة عوضا عن ذلك إحتضنتها لتبادلها حور الاحتضان و تدفن وجهها في كتفها لكي لا تبكي….مسدت سارة بيدها على ظهرها بحنان بينما تتحدث:
سارة: خلاص يا حور مش هقول ل سيف و هيبقى الموضوع دا سر بينا إحنا الأتنين.
ابعدت حور نفسها عن سارة لتقول بمرح كعادتها:
حور: مش بس إحنا الأتنين.
سارة بإستغراب: إومال مين تاني؟!!.
حور بضحك: و الحمام كمان.
سارة بضحك: ماشي يختي بس يلا عشان إتأخرنا.
حور: ماشي.
غسلت حور فمها و يدها جيدا و تنشفها بمناديل ورقية…..ليتأكدا من ملابسهم و خرجوا من الحمام.
…………………………………….
نظر أسد في ساعة يده السوداء ليقول:
أسد: هما دول إتأخروا ليه؟؟ ليكمل بسخرية:… دا على أساس إنها خمس دقايق بس.
سيف بلا مبالاة: عادي يا كينج فيها إيه لو إتأخروا دقيقتين تلاتة عن الوقت المتحدد.
أسد ببرود: ما فيهاش حاجة.
رفع سيف نظره عن الهاتف ليجدهما أتيتان ليشير لأسد بنظراته:
سيف: جايين أهوه يا كينج.
أسد ببرود: طيب يلا عشان نمشي ورايا حاجة أعملها.
سيف: ماشي.
أشار أسد بيده للنادل…فأتى و معه الحساب ليدفعه أسد ببرود بينما سيف كاد أن يتقاتل معه بسبب دفع الحساب….أمسكت حور ببعض الأكياس و سارة أيضا و الشباب حملا الاكياس الخاصة بهم أيضا.
…………………………………….
خرجوا من المركز التجاري ( المول) و توجهوا نحو سيارة أسد ليضعوا الاكياس في الحقيبة الخلفية ليغلقها سيف…أمسكت حور يد سارة لتسحبها بعيدا قليلا و تهمس لها بقلق ليلاحظهم أسد بيننا سيف راوده إتصالا و إضطر للرد عليه:
حور بهمس: سارة أنا لازم أعمل مشوار مهم.
سارة بإستغراب: مشوار إيه المهم دا؟؟.
حور مفسرة: إنتي عارفة مستشفى الأمل صح؟.
سارة تومئ: أيوة إلي بتروحي عليها كل مرة هنا.
حور: ايوة….اهوه الولد إلي إسمه محمد إلي حكتلك عنه قبل كدة لازم أروحله ضروري.
سارة بعدم فهم: طيب إيه السبب عشان تروحي و إنتي كنتي هناك من يومين؟.
حور بخجل: أصله أمنيته إنه بعد ما يمشي على رجليه إن شاء الله يحضر فرحي.
سارة بتعجب: بتتكلمي جد ولا بتهزري؟.
حور: و هكون بهزر ليه….و بعدين المشكلة مش في دي.
سارة: إومال في إيه؟؟.
حور: مش عارفة أسد هيوافق ولا لا؟؟.
سارة: عندك حق هو صعب بس هيوافق
حور: إزاي يا ذكية.
سارة ببساطة: هقوله أنا.
حور: سارة طيب يلا.
سارة: مااااشي.
إبتعدت سارة عن حور لتذهب نحو أسد الذي كان يتابعهم بنظراته الهادئة…..رأتها حور بينما بدأت سارة الحديث مع أسد لينظر لها لتشيح حور بنظراتها بعيدا عنهم كأنها لا تنظر لهم من الأساس…..لمحته حور بينما يهز رأسه موافقا و أتت سارة مبتسمة نحوها بينما هو أجرى إتصالا سريعا…هزت حور رأسها بمعنى ماذا؟؟ لترد سارة:
سارة: وافق يا ستي.
حور: بتهزري؟؟!.
سارة بقهقهة: والله ما بهزر.
حور بسعادة محتضنة إياها: شكرا يا سوسو شكرا شكرا شكرا.
سارة: العفو يا حبيبتي.
إنهى سيف مكالمته لينادي عليه أسد فذهب نحوه ليسأله:
سيف: إيه يا كينج؟؟.
أسد: أنا هروح مشوار مع حور على المستشفى و نيجي.
سيف: ليه…في حاجة؟؟.
أسد: مفيش حاجة بس إختك عايزة تزور حد هناك.
سيف: ماشي بس….
قاطعه أسد قائلا:
أسد: أنا إتصلت على الحراس هتجي عربية ليك إنت و سارة هنا….و باقي الحرس هيجوا ورايا.
سيف: ماشي.
أسد: بس تعرف لو عملت ل سارة حاجة هتلاقي قبرك تحت رجليك يا سيف.
سيف معاتبا: عيب عليك يا كينج دي بردو هتبقى مراتي بعد يومين….و بعدين إنت هتأمني على روحي.
أسد: ماشي…أنا همشي دلوقتي و العربية دقيقتين بالضبط و هتبقى هنا.
سيف: ماشي يا كينج.
إتجه سيف نحو سارة ليتحدث لحور بعد ان وقف بجانبها:
سيف: حور أسد بيقولك يلا.
حور بتوتر: ماشي يا سيف…و سارة في أمانتك يا سيفو.
سيف مقهقا: حااضر يا حور بس يلا بسرعة.
حور: ماشي…سلام يا سارة.
سارة بخفوت: سلام يا حور.
ذهبت حور إلى أسد ليتحدث سيف مع سارة:
سيف: عاملة إيه سارة؟؟.
سارة بتوتر: الحمد لله و إنت؟.
سيف: الحمد لله…تلفونك فين؟؟.
سارة بإستغراب: لييه؟؟.
سيف: هاتيه دقيقة.
سارة: إتفضل.
اعطته هاتفها ليفتحه و يبدأ بتسجيل رقم ما….ليرن هاتفه و يخرجه ليبدأ بالكتابة مرة إخرى….ليعطيها هاتفها لترى رقمه موجود لتنظر بصدمة إلى الأسم و تهمس:
سارة: ح…حبيبي و…و جوزي؟؟.
سيف: أيوة يا…يا حبيبتي.
رفع هاتفه إلى مستوى ناظريها لترى رقمها مسجل و الأسم مكتوب ب”حبيبتي و مراتي”.
إحمر وجه سارة بشدة نتيجة الخجل ليقهقه عليها سيف بخفوت…. ليهمس لها بحب:
سيف: هبقى أقولك حاجة حلوة كنت مخبيها من زمان جوايا.
هزت سارة رأسها بتوتر…لتأتي في هذه اللحظة سيارتان سوداء واحدة محملة بأعتى الرجال صلابة و الأخرى يقودها حارس واحد ليتحدث سيف:
سيف: يلا طيب عشان العربية جات.
سارة: ماشي.
إتجه نحو السيارة ليفتح الباب الخلفي لها لتصعد بها و يغلقه خلفها…ليفتح الباب الأمامي بجانب الحارس و يجلس فيه ليحث الحارس على بدء القيادة بينما السيارة الأخرى أخذت طريقها خلف سيارة أسد حسب أوامره.
…………………………………….
في شركة كبيرة تسمى شركة الوكيل المتخصصة في التصاميم المعمارية و الهندسية الحديثة…..تمشي سكرتيرة مدير الشركة بغنج و دلال مفرطين مع ملابسها الخاصة بالعمل و التي كانت قصيرة و ضيقة للغاية مع مستحضرات التجميل التي تلون وجهها….دخلت إلى مكتب المدير و تغلق الباب خلفها لتسير نحوه تخت انظار الأخر الذي يقبع خلف مكتبه فتحدثت بدلال بينما تميل عليه و هي تضع ملف أصفر أمامه:
السكرتيرة: إتفضل يا فندم الملف ده عشان عايز يتمضي عليه.
تحدث المدير و الذي كان إسمه ياسر الوكيل شاب في أوائل الثلاثين أبيض البشرة مع شعر بني غامق مائل لأسود و عينان بنية كان ذو طول فارع و جسد رياضي….تحدث بينما يوقع على أوراق الملف:
ياسر: ماشي و عايزك تجبيلي قهوتي و إنتي معاها.
السكرتيرة: حااضر يا ياسر بيه.
غمزت له بعينها بينما تأخذ الملف من أمامه و تخرج من المكتب تحت أنظاره القذرة التي كانت تتفحص جسدها بشدة….مضت نصف دقيقة ليرن هاتفه ليخرجه من جيب سترته ليرى الأسم ليتنهد بملل ليرد:
ياسر: في إيه؟؟.
….: يعني إنت مش عارف في إيه يا ياسر ولا بتستغبى؟؟.
ياسر: هو أنا لو كنت أعرف مكنتش سألت يا حبيبتي.
….: إنت لحد دلوقتي معملتش حاجة ليهم يا ياسر و أنا و مش قادرة أشوفهم كدة قدامي و هما بيحضروا للفرح.
ياسر مفكرا: انا في الوقت دا مش هعرف أعمل حاجة يا نردين لأني مشغول في مشاريع تانية عشان اعوض خسارة الصفقة التركية.
نردين بغضب: ماشي يا ياسر أنا إلي هتصرف لاني مش هستنى أكتر من كدة.
ياسر: براحتك.
ليغلق الهاتف و يرميه بإنزعاج على سطح مكتبه…..لتدخل مرة أخرى السكرتيرة و هي تحمل فجان من القهوة التي طلبها لتضعها على المكتب و تقف بجانبه و يديها تتجول على صدره العريض بينما تبتسم بدلال له ليبادلها بخبث و هي تعرف نواياه القذرة.
……………. ……………………..
في سيارة أسد حيث هو يقود السيارة و حور تجلس بجانبه على المقعد و الوضع صامت بينهم…. كانت تنظر من النافذة على الأرض التي تتحرك تحت أنظارها الهادئة…..كان أسد يختلس النظر إليها بين الحين و الأخر و هو يراقيب هدوئها تحدث بنبرة باردة شبه أمرة لها :
أسد: لما تبقي عايزة تروحي مكان تيجي و تقوليلي أنا على طول مش تخلي حد يحكيلي.
نظرت له حور لبضعة ثوان لتهز رأسها لأعلى و أسفل بينما تتمتم:
حور بخفوت: حاضر….المرة الجاية إن شاء الله.
أسد مرددا: إن شاء الله.
وصل بعد مدة أمام المشفى ليصف سيارته في المكان المخصص ليطفئ المحرك و يهبط كلاهما من السيارة لترى حور سيارة سوداء أخرى و ينزل منها العديد من الحراس لتعلم إنهم تابعين لأسد لتدير رأسها و تبدأ بالسير بالقرب من أسد ليلاحظ الحرس الذين أحنوا رؤوسهم بخفة دلالة على وجودهم للحماية ليهز رأسه بخفة و يكمل سيره.
دخلا إلى المشفى لتبتسم حور إلى بعض الممرضات التي يقابلونها…..بينما نظرات الأعجاب لم تخلو من وجوههم و هم ينطرون إلى أسد….لتسير حور أمام أسد ليجدها تصعد على درجات السلم بحماس ليوقفها سائلا بينما يشير بسبابته نحو المصعد بجانبهم:
أسد: هو مش في أصانصير بتطلعي على السلم ليه؟؟.
حور بتأفف: هو إنت مبتعرفش إنه الطلوع و النزول من على السلم بيفيد عضلة القلب و صحته و بعدين واقف ليه تعالا معايا يااالا.
هبطت الدرجتين لتمسك يده بحركة تلقائية عفوية صدرت منها لتصعد الدرج بسرعة نسبية و هي تبتسم في وجهه ليتعجب هو من حركتها تلك…..توقفا أمام باب غرفة محمد ذات الرقم 213 لتترك حور يده بخفة ليقبض عليها بسرعة عندما شعر بالفراغ….لينظر نحوها ليراها تبتسم بحماس بينما تعض شفتيها لتبدأ بالطرق على الباب بطريقة غريبة بالنسبة له لفتح الباب و تدخل لتشير له أن يدخل ليسير خلفها.
دخل إلى الداخل ليرى رجل يبدو من مظهره و شكله إنه في أواخر الثلاثين و إمرأة تجلس على الأريكة و تبدو في منتصف الثلاثين…. و فتى مستلقي على السرير بشعرا أسود و ملامح شبيهة له و يبدو في التاسعة أو العاشرة من عمره…..ليصرخ الفتى بحماس عندما رأى حور:
محمد: حووور جااات تاني.
حور بإبتسامة: أكيد هاجي تاني يا حمو يا قمر إنت.
نظرت إلى الرجل و الذي كان والد محمد فتحدثت بإحترام:
حور: عامل إيه يا عمو علي؟؟.
علي بحنان: الحمد لله يا بنتي إنتي أخبارك إيه؟؟.
حور: كويسة الحمد لله…إزيك يا عمتو صباح.
صباح بإبتسامة: كويسة يا حور إنتي اخبارك.
حور: كويسة….اعرفكم أسد سيف خطيبي…أسد البشمهندس علي يبقى والد محمد و الأستاذة صباح مدرسة للأطفال مرحلة الروضة…و أخيرا سبب الزيارة محمد.
كانت تعرفهم على بعضهم بمرح كعادتها ليصافح علي و محمد الذي كان فرحا جدا بقدوم حور….إتجهت حور نحو محمد لتجلس بجانبه بينما تمسك يده لينزعج أسد لكنه لم يظهر هذا….تحدثت حور بإبتسامة:
حور: ها يا بطل إيه الأخبارك؟؟.
محمد بحماس: كويسة الحمد لله…العملية نجحت و بدأت بالعلاج الطبيعي و بقيت بعرف أحرك صوابع رجليا تاني يا حور.
حور بفرحة و هي تحتضنه: الف الف مبروك يا حبيب….إنت قولتلي إيه أمنيتك بعد ما تمشي على رجليك تاني؟؟.
محمد: امنيتي هي إني احضر فرحك يا حور.
حور بقهقهة: و عشان كدة أنا جيتلك النهاردة.
نظرت حور نحو أسد الذي كان يراقب بهدوء لتكمل بإبتسامة:
حور: أنا جيتلك النهاردة عشان اعزمك على فرحي يا محمد.
محمد بفرحة: بجد و هتتجوزي عمو أسد؟؟.
حور بخجل: أيوة يا حمو….هتيجي؟؟.
محمد: طبعاااا هاجي و ليه لا.
بدأت حور بالتحدث معه بينما أسد بدءا يتحدث مع علي و يحثه على الحضور بشدة ليوافق علي بفرحة هو و صباح….ليجلس أسد مع علي و يتحدثان عن بعض الأمور الجانبية و يختلس النظر على حور و هي تلعب مع محمد مباراة لكرة القدم و صوتهما يملئ أرجاء الغرفة بأكملها.
مضى الوقت في المشفى بسعادة على حور فذهبوا لأداء صلاة العصر أسد مع علي في المسجد بجانب المشفى و حور كالعادة مع الأطفال…..إنتهت هي لتودع الأطفال و تذهب نحو غرفة التبرع لتطرق الباب فتسمع صوت أسيل لتدخل حور فترفع اسيل رأسها نحو الطارق لتجدها حور لتقف سريعا و تحتضن حور بسعادة و حور تبادلها بسعادة لتتحدث بعد ان فصلت الحضن:
أسيل: هو إنتي مش كنتي هنا من يومين إيه إلي خلاكي تيجي تاني.
حور بعبوس: يعني عايزاني أمشي…خلاص أنا ماشية.
لتستدير بجسدها لتضحك أسيل و هي ترجعها من أكتافها و هي تتحدث بضحك:
أسيل: بهزر يا بنتي الله.
حور: انا عارفة بس قلت اعملهم عليكي.
أسيل: ماشي مقبولة منك.
إبتعدت حور لتجلس على سرير المتبرعين و تكشف عن ساعدها لتذهب نحوها أسيل لتبدأ بتحضير اللازم للتبرع فتحدث حور:
حور: إعملي حسابك إنك هتيجي على فرحي يا أسيل.
أسيل بإندهاش: فرحك؟!!….إنتي؟؟.
حور: أيوة فرحي أنا يوم الخميس دا.
أسيل: بالسرعة دي…..مين إلي إمه داعية عليه دي؟؟.
وضعت الأبرة في وريدها لتتأوه حور بخفة لتستلقي و هي تجيب على سؤال أسيل التي جلست أمامها:
حور: تفتكري إلي كان لابس أسود لما جه ياخدني لما خليتك تاخدي محمد مني؟؟.
أسيل: أه إفتكرتك.
حور: أهوه هو دا يا ستي.
أسيل: طيب يا حور ألف ألف مبروك يا حور: الله يبارك فيكي يا حبيبتي عقبالك.
أسيل: ربنا يخليكي….خلاص بقى بطلي رغي شوية عشان دمك ينزل كويس.
حور بضحك: هههههه حاضر يا أسيل.
ضحكت أسيل بخفة بينما تعمل أمام حور التي تعبث بهاتفها بملل واضح.
……………………………………
عند أسد الذي دلف هو و علي إلى غرفة محمد ليجد محمد و والدته فقط و حور لم تكن موجودة ليتسأل بإستغراب:
أسد: هي حور فين؟؟.
محمد: ممكن تلاقيها عند أبلة أسيل تحت في غرفة التبرعات.
أسد: و بعمل إيه في غرفة التبرعات؟؟.
صباح: هتلاقيها بتتبرع بالدم زي كل مرة لما بتيجي هنا.
أسد : و هي تحت على طول؟؟.
صباح: أيوة تحت على طول هتلاقي بابها ابيض مش أزرق.
أسد يخرج: ماشي شكرا…..و هستناكوا تيجوا على الفرح.
علي: إن شاء الله يا أسد يا أبني شرفت و نورت.
أسد: دا بنورك يا بشمهندس علي…عن إذنكم .
علي: إتفضل يا أبني.
خرج أسد من الغرفة مغلقا الباب خلفه كان سيتوجه نحو المصعد إلا إنه تذكر حديث حور:
حور بتأفف: هو إنت مبتعرفش إنه الطلوع و النزول من على السلم بيفيد عضلة القلب و صحته و بعدين واقف ليه تعالا معايا يااالا.
هز رأسه بخفة مع إبتسامة جانبية ليتجه نحو درجات السلم و ينزل من عليها بسرعة ليتفحص بنظره الأبواب ليجد باب الغرفة الأبيض على بعد عدة خطوات منه يسارا ليتجه إلى هناك….ليطرق على الباب ليسمع صوت فتاة تأذن له ليفتح الباب ليجد حور مستلقية على السرير و يدها ينسحب منه الدم و يتجه إلى الكيس الحافظ….و يجد ممرضة تجلس على مكتبا في زاوية الغرفة.
نطرت أسيل و حور لتهمس حور بينما تعتدل:
حور: أسد!!.
نظر لها بهدوء بينما يدخل ليتحدث:
أسد: سألت عنك فوق قالولي إنك يمكن تكوني هنا.
حور: أنا هنا عشان بتبرع بالدم…أعرفك على الممرضة أسيل صاحبتي من مدة طويلة…أسيل دا أسد خطيبي.
أسيل: تشرفنا…أهلا و سهلا بيك هنا.
أسد: اهلا بيكي…..قربتي تخلصي يا حور؟؟.
إتجهت أسيل نحو كيس الدم الذي يتحرك لاعلى و اسفل لتقول:
أسيل: أيوة خلصت…دقيقة بس أجيبلك قطن و شريط.
حور: ماشي.
إتجهت أسيل تجلب ما تريده من الخزنة الطبية….لترفع حور نظرها إلى أسد الواقف مكتفا يديه لتجده ينظر إليها بهدوء لتشيح بنظراتها بعيدا عنه بتوتر….وقفت أسيل بجانب حور لتنزع الأبرة من وريدها لتتأوه بخفة و نعومة أطربت مسامع اسد الذي بدأ قلبه يدق بسرعة و وتيرة تنفسه زادت قليلا لينظر لها…..من صوتها فقط أحدثت تغييرا في كيانه إذا الأن فعلت هذا ماذا ستفعل مستقبلا؟؟.
وضعت أسيل قطعة من القطن المعقم مكان الأبرة و وضعت فوقها الشريط الطبي اللاصق…..لتعطي حور علبة عصير فراولة و تحدثت مع اسد:
أسيل: لو سمحت يا استاذ أسد إنك تخلي حور تاكل لانه العصير وحده مش هيكفي عشان يعوض الدم إلي تبرعت بيه.
أسد يومئ: ماشي…يلا يا حور.
حور: حاضر يلا….مع السلامة يا أسيل.
أسيل بخبث: مع السلامة يا حور.
خرجت حور بعد أن ألقت نظرة نارية على أسيل التي كانت تضحك عليها….فهي إن لم يكن أحدا يجبرها على تناول الطعام لن تأكل و هذا ليس جيدا لها في حالة تبرعها بالدم….لهذا هي الأن وضعتها تحت الامر الواقع.
خرج أسد و حور من المشفى لترمي حور علبة العصير في النفايات لتتجه إلى مقعدها بجانب أسد لتغلق الباب…..ليبدأ أسد بالقيادة و تحدث:
أسد: هاخدك دلوقتي على مطعم لقدام عشان تاكلي.
حور بعبوس: مش عايزة اكل مش جعانة.
أسد ببرود: أنا مش بستأذنك أنا بقولك عشان هتاكلي برضاكي أو غصبن عنك.
حور بإنزعاج: إيه غصبن عني دي؟؟….أنا محدش بيغصبني على حاجة على فكرة.
أسد: و انا قلت هتاكلي غصبن عنك لو مرضيتيش.
حور بعند: لا مش غصب بقى.
أسد: غصب يا حور.
حور بعند: براحتي و مش هاكل.
أوقف السيارة بقوة على جانب الطريق لترتد إلى الأمام لتسند نفسها ليقترب منها بشدة بينما هي إلتصقت في الباب لتتوتر و قلبها دق بسرعة و صدرها يهبط و ينزل ليهمس في إذنها لتسير كهرباء على طول عامودها الفقري:
أسد: أنا قلت غصب يعني غصب.
وضعت يديها على صدره تدفعه بخفة لكنه لم يتزحزح أبدا ليكمل همسه :
أسد: فاهمة ولا أفهمك أنا على طريقتي.
حور بتوتر: أبعد عني!!.
أسد بإبتسامة جانبية: فاهمة ولا مش فاهمة؟؟.
إقترب أكثر لدرجة أن كتفه لامس كتفها ليرتعش جسدها ليهمهم لها بخفة بينما تعلقت ابصارهم ببعضها البعض لتمعن النظر في عيناه السوداء ليهمهم مرة إخرى لتومئ له برأسها من دون وعي منها لتزداد إبتسامته إتساعا و إرتفع حاجبيه عندما تمتمت بهمس:
حور: فاهمة….بس إبعد عني!!.
إبتعد عنها ليمسك بالمقود و ينظر للطريق بينما هي عدلت من وضعية جلوسها و إلتصقت بالباب و تخطف بضع نظرات بتوتر شديد إستشعره هو.
بعد مدة أوقف السيارة أمام إحدى المطاعم العادية لكنها هادئة جدا هبط هو من السيارة برجولية مغلقا الباب خلفه و هي كالعادة رفعت طرف فستانها لتظر قدميها و تقفز لأن سيارة أسد من النوع العالي أبتسمت بخفة مغلقة الباب خلفها بهدوء لتترك طرف فستانها الأسود ليخفي قدميها و يلامس الأرض أسفلها…
سارت بضع خطوات لتقف بجانبه لكن تفصل بينهما مسافة لا بأس بها…وضع يده اليمنى في جيب بنطاله ببرود لينظر في وجهها ليرى إنعكاس غروب الشمس في عيناها الزرقاء الصافية ليخفق قلبه من شدة جمالها إما إي فرمقته بنظرة منزعجة لتكتف يدها أسفل صدرها و تهز قدمها اليمنى بخفة….إرتفع حاجبه على تصرفها ليحرك يده بحركة معينة مما جعل الحرس يقفون أمام المطعم للحماية.
سار أمامها ليتسير خلفه فتح باب المعطم لتنظر له فيشير برأسه أن تدخل لتدخل و تسير أمامه ليدخل خلفها و يشير للنادل بأن يأتي خلفه…..جلسا على طاولة لشخصين ليطلب لها طعام و هو إكتفى بفنجان من القهوة لتستغرب هي لكن لم تتحدث إكتفت فقط بإراحة ظهرها على ظهر الكرسي المريح و كتفت يديها أسفل صدرها…..بينما هو نظر ببرود ليخرج هاتفه من جيب بنطاله ليعمل عليه كالعادة…..أتى النادل بالطعام و فنجان القهوة خاصة أسد ليضعهم على الطاولة أمامهما.
بدأت بتناول طعامها بملل واضح إما هو بين الحين و الأخر يرتشف من فنجان القهوة و يختلس النظر إليها ليعود و يعمل على هاتفه……غربت الشمس ليتسدل السماء ستائرها السوداء المزينة بالقمر و النجوم اللامعة متفرقة في إرجائها بخفة.
خرج أسد و حور بعد أن دفع الحساب ليجتمع الحرس في سيارتهم الخاصة….صعد أسد في السيارة تليه حور التي كانت تمشي ببطئ و تتثأب بخفة…..أدار أسد المحرك ليبدأ بالقيادة بهدوء و كان الصمت سيد المكان كالعادة بينهم…..وضعت حور رأسها على زجاج النافذة لتبدأ عيناها تنغلق تلقائيا لتجاهد في فتح عيناها لكن لم تستطع لتستسلم لسلطان النوم و تذهب إلى عالمها حالك السواد الذي توج هو عليه إبراطورا.
عدة دقائق مضت ليرفع يده ليمررها في شعره الكثيف لينظر نحوها ليجدها…..نائمة؟!!……هذا ما فكر به هو ليهز رأسه بيأس و إبتسم بخفة عليها……وصل هو إلى القصر ليصف سيارته في فناءه الواسع ليهبط من السيارة و يتجه نحوها هي ليفتح الباب بخفة مسندا رأسها بيده ليمعن النظر في وجهها الملائكي أغمض عيناه ثم تنهد بخفة ليضع رأسها على كتفه لتمتد يده نحو خصرها ليفك حزام الأمان ثم يضع يدا أسفل ركبتيها و الأخرى أسفل عنقها…..لم يخطي خطوة واحدة بعد لتتحرك بين يديه عندما إستشعرت الدفئ ثم دفنت رأسها في صدره ثم سكوون تااام!!.
بدأ يسير بها إلى الداخل لتفتح الخادمة الباب ليعبر منه سريعا و لم يقابله أحد ليصعد السلم بخطوات سريعة متمهلة لأنها خفيفة الوزن إتجه نحو غرفتها لأنها أمام غرفته.
فتح الباب ليدلف داخلا و لم ينير الأضواء بل تركها مظلمة لينيمها على السرير ليستند على طرف السرير بخفة ليسحب يده من أسفل ركبتيها ثم من أسفل عنقها و كان سيبتعد إلا أن قبضتها الصغيرة ممسكة جزءا من قميصه من جهة صدره لينظر لها فكانت نائمة بعمق اعاد نظره إلى يدها ليضع يده على يدها ليجدها ناعمة الملمس كانت كقطعة من الحرير و كم أعجبه ملمس يدها و بشدة…..نزع يدها بخفة ليضعها جانبا ثم رفع طرف فستانها لينزع عنها الحذاء المسطح بخفة و يضعه بجانب السرير……إستقام في وقفته ليتجه نحو الباب و يخرج ليلقي نظرة أخيرة عليها ثم أغلق باب غرفتها بهدوء…..ليتجه نحو غرفته فتح الباب ليدلف داخلا ثم يغلق الباب خلفه…….

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حور الاسد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *